Uncategorized

رواية سيليا و الشيطان الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم رولا هاني

          رواية سيليا و الشيطان الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم رولا هاني

رواية سيليا و الشيطان الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم رولا هاني

رواية سيليا و الشيطان الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم رولا هاني

-إلحقيني يا “سيليا” البنت اللي بعتيها دي عمالة تصرخ و تصوت، و مش مبطلة عياط حتي. 
قالتها “بيسان” بهلعٍ ما إن دلفت “سيليا” للبيت التي هاتفتها بإستنجادٍ لتساعدها في ذلك الموقف المروع! 
تقدمت “سيليا” بخطواتها سريعًا تجاه غرفة الصالون حيث صوت النحيب الذي كان يعلو بصورة مفزعة، و ما إن دلفت إنصدمت مما رأته، فهي وجدتها في حالة منهارة لا توصف، و هي تضم كلا ركبتيها لصدرها لتدفن وجهها بين كلا كفيها باكية بحرقة و بصوتٍ يؤلم القلوب، إقتربت “سيليا” ببطئ منها هامسة بحذرٍ:
-“ياقوت”، إ..إنتِ كويسة؟
رأت وقتها إرتجافة جسدها التي إزدادت عنفًا، فإزدردت هي ريقها بصعوبة من فرط التوتر الذي سيطر عليها خلال ذلك الموقف الذي لم تعرف فيه ما الذي يجب عليها فعله، إقتربت منها أكثر و علامات التردد تظهر علي وجهها بوضوحٍ، ثم وضعت كفها علي كتفها و كادت أن تتحدث، و لكنها تفاجئت بها و هي تهب واقفة لتدفعها بعيدًا عنها، فكادت هي أن تقع بعدما تعثرت قدمها و لكن تقدمت وقتها “بيسان” في اللحظة المناسبة لتسندها، إعتدلت “سيليا” في وقفتها لتنظر مباشرةً في عيني “ياقوت” التي ترقرقت بهما الدموع، ثم تفحصت ملامحها التي كانت ذابلة بصورة عجيبة، كادت “سيليا” أن تتحدث و لكنها توقفت عندما رأت تعابير الألم تظهر علي وجه تلك المسكينة و هي تقع أمامها علي الأرض صارخة ببكاء يصيب المرء بالقشعريرة المفرطة، إلتفتت “سيليا” للخلف لتهتف بإرتباكٍ و هي توجه حديثها ل “بيسان” التي كانت تتابع الموقف بخوفٍ:
-هاتي كوباية ماية بسرعة لوسمحت. 
تحركت “بيسان” بخطواتها السريعة لتخرج من الغرفة، بينما “سيليا” تجثو علي ركبتيها و هي تهمس بنبرة مرتجفة:
-أرجوكي فهميني فيكي إية!؟…متخافيش محدش هيأذيكي. 
نظرت وقتها “ياقوت” لصورة “إياد” التي كانت مرمية علي الأرض و الغل يشع من عينيها بوميضٍ مرعبٍ، فنظرت وقتها “سيليا” تجاه ما تنظر تلك المسكينة ليظهر علي وجهها النفور و الإشمئزاز سريعًا، لتتسائل بعدها مباشرةً و هي تنظر في كلا عينيها:
-تعرفيه. 
ردت عليها بقهرٍ و نبرتها تعلو لتعبر عن مدي الأسي الذي تشعر به، بينما “سيليا” تتابعها بصدمة ظهرت و بصورة ملحوظة علي تعابير وجهها:
-حياتي كلها إتدمرت بسببه، إعتدي عليا هو و صاحبه ال***. 
إنتفض جسد “سيليا” برعبٍ ما إن إستمعت لصوت ذلك الكوب الزجاجي الذي وقع علي الأرضية ليتحطم و هو يصدر ذلك الصوت المزعج، فنهضت و هي تستدير و علامات الصدمة تظهر علي وجهها لتنفرج كلا شفتاها و عيناها تجحظ بعدم إستيعاب، لتجد وقتها “بيسان” بحالة لا تختلف عن حالتها كثيرًا، فهي الأخري إنصدمت مما إستمعته ليفغر فمها بعدم تصديق، بينما “سيليا” تحاول تجاوز صدمتها لتهمس بنبرة متوترة و هي تلقي نظرات سريعة علي تلك المسكينة التي كانت تنتحب بهستيرية:
-عايزين نكلم حد من أهلها يجي ياخدها. 
لم تجد رد من “بيسان” التي تسمرت بمكانها ما إن إستمعت لما قالته “ياقوت”، لذا إتجهت “سيليا” ناحية “ياقوت” لتلتقط هاتفها من جيبها، لتفتحه سريعًا و هي تفتح تطبيق الإتصالات و أول جهة إتصال رأتها هي (زاهر) فضغطت علي الأسم سريعًا قبل أن تضع الهاتف علي أذنها، و بعد عدة ثوان هتفت بنبرة مرتبكة واضحة:
-حضرتك تعرف صاحبة الرقم دة؟
أتاها رده بتلك النبرة المتلهفة، فردت هي سريعًا قائلة:
-حضرتك لازم تيجي تاخدها بسرعة، العنوان ***** و..
إختفي الصوت فجأة فنظرت للهاتف بتعجبٍ لتجده مغلق بسبب بطاريته التي كانت فارغة، لذا جزت علي أسنانها بعصبية و هي ترميه علي الأريكة بإهمالٍ صائحة ب:
-دة اللي ناقص. 
____________________________________________
بعد مرور نصف ساعة. 
خرج من سيارته ليتجه للبيت و فجأة توقف بتعجبٍ عندما إستمع لصوت الصراخ المخيف ذلك، لذا دلف بخطواته الراكضة و هو ينوي الإتجاه ناحية غرفة الصالون و لكنه توقف عندما وجد والدته أمامه مباشرةً لتمنعه من إكمال سيره قائلة:
-إستني يا “تميم”. 
رد عليها بنبرة عصبية واضحة و هو يهز رأسه مستفهمًا:
-إية صوت الصريخ دة؟…و فين “سيليا”؟
ردت عليه بنبرة مرتجفة بعض الشئ و هي تلتفت للخلف بإرتباكٍ:
-موجودة جوا و معاها بنت كدة، تعالي إنتَ بس معايا و أنا هفهمك كل حاجة. 
كادت أن تسحبه تجاه إحدي الغرف و لكنها توقفت تلقائيًا عندما وجدت “سيليا” تخرج من الغرفة و الشر يتطاير من عينيها، و هي تصرخ بغضبٍ جحيمي لا يبشر بالخير:
-إبن خالتك ال*** عمر ما مصايبه هتخلص، دمر حياة بنت مسكينة زي ما كان عايز يدمر حياتي، إنتوا إية يا أخي شياطين!؟
جحظت عيناه بذهولٍ ليتابعها بنظراته المشدوهة قائلًا بعدم إستيعاب:
-إنتِ بتقولي إية!؟
كادت أن ترد عليه صارخة بإهتياجٍ و لكنها توقفت عندما إستمعت لصوت تلك الطرقات علي الباب، فإتجهت ناحيته راكضة هامسة بخفوتٍ:
-يارب يطلع هو. 
فتحت الباب لتجد ذلك الرجل أمامها مباشرةً، لتجده يهمس بتوترٍ:
-أ..أنا “زاهر” حضرتك..ك..كلمتيني عشان أجي ل “ياقوت”، ه..هي كويسة؟ 
لاحظت عينيه التي كانت متعلقة بنقطة ما فعقدت حاجبيها بتعجبٍ، لتجد وقتها “بيسان” تشير لها علي عينيها بالنفي، ففهمت سريعًا لتهتف بنبرتها المرتبكة و هي تقبض علي كفه بترددٍ لتسحبه للداخل قائلة:
-إتفضل حضرتك هي موجودة جوا. 
سحب “زاهر” كفه بحرجٍ صائحًا بتلهفٍ:
-هي فين و إية حصلها؟ 
فركت كلا كفيها و هي تسير ناحية الغرفة قائلة بضيقٍ ظهر بتعابير وجهها و بنبرتها بوضوحٍ بسبب رد فعله علي فعلتها التلقائية:
-إتفضل معايا هي في الأوضة دي.
-يتفضل معاكي فين؟…مين دة أصلًا!؟ 
قالها “تميم” بنبرة مهتاجة و هو يشبه الثور الهائج ليدفع “زاهر” وقتها بعنفٍ جعل قدمه تتعثر ليقع علي الأرض صارخًا بنبرة هزت أرجاء المكان:
-“يـاقــوت”. 
وبخت “سيليا” “تميم” صارخة بإمتعاضٍ و هي تضرب صدره بكلا كفيها:
-إنتَ إتجننت!؟ 
كادت أن تستدير لتساعد “زاهر”، و لكنها لم تستطع بسبب “تميم” الذي قبض علي ذراعها بقوة ليسحبها ناحيته بصورة عنيفة، فإستدارت ناحيته تلقائيًا لتري وقتها تعابير وجهه القاتمة المرعبة التي جعلتها غافلة عن كل شئ حتي صراخ “زاهر” التي تعالي و هو ينادي بإسم “ياقوت” كانت غافلة عنه، هي فقط تري تعابير وجهه المتوعدة التي لم تراها من قبل، و لأول مرة تراه بذلك الإنفعال الذي كان متفاقم بصورة لا توصف، بالإضافة إلي قبضته التي إشتدت علي ذراعها بصورة مؤلمة، و فجأة خرجت من شرودها لتسحب ذراعها من بين يديه بصورة سريعة. 
و بتلك اللحظة خرجت “ياقوت” لتبحث عنه بعينيها المتورمتين من فرط البكاء، فوجدته علي الأرض يبكي هامسًا بإسمها، لذا إقتربت منه راكضة و هي تقع علي الأرض بجانبه صائحة بإرتعادٍ:
-“زاهر” إنتَ كويس يا حبيبي!؟..”زاهر” رُد عليا. 
تشبث بكلا ذراعيها هاتفًا بهلعٍ:
-إنتِ اللي كويسة؟…حصلك إية و مال صوتك و إية جابك هنا!؟ 
هدأته بنبرتها اللطيفة و هي تساعده لينهض، ثم أخذته معها ليسيرا خارج البيت:
-متخافش يا حبيبي أنا كويسة، تعالي نمشي و أول ما نروح هحكيلك علي كل حاجة. 
تابعتهما “سيليا” بكلا عينيها حتي خرجا، ثم إستدارت سريعًا لتصعد الدرج راكضة تجاه غرفتها، فكاد أن يذهب خلفها و لكن والدته أوقفته قائلة بتلعثمٍ:
-“تميم” ي..يابني سيبها دلوقت، ه..هي متعصبة و محتاجة تبقي لوحدها. 
تنهد بقلة حيلة و هي يومئ لها عدة مرات ثم تركها ليتجه لغرفة الصالون، فزفرت هي براحة فهي لا تريده أن يبقي مع زوجته “سيليا” و لو لعدة لحظات خشية من أن تخبره بالمزيد من المصائب حول إبنه خالته، نعم فهي تظن “تميم” غافل عن الحقيقة! 
____________________________________________
دلف للغرفة ليتجه ناحية تلك الأريكة بشرودٍ جعله غير منتبه للفوضي التي تعم المكان، جلس بإرهاقٍ و هو يتذكر ما حدث منذ ساعة تقريبًا عندما كان مع صديقه “برق”!
(عودة للوقت السابق) 
لاحظ نظراته التي تعاتبه بوضوحٍ فهمس هو بحرجٍ و هو يفرك كلا كفيه:
-عارف إنك زعلان مني، ب..بس حُط نفسك مكاني، واحد أخته جاتله و قالت صاحب عُمرك بيتحرش بيا، كنت عايزني أعمل إية؟
تجاهله “برق” لعدة لحظات قبل أن يرد عليه بلكمة عنيفة أخرج بها كل غضبه، بينما “تميم” يحاول الثبات و السيطرة علي عصبيته التي تفاقمت بتلك اللحظة، ليجده يصرخ بوجهه قائلًا:
-لو كنت مكانك كنت إتأكدت الأول مش أبقي عبيط و بصدق أي كلام أسمعه. 
رد عليه هو الأخر صارخًا بإهتياجٍ و هو يضرب قدمه بالأرض بعنفٍ من فرط الإنفعال الذي سيطر عليه:
-الكلام دة كان من أختي، يعني من الناس اللي كنت بثق فيهم. 
زفر “برق” بحنقٍ قبل أن يمرر كلا كفيه علي وجهه قائلًا بأسي و هو يخفي إبتسامته المريرة:
-إطمن، خلاص إختك معادتش موجودة. 
عقد حاجبيه بذهولٍ قبل أن يتسائل بعدم فهم:
-يعني إية الكلام دة!؟ 
رد عليه وقتها بنبرة مرتجفة توضح مدي الألم الذي يصيبه كلما يتذكرها و يتذكر ما حدث خلال تلك الفترة:
-يعني أختك سافرت برا مصر و بعدت.
(عودة للوقت الحالي)
خرج من شروده لتتعلق نظراته بصورة إبن خالته التي كانت مرمية علي الأرض و إطارها محطم، فهمس هو بإستغرابٍ بعدما عقد كلا حاجبيه:
-إية وقع الصورة دي كدة!؟ 
و فجأة وجد بجانبه ذلك الهاتف، فإلتقطه و هو يفتحه تلقائيًا فوجد أمامه صورة تلك الفتاة التي كانت موجودة بالمكان منذ قليل، و فجأة عقد حاجبيه بدهشة و هو يمعن نظراته بملامحها ليتذكر ذلك الموقف منذ عامين! 
(عودة للوقت السابق) 
أخذ فنجان القهوة الخاص به ليخرج من البيت لحديقته باحثًا عن صديقه بكلا عينيه، فإتجه ناحيته بخطواته العادية و فجأة توقف خلفه مباشرةً ما إن وجده يفتح صور إحدي الفتايات ليمعن النظر بها، فصاح هو وقتها بعفوية:
-مين دي يا “إياد”؟
أغلق “إياد” الهاتف سريعًا قبل أن يرد عليه بلطفٍ زائفٍ:
-د..دي إخت واحد صاحبي. 
إرتشف “تميم” عدة رشفات من فنجان قهوته قبل أن يتسائل بفضولٍ:
-طب و إنتَ كنت فاتح صورتها لية!؟ 
أطرق “إياد” رأسه بحرجٍ مصطنعٍ ليبحث وقتها علي كذبة مناسبة لذلك الموقف و هو يهتف بخبثٍ غير بائن:
-هاه..لا ولا حاجة. 
عقد “تميم” حاجبيه بتعجبٍ ليتسائل بصدمة:
-إية يا “إياد” إنتَ هتخبي عليا ولا إية!؟ 
رد وقتها “إياد” بمكرٍ خفي و إبتسامته الخجولة المزيفة ترتسم علي ثغره بوضوحٍ:
-د..دي بنت معجب بيها بصراحة و كنت عايز أصارحها بمشاعري دي بقالي فترة.
رفع “تميم” حاجبيه بسعادة قبل أن يوبخه بمزاحٍ:
-كدة بردو متقوليش!؟ 
رفع “إياد” كتفيه قائلًا ببساطة إصطنعها بمنتهي المهارة:
-مكنتش عارف أحكي حاجة زي دي. 
قهقه “تميم” عدة مرات قبل أن يهتف بصعوبة من بين ضحكاته، و هو يظن الخجل يسيطر علي إبن خالته ليمنعه من الحديث:
-خلاص خلاص غير الموضوع طالما مش عارف تحكي.
(عودة للوقت الحالي) 
فغر فمه بعدم فهم ليهمس بصدمة و هو يهز رأسه بهستيرية من فرط الحيرة:
-يعني إية!؟
يتبع…..
لقراءة الفصل الثالث والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد