Uncategorized

رواية الطبيبة والعنيد الفصل السابع 7 بقلم نورا عبدالعزيز

 رواية الطبيبة والعنيد الفصل السابع 7 بقلم نورا عبدالعزيز
رواية الطبيبة والعنيد الفصل السابع 7 بقلم نورا عبدالعزيز

رواية الطبيبة والعنيد الفصل السابع 7 بقلم نورا عبدالعزيز

” عطـف ” ____
خرج “أحمد” من غرفته ليرحل من القصر، وجلس “مروان” كما هو على فراشه ينتظر “نور” حتى تأتى له، فيشرد عقله بمحبوبته التى تركته ورحلت، كم اشتاق لها بقوة واشتاق لرائحه عطرها الخاص ولابتسامتها الجذابة، اشتاق لرؤيتها والحديث معها كان له سحر خاص يُريح قلبه وعقله ويجعله كالطير المُحلق فى السماء، كانت كأجمل وردة فى بستان حياته لكنه الأن لم يجد وردته وكأن بستانه التهمته النيران ولم يبقى منه شيء
دخلت عليه “أمل” تخبره بوصل “نور” ثم ولجت “نور” خلفها مع والدته لتقول بأشراق:-
– حبيبى دكتورة نور جت بنفسها عشان تروح معاك للدكتور
أردفت “نور” وهى تحدق به جيدًا:-
-صباح الخير
ليُجيب عليها بهدوء:-
-صباح النور
لاحظت “نور” شئ أبيض أسفل أنفه ولكنها لم تهتم للأمر ربما بقايا طعام فوقف وهى تسنده حتى خرجوا من القصر للسيارة، ركب “مروان” فى الخلف وهى بجانبه ويقود السائق بهم إلى حيث المستشفى وكان الصمت سيد الموقف حتى قطعه رنين هاتفها لتخرجه من جيبها وترى رقم غير معروف فتجيبه بتلقائية:-
-ألو
بمجرد أن تسمع صوته تتغير ملامحها للغضب والتذمر حتى نبرتها تبدلت إلى الحجود والبرود قائلة:-
– أزيك يا زياد
– عاملة ايه يا نور
اجابته وهى تكز على أسنانها بضيق:-
-انا كويسه بخير وأنت
-بخير الحمد لله ، أنا جيت مصر
اردفت بتجلض دموى قد يُصيبها قائلة:-
-بجد الف حمد الله على سلامتك كان نفسى استقبلك بنفسى بس معلش عندى شغل
– شغلك اهم منى؟!
ردت عليه بحدة قاتلة:-
-أنا معنديش والله اللى أهم من شغلى
كان “مروان” يستمع لحديثها وهو يفهم انها مُجبورة على الحديث فبنبرتها ولهجتها مُختلفة عن طبيعتها وعفويتها حتى ان بسمتها تلاشت تمامًا…
-أن شاء الله لو قدرت اجى
قالتها باشمئزاز ثم ثابعت بغيظ شديد:-
-بابا قالك كدة.. ماشي مع السلامة يا زياد عشان عندى شغل
أغلقت الخط بضيق شديد وقالت مُتمتمة:-
– كدة يا بابا …..
سألها “مروان” وهو لم يفهم لما غضبت هكذا وتحول هدوئها لشراسة وتلاشت بسمتها :-
-فى حاجة؟؟
أجابته “نور” وهى تنظر خارج النافذة بضيق قائلة :-
– لا مفيش
عاد الصمت بينهم مُجددًا حتى توقفت السيارة مُعلنة عن وصولهم إلى مستشفى فترجلت “نور” أولاً ثم ألتفت حول السيارة لتفتح له الباب لكنه سبقها فأخذت بيده كى يدخلوا السيارة فسألته بقلق:-
– هتقدر تمشى على رجل واحده ولا أجبلك كرسى
شعر ببعض الأحراج من نظرت الجميع فاجابها “مروان” بحزن:-
– لا بلاش كرسى، أنا هحاول وهقدر أن شاء الله
أومأت “نور” له بنعم ثم قالت بعفوية:-
– اوكيه بس بلاش التكشيرة دى، اضحك خلى اليوم يضحكلك
تبسم “مروان” بخفة على حديثها، دلفوا المستشفى معًا من باب الطواريء ثم اتجهوا بأتجاه المصعد وهو يتكأ علي يدها برحب دون قلق أو خوف، شعور بالأمان يزداد شيء فشيء بجواره وكأنه يثق بأنها لن تخذله ولم تفلت يدها منه ويسقط.. فتح باب المصعد وكانت “شيماء” بداخله تستعد للرحيل، تبسمت فور رؤيتها لـ “نور” وقالت:-
– نونو!! ايه اللى جابك عندنا
رمقتها “نور” بخبث وقالت بتساؤل :-
– المفروض أسالك إيه اللى منزلك وسايبه شغلك يا هانم
تبسمت “شيماء” بأرتياح من نهاية عملها وقالت :-
– لا أنا هنا من إمبارح مروحه أهو
اجابتها “نور” بتعجل من نهاية الحديث :-
– طيب هبقى أكلمك بعدين ومتتأخريش بليل على العيادة يا دكتورة
كادت “نور” ان تركب المصعد معه لتمسكها “شيماء” من ذراعها بأستغراب وقالت:-
– ازاى ده زياد ابن خالتك كلمنى وقال أنه عازمنا على العشاء
تبدلت ملامح “نور” للضيق مُجددًا وقالت بتذمر وضجر:-
– سيبك منه أنا مش طايقة… بابا كمان لسه قايل للبيه كدة
قهقهت “شيماء” ضاحكة على طريقتها وقالت بسخرية :-
– ههههههه كل ده عشان عايز يتجوزك
كان “مروان” يستمع لحديثهم فى صمت مُنتظر قدوم المصعد مرة أخرى حتى سمع جملة “شيماء” لينظر “مروان” اليهم فقال بضيق :-
– احم احم مش يلا بقى
نظرت “نور” له بأحراج وقالت :-
– اه يلا هبقى أكلمك يا شيمو
وصل المصعد إليهم فركبوا المصعد، يظل “مروان” ينظر لها وهو شارد هل تتهرب من زواج رجل يعشقها؟ هل جميع النساء مثلها هى و”نادين” فحتى حبيبته تركته ورحلت رغم حبه لها الذي يفوق كل شيء، ظل عقله يتسائل عن الخطأ اهو بالنساء ام بهم، هل المذنب قلوبهم أم القدر هو ما نشب حب شخص فى قلب شخص لن يجمعهم القدر أبدًا..
فاق من شردوه على صوتها الدافيء تساله بقلق:-
-فى حاجة
اشار لها بلا فى صمت وخرجوا من المصعد ليسيروا معا حتى وصله إلى مكتب الطبيب
فحصه الطبيب بنظره ثم قال بجدية:-
-أنت فكت السلك أهو، أنا قولت إنك نسيت
أجابه “مروان” بهدوء:-
– اه دكتورة نور فكته
نظر الطبيب إلى “نور” بابتسامة وقال :-
– هههه هى دكتورة نور على طول كدة
تبسمت “نور” بعفوية وقالت:-
– بقطع عليكم.. أى خدمة أهو بيشل عنكم
ضحك الطبيب وقال:-
– ههههه، ماشى تعالوا نروح تحاول تقعد على الأجهزة ونشوف
أومأ “مروان” بنعم فخرج الطبيب أولاً من المكتب وهم خلفوا لتهمس “نور” فى اذنه بلطف:-
– شد حيلك يا بطل وخليك قدها
تبسم لها بلطف حتى وصلوا إلى مكان العلاج الطبيعى…
☆☆☆☆☆☆☆☆☆
¶¶ شــركـــة M&M ¶¶
كان “معتز” جالسًا على مقعده خلف المكتب ويحدق فى شاشة الكمبيوتر ويدون القليل فى الأوراق المنثورة على سطح المكتب، قطع تركيزه دخول “نجلاء” عليه المكتب عابسة فقال بقلق:-
– أنا بقلق من البوز اللى مركبة فى وشك دا، خير يا نجلاء
اجابته “نجلاء” بوجه عابس :-
– كنت عايزة اذن، يعنى أروح
ليرفع نظره لها بذهول وسأل بفضول:-
– ليه؟
تنحنحت “نجلاء” بخجل وقالت:-
-اصل يعنى عندى ظروف شخصية، بصراحة جاي ليا عريس
نظر بالأوراق ببرود وقال بحدة:-
– مفيش مروح يا نجلاء أنتِ عندك شغل… أمشي روحى خلصي شغلك
تمتمت “نجلاء” بضيق :-
– خلصته كله والله وبعدين يا معتز بقولك الناس جاية
سألها “معتز” بخنق :-
– متاكدة!!
رد “نجلاء” عليه بضيق من رده قائلة:-
-اه متأكدة خلصته
تأفف “معتز” بخفوت قائلًا:-
– ماشى روحى
خرجت من المكتب تُتمتم باغتياظ من بروده:-
– زمان ابو الهول نطق وأنت قاعد كدة ببرودك…
قابلها “أيمن” فى الرواق ليراها عابسة وتتمتم بصوت خافت مهموس ليسألها “أيمن” :-
– مالك يا نجلاء.. أنتِ بتكلمى نفسك؟
تأففت بأختناق شديد لتقول بغضب:-
-هتنقط هيجيلى جلطة
أخذت حقيبتها وخرجت من الشركة غاضبة….
☆☆☆☆☆☆☆
____ ” مستشفى الأمل التخصصي ” ____
كان “مروان” جالسًا على الجهاز وهو يتصبب عرق من جبينته بشدة من الوجع والألم بسبب الجهد وهو يحاول قدر الإمكان حتى يقف على قدمه بأسرع وقت ممكن، ويخرج منه أنينه الوجع حتى شعر بيدها تحتضن راحة يده بدفء وتربت عليه باليد الأخرى، نظر ليديهما معًا وهو يستمد القوة كى يكمل ما يفعله ويعافر، جثت “نور” على ركبتيها واخرجت منديلًا من حقيبتها ومسحت له حبيبات العرق بلطف ثم همست بحنان:-
– هانت أجمد يا مروان
نظر بعينيها ليشعر بالطمأنينة والأمان لكن قطعهم الطبيب قائلًا:-
– لا خليه على راحته، أول ما تتعب قول متضغطش على نفسك دى لسه اول جلسة
دقائق وصرخ “مروان” بضيق وتعب:-
– ااااه مش قادر كفاية كدة
أجابه الطبيب بهدوء :-
– خلاص كفاية كدة النهاردة، وحاول ترتاح وإن شاء الله فى أمل كبير إن ترجع تمشى زى الأول، كمان بدأت تستجيب للعلاج أهو… بحيكى يا دكتورة نور
تبسمت “نور” بلطف فسأله “مروان” بأمل ويتنفس بصعوبة من الجهد :-
-بجد يا دكتور
تبسم “الدكتور” له وقال بحماس:-
– أكيد يلا أعدل هدومك وروح، إن شاء الله تجي ليا تانى أخر الأسبوع وطول ما أنت قاعد فى البيت حاول تحركها بس متمشيش عليها وتضغط على نفسك كل حاجة خطوة خطوة
أومأ له “مروان” بنعم وخرج من الغرفة ، نظرت “نور” له وهو ينحنى لينزل بنطلونه ويعدل هدمته، لم يستطيع الإنحناء جيدًا لكته يحاول، تنحنى “نور” له وتجلس على قدميها أمامه، تعدل له البنطلون بينما ينظر “مروان” لها بدهشة من فعلتها، شعر بشيء غريب من معاملتها، شيء جديد لم يعتاد عليه لكنه يستقبل هذا الشعور برحب لم يمنعها من مساعدته أو أقترابها منه، بل كان يرحب بهذا الشيء بشدة، وقفت “نور” بابتسامة فهى اعتادت على مساندة مرضاها ومساعدتهم بصدر رحب دون احراج او ثقل على صدرها، مسكت يديه وتساعده على الوقوف، اعطته العكاز فى يده الأخرى كى يقف وحده ثم جلبت له سترة بدلته وتساعده فى لبسه حتى أنه كاد ان يسقط من ضعف قدمه لتمسكه من ذراعيه بأحكام بحنان فنظر لها وتبادلوا النظرات معًا عن قرب ليقتحم لحظتهم حين رأى وجه نادين فى وجهها ليبتسم لها لكنه يفيق على صوتها كى يدرك بأنها “نور” وليست “نادين” محبوبته…
قالت “نور” بجدية:-
-يلا
أختنق من رؤية شبح هذه الفتاة الذي رحلت عنه فقال بضجر:-
-يلا
☆☆☆☆☆☆☆☆
كان “سيف” فى العيادة يباشر عمله حتى اقتحمت “نور” مكتبه فسألها بدهشة:-
– أيه ده؟! أنتِ مروحتش عزومة زياد ولا ايه؟
أجابه “نور” بأستنكار وهى تجلس على المقعد المقابل لمكتبه:-
– كبر دماغك يا عم عزومة إيه دى اللى اروحها دى وأنا فاضية للكلام الفارغ دا
ضحك “سيف” على صديقته وقال بعفوية:-
– والله كنت عارف أنك هتعمليها ومش هتعبريه بس كنت بكدب نفسي
قوست “نور” شفتيها للأسفل بأختناق وقالت بضيق:-
– ما أنا مبطيقهوش… هو شخص لا يطاق
اوما “سيف” لها بنعم وقال:-
– هو ده حد يطيقه، دا امه نفسها اللى خلفته مبطقهوش
نظرت حولها من هدوء العيادة وسألت بفضول:-
– امال شيماء فين؟ مش سامعة ليها حس يعنى
ضحك بسخرية وقال “سيف” بتهكم:-
– راحت العزومة؟
تعجبت “نور” من جملته ووقفت غاضبة بشدة تقول:-
– الحيوانة الخاينة؟؟
ضحك “سيف” أكثر على تعبير “نور” وقال:-
– دا هيأخد الخازوق الكبير، هههههه ما هو عزم كل صحابك اللى يعرفهم وخصوصًا شيماء عشان قريبة منك وكل دا عشان تروحى وأنتِ قاعدة هنا جنبى… يالهوى على دا خازوق
تأففت “نور” بضيق وعادت لمقعدها وقالت:-
– فكك منه …. أنا هطلب دليفرى.. هتأكل معايا
أومأ لها بنعم وقال:-
– اه. ياريت أنا من الصبح على سندوتش فول
نور :ماشى
☆☆☆☆☆☆☆☆☆
¶¶ شقـة حسن الراوى ¶¶
استيقظت”نور” من نومها على صوت والدها يناديها وهو يفتح الاضواء ويغلق التكيف فقالت بضيق وهى تبعد الوسادة عن رأسها:-
– فى أيه يا كابتن بس.. مش قولتلك متصحنيش
أجابها وهو يجمع ملابسها من الأرض قائلًا:-
– قومى يا نور، فى ضيوف برا
فتحت “نور” اعينها بدهشة من رده لتقول بذهول:-
-ضيوف مين، إحنا مبيجلناش ضيوف غير صحابك
تنحنح بخوف من ردها وقال:-
– زياد ابن خالتك
تأففت بضيق وقالت:-
– يووووه بقى ودا ايه اللى جابه على الصبح
جذبها من ذراعها بالقوة وقال:-
– قومى يا حبيبتى الراجل فى بيتنا عيب، أنا علمتك نقابل ضيوفنا كدة
اجابته وهى تقف معه بأختناق:-
– ما هو دا مش ضيوف يا عم حسن، دا تناحة….
– معلش عشان خاطرى
مسحت عنقها بأختناق وهى تُتمتم:-
– يا رب صبرنى على البلاء دا
تقدمت نحو الباب ليستوقفها “حسن” بسؤاله:-
– رايحه فين؟
– خارجة
امقنها بنظره وقال بحدة:-
– كدة، طب أغسلى وشك حتى
نظرت لوالدها بغضب وقالت بغيظ:-
– هو كدة عجبك ولا أرجع أكمل نوم
رد “حسن” بنفاذ صبر من أفعالها الطفولية :-
– عجبنى عجبنى يا أخرة صبرى، طب سرحى شعرك
اجبته بتهديد وتذمر:-
– أنا أرجع أنام احسن
كادت إن تعود لسريرها ولكن يسحب من معصمها بغضب وقال:-
– خلاص خلاص هو هيقول عليا أنا معفنة، أخرجى
خرجت “نور” من الغرفة خلف والدها لتجده يجلس على الكرسى فى الصالون، وقف “زياد” فور رؤيتها مُبتسمًا بسعادة ومد يده كى يصافحها لكنها تجاهلته ببرود وجلست على الأريكة ولم تصافحه فسألها بلطف:-
– عاملة ايه يا نور
اجابته باشمئزاز مُتجاهلة النظر له:-
– كويسة
لم تكلف نفسها فى السؤال عنه، اردف “زياد” بشغف قائلاً:-
– وحشتينى يا نور بقالى كتير مشوفتكيش وأنتِ مبتسأليش كل ما أكلم عم حسن يقولى مش موجودة
– مشاغل بقى
تبسم وقال بغزل يمدح جمالها:-
-أحلوتى يا نور، كل ما بتكبر بتحلوى
– عارفة
تنحنح “حسن” بغيظ من ردود ابنته:-
– احم أشرب قهوتك يا زياد، اخبار دبى ايه
اجابه “زياد” بحنان وهو ينظر لـ “نور” :-
– والله يا عمى الغربة وحشة مهما كانت البلد اللى انت فيها، ويا عالم لو نور وافقت يمكن تهون عليا غربتى لما ارجع وهى معايا …
سمعت “نور” حديثه لتشتاط غضبًا من ذكر اسمها وتلميحه بالزواج منها، وقفت من مكانها غاضبة وقالت:-
– عن أذنكم، أنا عندى شغل
دلفت للداخل باشمئزاز، تنهد ” زياد” بحزن فقال “حسن” بأحراج من غضب ابنته:-
– متزعلش منها يا زياد
وقف “زياد” باحراج وهى تهينه ليقول :-
-حاضر يا عمى استاذن أنا
-ما أنت قاعد يا بنى
اجابه “زياد” بضيق:-
– معلش يا عمى عشان معطلكوش أكتر من كدة
رحل “زياد” ليدخل “حسن” لها غرفتها ويجدها ترتدى حذاءها بعد أن بدلت بيجامتها لبنطلون جينز وقميص حريمى طويل وصففت شعرها على الجانبين ومن الامام رفعته للأعلى بمشبك شعر، حدثها بحدة:-
– ينفع المقابلة دى؟
استقامت فى وقفتها وحملت حقيبتها على كتفها مُتجاهلة سؤاله وغضبه لتضع قبلة على وجنته بلطف تصالحه ثم قالت:-
– سلام يا كابتن
خرجت “نور” تركض من غرفتها قبل ان يُعاتبها اكثر ويصل الأمر للتوبيخ فأصطدمت بالعمود لتسقط على الأرض فخرج “حسن” خلفها على صوت سقوطها وقال بغيظ:-
– هو أنتِ متستريش فى حتة أبداً
ضحكت له وخرجت ركضًا مبتسمة فقد أعتادت على فعل ذلك
☆☆☆☆☆☆☆☆☆
تمر الأيام و “مروان” حالته الجسدية فى تقدم بالعلاج والتمارين ولكن حالته النفسية تسوء رغم مجهودات “نور” معه بسبب غياب حبيبته ويظل شبحها يلازمه دومًا، يستجب للعلاج الطبى لتتحسن قدمه ويمارس التمارين كما ينصحه الطبيب فقط ليذهب لحبيبته ويخبرها بأنه يريد خطبتها من جديد وإنه لم يعد عاجزًا بل بكامل صحته ولياقته كما أحبته، ظلت “نور” بجانبه تتدعمه وتسانده فى أوقات علاجه بصدر رحب فحالته كانت بمثابة تحدى لها، تتطور الأمر حتى استطاع إن يمشى على قدميه بدون مساعدة من أحد أو إن يحتاج إلى عكازه ولكن ليس بقدر إن يذهب إلى الشركة أو إن يخرج من بيته ، تسير قدمه لكن بها جزء من العرج قليلًا فمنذ أشهر وهو لم يسير عليها،
وأيضًا مع مرور تلك الأيام لم يكن ينتظم على علاجه فقط بل كان مُنتظم على تعاطى المخدرات بأنتظام دون إن يعلم أحد شيء عن هذا الأمر حتى جاء يوم ودخلت “نور” عليه بعفوية وتقول برحب:-
-صباح الخـ…….
لم تكمل جملتها حين صُدمت بما رأته، جالسًا بغرفته مع صديقه سبب كل الدمار الذي أجتاحه “أحمد” كان يتعاطى المخدرات دون تردد وكأنه أعتاد عليها ففى واقع الأمر هو أعتاد على أدمانها فتلعثمت “نور” بسؤالها مما تراه وكأنها غير مُصدقة ما تراه:-
– ايه دا ؟؟؟؟؟
حدق “أحمد” بجمالها وفتانتها وقال بأنبهار:-
– مين دى؟؟
صرخت “نور” مُتجاهلة هذا الحثالة وصوتها هز جدران القصر بأكمله:-
– أيه القرف ده؟
جاء “معتز” بصحبة والدته على صوتها ليصدموا مما رأوا فقالت بأغتياظ:-
– تعالو شوفوا البيه المحترم بيعمل ايه؟
نظروا له بذهول لتُصيبهم الصدمة مما يفعلوا “مروان” فتقدم “أحمد” ليقول:-
– يا جماعة….
صرخت “نور” بوجهه بعنف شديد:-
– أنت ليك عين تتكلم، محدش دخله القرف دا غيرك، هو ميعرفش يخرج يجيبها
طرده “معتز” من المنزل، فسألته “أمنية” بتلعثم:-
– يا أمى أنا…..
صُدم بصفعة قوية منها على وجهه لتُصدم “نور” وتضع يديها على فمها وهكذا “معتز”، أخذها” معتز” بعيدًا عن اخاه وقال:-
– اهدى يا ماما
صرخت “أمنية” به بضيق شديد:-
– قولت عليك هتعقل بعد ما غارت الزفتة بتاعتك اللى كانت عوجك معاها وهتفوق لشغلك وحياتك بس الظاهر انى كنت غلطانة روحت جبلتى الأسخن منها، مخدرات بتشم يا مروان، حسبى الله ونعم الوكيل ….
حدثها “معتز” بلطف:-
– أهدى يا ماما اللى أتكسر يتصلح
دفعته “أمنية” بغضب بعيدًا عنها صارخة بهما الاثنين:-
– ابعد عنى.. انتوا هتجيبوا أجلى قريب
خرجت غاضبة من الغرفة وتبكى من ابنها الذى كل مدى تسوء حالته، نظر “مروان” لـ “نور” بغضب فتجاهلته وذهبت للفراش أخذت المخدرات ثم خرجت من غرفتها
سأله “معتز” بضيق:-
– ليه عملت كدة يا مروان من امتى وإحنا لينا فى الطريق العوج ده
أجابه “مروان” بياس وغضب:-
– من ساعة ما شوفت وجع محدش يقدر يستحمله كانت الحاجة الوحيدة اللى بتسكن الوجع ده، مش أحسن ما أموت بوجعى
اتاه صوتها من جهة الباب:-
-وأنت كدة مموتش
نظرا “مروان” و “معتز” لها فصرخ “مروان” بها مُشتاطًا غضبًا منها:-
-أنتِ مالكيش دعوة، أنا بقولك اهو، وأمشى اطلعى برا أنا مش عاوز اشوفك
تجاهلت “نور” حديثه وقالت بحدة:-
-اتفضل يا أستاذ معتز وأقفل الباب وراك
صرخ “مروان” بأختناق بها ومُشتاطًا غضبًا من تجاهلها :
– أنتِ مبتسمعيش
نفذ “معتز” طلبها بقلق فهى الأن بصحبة مُدمن لم يشعر بافعاله حتى إذا وصل لقتلها، رمقته “نور” بأختناق وقال:-
– يكون فى علمك إن أنا هنا عشان أعالجك مش أدمرك ودى هتكون آخر مرة تشم فيها القرف دا، ومش بمزاجك وإن مكنش عشان خاطرى فعشان خاطر أمك اللى هتموت بسبب خوفها عليك، أوعى تكون فاكر إن نادين ممكن تبص لواحد مدمن ده لا هى ولا غيرها ممكن تبص للمدمن
صرخ “مروان” بغضب وضجر :-
– اخرسى بقى
أجابته “نور” بأغتياظ شديد :-
– تؤتؤ مش هخرس وتفتكر اللى سابتك وأنت فى سرير المرض اللى مؤكد إن بالعلاج هتخف ممكن تبصلك وأنت مدمن يعنى هتصرف اللى وراك واللى قدامك على المخدرات، ده غير إن صحتك هتكون فى النازل وغير بردو إنك هتكون شبه الميت.. هيظهر تحت عينك سواد وعقلك هتكون دايمًا غائب عن الوعى مش حاسس باللى حواليك جسمك ضعيف مش هتقدر حتى تدافع عن نفسك عشان تدافع عنها، فوق وشوف أنت بتعمل إيه أنت بتدمر كل حاجه كل أحلامك…
وتتركه وتخرج وهى تفكر بشيء أهم مما قالته وقد حسمت أمرها ……
يتبع…
لقراءة الفصل الثامن : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!