Uncategorized

رواية خاطفي الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم شهد حسوب

        رواية خاطفي الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم شهد حسوب

رواية خاطفي الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم شهد حسوب

 رواية خاطفي الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم شهد حسوب

“أنفذ رصيدي من الستر!”
رفع سماعة جواله هاتفاً بابتسامة 
– ايوا يا كبير .. وصل 
ثم اغلق الخط وعلي ثغرة ابتسامة واسعة من تأديته لعمله بشكل ممتاز ، ثم دلف إلي سيارته مرة أخري منتظراً آخر التعليمات .
___________★ “صلي على سيدنا محمد”
عقب وصوله تلك المكالمة جذب هاتفه ، محفظته ومفاتيح سيارته وخرج بسرعة اتجاة مبني شركة والده .
دلف أدهم إلي الشركة ووجهه يكسوة معالم الغضب ، فتح باب المكتب علي حين غفلة فسمع أسر يحادث والده 
– مايقدرش يعملها 
كاد أبيه أن يتحدث ولكن قاطع حديثه دخول الادهم إلي المكتب علي حين غفلة 
– واديني جيت .. وهوريك يا أسر هعمل فيك اي 
نهض أسر بفزع بينما تحرك أبيه من علي كرسيه مفزوعاً هو الآخر 
– أدهم ! 
هجم عليه الادهم كالوحش الثائر يلقي إليه الضربات المتتالية وهو يسبه بأبشع الألفاظ 
– بقي عايز تسقط مراتي يا *** .. مش مكفيك اللي بتعمله مع مراتك يا *** .. بتسهرلي مع ال*** لوش الفجر وابنك بيموت .. انتا اي يا اخي .. سلالتك اي .. انتا من سلالة ال *** .. بتمد ايدك علي حرمة بيتك يا *** 
فصرخ به والده وهو يحاول فض النزاع 
– خلاص يا أدهم 
كان أسر يلقي إليه بعض الضربات ويتحدث بغضب 
– مراتي وانا حر فيها ..مالكش دخل بيا 
فصرخ به الاخير 
– لا ليا دخل .. وهربيك من الاول يا أسر ال*** 
– تربي مين يا *** .. انا اللي همحيك من وش الارض 
– هتشوف مين هيمحي مين 
أسرع والده إلي هاتف مكتبه طالباً الأمن كي يأتي ويفض ذلك النزاع بين الطرفين ، كان كل منهما يلقي الضربات إلي الاخر مع السب بأبشع الألفاظ ، دقائق ودلف رجال الأمن إلي الداخل فصراخ بهم عادل 
– حجزوا مابينهم بسرررعة 
هرولوا جميعاً ناحية أسر وأخيه وحاولوا فك الشِباك بينهم الذي نجح بصعوبة .
نجح الأمن في إبعاد الادهم عن أسر ولكنهم كانوا يحاولوا جاهدين الاشتباك مرة أخري ، تحرروا من الاشتباك ولكنهم لم يكفوا عن السب من الطرفين ، فصرخ بهم عادل 
– خلاص يا أدهم اهدي .. وانتا يا أسر اسكت شوية 
فصرخ به أسر بغضب 
– مش هسيبك يا أدهم .. وربنا ما هسيبك 
تحدث الادهم بغضب وصوت عالي 
– برااااااا .. برااااا يا *** .. مش عايز اشوف وشك في الشركة ولا البيت تاااني … اما تنضف تبقي تيجي 
هتف أسر بصوت عالي يملؤه الغضب ، بينما يسحبه الأمن إلي الخارج 
– ماشي يا أدهم .. وربنا ما هسيبك .. هخليك تندم 
صاح به الادهم بصوت عالي قبل أن يخرج الاخير 
– برا يا تربية ***
ضرب الادهم بكفيه علي المكتب وهو يغمض عينيه بغضب ، ثوانٍ وفتحهم مرة أخري ناظراً إلي والده بوجه يكسوه الغضب 
– وتقولي مااعرفش مكانه فين .. انتا اي جبرووووووت 
ثم تركه وخرج دون أن يسمع إلي حديثه الذي يشغله غضباً فوق غضبه .
_____________★ ” سبحان الله وبحمده”
صدع رنين الجوال بداخل مكتبه ساحباً إياه من محيط تركيزه مع تلك الأوراق التي تمكث أمامه ، رد علي المكالمة دون أن ينظر إلي اسم المتصل 
– خير 
– ………………………………………………
ترك الاوراق ثم تحدث باهتمام  وعلي ثغرة ابتسامة فرحة من تلك الأخبار السارة لدية  
– يعني أسر لسا طالع من الشركة ووشه متخرشم !
– ………………………………………………
– امممم لسا طالع هو كمان 
– ………………………………………………..
تبسم الاخير بخبث هاتفاً 
– تمام اوووي خليك وري أسر بقي اوعي يتوه عن عينك + راقبلي المكان اللي هو فيه كويس اوي 
– ………………………………………………….
– تمام اوي طير انت 
ثم وضع جواله علي المكتب متبسماً بنصر 
– ولسا .. دي بس البداية 
_______________★ “سبحان الله العظيم “
انتهي محمد من عمله ثم نظر إلي ساعة جواله ، ابتسم بثقة ، واخد مفاتيحه وخرج من المكتب .
انتهت ريهام من محاضراتها وودعت صديقاتها بابتسامة صغيرة عازمة علي الرحيل إلي منزلها ولكن استوقفتها سيارة محمد التي كانت تنتظرها قبيل الجامعة بقليل ، تبدلت ملامحها الي العبوس واسرعت في خطواتها كي لا تلتقي به ولكنه ترجل من السيارة بسرعة وجذبها من يدها قبل أن تتخطاه ، فصرخت به ريهام بضجر 
– ايدك لو سمحت…
ولكن بتر كلمتها حينما رأت تلك الابتسامة اللطيفة التي تزين وجهه مع باقة الورد الحمراء التي يتخللها رسالة صغيرة من الداخل ، بادر محمد قبل أي كلمة منها
– بحبك 
تنهدت ريهام بحزن هاتفة بصوت خافت علي حافة البكاء   
– انتي بتعمل فيا كدا ليه يا محمد !
هتف محمد بنفس النبرة هادئة جاهداً علي إخراجها صادقة 
– عشان بحبك يا ريهام 
– واللي بيحب حد بيأذيه كدا !
– وانا اذيتك في اي ؟
– من لما دخلت حياتي وسلبت النوم من عيوني .. انا تعبت اوي يا محمد وتعبت من العلاقة دي .. 
– صدقيني يا ريهام .. انا ناوي ادخل البيت من بابه بس الأمور تتحسن ويجي الوقت المناسب 
تحدثت والدموع تسقط من عينيها 
– لحد امتي يا محمد .. لحد اما هتفضل تضحك عليا بالكلمتين دول 
– ريهام ثقي فيا .. ثقي فيا المرادي بس 
– محمد انا تعبت .. انا بقيت خائفة حد من اهلي يشوفني معاك هتبقي مصيبة صدقني .. ولا حد يسمعني بكلمك .. بجد بجد تعبت 
فامسك يدها محاولاً بث بعض الطمئنية إلي قلبها عبر دفئ يديه 
– اوعدك قريب جدااا هتتخلصي من كل الخوف دا .. وهتبقي ليا ومعايا علي طول 
هتفت ريهام بأعين لامعة بالدموع 
– بجد يا محمد ! 
– بجد يا قلب محمد 
صمت الطرفين ينظران إلي بعضهما بصمت بينما الأعين تسترسل حديثها ، حتي قاطعه محمد هاتفاً
– احم احم .. خدي الورد بقي ويلا عشان اوصلك 
أخذت الورد من يديه تستنشقه بعمق وعلي ثغرها ابتسامة صغيرة ، بينما فتح لها محمد باب السيارة مشيراً إليها بالركوب كالأميرات فاتسعت ابتسامتها ملئ وجهها  ، ثم انحنت إليه باحترام قبل دخولها ، عقبه اغلق باب السيارة ودلف إلي الجهه الاخري مستقلاً إياها اتجاه منزلها .
_____________★ “لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين”
دلف أسر علي شقته والغضب يكسو ملامحه ، يهشم كل ما تسقط عليه عيناه ، حتي وصل إلي الأريكة جلس عليها بتعب فارداً اجزاء جسده عليه يتطلع الي السقف بشرود ، يتذكر كل تفصيلة مرت بحياته ، يعتصر  يده غضباً ، يتمني رؤية الادهم راكعاً أمامه لينهال عليه بالضرب المبرح حتي تصرخ يداه من كثرة الالم ، يرد من يفرغ به تلك الطاقة المكبوته بداخله ، تحرقه دون رحمة ، شفقة ، إحساس ، يشعر وكأن انهار العالم لن تكفي لإطفاء تلك النار المشتعلة بداخله ، فقط وفقط لكن تهدأ سوي برؤية ذلك الادهم راكعاً أمامه بذل يترجي منه الرحمة .
مجرد تفكيره في تلك اللحظة استطاع استعاد جزء من هدوئه وراحته النفسية ، نهض ذاهباً إلي المرحاض ، اغتسل ، ثم خرج بمنشفته والتقط هاتفه طالباً أحد الأرقام ، ثوانٍ واتاه الرد من الجهه الأخري ، فقاطعها قبل التحدث بصوت صارم 
– تعالي .. مستنيكي في البيت 
كادت أن تتحدث ، تستفسر  ، تقول اي شئ ولكنه قاطع ثرثرتها بإغلاقه للخط في وجهها .
نظرت إلي جوالها باستغراب هاتفة بلامبالاة 
– ماله دا .. صحيح متعجرف واللي يسيبني عليه اكله بسناني .. بس مش مهم بيكيفني وأيده برحه 
ثم ضحكت بقزاره خارجة من ذلك الملهي إلي البناية الالعن منه .
_________★ “استغفر الله العظيم واتوب إليه”
طرقت طرقة واحدة وقبل الثانية وجدته يفتح الباب ثم يجذبها من يدها ويغلقه بسرعة ، نظرت إليه بجرأة هاتفة بكلمات مستفزة لديه 
– اي دا يا سوسو مين إلى خرشم وشك كدا 
ضغط أسر علي يدها أكثر مما تسبب في آلامها 
– ويخص *** في اي 
هتفت بدلال محاول إخماد غضبه وإشعال الأخري 
– خلاص يا بيبي وهو انتا زعلت 
أردف بنفسنة 
– لا عاش ولا كان اللي يقدر يزعلني 
ثم جذبها إلي الداخل قبل أن تتفوه بأي كلمة تحت ضحكاتها المقززة القذرة .
______________★ “سبحان الله وبحمده”
اخرج جواله من جيب بنطاله طالباً أحد الأرقام منتظراً الرد من الطرف الآخر ، ثانية ، اثنان ، ثلاثة ، تاه الرد من الجهه الأخري 
– خييير 
هتف الاخير بابتسامة انتصار 
– حصل اللي كنت متوقعة يا كبير 
– اعتدل محمد من جلسته هاتفاً بلهفة 
– انتا متأكد ؟
فأردف الاخير بثقة ووابتسانة انتصار 
– شفتها بعيني لسا داخله العمارة يا كبير 
– طب ما ممكن تكون مش رايحاله أتأكد يا زياد الموضوع دا مافيهوش هزار 
– علي ضمانتي يا كبير .. هي نفسها اللي طلعت من عنده المرة اللي فاتت .. حتي شوف الصور اللي بعتهالك 
– تمام يا زيزو .. تشاو انتا 
– اي خدمه يا كبير 
ثم اغلق الخط مبتسماً بانتصار وفرحة تكاد أن يرفرف لها قلبه .
امسك محمد جواله طالباً رقم الادهم ، تعلو وجهه ابتسامة واسعة ، خمسة عشر ثانية واتاه الرد من الطرف الآخر .
______________★ ” سبحان الله العظيم “
انتهي الادهم من قيام الليل بصحبة زوجته ، تراجع قليلاً حتي جلس بجانبها ثم أمسك يديها وبدأ في تسابيح ختم الصلاة 
“سبحان الله والحمدلله والله اكبر ، ثلاثة وثلاثون مرة ، ثم ختم المائة ب لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير ” 
ثم مسحا علي وجههما .
نهض الادهم وشرعت رغدة في توضيب سجادات الصلاة ووضعها موضعها ثم شلحت اسدالها مقبلة على الضجوع بجانب قرة عينها ، كادت أن تغفي الأعين ولكن قاطعها رنين جوال الادهم ، فتح عينه بضجر ناظراً إلي رقم المتصل ، استيقظت رغدة بهدوء هاتفة بصوت ناعس 
– مين اللي بيتصل في الوقت دا يا أدهم ؟
هتف الادهم متهرباً من الحديث معاها ، ناهضاً اتجاة الشرفة 
– ما تشغليش بالك يا حبيبتي .. شغل 
– ماشي 
وعاودت نومها مرة أخري ولكنه دلف إلي الشرفة ضاغطاً علي زر الاستجابة 
– خير يا مصيبة 
هتف الاخير بمرح وابتسامة واسعة 
– طب قول سلام ربنا الاول 
فرد عليه ادهم بضجر 
– اخلص 
فرد عليه الاخير بثقة 
– عندي ليك خبر بمليون جنيه .. ولو ماجيتش خلال ربع ساعه علي اللوكيشن إلى هبعتهولك علي الوتس كمان دقيقتين .. يبقي ااااااااااااء 
هتف أدهم بصوت غاضب خافت 
– اخلص وقول اللي عندك في الفون 
– ما ينفعش يا كبير .. وتعالي ومش هتندم 
فرد عليه الادهم بتهديد واعد 
– تمام هاجي .. بس و ربنا لو طلعت بتكدب ولا اااااا 
فقاطعه محمد باستهزاء 
– هتعمل اي يا بيبي ؟
جز الاخير علي اسنانه 
– مش هخلي لوشك ملامح 
فرد محمد بضحكة واسعة 
– اتفقنا يا معلم .. سلااام
اغلق الأدهم جواله ناظراً إليه بشرود حتي تلقي رساله نصية تحتوي علي الموقع المفترض أنه يذهب إليه للقاء ذلك الوغد .
خرج الادهم من الشرفة وارتدي ملابسه بسرعة مستعداً للنزول ، استفاقت رغدة هاتفة بتساؤل 
– رايح فين يا أدهم في نص الليل دا ؟
– معلش يا حبيبتي عندي شغل مهم 
– شغل اي اللي في نص الليل دا يا أدهم ؟
– بعد اما اجي ابقي اقولك .. سلام 
ثم تركها ورحل دون أن تعرف إلي أين عزم الرحيل سالباً معه النوم من عينيها ، خرجت إلي الشرفة سريعاً تراقب رحيله من البيت ، تنظر إليه بقلق .
_________★ “سبحان الله وبحمده”
وصل الادهم إلي الجهه المقصودة فوجد سيارة محمد تنتظر قدومه ، خرج من سيارته ودلف إلي الاخري هاتفاً بصرامة 
– خييير 
فأردف الاخير ببرود 
– كل خير يا كبير 
– اخلص 
نظر إليه محمد بتحدي 
– أسر !
فنظر إليه الاخير باهتمام 
– ماله ؟
ابتسم محمد بخبث 
– في شقة ال*** 
فنظر إليه الادهم باهتمام ومحمد يخرج جواله عارضاً عليه صورة لفتاة ليلية تدلف إلي المبني ، استشاط الادهم غضباً متحدثاً بصوت عالي 
– مين دي ؟ 
فأردف الاخير ببرود 
– السؤال دا تسأله لاخوك المصون 
ترجل الادهم من السيارة بغضب متوعداً لذلك الوغد ، وشيطانه يزين له غضبه ، بينما تبسم الأخير بانتصار متابعاً سيارة الادهم في مقصدها وعلي وجهه ابتسامة واسعة .
______________★ “الحمدلله” 
وصل الادهم إلي مقصده مترجلاً من السيارة بغضب جامح صافعاً الباب خلفه بقوة ، يخطو بخطوات واسعة نحو شقة أخيه -اللعينة- ، طرقات كثيرة صاخبة غير صابرة علي الانتظار ليس في وقتها تماماً ، افزعت أسر من نومته ميقظة تلك الفتاة أيضاً ، هتفت الفتاة بذعر 
– انتا مستني حد ؟
نظر إليها أسر بصدمة 
– لا !
– طب قوم شوف مين بسرعة !
ارتدي أسر سروالاً قصيراً متجهاً نحو الباب بسرعة كي يري من الطارق ، ما أن فتح الباب بسرعة حتي تلقي لكمة قوة في وجهه من قبضة الادهم التي تشع من الغضب ما يفيض ، سقط من إثرها أسر علي الارض ، نزفت أنفه ، لا يستوعب مجئ الادهم إلي هنا وبذلك الوقت ، فمن أين يخيل إليه عقله بعلم الادهم بما يفعله وفعله تلك الليلة .
نهض أسر بصعوبة يترنح ولكنه تلقي الاخري من الادهم ، وتليها واحدة ، والثانية ، والثالثة حتي خارت قواة وجلس علي الارض بتعب ، أقرب منه الادهم بصوت كالفحيح 
– اي تعبت ؟ .. اتألمت ! .. دا اسهل ولا الرجم في نار جهنم يا *** 
نظر إليه أسر بغضب دون كلمة يحاول أن يستوعب تلك الأحداث السريعة التي بدأت في عرض نفسها عليه دون سابق إنذار .
خرجت الفتاة من الغرفة بعدما ارتدت قميصاً قصيراً يظهر أكثر مما يخفي ، حينما رأته ينزف دماً من ثائر وجهه وذلك الوحش يقف أمامه يهدده بوعيد وعينين تشع من الشرار ما كاد أن يحرق الاخير ، صرخت بذعر منخفضة إلي مستوي أسر ، نظر إليها الادهم باشمئزاز ، استحقار ، غضب ، ثم جذبها من رسغها بقوة ملقياً إياها إلي خارج الشقة بغضب صارخاً بها بقوة 
– برااااا يا *** 
صافعاً الباب في وجهها بقوة ، ثم عاود النظر إلي ذلك النائم علي الارض يأخذ أنفاسه بصعوبة ، نظر إليه باستحقار ، غضب ، اشمئزازاً من كونه شقيقه الأصغر 
– امتي هتنضف .. يا اخي كرهتني في عيشيتي .. انتا مابتوبش 
ضحك الاخير باستفزاز 
– ولا هتوب 
ركله الادهم بقوة في عضوه الذكوري هاتفاً بغضب عقب صرخات الاخير بألم 
– لو تاعبك انا ممكن اقطعولك خاالص .. احسن من انك ترتكب الفاحشة 
انكمش الاخير كالجنين يتأوة  من فرط الألم ، بينما نظر إليه الادهم بإستحقار ثم بزق عليه 
– اللي عملته دا مايجيش 1% من نار جهنم اللي هتتشوي فيه إن شاء الله 
ثم تركه وذهب صافعاً الباب خلفه بقوة ، غضب ، استحقار ، مترجلاً درجات السلم بسرعة وكأنه يصارع الموت في تلك البناية .
نزل الادهم إلي سيارته واتكأ عليها بكفيه مغمضاً عينيه يحاول استجماع القليل من اعصابه ، هدوء ، قواة ، يريد أن يصرخ بعلو صوته ، جاهد الكتم ولكنه لم يجاهد الأنين .
استقل سيارته عادئاً بها مرة أخري علي منزله ، وبداخله جحيم من النيران تحرق قلبه ، جسده ، وروحه أيضاً ، لو يعلم كم أحبه وأخاف عليها من نسمات الهواء ؛ لظل ماتبقي من عمره يعتذر لي عما بدي منه .
إلهي لست ارجو سوي أن تحميه من شر نفسه ، فصدقت حينما قولت : ” وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (53)” -يوسف(53)-
___________★ “لا اله الا الله” 
راقب رحيله تلك الأعين التي تنظر إلي ثمرة خطتها الناجحة بانتصار ، ثقة ، فرحة تجلي صدره من الداخل ، راقب رحيله في صمت يزينه ابتسامته الواسعة ثم استدار عادئاً هو الآخر إلي منزله ليخلد في سباته ، واخير ليلة أخري سوف ينعم بها براحة هنيئة لديه .
_____________★ “الله اكبر “
جلست رغدة علي مقعدها المفضل أمام الشرفة تنتظر قدوم الادهم وبيدها كتاب الله تتلو بعض آياته ، انتبهت جميع حواسها إلي صوت احتكاك سيارة الادهم بالارضية عقب دخوله إلي المنزل ، ركضت إليه رغدة بسرعة كي تتطمئن عليه كي يهدأ قلبها ، ترجلت السلم بسرعة ، بحثت عن الادهم بعينها في أرجاء المكان لم تجده كأنه تبخر ! ، 
وقفت قليلاً ، تفكر ، ياتري إلي أين ذهب ، أكان هنا منذ قليل ، سرعان ما جال في خاطرها مقعده المفضل في الحديقة الخلفية للمنزل ، أسرعت إليها رغدة بلهفة للقائه والاطمئنان عليه ، زبلت ملامحها بحزن حينما رأت ملامح وجهه الحزينة ، جلسته التي يحاول بها اخراج ما به من طاقة سلبية تكاد أن تفتك بقلبه وعقله أيضاً ، تطلعه إلي السماء وكأنه يبث همه إلي خالقه _عز وجل_ ، اقتربت منه رغدة ببطئ ، جالسة بجانبه بهدوء ، وضعت يدها علي يديه هاتفة بصوت هادئ خافت 
– مالك يا أدهم !
فرد عليها الاخير بصوت منكسر ضعيف 
– تعبان 
– من اي بس يا حبيبي !
– الدنيا مصرة تأذيني في اقرب الناس ليا 
صمت فصمتت الأخيرة لعلها تفسح له المجال بإخراج ما يكنه في صدره من آلام تكاد أن تنهي نبضاته ليعلن عن استسلامه وتركه للحياة ، تحدث الادهم بهدوء 
– أو بيأذوا نفسهم بنفسهم .. مابيعرفوش أنهم كدا بيأذوني أنا قبلهم .. ياااة يا رغدة لو بس يعرفوا قد اي انا بحبهم 
فرت دمعة من عينيه بألم ، نام علي فخذها بضعف كطفل صغير يحتمي بوالدته ، يأمن حينما يكون بجوارها ، مسدت رغدة علي شعره بحنان هاتفة بصوت هادئ 
– عارف يا أدهم زمان كان فيه ملك عنده وزير .. الوزير دا يا أدهم كان عنده حكمة كبيرة اوي .. وبيثق أن كل ما يقدره ربنا لبني آدم خير .. في يوم من الايام خرج الملك مع الوزير عشان يصتادوا حيوانات .. وكل لما الملك يتمكن من إصابة شئ بيقوله الوزير لعله خير .. حد لما الملك وهما ماشيين وقع في حفره عميقة اوي .. واتجرح فيها صباعه جرح نزف دم جامد .. 
ثم نظرت الي ذلك الناصت إليها باهتمام هاتفة بابتسامة صغيرة 
– عارف الوزير وقتها قاله اي ؟
– اي ؟
– لعله خير  
هتف الادهم باستغراب 
– طب والملك قاله اي ؟
– استغرب من موقف الوزير .. ولكن أيده ما كفتش عن النزيف فراح بيها للدكتور .. تخيل الدكتور قاله اي ؟ 
– قاله اي ! 
– أمر الطبيب ببتر الصباع عشان ما يتضررش باقي أعضاء جسمه لكن الملك غضب وثار ورفض الخضوع لأمر الطبيب .. بس الصباع ما بطلش نزيف حتي اضطر الملك للبتر غصب عنه عشان يحمي باقي أعضاء جسمه .. عارف الوزير وقتها قاله اي ! 
– اي ! 
– لعله خير 
هتف الادهم باستغراب 
– اكيد الملك عزله من منصبه !
نظرت إليه الأخيرة بابتسامة 
– الملك تدايق جداااا فسأله بغضب ( وما الخير في ذلك ، اتتمني أن يُبتر اصبعي! ) 
فرد عليها الادهم باستغراب مؤيداً حديث الملك 
– عنده حق ! .. اكيد الوزير دا هيطلع خاين في الاخر 
اتسعت ابتسامة رغدة مكملة حديثها 
– أمر الملك حراسته بالقبض علي الوزير وحطوه في السجن .. تخيل الوزير قاله اي قبل ما يمشي ؟
هتف الادهم باهتمام 
– هممممم
– لعله خير 
هتف الادهم بابتسامة ساخرة 
– اكيد الملك شيط منه 
فردت عليه رغدة بابتسامة 
– اممم وكان مستغرب جدااا .. بالفعل فعل واتحبس الوزير وقضي فترة طويلة في السجن حد اما في يوم من الأيام راح الملك في رحلة صيد لكن المرادي كانت مع حراسه بس من غير الوزير .. قابلته فريسة متمردة تحدي نفسه علي اصتيادها  وفضل يجري وراها كتير .. كتير .. كتير .. حد اما بعد عن حراسه 
فرد الادهم باهتمام 
– بس كدا فيها خطر علي الملك !
فأكدت إليه رغدة الحديث 
– امممم .. حد انا وقع في ايد جماعة عايشين في غابة بيعبدوا الأصنام .. لما شافوا الملك بقي نضيف وجميل وسمين وحليوة كدا قالوا بس .. احنا نقدموه قربان للإله 
– الملك خلاص خلص 
أكدت رغدة باهتمام 
– لسا الرحله طويلة .. عرضوه علي قائدهم فشاف صباعه المبتور .. فأمرهم بتركه 
تساءل الادهم باستغراب 
– ههه ليه ؟
– عشان خاطر ماينفعش يقدموا حاجة معيوبة للآلة  بتاعهم .. راحوا أطلقوا سراحه 
نظر إليها الادهم بفرحة 
– ياااااااه .. طب وبعدين 
– بس رجع الملك لقصره مرة تانيه مبتهج جدااا وفرحان أنه ربنا أنقذه من الموت بأعجوبة .. وأول حاجة عملها طلب من حراسه بإحضار الوزير وبالفعل فعل .. وجاء الوزير والملك من فرحته حكاله اللي حصل وكان فرحان جداااا واعتذر منه علي اللي بدر منه 
– طب والوزير سامحه ! 
– اة وعقبها علي طول سأله الملك طب  بتر صباعي كان خير أنه انقذني من تقديمي كقربان لصنم .. طب وبالنسبة لسجني ليك ظلم اي الخير في كدا ! 
تساءل الادهم باهتمام 
– صح اي الخير في كدا ؟
تبسمت رغدة هاتفة 
– الوزير لو كانش اتسجن وقتها كان هيروح معاه رحله الصيد والوزير مش بيبعد عن الملك لحظة واكيد وقتها كانوا يطلقوا سراح الملك وياخدوا الوزير مكانه ويقدموه قربان للإله 
نظر إليها الادهم بابتسامة صغيرة هاتفاً 
– سبحان من مقدر الأقدار 
فمسدت رغدة علي شعره بحنان هاتفه 
– خير يا ملك 
فقبل الادهم يداها هاتفاً 
– خير يا وزير 
تبسمت رغدة علي ابتسامته ومالت عليه بجذعها العلوي مقبلة غُرته ، هاتفة بابتسامة بشوشة ، بها كم كبير من السكينة والطمأنينة
–  ” وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) ” -الانفال- 
هتف الادهم بصوت خفيض حزين 
– استغفر الله العلي العظيم واتوب إليه ..
صمت قليلاً ثم تحدث بحزن كطفل صغير تائهاً عن والدته 
– هو ينفع استغفرلهم يا رغدة ؟
مسدت رغدة علي شعره بحنان 
– ادعيلهم يا أدهم .. الدعاء بيمنحنا ورقة بيضة نرسم بيها الحياة اللي بنتمناها 
هتف الادهم بضعف
– ياااارب .. يارب يارغدة يارب 
ثم أشار علي موضع قلبه وعينيه تلتمع بالدموع لاول مرة أمامها 
– هنا .. هنا بيتحرق يا رغدة .. بتألم .. بحس بخنقة جااامدة اوي لما بشوف حد غالي عليا ربنا رزقه وميسرله الحلال .. وهو بيتجهه للحرام برجليه وكامل إرادته 
انقلب علي جنبه دافناً رأسه في فخذها بألم 
– شيطانه مسيطر عليه وعامية لدرجة أن الحلال والحرام قدامه بيختار الحرام ويأذي حلاله 
رتبت رغدة علي كتفه بمواساه ، حزن علي ضعفه هكذا 
– {فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}[النحل:93]
فرد عليها الادهم بضعف 
– ونعم بالله يا رغدة .. بس انا مصدووم اوي .. مصدوم في اقرب الناس ليا 
هتفت رغدة بمواساه 
– ربنا بيقول ” كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ” ادعيله بالهديا وربنا وليه 
– ونعم بالله 
مدت يدها تزيل بقايا دموعه بحنان وحزن علي مال حل ب قرة عينها ، غير الادهم من وجهة نومته ، مستلقياً علي ظهره نظر إلي القمر الساطع في سماء يكسوها ظلام الليل ، يتخللها نور القمر ، نظرت رغدة إلي القمر بابتسامة صغيرة هاتفه 
– شايف الادهم يا قمر 
فنظر إليها الادهم سرعان ما استوعبت خطئها هاتفة بخجل مرتبك 
– قصدي القمر يا أدهم 
تبسم  الادهم من خجلها هاتفاً 
– ما انا كنت قمر من شوية 
فوكزته رغدة في كتفه بخجل 
– اتلم بقي ! 
نظر إليها بابتسامة بينما هي لم تزيح نظرها عن القمر هاتفة 
– تعرف يا أدهم .. انا بحب القمر جدااا .. بحسه بيتكلم معايا وبيضحكلي .. خصوصاً لما اشوفه ساطع في بيتنا زي كدا ، بلاقيني لا اراديا افضل ادعي وادعي .. 
صمتت قليلاً بينما الادهم يتأمل قسمات وجهها 
– ماما كانت بتقولي دائما أنه القمر لما بيسطع وينور بيتنا كدا بيبشر بالخير ..
تنهدت ، صمتت ، ثم عاودت الحديث مرة أخري 
–  بص للقمر يا أدهم  واتكلم معاه هتحس أنه بشارك احزانك فعلا يا ادهم ادعي .. ادعي بكل إلي قلبك وربك هيستحيب .. ممكن تكون ابواب السماء مفتوحة ..
ابتسامة صغيرة شقته ثغره
–  حاضر .. اي رأيك ندعي مع بعض 
نظرت إليه متحدثة بحماس 
– اي رأيك نروح نتوضي ونجيب مصلياتنا ونقضيها قيام للفجر اصلا متبقي عليه نص ساعة ..  تعالي نقضيها عكوف يا ادهم .. بنيه أنه ربنا يفرج كربك وندعي ونتكلم مع ربنا وكمان تشكيله همومك في السجود ..
صمت قليلاً فأكملت رغدة بحماسها 
– يلا يا أدهم الجو هاوي جدااا وفي نسمات هو لطيفه مع نور القمر ورفرفت أوراق الشجر .. يلا بقي يا أدهم 
قالتها وهي تنهض جاذبة الادهم من يده ، ساحبه إياه خلفها ، متجهه ناحيه غرفتهم للوضوء وأخذ سجادات الصلاة للقيام تحت ضوء القمر في الحديقة والناس نيام  . 
وبالفعل فعلوا ، ءأم بها الادهم في القيام ، كان صوته هادئ عذب ، ساعدهم علي الخشوع ، ما إن سجد الادهم حتي بكي ، بكي بضعف وقلة حيلة ، بكي من حبه لشقيقه الذي يدمر نفسه بعصيانه لخالقه ، شقيقه الذي رأي فيه ابنه الصغير ، لكنه باع آخرته بدنياه ، خسر الاثنين بإصغائة للشيطان ، إلهي اسئلك الهداية فأنه ليس لي سواك .
استمعت رغدة إلي صوت دعائه الباكي فبكت هي الأخري ، بكت علي حزن زوجها وعلي ما يحمله في صدره من هموم ، اعتكا الليل ثاني اثنين حتي صدع اذان الفجر يعلن عن قدوم يوم جديد ، رددا الاذان خلف المؤذن ثم أقام الصلاة وءأم بها مرة أخري .
انتهيا من صلاة الصبح ، فتقدمت منه رغدة هذه المرة وعلي وجهها ابتسامة صغيرة ، ثم جذبت كفه وبدأت بالتسبيح عليها ، فعل معها الادهم وعلي ثغرة ابتسامة راضية ، وقلبه ينبض بالحمد علي تلك النعمة .
انتهيا من ختم الصلاة واذكار الصباح ثم صعدا إلي غرفتهما لأخذ قسطاً من الراحة لعلها تُهدئ الأبدان .
_________★ ” لا اله الا الله محمد رسول الله”
القي محمد تحيه الصباح مقبلاً غُرة والدته ، ثم جلس علي مائدة الإفطار ، كاد أن يضع أولي لقيماته ولكن استوقفه صوت ياسين 
– السلام عليكم 
فرد عليه محمد بهدوء 
– وعليكم السلام .. تعالي الفطر جيت في معادك 
فرد عليه ياسين باستعجال 
– مافيش وقت .. الوقت خلاص زنق والفرح بكرا وماما هتكون هنا بالضبط علي العصر .. فين أروي ! 
فرد محمد بهدوء 
– لسا مصرة علي المقابلة العقيمة دي ؟
فرد ياسين بأسف 
– للاسف .. فين أروي عشان ابلغها ! 
طلبت سعاد من الخادمة احضار أروي وإعلامها بانتظار ياسين لها ، دقائق وكانت أمامه فبادر إليها ياسين سريعاً 
– أروي اجهزي الفرح خلاص اتحدد بكرا أن شاء الله .. وماما علي العصر هتكون هنا .. زي مافهمتك 
فردت الأخيرة بصرامة 
– لاء
جحظت عيني الاخير هاتفاً بغضب 
– لا اي ؟
فردت عليه الأخيرة بتحدي 
– لا مش هعمل اللي قولته .. انا مش معيوبة ولا علي راسي بطحة .. انا شريفة وكله يشهد بكدا .. واي سؤال يتوجهلي هعترف بالحقيقة 
ثم قلبت نظرها بين ياسين ومحمد بتحدي 
– وهقول انكم انتوا اللي شوهتوا سمعتي واديتوا الاذن للرجاله الغريبة أنها تقتحم بيتي في سواد الليل .
يتبع…..
لقراءة الفصل الخامس والخمسون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية صغيرتي أنا للكاتبة سهيلة السيد

اترك رد