Uncategorized

رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الخامس والثلاثون 35 والأخير بقلم أية أحمد

 رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم أية أحمد

رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم أية أحمد

رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل الخامس والثلاثون 35 والأخير بقلم أية أحمد

في مستشفى العراب،  كانت نائمة على الفراش في انتظار دخولها الى غرفة العمليات،  نظرت الي رحيم الواقف بجوارها يمسك يدها بين يديه ويبتسم لها لكي يبث لها بعض الاطمئنان،  على الرغم من انه اكثر رعبا منها ولكنه لم يُرد ان يظهر لها هذا لكي لا تخاف… 

ــــ  رحيم خليك معايا بالله …  قبل جبينها بحنان وهو يمرر يده على وجنتها لكي يهدأ من خوفها 

ــــ  يا حببتي والله انا معاكي اهو مش هسيبك انتي بس اهدي عشان تكوني كويسه التوتر غلط عليكي… 

ــــ  خايفه اوي يا رحيم طيب انت هتدخل معايا اوضه العمليات… 

ــــ  اه هدخل معاكى متقلقيش….. دخلت الممرضه بعد ذلك وهي تضع المحلول لها ثم أشارت الى رحيم  بالابتعاد لكي يتجهون إلى غرفة العمليات… 

ــــ  بعد اذنك لازم ندخل اوضه العمليات دلوقتي… امسكت الآخرى يده بذعر وهي على وشك البكاء.. 

ــــ  لا خليك معايا…  جلس على طرف المقعد وقبل جبينها بحب وقال

ــــ  حاضر يا حبيبتي حاضر والله هدخل معاكي يا قلبي …  اشار الى الممرضة لكي تتحرك،  كان يسير بجوارها ويمسك كف يدها،  في الخارج كان احمد ومعه رتاج كانت تحمل طفلها الذي كان بعمر شهر وسراب برفقه حازم وشهد واياد وخديجه… 

ــــ  ادهم انا هدخل معاها فهمهم ده…  

ــــ  رحيم مينفعش الي انت بتعمله ده مش هتستحمل غير كده دي عمليه قيصريه ممنوع وجود حد جوا مع المريض … 

ــــ  بقولك هدخل معاها…  تنهد واشار الي طبيب التخدير ثم تابع الي رحيم وقال بصوت هامس بجوار اذنه… 

ــــ  هي هتاخد منوم هتدخل واول ما مفعول المنوم يشتغل وتنام هتخرج تمام…  اومي رحيم ودخل معها،  كانت خديجه تجلس بقلق وهي تحمل في يدها مصحفها وتقرا ايات الله لكي يكون مع ابنتها ويخرجها لهم بسلامه،  بينما كانت تجلس بجوارها رتاج  واحمد الذي اخد ابنه (خالد) الذي اخذ اسم والده لكي يظل اسم خالد بينهم علي الرغم من ان شهد اعترضت علي ذلك ولكن كان الحظ من نصيب احمد فقد انجبت رتاج اولا … 

ثلاث ساعات مرت لتخرج اخيرا الممرضه وهي تحمل في يدها طفل  يرتدي ملابس زرقاء وخلفها ممرضه اخرى تحمل طفل بملابس ورديه ،  توجه لهم سريعا وعينه التي كانت ممتلئة بالدموع… 

ــــ  عائشه كويسة…  قبل ان ترد عليه الممرضه خرج ادهم وهو يبتسم له.. 

ــــ  كويسه يا رحيم الف مبروك يتربي في عزك بنت وولد زي القمر، يلا اذن في ودنهم قبل ما يروحوا علي الكشف. 

اخذ رحيم الفتاه واذن لها في اذنها بينما اخذ احمد الصبي واذن له هو وهو يضمه له بحنان وكأنه ابنه هو،  قبل جبينه ثم اعطاه للممرضه  التي اخذتهم متجهه الي طبيب الاطفال لكي يتم فحصهم،  اثناء  دخولهم  خرجت عائشه المغيبه عن الوقع،  توجه لها رحيم واياد و خديجة….. 

ــــ  حببتي انتي كويسه.. 

ــــ  رحيم هي لسه نايمه قدامك ساعه لحد ما المخدر يروح منها،  هتتنقل لاوضه دلوقتي ومن الافضل انكم تروحوا يا جماعه وجودكم ملوش لازمه.. 

ــــ  لا مش هنمشي غير لما نطمن عليها الاول… 

ــــ  خلاص براحتكم انا هروح اجيب ورده لحسن تموتني… 

ــــ  هههههه  ماشي ابقي عدي هات معاك رقيه يا ادهم.. 

ــــ  ليه امال فين مراون.. 

ــــ  مروان في مؤتمر وانا هفضل هنا مع  رحيم …  

ــــ  تمام يا حسام….  غادر ادهم،  بينما توجه رحيم الي غرفتها… 

جلس بجوارها ومرر يده علي راسها ثم سحب يدها وطبع عليها قبله طويله… 

في الخارج كانوا في انتظار استيقاظ عائشه،  دخلت تقى  الي المشفي متجه الي الاعلي لتري حسام يقف في الزاويه  برفقه احد الممرضات  التي كانت تبتسم له بتلك الطريقه الغريبه، اقتربت منهم سريعا وعلي وجهها معالم الغضب… 

ــــ  حسام…  التفت بإستغراب من وجودها ولكن ما زاد استغرابه هو نظره الغضب التي كانت تشع من عينها،  نظر لها لتتخطاه وتقف بينه وبين الفتاه قالت بصوت حاد ارعب الممرضه.. “اظن انك مش جايه تقفي تتكلمي مع الي رايح والي جاي يلا علي شغلك يا شاطرة …  هرولت الفتاه من امامها بسرعه بينما التفتت الاخرى له واشارت بإصبعها الي وجهه بتحذير  ووعيد.. 

ــــ  اسمع كويس يا حسام بيه والله العظيم لو لاقيتك واقف تاني مع بنات ها  اوريك وش عمرك ما شفته فاهم اوعي كده… قالتها ودفعته من امامها بتقزز تحت صدمته وذهوله منها،  نظر لها كيف تخطته متجهه الي الاعلي… 

ــــ هي دي تقي ولا انا بيتهيقلي….  لحق بها سريعا،  وجدها تقف بجوار رتاج وتحمل خالد الصغير وتقبله برقه…” سبحان من غير الاحوال هي دي الي كانت عامله زي الوحش تحت… 

………. 

بدات في الرمش عده مرات وهي تنظر الي سقف الغرفه،  توسعت عينها ونظرت حولها حاولت ان تتحرك لكن الم حاد ضرب ظهرها وبطنها لتصدر انين متألم،  افاقت علي صوت رحيم الذى  توجه لها سريعا وامسك يدها.. 

ـــــ  حببتي اهدي شويه متتحركيش.. 

ــــ رحيم هما فين…  

ــــ  متقلقيش يا حببتي هما برا مع ماما خديجه واحمد… 

ــــ  هاتهم يا رحيم عاوزه اشوفهم…  

ـ حاضر يا عمر رحيم…  خرج واشار الي خديجه… “عائشه فاقت هاتو الولاد…  دخلت خديجه وخلفها احمد برفقه الجميع… 

ــــ  الحمد لله علي سلامتك يا روح قلبي يتربوا في عذكم انتو ورحيم،  بنت وولد زي القمر 

ــــ  الله يبارك فيكي يا ماما…  اخذت منها ابنها بينما توجه احمد لها بالفتاه ووضعها علي يدها الاخرى نزل وقبل جبينها.. 

ــــ  الحمد لله علي سلامتك يا عيوش…  

ــــ  الله يسلمك يا احمد بص حلوين ازي … 

ــــ  طالعين لامهم يا حببتي…  قالها حازم وتوجه لها وقال.. 

ــــ  اعرفي ان الولد ده لبنتي خلاص تمام كده.. 

ــــ  بس يا بابا ده لبنتي انا… قالتها شهد وهي تربع يديها وقال لها اياد بضحك.. 

ــــ  ازي وانتي حامل في ولد هو بالعافيه ولا ايه… 

ــــ بس انت يا اياد انا هخلف بنت وهجوزة  ليها وبنت تاني وهجوزها لخالد بس  كده.. 

ــــ  الله دا انتي داخله علي طمع بقي…  ضحك الجميع علي حازم وشهد الذين بدأو في الشجار… اما عند رحيم  الذي جلس بجوارها ومرر يده علي وجنتها بحنان… 

ــــ  بحبك اوي يا نور حياتي… 

ــــ  وانا كمان بحبك اوي…  

…… 

في وقت اخر في شقه عمر وفرح التي كانت ايضا في شهرها السادس.. 

ــــ  عمر يلا عشان الاكل… خرج الاخر ومعالم وجهه متهجمه… 

ــــ  مالك يا عمر في ايه.. 

ــــ  ابدا يا حببتي مفيش بس جواد مش بيرد عليا  بحاول اتصل بيه من امبارح بس مفيش اي رد…  

ــــ  يمكن مشغول في حاجه يا حبيبي متقلقش نفسك انت بس علي الفاضي.. 

ــــ  مقلقش ازي بس يا فرح انتي عارفه جواد متهور خايف يكون حصله حاجه…  

ــــ  بعد الشر متقولش كده ان شاء الله مفيش حاجه هو بس يمكن مشغول،  عمر انت رحت ل همس… 

ــــ  اه رحتلها الحمد لله نفسيتها اتحسنت اوي والدكتور النفسي قالي انها خلاص هتعدي الازمه دي… 

ــــ  الحمد لله،  طيبه اوي يا عمر مش عارفه ازاي قدرت تستحمل كل ده… 

ــــ  ده قدرها يا فرح ربنا اراد ان ده يحصلها،  يلا ناكل بقي قبل ما الاكل يبرد… 

ــــ  ماشي يلا…. 

دخل الي شقته التي قام بستئجارها  بعد ان رفض السكن مع شقيقه علي الرغم من ان احمد كان مصر بشده ان يعيشوا معا ولكنه رفض واراد ان يكون له بيت مستقل لوحده حتي ياخذ راحته… 

ــــ  سراب،  سراب انا جيت انتي فين… 

ــــ  انا هنا يا حازم…  توجه الي غرفه النوم ليجدها مقلوبه رأسا  علي عقب.. 

ــــ  بتعملي ايه يا حببتي.. 

ــــ  بروق الاوضه روح غير هدومك وانا هروح اجهزلك الاكل… 

ــــ  لا متتعبيش نفسك اتعشيت في الشغل…  التفتت ونظرت له نظره ناريه بينما ابتلع الاخر ريقه وقال…. ” علي هو السبب… 

ــــ  وانا مالي ومال علي بيه انا ليا دعوه بيك انت انا مش قولت مفيش اكل من برا تاني انت مش بتحرم خالص يا حازم اخر مره تعبت ورحت المستشفي فيها بسبب اكل برا.. 

ــــ  سراب يا حببتي الكلام ده من  حوالي تلات شهور فاتوا بعدين انا زي الفل اهو متعصبيش نفسك انتي بس ويلا اللبسي عشان السبوع بتاع  (رائف_ وايلن)  النهارده… 

ــــ  عارفه لسه مكلمه عائشه دلوقتي…. 

ــــ  طيب جهزي نفسك عقبال ما اغير… 

في فيلا رحيم،  كان يقف بجوار عائشه الجالسه علي احد المقاعد وسط قاعه الاستقبال والزينه تملئ المكان،  ابتسمت ما ان رات عينى  صغيريها تبدان في الاتساع وهم ينظرون لها،  كان رائف يمتلك عين والدته بينما ورثت ايلين عين والدها الزرقاء وشعره الاسود الحالك وبياض والدتها،  بينما الغماذه كانت من نصيب رائف في كلتا وجنتيه… 

ــــ  حببتي هاتي عنك عشان الجرح… 

ــــ  ماشي خد رائف….  اخذ طفله بحنان ورقه وكانة يحمل زجاج يخاف علية ان ينكسر،  قبل وجنته الصغيره الناعمه كالقطن،  ابتسم الصغير لتظهر غمازتيه  وكانه يشعر به… 

ــــ  حبيب ابوه تسلملي الغمازات دي تعالي نخرج مع بعض شوي….  كانت تراقبه كيف يحدث الصغير وكأنه يفهمه،  انزلت عينها علي ابنتها لتجدها ترمش بإنزعاج وهي تتحرك بعدم راحه….  

في نفس الوقت دخلت رقيه وعلي وجهها ابتسامه كبيره تحمل في يدها صندوق ضخم خلفها مراون الذي كان ينظر لها بغيظ… 

ــــ  احنا جينا بصوا انا جبتلكم ايه يا حبايب عمتو…. 

ــــ  انا الي دفعت علي فكره المفروض انا الي ادخل بيها مش انتي…. 

ــــ  انت بتعايرني يا مروان علي فكره انا قولتلك اشتغل بس انت موافقتش…. 

ــــ  يادي الاسطوانه المشروخه الي بتحسسني انك هتشتغلي في وزاره الداخليه مش اخرك مدرسه في مدرسه حكومي كمان… 

ــــ  والله انت ما عندك دم ويلا امشي…. دخل رحيم ليجدهم يتشاجرون… 

ــــ  بس انتي وهو عشان العيال….  انزعج مروان وهو ينظر لها بغيظ وتوجه الي احد المقاعد وجلس عليه فلولا ان هناك صداقه تجمعه مع رحيم لغادر المكان،  نظرت عائشه الي  رقية بعتاب وقالت بصوت هامس.. 

ــــ  عيب الي عملتية ده يا رقيه احرجتية اوى …   ابتلعت ريقها بقلق ممزوج بالخوف وقالت… 

ــــ مكنش قصدي والله،  انا هروح اكلمه.. 

ــــ  لا استني لما تروحوا عشان باين عليه زعلان اوي…  اومئت بنعم بينما دخلت ورده برفقه ادهم الذي كان هو ايضا يحمل حقيبه في يده وضعها علي الطاوله وتوجه الي رحيم بينما ورده القت التحيه علي الجميع ثم اخذت ايلين من عائشه التي طلبت منها ان تنزع لها الحفاضه فهي الي الان لا تستطيع ان تسير جيدا بسبب جرحها… 

ــــ  رقيه ماله مروان… 

ــــ  ضايقته  بالكلام اوي وشكله زعل منه…  

ــــ  ولا يهمك ابقي صالحيه لما تروحوا… اجتمع الجميع ليحتفل بمرور اسبوع علي ولاده التوأم … 

اقترب جلال من عائشه التي كانت جالسه ومعها الطفلين بجوارها،  اخرج  من جيبه ظرف واعطاه الي عائشه وقال.. 

ــــ  دي اول هديه مني لحفيدي… ابتسمت عائشه واخذت منه الظرف وفتحته لتصدم عندما وجدت انه عقد ملكيه لاحد الاراضي باسم (رائف رحيم حسن جلال العراب)  وعقد اخر ملكيه لاحد الفلل في احد الاحياء الراقيه في مصر الجديده باسم (ايلين رحيم حسن جلال للعرب) 

ــــ  بس يا جدي ده كتير اوي… 

ــــ  مش كتير ولا حاجه دي حاجه بسيطه واقل حاجه اقدمهم لولاد ولاد ولادي… 

ــــ  ربنا يخليك لينا يا جدي ويطول في عمرك لحد ما تشوف ولادهم… 

ــــ  ههه مش اوي كده…  اقترب سليم الذي كان ينظر الي حفيدته بحنان واعطاها هو ايضا ظرف وقال.. 

ــــ  خدي بس ما تفتحهاش غير لما تبقي لوحدك…  اومئت لهم،  انتهي الاحتفال ليغادر الجميع وتبقي هي وذلك الظرف في يدها،  نظرت الي رحيم وقامت بفتحه،  لتجد رساله وبرفقتها عدد من الاوراق.. فتحت الظرف الثاني 

ــــ  ( بنتي عائشه الرساله دي ليكي انتي بس من بين كل ولادي،  يمكن مقدرتش اقولك كده بس انتي اغلي واحده علي قلبي، عشان انتي حته منها،  حته من امك فيروز،  انا حبيت امك اوي حبيتها لدرجه اني فضلت أعذب نفسي علي اني اشوفها بتتوجع،  انا دلوقتي هعترفلك باعتراف. محدش يعرفوا غيري انا وده يمكن يكون سبب انك تسمحيني،  انا مسبتش امك عشان كنت خايف من ابويا لا انا سبتها عشان كنت خايف عليها،  مراتي لما عرفت اكتشفت انها كانت بتتفق مع ناس هي وابوها عشان تقتل امك، خوفت عليها خوفت لو انقذتها مره مقدرش التانيه خوفت اتحرم منها،  سبتها اول ما ابويا طلب ده،  عملت كده وانا جوايا بيتقطع عشان هبعد عنها،  انا كنت ناوي ارجعلها  متوقعتش انها تهرب هي واختها من المحافظه كلها دورت عليها كتير بس ملقتهاش،  حتي انتي ماكنتش اعرف بوجوده،  لو كنت اعرف كنت فضلت معها كنت هخليكي معايا لو كلفني الموضوع موتي، سامحيني يا غاليه،  لما توصلك الرساله دي هكون انا بين ادين ربنا،  عاوزك تسامحيني،  هتلاقي مع الظرف ده عقد ملكيه  دي الشقه الي كنت عايش فيها انا وامك كتبتها باسمك،  وفي ارض كمان كانت باسم امك ونقلتها ليكي ده كان مهرها… 

اغلقت الرساله مع انهمار دموعها الواحده تلو الاخرى  تحت نظر رحيم الحزين لاجلها،  ضمها بقوه له في محاوله منه لكي يواسيها قليلا..  

ــــ  حببتي عشان خاطري كفايه بقي ادعيله ربنا يرحمه … 

ــــ  مكنتش زعلانه منه يا رحيم و الله سامحته…. 

ــــ  عارف يا حببتي عارف… 

………. 

في فيلا احمد،  كان يسير ذهبا وايابا وهو يحمل خالد الصغير بين يداه حتي ينام،  بينما رتاج التي كانت في الحمام.. 

ــــ  احمد نام.. 

ــــ  لا لسه بس خلاص علي وشك….  اومئت له واسرعت لتبديل ملابسها،  خرجت وهي ترتدي منامه منزليه طويله تصل الي اسفل ركبتها وترفع شعرها الي الاعلي،  اخذت منه خالد وتوجهت الي سريره الخاص الذي كان بل قرب من سريرهم،  وضعته بحنان وقبلت جبينه ثم وضعت عليه الغطاء،  التفتت عندما احتضنها احمد من الخلف،  عادت بنظرها الي طفله بينما دفن الاخر راسه في عنقها.. 

ــــ  بحبك … 

ــــ  وانا بموت فيك…  ادارها رافعا اياها بين يديه متجه الي السرير…: طيب يلا ننام بقي قبل ما يصحي.. 

ــــ  هههه انت بقي عندك هاجس من الموضوع النوم ده يا احمد.. 

ــــ  ههه والله الولد ده بحس انو مستعندني يدوب اغمض عيني عشان انام الاقيه صحي… 

……… 

كانت تنظر له كيف يتجنبها منذ ان عادوا من الخارج،  توجهت له وجلست بجواره بينما الاخر كان ينظر الي التلفاز دون ان يعطيها اي اهتمام… 

ــــ  مروان،  مروان رد عليا …  لم يجبها وكأن لا وجود لها اساسا … 

ــــ  حقك عاليا متزعلش عشان خاطري،  انا اسفه والله مكنش قصدي….  ضغط علي يده وكاد ان يرحل لكنها اسرعت وامسكت يده… 

ــــ سيبي ايدي يا رقيه… 

ــــ انا اسفه والله مش هعمل كده تاني انا معرفش قولت كده ازي … 

ــــ  لا عارفه والاسف  ده مش هيصلح شكلى  الزفت قدام عائشه ورحيم،  ولو سمحتي ابعدى عشان متعصبش عليكي … 

ــــ  انا اسفه….  قالتها ببكاء وهي تنظر له بإستعطاف لعله يسامحها لكنه تجاهل اعتذارها وتوجه الي غرفه النوم،  بينما هي ظلت مكانها تنظر له حتي اختفي من امامها،  لم تعتاد علي قسوته هذة عليها لطالما كان حنون مراعي وكان يعاملها علي انها طفلته وليست زوجته،  تراجعت متجهه الي غرفه الاطفال فقد شعرت انه لا يطيقها حقا… 

مرت ساعه وهو متسطح علي السرير لم يستطيع النوم وهو يعلم انه قسي عليها بشده،  نظر الي ساعته وعقد حاجبيه من تاخرها في المجي فقد حان موعد نومها منذ وقت طويل،  نهض متجها الي الخارج فلم يجدها،  نظر الي غرفه الاطفال ليتوجه لها،  كانت قد غلبها النعاس ونامت بوضعيه غير مريحه،  ربما لانها لم تعتاد

عليه والنوم بمفردها فمنذ زواجهم وهي تنام بين ذراعيه وقد اصبحت عاده عندها،  اقترب منها بعد ان تغلب قلبه عليه فهو لا يستطيع ان يستمر في معاقبتها وهو يعلم انه ضغيف امامها… 

جلس بجوارها ونظر الى  شحوب وجهها الذي ظهر بوضوح عليه البكاء،  مال بإتجاهها  وقبل جبينها.. 

ــــ  مش عارف حتي ازعل منك،  دموعك مش بقدر استحملها…  حمالها بين يديه  وتوجه الي غرفتهم،  فتحت عينيها بقلق لتنظر له، وضعها علي الفراش ونام بجوارها بعد ان سحبها الي حضنه.   

ــــ  مروان…. 

ــــ  ممم

،

ــــ  اسفه..  ذاد من ضمها له وقال.. 

ــــ  خلاص حصل خير نامي نبقي نكمل الصبح….  اغمضت عينها وذهبت في سبات عميق… ” اه منك يا رقيه تعبتي قلبي معاكي… 

………….. 

كان يقف امام المصعد وفي يده يحمل حقيبه بها حبات المانجه  التي طلبتها منه شهد… 

دخل الي الشقه وتوجه لها ليجدها تشاهد التلفاز،  وضع امامها الحقيبه لتتسع ابتسامتها وتوجهت واخذت الحقيبه التي كانت تفوح منها رائحه المانجه الفواحه.. 

ــــ  الله شكلها حلو اوي يا اياد… 

ــــ  ماشي انا هروح ادي ده لماما واجي….  

ــــ  ماشي انا هروح اغسلها….  تنهد بيأس وتوجه الي شقه والدته.. 

عاد بعد قليل  من الوقت ليجدها لا تزال في المطبخ،  توجه الي الداخل ليتجمد عندما وجدها تجلس علي سطح المطبخ مندمجه في التهام حبات المانجه التي وصل عددها الي اثنين والثالثه علي وشك الانتهاء،  توسعت عينه من شكلها فقد تلوثت يديها ووجهها وملابسها.. 

ــــ  ايه الي انتي عملاه  دا  بعدين لحقتي تاكلى كل ده امتي… 

ــــ  طعمها حل اوي يا اياد انا سبتلك واحده هناك اهي والباقي كله ليه… 

ــــ  ليكي تلاته كيلو مانجه ليكي لوحدك ليه هاتي ده غلط عليكي كلها املاح اساسا.. 

ــــ  بس بقي سيبها يا اياد… 

ــــ  بت بطلي هاتي….  حملت الحقيبه ورقضت من امامه ليلحق بها بسرعه تحت صياحها المعترض… 

ــــ  خدي هنا انتي حامل يا هبله وقفي خلاص خلاص كلي براحتك بس بطلي جري….  نظرت بإنتصار وما ان انشغلت بالنظر الي الحقيبه حتي اسرع واختطفها من بين يديها… 

ـــــ  اياد اياد هات بقي والنبي… 

ــــ  علي الحمام يا بت غيري ونامي يلا… 

ــــ  اخص عليك انت رخم… 

ــــ  عارف يلا من قدامي… 

…….  

بعد مرور اربع سنوات علي ابطالنا بحلوها ومرها،  هناك من هو سعيد وهناك من هو مهموم وهناك تم فقدانهم ومنهم من احن الفراق وغياب الاحباب.. 

ــــ  رحيم قول ل رائف ييجي هنا عشان ياخد الدوا مش راضي…  قالتها عائشه وهي تجلس بتعب،  خلع الاخر نظارته الطبيه ونظر الي ابنه بنظره تحذيريه.. 

ــــ  رائف اسمع كلام ماما عشان مقمش اعاقبك…  توجه الصغير الي والدته واخذ منها الدواء بإمتعاض،  بينما كانت ايلين  نائمه لكنها استيقظت علي صوت والدتها،  نظرت بنعاس الي والدتها  ثم نهضت متجه الي والدها الذي فور ان راها ابتسم،  وصلت له لترفع يدها له بطفوليه ولطف، حملها واضعا ايها علي ساقيه وقبل وجنتها المكتنذه فقد كبرت واصبحت نسخه مصغره من والدتها…

ــــ  حبايب بابي الصغيره دي…. 

ــــ  بابي وانا.. 

ــــ  وانت كمان قلب بابي… 

ــــ  طيب وانا….  ابتسم ونهض متجها لها، مال وقبل وجنتها وقال بهمس

ــــ  انتي بقي دنيه رحيم كلها وروحه…. 

ــــ  بحبك… 

ــــ وانا بموت فيكي.. 

………….. 

توقفت سياره الاجرى  امام احد العمارات السكنيه،  ابعد نظارته عن عينه وهو ينظر امامه بشرود الي تلك العماره وشبح الماضي يظهر امام عينه،  ابتلع ريقه بصعوبه وثقلت انفاسه وهو يراها تخرج من خلف بوابه العماره وتحمل حقيبتها وتلك الابتسامه تنير وجهها،  وضع يده علي قلبه وقال بإشتياق ارهق كاهله واتعب روحه وقلبه.. 

ــــ  وحشتيني…. 

تابع الجزء الثاني 

#ظلام_الوعد 

#اية_احمد 

تمت بحمد الله

لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد