Uncategorized

رواية أمير قلبي الفصل العاشر 10 بقلم إيمان محمود

 رواية أمير قلبي الفصل العاشر 10 بقلم إيمان محمود
رواية أمير قلبي الفصل العاشر 10 بقلم إيمان محمود

رواية أمير قلبي الفصل العاشر 10 بقلم إيمان محمود

صمت قبل أن يجيبها بتساؤل:
-وهي دي حاجة مضايقاكي؟!
اندفعت تهتف بلهفة:
-لا والله، بالعكس.. أنا حبيت كلامنا اوي
-هتنامي امتي؟
-يا عم اجبر بخاطري وقولي كلمتين حلوين بقي يخربيت كدا، أنا قاعدة أحب علي نفسي وانت قاعد تشاهد ولا تبالي خالص يعني، مش كدا يا عمرو، دنا هطق
تعالت ضحكاته ليهتف باستفزاز:
-طب اهدي بس لايطقلك عرق
-يا عمرو فين الرومانسية؟، فين الحنان؟ فين الكلام بتاع الأفلام دا؟
-بيوجعلي معدتي
-تصبح علي خير يا عمرو، انا غلطانة اصلا اني رديت عليك، امشي نام
قهقه قبل ان يجيبها بدفء:
-وانتي من اهل الخير
أنهت المكالمة لتتنهد بحالمية وهي تضم الهاتف إلى صدرها، لا زالت لا تصدق أنه هو من كان يتحدث اليها منذ قليل لكن تلك الرسالة التي وصلتها علي الـ(واتساب) والتي لم تحتوي سوي علي جملة واحدة منه جعلتها تدرك ان ما حدث كان حقيقة وليس حدثا نسجه خيالها الملهوف:
-تصبحي علي جنة
-وانت من اهلها
أرسلتها لتغلق الهاتف من بعدها وهي تتنهد بهيام، كم تعشق هذا الرجل !..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
عند “عمرو”..
تنهد بقوة وهو يضع هاتفه جانبا، نظر إلى الفراغ أمامه ليبتسم بشرود وهو يتذكر كلمات “الحاج خيري” التي ألقاها على مسامعه أثناء صعوده..
~فلاش بااك~
أوقف “عمرو” سيارته أسفل العمارة ليتوجه بعد ذلك إلى الأعلي قاصدا شقته، توقف فور رؤيته للحاج “خيري” يقف أمام منزله وقد بدا عائدا هو الآخر من الخارج لتوه ليُلقي عليه السلام، رد “خيري” بود وهو يتحدث بهدوء:
-الف مبروك يا عمرو، معلش يابني مباركتلكش لما كتبت الكتاب
-الله يبارك فيك يا حج خيري
-علي فكرة أنا بادئ جمعية جديدة ولو عاوز ممكن أديك الدور الأول عشان مصاريف الجواز وكدا
ابتسم “عمرو” بامتنان وهو يرد بابتسامة:
-تسلم يا حج، انا الدنيا معايا كويسة ومعتش فاضل قدامي تجهيزات كتيرة فلو حد محتاج فلوس الجمعية اكتر اديهاله
-ماشي يا غالي
كاد “عمرو” يستأذنه ليصعد إلى الأعلى لكنه استوقفه ليهتف بحرج طفيف:
-عمرو
انتبه له “عمرو” فحدثه الأخير بهدوء وحرج طفيف:
-خليك كويس معاها يا عمرو، كل الحارة عارفة هاجر وكلنا عارفين انها لا يمكن تعمل كدا بس انت عارف الناس ما بتصدق تلاقي حد وبيقعدو ينهشو فيه
-انا عارف انها لا يمكن تعمل كدا
ابتسم “خيري” علي اندفاعه فأكمل:
-أنا بس قلت أنبهك، ساعات الإنسان بيكون في غفلة وبيبقي عايز اللي يصحيه وانا حبيت اقولك متظلمهاش، هو اصلا كلامه مش معقول لان الحارة كلها عارفة انه اتقدملها قبل كدا كذا مرة ورفضته فهتروح تشوفه ليه وهي رفضته قبل كدا؟، بس انت عارف النسوان بقى والكلام اللي مش بيخلص، وادي كل واحدة منهم بتطلع كل يوم باشاعة جديدة، فحبيت اقولك تاني متظلمهاش معاك يا عمرو، انت زي ابني وابو هاجر غالي عليا وانا ميرضنيش انك تيجي عليها
ابتسم “عمرو” بتفهم وهو يفكر في حديثه، لقد استطاع بسلاسة أن يزيح بعض الغمامات التي كانت قد أغشت تفكيره، فنبهه لكثير من الأشياء ، شكره بخفوت قبل ان يُلقي عليه التحية من جديد ليتوجه نحو الأعلي وعقله مشغول بالأفكار..
أدّي فروضه وغيّر ملابسه وجلس ليفكر في كلامه وما هي الا دقائق حتي التقط من بعدهم هاتفه ليهاتفها وقد رأي أنه لا يحق له ظلمها معه!..
~اند فلاش بااك~
تنهد بابتسامة وهو يشعر براحة تغمر صدره، يشعر بداخله ان تلك الخطوة ستزيل بعض الأسوار التي بناها هو بينهما وهذا جعله يبتسم بسعادة!..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
-يابني طمني عليك، انت فين يا خالد؟
هتفت “سعيدة” بصوت متقطع من أثر البكاء تناجي ابنها ليرأف بحالها ويخبرها بمكانه فقد اختفى فجأة دون أن يُخبرها عنه شئ، لم يرد “خالد” الذي كان شاردا منذ بداية حديثها سوى بعد دقائق ليتحدث بعدهم بملل:
-متخافيش يمّا أنا مش عيل وهتوه يعني
-يابني
-هكلمك بعدين يمّا، سلام
أغلق الهاتف سريعاً وهو يُراقب “هاجر” تخرج من باب العمارة بابتسامة، ابتسم بشر وهو يهمس لنفسه بخفوت:
-هتبقي ليا، وحياتك لو انطبقت السما علي الأرض لتكوني ليا!..
علي الجانب الآخر، توجهت “هاجر” نحو “سناء” التي كانت بانتظارها بعيدا ليتوجها الاثنتان بعد ذلك الى شقة “عمرو” ليريا تلك التغييرات التي أحدثها..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
بعد ساعتان..
وقفت “هاجر” في الشرفة لتبتسم بسعادة ورأسها ينسج بعض التخيلات السعيدة لحياتها القادمة مع “عمرو”، كانت قد انتهت من مشاهدة الشقة فطلبت من “سناء” أن يبقيا قليلا بما أنه ليس متواجد، وقد وافقت “سناء” بالفعل..
دلفت سريعا بتوتر لتهتف وهي تلتقط حقيبتها لتصرخ برعب غريب:
-قومي بسرعة يا سناء عمرو طاالع
اندهشت “سناء” لتتسائل باستغراب:
-وفيها اي يا بنتي هو احنا بنسرقه؟، وبعدين هو عارف ان انا وانتي هنا اصلا
-بس..
-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هتف “عمرو” الذي دلف إلى المنزل للتو لتعض “هاجر” شفتيها بتوتر، كانت مرتبكة بحق فحديثه معها البارحة لا زال يرن في أذنيها جاعلا إياها تشعر بالدماء تندفع الى وجنتيها بقوة، أشاحت أنظارها بعيداً لتتحدث بتلعثم محاولة السيطرة علي انفعالاتها:
-وعليكم السلام، يلا بينا بقى يا سناء
تأففت “سناء” بملل لتهتف بحنق وهي تتوجه الى المطبخ:
-اهدي يا هاجر هو مش هياكلك يعني
اختفت داخل المطبخ فاقترب “عمرو” من “هاجر” ببطء، راقب توترها واحراجها بهدوء ليهتف ببطء:
-عاملة ايه يا هاجر؟
-كويسة
هتفت بصوت مبحوح فابتسم واقترب منها، ابتسم وهو يمد يده ليلتقط كفها هاتفا برقة:
-ابقي قولي لوالدك اني جاي النهاردة
-ليه؟
اقترب أكثر ليهمس بخفوت اقشعر لها بدنها:
-عشان نتجوز بقي
-محنا متجوزين
هتفت بغباء فغمز بعبث جديد عليها:
-لا انا عايز فرح وكدا
تخضبت وجنتاها بحمرة قاتمة، هتفت “سناء” وهي تراها تناظر الأرض بخجل:
-انت عملت في البت ايه ياض؟
ابتعد “عمرو” بحرج لتسعل “هاجر” بخجل، راقبتهما “سناء” بشك لتتوجه لعد ذلك الي هاجر جاذبة اياها خلفها وهي تهتف بحدة:
-في اكل جوا، كل قبل ما تنزل تاني
أنهت حديثها وخرجت في حين استلقي هو علي الأريكة المقابلة له لتتسع ابتسامته وهو يرتّب خططه القادمة للنعيم بحياة سعيدة مع “هاجر”.. مع زوجته!..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
-يابني بس احنا كنا متفقين ان الفرح كمان اربع شهور
التقط “عمرو” أنفاسه قبل أن يبدأ بالحديث بلين محاولا إقناع “مُسعد” بما يريد:
-يا عمي احنا حطينا المدة دي عشان أجهّز نفسي فيها وعشان هي كمان تجهز، وانا شقتي جهزت وسناء قالتلي ان الحاجات المهمة اللي هي محتاجاها جابوها وخلاص فليه التأخير؟
-وليه الاستعجال؟؟
ابتسم “عمرو” وهو يهتف بهدوء:
-أصلي شايف ان التأخير دا ملهوش لازمة بصراحة، وبعدين هي كدا كدا مراتي فهتفترق ايه بقى؟
-قول لنفسك
-ايه يا امي دنا بقول انتي اللي هتحليها
لوت “جليلة” شفتيها بحنق لتهتف بغيظ وهي تضع صينية المشروبات أمامهما:
-منت اللي قاعد تكروت البت يا عمرو، يعني الخطوبة ولغتها وقلنا ماشي، وحتي كتب الكتاب عايز تخلصه بسرعة كدا وتعمل فرح؟، يابني دنتو مكملتوش كام شهر لسة!
-طب ممكن أفهم هنستني ليه بعد كدا وكل حاجة جاهزة؟، وبعدين انا شايف ان دا الوقت الانسب علي الاقل انا معتش بشوف خالد كتير فليه منعملش الفرح وهو مختفي كدا عشان المشاكل؟
صمت الاثنان عاجزين عن الرد لتدلف في ذلك الوقت “هاجر”، رفع أنظاره اليها ليبتسم بتلقائية وهو يراها تخرج بفستان من اللون الأسود اللامع، نظر لشعرها الذي أحب قِصره كثيرا وهتف بود:
-انتي ايه رايك يا هاجر؟
نظرت له “هاجر” بثبات قبل أن تهتف بابتسامة هادئة:
-انا.. موافقة!..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
(وعشقتكَ مرة وأنا على يقين بأنني سأفعلها مجدداً إن كتبت لي حياة أخرى)
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
ضمّت “سناء” “عمرو” بسعادة بالغة وقد ترقرقت عيناها بالدموع، لقد تعالى صوت الطبول في الخارج معلناً عن بداية ليلة زفافه الحافل في حين تجهّز هو ببذلة سوداء اشترتها له أخته، ابتعدت تراقبه بعينان مدمعتان ليهتف ممازحاً إياها:
-خلاص بقي يا سوسو دنا هتجوز مش رايح أحارب
ناظرته بتأثر وهي تهتف بعمق:
-كبرت يا عمرو وهيبقالك بيت خلاص
-اه وهعتمد علي نفسي وهصرف علي ام العيال
أكمل بدرامية فدغزته بحدة قبل ان تهتف بتهكم:
-أنا نفسي أفهم ايه غيّر حالك مرة واحدة كدا؟، أنا فاكرة كويس انك مكنتش طايقها
ابتسم وهو يتحدث بثبات:
-عشان مينفعش أظلمها معايا، هي خلاص بقت مراتي ومن حقّها عليّا إني أعاملها بالحسنىٰ قدام ربنا عشان يرضى عننا حتي
ربتت علي وجنته بتفهّم وهي تتحدث بلطف:
-ربنا يهديك يا حبيبي ويباركلك فيها ويهديهالك
كاد “عمرو” يجيبها لكن سبقه دخول “عماد” العاصف الذي دلف ومن خلفه بعض الشباب الذين بدأوا بالغناء من حوله والرقص محتفلين بزواجه في جو حافل..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
تعالت دقّات قلبها بقوة حتي كادت تصم آذانها عندما شعرت به يربت فوق كتفها بلطف، كانت مرتبكة فرفضت الالتفات له واكتفت بإخفاض رأسها أرضاً، سمعت ضحات الفتيات المتهكمة فصكت أسنانها بضيق في حين التفت هو لها ليجذب كفيها نحوه لافتا جام انتباهها اليه من جديد، رفعت “هاجر” عينيها إليه فابتسم بتلقائية وهو يراقب وجهها الذي تزيّن بكميات خفيفة من مساحيق التجميل التي لم تبدو واضحة جداً، كانت عادية لكنه رآها خاطفة للأنفاس!..
تأمل فستانها ببسمة فقد جعلها فاتنة، اقترب وقبّل رأسها لتغمض هي عينيها بلا وعي، إنه يؤثر على حواسها بشكل لذيذ، رفع ذراعها اليه ليلفه حول ذراعه متوجها بها بعد ذلك الى الأسفل، إلى حيث سيحتفلون بتلك اللحظات الفريدة والتي تمنت هي ألا يفسدها أحد..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
ابتسمت “هاجر” باتساع وهس تراقب “عمرو” يمرح الي جانب بعض الشباب الذين لم يتركوه يجلس منذ ان وصلا الي قاعة الزفاف، كانت والدتها تجلس قريبا منها في حين وقفت “سناء” إلى جانبها وأخذت تهمس لها ببعض الكلمات الضاحكة، انتبهت وأخيرا علي وكزة “سناء” لتهتف بألم وهي تفرك ذراعها:
-في ايه يا بنتي؟
-يابت بطلي بصبصة دنتي واضح علي وشك اوي انك بتحبيه، انتي ناقصك شوية وتقومي تبوسيه
تنهدت بهيام وهي تتحدث بحب:
-اعمل ايه طيب، بحبه
-دا اخويا علي فكرة
-دا جوزي علي فكرة
ردت “هاجر” بتهكم فقهقهت “سناء” بمرح لتعاود التعليق علي رقصات الشباب التي رأتها هي مضحكة بشدة..
مرت فترة اقتربت من بعدها بعض النساء منهما ليباركن لـ”هاجر”، ابتسمت لهم “هاجر” بمجاملة، لتجذبها إحداهن إلي أحضانها بحبور مصطنع، تضايقت من فعلتها وحاولت الابتعاد سريعا لكنها تجمدت ما ان همست الأخري بغيظ:
-بقي بعد كل دا تاخدي سواق؟، والله وعشنا وشفناكي مفضوحة بتدوري علي اللي يستر عرضك يا هاجر!
ابتعدت السيدة حالما انتهت من رمي تلك الكلمات السامة بأذنها لتتشوش رؤية “هاجر” بألم، لقد سمعت اليوم ما يكفي من تلك الأحاديث، جلست بصمت غريب وقد اختفت فجأة ابتسامتها وظلت تنزر للفراغ أمامها بخواء تاركة “سناء” تحادثها بقلق محاولة الاستفسار عن حالتها تلك والتي سيطرت عليها فجأة..
مرّت ساعات توجه بعدها “عمرو” إليهم بتعب ليهتف بمزاح وهو يناظر “هاجر”:
-سرحانة فيا ولا ايه؟
لم تنتبه لما قاله فاكتفت بإعطائه ابتسامة باهتة استغرب هو لها، نظر لأخته بتساؤل فهزت كتفيها دلالة جهلها بسبب حالتها تلك، كاد يتحدث من جديد لكنه صمت وتوجهت أنظاره إلى أبواب القاعة بصدمة والتي دلف منها..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
يتبع ……
لقراءة الفصل الحادى عشر : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد