Uncategorized

رواية ملك للقاسي الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم فاطمة أحمد

              رواية ملك للقاسي الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم فاطمة أحمد

صدمة
______________________
دقيقة فقط ، راقبت فيهما رولا انقباض وجهه و عيناه الحمراوتان بشدة ملامحه التي رغم صدمتها لكن غلب عليها الغضب بالطبع ، لم يكن هينا على آسر معرفة ان من تزوجها بعد حبيبته هي الأفعى التي فصلت بينهما ! رولا من قتلت القتيل ومشت في جنازته و الحال انه هو ذلك القتيل !!!
تراجعت خطوة للخلف وتلعثمت بذهول وخوف من ظهوره فجأة هكذا :
– بيبي انت…. انت فهمان غلط…. ده واحد من الشركة اللي كنا بنشتغل فيها لما كنا فنيويورك وقالي لازم اديله فلوس والا هيورطك فقضايا… ااا….
لم تكمل لانها سرعان ما صرخت بألم عندما هوت يده على وجهها تلطمه بقسوة انتفضت برعب بينما امسك الاخر من ذراعيها و زمجر بعصبية وعدم تصديق :
– يعني انتي اللي طلعتي عاملة كده انتي اللي فرقتي بيني وبين تقي كنتي عارفة قد ايه احنا عايزين نجيب ولاد و لعبتي ع وترنا الحساس وخليتيني اصدق اني مبخلفش عشان ابعد عن تقي و تكرهني ! وبعد ما عرفت انها كانت حامل و سقطت قولتي ان المشفى غلط في التقارير وبعدها قولتيلي مرجعش اتواصل معاها عشان مترجعش تتخانق مع عيلتها انتي يا رولا يطلع منك كل ده !
افلتها وشد على شعره مكملا :
– ده انا اعتبرتك صديقتي وحبيبتي اتجوزتك لانك وقفتي جمبي في الايام الصعبة حكيتلك كل اللي بيضايقني و يفرحني وثقت فيكي وانتي خنتي الثقة ديه و فرقتيني عن حبيبتي ليه عملتي كده لييييه !
صاحت بنفاذ صبر :
– لاني انا اللي حبيتك قبلها انت كنت معايا وبعد ما انفصلنا كنت عايز ترجعلي بس تقي دخلت حياتك لو هي مكنتش موجودة كنت انا اللي هبقى مكانها انت حبيبي لوحدي يا اسر وانا حبيتك اكتر منها كتير انا وقفت جمبك ومبعدتش عنك يبقى انا الأحق بيك !!
قهقه بسخرية وشفقة على نفسه قبل ان يرد عليا :
– بتحبيني ؟ ضيعتيلي سنين من حياتي وبعدتيني عن مراتي وخسرت ابني و كنتي بتخليني اشرب طول الوقت عشان تتحكمي فيا وتاخدي فلوسي و تاخديني من مكان لمكان بمزاجك سيطرتي عليا وعلى مشاعري و افكاري كل ده كان حب ؟ ده انتي واحدة **** و كلبة فلوس تعرفي حاجة انا نفسي دلوقتي اموتك بس بعد اللي سمعته من كلامك ع التلفون وازاي كنتي بتستغفليني قررت مستسلمش لمشاعري و هسيطر على نفسي واقسم بربي يا رولا هخليكي تدفعي تمن كل لحظة عدت عليا من غير تقي وكل جنيه خدتيه مني صدقيني هخليكي تبكي دم يا ****.
دفعها على الارض و التف ليغادر لكنها ركضت خلفه و امسكته تصرخ بجنون :
– مش هسمحلك تروحلها انا متعرضتش للتهديدات طول السنين ديه وقعدت اخطط عشان ترجع للحقيرة بتاعتك قولي هي احسن مني ف ايه عشان تحبها ؟ انا اجمل منها بكتير و مثقفة و بحبك ومستعدة اعمل اي حاجة عشان تفضل معايا انا متخلتش عنك زي ماهي اتخلت و مستعدة اءذي و اقتل اي حد علشانك يا آسر متسيبنيش. 
نظر لها بعدم تصديق و تمتم :
– انا ازاي معرفتكيش على حقيقتك الفترة ديه كلها انتي…. انتي واحدة مجنونة وانا بقى هخليكي تدفعي تمن اللي عملتيه فيا. 
دفعها عنه مجددا ثم اخذ هاتفه و مفاتيح سيارته و التف اليه صارخا بحدة :
– مش عايز اشوف وشك لما ارجع البيت تلمي هدومك و تمشي من هنا و اوعى اشوف جنيه واحد ناقص من فلوسي والا هوديكي ورا الشمس فاهمة !!
غادر المنزل مسرعا تاركا اياها تصيح بهستيرية مريضة :
– آسر لو انت روحتلها قسما بالله هنسى انك حبيبي و ادمرك… آااااسر !!
زمجرت بشراسة و استدارت الى التسريحة تحمل كل ما تطوله يدها و ترميه على الحائط ، شدت شعرها بقوة كادت تنزعه من مكانه و بدأت تهمس بهوس :
– انت مش هتسيبني… هقتلك و اقتلها هخلص عليكو انتو الاتنين لو خدعتني معاها. 
______________________
بعد ساعات عديدة.
وصل مازن و باقي الطاقم الى الفيلا التي تم بناؤها وتحتاج اخر اللمسات عليها لتسليمها الى العميل ، تمت الاجراءت على ما يرام ليقول للموظفين بصوت جاد :
– مبدئيا احنا خلصنا اول جزء من الشغل تقدرو دلوقتي تتفضلو ترتاحو في الاوتيل او تتفسحو الخيار ليكم و بكره هنكمل اللي علينا.
شكره الطاقم سعداء بهذه الفرصة التي لا تعوض و انطلق كل منهم الى وجهته ، نظرت له رتاج و ابتسمت :
– مستر مازن انت رايح فين دلوقتي ؟
نظر الى هاتفه مهمهما :
– هكلم ادم ع التلفون بخصوص الشغل وبعدين هقعد على شط البحر.
هزت رأسها باستحسان و استأذنته لتذهب مع صديقاتها ، بينما طلب هو رقم رفيقه منتظرا الرد.
في هذه اللحظة كان ادم يجلس في مكتبه في الفيلا يتابع أعماله بعدما عاد من المول مع يارا ، تأمل صورة الايكو مبتسما و فجأة رن هاتفه ب اسم زوج شقيقته فرد عليه :
– افندم دكتور زياد. 
رد عليه الاخر :
– اهلا يا بشمهندس ازيك … انا عندي اخبار حلوة الشاب اللي اسمه محمد العمري اللي حضرتك دفعت مصاريف علاجه فاكره ؟
انتبهت حواسه فهمهم بترقب :
– ايوة ماله. 
– لسه صاحي من الغيبوبة من ساعة.
فتح عيناه بذهول وسأله مباشرة :
– بجد صحي اقصد احنا كنا فاقدين الامل فيه طيب قدر يتكلم قال مين اللي خبطه بالعربية ؟؟
زياد :
– لا طبعا هو لسه صاحي من غيبوبة شهرين و يدوب بيقدر يركز…. المهم انا اتصلت عشان اقولك عيلته موجودة معاه و عايزين يقابلو حضرتك و يتشكروك لانك اتكفلت بيه. 
ابتسم ادم ساخرا ثم استطرد :
– انا عملت خير لله ومش عايز اي شكر…. عمتا انا ممكن اجي المشفى اطمن عليه قريبا يلا سلام.
اغلق الخط مباشرة فعقد زياد حاجبيه عابسا :
– ايه ده هو فصل فوشي طيب ع الاقل كنت تتشكرني…. انا مش عارف انت طالع لمين ابوك و امك و مراتي كلهم بينقطو سكر بس حضرتك استغفر الله العظيم.
اما ادم فكان يجول في المكتب يفكر بصوت عالي :
– اخيرا انت صحيت يا محمد دلوقتي بقدر اعرف مين اللي وزك عليا انا ومراتي مع اني شاكك فيهم بس كمان لازم اتأكد ، مش بعيد يكونو هما اللي حاولو يقتلوك عشان يبعدوني عن الحقايق.
رفع طرف شفتيه مبتسما بخبث ليرن هاتفه وكان مازن هذه المرة ، اخبره بآخر المستجدات التي تخص العمل وعند انتهائه صعد الى غرفته ، كانت يارا تقف امام المرآة تضع يدها على بطنها و وجنتيها المكتنزتان متشربتان بحمرة نظرة زادتها سحرا ف ابتسم و سألها :
– واقفة عندك بتعملي ايه ؟
انتبهت له واردفت :
– انا بحاول اتخيل شكل ابني او بنتي…. تعرف يا ادم صوت دقات القلب لسه معلق فوداني انا مبسوطة جدا ولاول مرة بحس قد ايه الجنين قريب مني. 
تأملها بحب ثم تنحنح بجدية :
– علشان كده انا طلبت تسجيل الصوت تقدري تسمعيه وقت اللي تحبي.
اتجه الى الدولاب و نظر الى ملابسه ليلمح الشال الخاص بها و المنديل الرمادي الذي كانت تحتفظ به و اخذه منها ، حمحم و اخفاهما سريعا لينتبه الى كلامها :
– هو انا تخنت اوي يا ادم وبقيت وحشة ؟
استدار لها متعجبا سؤالها :
– ازاي يعني مين قالك كده.
نفخت وجنتها متذمرة :
– فساتيني كلها بقت ضيقة عليا بعد ما كانت واسعة حتى الشوز مكنش راضي يدخل رجلي فيه الصبح.
ابتسم وكم تمنى اخبارها انا جسدها بعد ازدياد وزنه قليلا اصبحت مثيرا بشكل لا يحتمل لكنه هز كتفه مدعيا الامبالاة :
– عادي يعني احنا لسه راجعين من المول و جايبين فساتين احلى و اغلى بكتير وبعدين انتي حامل طبيعي تتخني ايه الغريب فكده. 
زفرت يارا بغيظ و علقت :
– طيب تصدق انت ريحتني بكلامك ، ع الاقل كنت تقول لا انتي لسه حلوة حتى لو كدب امدحني شويا يا اخي.
– اخوكي ؟
قالها ادم و تابع بوقاحة :
– هو اللي فبطنك ده يخليكي تقولي عليا يا اخي ؟
خجلت يارا و صاحت بغضب :
– هو ده اللي هامك يا ادم انا بقالي ساعة برغي وانت بتسمع بس اللي بتحب تسمعه.
كتم ضحكاته و اردف :
– طيب من غير كدب انتي لسه حلوة ولو عايزة الصراحة اكتر ف انتي احلويتي عن قبل بكتير… و امكانياتك زادت.
شهقت بصدمة و تصاعد اللون الاحمر القاني الى وجهها ، رمقته بحرج و تمتمت :
– انت واحد رخم يا ادم… تصدق انا نفسي ف ايه دلوقتي ؟
ادم بهدوء :
– نفسك ف ايه ؟
تنفست و ردت عليه مغتاظة :
– نفسي الادوار تتقلب و ابقى انا انت و انت انا صدقني ساعتها هطلع عليك القديم و الجديد وهخليك تقول حقي برقبتي. 
اتسعت ابتسامته المستمتعة و هتف :
– طيب وانتي عارفة انا نفسي ف ايه دلوقتي ؟
هزت رأسها بنفي و في ثوان كانت تسقط على الفراش اثر سحبه عليها ، اعتدل و جثم بجسده فوقها ثم قرص خدها الأبيض باستمتاع قبل ان يخفض شفتيه الى اذنها ويهمس لها بكلمات سرعان ما جعلتها تنتفض و تهب واقفة بعيدا عنه ، وضعت يدها على ملابسها و صرخت بخجل وعصبية :
– انت قليل ادب ومش متربي !!
قهقه عليها و غمزها فضربت يارا الأرض بقدمها :
– اوووف اوووف. 
دخلت الى الحمام مسرعة و صوته يلاحقها :
– طيب انا قولت اللي نفسي فيه ايه اللي دايقك كده…. يا دبدوبة. 
سمعها تشتمه من الداخل فتابع بصوت عالي :
– والله يا يارا لو متعدلتيش لأجي و انفذ كلامي وانتي حرة اهه.
لم يصله جوابها ف ابتسم و همهم وهو ينظر الى هاتفه :
– قال وحشة قال…. ده جسمها بقى صاروخ وهي بتقول على نفسها وحشة قد ايه هي بنت غبية.
صمت عندما وصله ايميل به كل الحسابات البنكية الخاصة بعمه علي و ابنه عمر في اخر سنتين وكان قد طلبها من مساعده الأيمن ، عقد حاجبيه بتركيز ثم وقف و قال بصوت عالي :
– انا طالع يا يارا عايزة حاجة ؟
– لأ شكرا.
حمل مفاتيح سيارته و غادر يحدث نفسه :
– دلوقتي نشوف اذا كنتو متورطين في تجارة الممنوعات ولا لأ.
______________________
في المساء.
عاد ادم الى الفيلا و صعد الى غرفته فوجد يارا تقرأ كتابا عن الحمل وعندما رأته ابتسمت :
– حمد لله على السلامة.
– الله يسلمك.
– ادخل اتوضا عشان تصلي العشا و انا هحضرلك الأكل. 
كادت تنهض لكنه رفع يده في الهواء مشيرا لها :
– مفيش داعي انا اتعشيت مع واحد صاحبي بعد ما صليت في الجامع ارتاحي.
اومأت و اكملت ما تفعله ف دلف ادم الى الحمام و اغتسل سريعا ، وقف امام المرآة و فتح المنشفة البيضاء المطوية بعناية ووضعها على وجهه لكن سرعان ما صاح بعدما شعر بلزوجة تلمس بشرته :
– ايه القرف ده ! ده بيض ولا ايه ؟
لمسه ب اصبعه و شمه متأكدا من الرائحة التي تنبعث منه ليضغط على اسنانه بغضب :
– يااراا.
خرج اليها و زمجر بعصبية :
– انتي حطيتي بيض جوا الفوطة اللي بنشف بيها وشي ايه الجرأة ديه ؟
رمشت يارا عدة مرات مدعية البراءة :
– مين انا ؟ اه صح انا كنت عايزة اقلي بيض ووقعته بالغلط ع الفوطة ديه و جبتها وحطيتها في الحمام بالغلط بردو.
– انتي بتستعبطي يالا !
كتمت ضحكتها و طالعت شكله المزري ثم نهضت مرددة :
– يعع ايه الريحة المقرفة اللي طالعة منك ديه استنى كده.
حملت زجاجة عطر رجالي و رشتها عليه مرددة :
– البرفان ده هيشيل الريحة خد. 
ابعد يدها و مالبث ان سعل عندما اشتم رائحة بصل قوية اتسعت عيناه بصدمة فتابعت يارا باندهاش مزيف :
– اووبس انا نسيت مقولتلكش اني حطيت ماية بصل مع البرفان ريحته بتطلع احلى ايه معجبتكش ؟؟
لاحظت وجهه وهو ينقبض و يداه تتشنجان لدرجة مريبة اغمض ادم عيناه و بدأ يتنفس ببطئ شديد فسألت الاخيرة نفسها بتوجس :
– ماله ده هو بيستحضر جن ولا ايه … اااااه. 
صاحت بخضة عندما جذبها اليه و سحب زجاجة “ماء البصل” من يدها ليفرغها على شعرها انتفضت يارا و اكملت صياحها :
– ااادم لااا لاااا !!
قهقه بشر وقد تأكد من انه غسلها بتلك المياه ذات الرائحة المثيرة للغثيان و اردف بصوت عالي :
– انا قلت ان البرفان ده ريحته حلوة ولازم تجربيه ايه رايك بقى. 
افلتها اخيرا فتراجعت للخلف وهي تكاد تبكي :
– يعع ايه القرف ده انا ريحتي بقت كلها بصل. 
تأملها ادم بانتصار وهو لا يصدق انه يتصرف مثل المراهقين لكن هذه الطفلة تجعله يفقد صوابه اما بجمالها او بجنونها لكن ليس هناك مانع اذا تسلى بها قليلا ، ابتسم وهو يتلمس لزوجة البيض التي على وجهه :
– تستاااهلي انتي محرمتيش من ليلة الشطة و جاية تحطيلي بيض و بصل اشربي بقى. 
ضربته بيديها على صدره و شتمته قبل ان تركض الى الحمام :
– حيوان و كلب !
شهق بذهول من شتيمتها ولم يفق الا على صوت صفق الباب ، طرق عليه بقوة وهو يصرخ غاضبا :
– بقى انا كلب يا قليلة الادب في واحدة محترمة تقول على جوزها كده استني لما تطلعي.
وصلته قهقهاتها من الداخل :
– انا هاخد شاور و انام هنا مش هخرج هاهاها.
ضرب الارض بقدمه ولولا خشيته من ان يرعبها ويجعلها تسقط على الارضية المبللة لكان الآن حطم الباب ودخل اليها ، زفر باقتضاب و اتجه الى حمام الغرفة الأخرى ليستحم و يزيل آثار ما فعلته تلك الساذجة به ، وقف اسفل المرش ليدع المياه الدافئة تنزل على جسده ثم اسند يداه على الحائط يفكر ، الاموال التي في حسابات عمر و علي البنكية ترتفع بشكل رهيب لقد اكتشف انهم باعوا عقارات كثيرة الفترة الماضية و المشكلة ان العائلة لا تملك هذه العقارات اذا من لين وجدوها لكي يبيعوها ، هل تورطوا ايضا في غسيل الأموال ام ماذا زيادة على نصبهم و اختلاسهم لأموال الشركة هل سيضطر لإكتشاف رصيد جرائهم اكثر ؟ 
زفر بخنق وهو يتذكر كلام الضابط الذي يعمل معه سرا ، منذ تعرض ادم الى حادث السير اي قبل حوالي 4 شهور ونصف وهو يفكر في انه لم يكن طبيعيا بل كان مقصودا لحد الآن يتذكر كيف ظهرت امامه تلك الشاحنة و اصطدمت في سيارته لتنقلب عدة مرات ، من المفترض ان يكون صاحب الشاحنة هو اكثر من تضرر لكن على العكس تماما اصيب بكدمات خفيفة ثم اختفى ولم يعد له أثر وهذا ما جعله يشك اكثر ، حسنا هو لم يخبر والداه بهذا لكنه تواصل مع الضابط مروان و قرر التحقيق بسرية ليس في حادثه فقط ، بل حتى التحقيق في قضية وفاة عمه أحمد !!
اوقف الماء و خرج لف خصره بمنشفة بعدما تأكد من نظافتها ليذهب الى غرفته متوعدا لها…
في نفس الوقت انهت يارا حمامها وقبل ان ترتدي ملابسها شعرت بألم يجتاح رأسها بقوة ، تأوهت بخفوت وكادت تسقط لولا حذرها الشديد ارتدت روب الحمام على عجالة و خرجت ، فتحت الخزانة وهي تبدأ عن الدواء غير مركزة فيما تبحث بالضبط حتى وجدت البرشام اسفل ملابسها اخذت منه حبة للصداع لترتخي ملامح وجهها شيئا فشيئا و يختفي الألم ، تنهدت براحة و نظرت الى ما عبثت فيه رتبته و انتقلت الى ملابس ادم ترتبها ايضا بعدما خربتها وقبل ان تغلق باب الدولاب رأت ما صدمها بشدة…. الشال الوردي و المنديل الرمادي موجودان عند ادم !!
شهقت بذهول و همست :
– الشال ده انا كنت حاطاه على كتافي من شهور لما ادم دخل عليا الاوضة واحنا في البلد و المنديل ده انا كنت واخداه منه و فكرت اني نسيته في بيت جدو… معقول هما جم ل ايد ادم ازاي !!
وضعت يدها على فمها المفتوح و فجأة ظهرت ابتسامة سعيدة و خجولة على وجهها :
– هو كان محتفظ بيهم الفترة ديه كلها وانا افتكرت نفسي ضيعتهم… يا الله !!
استنشقتهم بعمق تحاول ادخال رائحته الى رئتيها بأكبر قدر ممكن ، تحركت مشاعرها و تخيلت نفسها تتلمس جسد ادم مباشرة و رائحته تلتصق بها كعادتها بعد ليلة حميمية بينهما فتأوهت بحرارة وهمست :
– ادم.
حركت رأسها تستفيق مما هي عليه و اعادت الأغراض الى مكانها و رتبتها لكي لا يعرف انها رأتها ، تخيلته ثانية لكن فجاة لم يعد التخيل كذلك عندما رأته يتحقق و يتجسد في ظهوره المفاجئ و اقتحامه الغرفة…. ادم كان يقف امامها بهيأته المغرية المنشفة التي تلف حوله بإحكام و قطرات الماء تنزل من شعره الى وجهه و عنقه ثم صدره و اخيرا خصره و بطنه المكدس بالعضلات….ادم قضى طوال عمره يمارس الرياضة ولا عحب في ان جسده الرياضي دائما ما كان يسحرها !!
انتفضت يارا عندما استوعبت ما يحدث و هتفت بتقطع :
– اا…انت جت امتى ؟!
برطمت بارتباك مجنون واضعة يدها على مكان قلبها محاولة احتواء خفقاته ، اما ادم فتحول وجهه الى اللون الاحمر ، وتفجرت الدماء في عروقه بشكل مجنون ، و توهجت عيناه بوهج عنيف انبثق من عينيه المرتكزتين على انحناءات جسدها الفاتن في برنس الحمام الأحمر القصير الذي توهج اكثر مع بياض بشرتها و شعرها الأسود ، ركز عيناه على عنقها المكشوف ببزخ و راقب قطرات المياه وهي تنزل ببطئ مثير لتختفي داخل ياقة الروب ، ثم وجهها الذي عادل لونه لون ما ترتديه حتى جزم انه وبشكل ما أثارها مثلما فعلت هي به ، رباه يكفيها جاذبية كيف سيسيطر على نفسه الآن !!
بللت يارا شفتيها وقبل ان تعود الى الحمام ادخل هو اصبعيه في حزام الروب الملتف حول جسدها و جذبها منه لترتطم بصدره و تحشر بين ذراعيه القويتان ، شهقت بخفة ليهمس لها و انفاسه متسارعة بشكل ارابها قليلا :
– ايه اللي بتعمليه فيا ده…. حرام عليكي.
طبع قبلة عميقة على وجنتها ثم انخفض الى عنقها يطبع قبلات متفرقة في نفس المكان الذي تجرأ يوما و لف يده عليه قاصدا خنقها…. همهمت يارا برفض وهي تحاول ابعاده لكنه لم يستجب بل التصق بها اكثر وهو يهمس لها بكلمات تمدح جمالها و فتنتها…. تلك الكلمات التي كانت تجعلها تحلق عاليا و تسلم له نفسها بسهولة …. و لولا انها رأت اغراضها مخبأة عنده و ازدادت حيرتها بخصوص مشاعره نحوهت لكانت الآن دفعته بكل قوة و اخبرته انها ترفضه…. لكن هل تستطيع !
شعرت به يزيح الروب من على كتفيها فتمتمت مجددا لكن بضعف :
– انا… انا لسه واخدة شاور.
رد عليها بصوت مثقل من فرط رغبته :
– خديه بعدين تاني.
قبل ارنبة انفها مكملا :
– انتي جميلة لدرجة مقدرتش اتحملها…. انا منعت نفسي عنك كتير بس لحد هنا وكفاية صبري خلص.
نظرت له لوهلة قبل ان تغمض عينيها محاولة لأقصى حد السيطرة على مشاعرها لكنها لم تستطع… يارا لم تستطع مقاومة سحر ادم الذي يحتجزها بين ذراعيه ويسند جبينها على جبينه متنفسا بقوة كأنه هو الاخر يحاول فعل نفس ما تريد هي فعله…. الابتعاد !!
بللت شفتها هامسة بتلعثم :
– بس…اا انا… لا مينفعش…. مينفعش..
تنفس ادم بحرارة ودفن رأسه في عنقها يشم رائحة الفراولة التي تملأ جسدها ببزخ :
– هو ايه اللي مبينفعش ؟
شهقت برعونة و ادركت انه يلعب على اعصابها فرددت مسرعة على أمل ان يبتعد عنها ويوقف حرقها على نار هادئة :
– ممكن لو قربنا من بعض تحصل مشكلة في الحمل و…
و طارت حروف “مشكلتها” و هي تقع في مشكلة اخرى أحلى و أعذب حين إستقبلت شفتاها شفتيه الجائرتين المقتحمتين لأنوثتها ….ارتطم ظهرها بباب الخزانة بقوة و هو يدفعها نحوه بقلة صبر لكنها لم تشعر بالألم..الألم الحقيقي كان بمحاولتها مقاومته و عدم التسليم إلى نيران شوقه..لكنها كانت جريحة بما يكفي لدرجة ان قلبها لم يكن يتحمل ألما آخر..كانت لتموت لو قاومته..و هي أرادت الحياة !!
رفعت ذراعيها تحيط رقبته تجذبه من شعره المبلل نحوها بيأس فتشجعه ليزيد من جرأة قبلته و هو يتعمق بها غير عابئ بالأثر الذي يمكن أن تتركه على شفتيها و شفتيه لاحقا..يداه تجولان بهوس على ظهرها و خصرها تتشبعان بملمس جسدها الغض الذي احترقتا كل ليلة لأجله..انفتحت أبواب جحيم الشوق على مصراعيها و لوهلة فكرت أنه لو قبلها إلى الأبد لن ينجح بإطفاء نيرانها ، و في نفس اللحظة فكر هو أنه لو استمر بتقبيلها إلى الأبد سيكون أسعد إنسان على وجه البسيطة !!! 
لكن الحياة ليست منصفة إلى تلك الدرجة..انسلخ عنها لا لشيء فقط لحاجتها للتنفس و لحاجته من ان يتشبع من ملامحها..التقطت عيناه بنهم تدفق الدماء بوجنتيها و تنفست رئتاه أخيرا هواء مشبعا بلهثاتها الخجولة المضطربة..كانت تخفض عينيها نحو روب الحمام الخاص بها فهي لم تستطع الغرق في عينيه مجددا..و كيف تفعل ؟؟ سيتوقف قلبها من الحماس لو فعلت !!
محشورة بينه و بين الباب لا يكاد يترك مجالا كافيا لقفصها الصدري ليرتفع و ينخفض بفعل تنفسها المتسارع لكنها لا تملك القوة الكافية لإبعاده.
– ا… ادم.
أغمض عينيه ينتشي بهمستها التي كادت تحط على فمه من شدة قربها ، لماذا لم يخبرها من قبل ان نطق حروف اسمه بهذه الطريقة على لسانها لا يزيده الا اشتعالا وشوقها لقربها… هل تريد الانتقام منه وجعله يفقد عقله بفعل جاذبيتها تلك ؟
تنهد ليهمس هو الآخر بصوت متهدج :
– يارا…. انا مبقدرش على بعدك… انا مبعدتش عنك الشهرين دول بمزاجي كنت مضطر.
وقبل ان تسأله يارا عن قصده نزل بشفتيها على شفتيها مجددا متابعا :
– سيبيلي نفسك المرة ديه ، خلينا ننسى اللي فات الليلة ديه بس… انا… انا عايزك !!
هزت رأسها ترفض اقتراحه و تحتقر استسلامها المخزي له ليهمهم ادم بصوت مبحوح يكاد يسمع :
– انا عايزك اوي.
انهى كلمته وهو يسحب حزام البرنس بقلة صبر و يتحرك بها حتى تسقط على السرير و يعتليها ، زفرت يارا و تمتمت :
– بكره الصبح هشتم نفسي لاني استسلمت ليك. 
ابتسم ادم و مرر يده على جسدها بخبرة جعلتها تتوق اليه بشكل جعلها تلعن نفسها مرات عديدة :
– الليلة ديه هتخليكي تحمدي ربنا لانك سلمتي نفسك ليا. 
رفعت يديها حول عنقه تستقبل قبلاته وتجاهد لكي لا تردد كلمات عشقها له و ادرك هو ذلك لكنه لم يسمح بنجاح محاولاتها و سرعان ما اخذها الى عالمه يغرقها في بحور حبه الذي لم يعترف به بعد……
______________________ في فجر اليوم التالي. 
وقف امام المسجد وهو يرى المصلين يدلفون ليلبوا نداء الخالق….نزلت دمعته باشمئزاز من نفسه وهو يحاول تذكر متى كانت اخر مرة صلى بها او زار المسجد لكنه لم يستطع…..اخذ نفسا عميقا ودلف توضأ وذهب حيث يصلون لم يجد الا وهو يسجد لخالقه وينفجر من البكاء على ظلمته التي عاش بها لسنين طويلة ويستغر ربه الذي طالما عصاه……جلس فترة طويلة وهو يبكي ويدعو ربه ان يسامحه ثم مسح دموعه ونهض وخرج بسرعة. 
جلس في سيارته وهو يتذكر عندما افاق صباحا وهو يتصبب عرقا نظر بجانبه وجد رولا نائمة فنهض بسرعة وخرج بقي اليوم بطوله وهو يتذكر حلمه لم يشعر بنفسه الا وهو يذهب للمسجد عله يطهر ذنوبه. 
افاق من شروده على رنين هاتفه وجدها رولا……..ضيق حاجباه وفتح الخط صارخا :
– قولتلك انا مش عايز اشوف وشك ولا اسمع صوتك ايه الجرأة اللي خلتك تتصلي بيا انتي مش خايفة اقتلك !!
قهقهت بتهكم و اجابته :
– لا مش خايفة يا بيبي لانك مش هتقدر عليا انا اقوى منك بكتير وانت عارف ب ده ف متحاولش.
زلر بحنق و اردف :
– عايزة ايه !!
اعتدلت في جلستها و تكلمت بحدة :
– انا بتصل و بسألك ل اخر مرة تختارني انا ولا بنت الطبقة المتوسطة !
شد شعره بقوة يحاول التحكم في اعصابه ليرد عليها مستفزا اياها :
– الصراحة المقارنة ديه عيب اوي مينفعش تقارني ملاك زي تقي بواحدة زيك اطمني يا رولا انا من النهارده كل يوم هقضيه فعمري هكون بحاول فيه ارجع البنت اللي بحبها ومش هرتاح الا لما تقبل ترجع ليا و تهديداتك بتاعت الصبح ديه خليها لنفسك.
– اخر كلمة يا آسر ؟
اومأ بثقة و اصرار كأنها تراه :
– اخر كلمة.
اغلق الخط في وجهها لتصيح بهستيرية مخيفة :
– انا مش هسيبك يا آسر مش هسيييبك !!!
*قصص رومانسية بقلمي فاطمة احمد*
**** بعد ساعات اخرى.
تململت في فراشها بتعب و فتحت عينيها لتجد نفسها محتجزة بين ذراعيه بقوة وكأنه يخشى هروبها ، عضت على شفتها بخجل متذكرة ليلة البارحة التي كانت مختلفة عن لياليهما السابقة لقد جعلها ادم تشعر وكأنها ملكة يريد رضاها كل لمسة و قبلة منه كانت لطيفة لدرجة لم تتوقع ان يكون هذا القاسي يتمتع بذلك القدر من الحنان !!
تنهدت و احكمت ملاءة السرير على جسدها و ارادت النهوض لكن ذراعه كانت الأسبق عندما امسكها و جذبها نكون بخفة وقوة نوعا ما ، تطلع إليها ادم بابتسامة هامسا :
– صباح الخير.
بلعت ريقها و تحاشت النظر إلى وجهه وهي تجيب :
– صباح الخير… ممكن تسيبني اقوم.
– لأ.
قالها ببساطة وهو يمرغ وجهها داخل شعرها و اكمل :
– عايز اعيد امجاد ليلة امبارح.
جفلت للحظات توردت فيها وجنتاها لتهمهم سريعا :
– لا مش عايزة.
ابتسم ادم وهو يجول عيناه عليها ب انحراف :
– مكنش ده كلامك وانتي وفحضني.
ارتبكت اكثر وقالت :
– بس انا مشغولة… لازم… اه لازم اجهز الفطار اا انا جعانة.
– تؤتؤ.
قالها ادم بمكر و اردف وهو يزيح المراءة من فوق جسدها العاري :
– هصبح عليكي الأول….
بعد ساعات اخرى.
فتحت عينيها وهذه المرة كانت تبتسم براحة و سعادة ، نظرت الى مكانه الفارغ فتنهدت بحالمية :
– ادم…. معقول انت بتحبني… نظراتك كانت مختلفة عن اي وقت تاني كانت كلها حب و حنان انا لحد دلوقتي مش مصدقة ان جه يوم وحسيت فيه بمشاعرك بعيدة عن مجرد رغبة.
تمطعت بجسدها و نهضت تدلف الى الحمام ، ارتدت ملابسها و نشفت شعرها وهي تدندن بحماس و فرحة لا توصف ثم نزلت الى الأسفل وهي متأكدة أنه سيكون في مكتبه ، هبطت على درجات السلم لتختفي ابتسامتها وهي تستمع الى صوت صراخ ادم الغاضب مع أمه حنان يبدو انهما يتشاجران فصوتهما يصدر بكل قوة من المطبخ ، وضعت يدها على قلبها بتوجس و نزلت سريعا كادت تدخل لكنها توقفت وتوقف معها كل شيء عندما سمعت ادم يصبح :
– ايوة انا محبيتش يارا ولا حبيتها في حياتي انا رجعتها عشان البيبي و لولا كده مكنتش هفكر فيها أصلا !!
يتبع…
لقراءة الفصل التاسع والعشرون : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد