Uncategorized

رواية أمير قلبي الفصل السابع عشر والأخير 17 بقلم إيمان محمود

 رواية أمير قلبي الفصل السابع عشر والأخير 17 بقلم إيمان محمود
رواية أمير قلبي الفصل السابع عشر والأخير 17 بقلم إيمان محمود

رواية أمير قلبي الفصل السابع عشر والأخير 17 بقلم إيمان محمود

ناظره الاثنان بتساؤل ليكمل الطبيب:
-انت تقريبا كملت شهر من بعد الحادثة كدا، احنا كنا مستيين نفسيتك تتظبط شوية لان العامل النفسي مهم جداً في الظروف اللي زي دي، وانا الحمد لله شايف انك بقيت أحسن، وللأسف أي تأجيل مش هيبقى في صالحنا أوي فـ.. هنبدأ نجهزك للعمليات
-بس.. أنا مجهزتش فلوس الـ..
هتف “عمرو” بتلعثم فقاطعه الطبيب بسرعة:
-الاستاذ عماد جوز أخت حضرتك مبلغنا من زمان ان فلوس العملية جاهزة، فأنا قلت أبلغك النهاردة اننا باذن الله هندخلك العمليات بكرة، بعد اذنكم
تركهم وتوجه للخارج بعدما انتهى من تفجير قنبلته في وجوههم لترمش “هاجر” عينيها بتوتر، ابتلعت ريقها ونظرت لـ”عمرو” الصامت، لتتوجه نحوه بهدوء، جلست إلى جانبه لتهتف بتلعثم:
-انت كويس؟
-أنا.. خايف
هتف ببطء فاقتربت منه لتضم رأسه بحب، ضمها إليه فتنهدت بقوة، الأمر ليس هيناً، مجرد التفكير في أن تلك العملية قد تشكل خطرا عليه يجعلها تتمني لو بإمكانها الخوض فيها بدلاً منه..
ربتت على رأسه بحنان لتهمس بخفوت محاولة بث الشجاعة في نفسه:
-هتعدي ان شاء الله، سيبها على ربنا وهي هتعدي، وهتقوملي
-ان شاء الله
همس وهو يضمها أكثر لتتنهد هي بقلق قبل أن تقبّل رأسه بهدوء محاولة ترتيب أفكارها المبعثرة..
♡~•~♡~•~♡~•~♡
أدمعت عينا “سناء” بإرهاق وهي تراقب تلك العلامات الحمراء التي ارتسمت فوق شريط (اختبار الحمل) الذي حملته بوهن، لقد باتت على يقين بأنها حامل من جديد لكن.. الأمر يُخيفها قليلاً، فماذا ستكون ردة فعل “عماد” الذي اتفقت معه عقت إنجابها لـ”فرحة” بأنها ستتوجه إلى موانع الحمل حتي ينضج طفلاهما بما يكفي..
عضت شفتاها بتوتر لتزفر بتعب، هي فقط ستُخبره وليفعل ما يريد..
خرجت بتعب من المرحاض لتتوجه إلى الصالون لتبتسم وهي تراه يداعب طفلاها بحب وقد بدأ الاثنان يتقافزان من حوله في جو مرح، تحمحمت بصوت مسموع لتهتف:
-عماد.. تعالى عايزاك
استقام ينفض عن ملابسه بعض الغبار الواهي ليهتف بضحك موجها الحديث لأطفاله:
-كملوا لعب انتو وانا هشوف ماما وهاجي نكمل لعب
-متتأخرش يا بابا
-حاضر يا سي معاذ
هتف بضحك وهو يتوجه الى زوجته التي دلفت الى غرفتهما وهو من بعدها، ناظرها بقلق ليهتف بتساؤل:
-في ايه يا سناء؟ قلقتيني
لم يُسعفها تفكيرها فاكتفت بالاقتراب منه ووضع الشريط بيده، قلّب “عماد” أنظاره بين ذاك الشريط الذي وضعته زوجته بيده وبينها ليهتف بعدم فهم:
-ايه دا؟
-دا.. اختبار حمل
همست بخفوت فتوسعت عيناه بذهول قبل أن يصيح بصوت عالي:
-………..
♡~•~♡~•~♡~•~♡
-ما تقوم نروح لهاجر شوية
هتفت “جليلة” بحنو فرد “مُسعد” بهدوء:
-خلينا نروح على معاد عمليته بكرة، هي دلوقتي هتبقى محتاجة تفضل معاه، تشجعه، تطمنه، تحسسه ان كل حاجة هتبقى كويسة، فليه نروح دلوقتي؟
-عايزة أطمن عليها واطمنها هي كمان يا مسعد
هتفت بإرهاق فابتسم بتفهم قبل ان يرد بثبات وهو يضع مصحفه جانبا بعدما أغلقه:
-طب خلينا بالليل، اهو نكون سيبنالهم وقت مع بعض 
-ربنا يشفيه ويقوملها بالسلامة
-ياارب
آمن على دعائها بأمل ليتنهد الاثنان بتعب قد سيطر على الجميع منذ حادثة “عمرو”!..
♡~•~♡~•~♡~•~♡
ربتت “هاجر” فوق رأس “عمرو” بهدوء لتهمس بحب:
-انت كويس يا حبيبي؟ حاسس بوجع؟
-أنا كويس
عاد الصمت من جديد فهتف بعد فترة:
-أجيبلك تاكل طيب؟
-مش عايز
تنهدت قبل أن تعتدل الى جانبه بحذر، راقبته بشغف فابتسم قبل أن يهتف بمزاح:
-أنا عارف اني مز بس مش للدرجادي
ابتسمت بهيام، لتقترب منه بحب وهي تهمس بخفوت:
-لا للدرجادي، أنا بعشق ملامحك
اكتفى بالابتسام فانحنت هي لتقبله برقة، ابتعدت بعد فترة لتهتف:
-هروح الحمام واجي
لم تمهله وقتا للرد بل اندفعت تركض الى المرحاض فجأة تاركة اياه يراقبها بقلق..
♡~•~♡~•~♡~•~♡
-احلفي بالله يا سناء
صاح “عماد” بذهول فهتفت باختناق وقد تجمعت العبرات بعينها:
– والله مش عارفة ازاي، انا كنت منتظمة على البرشام و.. 
صمتت بصدمة حالما اندفع ليجذبها إلى أحضانه بحب، تجمدت لا تدري كيف عليها التصرف وماذا تعني ردة فعله هذه فتحدث هو ليُنهي صراع نفسها الصامت هذا:
-دا أحسن خبر جالي الفترة دي، الحمد لله.. الحمد لله
-يعني انت.. انت فرحان؟
-أنا أسعد انسان في الكون
-بس…
فهم ما تعنيه فأبعدها قليلا ليتحدث بحنان وهو يمرر إبهامه فوق وجنتيها بحب:
-دي حاجات بتاعة ربنا يا سناء، ايه؟ هنعترض ونقول للرزق لا؟ وبعدين أنا كنت عايز بعد ما عمرو يقوم بالسلامة افتح معاكي الموضوع دا واخليكي تبطلي تاخدي الحبوب دي أصلا، انتي.. انتي مش متخيلة انا فرحان حاليا ازاي
-بجد فرحان؟
لم يستطع التعبير عن مشاعره فسارع بحملها ليصرخ بحماس:
-أنا هبقي باباا تااااني
صرخت هي الأخرى فاندفع بها الى الخارج ليصيح بفرح وهو يتراقص بها حول أطفاله:
-ماما هتجيب نونو، ماما هتجيب نونو
صرخ الطفلان بحمس حالما استوعبا ما يحدث لتتعالى ضحكات “سناء” السعيدة بحماس زوجها والذي أزال كل خوفها ليُبدله بالترقب لقدوم ذلك المولود الجديد..
♡~•~♡~•~♡~•~♡
اعتدل “عمرو” بصعوبة ليهتف بترقب:
-في ايه؟ انتي كويسة؟
هزت رأسها بصمت فهتف من جديد بقلق:
-انتي كويسة يا هاجر؟
-ايوا يا حبيبي
-طب في ايه؟
اقتربت لتجلس بجانبه لتتحدث بخفوت:
-مفيش يا حبيبي، باين كدا جالي شوية برد في معدتي مش اكتر
رفع يده ليتحسس وجنتها بلطف وهو يهمس بحنان:
-طب خدي بالك من نفسك شوية
-حاضر
هتفت ليقربها منه بلطف، طاوعته واقتربت ليقبّلها بهدوء، بتوتر.. بحب!..
♡~•~♡~•~♡~•~♡
في السماء..
اجتمع الجميع حول “عمرو” لتهتف “جليلة” بتسائل:
-انت هتدخل العمليات امتي يا عمرو؟
-الساعة 7 ان شاء الله يا ماما
ردت “هاجر” سريعا لتهتف “جليلة” بابتسامة حانية:
-ان شاء الله خير يا حبيبي
-ان شاء الله يا أمي
رد “عمرو” بابتسامة، لتتحدث “سناء” بحماس:
-شد حيلك بقى وقوم، عشان شكلك هتبقى خال جديد
-ازاي؟
تسائل ببلاهة لتتسع عيناه بذهول حالما استوعب مغزى كلماتها، صرخ بحماس فجأة:
-بجد انتي حامل؟
هزت رأسها بايجاب فأطلقت “جليلة” بعض الزغاريد بحبور لتضحك “سناء” بخجل..
مرت فترة تلقت خلالها “سناء” التهاني وبعض النصائح من “جليلة” للعناية بصحتها وكأن هذا حملها الأول..
وبعد سويعات قليلة، تفاجأ الجميع بـ”هاجر” تنهض وتتوجه نحو المرحاض بسرعة، نهضت من خلفها “سناء” تاركة الجميع بانتظارهم بترقب، لكن ماهي سوى دقائق وارتفعت صرخات “سناء” التي نهض على اثرها الجميع متوجهين نحو المرحاض ليتفاجئوا بـ”هاجر” مُلقاة أرضاً و”سناء” تحاول إفاقتها..
♡~•~♡~•~♡~•~♡
تململ “عمرو” في جلسته بضيق ليصرخ بحنق فجأة:
-ما تناديلي اي زفت دكتور يطمني عليها يا عماد
-يابني اهدى، هي كويسة صدقني
اختنق صوت “عمرو” ليتحدث بضيق:
-وانا عايز أشوفها، انتو من ساعة ما اغمي عليها وانتو بتقولو انها كويسة، طالما كويسة وقعت من طولها ليه؟ عماد، بالله تناديلي اي حد من برا ياخدني عندها
كاد “عماد” يتحرك بالفعل لكنه توقف فور دخول “جليلة” العاصف الذي صاحبه بعض الزغاريد والعبارات المهنئة التي لم يفهم الاثنان سببها، وما هي سوى دقائق حتى دلف الطبيب ليهتف بابتسامة واسعة:
-ألف مبروك يا عم، أظن مفيش أكتر من كدا حافز يخليك تحارب عشان تقوم
-هاجر مالها؟
ابتسم الطبيب ليرد بهدوء:
-مراتك حامل، في شهر ونص تقريباً ومستنيين دكتورة النسا تطمنا على البيبي
لم يصدق “عمرو” ما قيل لثواني، ليصرخ حالما استوعب الأمر بانهيار:
-الحمد لله ياارب، الحمد لله
♡~•~♡~•~♡~•~♡
تحركت “هاجر” أمام غرفة العمليات بتوتر ولسانها لا يتوقف عن الدعاء لزوجها بخفوت، لقد توجه الى الداخل منذ فترة فبقيت هي بانتظاره مع بقية العائلة في الخارج،لكنها تشعر وكأن قلبها بجانبه في الداخل، تحسست معدتها بحب قبل أن تهمس بخفوت محاولة بث الطمأنينة في نفسها:
-هيقوم، وهيبقى كويس، و.. وهيشوف ابننا
ضحكت ببلاهة وهي تحتضن بطنها بحب، هي تحمل داخل أحشائها جزءا منه الآن وهذا كفيل بجعلها تحلق بين سحب السعادة راغبة فقط بالتوجه اليه لضمه والاكتفاء ببقاءه الى جانبها حتي وان كان.. قعيداً!..
مرت ساعات طويلة في توتر وترقب انتهى فور خروج الطبيب الذي ابتسم بهدوء هاتفا بثبات:
-مبدئيا كدا، العملية نجحت وان شاء الله يقوم بالسلامة، بس احنا هننتظره لحد ما يفوق وحالته تستقر وبعدها هننقله لاوضة عادية، بعد اذنكم
انهارت “هاجر” فور رحيله ساجدة تبكي بفرحة وهي تحمد الله بخنوع على حفظه لزوجها، في حين لم يختلف حال البقية كثيرا فقد كان مزيج من البكاء والفرحة يغلف قلوبهم وقد بدوا جميعا ممتنين لفضل الله الذي حفظ لهم “عمرو”..
♡~•~♡~•~♡~•~♡
بعد مرور ثلاثة أسابيع..
ساعدت “هاجر” “عمرو” على التوجه الى الشرفة لتهتف بتعب ما ان جلس أخيراً:
-ياااااه، دنت تقيل بشكل، ايه يابني كل دا؟
ابتسم ليهتف بحب وهو يجذبها نحوه ليُجلسها فوق قدميه:
-أنا تاعبك؟
-أبداً
همست وهي تمرر أناملها فوق وجهه بحب، في حين تحدث هو بابتسامة لم تفارق وجهه:
-انتي.. انا بجد مش عارف انتي استحملتي كل دا ليه
ابتسمت بغيظ قبل أن تهتف بحنق:
-عشان ربنا ابتلاني بحبك يا عديم المشاعر والاحاسيس و..
كمّم فمها بيده ليتحدث بين ضحكاته:
-اهدي اهدي ايه كل دا؟
صرخت بصوت مكتوم بضحك قبل أن يهتف فجأة:
-بحبك
توقفت عن المقاومة والحراك، ليُبعد هو يده هامساً من جديد بحرارة:
-بحبك.. أنا بجد مش عارف انتي ازاي استحملتي كل دا بس.. انا حقيقي بحبك، انتي بجد خطفتي قلبى
تلألأت عيناها بالدموع لسبب مجهول، لتندفع بعد ذلك اليه مقبلة اياه بشغف، ابتعدت بعد ثواني، لتنظر إليه بعمق  لتبدأ الحديث بخفوت وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة راضية:
-“وحين وقعت متعثرة في منتصف الطريق، وجدتك تمسك بيدي وتجعلني انهض من جديد؛ لنتخطي معا جميع الصعاب ونصل إلي وجهتنا الهادئة..
ابتسامتك الدافئة هي من مكنتني من التحمّل، وإطفاء نار قلبي المشتعلة منذ زمن بعيد..
الآن أقف أمامك يا ملكت كياني، لأقول لك كل ما احتفظت به لك في خاطري، ولكن لا حاجة بنا الآن للكلام؛ فيكفي أن تضمني إلي صدرك لنترك قلوبنا تتحدث و أرواحنا تتحد معا في وعد أبدي بالفناء في الحب معا يا حبيبي، فأنت ومنذ ُخُلقتُ في هذه الدنيا وأمير قلبي الوحيد”
(MonaIisa)
#تمت
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد