Uncategorized

رواية عروسي الكاذبة الفصل الثالث 3 بقلم ساره علي

 رواية عروسي الكاذبة الفصل الثالث 3 بقلم ساره علي

رواية عروسي الكاذبة الفصل الثالث 3 بقلم ساره علي

رواية عروسي الكاذبة الفصل الثالث 3 بقلم ساره علي

ابتعد عنها وهو يرتدي قميصه بينما انكمشت هي على نفسها بعدما جذبت غطاء السرير فوق جسدها الذي كان يرتجف فزعا من أثار ما جرى له قبل لحظات ..
خرج نزار مسرعا من غرفة النوم واخذ يسير داخل صالة الجلوس ذهابا و إيابا .. ألم شديد يكبل روحه ويجعله عاجزا عن التنفس .. لماذا فعل هذا ..؟! وكيف طاوعه قلبه على إيذائها ..؟! اغمض عينيه وهو يلعن شيطانه الذي جعله ينتهك جسدها بهذه الطريقة المهينة ..
قبض على خصلات شعره بقوة وهو يطلق صرخة عالية
هزت جدران قلبه ..
اخذ يحمل كل شيء يراه امامه ويرميه ارضا ليتحطم الى اجزاء عديدة ..
هوى بجسده فوق الكنبه وهو يشعر بأنفاسه ترتفع بشدة .. عاد برأسه الى الخلف مغمضا عينيه بينما الذكريات تعصف داخل رأسه بلا رحمه …
اخذ يتذكر العديد من المواقف التي جمعتهما ولحظات الحب الرائعه بينهما .. 
ازداد الالم داخل قلبه وشعور انه خسرها اقتحمه بشدة فمال برأسه للامام وهو يشعر برغبة عارمه بالصراخ و ربما البكاء ..
اما في الداخل كانت ميرنا جامدة لا تفعل شيئا سوى النظر امامها بعينين جامدتين خاليتين من الحياة ..
تحركت اخيرا من مكانها بالرغم من شعور الالم الذي يسيطر على جسدها ولكن شعور الخزي مما تعرضت له غلب شعور ألمها بمراحل ..
سقط الغطاء من فوق جسدها لتسير وهي عارية نحو الحمام فتقف اسفل الدوش بينما يبدأ الماء بالسقوط فوق جسدها ..
اغمضت عينيها وهي تشعر بالمياه الباردة تندفع نحو جسدها بقوة .. ظلت على هذه الحال لاكثر من نصف ساعه قبل ان تغلق الدوش وتخرج من اسفله ..
حملت المنشفة وبدأت تجفف جسدها بشرود حينما نظرت الى وجهها في المرأة لتجد امامها امرأة اخرى لا تعرفها .. إمرأة لا يوجد في ملامح وجهها اي مؤشر يدل على الحياة .. لقد تيقنت في هذه اللحظة أن المرأة في داخلها ماتت ولم يتبقَ منها سوى رماد مجرد رياح خفيفة قادرة على محيها من على وجه الحياة ..
توقفت عن تنشيف جسدها وجذبت الروب خاصتها وارتدته ثم خرجت بشعرها المبلل الى غرفتها ..
جلست على سريرها ووضعت رأسها بين كفيها بصمت حينما شعرت به بعد لحظات يقف امامها ..
ظلت على وضعيتها تلك حينما انخفض هو جالسا على ركبتيه ممسكا بساعديها هاتفا بصوت مبحوح :
” ميرنا ..”
ظلت على هذه الحالة دون رد يشفي عطش روحه ليكرر بعد لحظات بصوت أجش :
” ميرنا .. بصيلي ارجوكِ ..”
رفعت رأسها من بين كفيها فظهرت عينيها حمراوين على الرغم من خليها من الدموع ..
” ميرنا انا …”
نأت بجسدها عنه ونهضت من مكانها متجهة خارج الغرفة ليتبعها هو ..
تبعها وهو يقول برجاء :
” ميرنا استني من فضلك ..”
” طلقني ..”
نظراتها الجامدة افزعته .. نظرات لم يرها منها مسبقا طوال سنوات زواجهما التي تعدت السبعة اعوام ..
عيناها بدتا خاليتان من الحياة مثبتتان على وجهه بقوة وسلاطه .. وملامحها جامدة كالحجر لا يوجد عصب واحد يتحرك في وجهها ..
تأمل ذلك الروب القصير الذي تستر به عري جسدها ..
جسدها الذي انتهكه منذ قليل بلحظة جنون اطاحت بعقله فقرر ان ينتقم منها ثأرا لرجولته التي سحقتها بكلماتها السابقة فلم يجد سوى جسدها وسيلة لانتقامه ..
” طلقني ..”
قالتها بقوة اكبر جعلت حدقتيه تهتزان للحظة وهو لا يصدق ان الواقفة امامه هي ميرنا العاشقة المتيمه به ..
” انتِ طالق ..”
همس به أخيرا بجمود شديد بالرغم من ذلك الالم الذي احتل قلبه بعدما اطلق رصاصة الرحمة بالنسبة لها ..
تشكلت ابتسامة باردة على شفتيها .. ابتسامة خالية من الحياة لم تنجح بالوصول الى عينيها ..
قالت اخيرا وقد بدا وجهها اقل جمودا :
” عمري مهندم على قراري ده .. لو هندم فيوم على حاجة فهندم اني عرفتك ..”
كلماتها تطعنه بقوة بينما لسانه يعجز عن صياغة الرد المناسب .. وجدها تكمل بعدها بهدوء أثار غيظه :
” ياريت تاخد هدومك معاك .. مش عايزة اشوفك فالشقة بعد كده ..”
ثم التفتت متجهة نحو صالة الجلوس حيث جلست على الكنبة بعدما فتحت التلفاز تتابع احد الافلام الكوميدية بملامح شاردة ..
عيناها مثبتتان على الفيلم بينما عقلها شارد بكل شيء مرت به بدءا من لقائها الاول به انتهاء بطلاقهما الذي كان بإرادته هو اولا ثم ارادتها هي ثانيا ..
وبالرغم من كونها  تدرك ان قلبها سوف يظل يعاني من جرح هذا الرجل الذي كان اول من امتلك الفؤاد ونبضاته الا انها كانت مصرة على الفرار من قبضته حتى ولو على حساب قلبها العاشق ..
افاقت من شرودها على صوت خطواته وهو يحمل حقيبة سفر كبيره ويتجه نحو الباب ليتوقف بعدما نادت باسمه ملتفتا نحوها وفي نظراته بدا الأمل في رجوعها عن قرارها برحيله واضحا الا انها فاجئته بقولها :
” اتفاق جوازي من صحبك اعتبره ملغي .. روح دور على وحده تانيه تلعب الدور ده .. ولو فكرت للحظة واحده تجرب تتواصل معايا عشان الموضوع ده فمش هتردد لحظة واحدة اني اكلم باسل واحكيله على حقيقة اللي كنت ناوي عليه وساعتها هو هيعرف يتصرف معاك ..”
حل الصمت المطبق بينهما .. صمت استمر للحظات بين نظراتها الجامدة ونظراته المتسعة والتي نجح اخيرا بإخفائها وجعلها عاديه قبل ان يهتف بهدوء :
” براحتك .. اللي تحبيه ..”
………………………………………………………………….
جلست ماريا بجانب ابنتها التي كانت تقلب في الجهاز اللوحي الخاص بها ..
كانت شاردة تفكر في حديث باسل وتلك المفاجئة التي يعدها .. تشعر ان هناك شيء ما يحدث في الخفاء وانه يجهز لها مفاجأة ثقيلة ..
لمعت عينيها بقوة وهي تتخيل ان المفاجئة تخص امر ارتباطه بأخرى ولا تعرف لماذا جاءت في ذهنها روبي ابنة خاله وخطيبته السابقة ..
تلك الفتاة التي خطبها لعدة اشهر كادت ان تموت فيها من الغيرة قبل ان تشعل الخلاف بينهما وتستطيع انهاء تلك الخطبة بشكل نهائي وبالرغم من ذلك ما زالت حماتها تسعى لإعادة المياه الى مجاريها بينهما ..
” مامي .. اياد منصور طالب 150 الف دولار مقابل انوا يغني ساعة ..”
صمتت جمانة وهي تنظر الى والدتها الشاردة ويبدو انها تفكر في امر هام فتربت على ذراعها لتنظر اليها والدتها اخيرا وهي تقول :
” نعم ..؟!”
قالتها ماريا بتذمر لتهتف جومانة بجدية :
” بقولك انوا اياد منصور طلب 150 الف دولار وانكل باسل اداني شيك ب200 الف ..”
جحظت عينا ماريا وهي تهتف بعصبية :
” انتي اتجننتي وعمك اتجنن معاكِ .. 150 الف ايه اللي اديها لحتة كومبارس ..”
انتفضت جومانة من مكانها وهتفت بعصبية رغما عنها :
” اياد مش كومبارس .. ده مطرب معروف جدا .. وهو بياخد اكتر من كده بس طلب كده بس عشان خاطر بنت عمته ..”
” وطي صوتك وانتي بتتكلمي يا هانم .. المطرب ده مش هيجي الحفلة .. انتي فاهمة ..؟!”
قالتها بحزم شديد لتصيح جومانة :
” بس انكل باسل وافق وقالي ادفعلك اكتر من كده لو عايزة ..”
جذبتها ماريا من ذراعها وقالت بحدة :
” انا قلت لا يعني لا .. مش باسل اللي هيمشي كلامه عليا .. خليه يمشي كلامه على نفسه الاول وبعدين يمشيه عليا ..”
ثم تركتها ورحلت لتنهار جومانة باكيه على الكنبة ..
……………………………………………………………
دلفت جومانة الى مكتب عمها باكيه لينتفض باسل من مكانها ويشير الى السكرتيره التي تتبعها بقلق بالخروج لتومأ برأسها متفهمة وهي تخرج بينما ترمي جومانة نفسها بين احضان عمها وهي تشهق بقوة ..
اخذ باسل يربت على كتفيها وهو يحاول تهدئتها :
” اهدي يا جومانة .. اهدي يا حبيبتي .. “
اخذت تمسح دموعها بأناملها بعدما ابتعدت من بين احضانه وهي تغمغم بخفوت موجع :
” انا تعبت يا انكل .. ارجوك اتصرف مع مامي ..”
تنهد باسل بقلة حيلة وقد تأكد حدسه بأن ماريا هي سبب بكائها كالعادة ليهتف وهو يجذبها من يديها ويجلسها على الكرسي المجاور لمكتبه :
” اقعدي هنا وارتاحي وانا هطلبلك عصير الفراولة اللي بتحبيه ..”
أومأت برأسها بينما اتجه هو وطلب لها عصيرها المفضل ثم جلس امامها يتأمل ملامحها الحزينة بهدوء ..
جاء النادل يحمل العصير بعد لحظات ..
وضعه امام جومانة ورحل ليهتف باسل بلهجة قوية :
” اشربيه ..”
حملت جومانة العصير وبدأت تتناوله بصمت حتى انتهت منه ليهتف باسل بمزاح :
” بيبي بتشرب عصير .. انا كنت هنام من كتر ما طولتي ..”
ابتسمت جومانة بخفوت دون رد بينما سألها باسل بجدية :
” ممكن تقوليلي بقى مين اللي سمح لنفسه ينزل دموع بنوتي الجميلة ..؟!”
ابتلعت ريقها بتوتر واهتزت حدقتيها بوجع وهي تقول :
” ماما ..”
ابتسم باسل بهدوء وهو يكتم غضبه بقوة قبل ان يقول :
” ليه ..؟! عملت ايه ..؟!”
سردت جومانة حديث والدتها لعمها الذي شعر بالضيق الشديد من تصرفات ماريا التي تزداد سخافة ..
انتهت جمانة من كلامها ليتنهد باسل بنفاذ صبر من افعال ماريا قبل ان يقول بهدوء :
” جومانة انا قلتلك ملكيش دعوة بحد .. انا قلتلك اني هعملك اللي عاوزاه .. وسمحتلك تجيبي المطرب ده .. يبقى مفيش حد ليه حاجة عندك ..”
قالت جومانة بجدية :
” عارفة ده .. بس ماما بتفضل تدايقني حتى وانت موافق على ده ..”
زفر انفاسه وقال بجدية :
” ماشي يا جومانة .. سيبي الموضوع ده عليا ..”
ثم نهض من مكانه وقال :
” يلا بينا نروح .. النهاردة هتغدى فالبيت معاكم ..”
ابتسمت بسعادة وقالت :
” بجد يا انكل .. بقالك كتير متغدتش معانا ..”
قرصها من وجنتها وقال :
” اديني هتغدى معاكو اهو .. يلا بينا ..”
سارت معه متجهين نحو المنزل ..
…………………………………………………………
” والله كويس انك عملتي كده .. برافو عليكي ..”
قالتها ليزا صديقة ميرنا وهي تجلس بجانبها محاولة مواساتها بعدما حدث ..
قالت ميرنا وهي تنظر امامها بجمود :
” مكانش قدامي حل غير ده … انا انتهيت خلاص .. خسرت كل حاجة .. وهو السبب ..”
قالت ليزا بثقة :
” انتي عملتي الصح .. ده شخص غير موثوق بيه .. “
التفتت ميرنا نحوها وقالت :
” ميرسي اوي انك معايا يا ليزا … “
ابتسمت ليزا وقالت :
” متقوليش كده يا بنتي .. انتي اختي .. انا بحمد ربنا اني جيتك صدفة وعرفت باللي حصل .. “
ثم اكملت وهي تربت على ظهرها :
” متزعليش نفسك يا ميرنا … هو اللي خسران صدقيني ..”
ردت ميرنا بصوت مهموم :
” محدش خسر غيري فالحكاية دي ..”
صمتت ليزا قليلا قبل ان تقول بجدية :
” متقوليش كده .. بكره ربنا هيعوضك ..”
لتجد ميرنا تقول بخفوت :
” انا بقيت لوحدي خلاص .. وحدي فبلد غريب .. معنديش شغل ولا اي حاجة .. لا قادرة ارجع بلدي ولا هعرف اعيش هنا بشكل كويس .. اتحطيت فخانة اليك ..”
” انا معاكي متقلقيش .. والشغل هنتصرف ..”
قالتها ليزا بدعم لتهتف ميرنا بحيرة :
” انا مش عارفة هلاقي شغل منين .. الوضع صعب جدا .. لازم ادفع إيجار الشقة والخدمات .. انا لازم الاقي شغل .. اي شغل ..”
قالت ليزا بجدية :
” شغل ايه ده اللي هيخليكي تدفعي الايجار والخدمات ومصاريفك ..؟!”
ردت ميرنا بحزن :
” معنديش حل تاني .. اصرف منين ..؟!”
صمتت ليزا قليلا قبل ان تقول فجأة :
” طب ما تتجوزي باسل ده .. مش هو عاوز يتجوز وحدة مؤقتة ..؟!”
صاحت ميرنا مستنكره :
” انتي بتقولي ايه يا ليزا ..؟! لا طبعا مستحيل .. “
قالت ليزا بجدية وهي تحاول تهدئتها :
” ليه يا ميرنا ..؟! هو عايز وحده تمثل دور مراته .. ونزار اقترحك عليه وهو وافق .. ايه المشكله ..؟! طب خليكي منطقية جوازة كام شهر مقابل مبلغ يعيشك مرتاحة .. صفقة تجنن ..”
” نزار قاله اني اخته .. هو فاكرني اخته مش مراته ..”
قالتها ميرنا بعصبية لتهتف ليزا وهي تنهض من مكانها :
” هو يخصه بإيه نزار يبقى جوزك ولا اخوكِ ..؟! هو عاوزك لخدمة معينة وانتي هتأديها .. “
نظرت اليها ميرنا بضيق وقالت :
” مش هعرف .. مش هعرف امثل .. هحس اني بخدعه ..”
قالت ليزا بجدية :
” لما تقوليله انا موافقة اتجوزك لمدة معينة و الماضي يخصني لوحدي .. يبقى انتي مش بتخدعيه .. دي مش جوازة العمر .. “
اغمضت ميرنا عينيها بنفاذ صبر لتردف ليزا بجدية :
” هتجيبي فلوس منين ..؟! هتدفعي ايجار الشقة منين ..؟! هتدفعي فلوس الاكل والشرب والنت منين ..؟! هتشتري هدوم منين ..؟! ايه الشغلانه اللي هتوفرلك كل ده ..؟! شغلانه ايه اصلا بوضعك ده ..؟! انتي بتنامي اكتر مما تصحي ..؟! معندكيش طاقة تشتغلي اي حاجة .. الفلوس دي هتنقذك من الضياع ومن انك تضطري ترجعي لنزار ووساخته .. “
” انا لا يمكن ارجعله ..”
قالتها بحدة لترد ليزا بقوة :
” يبقى تتجوزي باسل .. اهو عالاقل هتاخدي مبلغ يعيشك فترة كويسة وممكن ساعتها تعملي مشروع .. واهو فرصه تمنعي بجوازتك دي نزار يقرب منك لانوا مش قد باسل .. كده كده انتي ملكيش حد دلوقتي ومظنش انه عندك الجرئة انك ترجعي لاهلك تاني ..”
شعرت ميرنا برغبة عارمة في البكاء اثر كلمات صديقتها المؤلمة بالرغم من كون جميع ما قالته واقع تعيشه ..
نظرت اليها ليزا للحظات قبل ان تقول بأسف :
” انا عارفة اني زودتها معاكي .. بس انتي لوحدك .. ملكيش حد .. نزار مش هيسيبك .. هيفضل وراكي .. ومعدش ينفع ترجعيله بعد افعاله الحقيرة .. “
اقتربت منها اكثر وقالت :
” فكري بكلامي كويس وانا واثقة انك هتعرفي انوا جوازك من باسل لمصلحتك انتي اكتر من اي حد ..”
ثم حملت حقيبتها وودعتها ورحلت بعدها ..
…………………………………………………………
دلف باسل مع جومانة الى صالة الجلوس حيث يوجد ماريا وعمر ابنها ومعهما والد ووالدة باسل ..
” كنتي فين ومش بتردي على تليفوني ليه ..؟!”
قالتها ماريا بعصبية بعدما نهضت من مكانها بسرعة ليرد باسل نيابة عن جومانة :
” كانت معايا .. عندك مانع ..؟!”
نظرت ماريا الى ابنتها بحدة ثم عادت تنظر الى باسل وتهتف بهدوء :
” مفيش مشكله طبعا ..”
ثم اكملت برقة :
” هتتغدى معانا النهاردة ..”
لم يجيها باسل وهو يتجه نحو الكنبة ويجلس عليها لتضغط على اعصابها بقوة بينما قال باسل بجدية :
” اظن يا ماريا انا قلت الف مرة قبل كده انوا جومانة وعمر مسؤوليتي .. ومش هسمح لاي حد يمشي كلامه عليهم ولا يتدخل فيهم …”
رمشت ماريا عينيها بضيق بينما قال عمر والده :
” فيه ايه يا باسل ..؟! مالك متعصب كده ليه ..؟!”
رد باسل ببرود :
” اسأل ماريا هانم .. بتدخل فكل حاجة .. وياريت حاجة ليها معنى .. “
صاحت ماريا مستنكره :
” هو اني بمنع فلوسنا تروح على حاجة تافهة يبقى بتدخل بشكل غلط ..”
رد باسل بهدوء اثار غيظها :
” ده على اساس انوا الفساتين والميك اب اللي بيتعمل بشكل شبه يومي مش حاجة تافهة .. “
” هو فيه حد مش بيشتري لبس ..؟!”
سألته ماريا بضيق ليرد بتهكم :
” بيشتروا بس بشكل معقول وبأسعار حتى لو غالية بس مش خيالية ..”
ثم اكمل بقوة :
” قصر الكلام .. عيدميلاد جومانة هيتم بالشكل اللي هي عايزاه طالما مش بتعمل حاجة غلط ولاخر مرة مش هسمح لاي حد يتدخل بحياة جومانة وعمر  او يفرض عليهم حاجة مش عاوزينها ..”
” شكرا يا انكل اوي ..”
قالتها جومانة بحب ليضمها باسل اليه وهو يقول :
” الكلام ده للكل مش لماريا بس ..”
اقترب عمر الصغير منه واحتضنه بدوره وهو يقول :
” شكرا يا بابي ..”
ضحك باسل وهو ينحني نحوه ويربت على وجهه بحنو بالغ ..
وقف مرة اخرى ينظر الى ملامح والده الممتعضة .. نهضت والدته من مكانها وقالت اخيرا :
” اقوم اخلي الخدم يجهزوا الغدا ..”
دوت صرخة في ارجاء المكان يتبعها دخول شاب وفتاة وهما يصرخان بسعادة لتشهق الام وهي تجذب الفتاة نحوها وتضمها بقوة بينما يقترب باسل من الشاب ويحييه بحرارة محتضنا اياه ..
تبادل الجميع التحيه مع الاثنين وبعد فترة من الاحضان والقبلات جلس الشاب والفتاة معهم بينما نورا والدتهم تقول بعدم تصديق :
” مش مصدقة انكم جيتوا .. مش كنتوا قلتوا مش هتقدروا ترجعوا الفترة دي ..”
ضحكت الفتاة بعذوبة وردت :
” مكانش ينفع افوت عيدميلاد جوجو ابدا..”
اقتربت جومانة منها واحتضنها وهي تردد بفرحة حقيقة :
” حبيبتي يا عمتو كنت هزعل اوي لو مكنتيش حضرتي عيدميلادي ..”
مازحها الشاب مدعيا الحنق :
” وبالنسبالي مكنتيش هتزعلي يعني .. ؟! ولا عمتو بس اللي وجودها مهم ..”
ضحكت جومانة وهي تتجه نحوه وتحتضنه بحب صادق  :
” اكيد لا .. ده انت مفيش زيك يا انكل .. اساسا انتوا توأم .. يعني واحد ..”
قرصها من وجنتاها وقال :
” هتفضلي بكاشة طول عمرك يا جوجو ..”
ابتسمت جومانة بسعادة بينما قالت نورا والدتهم وهي تنهض مرة اخرى :
” نسيت اخليهم يجهزوا الغدا .. اكيد زمانكوا جعتوا اوي ..”
ثم اتجهت خارج المكان تاركه البقية يتحدثان سويا في مختلف المواضيع ..
………………………………………………………….
كانت تجلس في احد الكافيهات تنتظره بملل حينما اقترب من طاولتها وجلس امامها لتبتسم وهي تقول :
” ازيك يا نزار ..؟!”
اجابها بنبرة باهتة :
” مش كويس يا ليزا .. تعبان اوي ..”
بالرغم من شعورها بالضيق الشديد لحزنه على فراق ميرنا الا انها ادعت عكس ذلك وهي تهتف به :
” متقلقش .. انا كلمت ميرنا النهاردة ..”
قاطعها بسرعة :
” بجد ..؟! وقلتيلها ايه ..؟!”
كتمت غيظها وردت :
” حاولت اقنعها انها تقبل بجوازها من باسل زي ما اتفقنا .. المفروض بعد الكلام اللي قلته توافق .. اساسا معندهاش حل تاني .. لازم توافق والا هتعيش منين ..”
حل الصمت المطبق بينهما للحظات قبل ان يهتف :
” لازم توافق بسرعة .. بسرعة يا ليزا ..”
سألته ليزا بجدية :
” هو باسل كلمك فالموضوع مرة تانيه ..؟!”
رد نزار بحنق :
” اها وكان عاوز يقابلها ..”
صمتت ليزا للحظات قبل ان تقول بجدية :
” حلو .. هات رقمه وانا هتصرف ..”
نظر اليها بشك وقال :
” هتعملي ايه ..؟!”
ردت بثقة :
” سيب كل حاجة عليا ..”
ثم نهضت من مكانها وهي ترتدي نظاراتها ثم تهتف :
” اوعدك الجوازة هتم بأسرع وقت ممكن .. بس ساعتها ليا الحلاوة ..”
ثم هبطت نحوه وطبعت قبلة بطيئة على وجنته قبل ان تتلاقى عيناه بعينيها فتبتسم له بعينين دامعتين وترحل تاركة اياه مصدوما من هذا اللقاء وعواقبه ..
يتبع…
لقراءة الفصل الرابع : اضغط هنا
اقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد