Uncategorized

رواية نار وهدان الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم شيماء سعيد

                  رواية نار وهدان الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم شيماء سعيد

رواية نار وهدان الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم شيماء سعيد

رواية نار وهدان الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم شيماء سعيد

تساءلت زهرة بإندهاش …بس خير يمه  عوچتي عليه ، مش عوايدك يعني ؟؟
حركت نچية فمها يمينا ويسارا مردفة …أسكتي يا بتي، مش خابرة أبوكِ حاله متغير اليومين دول إكده ؟
زهرة …كيف يعني ؟؟
نچية …والله ما عارفة ، أبوكِ اللي مكنش يچدر يستغني عني يوم ,تصوري النهاردة چالي إيه ؟
زهرة …چال إيه ؟
نچية…چال هو ليه مش بتروحي عند بتك ، روحي يا شيخة غيرى چو إكده .
زهرة …وفيها إيه دي يمه ، عايزك تنبسطي؟؟
نچية بسخرية …انبسط لا أقطع دراعي ده ، أكيد أبوكِ شايفله شوفة ، ومهيصدچ أنا أمشي وهو يلعب بديله .
فضحكت زهرة …بس يمه ، إيه اللي هتچوليه ده ، هو أبوي صغير ، ده كبير ، وهو فيه حيل لده ؟
لا متحطيش في دماغك الحچات العفشة دي .
نچية …مش خابرة ، چلبي مش مطمن واصل أچولك أنا ماشية .
زهرة بإندهاش …معچول يمه ،هو أنتي لحچتي تچعدي معايا ؟
نچية …معلش يا بتي ، هروح أطب على أبوكِ ، ليكون أنا أمشي من هنا وهو يلعب بديله من هنا ويچيب حد على فرشتي .
زهرة بعبوس …أستغفر الله العظيم يمه ، لا أبوي ميعملش الحرام واصل .
نچية …وأنا أخاف من الحلال أكتر يا بت بطني ، سلام دلوك .
ثم أسرعت نچية إلى سالم الذي كان حينها يتجهز للقاء نعيمة التي أصبحت تتعلل لنچية بالمرض حتى تتغيب كثيرا عن العمل للقاء سالم .
وقد انتظرته كثيرا في البيت الجديد الذي إشتراه لها وبينما هو أمام المرآة ينثر عطره المفضل ويهذب خصلات شعره التي تلونت بالأبيض لكبر سنه كان يردد…والله البت نعيمة دي چامدة ،مع إن سنها كبير وعايز إكسر دماغها عشان سكتت عن اللي عملته الليي متسمى نچية ويعالم دلوك عيالي عايشين ولا ميتين، بس بردك ليلة واحدة معاها ، نستني أنا مين أصلا ومصدچت بوز الغراب نچية مشيت ، عشان أروح أستجم شوية معاها ونعيد الليالي الملاح .
والله طلعت لسه بصحتك يا عمدة ، ويلا نظبط بچه العمّة ، أيوه إكده مظبوط، ونتوكل على الله ونروح نسبح في بحر الحب .
وما أن إلتفت حتى وجد نچية تفتح الباب ، لتتسع عينيها وهي تراه هكذا مهندما جلبابه ورائحة عطرة تعم المكان،لتنطق بسخرية…هل هالله يا عمدة على وين العزم إن شاء الله ؟
بالشياكة دي كلاتها ، ده أنت ليلة فرحنا مكنتش متأنتك أوي إكده .
فحمحم سالم وتلون وجهه وحدث نفسه …إيه چاب البومة دي دلوك ، ده أنا مصدچت أفك عن نفسي شوية چاية تكبس على أنفاسي تاني ، أعمل إيه دلوك ؟
أفچعته نچية بقولها … متنطچ يا عمدة ، وچول كنت نازل رايح فين ؟
خرچت كلمات سالم بصعوبة …كنـــــــــت رايح أچعد على الچهوة شوية وبعدين أفوت عليكم عشان عيال البت زهرة وحشوني چوي .
نچية مشيرة بيدها أمامه ….وعشان تچعد على الچهوة ، عامل الفيلم ده كله يا عمدة ، أنت بتاكل بعچلي حلوة ؟؟
ثم هدرت في وجهه … چول الحچيچة ، كنت رايح وين وهتچابل مين ؟
سالم ببعض التوتر…إيه اللي عتچوليه ده ، كنت عچابل صحابي على الچهوة .
وعيزاني يعني أنزل بأي حاچة إكده ، أنا كنت العمدة ولزمن يكون ليه هيئتي ومركزي وسطيهم .
حركت نچية رأسها حدجته مليا بإستنكار حتى أبعد عنها عينيه كي لا تتيقن  كذبه من عينيه .
سالم …ها هروح ولا تحبي أچعد معاكِ إهنه ؟؟
نچية ببعض الود المصطنع …والله طبعا بدي ، تچعد چاري يا عمدة ،بس مش عايزة يعني أكبس على نفسك ، روح يا عمدة بس شوف الساعة كام دلوك تلاتة العصر ، الساعة أربعة تكون چي ، عشان نتغدى مع بعض .
سالم محدثا نفسه…ساعة يا مفترية ، ده يدوبك المشوار أمال فين الچعدة الحلوة هو يوم طافح مرار من أوله .
فخلع عمامته وألقاها بغضب على الفراش متمتما…وعلى إيه يعني أروح ويدوبك أحط جتتي على الكرسي ، فأروح چايم وأچولهم  معلش أصلوا مرتي محددالي ساعة كيف العيل الصغير فخليني چاعد أحسن .
فابتسمت نچية بمكر مردفة…تنورني يا عمدة .
فكز سالم على أسنانه بغيظ .
أما نعيمة فأخذت تخطوا خطواتها يمينا ويسارا في غرفتها متوعدة….إكده يا سالم ، مهتچيش وأنا اللي چولت ألم الوصال من الأول وأنسى اللي فات .
بس ماشىي واللي خلچ الخلچ هتشوف نعيمة هتعمل إيه ؟؟؟
……………
بدأ وهدان رحلته في عالم رجال الأعمال وبدأت
 شركته في فترة صغيرة بالنمو والإزدهار وصار لها إسم بين الشركات والعملاء يتوافدون عليها من كل حدب وصوب
خصوصا أنه يتعامل بسعر أقل من السوق ، لذا احبه الكثيرين وهذا كان ذكاء من وهدان لإنه أراد كسب القلوب قبل العقول وأيضا حتى تكون الشركة ستارا لما يحدث بالخفاء من ممارسات منافية للقانون من خلال بيع الآثار والأسلحة الغير مرخصة .
كما عمل فاروق سائقا لسيارة وهدان فلثقته الكبيرة به بعث بمهر وردة معه وحين علمت زوجة عادل ملأت البيت بالزغاريد بينما انقبض قلب وردة وتلألأت الدموع في عينيها رغما عشقعا لوهدان لكنها لا تتخيل أن يقفل عليهما باب واحد وهي تعلم حقيقته البشعة التي تبغضبه بسببها.
أسرع عادل إلى وردة بوجهه مليء بالفرح قائلا …ألف مبروك يا عروسة كلها أسبوعين اتنين وهيچي ياخدك العريس للفيلا بتاعته في مصر .
والله بضيتلك في الچفص يا بت يا وردة .
بس ياريت ينوبنا بچا من الحب چانب ، أنتِ بتعرفي ربنا وأكيد خابرة صلة الرحم ، فأوعي تنسينا .
فضحكت وردة بسخرية…دلوك إفتكرت حاچة اسمها صلة رحم ، عشان بس وهدان معاه فلوس ، لكن إخواتك التنين على چد حالهم ومفيش مرة سألت عليهم وكأنك مصدچت خلصت منهم ، زي ما كنت عايز تخلص مني بردك .
وكل ده ليه عشان شوية فلوس هيروحوا وهياچوا ومهيفضلش غير العمل للإنسان هو اللي هيتحاسب عليه چدام ربنا .
فزفر عادل بحنق وحرك رأسه بغير مبالاة ثم إلتفت ليغادر مردفا …أنا رايح للراچل بره ومش هرد عليكِ عشان مش عايز أنكد عليكِ وأنتِ عروسة ، بس حديتك ماسخ وملهوش عازة ، وأنا كتر خيري كبّرت وچوّزت بعد مماتوا أبوي وأمي لكن أچول إيه مفيش شكرانية برده ، فيه دلع مرء .
ثم خرج لـ فاروق مبتسما .
أما هي فلم تجد غير البكاء تعبر به عن ما بداخلها فلن يفهم ما تعانيه أحدا ولا تستطيع التحدث عن حقيقة وهدان ، حتى لا تضره ، فكيف تضر قلبها ،فهو ساكنه االوحيد، فتباً لهذا القلب الأعمى الذي لم يميز الصالح من الطالح .
عادل محدثا فاروق بتساءل  ….يعني كلنا هنسافر له في مصر ونعمل الفرح في الفيلا ؟؟
ويعني أكيد الفيلا كاملة  كومان من مچاميعه  ولا مفهاش عفش ، أخلي الأسطى محمود النچار يعمل لها حاچة چيمه إكده ؟
فضحك فاروق …الأسطى محمود يعمل للفيلا ، لا كتر خيرك .
هي چاهزة الحمد لله مش نقصها غير العروسة .
ولا مهتسفروش ، هو هيچي بنفسه هيكتب الكتاب ويخدها بفستان الفرح بس وهي عندها اللي يلزمها هناك .
أما الفلوس دي فهتتحط بإسمها في البنك عشان حچها .
فعبس عادل متمتما …إيـــــه !!
 كيف ده وآني اللي ربيت وكبّرت وچوّزت .
فاروق بنفور…متچلچش حچك محفوظ وليك خمسين ألف ليك مخصوص .
أما فلوس الشبكة فتاخدها للچوهرچي تنچي اللي ريداه براحتها .
ظهر على وجه عادل الفرحة ثم تابع …طيب ومرتي وبتي ملهمش نصيب كمان في الدهبات دي .
تمتم فاروق …يا ستير يارب على الطمع .
ماشي يا سيدي ينچوا حاچة بسيطة إكده ليهم .
مأظنش وهدان بيه هيعارض .
وعايز يچي يلاچي الچعدة چاهزة يكتب ويخدها على طول عشان مش فاضي.
عادل…بس كده عيوني.
هنحضر كل حاچة ، دي أختي وأديها عنيه التنين .
فاروق بسخرية …لا واضح چوي .
أستأذن أنا عشان ألحچ أرچع .
عادل…ما بدري .
فاروق…بدري من عمرك ، سلام.
…………….
في فيلا وهدان .
حاوط وهدان قمر بذراعيه مبتسما …ها يا حبة چلبي مبسوطة إهنه ؟؟
قمر …چوي چوي يا خوي ، هو أنا كنت أتمنى أعيش في الهلُمة دي كلاتها ،ده زي مكون بحلم .
ربنا يخليك ليا يا خوي ويعليك كومان وكومان .
وهدان…طيب غمضي عينيكِ ،عملك مفاچاة .
فأغمضت قمر عينيها ، فأخرج وهدان هاتفًا محمولا وكانت الهواتف المحمولة في ذلك الوقت محدودة وليست منتشرة كوقتنا الحالي .
وكان الإتصال فقط بأزرار وليس تاتش ولا يوجد به نت .
وهدان …يلا إفتحي .
فتحت قمر عينيها لتجده ممسكا بجهاز صغير في يده .
فتساءلت …إيه اللي في يدك ده يا خوي ، لعبة دي ولا إيه  ؟
فضحك وهدان …ده تلفون يا بت ، عشان لو احتچتي حاچة في أي وقت تتصلي بيه ، هرد عليكِ على طول .
فتهلل وچهها فرحا كالأطفال بچد يا خوي .
وهدان…آه بچد .
قمر…طيب كيف أتصل منه ؟؟
وهدان …تعالي طيب أچعدي چاري وأنا هفهمك كل حاچة .
فجلست بجانبه قمر يعلمها بحنو طريقة الإتصال .
ثم أردف…وإن شاء الله لما تيچي وردة من البلد هچبلها واحد زيه ، بس ياريت ترضي تخده وتكلمني .
قمر بإندهاش …ومهترضاش ليه ؟؟
هي كانت تطول حاچة زيّ إكده ، دول في البلد لساهم بيتحدتوا بكوز الحمام هههههه.
وهدان…ما أنتِ خابرة هي مش زينا وبتفضل تچول حلال وحرام وبتاع وحچات متربناش عليها ولا نفهمها .
قمر…معلش متزعلش نفسك ، بكرة تتعود على عيشتنا .
تنهد وهدان بغصة مريرة…مش خابر ، بس ياريت تريح چلبي اللي عشچها .
ثم سمع وهدان صوت حارس الفيلا وهو رجل طاعن في السن يتحدث مع أحد الرجال ويعلو صوته …الحارس مهران …يا ابني روح لحالك ، وسبني أكمل شغل وإمشي بقا قبل مالبيه ياخد باله .
أسامة مترجيا له …يا بابا ، مش همشي غير لما آخدك معايا ، أنت تعبان ولازم تستريح وأنا  اللي لازم أشتغل مكانك .
مهران…لا أنت لساك آخر سنة في كلية الهندسة ومحتاج تركيز ومذكرة .
فروح يلا ذاكر عشان تطلع الأول كالعادة وتتعين معيد في الكلية .
فخرج وهدان وقمر على صوتهما العالى ليصرخ فيهما بحدّة…هو فيه إيه ؟؟ صوتكم چي لغاية چوه .
إرتبك مهران مردفا…أنا آسف يا بيه ،متأخذنيش ، معدتش أعملها تاني ، سامحني .
وهدان مشيرا إلى أسامة …وأنت مين وكيف تدخل كده من غير استئذان ؟
أسامة بخجل ….أنا ابن الراجل المريض ده ؟
ومش عايز يسيب الشغل عشان خاطري وخاطر اخواتي ، بس هو تعب وأنا كبرت ولازم أشتغل مكانه .
مهران…يا ابني كفاية وروح عشان متعطلش وهدان بيه .
نظرت قمر لأسامة بإعجاب وكأن أصابها سهم عشق مفاجىء بدون أن تدري ، ولمحها هو بطرف عينيه فابتسم ولكنه غض بصره سريعا حتى لا يلحق به وبأبيه الأذى .
وهدان …خلاص يا مهران بدال تعبان ، روح أنت ، وابنك يمسك مكانك عچبال متشد حيلك ، وترچع تاني .
مهران…بس ده لساه طالب وهيذاكر .
وهدان بسخرية ….تلميذ لسه وهو طويل وعريض أكده ،كيف ده ؟؟
فابتسم أسامة قائلا…أنا آخر سنة في كلية الهندسة يا فندم .
فهمست قمر …يا چمالو الباشمهندس الحليوة ده .
وهدان …خلاص هات كتبك وكراستك معاك وذاكر وأنت چاعد تحرس البوابة .
بس خد بالك ، عشان لو حد دخل وأنت سرحان هقطع رچبتك .
أسامة …لا متقلقش يا وهدان بيه .
سمعت يا أبوي ، يلا روح أنت بقا .
مهران…أمري لله .
ربنا يعينك يا أسامة .
وهدان …تعال يا مهران أوصلك في سكتي ، أنا راجع الشركة وأنتِ يا قمر ، خشى چوه يلا ولو احتچتي حاچة كلميني على التلفون .
مهران …ميصحش يا بيه ، حضرتك اتفضل وأنا هركب الأتوبيس وأروح .
زفر وهدان بغضب…چولت يلا ،أنا مش فاضي أتحايل عليك .
فغادر معه مهران بالفعل وأوصله فاروق إلى منزله في حارة شعبية بسيطة ، مكونة من بنايات متهالكة .
وهدان محدثا نفسه …إيه الچرف اللي عايشين فيه ده ،ده سُكنة الچبل كانت أنضف .
يلا وأنا مالي ثم حدث فاروق…يلا اطلع بينا على الشركة ، لما أشوف الچاموسة زين عمل كيف في الشغل اللي چولتله عليه ؟
ظلت قمر تراقب أسامة من شرفتها ولا تعلم سر انجاذبها إليه ؟؟
قمر…وبعدين بچا في الواد المسكر بزيادة ده ، أعمل إيه فيه دلوك ؟
أچولك يا بت يا قمر متنزلي تتحدتي معاه شوية بدل ما أنتِ واچفة إكده تتطلعليه من فوچ وهو عامل نفسه مش واخد باله .
فهندمت قمر ملابسها ومشطت شعرها الطويل الأسود كسواد الليل القاتم وتركته منسدلا على ظهرها تحركه الرياح .
فتنحدر خصلاته على وجهها فتزيحه بيديها وعلى وجهها إبتسامه مشرقة.
رآها أسامة تتجه نحوه…فقبض على قلبه .
أسامة…يا لهوي دي چاية نحيتي ، طيب أعمل إيه ولا أسوي إيه ؟
اسمها قمر و قمر فعلا اسم على مسمى ، وأنا قلبي ضعيف وميستحملش ، وهي بنت ناس وأنا ابن بواب .
مينفعش خالص ، فأمسك نفسك كده يا أسامة ، وأديها الطناش عشان أنت مش حمل الناس دي .
فجاءته قمر ووقفت أمامه وابتسمت كعادتها ابتسامة كانت كفيلة بهزيمته أمامها ولكنه تحامل على نفسه وأردف….خير يا آنسة ؟ عايزة حاجة ؟
قمر …أسمي قمر وأنت أسامة صح ؟
أسامة…دي لسه فاكرة أسمي .
آه يا فندم أسامة .
قمر…بس أنت شكلك بتحب أبوك چوي چوي وأنا صراحة استچدعتك وچولت واد چدع صحيح .
أسامة بخجل…ده من ذوقك يا هانم .
عبست قمر وقطبت چبينها ….إيه هانم دي؟
چولي يا قمر على طول ، إحنا من سن بعض .
أسامة ..العفو يا هانم .
قمر…برده هانم ، ثم ضحكت وتذكرت ما كانت عليه في الجبل .
قمر..أنت عندك كام سنة ؟
أسامة …٢٤ يا فندم.
فضحكت قمر….مرة هانم ومرة أفندم ، ثم اخفضت صوتها وأخرجته بنعومة أذابت قلبه …مينفعش قمر إكده حاف من غير ذواق .
چولها إكده _ عايزة أسمعها منك يا أسامة .
فارتبك أسامة وتلعثم ولكنه تمالك نفسه وأظهر الصلابة ليرد عليها بحدة …آسف يا هانم ، حضرتك ممكن تتفضلي تدخلي عشان أعرف أشوف شغلي كويس .
فضربت قمر بقدميها الأرض كالأطفال غاضبة ثم هدرت في وجهه…أنت بتمشيني بالذوچ يا أسامة ، وأنا اللي كنت چاية أفضفض معاك شوية .
ثم اصطنعت قمر البكاء ..إهىء إهىء .
فدق قلب أسامة وعاتب نفسه على حدته ولكنه كان مرغما على هذا ، فهو الأفضل لكليهما  .
أسامة…آسف يا هانم ، بس يعني عشان البيه لو جه فجأة ميزعلش أني واقف بكلمك وسايب شغلي .
قمر…بچا إكده ،طيب يا أسامة .
أنا هدخل ومش هكلمك تاني خلاص .
فصمت أسامة وبالفعل خطت بضع خطوات ، واستدارت  لتقول …بس على فكرة الكولنيا اللي أنت حطتها دي ريحتها حلوة چوي .
فلم يستطع أسامة كتم ضحكاته , فانطلقت ضحكة منه عاليه ، فدق قلب قمر فهمست …لا أنا إكده هتچن صوح ، الواد طلع ضحكته تچنن وتخطف الچلب.
قمر…ما أنت بتعرف تضحك أهو حلو ، ليه هتكشر معايا .
بس چولي ليه ضحكت ، أنا چولت حاچة عفشة؟.
أسامة…أبداً يا هانم ، بس الكولونيا عندنا هنا اسمها برفيوم .
حركت قمر أنفها بإندهاش …إيه البرفوم ده ؟ ده اسم دوا كحة ؟
فضحك أسامة …لا أنتِ مشكلة ثم سمعا صوت سيارة قادمة ، فارتبكت قمر وركضت للداخل خوفا من بطش وهدان وزين .
أما أسامة فأظهر الثبات بعض الشيء وحدث نفسه …إيه البنت العسل دي يا ناس .
ولج وهدان وزين للداخل يتحدثان بصوت عالي .
زين …أنا عايز أنزل معاك الصعيد يا وهدان .
وهدان…ومين يشوف الشغل إهنه يا فالح ؟
وأنا كومان مش نازل نچع الصوامعة ، أنا نازل نچع مصيلح .
فجاءت قمر على صوته تتساءل …ليه يا خوي هتنزل النچع ده ، أنا بحسب وردة اتوحشتك ونازل تتطلع عليها چبل الفرح .
تنهد وهدان بإشتياق لتلك الوردة العطرة ولكنه يريد الذهاب بنفسه لتلك المرأة التي رق قلبه لها ووعدها بأن يريحها من أنات العمل والخدمة ، وسيجعلها رئيسة الخدم في الفيلا وسيهتم بأولادها أيضا .
وهدان…أنا ليه مصلحة هناك هقضيها وأچي، وعايزك يا قمر تچولي للبت أنهار توضب الچوضتين اللي چمب الچنينة دول زين چوي ؟
عشان هچيب ناس معايا هيسكنوا فيها .
قمر…ناس مين يا خوي ؟
وهدان …دي ست طيبة چوي وهتحبيها يا قمر كأنها أمك ، هچبها تعيش إهنه في الچوضتين دول ، وهتشرف على الخدامين إهنه وهراعي أنا ولادها .
زين…يا چلبك الحنين يا وهدان ، من ميتى چلبك حنين ٱكده وهتسافر الطريق ده كله عشان وحدة ست مفيش بينك وبينها أي معرفة .
وهدان …هتصچدني يا واد عمي لو چولتلك أنّي كمان مستغرب من اللي هعمله ، بس هي ست تستاهل .
وخلاص بچا بزيادة حديت ملهوش عازة ، أنا طالع هغير خلچاتي وهنزل فاروق يوصلني .
وه‍چبها وأنت خلي بالك زين من الشغل .
وبالمرة هچابل ناس مهمة چوي أچانب على الطريق هيخده الأمانة ويسلموني الفلوس .
فصفق زين ….بدال أكده ماشي ، هو ده الشغل صحيح،تروح وترچع بالسلامة .
……..
وبالفعل تمت صفقة بيع الآثار بسلام ، مقابل تلاتة مليون جنيه .
وهدان …إكده هروح أشتري بيت العمدة بصحيح .
بس مش المرة دي ، لما اتأهل وأتچوز الأول ثم ردد 
وحشتيني چوي چوي يا وردة .
ليتجه بعد ذلك إلى كفر مصيلح .
وعندما وصل طرق الباب ، ففتحت له بدور ، فتهلل وجهها لرؤيته .
بدور…كان چلبي حاسس يا ولدي إنك چي ، وكنت چاعدة منتظراك .
تنهد وهدان ورق قلبه لتلك المرأة التي دخلت قلبه بدون استئذان .
وهدان …چلبك حاسس بيه يا خالة وأنا كومان مستحملتش أچعد كتير وچتلك عشان آخدك معايا كيف موعدتك .
بدور…تاخدني فين يا ولدي ، وكيف أهمل دوار الغالي عبد الجواد ، أنا روحي هنا يا ولدي .
وكفاية عليه تيچي كل فترة تطل عليه .
وهدان …كيف ده ، إحنا مش كنت اتفچنا .
بدور …كنت عچول إكده عشان أراضيك ، لكن مچدرش يا ولدي ،وكومان ولادي علامهم إهنه عاد.
وهدان …عادي هننچل مدارسهم وكليتهم هناك في مصر .
فضربت بدور على صدرها بيديها…عايزني أعيش في مصر الواسعة دي، لا يا ولدي أنا كفاية عليه دنيتي إهنه.
وهدان…عشان خوطري يا خالة ، أنا مش ماشي من إهنه غير لما توافچي.
بدور…لا يستحيل أهمل إهنه لا .
فما سيفعل وهدان هل سيتركها ؟
وهل سيستطيع أسامة السيطرة على قلبه أمام قمر ؟؟
ام لسلطان الحب رأى اخر .
ومتى ستكتشف نجية زواج سالم من نعيمة وماذا سيحدث ؟؟
يتبع…
لقراءة الفصل السادس والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد