Uncategorized

رواية أمير قلبي الفصل الخامس 5 بقلم إيمان محمود

 رواية أمير قلبي الفصل الخامس 5 بقلم إيمان محمود
رواية أمير قلبي الفصل الخامس 5 بقلم إيمان محمود

رواية أمير قلبي الفصل الخامس 5 بقلم إيمان محمود

بللت “هاجر” شفتيها بتوتر قبل أن تهتف بتلعثم وهي تحاول تجاهل أنظار “عمرو” الحانقة:
-عادي يعني يا عمرو
قلب عينيه ليزفر بقوة قبل أن يهتف بحدة:
-لا مش عادي ، ولو سمحتي مش عايز اشوفك حاطة ميكب تاني قدام حد
عضت شفتيها بتوتر لتهز رأسها بإيجاب ، أكمل هو معلقا علي حجابها:
-وطرحتك دي كمان ، ممكن أفهم شعرك باين منها ليه؟
تأففت بضيق قبل ان تتحدث بحنق:
-ومالها الطرحة؟ انت بتتحكم فيا كدا ليه هاا؟!
لاحظ نبرتها الحادة فزفر بهدوء محاولا استدعاء ثباته ، صمت لوهلة قبل ان يعاود الحديث بلين:
-هاجر.. بصي انتي خلاص كلها كام شهر وهتبقي مراتي وعلي ذمتي ، وانا بصراحة محبش اي حد يبص علي مراتي ولا انتي اي رايك؟
رفرف قلبها لكلماته لكنها اعترضت بخفوت:
-بس بابا مش بيعترض يعني علي هدومي وكدا
-وانا مليش دعوة بوالدك ، انتي كلها كام شهر وهتبقي ملزمة مني انا وانا ميرضينيش يا بنت الناس تبقي عاملة زي الأراجوز كدا
شهقت باستنكار لتهتف بحدة:
-انا أراجوز يا عمرو؟ 
تنحنح بتراجع ليهتف بلين:
-يعني انتي شايفة ان اللي انتي عملاه في نفسك دا صح
-منا قلتلك مش هحط ميكب تاني
هتفت بخفوت فأكمل بلين:
-والطرحة؟!.. ربنا قال في سورة النور ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]
دا كان امر من ربنا لنساء المسلمين بالتستر والحجاب ، عارفة يعني ايه {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} يعني المفروض رقبتك اللي مبيناها دي متظهرش ، المفروض..  لاموأخذه يعني.. صدرك يتغطي بالطرحة اللي انتي لابساها دي ، عارفة ليه؟
أكمل بهدوء بينما هي تعلق أنظارها فوقه:
-عشان دا كان حجاب النساء في الجاهلية ،  في تفسير ابن كثير للاية دي اتقال كانت المرأة تمر بين الرجال مسفحة بصدرها ، لا يواريه شيء ، وربما أظهرت عنقها وذوائب شعرها وأقرطة آذانها ، يرضيكي تبقي زي نساء الجاهلية؟
أوقفته هاتفة باختناق:
-بس .. كل البنات بتلبس كدا و..
ابتسم وتحدث بهدوء:
-ليكي في السوشيال ميديا والحاجات دي؟
هزت رأسها بهدوء فهتف سريعا:
-طب ايه رأيك تبحثي عن الحجاب الشرعي وان شاء الله تبقي تقوليلي وصلتي لايه اتفقنا؟
هزت رأسها بشرود ، هي وافقته علي عدم تزينها مجددا لانها كانت تتزين لأجله فلما التزين بعد الآن وهي ستصبح له بعد فترة ، أما حديثه عن ملابسها فقد أربكها بحق ، هي تعلم في قرارة نفسها ان ما ترتديه ليس بالصحيح لكن تعليقه عليه وبتلك الآيات جعل قلبها يرتجف قليلا ، ارتفع آذان العشاء فانسحب بهدوء بعدما ألقي التحية علي والداها وجذب شقيقته معه تاركا اياها لا تزال شاردة في حديثه ، أفاقت علي هزة والدها الذي هتف بقلق:
-مالك يا هاجر؟.. هو ضايقك؟
تحدثت سريعا:
-لا ابدا يا بابا انا بس سرحت شوية
لوت “جليلة” ثغرها قبل ان تتحدث بحنق وهي تدغز زوجها بكتفه:
-وانت يا راجل ازاي توافقه علي كتب الكتاب اللي عايزه دا؟
انتبهت “هاجر” لهما فهتف “مسعد” بضيق:
-وفيها ايه؟ ، الراجل عداه العيب ، عايز يكتب علي بتك عشان يبقي براحته ومحدش يوجهلهم كلمة
-وافرض حصل خلاف ومحصلش نصيب تتحسب عليـ..
قاطعها مزمجرا بغضب:
-بقولك ايه يا جليلة ، انتي مش كل ساعة بحال ، منت اللي قلتي هو اللي هيصلحها يبقي تسكتي ومالكيش دعوة بحاجة
-يصلحني!
عقبت “هاجر” بذهول فنظر لها والداها بدهشة ، كيف لم ينتبها لها؟. 
قهقهت “هاجر” بعدم تصديق ، أكان حديثه هذا ما هو سوي محاولة منه لإصلاحها كي تتوافق مع (مزاج) والدتها ، ألم ينصحها لأجلها هي؟.. لأنها ستصبح زوجته؟!..
تشوش تفكيرها فتوجهت الي غرفتها لترتمي علي فراشها ، تنهدت بأسي وقد أصبحت لا تفهم ما يدور حولها بشكل صحيح ، الهذا وافق والداها عليه ، لقد اندهشت في بادئ الأمر من موافقتهما علي “عمرو” كونه يعمل كسائق لكن يبدو ان الأمور قد بدأت تتضح قليلا ، اذا.. ماذا عنه؟!..
هل أتي طالبا يدها لأجلها ام..؟
بدأت الأفكار الغريبة تتضارب في عقلها فنهضت بحزم متوجهة الي المرحاض لتتوضأ وتصلي العشاء قبل أن تغط في نوم عميق أنهت به صراع أفكارها المؤلم..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
-هااا ، قولّي ايه رايك؟
صمت “عمرو” قليلا قبل ان يرد علي أخته بهدوء:
-ان شاء الله خير
-يبقي قلبك مال
ضحك باستهزاء ليهتف بملل:
-انا هطرقع ، والنبي يا سناء تحلي عن نفوخي انا مش ناقص
قرصت وجنته لتهتف بمشاكسة:
-طب انا ماشية عشان عماد هيقتلني وسايباك تفكر في الغالية
-قومي يا سناء روّحي ، قومي
دفعها الي الخارج لتتعالي ضحكاتها بعبث ، أغلق الباب من خلفها ليتنهد بقوة ، أغمض عينيه بإرهاق فأتي بباله رماديتاها اللتان تعلقتا به بهدوء عندما كان يتحدث اليها ، كانت تناظره بهدوء ، بتيه ، بـ.. حب!..
هز رأسه نافيا عن باله تلك الأفكار الحمقاء ليتمتم مستغفرا بخفوت ، خلع قميصه ليلقيه علي الأريكة بإهمال ليتوجه بعد ذلك الي المرحاض ليغتسل قبل ان يخلد للنوم..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
جلست “هاجر” تقلب بهاتفها بتركيز ، لقد فعلت كما طلب وها هي تبحث عن ذاك (الحجاب الشرعي) لكن يبدو أن الأمر أصبح معقدا جدا بالنسبة لها ، التمعت الدموع بعينيها لتلقي الهاتف بعيدا بضيق ، من حديثه يبدو أنها ليست من نوعه وهذا جعلها ترغب بالبكاء فهي لم تكن تفعل هذا سوي لأجله عله ينتبه لها!..
تأففت واستقامت لتتأمل ذاتها في مرآة الغرفة بشرود ، كانت ذات بشرة بيضاء لفحتها الشمس فخطت آثارها فوقها ، عينان رماديتان ورثتهما عن جدها كان لهما الفضل في لفت بعض الأنظار اليها ، كانت ملامحها عادية ، لكنها تريح الناظر اليها ، تلمست شعرها ، لتختنق عيناها بالعبرات ، هو لا يريدها هكذا وهي.. لا تعلم ماذا يجب عليها ان تفعل..
زفرت بضيق قبل أن تتوجه الي فراشها لتدس نفسها بين أغطيتها مناجية نوما ينتشلها من بين أفكارها اللعينة..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
بعد اسبوعان..
هبط “عمرو” من السيارة ليشيح أنظاره بضيق بعدما وقعت عيناه علي “هاجر” التي هبطت من وراء أخته ، ركبت “سناء” السيارة ومن خلفها “هاجر” ليستقل مقعده هو الآخر صافعا الباب من خلفه بقوة..
توترت “هاجر” من عصبيته وما ان كاد ينطلق بالسيارة حتي هتفت “سناء”:
-استني يا عمرو دنا نسيت البوك بتاعي فوق
قالتها وهي تدفع باب السيارة لتهبط متجهة الي مدخل العمارة ، أراد “عمرو” أن يعترض علي تركها لـ”هاجر” معه هكذا لكن اخته كانت أسرع فهبطت دون ان تلقي له بالا ، راقبت “هاجر” انفعالاته الغاضبة عبر المرآة الأمامية لتقضم شفتاها بضيق ، لا تعلم ما به.. ولا تريد ان تعلم ، فيكفيها ذاك الصراع الذي أقامه بداخلها منذ زيارته الأخيرة ، انتفضت بعنف حالما ضرب بيده مقود السيارة ليهتف بعصبية:
-انا مش قايلك تغطي ام شعرك دا؟
-منا.. مغطياه
التفت لها ليشير الي بعض الخصلات التي ظهرت من أسفل حجابها:
-ودا ايه هاا؟!.. فرحانة بشعرك يعني ولا ايه نفسي افهم؟
التمعت الدموع بعيناها لتتحدث باختناق وهي تعدل وضع حجابها للأمام قليلا:
-الطرحة هي اللي بترجع لورا عشان ستان ، انا مغطية شعري كويس
تراجع حالما لاحظ نبرتها الباكية ، ألقي نظرة تقيمية عليها ليزفر بهدوء قبل ان يهبط من السيارة حتي تأتي اخته التي لا يعلم لما تأخرت في الأعلي ، هناك تغيير صغير بالفعل ، فالي جانب عدم صبغها لوجهها بتلك المساحيق الغريبة فقد غيّرت طريقة لفها للحجاب ليخفي عنقها تماما ، لا يزال قصيرا لكن هذه خطوة جيدة سيكتفي بها للآن ، رأي أخته تخرج من العمارة المقابلة ليتنهد براحة ، استقل السيارة من جديد بعدما دلفت أخته ليبدأ بالقيادة نحو احدي الأسواق الكبيرة حيث سيتركهما لينتقيا بعض الأشياء الخاصة بـ”هاجر”.. زوجته المستقبلية!..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
هبطت “هاجر” من سيارة “عمرو” لتلوح لـ”سناء” ببلاهة، انتهت وصعدت الي الأعلي لتتفاجأ بإحدي جاراتها تخرج اليها وكأنها كانت بانتظار مرورها، لم تولها اهتماما وأكملت صعودها لكن استوقفتها تلك الهمهمات المستنكرة التي أتبعتها تلك السيدة بقولها الساخر:
-لفيتي ولفيتي وفي الآخر هتاخدي سواق!
التفتت “هاجر” لها بعنف فتحدثت السيدة سريعا وكأنها كانت بانتظار لفت انتباهها:
-منتي جالك قبله اشي المهندس واشي الدكتور وفي الاخر؟ اترميتي للسواق
-ما تحترمي نفسك يا ولية انتي
شهقت الأخيرة باستنكار هاتفة بصوت مرتفع نسبيا:
-لااا اتلمي كدا يا بت انتي واعرفي انتي بتتكلمي مع مين، دنتي سيرتك بقت علي كل لسان، تكونيش لسة فاكرة ان الكل لسة بيعمل لسيرتك حساب؟؟
-انتي…
-انا هسيبك وادخل لبنتي.. اصل بعيد عنك.. متقدملها دكتور وهياخدها ويسافر الكويس، اسيبك بقي.. مع خيبتك
دلفت الي منزلها سريعا صافقة الباب في وجه ” هاجر” التي تصنمت مكانها غير قادرة علي استيعاب ما حدث!..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
يتبع ……
لقراءة الفصل السادس : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!