Uncategorized

رواية أمير قلبي الفصل السادس 6 بقلم إيمان محمود

 رواية أمير قلبي الفصل السادس 6 بقلم إيمان محمود
رواية أمير قلبي الفصل السادس 6 بقلم إيمان محمود

رواية أمير قلبي الفصل السادس 6 بقلم إيمان محمود

تعالت الزغاريد لتملأ البهجة المكان ، لقد انتهي المأذون لتوه من عقد قِران “هاجر” علي “عمرو” بعدما قاما بتقديم موعد الزفاف ، ناظرته بخجل وقد تخضبت وجنتاها بحمرة لطيفة ، انتظرته حتي يقترب منها ليضمها في ما يُعرف بـ(حضن كتب الكتاب) لكنها وجدته يضم والدتها بود ليطبع قبلة حانية فوق جبهتها ، لوت ثغرها باستنكار وهي تراه يستقبل التهاني من الجميع تاركا اياها واقفة تناظره بضيق ، انتهي واخيرا والتفت لها فابتسمت ببلاهة من جديد ، اقترب منها فظنت أنه لربما يقبل رأسها حتي لكنها فوجئت به يصافح يدها بهدوء هاتفا بابتسامة:
-مبارك
جذبت يدها قبل ان تهتف :
-لا بقااا ، مش دا اللي اتفقنا عليه
عقد حاجباه فاندفعت تتحدث دون تفاهم:
-ايوا يعني فين حضن كتب الكتاب من الليلة دي كلها؟.. هو انا متجوزاك عشان تسلم عليا؟!
تنحنح بقوة فانتبهت الي ما تفوهت به ، تخضبت وجنتاها بحمرة قاتمة وأشاحت أنظارها بعيدا لتشهق عندما اقترب منها وتلمس كفها ، جذبت كفها بخجل فهتف بسخرية:
-دنتي مكسوفة تسيبيني المس ايدك.. حضن ايه بقي اللي عايزة تاخديه؟!
تلعثمت لتهتف بتوتر:
-انت قليل الادب
أشار الي صدره بذهول:
-انا برضه يا بنتي
كادت تصرخ عليه لتواري خجلها منا قالته ليقاطعها حديث والدها الذي اقترب منهما للتو:
-مش هتاخدها وتخرجو يا عمرو؟
ابتسم “عمرو” ليهتف وقد مد يده ليقبض علي كفها:
-هاخدها طبعا يا عمي ، بعد اذنك
جذبها خلفه وتوجه بها الي الخارج علي مضض وهي خلفه تحاول إيقافه صارخة باحتجاج:
-اهدي شوية هو انت بتسحب بقرة وراك؟! 
هبط الي الأسفل واستقل سيارة الأجرة الخاصة به فزفرت هي بضيق قبل ان تصعد الي السيارة هي الاخري ، اغلقت الباب فهتف بحنق:
-قاعدة ورا ليه يا استاذة شايفاني السواق الخصوصي بتاعك؟.. تعالي هنا
هتف واشار الي المقعد المجاور له فهبطت بتوتر وصعدت الي جانبه ، أدار محرك السيارة وبدأ بالتجول في الشوارع دون هدي وهي فقط تراقب الطريق وتختلس بعض النظرات اليه بين الحين والاخر وهي لا تزال لا تصدق انها أصبحت زوجته!..
توقف بالسيارة فرمقته بتوتر قبل أن تشيح بأنظارها الي الجهة الأخري من جديد ، التزم الصمت وقد رأي أن حديثه في هذا الوقت قد يجعله يفسد كل شئ ببعض الكلمات المتهورة التي هو واثق أنه لن يكون قادرا علي ايقاف انبثاقها من فمه، زفرت بضيق فتنهد قبل أن يتحدث بهدوء:
-بصي يا بنت الناس، أنا واحد عارف ربنا كويس وعايزك تتأكدي إني هتقي الله فيكي وكل حقوقك هتكون محفوظة ، أنا معظم النهار مش هكون موجود في البيت عشان هبقي في الشغل ، أتمني لو ميضايقش سيادتك لما أبقي أرجع ألاقي عشايا جاهز وهدومي جاهزة
-طيب
-مش عايز مشاكل مع حد من الجيران ولا عايزك تنزلي من غير ما تقوليلي
تأففت بضيق فصمت ، أدمعت عيناها بقهر عندما زاد الصمت لتتنهد بألم ، لما لا يشعر بها؟..
أدار المحرك بعد دقائق وانطلق عائدا الي المنزل فأسندت رأسها الي الخلف بإرهاق ، ستصبر وستحصل علي قلبه مهما كان الثمن ، فقط صبرا أيها القاسي!..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
صفعت “هاجر” باب السيارة من خلفها بقوة فتمتم ببعض الكلمات الحانقة التي لم تعرها هي اهتماماً ، توجهت الي مدخل عمارتهم وما ان اختفت بالداخل حتي انطلق بسيارته نحو منزله ، تنهدت بقوة وكادت تتحرك لولا ان تعالي رنين هاتفها ، أخرجته وردت سريعا علي والدتها التي تحدثت بسرعة:
-قبل ما تطلعي روحي السوبرماركت هاتي ربع جبنة لابوكي
دبدبت الأرض بقدميها قبل ان تتحدث بحنق:
-مش معايا فلوس يا ماما 
-نزلتلك السبَت يا حيلتها
خرجت من العمارة من جديد واتجهت الي (السبَت) الذي هبط من شرفة شقتهم والذي وضعت به والدتها المال لتأخذه بحنق وتتوجه الي محل البقالة المتواجد في بداية الشارع…
-ربع جبنة تلاجة لو سمحت
ناولت ذاك العجوز المال ووقفت تناظر هاتفها بضيق ، تصرف “عمرو” وصمته أزعجها كثيرا وعكّر مزاجها بحق..
-ازيك يا هاجر ؟
التفتت “هاجر” الي ذلك الصوت الساخر لتقلب عيناها بملل ما ان رأت بعض السيدات اللواتي ناظرنها بقرف ، ألن ينتهين من إلقاء كلماتهن السيئة تلك علي مسامعها؟ ، شمرت ساعديها قليلا قبل ان تهتف بنبرة حادة بعض الشئ:
-الحمد لله يا طنط
أطبقت شفتيها وحاولت عدم التفوه بأي كلمة سيئة ، فاستغلت إحداهن صمتها واندفعت تتحدث بصوت مرتفع وكأنها توجه الحديث لها بصورة غير مباشرة:
-متاخديش علي خاطرك يا ام فيروز ، تلاقيها مقهورة عشان اترمت لسواق في الاخر ، ماهو المشي البطااال ميجيش من وراه غير الفضايح
-الجبنة يا بنتي
هتف العجوز فالتقطتها من يده بسخط واتجهت الي الخارج متجاهلة تلك الكلمات اللاذعة..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
استلقي “عمرو” علي سريره ليتنهد بقوة ، أكان صحيحا ما فعله؟..
أغمض عيناه قبل أن يهمس بخفوت معتاد:
-لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين 
غطي عينيه بمعصمه وانطلق لسانه يردد تلك الأذكار التي اعتاد عليها قبل أن يغفو في نوم سريع..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
-اعوذ بالله من الشيطان الرجيم 
صاحت “هاجر” بفزع عندما اندفع “خالد” أمامها فجأة من حيث لا تدري ، ناظرته بتوتر في حين صاح هو فيها بحرقة:
-بقي بتفضليه انتي وعيلتك عليا؟!.. بقي ترفضيني انا يا بت مسعد عشان تتجوزي السوااق؟
استجمعت شجاعتها سريعا لتهتف بصوت مرتفع:
-اه أفضّله عليك وعلي عشرة زيك مش كفاية فضحتني وخليت سيرتي علي كل لسان؟
اختنق صوتها بالعبرات فاقترب منها ببطء ليهمس لها بفحيح أثار في نفسها الخوف:
-ولسة ، وحياتك عندي طول ما الفرح لسة متعملش لتشوفو مني الويل ، اهو انتي هتبقي ملكي يا هاجر ، برضاكي او بالغصب عنك هتبقي ملكي
-انت بني ادم مريض
صرخت فهتف بابتسامة مخيفة:
-أيوا مريض ، وبرضه هتبقي ليا
انفتح باب المنزل المقابل لهم فالتفتت اليهم “هاجر” بذعر ، كانت السيدة التي رأتها سابقا منذ أيام والتي جلدتها ببعض الكلمات اللاذعة لكنها بدت هذه المرة وكأنها قد استيقظت للتو ، فتركتها “هاجر” وصعدت الي الأعلي سريعا عندما لاحظت اختفاء “خالد” المفاجئ..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
تقلبت “هاجر” بنعاس تحاول التفكير في شئ ما قد يقربها من “عمرو” ، كادت تغفل من جديد لكنها انتبهت سريعا عندما أتت في بالها تلك الفكرة اللامعة ، اعتدلت سريعاً وتناولت هاتفها لتتصل علي أحد ما وخلال ثواني أتاها الرد فهتفت بلهفة:
-سناء.. عايزة رقم عمرو
استمعت الي تذمرات “سناء” التي سبتها لانها أيقظتها في العاشرة صباحا لكي تحصل علي رقم أخيها اللعين ، ومن ثم تحدثت:
-ما تنجزي بقي يا سناء هو انا هتحايل عليكي؟
تأففت “سناء” بنعاس قبل ان تغلق المكالمة بوجهها ، ذُهلت “هاجر” وكادت تهاتفها من جديد لكنها توقفت ما ان رأتها قد أرسلت لها رقمه في رسالة ما ، ابتسمت وهي تتمتم بهيام:
-روحي يا شيخة ربنا يجبر بخاطرك يا سناء يا بت خالتي فوزية
سجلت رقمه سريعاً والتقطت نفسا طويلا طبعت من بعده رسالة قصيرة لترسلها له..
-صباح الخير
ترددت في إرسالها لكنها حسمت أمرها في النهاية وأرسلتها لتغلق الهاتف تماما من بعدها..
استقامت بحماس مفاجئ لتتوجه الي المرحاض لتغتسل وتغير ثيابها ، أدت فريضتها وخرجت بعد ذلك لتري ما اذا كان الفطور جاهزا أم لا وعقلها يعمل في اتجاه آخر وكل ما يسيطر عليه هو تلك الرسالة التي أرسلتها الي (زوجها) منذ قليل ، وسؤال واحد يشغل عقلها.. هل سيرد عليها أم سيتجاهلها فحسب؟!..
أفاقت من شرودها علي حديث والدتها و..
يتبع ……
لقراءة الفصل السابع : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد