Uncategorized

رواية أمير قلبي الفصل السادس عشر 16 بقلم إيمان محمود

 رواية أمير قلبي الفصل السادس عشر 16 بقلم إيمان محمود
رواية أمير قلبي الفصل السادس عشر 16 بقلم إيمان محمود

رواية أمير قلبي الفصل السادس عشر 16 بقلم إيمان محمود

-نتطلق ايه؟، انت بتهزر؟
صاحت “هاجر” بعدم تصديق فأشاح “عمرو” أنظاره بعيداً مكتفياً بالصمت، ناظرته بصدمة وقد التمعت عيناها بالدموع لتهتف بارتجاف:
-عمرو.. عمرو انت بتهزر صح؟، طلاق ايه؟
حدق بها لثواني ليتحدث بعد ذلك ببطء:
-أنا بقيت عاجز خلاص، هتفضلى معايا ليه؟
اقتربت منه لتهتف بلهفة واندفاع:
-عشان بحبك، انت هتبقى كويس، الدكتور قال في عملية وفي جلسات هتتعمل، وقال لو انتظمت مع الوقت هتخف وتقوم تمشي من تاني
-ولحد ما اقوم؟ هتخدميني؟ ولو رضيتي بكدا فكله أسبوع ولا اتنين والفلوس اللي محوشها تخلص على العلاج ومصاريف البيت وبعدها؟ انا مش هعرف أصرف عليكي، انتي مفكرة اني ممكن أسيبك تضحي بشبابك جنب واحد زيي؟!
لم تُعلق على حديثه واكتفت بالصمت، شعرت بألم قوي يضرب قلبها لكنها تمالكت نفسها لتقترب منه هاتفة بجمود فاجأه:
-نام شوية وارتاح يا عمرو
-أنا بقولك احنا لازم نتطلق يا هاجر
التقطت عدة أنفاس قبل أن تهتف بعصبية طفيفة:
-وانا بقولك نام وارتااح يا عمرو، أنا مش هتطلق فاهم؟ واذا كنت انت مش راضى بوجودي فوجودي أمر مفروض عليك ، أنا مراتك ومش من حقك تطلقني وقت ما تعوز 
حاول الحديث لكنها تركته وخرجت بتهكم، ليبقى هو محدقا بالفراغ أمامه بصمت..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
انهارت دموعها أمام “سناء” التي تفاجئت بها تجلس أمام غرفة أخيها وقد سيطر الحزن على ملامحها..
احتضنتها “سناء” بهلع لتهتف بقلق:
-في ايه يا هاجر؟ عمرو حصله حاجة؟
-عمرو.. عايز يطلقني يا سناء
هتفت بتقطع لتعاود البكاء من جديد غير واعية بصدمة “سناء” التي تجمدت، هي تعلم أنه حتى وان لم يُدرك أخاها ذلك فإن “هاجر” قد سيطرت بشكل ما على تفكيره، لقد كانت تظن أنه سيكون مسرورا ببقائها إلى جانبه فلم تظن أنه قد يُفكر بالطلاق منها في ظل هذه الظروف.. كيف يفكر هذا المجنون؟
حاولت تهدئة “هاجر” لكنها فشلت وقد بدت الأخرى في أقصى حالاتها انهيارا، فقد كانت تتماسك منذ الحادثة مانعة نفسها من البكاء أمام أحد حتى لا يشعر أحد بألمها ويتدخل بينها وبينه محاولين تخليصها من هذا الحمل الذي يطبق على قلبها.. ليس لثقله بل لأنه أصاب حبيبها.. لكن ها هو ما كانت تخشاه يتحقق أمامها دون تدخل من أحد بعدما رأى هو أن هذا هو الحل الأمثل لكليهما!..
مرت فترة طويلة هدأت من بعدها “هاجر” بصعوبة لتبتعد عن “سناء” وهي تجفف دموعها بألم، انتبهت لـ”أسماء” التى وقفت تراقبها بإشفاق لتهتف باختناق:
-ازيك؟
-معلش يا هاجر، هو عمرو دايما بيحب يريح اللي حواليه، فتلاقيه فكر يطلقك عشان ميبقاش حمل تقيل عليكي بس
-طيب
هتفت بإرهاق، فهي لا زالت لا تطيق تلك الفتاة ولا تريد الخوض معها في جدال ما الآن، في حين تركتهما “سناء” واندفعت إلى غرفة أخيها مغلقة الباب من خلفها لتتركهما واقفتان في الخارج يناظران الباب بتعب بانتظار خروج “سناء”..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
في منزل “سعيدة”..
جلست “سعيدة” تنعي حظ ابنها بألم، كيف تركته يفعل ما يريد خشية منه دون أن تخشى من الله؟ لقد رحل الآن فمن سيفدي خطأه أمام رب العباد؟..
ضربت فخذيها بحسرة لتهتف بتشدق:
-ربنا يرحمك يا ضنايا، يااارب.. يارب سامحه يارب، ليه كدا يا خالد؟، ليه كدا يابني؟ ، اااه يا حـ*رقة قلبي عليك يا ضنايا، ياااارب
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
جلست “هاجر” بجمود أمام ” عمرو” تحاول تنظيم الفراش من حوله، لقد بعثر محتويات الطعام من حوله بعدما صاحت به بجمود ليأكل ويتوقف عن الحديث عن (طلاقهما)، ناظرها بغيظ وهي تلملم بعض بقايا الطعام بيدها ليهتف بحدة:
-انتي ايه معندكيش دم؟، بقولك مش عايز أفضل معاكي
رفعت رأسها إليه لترمقه بغيظ قبل أن تصيح به بنفاذ صبر:
-بقولك ايييه، ماهو مش علشان ساكتالك تطول لسانك عليا، والله العظيم سيرة الطلاق دي لو جت على لسانك تاني هـ.. هـ..
صمتت تحاول البحث عن كلمة مناسبة في حين راقبها هو بانتظار إكمال حديثها وقد أذهله تهديدها الغريب، لكنه تفاجأ بها تقترب منه لترتمى فوق صدره هاتفة ببكاء:
-هعيط، عشان خاطري متسيبنيش، أنا بحبك والله ومش هاممني كل دا، أنا عايزة أفضل جنبك يا عمرو
تأثر للحظات لكنه تظاهر بالجمود وهتف بحدة:
-وأنا مش عايزك جنبي
ارتفع بكائها وضمته كثيرا فعض شفتيه بارتباك، قربها منه بهذه الطريقة يجعله يرغب بضمها وتهدئتها حتى تتوقف عن البكاء لكن.. هو لا يريد أن يظلمها بمرضه هذا، فحتى وان قال الطبيب أن احتمال شفائه قد يكون جيدا بعض الشئ إلا أنه في قرارة نفسه يخشي إجراء تلك العملية.. 
شعر بها تدفن وجهها في عنقه فتنهد بقوة، رفع يديه ليبعدها لكنه تفاجأ بنفسه يضمها وهو يربت على رأسها بحنان، تنهد بقوة فهتفت هي بانهيار:
-أنا طول عمري بحبك، من أول ما فهمت يعني ايه حب وانت دايما في قلبى، ليه عايز تسيبني يا عمرو؟ دنا مصدقت بقيت معاك، متسيبنيش عشان خاطري
أشفق على حالها كثيرا، فهي تنازلت من أجل البقاء إلى جانبه كثيرا والجميع يشهد على هذا ومع ذلك لا زالت تتنازل من أجل الحصول عليه، ضمها بقوة ليهتف بهدوء:
-خلاص .. اهدي
هدأت بعد فترة ليهتف بلين وهو يحاول إبعادها عنه:
-قومي اغسلي وشك
رفضت التحرك، بل اعتدلت لتصعد إلى جانبه علي فراشه الصغير، كاد يعترض لكنه وجدها تستلقي بين أحضانه بحذر لتهتف بإرهاق واضح:
-ينفع أنام في حضنك النهاردة؟
هز رأسه بالإيجاب تلقائيا فأراحت رأسها فوق كتفه لتستغرق سريعاً في نوم طويل، تنهد “عمرو” بتثاقل ليضمها اليه، لم يعد باستطاعته اتخاذ قرار ثابت وقد بدأت كلمات أخته هي الأخري ترن بعقله بصوت عالي:
-عايز تطلقها؟. يا شيخ ربنا يسامحك، بقى البت هتموت عليك والكل عارف كدا ومش عايزة تسيبك ونفسها لو تنول رضاك بس وانت عشان تعبت شوية عايز تطلقها؟، انت بتهزر يا عمرو؟.. شوف انا مش هسمع مبرراتك عشان عارفة انها هتكون غبية بس بالله العظيم يا عمرو لو ضغطت عليها وطلقتها فعلا ولا هتكون أخويا ولا أعرفك
أغمض عيناه بإرهاق وهو يتذكر كيف تركته بعد كلماتها تلك لتخرج سريعا، لتدلف بعدها “هاجر” وهي تحمل صينية الطعام _التي بعثر محتوياتها_ لتساعده لتناول الغذاء..
لقد بات مشتتا بحق، هل يستمر في محاولاته بإبعاد “هاجر” كي لا تُفني شبابها بجانبه كما يقول أم يسمح لها بالبقاء؟!..
بتلقائية ضمها إليه أكثر وقد أخذ عقله يرفض بلا سبب ابتعادها عنه، لقد كان يقاوم هذا الشعور منذ البداية فلم يسمح لها بالاقتراب لكن.. ها هي قد حطمت كل قراراته ببقائها إلى جانبه لبضعة دقائق.. فقط، اللعنة!..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
في منزل “عماد”..
حدق “عماد” في زوجته بصمت ليهتف بهدوء:
-مالك يا سناء؟
وكأنها كانت بانتظار سؤاله لتتحدث، اندفعت سريعا تصرخ بعنف:
-الحـ*يوان عايز يطلق البنت بعد ما كانت هتموت عليه، بقى وقفت قدامنا كلنا وقالت هي اللي هتهتم بيه وهي المسؤولة عنه عشان جوزها وهو زي الحـ*يوان رايح يقولها مش عايز أظلمك معايا وهنتطلق، حـ*رق أعصابي الكـ*لب
-طب اهدي شوية
زفرت بعـ*نف فاقترب منها ليُردف بخفوت:
-أخوكي بجد خايف يظلمها، انتي عارفة انه مش بيحب التضحيات الأوفر ومش بيحب يفرض نفسه على حد، وعارفة كمان ان هاجر بدأت تشغل شوية من تفكيره فعشان كدا وصّي الدكتور ميقولهاش هي بالذات حاجة غير لما يبلغها هو بنفسه، أخوكي مش عايزها تيجي في يوم وتندم عشان فضلت معاه، مش عايز يبقى حمل تقيل عليها
-بس هي بتحبه يا عماد
هتفت باختناق فضمها بهدوء ليهتف بتعب:
-ربنا يهديه ويحفظهم لبعض يا قلب عماد، انتي اهدي عشان أعصابك بس وان شاء الله بكرة أروحله وأتكلم معاه..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
-هاجر.. حبيبتي قومي
أفاقت “هاجر” بنعاس لتهتف بتثاؤب وهي تضم خصر “عمرو”:
-خمس دقايق بس
-يا حبيبي الدكتور عايز يدخل
انتبهت لحديثه فاعتدلت ونظرت حولها بتيه محاولة التعرف على المكان، مرت ثواني استوعبت من بعدهم ما يحدث لتهتف بتعب:
-صباح الخير يا عمرو
-مساء الخير يا أبلة، كل دا نوم؟
-الساعة كام؟
تسائلت وهي تستقيم بحذر ليهتف :
-7 ونص
شهقت بتفاجؤ فهتف بسخرية:
-دي شهقة الملوخية؟
-انت بتهزر؟ دا وقته دا؟، أدويتك وأكلك، انت سبتني نايمة كل دا لييه؟!
صرخت بانفعال وهي تتحرك في أرجاء العرفة تبحث عن غطاء رأسها الذي كانت قد أزالته عن رأسها قبل أن تنام، انتبهت اليه ملقى بجانب السرير فتوجهت اليه تلتقطه سريعا لتلفه حول رأسها، هتف “عمرو” وهو يراها تتوجه نحو الباب لتفتح للطبيب الذي طرق الباب:
-اعدلي هدومك يا بت
وقفت لتعدل عبائتها قبل أن تفتح الباب ليدلف الطبيب ومن خلفه إحدى الممرضات، ليبدأ بفحصه والاطمئنان على حالته..
~♡~•~♡~•~♡~•~♡~
بعد مرور أسبوعان قضاهما “عمرو” برفقة زوجته في المشفى بناءاً على أوامر الطبيب..
عقدت “هاجر” حاجباها بغيظ وهي تنظر لـ”عمرو” بحنق، وكزته بحدة قبل أن تصرخ بغيظ:
-انت غشاش
-غشاش؟!
تسائل باستنكار فأكدت على حديثه بهزة من رأسها ليهتف هو:
-انتي اللي فاشلة ومش بتعرفي تلعبي شطرنج، أنا أعملك ايه؟
-على فكرة أنا بعرف ألعب، انت اللي غشاش
-امشي يا بت
هتف وهو يدفعها بمزاح بعيدا، فناظرته بقرف قبل أن تهتف بسخرية:
-يابني اتعلم الأدب واحترمني، دنا في مقام أمك
-أمي؟!
-اومااال، اقعد انت بس عقبال ما اجيبلك الأكل
جذبها إليه ليهتف بترجي:
-أكل ايه دلوقتي دنا لسة واكل من نص ساعة، هاجر يا حبيبتي اهدي عليا كدا، انتي محسساني اني بطة وانك مواراكيش غير انك تزغطيني، مش كدا يا ماما
-طب قول حبيبتي كدا تاني
هتفت ببلاهة فضحك بخفة قبل أن يهتف بعبث:
-هاتي بوسة الأول
لم تكذب خبرا واندفت تقبله برقة لتهتف فور ابتعادها:
-واحدة حبيبتي بقى
ابتسم ليهتف بحنان:
-انتي حبيبتي
أغمضت عيناها بهيام لتهتف بلذة:
-هيييح، لا أنا كدا خطر عليك
هتفت وهي تجذب نفسها بعيدا عنه ليضحك هو بقوة على حديثها، كادت تتحدث من جديد لكنهما تفاجآ بالطبيب يدلف فجأة ليهتف بابتسامة عملية:
-أنا شايف ان نفسيتك اتحسنت شوية ودا تقدم كويس
-الحمد لله
هتف “عمرو” بابتسامة ليكمل الطبيب حديثه:
-طب أظن ان دا الوقت المناسب بقى
ناظره الاثنان بتساؤل ليكمل الطبيب:
-……
يتبع ……
لقراءة الفصل السابع عشر والأخير : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!