Uncategorized

رواية لو كنت أعرف الفصل الأول 1 بقلم ميمي عوالي

 رواية لو كنت أعرف الفصل الأول 1 بقلم ميمي عوالي
رواية لو كنت أعرف الفصل الأول 1 بقلم ميمي عوالي

رواية لو كنت أعرف الفصل الأول 1 بقلم ميمي عوالي

فى عمارة راقية جدا فى المعادى ، فى شقة بيعم عليها دايما الهدوء الشديد ، الشقة دى ساكن فيها مدام ايمان ، ست جميلة من برة ومن جوة ، اى حد بيتعرف عليها بيحبها وبيحترمها جدا ، وخصوصا انها فى بيتها الست والراجل فى نفس الوقت
ايمان عمرها ٤٠ سنة ، اتجوزت وهى عمرها ٢٥ سنة بعد ما اتخرجت من كلية التجارة ، وعشان تقديرها كان امتياز اتعينت فى بنك واللى اتعرفت على جوزها سليم فيه
سليم كان بيشتغل معاها فى نفس البنك ، بس ماكانش تعيين ، كان من اللى بيتقال عليهم يومية ، وكان اقدم منها فى البنك بحوالى ٣ سنين ، حبها واتقدملها ، ورغم ان ماكانش متعين ، الا انها وافقت عليه لان هى كمان انجذبت له وحبته ، لكن بعد الجواز بسنتين ، وبعد ماربنا رزقهم ببنت زى القمر سموها أمنية ، سليم جاله عقد عمل برة مصر ، وبما انه مش متثبت فى البنك قرر انه يسافر ويعمل قرشين يقدر يعمل بيهم مشروع فى مصر لما يقرر انه يستقر
وسافر سليم من ١٣ سنة ، وكانت ايمان لسه عمرها ٢٧ سنة ، تعبت فى البداية وهى لوحدها ، كانت لسه صغيرة وماعندهاش خبرة كفاية بالحياة ، لكن يوم ورا التانى ايمان اتعودت تعتمد على نفسها وتشيل مسئوليتها ومسئولية بيتها بالكامل وكمان مسئولية بنتها ، وخصوصا ان طول ال ١٣ سنة سليم مانزلش مصر غير مرتين بس ، كل مرة اسبوعين مش اكتر
كانوا عايشين حياتهم على النت والتليفون وبس
لحد فى يوم بعد ايمان ما اتطمنت ان امنية بنتها نامت وراحت هى كمان اوضتها ، وصلت فرضها ، ولسه هتبتدى تدخل السرير عشان تنام سمعت جرس الباب بيضرب
الساعة كانت عدت عشرة ، حطت شال على راسها وراحت بصت من العين السحرية ، لقت الدنيا ضلمة رغم انها فاتحة النور قدام شقتها باستمرار
ايمان وقفت ورا الباب وقالت بصوت واضح : مين
ماحدش رد عليها رغم ان الجرس رن تانى ، كررت سؤالها وبرضة ماحدش رد عليها
ايمان رنت على موبايل البواب سمعت جرس الموبايل جايلها من ورا باب الشقة ، فابتدت تتكلم بصوت عالى وباين عليها الانفعال : لو ماقلتش انت مين انا هتصل بالبوليس
فجالها صوت سليم من على السلم وهو بيضحك وبيقوللها : يعنى جايلك من اخر الدنيا عشان تبيتينى فى الحجز يا ايمان
ايمان بصدمة : سليم … سليم ، وفتحت الباب بسرعة وايدها بتترعش وعيونها بتتدمع وقالت : مش معقول ، مش معقول
سليم وهو بيضحك دخل بسرعة خدها بالحضن قاللها : بقى دى اخرتها برضة ، عاوزة تحبسينى
كان البواب واقف برة وهو عمال يضحك وهو شايل شنطة سليم ، فايمان بصتله وقالت بضحك : انا هحبس مجدى عشان مشترك معاك فى الجريمة
مجدى بضحك : انا عبد المأمور ياست ايمان
ايمان : خلاص يامجدى ، براءة المرة دى
مجدى سابهم وقفل الباب وراه ونزل بعد ماسليم اداله اكرامية كبيرة خلاه مش مصدق نفسه من الفرحة
سليم رجع اخد ايمان فى حضنه بشوق كبير وهو بيقوللها : وحشتينى ياحبيبتى ، انا مش مصدق انك اخيرا معايا وفى حضنى
ايمان : ليه ماقلتليش انك جاى ، كنت عملت حسابى واستنيتك
سليم : حبيت اعملهالكم مفاجأة ، بس واضح ان أمنية فى سابع نومة
ايمان : ما انت عارف ، بتصحى بدرى عشان الباص بتاعها
سليم : لا باص ايه بقى ، اديها بكرة اجازة وانتى كمان خدى اجازة ، عاوز اشبع منكم
ايمان بابتسامة : للاسف ياحبيبى ماينفعش ، انت نسيت انها بتمتحن اليومين دول واللا ايه
سليم : ياااه ، تصدقى فعلا نسيت ، يعنى مش هعرف اقعد معاها بكرة
ايمان بتردد : هو انت هتقعد معانا اد ايه المرة دى
سليم بابتسامة وهو بياخدها فى حضنة : انتى عاوزانى اقعد اد ايه
ايمان بتمنى : عاوزاك تفضل على طول وماتسافرش تانى ابدا
سليم وهو بيبص فى عيونها : طلبات حبيبتى اوامر
ايمان بلهفة : بجد ياسليم ، بجد خلاص كده ، يعنى مافيش سفر تانى ، ولا بعد وغربة تانى
سليم وهو بيسحبها ناحية اوضتهم : مافيش سفر تانى ، ومافيش بعد تانى ومافيش غربة تانى
وقت اذان الفجر .. كانت ايمان خارجة من الحمام وبتنشف شعرها وسليم فى السرير بيتفرج عليها وهو مبتسم وقاللها : هو انتى بتصحى امنية امتى
ايمان : هصلى الفجر واصحيها ، يادوب عشان الباص مايفوتهاش
سليم قام من السرير وراح ناحية الحمام وهو بيقوللها ، طب انا هاخد شاور بسرعة وهروح اصحيها بنفسى ، وكلمى مشرفة الباص ماتعديش عليها ، انا هوصلها النهاردة بنفسى
ايمان بابتسامة : هتنبسط اوى لما هتصحى تلاقيك وكمان تعرف انك هتوصلها ، بس اعمل حسابك انك هتوصلنى انا كمان
سليم : برضة هتنزلى الشغل وتسيبينى
ايمان : مانا قلتلك ياحبيبى ان اليومين دول بالذات ماينفعش اخد اجازة ، وعشان كده قولتلك لو كنت اديتنى فكرة بمعاد وصولك كنت على الاقل ظبطت امورى
سليم بامتعاض : يعنى هتسيبونى لوحدى انتم الاتنين وتنزلوا تانى يوم وصولى يا ايمان
ايمان قربت منه وباسته على خده وقالتله بشبه اعتذار : معلش حبيبى ، هحاول اجى بدرى
سليم : طب هقعد لوحدى اعمل ايه بس
ايمان باستغراب : وليه تقعد لوحدك ، انت مش هتروح تسلم على مامتك وباباك
سليم : كنت عاوز نروحلهم كلنا سوا
ايمان : معلش ياسليم ، انت فاهم وعارف انه مش هينفع
سليم : ماخلاص بقى يا ايمان كبرى دماغك
ايمان : اقعد انت ارغى لحد ما البنت تتاخر على الامتحان ، خلص ياللا على ما اصلى واكلم مشرفة الباص
سليم بقلة حيلة : ماشى يا ايمان ، بس كلامنا فى الموضوع ده بالذات ماخلصش على كده
وسابها وراح على الحمام وهى صلت وراحت على المطبخ تحضر الفطار واللانش بوكس بتاع أمنية
دقايق وسليم خرج من الحمام ونده عليها وقاللها انه رايح يصحى أمنية ، فسابت اللى فى ايدها وراحت وراه عشان تشوف رد فعل امنية لما تفتح عينها وتلاقى باباها هو اللى بيصحيها
سليم دخل فتح الشباك ينور الاوضة ورجع قفل الازاز من تانى لانهم كانوا فى الشتا ، فلقى الدنيا لسه مانورتش ، فقال لايمان : ده النهار لسه ماطلعش
ايمان وهى بتنور نور الاوضة : ماهى لما بتنزل للباص بيبقى يادوب على معاد الشروق
سليم باعتراض : ايه الهبل ده ، ليه يعنى تنزل بدرى اوى كده
ايمان وهى بتبص للسقف : صحى البنت ياسليم عشان ماتتاخرش
سليم بتنهيدة : ماشى ، اما اشوف اخرتها
قرب من امنية ونام جنبها واخدها فى حضنة وهو بيقوللها فى ودنها : مونى حبيبتى .. اصحى ياللا ياماما عشان معاد الامتحان بتاعك
امنية بنعاس : حاضر ياماما بس سيبنى خمس دقايق بس وهقوم على طول
سليم ضحك بعلو صوته وهو بيقول : هى ماما بتصحيكى كده كل يوم واللا ايه
امنية التفتت بسرعة وهى بتدعك فى عنيها وقالت بصريخ : بابا ، انت بجد واللا بحلم
سليم بضحك : لا يا ستى بجد ، قومى ياللا
امنية قامت بسرعة وهى بترمى نفسها فى حضنة وبتبوسه بفرحة شديدة وايمان كانت واقفة تتفرج عليهم بابتسامة واسعة وبعدين قالتلهم قبل ماتسيبهم وترجع على المطبخ : اوعوا فرحتكم ببعض تنسيكم معاد الامتحان
امنية بزعل : وهو حبكت يعنى حضرتك تيجى وانا بمتحن ، مش هلحق اسلم عليك براحتى
سليم : لا هتلحقى ، انا هوصلك للامتحان ولو عرفت كمان هرجع اجيبك بنفسى ، بس ياللا قومى البسى عشان نلحق نفطر سوا قبل ماننزل
امنية : هتوصلنى بايه
سليم : بالعربية ، هوصلك بتوكتوك مثلا يعنى
امنية : هى ماما مش هتروح الشغل
سليم وهو بيشدها يقومها : لا مانا هوصل ماما بعد اما اوصلك ، وياللا بطلى رغى وعلى الحمام ولما تخلصى لبس تعالى بسرعة عشان نفطر
امنية وهى رايحة ناحية الحمام : ماشى
سليم رجع على اوضته بعد ما اخد شنطة من شنطه وفتحها وطلع لبس ليه ، غير هدومه وراح على المطبخ لقى ايمان خلصت وقالتله : انا هروح البس على ما امنية تيجى ، انا عملتلك القهوة
سليم بابتسامة : تسلم ايدك ياحبيبتى ، بجد بجد قهوتك وحشتنى جدا
ايمان سابته وراحت على اوضتهم عشان تغير هدومها ، اول مادخلت الاوضة لقت سليم مبهدل الدنيا بشنطته لما فتحها فاتنهدت وغيرت هدومها ووضبت السرير وسابت كل حاجته زى ماهى ورجعتلهم على المطبخ لقت امنية هى كمان خلصت وقاعدة بترغى مع باباها
سليم : وانتى برضة بتنزلى بدرى اوى كده زيها
ايمان : لا طبعا ، انا عشان نازلة معاكم ، ومدت ايدها لسليم بميدلية مفاتيح فيها مفتاحين وفلاشة وقالت : دى مفاتيح البوابة اللى تحت وباب الشقة وفلاشة الاسانسيرعشان لو قررت انك ترجع على هنا
سليم : طب ياللا اقعدى افطرى احنا خلصنا اكل
ايمان : انت نسيت انى مابفطرش
سليم وهو بيبصلها بتركيز : ايه ده ، تصدقى ، معلش ، حقك عليا ، طب ياللا بينا
ايمان طلعت ميداليتها وخرجت مفتاح العربية واديتهوله وقالت : مفتاح العربية
سليم بضحك : الظاهر ان قلة النوم مش مخليانى مركز
ايمان بجدية : طب ماتخليك انت ونام على مانرجع او لحد ماتشبع نوم وتقوم
سليم : لا .. ياللا انا وعدت مونى انى اوصلها
امنية : بس لو حضرتك تعبان فعلا يابابا ، خليك انت ونام وماما توصلنى
سليم : قلت لا ، ياللا
نزلوا كلهم مع بعض وسليم وصل امنية على مدرستها وقاللها انه هيرجع ياخدها ويروحو مع بعض يجيبوا مامتها من البنك
وبعد كده وصل ايمان وقاللها انه هيروح يسلم على باباه ومامته وبعد كده هيرجع يجيب امنية ويعدوا عليها عشان يروحوا مع بعض
سليم راح على بيت باباه ومامته اللى كان فى حى مصر القديمة ، كان بيت من البيوت القديمة العريقة بتاعة زمان ، ورغم ان البيت قديم لكن كان بيت من دورين بس وفخم وحواليه جنينة صغيرة وسور ببوابة خاصة بيه
سليم لما وصل رن جرس البوابة الخارجية لانها كانت مقفولة بالمفتاح ، وبعد ما رن الجرس مرتين مامته بصت من شباك الدور الارضى ولما لقته قالت بصوت عالى : سليم ، ياحبيبى انت جيت امتى
سليم بابتسامة : لسه من كام ساعة بس ، ايه ماحدش هيفتحلى واللا ايه
مامته قفلت الشباك وبعد دقيقة واحدة خرجت فتحتله الباب الخارجى واخدته فى حضنها وهى بتحكيله اد ايه واحشها
سليم اخدها تحت جناحه ودخل لقى باباه جاى عليه وسلم عليه بشوق وفرحة كبيرة جدا ، وبعد ماقعدوا
باباه : حمدلله على السلامة ياحبيبى ، جيت امتى ياسليم
سليم : لسه من كام ساعة ، ويادوب وصلت امنية لمدرستها ووصلت ايمان الشغل وجيتلكم
مامته وهى بتمصمص شفايفها : قول كلام غير ده ، بقى هتبقى جاى من كام ساعة ومراتك وبنتك هيسيبوك وينزلوا برضة
سليم : انا اصلى جيت فجأة وامنية عندها امتحانات وايمان مش عاملة حسابها تغيب
مامته : ااه طبعا ماهى عاملة روحها الست المهمة المشغولة
باباه : وبعدهالك يا عزيزة ، مالوش لزوم الكلام ده دلوقتى
عزيزة : ليه يعنى يا محمود ، ماهو لازم يبقى عارف انها عاملة علينا قاييمة ، ومابنشوفهاش غير فى المناسبات
محمود: لا حول ولا قوة الا بالله ، سيبك منها يابنى وطمننى عليك ، اخبارك ايه
سليم بتنهيدة : الحمدلله يا ابويا بخير
عزيزة كانت بتبص لسليم وبعدين قالت له بمكر : وانت بقى لسه جاى امبارح بجد ، واللا جاى من زمان والهانم كانت مانعاك تجيلنا
سليم باستغراب : وهتمنعنى اجيلكم ليه بس ، ده انا حتى لما قلتلها انهم هينزلوا ويسيبونى لوحدى هى اللى قالتلى انى اجى اسلم عليكم على ماهم يرجعوا اخر اليوم
عزيزة وهى بتمصمص شفايفها : ااه طبعا عشان ماتجيش معاك ، ده حتى ماحدش بيعرف يمشى كلمة على بنتك ، كل حاجة تقول ماينفعش ماينفعش زى مانكون هناكلها واللا اكن هى بس اللى بتفهم فى الدنيا دى واحنا كلنا بهايم
سليم بفضول : انا نفسى اعرف هى عملتلك ايه بس عشان تكرهيها بالشكل ده
عزيزة باندفاع : هتعمل ايه اكتر من اللى عملته
سليم : ايوة اللى عملته اللى هو ايه بقى
عزيزة بحسرة : خدتك وغربتك ، بعد ماكنت فى حضنى ، حرمتنا منك ومابقيناش نشوفك ولا نعرف عنك حاجة الا كل فين وفين
سليم : هو انتى ليه مش مصدقة ان ايمان مالهاش اى علاقة بقرار سفرى ده ، وان انا اللى قررت ده عشان اقدر اعمل المشروع اللى نفسى فيه من زمان
عزيزة وهى بتشاورله بضهر ايدها : هبلة انا بقى ، ده احنا جبنالك الشقة وجوزناك من غير ماتبقى مديون بجنية واحد ، كان ايه اللى ناقصك عشان تتغرب السنين دى كلها ، غير بس هى اللى طماعة ومابيملاش عينها غير التراب ، والنبى تسكت
محمود : لا حول ولا قوة الا بالله ، قوللى يابنى فطرت واللا لسه
سليم بقلة حيلة : ايوة يا ابويا فطرت الحمدلله
محمود : اومال مالك همدان كده
سليم : ابدا بس عشان مانمتش من امبارح
عزيزة بسخرية : ومانمتش ليه ياضنايا
سليم : مانا بقوللك يا ماما انى لسه واصل بالليل ومتأخر كمان
عزيزة بغيظ : وماكانت تسيبك تستريح يعنى ، ماحبكتش ، عموما انا هعمللك اكلة ترم عضمك من الغربة اللى كنت فبها ، هقوم اعمللك محشى وبط ، زمانك مادوقتش الحاجات دى من ساعة ماكنت فى مصر اخر نوبة ، والمعدلة مراتك تلاقيها هتقوللك انا مشغولة والبنك وابصر ايه ، وتقضيهالك نواشف كل يوم
محمود بغيظ : ياولية اهمدى شوية ، وقومى اعملى فنجان قهوة لابنك ،
واللا تحب تقوم تناملك ساعة واللا حاجة يابنى
سليم : لا يا ابويا مش هينفع ، العربية معايا والمفروض هروح اجيبهم عشان نروح سوا
عزيزة : قوم قوم ناملك شوية وهبقى اصحيك ، على الاقل تبقى فايق وانت سايق
سليم : لا مش لازم ، هو فنجان قهوة هيبقى تمام
عزيزة بتصميم : خلى القهوة لما تصحى ، ياللا قوم ، ادخل اوضتك متنضفة وزى الفل ، على ما اختك تنزل من فوق تكون نمتلك شوية
سليم قام وقال : ماشى ، بس هى ساعة او ساعتين بالكتير وصحينى اوعى تسيبينى نايم
عزيزة : طيب ، ياللا ادخل انت نام
سليم اول ما دخل وحط جسمه على السرير كان راح فى سابع نومة ، ومحمود قام وقال : انا هلبس واوصل لغاية البنك وهرجع على طول ان شاء الله ، بس اوعى تنسى تصحى ابنك عشان مايتأخرش عليهم
عزيزة بامتعاض : ماخلصنا ، يعنى هيتاخر على البرنسيسة
محمود سابها ومشى وهو بيستغفر وراح لبس وخرج
كان وقتها الساعة حوالى عشرة ونص ، الساعة اتنين ونص محمود رجع من برة ، لقى عزيزة فى المطبخ ومعاها سامية بنتها واللى ساكنة فى الشقة اللى فوقيهم على طول هى وجوزها ، لان سليم لما قرر يتجوز بعيد عن بيت العيلة ، عزيزة صممت ان سامية تتجوز معاها فى البيت
سامية كانت نسخة من عزيزة ، شكلا ومضمونا ، وكانوا مشتركين مع بعض فى عدم حبهم لايمان ، عزيزة عشان حاسة انها خدت منها ابنها ، وسامية لانها بتغير منها على جوزها ابراهيم ، لانها كانت دايما بتشوف نظرات الاعجاب فى عيون جوزها لايمان
محمود : السلام عليكم
عزيزة وسامية ردوا السلام ، وبعدين عزيزة قالت : اتأخرت يعنى ، مش قلت هتيجى على طول
محمود : البنك كان زحمة اوى ، كنت فاكر انى هلحق سليم قبل مايمشى
سامية : يمشى فين ، سليم نايم جوة
محمود بلهفة : نايم ، هو انتى ماصحيتيهوش ياعزيزة
عزيزة ببرود : صعب عليا ، قلت اسيبه شوية
محمود وهو رايح ناحية اوضة سليم : وبنته ومراته اللى مستنيينه دول يعملوا ايه
سامية ببرود : وكانوا بيعملوا ايه يعنى وهو مسافر
محمود بغضب : هو انتو مافيش فايدة فى السواد اللى جواكم ده ، وقعد ينده على سليم ويصحيه وهو بيقول له : قوم يابنى الحق بنتك ومراتك ، الساعة داخلة على تلاتة
سليم اتنفض من مكانه ولبس جزمته وهو بيقول : ايه .. تلاتة ، ليه يا ابويا سيبتونى اتاخر عليهم كده
محمود باعتذار : حقك عليا يابنى ، انا اتاخرت فى البنك وفكرت انى هاجى الاقيك مشيت
سليم اخد مفاتيحه وجرى على العربية من غير مايسلم على امه واخته اللى كانوا فى المطبخ
عزيزة بغيظ وهى خارجة من المطبخ : اتفضل ، اهو حتى مافكرش يقول سلام عليكم وهو ماشى ، بيجرى عشان يلحق الحلوة بتاعته قبل ماتعلق له المشانق ، ياخيبتك فى ابنك ياعزيزة
سامية : الا حتى ماقاللى ازيك يااختى
محمود بزعيق : هو انتو تعملوا العملة وكمان بتشتكوا ، هو مافيش فايدة فى غباكم ده
سامية بامتعاض : انت بتزعقلى ليه يابابا
محمود : عشان سودة من جواكى ، عشان قلبك ماكلكيش على بنت اخوكى وهى مرمية فى المدرسة لوحدها مستنية ابوها وهو متأخر عليها
سامية بسخرية : بنت اخويا اللى بتحبنى وبتسأل عليا كل يوم
محمود : مين اللى يسأل على مين ، انتى الكبيرة وعمتها واخوكى فى الغربة وبنت اخوكى دى طفلة ، يبقى هى برضة اللى المفروض تسال عليكى ، مش مكسوفة من نفسك ، بذمتك اخر مرة رفعتى فيها السماعة سالتى عليها واللا على ايمان كان امتى
سامية بغيرة : وماتسألش هى ليه ، احسن منى فى ايه هى
عزيزة : فتنالك انت السؤال ياحنين ، ما انت كل يوم والتانى بتكلمهم ، وكمان يوم الجمعة حارمنا منك وعلى طول بتتغدى معاهم
محمود بقلة حيلة : انتى زعلانة عشان بتغدى معاهم يوم ، لا حول ولا قوة الا بالله ، انتو الكلام معاكم مابيجيبش غير وجع القلب والضغط
سليم وصل المدرسة عند بنته متاخر حوالى ساعة وشوية ، ولقاها معيطة وقلقانة وكلمت مامتها كذا مرة تسالها عن باباها
سليم وهو بياخدها فى حضنه : معلش يامونى حقك عليا ياحبيبتى ، انا بس راحت عليا نومة ، ومامعاييش لسه خط مصرى كنت كلمتكم عليه ، كلمى ماما قوليلها انى وصلتلك
أمنية : ماما زمانها جاية اصلا ، اتخضت اوى لما عرفت انك لسه ماجيتليش
سليم اخد فون أمنية واتصل على ايمان اللى ردت بلهفة : خلاص يا أمنية انا قدامى خمس دقايق بالظبط حبيبتى وهبقى عندك ماتخافيش ، بابا بس اتأخر شوية وهيجيلنا على طول
سليم بكسوف : انا جيت خلاص يا ايمان
ايمان بلهفة : انت كويس ياسليم ، وعمى وطنط بخير
سليم : ااه ياحبيبتى ، انا بس راحت عليا نومة عندهم
ايمان بتنهيدة : الحمدلله ، انا خفت اكلم عمو محمود اخضه ، انا عموما دقيقة واحدة وهبقى قدامكم
سليم على ما قفل التليفون وركب امنية العربية ، لقى ايمان وصلت ، بعد ماحاسبت التاكسى راحت ناحيتهم وركبت جنب سليم وهى بتضحك وبتقول : هدفعك تمن التاكسى وبالعملة الصعبة
سليم بضحك : لو جت على اد كده بسيطة
ايمان بتريقة : ماقلتلك خليك ونام
سليم : ياللا معلش ، الحمدلله ، جت سليمة
رجعوا على البيت ، ايمان دخلت غيرت هدومها وغسلت وشها وراحت على المطبخ وابتدت تحضر الغدا
امنية عملت نفس القصة وحصلت مامتها عشان تساعدها ، فسليم قال بامتعاض : ايه ده هو انتى لسه هتبتدى تطبخى دلوقتى
ايمان بهزار : انت الغربة نستك النظام واللا ايه ، واللا عشان كنت باخد اجازة الاسبوعين اللى بتبقى فيهم هنا وماكنتش بتشوف المناظر دى ، بس عموما ماتقلقش ، الاكل هيبقى جاهز مسافة نص ساعة
سليم : زمان غير دلوقتى يا ايمان ، لازم تشوفيلك حل فى الحكاية دى
ايمان بقلة حيلة : هعمل ايه بس ياسليم ، اديك هتبقى موجود معانا وهتشوف ولو لقيتلى حل ايدى على كتفك
سليم سكت بامتعاض وفضل قاعد مستنيها تخلص غدا ، رغم انه انشغل شوية بكلامهم عن الامتحان بتاع امنية وحلت ازاى وهتمتحن تانى امتى
ايمان كانت عاملة بانية ومكرونة ، وكانت محضرة كل حاجة من اليوم اللى قبله ، فكان يادوب على التطبيق وعشان كده مااخدتش وقت
على الغدا ، سليم بص للاكل بسخرية وقال : هى دى فكرتك عن الاحتفال بجوزك اللى راجع بعد غيبة اربع سنين
ايمان بتهريج : جوزى اللى جالنا على غفلة من غير معاد مسبق
سليم : هو انا المفروض اخد معاد منك قبل ما اجى واللا ايه
ايمان لاحظت ان سليم زى مايكون عاوز يتخانق فقالت له لابتسامة : انا بهزر معاك ياسليم ، ما اقصدش حاجة
سليم وهو بيبتدى ياكل : تبقى تاخدى بالك يا ايمان ، واعملى حسابك انا بكرة عاوز اكل محشى وبط
ايمان : حاضر ياسليم ، بس ممكن يوم الجمعة ، بلاش بكرة
سليم : واشمعنى يعنى
ايمان : اولا لان مافيش وقت ، ثانيا لانى لسه هشترى الحاجات دى لانها مش عندى ، وتوضيبها بياخد وقت وزى ماقلتلك ، مش هينفع اخد اجازة الاسبوع ده ، بس انا قدمت على اجازة الاسبوع اللى جاى ان شاء الله
سليم بامتعاض : وانتو مقضينها نواشف طول الاسبوع واللا ايه
ايمان بضحك : وهو البانية نواشف يا سليم
سليم : ااه طبعا نواشف
ايمان : ماشى ياسيدى ، بس عموما ، لا ، مش مقضيينها نواشف ولا حاجة ، يعنى بعرف امشيها ماتقلقش ، يعنى ساعات بطبخ وساعات نواشف زى مابتقول وساعات بنجيب اكل جاهز .. يعنى
سليم : اممممم ، ولما بتطبخى بقى ، برضة بتطبخى بعد مابترجعى من الشغل
ايمان : مش دايما ، ساعات ببقى مجهزة حاجات من بالليل ، وساعات فعلا بعد مابرجع
سليم : عموما هنشوف الكلام ده
أمنية : بابا ، هو حضرتك جبتلى اللاب توب اللى طلبته منك واللا نسيت
سليم بابتسامة: جبته طبعا ، انا اقدر انسى برضة
ايمان وهى بتحذر امنية : مبروك ياست امنية ، بس اعملى حسابك ، مافيش لابتوب غير بعد الامتحانات ماتخلص
سليم : اشمعنى يعنى
ايمان بدهشة : هو ايه اللى اسمعنى ،عشان المذاكرة طبعا
سليم : وهى يعنى هتقعد تذاكر طول اليوم
ايمان : لا طبعا ، بس لو ابتدت تستعمل اللاب دلوقتى هتنشغل بيه جامد وهيضيع وقتها
سليم بلا مبالاة : ولا هيضيع وقتها ولا حاجة ، ماتحبكيهاش اوى كده ، وسيبيها تنبسط
ايمان مارضيتش تعارضه قدام امنية فسكتت ، وبعد الغدا قالت لامنية : روحى ريحى شوية وهبقى اصحيكى عشان تشوفى اللى وراكى
سليم : استنى يا امنية لما اوريكى انا جبتلك ايه
امنية بفرحة : جبتلى ايه
سليم : حاجات حلوة كتير ، تعالى اوريهالك على ما ماما تعمللى الشاى
واخد امنية وراح على اوضته ، ولما لقى شنطته زى ماسابها الصبح والحاجات متبهدلة حواليها نده على ايمان بزعيق وقاللها : ايه يا ايمان المنظر ده ، ليه الدنيا مبهدلة كده
ايمان وهى بتحاول تمسك اعصابها : انا خفت اشيل حاجة من مكانها احسن الخبطلك حاجة
سليم وهو لسه بيزعق : وايه اللى هيتلخبط يعنى ، دول شوية هدوم ، واللا برضة هتقوليلى الشغل ومش فاضية
ايمان حست انه مشحون عليها جدا فحاولت انها تلم الموضوع فقالت : لا طبعا شغل ايه ، انا هشطب المطبخ واجى افضيلك شنطتك حاضر
سليم : يعنى هنقعد فى المنظر ده على ماتشطبى المطبخ
ايمان دخلت ومدت ايدها وابتدت تلم الحاجات اللى هو بهدلها وهى بتقول : لا ياسيدى ماتزعلش ، هلمهملك دلوقتى
سليم : حطيتى الشاى فين
ايمان بذهول : شاى ايه ، هو انا لسه حتى لميت الاكل
سليم : ما انتى عارفة انى لازم اشرب الشاى اول مااخلص اكل
ايمان وقفت والهدوم بين ايدها وقالت : ماهو انا فى منى نسخة واحدة على فكرة ، يعنى يا اعمل الشاى ، يا الملك حاجتك اللى انت بهدلتها ، يا الم السفرة واغسل المواعين
سليم بزهق : روحى اعمل الشاى يا ايمان وابقى لمى الكلام ده بعدين وامرى لله
ايمان بقت تبص له وهى مذهولة ، وبعدين خرجت وهى بتخبط كف على كف ، سليم التفت لامنية لقاها حاطة ايدها على بفها وعمالة تضحك جامد ، فقاللها باستغراب : بتضحكى على ايه
امنية : عليك وانت هتجنن ماما
سليم : اجننها
امنية : ااه طبعا ، لما بتطلب حاجات كتير اوى فى نفس الوقت وهى مش عارفة انت عاوز ايه
سليم : طب تعالى يالمضة لما اطلعلك حاجتك
سليم بهدل الدنيا زيادة وطلع اللاب وحاجات تانية كتير من شنطته اداها لامنية ، وخرج جاب شنطة تانية فتحها وطلع منها حاجات اكتر
امنية كانت فرحانة جدا بالحاجات اللى باباها جابهالها ، وابتدت تاخدهم على اوضتها حاجة فى حاجة ، ووسط كل ده ايمان كانت عملت الشاى لسليم ولمت السفرة وغسلت المواعين ، وراحت على اوضتها انصدمت لما شافت المنظر ، لقت الدنيا اتبهدلت اضعاف ماكانت لان سليم فتح كل الشنط وطلع معظم اللى فيها
ايمان بقت عمالة تستغفر وتحوقل جواها وهى ساكتة عشان ماتعملش المشكلة المعتادة من سنين مع سليم اللى بتحصل كل مايرجع من عند مامته ، ورتبت كل الهدوم بتاعته فى الدولاب ومابقاش فاضل فى الشنط غير الهدايا والرفايع بتاعته واوراقه فخرجت قالتله : اشيللك الاوراق بتاعتك فين ياسليم
سليم اتنطر من مكانه وقال لها بخضة : ماتشيليش حاجة ، اوعى تكونى لعبتى فيهم
يتبع ……
لقراءة الفصل الثانى : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد