Uncategorized

رواية الطبيبة والعنيد الفصل الرابع 4 بقلم نورا عبدالعزيز

 رواية الطبيبة والعنيد الفصل الرابع 4 بقلم نورا عبدالعزيز
رواية الطبيبة والعنيد الفصل الرابع 4 بقلم نورا عبدالعزيز

رواية الطبيبة والعنيد الفصل الرابع 4 بقلم نورا عبدالعزيز

“قشعــريــرة قلــب” ___
لم يجيب عليها فقالت ببجدية على غير المُعتاد منها:-
– أستاذ مروان أنا هقولك كلمتين اتنين اولآ أنا مش عدوتك، أنا هنا بساعدك وده واجبى وشغلى، وأنت مش مجنون أنت عندك مشكلة مش أكتر الحمل اللى شايله على كتافك ثقل عليك زيادة عن اللزوم ومحتاج اللى تشاركه الحمل دا حتى لو بالفضفضة، وكل اللى بطلبه منك إنك تتكلم معايا مش أكتر، ايه الكلام صعب كدة …
أنا همشى دلوقتى بس المرة الجاية مش همشى غير لما تتكلم معايا
أجابها “مروان” بحماس :-
– مع السلامة
خرجت من الغرفة وهبطت الدرج لتقابلها “أمنية” فسألتها:-
– ها طمنينى
اجابتها “نور” بهدوء:-
ابنك مش عايز يتكلم معايا خالص لازم يتكلم لو ربع ساعه بس ومتقلقيش دا طبيعي فى الأول، شوية هيتكلم، هو محتاج يثق فى اللى قدامه وأنه هيحكيله حاجات عمره ما حكاها لحد
☆★☆★☆★☆★
___ شـركـــة العطــار ___
قهقه “عثمان” بأنتصار وقال:-
-يعنى اتشل؟
أجابته “نادين” وهى تجلس على المقعد المقابل للمكتب:-
-اهو حاجه زى كدة
وقف “عثمان”من مكانه وهو يلتف حول نفسه بسعادة:-
– هههههه أنا هموت من الفرحه فيه
نادين: ههههههه المهم عندك شغل ليا
مسك” عثمان” يدها بلطف وقال:-
– طبعا ده أنتِ تنورى الشركه كلها، بس ليا طلب عندك
نادين :خير
أجابها “عثمان” بمكر تُعباني:-
– ترجعى لمروان، أنا عايز أخباره كلها عندى وكل خبر له حلاوته يا حلوة أنتِ يا قمر
اتسعت عينيها على مصراعيها بذهول من طلبه ووقفت من مكانها بخوف ثم قالت “نادين” :-
– أرجع ايه ده ممكن يدبسنى فى جواز، أنت ناسى إن فرحنا كان فاضله شهر
جلس “عثمان” على مقعده بثقة وقال بخبث:-
-لا مش ناسى بس مروان مش هيعرض عليكى الجواز بحالته دى غروره وكبريائه هيمنعوه، وأنا كل اللى محتاجه أنى أعرف أخباره، وأوعدك أنى هقضي عليه قبل ما يفوق من الخبطة دى ويفكر فى الاستقرار والجواز
تنهدت بضيق وصمتت قليلًا تفكر فى طلبه ثم جلست مُجددًا ورسمت بسمة ماكرة على شفتيها وهتفت “نادين” :-
– أنا عندى اللى يعمل كدة وينفذ طلبك ويكون أنت وأنا بعيد عن العين ومحدش يشك فينا وأنا ملبسش فى جوازة من معاق
سألها “عثمان” بفضول وناظرًا لها:-
– مين؟
تبسمت بخبث وهى تثير فضوله ثم قالت:-
– هقولك بعدين
☆☆☆☆☆☆☆☆☆
___ مستشفى الأمل التخصصي ___
داخل مكتب المدير كانت “نور” واقفة غاضبة من قراره فقالت بانفعال:-
– يعنى ايه
رفع المدير نظره لها وقال بحدة:-
– جرا ايه يا دكتورة ده شغلك
زفرت “نور” بأختناق وقالت بعجز:-
-ايوة شغلى مقولتش حاجة بس ازاى يعنى اتوقف عن الشغل هنا عشان خاطر حالة
اجابها المدير بجدية:-
-دى مش أى حالة أستاذ مروان مش أى حالة والكلام اللى قولتله يتنفذ مش عايز أشوفك فى المستشفى غير لما تخلص شغلك هناك مفهوم، عارفة يا نور لو شوفت خلقتك هنا هعمل فيكى ايه… كفاياك مشاكل مكان ما تحطى رجلك تجيبى المشاكل
زفرت بأختناق مكبوت بداخلها وقالت مشتاطة غيظًا:-
– مفهوم
خرجت “نور” من المكتب غاضبة وأغلقت الباب بقوة وتمتمت قائلة:-
– والله أنت اللى عايز علاج
قطع تذمرها رنين هاتفها، اخرجته من جيب البلطو الأبيض وأجابت على المُتصل دون ان تدقق بالاسم قائلة:-
– أفندم
اتاها صوت “سيف” عبر الهاتف يقول بحماس:-
– اووووبا القمر بتاعنا ماله
ردت عليه بضيق قائلة:-
– أنجز يا عم عايز ايه؟
أجابها “سيف” بجدية قائلًا:-
– ماشى أنا بعتلك العيادة المعفنة دى والفلوس سيبتهالك مع كابتن حسن
اومات له لنعم وبداخل غضب سافر من هذا العنيد “مروان” والأن توففت عن العمل لأجله فسألها “سيف” بقلق:-
– مالك؟
أجابته بغيظ شديد:-
-مفيش أقفل بقى خلينى أخلص اللى فى ايدى
اغلقت “نور” معه الأتصال وغيرت ملابسها بضجر وهى تتواعد لـ “مروان” بالأنتقام مما حل بها لأجله، القت البلطو بعصبية على الكرسى وخرجت من المستشفى
☆☆☆☆☆☆☆☆
__ شـركــة M&M __
ولج “أيمن” إلى مكتب “مُعتز” وكان “معتز” يباشر عمله وينظر بالملفات المنثورة امامه بتركيز شديد، رفع نظره عندما فتح الباب ليرى “أيمن” فسأله:-
– عملت ايه؟
جلس “أيمن” أولاً على المقعد المقابل للمكتب وبدا حديثه بجدية وحماس:-
-كله تمام الخصومات اللى نزلت خلت تجار الجملة يشتروا وطبعًا عشان ميعرفوش إن فى جديد نازل قريب، الخسارة هتكون ضئيلة بإذن الله
أجابه “معتز” بسعادة:-
– حلو أوى، يا ريت بقى….
قطع حديثه دخول “نجلاء” مؤظفة بالشركة وصديقته منذ الجامعة قالت بضيق:-
– معتز أنا زهقت
قوس شفتيه بأختناق وقال:-
– فى ايه أنتِ كمان
تحدثت بتذمر قاتل وعناد:-
– بص الناس اللى فى الجمارك دول زهقونى يا عم
ضحك “معتز” بلطف على تذمرها وقال بعفوية:-
– هههه طيب أنا هشوف الموضوع ده المهم جهزت ليا الورق اللى قولتلك عليه
أومأت له بنعم مُبتسمة بعد أن أخذ منها الجزء الشاق من العمل
☆☆☆☆☆☆☆☆
داخل القصر كان “مروان” بغرفته ومعه صديقه الفاسد الغليظ فحدثه “مروان” بضجر:-
– يا عم اطلع برا أنا عايز أقعد لوحدى
أجابه “أحمد” بلا مبالاة قائلًا :-
– يا صاحبى هقعد أسليك وأفرفشك
كاد “مروان” أن يفقد أعصابه فصرخ به هاتفًا:-
– اخرج برا
مال “أحمد” عليه ببرود مُتجاهل أنفعاله وقال بأستفزاز:-
– أقوم اجرى وتجرى ورايا هههههههه
لم ينتبه لكملته التى اذت قلب “مروان” ضغط على جرحه ونقطة ضعفه، شعر “مروان” بعجزه ونظر على قدميه بضعف، غضب من القدر الذي جعل متعجرف مثل هذا يسخر منه هو، شخص لم يفهم شيء عن المسئولية ولا عن النجاح يسخر منه هو الأن بسبب مرض لم يكن هو السبب به، غضب “مروان” بقوة فمسك المزهرية ورمى بها بقوة على الأرض صارخًا بـ “أحمد” بريقة هيسترية:-
– اطلع برا
فزع “أحمد” من صراخه ودخلت “امنية” بعد أن سمعت صوته وصوت تكسير الأشياء من الاسفل، سألت بهلع:-
– فى ايه؟
اجابها “أحمد” بخوف قائلاً:-
– معرفش ماله
أقتربت “أمنيه” من ابنها بلطف وضمته لها بحنان وتلألأت الدموع فى جفنيها ثم قالت بحزن :-
– أتصلى بالدكتور يا أمل
☆☆☆☆☆☆☆☆
داخل شقة “نور” كانت جالسة مع والدها تتناول الفشار ويجدثها قائلًا :-
– جابلى 350000 ج هتلاقيهم فى الدرج بتاع مكتبك
أجابته بلطف وهى تأكل المقرمشات:-
– طيب كويس
تنهد “حسن” بنفاذ صبر من عناد ابنته وقال:-
-لما اشوف اخرتها معاكِ
قهقهت ضاحكة بسعادة وقالت:-
– ههههههه فل يا كابتن
قرص وجنتها بلطف ثم هتف قائلًا:-
– ربنا يستر يا بنت الكابتن
قطع مزاحهما وضحكاتهما رنين هاتف “نور” بأسم “سيف” فأجابته وسط ضحكاتها:-
-أيوة يا سيف
سألها بجدية قائلًا:-
– أنتِ فين؟
تعجبت لسؤاله ونظرت لوالدها مُجيبة عليه:-
-فى البيت
تحدث “حسن” وهو ينظر للتلفاز قائلًا :-
-سلميلى عليه
اومأت “نور” له بنعم وهتفت مُردفة:-
– كابتن حسن بيسلم عليك
أجابها “سيف” بجدية وتعجل :-
– سلميلى عليه، المهم مروان حالته ساءت، أنا عنده فى البيت أهو، ومتعصب جدًا وبيكسر كل حاجة قدامه زى المجنون، ورافض ياكل وشايط فى الكل
كانت تستمع له بهدوء وتتذكر قرار المدير بوقفها عن العمل لتجيبه ببرود:-
– أمممم، طب ما تديله حقن مهدأ للصبح
أجابها “سيف” بجدية اكثر وأصرار أكبر على حضورها الأن:-
– المهدات مع االمسكنات اللى بيخدها للعملية هتتعبه وغلط عليه… اعتقد انك لازم تيجى
أتسعت عينيها بضيق من طلبه وقالت:-
– هزر يا سيف
صرخ بها بأنفعال مُردفًا:-
– أنتِ مش دكتورة اتصرفى وتعالى
تذمرت “نور” على طلبه وقالت رافضة:-
– اجى فين يا عم فى الوقت ده…. الصبح هكون عنده
أخذ “معتز” الهاتف منه وقال بضيق:-
– والمفروض نسيبه للصبح كدة
شعرت “نور” بأحراج من أخاه وقالت بغيظ رغما عنها:-
– خلاص جاية وأمرى لله
أغلقت معه الخط واستدارت تنظر لوالدها فسألها بفضول:-
– فى ايه؟
رمقته بنظرة يأس مرغومة على الذهاب وقالت:-
-واحد عنده حال: عصبية والمهدات غلط عليه لازم اروح
نظر للساعة وكانت الحادية عشر مساءًا فسأل بقلق:-
– دلوقت يا نور؟
تبسمت بلطف فى وجه والدها وقالت بعفوية:-
– مهنتنا مهنة المهام الصعبة يا كابتن
☆☆☆☆☆☆☆☆☆
وصلت “نور” للقصر ووجدت “معتز” و “سيف” و “امنيه” فى أنتظارها والقلق يجتاح ملامحهم، تأففت بحزن مُجبورة على العمل فى الليل دون راحة فسألت بحدة:-
– حصل ايه؟
تحدث “معتز” بانفعال مُغتاظًا مما حدث مع أخاه:-
– المتخلف احمد قعد معاه عصبه
سألت “نور” بضيق وهى تعض شفتيها:-
– مين ده؟
أجابها “معتز” بشجن ونبرة غليظة:-
– واحد صاحبه مستفز
سألت “نور” عن مكانه مُستعدة لخضوع الحرب معه الأن فاجابتها “أمنية” :-
-انا نقلته الاوضة اللى تحت عشان يتحرك بالكرسى براحته يمكن يحب يخرج للمكتب او الجنينة ويرجع لحياته
أومأت “نور” لها بنعم وقالت بعفوية راسمة بسمة مُشرقة على شفتيها:-
-طيب كويس عن اذنكم
وصلت لباب الغرفة وبسمتها لم تتلاشي فربما بسمتها تكن السبب فى علاج مرضاها وعفويتها تجعل الراحة تسكن قلوبهم معها، دخلت له ووجده جالس على الأرض والمقعد مقلوب بجانبه لتفهم تلقائيًا أنه سقط من مقعده المتحرك ولم يحاول التحرك فاستسلم لعجزه، رات الدموع فى عينيه وجيبنته تتعرق من الغضب ووجهه أحمر من عصبيته، تعرف جيدًا انه يمر بفترة عصيبة وربما شعوره بالعجز أقسي اوجاعه الان وهو سبب الدموع فى عينيه، تبسمت بأشراق وقالت بعفوية تشاكسه:-
– وبعدين معاك بقا ينفع تنزل دكتورة مُزة وقمر كدة فى الوقت ده
لم يرفع نظره بها بل أجابها بأنفعال وعينيه مُنحنية أرضًا:-
– اخرجى من هنا
أقتربت “نور” منه وهى تضع سبابتها خلف أذنها وقالت:-
-اعمل ايه…يكون فى عملك أنا موقفة عن شغلى بسببك ونازلة من بيتى فى عز الليل لوحدى رغم معارضة أبو الكباتن برضو بسببك ، وتيجى دلوقت تقولى امشي لا، أنا قاعده هنا اهو مش متحركة
جلست أمامه على الأرض وربعت قدميها فرفع نظره بها بأغتياظ ليقول:-
– أنتِ متخلفة يا أنسة
نظرت بعينيه وقالت بمرح:-
– ههههههه لا هبلة
ليبتسم بخفة وبسرعة البرق تتلاشي بسمته ، حدقت بوجهه بعفوية وقالت ببراءة مداعبة غضبه:-
– الله ما أنت بتعرف تضحك زينا اهو… و ضحكتك حلوة اهو،.. لا كدة كتير عليا عيون زرقاء وعضلات وضحكة قمر مقدرش على دا كله
تبسم مُجددًا على مغازلتها له وقال بشجن:-
– أنتِ عايزة ايه دلوقت يا أنسة
وقفت من مكانها وقالت بعفوية:-
– أولا أسمى دكتورة نور… اقولك بلاش دكتورة عشان بتعصبك خليها نور
رفع حاجبه لها وقال:-
– وثانيا؟!
عدلت المقعد بسعادة وقالت بحماس:-
– ثانيًا تقعد على الكرسى وتخرج تفرجنى على الجنينة الكبيرة دى اللى أول مرة أشوفها فى حياتى كلها وثالثًا تتكلم معايا كصديقة ورابعًا تاكل عشان انا متعشتش بسببك برضو وجعانة اوى ومبعرفش أكل لوحدى
سمع طلباتها جيدًا ثم نظر للجهة الأخرى بعناد وقال:-
– نجوم السماء أقربلك
تمتمت “نور” بسخرية قائلة:-
– وبعدين فى العناد ده
كاد ان يجيبها لكنه صُدم حين لفت ذراعها حول خاصرته والأخرى رفعت ذراعه حول عنقها مُحاولة رفعه عن الأرض ومساعدته لكنه كان اثقل من قدرتها فقالت بعفوية:-
– ساعدنى شوية صغننة
كان ينظر لوجهها عن قرب وشعر بقشعريرة تسير فى جسده وعينيه مُتشبثة بها لا يقوى عن ابعادهما عنها، ولم يشعر بنفسه وهو يتكأ عليها ليساعدها فى حمله فوضعت على الفراش وهى تلهث بهدوء من ثُقل جسده أم هو غارقًا فى النظر لها، نظرت له ليفوق من شروده بها بأحراج فقال بغيظ:-
– أنتِ هنا ليه أنا مش محتاجك
اشارت برأسها عليه وقالت:-
-والعصبيه دى ايه، ده انا حتى عرفت إنك ناشف وشخصيتك قوية اه بس مش عصبى
مروان :والله
نظرت له عن قرب وقالت بغزل:-
-ده كتير عليا والله يعنى عين زرقاء وعضلات وناشف كمان قلبى الصغير لا يتحمل
رفع “مروان” نظره بها وقال بسخرية:-
– اه انتِ جايه تجوزى مش تشتغلى
جلست بجواره وقالت:-
– انا شغلتى انى اضحكك
قوس شفتيه بضيق وقال:-
-ليه نكتة
تبسمت له بعفوية وقالت:-
– حلوة ولا ملتوته
أجابها “مروان” باستغراب:-
– هى ايه؟
ضحكت فى وجهه بعد أن ادركت بأنه ليس مريض نفسي وبحاجة لوجودها هنا ولم تُصيبه صدمة عصبية كما اعتقد الأخرون ليحقنه بالمهدات ، هو فقط بحاجة لشخص يمازحه ويخفف من أوجاعه، شخص يبتسم معه دون حرج أو شفقة على حالة قدمه المريضة، فقالت بعفوية:-
– النكتة؟
تأفف من مشاكستها له وقال:-
– زفت زيك.. قومى من هنا
فتح الباب ودخلت “أمل” عليه ومعه عربة الطعام فقالت “نور” بمرح:-
– الله يكرمك يا رب الواحد كان هيموت من الجوع
تحدثت “امنية” بلهجة لطيفة قائلة :-
-إحنا حضرنا لك الأوضة اللى فوق ترتاحى فيها
نظرت “نور” لـ “مروان” وقالت بخبث تُغيظه :-
– لا اوضة ايه، أنا قاعده هنا على قلبه
ضحكت “أمنية” على هذه الفتاة واخيرا تجرا احد على معاندته وارغمه على افعال لا يريدها، وقالت:-
– هههه براحتك ياحبيبتى
خرجت هى و “أمل” من الغرفة فسألها بضيق:-
-أنتِ قاعدة هنا فين؟؟ قومى كُلى برا وروحى
ضربت “نور” بيدها على صدرها بصدمة مُصطنعة وقالت:-
– يالهوى عايزنى اروح دلوقت الناس تقول عليك ايه
نظر للجهه الاخرى يكتم ضحكاته على براءتها وعفويتها، حملت الطبق وعادت تجلس أمامه على السرير تمد يديها بالملعقة لتطعمه فنظر للجهه الأخرى مُجددًا، تظل مد يدها وقالت:-
-ماتأكل
نظر لها بغيظ يقول:-
– مش عايز
فوضعت الطعم فى فمه بسرعة أثناء حديثه، كاد أن يبصقه لتضع يديها فوق فمه وهى تنظر له بأبتسامة تترجاه بنظراتها ألا يفعل، نظر “مروان” لها بأستغراب وقشعريرة تلازمه بتوتر من قربها هكذا وتناول لقمته وعينيه عليها ثم قال:-
-أنتِ مجنونة
– بيقولوا
اطعمته وجبته كاملة ثم اعطته الدواء وهو مستسلم للأمر ناظرًا لابتسامتها التى ربما يكن عشق رؤيتها رغم عناد صاحبتها، فقط يشعر بأرتياح وهدوء بداخله عندما يري بسمتها ساعدته فى النوم ووضعت الغطاء عليه ثم قالت:-
– تصبح على خير
ذهبت “نور” تنام على الاريكة بجواره فسألها بدهشة:-
– أنتِ بتعملى ايه؟
أغمضت عينيها ووضعت يدها اسفل رأسها وهى مُستلقية على جانبها الايمن تأخذ وضعية الجنين، أجابته “نور” بهدوء:-
-نايمة وعلى فكرة مبحبش صوت وأنا نايمة
نظر عليها وهى مُغمضة العينين وقال بسخرية:-
-نعم اطلع برا بالمرة عشان تنامى براحتك
صمتت ولم تُجيب عليه فسأل بجدية:-
-هتنامى مع واحد غريب فى اوضته، ولا اأنتِ متاكدة انه مبيتحركش
فتحت “نور” عينيها له بعد جُملته وقالت بغضب من يأسه:-
– على فكرة انت بتمشى عادى رجلك اليمين سليمه وكمان حد يطول ينام مع الأجانب اللى فى بيتكم دول
مروان :اوووووف مش بقولك جاية تتجوزى
أغمضت عيونها مُجددًا ولكنها تظل مستيقظه تشعر بحركته فى السرير فهذه ليست مرتها الأولى فى رعاية مريض
نادها “مروان” بنبرة غليظة:-
– أنتِ يا بتاعة أنتِ
رد “نور” عليه مُردفة بضيق:-
– اسمى نور نور… عايز ايه
رد “مروان” بفراغ صبر قائلًا:-
– مش عايز
تبسمت وقالت بدلالية:-
– بتشوفنى صاحية ولا لا، واحشك صوتى ومناقرتى ليك متنكرش
لم يُجيب عليها وتأفف بضيق….
☆☆☆☆☆☆☆☆
___ مستشفى الأمل التخصصى ___
كانت “شيماء” تسير فى الرواق بصحبة “سيف” ضاحكة وتقول:-
– هههههه ونور عنده فى البيت
اجابها “سيف” بلطف:-
– المدير وقفها من الشغل
كزت “شيماء” على أسنانها بغيظ وقالت:-
– بنت المحظوظة
– أيوة قرى
☆☆☆☆☆☆☆
تستيقظ “نور” صباحًا على صوت صراخه من الألم فى قدمه، ألم لم يتحملها أكثر لتفزع من مكانها بهلع ولم تستوعب وجودها فى منزله لتقول:-
-ايه… مين …فى ايه؟
ذهبت له ودلفت “أمنية” و “معتز” هلعون على صوت صراخه ويسألون:-
– ايه؟
أجابه مُتألمًا بوجع:-
– ااااه رجلى اااااه يا معتز ااااااااه مش قادر
تحدثت “نور” بجدية:-
-اديله المسكن بتاعه
صرخ “مروان” بها وهوويمسك قدمه:-
– اااااااه مبيعملش حاجة
أخذت قلم وورقة من فوق مكتبه وكتبت بها اسم دواء وأعطته لـ “معتز” :-
– طب بص يا معتز روح أى صيدلية هاتلى الحقنه دى بسرعة
أومأ لها بنعم وقال:-
– حاضر مش هتأخر
تجلس “أمنيه” بجانبه ليبكى من الوجع في حضنها و”نور” تراقبه عن كثب وتلقائيًا تدعى بصوت سري لشفاءه فسألتها “أمنية” :-
– مش الدكتور قال المهدات غلط
-دا مش مهدأ دى حقن مسكن بس مفعولها اقوى يعنى
كان يتألم بوجع فجلست “نور” بجواره وقالت باسمة بخفوت:-
-اجمد يا بطل امال
جاء “معتز” بعد لحظات واعطاها الحقنة فحقنته بها ليهدأ قليلًا ثم قالت:-
– بالشفا هو هيفك السلك امتى
أجابها “معتز” :-
-بكرة هنجبله أسعاف تاخده او دكتور وخلاص
رفعت حاجبها بضيق له وقالت:-
– ليه وانا فين؟
-أسف
قطع حديثهما صوت “مروان” يصرخ بهم:-
– اطلعوا برا
لتكمل “نور” جملته وتقول :-
– اه ياريت وحضرولنا الفطار في الجنينة
سألها “معتز” بدهشة من قرارها:-
-نعم
رمقته بغيظ شديد وقالت:-
– أنت واقع على ودنك ولا حاجة
قطعت “أمنية” بنبرة حادة تقطع شجارهما:-
– خلاص يا معتز
خرجوا من الغرفة فجلبت “نور” المقعد ووقفت أمامه وقالت:-
-يلا تعال
رفع نظره لها بذهول وقال:-
– اجى فين أنتِ اتهبلتى؟؟؟
لتُجيبه “نور” ……
يتبع…
لقراءة الفصل الخامس : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!