Uncategorized

رواية سيليا و الشيطان الفصل العشرون 20 بقلم رولا هاني

        رواية سيليا و الشيطان الفصل العشرون 20 بقلم رولا هاني

رواية سيليا و الشيطان الفصل العشرون 20 بقلم رولا هاني

رواية سيليا و الشيطان الفصل العشرون 20 بقلم رولا هاني

-لقيتي شغل؟ 
قالها “زاهر” بتساؤلٍ بعدما إستمع لصوت إنفتاح الباب ليعلم وقتها بوجودها، فردت هي وقتها بإرهاقٍ:
-اة في صيدلية علي أخر الشارع هشتغل فيها. 
أومأ لها عدة مرات قبل أن يهمس بقلقٍ و هو يقترب منها بعد إستماع صوتها:
-“ياقوت” إنتِ شكلك تعبانة أوي. 
أومأت له عدة مرات قبل أن تهتف بنبرة أصبحت ضعيفة من فرط الإنهاك:
-أنا فعلًا تعبانة جدًا. 
ثم تابعت و هي تتركه لتتجه ناحية الغرفة:
-أنا هروح أرتاح شوية. 
لم تكمل خطواتها تجاه الغرفة بسبب وقوعها علي الأرض، لتقف علي ركبيتها و هي تضغط بكلا كفيها علي رأسها بعنفٍ لعل ذلك الصداع يتركها، بينما هو يتقدم بخطواته للأمام باحثًا عنها و هو يصيح بهلعٍ:
-“ياقوت”…”ياقوت” إنتِ كويسة!؟
مدت كفها تجاه الأريكة لتستند عليها و هي تنهض ببطئ هامسة بنبرتها المرتجفة:
-أنا كويسة يا “زاهر” متخافش. 
دلفت للغرفة بخطواتها البطيئة، ثم إرتمت علي الفراش بحذرٍ و هي تحاول مقاومة شعور الدوار الذي لاحقها بلا رحمة لتصبح في حالة واهنة هكذا، أطبقت جفنيها و عبراتها تتهاوي علي وجنتيها لتتذكر وقتها الكثير من الأشياء، لتتذكر وقتها الماضي الذي لا يتركها، الماضي الذي ينغص حياتها، حياتها الذي تدمرت و مازالت تتدمر، زواجها الذي لا تعرف إن كان مناسب أم لا، “زاهر” الذي لا تريد أن تظلمه معها، لا تريد أن تظلمه مع فتاة تعيسة مثلها، لا تريد أن تظلمه مع فتاة ينظر لها المجتمع بنظرة ليست لطيفة، لا تريد أن تظلمه مع فتاة معقدة مثلها، و عند تلك اللحظة ذرفت عيناها دموع حارة ألهبت وجنتيها و هي تضع كلا كفيها علي فمها لتكتم صوت نحيبها، لتصدر وقتها ذلك الأنين الخافت و هي تستسلم للنوم الذي كان يلح عليها بشعور النعاس، بينما هو يقف أمامها و هي لا تشعر به، بينما هو يقف أمامها و هو يشعر بصرخاتها المكتومة، يقف أمامها و هو يشعر بالعجز علي جعلها سعيدة، شعور العجز ذلك يقتل الإنسان بلا تهاون، خاصة عندما يقف أمام معشوقه و هو غير قادر علي مساعدته، عندما يقف أمام معشوقه الذي يغرق و مع الأسف و هو غير قادر علي السباحة! 
____________________________________________
غزرت أظافر كفها الأيمن بوجه “بلال” الذي صرخ بألمٍ بعدها مباشرةً، و غزرت أظافر كفها الأيسر بذراع “تميم” الذي حاول سحبها بعيدًا عنه، بالإضافة إلي رفضها صارخة بنبرة عالية ألمت حنجرتها:
-إبــعد عني.
ركلت “بلال” ببطنه عدة مرات بكلا قدميها و هو تسبه بسبابٍ لاذعٍ صارخة بإهتياجٍ و غضبها الجحيمي يتفاقم بصورة لا تبشر بالخير:
-يابن ال***…أنا مش هسيبك عارف يعني إية مش هسيبك؟
سحبها هو وقتها بعنفٍ مفاجئ و هو يصرخ بوجهها بإحتدامٍ لتتلاحق أنفاسه بعبوسٍ:
-كـفاية
أخذ صدرها يعلو و يهبط من فرط اللهاث لتتابع بعدها صراخها بسخطٍ و هي ترمقه بإنفعالٍ إزداد حتي وصل لذروته:
-ها صدقتني دلوقت؟
عم الصمت المكان خلال تلك اللحظات بسبب فقدان “بلال” للوعي من قوة الضربات التي تلقاها، فلم يشعر به أحد، لتكن وقتها النظرات هي المتحدث في ذلك الموقف، نظرات نارية يتبادلاها و عيناهما تشتعل بوميضٍ تحذيري ينبه بوجود حرب سوف تدق طبولها بأي لحظة، ليكن وقتها التوتر بينهما أوج ذروته، لتكمل هي صراخها بإمتعاضٍ:
-رُد عليا. 
تجهمت ملامحه و هو يتابعها بوجومٍ، فهو مازال في صدمته في إبن خالته صديق طفولته، و بالرغم من كل ما حدث إلا إن هناك شئ بداخله يحثه علي عدم تصديق ما قاله “بلال”، ليس من السهل تقبل الصدمة و تجاوزها، هناك الكثير لا يستطيعون إستيعاب الكثير من الصدمات، أما هي فصمته أثار حفيظتها أكثر لتصرخ وقتها بغضبٍ و عروق نحرها تبرز بعصبية:
-إنتَ أكتر واحد أنا كرهته في حياتي. 
ثم تابعت بمقتٍ و بنبرة تزداد حدة:
-علي قد ما حبيتك علي ما كرهتك. 
أطرق رأسه هروبًا من كلا عينيها، بينما تعابير وجهها تكفهر لتتسائل بتهكمٍ و علي ثغرها إبتسامة جانبية ساخرة:
-إية خايف تبُص في وشي!؟
ثم تابعت بحسرة علي كل ما حدث لها خلال تلك الفترة العصيبة:
-عمري في حياتي ما هسامحك علي اللي عملته فيا. 
تحركت بخطواتها تجاه الخارج راكضة لتخفي وقتها بكاؤها بأسي ظهر بوضوحٍ علي تعابير وجهها التي إنكمشت بقهرٍ، بينما هو يرفع رأسه و هو يهمس بتوترٍ:
-لازم يكون في حاجة غلط، إستحالة أكون ظلمتها. 
ثم تابع بعدم إستيعاب و عبراته تلتمع بعينيه:
-أكيد دة مش حقيقي. 
____________________________________________
دلفت للبيت بخطواتها السريعة التي تظهر غصبها بمنتهي الوضوح، و فجأة توقفت عندما إستمعت لصوت “بيسان” و هي تهتف بتلهفٍ:
-“سيليا” في حاجة مهمة جدًا لازم تشوفيها. 
عقدت حاجبيها بعبوسٍ قبل أن تستدير لترد عليها بنزقٍ لم تستطع السيطرة عليه:
-مينفعش الحاجة دي تتأجل!؟
هزت “بيسان” رأسها نافية لتلاحظ وقتها “سيليا” مدي إهتمامها بالأمر، فتنهدت بقلة حيلة و هي تسير معها تجاه المكتب، و ما إن دلفت معها صاحت بتبرمٍ:
-ياريت تقوليلي عايزة إية بسرعة عشان معنديش طاقة لأي حاجة. 
جلست “بيسان” أمامها علي تلك الأريكة و هي تفتح ذلك الحاسوب الموضوع علي الطاولة قائلة:
-تعالي إقعدي. 
زفرت “سيليا” بضجرٍ قبل أن تتقدم بخطواتها منها، لتجلس بجانبها بالفعل و هي تمرر كلا كفيها علي وجهها بعنفٍ، و فجأة توقفت عندما رأت نفسها بشاشة الحاسوب و هي تُسحب علي يد ذلك الحقير لداخل ذلك البيت، فصاحت هي بذهولٍ:
-الكاميرات إتصلحت!
أومأت لها “بيسان” عدة مرات و هي تري تأثرها الشديد بما تراه من مقاومتها الضارية ل “إياد” الذي كان يسحبها قسرًا، لتري وقتها تلك العبرات التي ترقرقت بعينيها و هي تطرق رأسها رافضة متابعة المشاهدة، و بتلك اللحظة هتفت “بيسان” بجدية و هي تنظر في عينيها مباشرةً:
-مش دة المهم يا “سيليا”، دة كلنا عارفينه، المهم الجاي. 
جففت “سيليا” عبراتها و هي تعقد حاجبيها بعدم فهم لتهز رأسها بإستفهامٍ هامسة بنبرة متعجبة:
-إية اللي جاي مش فاهمة!؟
صوبت “بيسان” نظراتها تجاه الحاسوب، فنظرت “سيليا” تجاه ما تنظر هي له لتجد ذلك الرجل يدلف للبيت هو الأخر، فإتسعت هي حدقتاها صائحة بذهولٍ:
-مين دة!؟
ردت عليها “بيسان” بعدما تنهدت بعمقٍ:
-دة أكيد الشخص اللي سرق “إياد”. 
أغلقت “سيليا” الحاسوب و عينيها مصوبة تجاه نقطة ما، لتهتف بعدها بتساؤلٍ لتتابعها وقتها “بيسان” و هي غير مطمئنة لتعابير وجهها الغير مفهومة:
-“تميم” يعرف دة!؟ 
لعقت “بيسان” شفتيها قبل أن تهمس بإرتباكٍ و هي تنظر ل “سيليا” بترقبٍ:
-“سيليا” “تميم” كان قريب من “إياد” جدًا، و كانوا تقريبًا زي الأخوات و يمكن أكتر، صدقيني “تميم” مش هيعرف يستوعب الصدمة. 
إرتسم علي ثغرها إبتسامة جانبية ساخرة قبل أن تهتف بنبرة متهكمة:
-للدرجة دي خايفة علي إبنك!؟ 
رأتها تطرق رأسها بحرجٍ فتابعت هي هامسة بيأسٍ و إبتسامتها المريرة ترتسم علي ثغرها:
-أنا خلاص معادش هاممني غير إني أمشي من هنا، مش عايزة حاجة تاني. 
ثم أكملت بنبرة صارمة لا تتحمل النقاش:
-تميم” لازم يطلقني.
____________________________________________
باليوم التالي. 
-و هتفضل تهرب مني لغاية إمتي!؟ 
قالتها “سيليا” بحدة و هي تدلف خلفه للغرفة، فرد هو عليها بإقتضابٍ و هو يتعمد إخفاء وجهه عن نظرات عينيها:
-إبعدي عني يا “سيليا”. 
كاد أن يبتعد عنها ليخرج من الغرفة و لكنها وقفت أمامه لتمنعه من إكمال سيره فلاحظت هي وقتها وجهه الممتقع بصورة واضحة، فهتفت هي بإحتدامٍ لتحاول تجاهل حالته الغير طبيعية تلك:
-هنتطلق إمتي؟
نظر في عينيها مباشرةً بشرودٍ ملحوظٍ و لم يرد عليها، هو فقط يتأملها و يتأمل عينيها التي كانت ترمقه بعدم فهم، و لأول مرة يقع في تلك الحيرة القاتلة، و لأول مرة لا يعرف ما الذي يجب عليه فعله، لذا و بعد عدة لحظات تحرك هو ببطئ مبتعدًا عنها ليخرج من الغرفة، فأوقفته هي مجددًا عندما قبضت علي ذراعه بقوة لتسحبه للداخل، فتراجع هو وقتها بصورة مفاجأة و هو يدفعها تجاه الحائط ليحاصرها بين ذراعيه صارخًا بنبرة مهتاجة جعلتها تنتفض بفزعٍ:
-قولتلك إبعدي عني، لية مبتسمعيش الكلام؟…لية مش عايزة تستوعبي إني مش هقدر أتكلم دلوقت؟..مش هقدر أتناقش دلوقت، تقبلي دة و إحترمي سكوتي. 
ضربت صدره بعنفٍ و هي توبخه صارخة بإحتدامٍ:
-إنتَ مقدمتليش دة عشان أقدمهولك..إنتَ كسرتني و كسرت قلبي. 
قبض علي كلا ذراعيها بقوة ألمتها و هو يرفعهما لأعلي رأسها، ليرد عليها بصراخٍ هز أرجاء المكان:
-مش عايز أتكلم إنتِ لية مبتفهميش!؟
لاحظت إقترابه الشديد منها لتشعر وقتها بإنفاسه الحارقة و هي تلفح كلا وجنتيها، بالإضافة إلي نظراته النارية التي كادت أن تحرقها بمكانها، و بالرغم من التوتر الذي كان يسيطر علي الموقف صاحت هي بإصرارٍ:
-وجودي معادش له لازمة سيبني أمشي من هنا و طلقني. 
إرتسم علي ثغره إبتسامة جانبية ساخرة قبل أن يهتف بإستهزاء:
-دلوقت عايزة تتطلقي مش كنتي رافضة عشان الفترة الصغيرة اللي عدت علي جوازنا!؟ 
كورت كلا قبضتيها قبل أن ترد عليه بإنفعالٍ:
-يولع الناس و كلامهم، أنا أساسًا بعد ما أتطلق هسافر من هنا و هسيب مصر.
عقد حاجبيه بتهكمٍ قبل أن يرد عليها بنبرة قاتمة أصابتها بالدهشة:
-مش بالسهولة دي هسيبك يا “سيليا”. 
جحظت عيناها بتوترٍ قبل أن تهتف بعدم فهم:
-يعني إية؟
ترك كلا ذراعيها فأنزلتهما بألمٍ، و هي تتابعه بنظراتها المشدوهة و هو يقول بجدية:
-يعني أنا و إنتِ ممكن نبقي زوجين ناجحين، و كمان حياتنا تبقي ناجحة. 
لوت شفتيها بقسوة تحتقره قبل أن تهتف برفضٍ ظهر بكلا عينيها بوميضٍ واضحٍ:
-و إن قولتلك لا!؟…إية هتعيشني معاك بالعافية؟ 
هز رأسه نافيًا قبل أن يوضح لها قائلًا ببساطة أثارت حفيظتها:
-لا بس هقولك نجرب. 
عبست ملامحها قبل أن تزفر بمللٍ و هي تتسائل قائلة بعجرفة:
-نجرب إية!؟
جلس أمامها علي تلك الأريكة قبل أن يرد عليها بهدوء جعل شعور الصدمة يزداد بداخلها:
-نجرب نبقي كدة، يعني ندي نفسنا مدة سنة أو سنتين..
قاطعته بوجه مكفهر و هي توبخه بنبرتها المتغطرسة:
-سنة ولا سنتين مين دة أنا عايزاك تطلقني إنهاردة قبل بكرة!؟ 
تابع هو حديثه بلا إكتراث متجاهلًا ما قالته منذ عدة لحظات:
-منها نجرب نبقي ناجحين في حياتنا و منها متتطلقيش بعد فترة صغيرة من جوازك و تضطري بعدها تهربي من مصر عشان كلام الناس و تسافري.
ثم تابع بترقبٍ و هو يتابعها بنظراته المتمعنة:
-ها موافقة؟
يتبع…..
لقراءة الفصل الحادي والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد