Uncategorized

نوفيلا المغرورة والقروي الفصل الثامن 8 بقلم سارة بركات

 نوفيلا المغرورة والقروي الفصل الثامن 8 بقلم سارة بركات
نوفيلا المغرورة والقروي الفصل الثامن 8 بقلم سارة بركات

نوفيلا المغرورة والقروي الفصل الثامن 8 بقلم سارة بركات

ليلى بسعادة:”أنا مبسوطة أوي إني قابلتك، جاسر كان دايما بيكلمني عنك.”
مدت إيديها عشان تسلم عليها لكن إتجاهها كان خاطئ جاسر مسك إيديها وخلاها في إتجاه نور إللي كانت بتبصلها بعدم إستيعاب .. بصت لجاسر إللي بيبصلها بإبتسامة خفيفة وبعدها بص لمراته إللي مبتسمة ليها ومنتظراها تسلم عليها .. مش مصدقة إن واحد زي جاسر ممكن يتجوز في يوم من الأيام، مش قادرة تستوعب أصلا، رمشت مرتين كإنها بتحاول تفوق من صدمتها وإبتسمت إبتسامة خفيفة وهي بتبص لملامح ليلى .. كانت ملامحها هادية وجميلة شعرها بني طوله لحد كتفها عيونها نفس لون عيون شعرها، بشرتها هادية مافيهاش مساحيق تجميل، واضح من ملامحها الطيبة والبشاشة … مش قادرة تستوعب إن جاسر إتجوز بنت زي دي .. كانت دايمًا شايفة زوقه غريب لكن الوضع مختلف دلوقتي قدامها … البنت الرقيقة إللي واقفة قدامها دي تبقى مراته … نور حمحمت بإحراج لما لاحظت إنها فضلت تبصلها كتير ومدت إيديها ببطء ليها وسلمت عليها وهي بتسأل نفسها أسئلة كتير عن البنت دي .. والسؤال الأساسي .. جاسر قابلها إزاي؟؟! .. ليلى إبتسامتها كبرت لما نور سلمت عليها … وحركت راسها في إتجاه جاسر إللي حاطط إيده على ظهرها ..
ليلى بإبتسامة:”مش قولتلك إنها هتقف لما أنا أكون معاك، كان لازم تسيبلي أنا الموضوع ده من الأول.”
نور إتنهدت تنهيدة بسيطة وبصت لجاسر إللي بصلها في المقابل بإحراج نظرا لإنهم إتقابلوا صدفة من سنة في المنطقة دي ومن يوم مالقاها وهو بيجري وراها عشان تسامحه لكن هي مكانتش بتديله فرصة في إنها تسمعه … 
نور بإبتسامة لليلى:”إتشرفت بيكي.”
ليلى بإبتسامة:”أنا أكتر، *إتكلمت بسعادة* أنا محتاجة أتعرف عليكي أكتر وأتكلم معاكي، ماتيجي نتقابل في يوم ونتكلم سوا؟”
نور كانت لسه هتتكلم ..
بلال:”مامي.”
نور بصت في إتجاه بلال .. بصلها بإحراج عقدت حواجبها ونزلت في نفس مستواه …
نور بهمس:”في إيه؟”
بلال وهو بيهمس في ودنها:”يلا نمشي يا مامي عشان عاوز أدخل الحمام.”
نور بإبتسامة هادية:”حاضر.”
رجعت وقفت في مكانها وبصت لليلي ..
نور:”إن شاء الله، أنا محتاجة أمشي دلوقتي عشان محتاجين نروح.”
ليلى بإبتسامة بعد ما سمعت صوت طفل:”لو تحبي إننا نوصلكم في طريقنا طيب؟ أكيد حبيب مامي مش هيزعل صح؟”
نور بصت لجاسر إللي بيبص لبلال بإبتسامة ..
نور بإحراج:”مش حابه أزعجكم، هنروح إحنا و……”
ليلى بإبتسامة وهي بتقاطعها:”لا أبدًا مش إزعاج ولا حاجة، وبعدين أنا حابة أتعرف على القمور إللي معاكي.”
ليلى وجهت راسها في إتجاه صوت بلال وإبتسمت إبتسامة رقيقة .. 
ليلى:”إسمك إيه بقا؟”
بلال بصلها بخجل طفولي وإستخبي ورا نور …
نور بإبتسامة لليلى:”إسمه بلال.”
ليلى:”إسمك جميل أوي.”
نور بصت لبلال إللي بيبص في الأرض بخجل طفولي ..
نور بإبتسامة:”قولها شكرا يا حبيبي.”
بلال بتلعثم وهو بيمسك في هدومها أكتر:”شكرا.”
ليلى إبتسمت بحب لنبرة صوته الطفولية، ومدت إيديها ناحيته .. حست بجاسر بيملس على دراعها بهدوء .. بلال إنتبه للي بتمدله إيديها فهم إنها عايزه تسلم عليه .. بص لنور لقاها بتبتسمله وبتشجعه يسلم عليها … قرب بتوتر ناحيتها ومد إيده الصغيرة لإيديها وليلى ضحكت ضحكة خفيفة وضغطت على إيده الصغيرة بهدوء ..
ليلى:”مبسوطة إني قابلتك يا بلال.”
بلال بصوت طفولي:”وأنا كمان يا طنط.”
ليلى بضحك خفيفة من الكلمة دي:”طب بمناسبة بقا إني طنط، حابه أعرفك على عمو جاسر.”
بلال عيونه جات على جاسر إللي مبتسمله، إبتسمله ببراءة في المقابل، جاسر أخد خطوة ناحية بلال ونزل في نفس مستواه ومدله إيده … وبلال سلم عليه بإبتسامة كبيرة .. نور غمضت عيونها بتحاول تتحكم في غضبها وده لإنها بتحاول تبعد جاسر عن حياتها بأي شكل من الأشكال … مش قادره تنساله إللي هو عمله ويستحيل تنسى وتتعامل عادي … بس ساكته عشان مش حابه تحرجه قدام مراته إللي مش عارفه هو عرفها إزاي؟ …
جاسر بإبتسامة وهو بيلعب في شعر بلال:”أخبارك إيه النهاردة؟”
بلال ببراءة:”أنا كويس الحمدلله يا عمو، وإنت أخبارك إيه؟”
جاسر:”الحمدلله بخير.”
قام من مكانه وهو ماسك إيد بلال إللي مبتسم ببراءة …
جاسر بهدوء:”يلا يا نور عشان نوصلكم.”
نور عقدت حواجبها وهي بتبص لجاسر إللي في المقابل رفعلها حاجبه …. كانت لسه هتتكلم ..
بلال بحماس:”يلا يامامي.”
نور إتنهدت بإستسلام وهزت راسها بالموافقة .. جاسر إبتسم ومسك إيد مراته وفي إيده التانية بلال ومشي من قدام نور إللي مشيت وراهم بإستسلام .. ركبت مع بلال ورا وليلى ركبت جنب جوزها بمساعدته، وجاسر بدأ يتحرك بالعربية ..
جاسر بإستفسار:”عنوانك فين؟”
كانت لسه هتتكلم ..
جاسر بإبتسامة وهو بيقاطعها:”من غير ماتقولي أنا عارف.”
نور بصتله بضيق وسكتت متكلمتش، وليلى ضحكت ضحكة خفيفة لإنها توقعت رد فعل نور… 
ليلى بإبتسامة:”نور.”
نور وهي بتبصلها:”نعم؟”
ليلى بإبتسامة وهي ماسكة موبايلها:”ممكن تكتبيلي رقمك هنا عشان أقدر أتكلم معاكي؟، أنا حابه إننا نبقى أنا وإنتي أصحاب زي ماكنتي إنتي وجاسر كده، ممكن؟؟”
عيونها جات على جاسر إللي بيبصلها من المراية …
نور بإبتسامة وتأكيد وهي بتبص لجاسر:”كنا.”
جاسر ملامحه إتحولت للإحباط .. 
ليلى بإبتسامة وتفهم:”أكيد، بس من كلام جاسر عنك حبيت أنا بقا إللي أكون صاحبتك بعيدًا عنه هو، وخاصة إني معنديش أصحاب  وماليش حد غير جاسر.”
نور بصتلها لقت ملامحها حزينة بس بتحاول ترسم الإبتسامة .. أخدت نفس عميق وقربت من ليلى وأخدت منها الموبايل وسجلت رقمها عليه، وبعدها رجعت حطتهولها في إيديها ..
نور بإبتسامة وهي بتبصلها:”سجلتهولك بنور.”
ليلى بإبتسامة:”شكرا.”
جاسر إتنهد بإرتياح وهو بيسوق ونور رجعت في مكانها وطول الطريق كانت بتبص على بلال إللي مبسوط وهو بيبص للشوارع من شباك العربية بحماس طفولي … يحيى كان بيسوق عربيته وفي نفس الوقت بيقلب في موبايله عشان يكلم ياسمين بس إنتبه لما لقى الموبايل بيرن قبل مايتصل بيها … يحيى إبتسم إبتسامة كبيرة لما شاف إسمه ورد بسرعة ..
يحيى بإبتسامة:”زيزو حبيب قلبي، عامل إيه؟”
زيد بإبتسامة:”الحمدلله بخير، طمني عليك إنت؟”
يحيى:”أنا تمام الحمدلله.”
زيد بإستفسار:”إنت فين كده؟”
يحيى:”المفروض رايح لياسمين عند الجامعة عشان آخدها، عندي علم إنها هتخلص العملي متأخر فقولت آخدها في طريقي.”
زيد بهمهة:”تمام، بقولك صحيح كنت عايز أقابلك، بقالنا أسبوع ماتقابلناش.”
يحيى:”أنا موافق معنديش مشكلة، شوف الوقت والمكان وأنا هاجي.”
زيد كان لسه هيتكلم …..
؟؟:”بابي.”
زيد:”لحظة يا رودي بكلم عمو.”
لكن بنته مسمعتلوش وبدأت تتنطط جنبه على الكنبة … 
رودينا بصوت طفولي عالي:”لا، أنا عايزة أتفسح يلا فسحني.”
زيد بضحكات خفيفة ليحيى:”حظك يا يحيي إنك تسمع صوت بنتي الجميل.” 
يحيى بضحك:”وحشتني المجنونة دي جدا .. طب بقولك إيه؟ ماتجيبها معاك.”
زيد بإبتسامة في وسط صخب بنته:”يا سلام عيوني، دي هتبقى أحلى خروجة.”
يحيى:”طب حدد المكان والوقت وأنا هاجي طبعا.”
رودينا بصوت طفولي وهي بتتنطط جنبه:”بابي، بابي.”
زيد بتفكير ليحيى:”طب إستنى كده أشوف إيه الميعاد المناسب.”
فكر شويه مع نفسه وفي نفس الوقت يحيى بيضحك على صوت رودينا وهي بتنادي لباباها … ولوهلة إتمنى إنه يكون عنده بنت … جه على باله نور وإبتسامته إختفت لإن كل حاجة كان بيتمناها كانت بتكون معاها هي، ماقدرش يتخيل حياة زوجية مع غيرها، كانت هي دايما إللي بتيجي على باله حتى وهما بعيد عن بعض …
إنتبه لصوت زيد ..
زيد:”بما إن بكرة أجازة .. ماتيجي ننزل نتمشى شويه في مول ***  ***** وبالمرة نفسح رودي هناك.”
يحيى بإبتسامة:”فكرة حلوة، خلاص تمام نتقابل إمتى؟”
زيد:”خليها بعد المغرب كده.”
يحيى:”ماشي، نتقابل هناك.”
زيد:”إن شاء الله.”
قفلوا مع بعض وهنا زيد بص لبنته إللي بتتنطط جنبه .. 
زيد بإبتسامة شريرة وهو بيمسكها:”تعالي هنا بقا.”
ضحكت ضحكتها طفولية العالية إللي بتعبر عن سعادتها لما باباها بيلعب معاها .. يحيى إتنهد تنهيدة بسيطة بعد ماقفل مع زيد وقرر إنه يتصل بياسمين .. كانت بتخرج من الكلية وهي بتدور على موبايلها إللي بيرن في شنطتها وبالفعل لقته وردت على أخوها علطول …
ياسمين:”أيوه يا أبيه.”
يحيى بإستفسار:”إنتي فين يا حبيبتي؟”
ياسمين:”لسه خارجة من الكلية حالًا.”
يحيى:”طب كويس، أنا جاي في الطريق مش هتأخر.”
ياسمين:”ماشي، هستناك.”
قفلوا المكالمة مع بعض وهي فضلت تمشي لحد ما وصلت لبوابة الجامعة، خرجت من الجامعة وعدت الطريق عشان تستناه … جاسر قرب ناحية حارة بسيطة جدا ولسه هيدخلها ..
نور:”شكرا إحنا هننزل هنا.”
جاسر:”بس لسه موصلناش للبيت.”
نور:”شكرا ملهوش لزوم هنتمشى لحد البيت، يلا يا بلال.”
نزلت من العربية وبلال نزل وراها … وإتحركت في إتجاه البيت .. جاسر نفخ بضيق … 
ليلى بإبتسامة هادية:”ماتقلقش يا حبيبي، هتسامحك.”
جاسر وهو بيغمض عيونه بنفاذ صبر:”أتمنى.”
إتحرك بعربيته … يحيى كان بيسوق عربيته ومركز في الطريق … وقف عند إشارة مرور، رجع يظهره على الكرسي ومستني إنه الإشارة تفتح، بص حواليه كنوع من أنواع تضييع الوقت وهنا عيونه وقفت على واحدة ماشية بعيد مدياله ظهرها .. كان شعرها طويل وأسود ونفس إستايل لبس نور بالظبط، بنفس حجمها كمان … ماحسش بنفسه غير وهو بينزل من عربيته بسرعة متجاهلا الإشارة إللي فتحت … جري بسرعة ناحية البنت إللي ماشية … 
يحيى بصوت مسموع عشان تقف:”نور.”
لكن البنت فضلت ماشية ومسمعتهوش جري أسرع عشان يلحقها وبالفعل لحقها ووقف قدامها ..
يحيى:”نور.”
البنت بصتله بإستغراب …
يحيى بإستيعاب وإحراج:”أنا آسف، أنا فكرتك حد تاني .. آسف.”
مشي من قدامها بإحراج وراح بسرعة ناحية عربيته إللي العربيات واقفة وراها والإشارة رجعت قفلت تاني … نفخ بضيق بسبب إنه مش أول مرة يحصل معاه الموقف ده، ياما وقف بنات كتير فكرهم نور بس مكانوش هي، ركب عربيته وإنتظر إن الإشارة تفتح تاني وبعدها إتحرك … ياسمين كانت واقفة مستنية يحيى والدنيا ليل ولسه مجاش … إنتبهت لعربية قربت ناحيتها بس عملت نفسها مش شايفاها ..
؟؟:”على فين يا جميل؟”
رمشت بسرعة وهي عاملة نفسها مش واخدة بالها منه ..
؟؟:”ماتردي عليا يا قمر؟” 
وشها إحمر جدا وهي بتحاول تبص لكل الاماكن حواليها ماعدا العربية إللي قدامها … إللي في العربية زمرلها ولسه هيتكلم ..
*** بغضب وهو بيقرب من العربية:”إتكل على الله يا أخينا.”
الشخص إتحرك بعربيته بسرعة .. بصت للشخص إللي مديلها ظهره وبعدها بصلها بإبتسامة ..
**:”مشي خلاص.”
إتنهدت بإرتياح لإنها تعرفه، ده الدكتور إللي كان بيشرحلهم العملي من شويه ..
ياسمين بتوتر وإمتنان:”شكرا لحضرتك يا دكتور معتز.”
معتز:”العفو، إنتي واقفة ليه لحد دلوقتي؟ ده كل زمايلك روحوا من بدري.”
ياسمين:”مستنية أبية ييجى ياخدني.”
معتز بحمحمة:”طب هو أنا ممكن أقف معاكي لحد ما يوصل؟”
ياسمين حست بإحراج وبصت في الأرض ومعرفتش ترد عليه … معتز بتبرير ونبرة مرحة:”أصل مش هينفع تفضلي واقفة كده، أي نعم إحنا مش بليل أوي، بس إنتي شايفة يعني ولاد الحرام مخلوش لولاد الحلال حاجة، فخليني معاكي، ولا إنتي خايفة من أخوكي؟”
ياسمين بتوتر وبتمسك في البالطوا إللي في إيدها أكتر:”لا خالص، أنا مش بعمل حاجة غلط وأبيه يعرف عني كل حاجة، بس مينفعش إني أقف مع شخص غريب في الشارع.”
معتز بإستغراب:”بس انا مش شخص غريب، أنا الدكتور بتاعك.”
ياسمين بتلعثم وإحراج وهي مازالت بتبص في الأرض:”الدكتور دي جوا الكلية .. بس …. بس .. بره الكلية معرفكش.”
معتز بضيق وهو معقد حواجبة:”طيب إللي يريحك، أنا آسف على الإزعاج.”
مشي وراح ناحية عربيته إللي كان راكنها بص لياسمين إللي كانت واقفه بصة أخيرة وبعدها ركب عربيته … ياسمين رفعت راسها بعد ما حست إنه مشي وإتنهدت بإرتياح .. وفضلت واقفة في مكانها مستنية يحيى .. كانت متوترة وخايفة إن حد يضايقها زي إللي حصل من شويه … بتبص حواليها … حاسه إنها لوحدها مع إن في عربيات كتير .. خايفة تقع في موقف مشابه للموقف إللي كانت فيه من شويه … فاقت من أفكارها على صوت حد جنبها ..
معتز بحمحمة:”عمومًا براحتك، بس ضمانًا لسلامتك وعشان أنا شهم وجدع وإبن بلد، هفضل واقف معاكي لحد ما أخوكي ييجي.”
ياسمين بصتله ورمشت كذا مرة وإبتسمت بخجل غصب عنها، معتز إبتسملها وبص قدامه لكن هي بصت في الأرض ومتكلمتش .. كان بيبصلها بطرف عيونه … كانت لابسه فستان جميل طويل بأكمام وشايله شنطتها الظهر وفي إيديها البالطو .. حجابها كان لونه من ألوان الفستان …. برائتها وأخلاقها وأدبها هما إللي شدوه ليها من البداية … عيونها العسلي إللي أول ما شافهم تاه فيهم …
معتز بهمس لنفسه:”إنتي إزاي كده؟”
ياسمين بإستفسار وهي بتبصله:”أفندم؟”
معتز ممثلا اللامبالاة:”هو أنا قلت حاجة؟”
ياسمين بصتله بعدم فهم وبعدها رجعت بصت في الأرض … بعد مرور فترة بسيطة … يحيى قرب ناحية الجامعة بعربيته، أول حاجة إنتبه ليها هي قاعة الجامعة إللي ظاهره من بعيد .. غمض عيونه بيحاول ينسى الذكريات الصعبة دي، أخد نفس عميق وبعدها فتح عيونه وبدأ يدور على ياسمين .. إنتبه إنها واقفة بعيد وإنتبه إن في شخص جنبها برر إنه حد مستني مواصلة أكيد متعرفهوش يعني .. إتحرك بعربيته ناحيتها ووقف وزمرلها بعربيته لإنه مافيهوش حيل يتكلم … ياسمين إنتبهت إن عربية أخوها قدامها .. بصت لمعتز بتوتر وبعدها بصت للعربية ولسه هتتحرك … معتز بضيق وهو بيقرب للعربية ..
معتز:”إنت شكلك مابتحرمش بقا، ماتمشي يا أخي.”
يحيى بص للي بيكلمه بإستغراب .. معتز لقى شخص مختلف غير إللي قبله ..
ياسمين بخوف:”إنت بتقول إيه؟”
معتز وهو بينفخ بضيق وهو مديلها ظهره:”إسكتي إنتي يا ياسمين، أنا عارف الأشكال دي كويس، *وجه كلامه للشاب إللي في العربية وبيبصله بذهول* يا أخي ليه تعمل في بنات الناس كده ترضاها لأختك؟”
يحيى عقد حواجبه بغضب من كلام الشاب إللي قدامه، ده غير إنه إتضح إنه يعرف أخته عشان بيتكلم معاها عادي!!!! … نزل من عربيته بغضب وقرب منهم هما الإتنين … ياسمين كانت بتبص ليحيى بخوف …
يحيى بصرامة لياسمين:”إركبي.”
ياسمين بتلعثم:”حاضر يا أبيه.”
معتز بهمس وصدمة لنفسه وهو بيبص ليحيى:” يامصيبتي،أبيه؟!!!”
ركبت بسرعة في العربية وبصت لأخوها إللي بيبص بغضب للدكتور بتاعها …
ياسمين:”ربنا يستر.”
يحيى بإستفسار وهو بيجز على أسنانه:”إنت مين بقا؟ وتعرفها منين؟”
معتز حاول يتحكم في توتره وإتكلم بهدوء ..
معتز بإبتسامة وتبرير:”أنا أبقى الدكتور بتاعها، هي كانت واقفه لوحدها هنا وكان في حد بيضايقها ففضلت واقف معاها .. ده حتى هي قالت إنها مينفعش تقف مع حد غريب بس انا أصريت إني أستنى لحد ما أخوها ييجى.”
يحيى عقد حواجبه بشك وبعدها عيونه جات على ياسمين ..
يحيى بحدة طفيفة:”الكلام إللي بيقوله صح؟”
ياسمين هزت راسها بسرعة بالموافقة .. معتز إتنهد بإرتياح لما يحيى بصله وملامحه المرة دي كانت هادية …
يحيى:”شكرا يا دكتور …”
معتز بتوضيح:”معتز إسمي معتز.”
يحيى بإبتسامة خفيفة:”شكرا يا دكتور معتز، تعبناك معانا.”
معتز:”لا تعب ولا حاجة، وبعدين أنا آسف جدا على سوء التفاهم إللي حصل ده.”
يحيى بضحكة خفيفة:”مافيش مشكلة، شكرا مرة تانية.”
كان لسه هيتحرك ….
معتز:”أنا متشرفتش بإسم حضرتك.”
يحيى بهدوء وهو بيبصله:”إسمي يحيى.”
معتز بإبتسامة:”إتشرفت بيك.”
يحيى:”شكرا، أستأذن.”
كان لسه هيمشي ..
معتز:” يا أستاذ يحيىٍ، معلش ممكن لحظة.”
يحيى بإستفسار وهو بيبصله:”أفندم؟”
معتز وهو بياخد تليفونه من جيبه:”معلش بس ممكن رقم حضرتك؟؟”
يحيى عقد حواجبه بشك …
معتز بتوضيح وتبرير:”أنا هاخد رقم حضرتك عشان أتواصل معاك بخصوص مستوى ياسمين.”
يحيى بص لياسمين بطرف عيونه وبعدها بص لمعتز إللي واقف مش على بعضه أصلا … بس إبتسم ..
يحيى بإبتسامة وهو مضيق عيونه بشك:”أكيد، طبعا موافق نتكلم عن مستوى ياسمين براحتنا.”
يحيى إداله الرقم بتاعه …
معتز بإمتنان:”شكرا.”
يحيى:”العفو.”
تابع معتز بعيونه وهو بيروح لعربيته .. ويحيى إتنهد وهز راسه بيأس وركب عربيته وبص لياسمين ….
يحيى بإستفسار:”متأكدة إنه الدكتور بتاعك؟”
 ياسمين بإستغراب من سؤاله:”اه ليه؟”
يحيى بإبتسامة خفيفة:”ماتركزيش.”
بدأ يسوق ..
يحيى بتمتمة:”قال مستوى يا سمين قال، حجة غير مقنعة بالمرة.”
ياسمين بإنتباه:”بتقول حاجة يا أبيه؟”
يحيى:”لا يا حبيبتي مش بقول.”
إتنهد تنهيدة بسيطة وركز في السواقة …
في شقة بسيطة:
نور كانت قاعدة جنب بلال على ترابيزة صغيرة إشترتهاله مخصوص عشان يذاكر عليها .. 
نور بإستفسار وهي بترجع شعرها الأسود لورا:”الخمسة في عشرة بكام؟”
 قعد يحسب بإيده المسألة دي وبعدها إتكلم بحماس ..
بلال:”خمسين.”
نور بإبتسامة:”برافو يلا إكتبها.”
هز راسه وكتبها بسرعة ودخل على المسألة إللي بعدها .. نور كانت لسه هتتكلم لقت موبايلها بيرن … بصت لموبايلها البسيط إللي بزراير لقته رقم غريب .. 
نور:”ثواني يا حبيبي ورجعالك.”
بلال:”حاضر.”
قامت من مكانها ومسكت الموبايل وردت ..
نور بإستفسار:”ألو؟”
؟؟ بإبتسامة:”ألو، إزيك يا نور أنا ليلى مرات جاسر.”
نور بإستيعاب:”إزيك عاملة إيه؟”
ليلى:”الحمدلله تمام، إنتي أخبارك إيه إنتي وبلال؟”
نور:”الحمدلله.”
ليلى بحمحمة:”تمام، هو أنا ممكن أطلب طلب؟”
نور:”أكيد.”
ليلى:”ممكن نخرج بكرة مع بعضنا كلنا؟”
نور إحتارت ترد عليها تقولها إيه … عيونها جات على بلال إللي قاعد بيعد على صوابع إيده عشان بيحل باقي المسائل … 
ليلى:”سكتي ليه؟”
نور بحيرة:”هو أنا مش هعرف، عشان بلال وراه مذاكرة وخاصة إن بكرة أجازة فعاوزه أقضي اليوم معاه.”
ليلى:”ماهو إنتي مش هتسيبيه خالص، ده حتى هنروح مكان فيه رفاهية وهيلعب براحته، مش كل حاجة مذاكرة ولا إيه؟”
نور كانت لسه هتتكلم ..
ليلى:”بصراحة يا نور، أنا حابه أتكلم معاكي شويه، ومش بعرف أتكلم على التليفون .. فممكنٍ نتقابل بكرة؟”
نور إتنهدت وحست بإحراج بسبب إنها مش حابه تضايقها أو تجرح مشاعرها … 
نور:”ماشي.”
ليلى بفرحة:”بجد؟”
نور بإبتسامة:”أه بجد.”
ليلى:”حلو جدا، بكرة أنا وجاسر هنروح مول *** **** بعد المغرب كده، نتقابل هناك؟”
نور بإبتسامة:”تمام.”
ليلى بإمتنان:”شكرا يا نور.”
نور إستغربت نبرة صوتها إللي فيها حزن بس إبتسمت كإنها شايفاها ..
نور بإبتسامة:”العفو.”
قفلوا مع بعض وبعدها رجعت قعدت جنب بلال …
نور بإبتسامة وهي بتبص على إللي حله:”برافو عليك يا حبيبي، شطور.”
بلال بحماس:”الحساب حلو أوي وأنا أصلا بحبه.”
نور بإبتسامة:”عارفة يا حبيبي برافو عليك، يلا بقا ندخل على واجب العربي نخلصه ونذاكر شويه مع بعض.”
هز راسه بشكل طفولي ومسك كراسة العربي وهي مسكت الكتاب إللي إستلمه وبدأت تساعده في الواجب والمذاكرة .. 
………………..
في شقة يحيى:
ياسمين دخلت الشقة ويحيى دخل وراها وقفل الباب وراه … طلعت لأوضتها عشان تغير ويحيى راح للمطبخ لقى مامته بتجهز الأكل ..
يحيى بإبتسامة:”مساء الخير يا حبيبة قلبي.”
سهير:”مساء النور يا حبيبي.”
يحيى:”عاملالنا أكل حلو إيه بقا؟”
سهير:”إللي إنت بتحبه يا حبيبي، أنا مجدرش أعمل حاجة مابتحبهاش.”
يحيى وهو بيبوس راسها:”تسلم إيديكي يمّا.”
سهير:”الله يسلمك، يلا إطلع غير هدومك، البت ياسمين فوق؟”
يحيى:”اه بتغير هدومها وهتنزل.”
سهير:”ماشي يا حبيبي.”
خرج من المطبخ وطلع لأوضته …. 
سهير بتنهيدة:”ربنا يسعدك يا ضنايا إنت وأختك.”
بمرور الوقت ….
نور كانت قاعده جنب بلال على سرير صغير وبتغطيه بإبتسامة جميلة …
بلال:”أنا مش عاوز أنام.”
نور بإبتسامة:”لازم تنام، غلط تسهر وتنام متأخر.”
بلال ببراءة:”طب إحكيلي حدوته عشان أنام.”
نور بتنهدة:”ماشي.”
إتعدلت جنبه على السرير ونزلت معاه تحت الغطاء وهو دخل في حضنها بشكل طفولي … 
نور وهي بتبوس راسه:”كان يا مكان كان في واحد شاطر جدا إسمه بلال .. أخته بتحبه جدا .. في مرة كان عنده إمتحان صعب أوي ومحدش عرف يحله .. وفجأة لقاه سهل وقدر يحله والفصل كله سقفله وأخته فرحت بيه، وفضل شاطر جدا لحد ما كبر وبقا دكتور قد الدنيا و……”
بلال بصوت طفولي وهو بيقاطعها:”طيار، عاوز أكون طيار عشان أركب طيارة وأطير.”
نور بإبتسامة على أفكارة الطفولية:”طيار .. كان أشطر وأجمل طيار، وأخد أخته معاه في كل مكان بيروحه.”
بلال بإبتسامة وهو بيكمل بطريقة طفولية:”ونسافر في المكان 
إللي بابي ومامي سافروا فيه.”
نور إبتسامتها إختفت بس حاولت متبينش وإتعاملت عادي ..
نور بإبتسامة مهزوزة وهي بتكمل:”بعد عمر طويل طبعا، الطيار بلال بقا هيتجوز ويكون عنده أطفال كتير يلعبوا مع أخته إللي هتكون عمتهم ويملوا عليها البيت ويبقوا أصحابها ويكونوا كلهم مع بعض علطول ويعيشوا مبسوطين العمر كله، وتوتا خلصت الحدوتة حلوة ولا ملتوته؟”
بلال:”حلوة.”
نور وهي بتبوس راسه:”يلا بقا عشان تنام.”
بلال:”حاضر.”
قامت من جنبه وعدلت الغطاء عليه ..
نور بإبتسامة:”تصبح على خير يا حبيبي.”
بلال ببراءة:”وإنتي من أهله يامامي.”
إبتسمتله بحب وراحت ناحية الباب ولسه هتخرج ..
بلال:”أنا بحبك يا مامي.”
نور بإبتسامة وهي بتبصله:”وأنا كمان بحبك يا حبيب مامي.”
خرجت من الأوضة وقفلت الباب وراها .. إتنهدت تنهيدة بسيطة وعيونها جات على الصالة الصغيرة إللي فيها كنبة صغيرة وتليفزيون صغير، إفتكرت قد إيه هي كانت بتحاول تحوش عشان تجيب الحاجات دي وخاصة إنهم مستعملين بس مكنش مهم بالنسبالها قد ماكان مهم إنها توفر لبلال وسائل الراحة والترفيه وخاصة إنهم في البداية كانوا بيناموا على الأرض وبعدها جابتله السرير الصغير ده، كانت بتنام جنبه في البداية وهو طفل … وبعدها حوشت عشان تجيب لنفسها سرير مستعمل تقدر تنام عليه نظرا لإنه كان بيكبر ومينفعش يتعود إنه ينام جنبها علطول، بغض النظر عن إنه أحيانا بيخاف بليل وبييجي ينام جنبها بس مش مشكلة المهم إنه أحيانا بينام لوحدة في أوضته … بصت للساعة لقت إن لسه بدري على ميعاد نومها، قررت تفتح التليفزيون وتوطيه على أقل صوت عشان بلال ميصحاش .. 
…………………………….
يحيى كان نايم على سريره وفاتح الفيس بوك وبيتصفح عليه بشرود … فتح البحث وبدأ يدور على أي حساب بإسم Nour Roshdy  … ظهرله كالعادة كذا حساب … دخل في كل واحد وبدأ يدور ويشوف تعليقات أصحاب الأكونتات دي مع غيرهم بس لا … ولا واحدة فيهم تبقى نور إللي هو يعرفها … نفخ بضيق وبيحاول يفتكر هو قد إيه كان بيدور عليها مع إنه كان بيقنع نفسه إنه عاوز يشوفها فضول مش أكتر وبينكر إنه كان قلقان عليها … 
يحيى بتمتمة:”طب زميلها ده كان إسمه جاسر إيه؟”
عقد حواجبه بسبب إنه بيفكر فيهم أصلا .. نفخ بضيق وقفل موبايله وحاول إنه ينام ….
……………………………………
في اليوم التالي:
نور كانت واقفه قدام المول منتظرة ليلي وجاسر وماسكه إيد بلال .. عربية جاسر وقفت قدامها وهو نزل وراح فتح الباب لليلى وسندها لحد ما وصلوا عند نور إللي ملاحظة معاملته اللطيفة مع مراته … 
جاسر ليلى:”بس خلاص، هي واقفة قدامك.”
ليلى بإبتسامة:”إزيك يانور؟”
نور بإبتسامة:”أنا الحمدلله بخير.”
ليلى بإبتسامة:”وإنت كويس يا بلال؟”
بلال بصوت طفولي:”اه يا طنط أنا كويس.”
ليلى بضحكة خفيفة:”يا قلب طنط إنت.”
جاسر:”يلا ندخل نقعد جوا بدل ماحنا واقفين كده.”
كلهم دخلوا المول وطلعوا للدور الخامس على حسب زوق جاسر نظرا لإن في مطعم جميل هناك .. 
نور وهي معقدة حواجبها وبتبص لجاسر:”شكرا، بس إحنا مش جعانين.”
ليلى:”إحنا عازمينكم يانور، وبعدين حابه يبقى في بيني وبينك عيش وملح.”
نور حاولت تكتم ضيقها وبصت لجاسر بحدة ودخلت المطعم …
جاسر لليلى:”قولتلك، مش هيعجبها.”
ليلى بإبتسامة:”ماتقلقش يا حبيبي، حاول بس النهاردة تسيبها معايا وتبعد عننا شويه.”
جاسر:”ماشي.”
سندها ودخلوا المطعم ورا نور وبلال وقعدوا على ترابيزة .. في نفس التوقيت … يحيى وصل بعربيته قدام المول الضخم وفتح موبايله وبدأ يتصل بزيد … 
يحيى:”ألو، إنت فين؟”
زيد:”أنا بركن في الجراج تحت، تعالي هناك.”
يحيى:”ماشي.”
نزل الجراج وهناك قابل زيد ..
يحيى بإبتسامة وهو بيسلم عليه:”حبيبي.”
زيد:”عامل إيه؟”
يحيى:”الحمدلله، كله تمام.”
عيونه جات على الطفلة الصغير إللي ماسكة في إيد باباها ونزل في نفس مستوى طولها ..
يحيى:”عاملة إيه يا شقية؟”
رودينا بحماس طفولي:”الحمدلله يا عمو، يلا بقا عشان عاوزه ألعب.”
يحيى بضحكة خفيفة:”يلا بينا.”
طلعوا للمول وراحوا الدور التاني … بلال كان قاعد جنب نور وقدامهم ليلى وجاسر إللي بيبص في ال Menu  وبيختار لليلى … بلال قرب ناحية ودن نور ..
بلال بهمس:”أنا عاوز أدخل الحمام.”
نور:”حاضر.”
قامت من مكانها ومسكت إيد بلال..
جاسر:”في حاجة يا نور؟ رايحة فين؟”
نور:”هيدخل الحمام.”
جاسر وهو بيقوم من مكانه:”طب إقعدي إنتي وأنا هاخده.”
نور:”لا شكرا، أنا هعرف أوديه.”
جاسر كان لسه هيتكلم …
ليلى بإبتسامة هادية:”سيبيه ياخده يا نور.”
نور كانت لسه هتتكلم لقت جاسر مسك إيد بلال التانية وإتحرك بيه فبالتالي بلال ساب إيد نور ومشي معاه .. نور إتنهدت تنهيدة بسيطة وقعدت في مكانها …
ليلى بإبتسامة:”على فكرة هو مش هيخطفه.”
نور بحدة خفيفة:”أنا ماقولتش إنه هيخطفه.”
ليلى إبتسامتها إختفت بسبب نبرتها … 
ليلى بحزن:”إنتي ليه مش قادرة تسامحيه؟ جاسر بقاله سنه بيتحايل عليكي تسمعيه وعلى الأقل تسامحيه عشان يكون مبسوط.”
نور إبتسمت بسخرية من كلامها ومردتش عليها … 
ليلى برجاء:”مردتيش ليه؟ ممكن تسامحيه؟ جاسر طيب جدا وبيحاول يصلح أخطاؤه القديمة.”
وهنا نور فقدت أعصابها ..
نور بعصبية خلت كل إللي في المطعم يبصولها:”إنتي عارفة إنتي بتطلبي مني أسامح مين؟؟؟ إنتي عارفه هو خلاني أخسر إيه؟؟؟؟ إنتي عارفة إنتي متجوزه مين أصلا؟؟”
نور إنتبهت إن الكل بيبص عليهم حمحمت بإحراج وبصت لليلى إللي الحزن واضح في ملامحها …
ليلى بهدوء:”أنا عارفة أنا متجوزة مين، أنا متجوزة جاسر إللي كان يعرف بنات بعدد شعر راسه، متجوزة جاسر إللي كان مايهمهوش غير نفسه وبس .. بس لا كل ده إتغير.”
نور ضحكت بسخرية:”إنتي بقا عايزاني أصدق؟؟؟ جاسر ده أفعى متحركة، بيلف حوالين إللي قدامه عشان يقدر ياخد منه كل حاجة عشان راحته وبس.”
ليلى:”كان زمان يا نور .. كان زمان كده صدقيني، وهو عنده إستعداد يعملك أي حاجة هو عايزها.”
نور بضيق من دفاعها عن جاسر:”إنتي ليه مصممة تدافعي عنه؟؟، ليه مصممه تدافعي عن تاني إنسان دمرلي حياتي.”
وهنا ليلى دموعها لمعت …
ليلى:”لإن جاسر مش مبسوط، إنتي وجاسر كنتم أصحاب من الطفولة ومع بعض دايما … حكالي إنه راحلك بعد وفاة بباكي بأربع أيام عشان يتكلم معاكي وتحاولوا تحلوا مشاكلكم سوا ويبقى جنبك، بس لما شاف معاكي أخوكي وهو لسه بيبي صغير عرض عليكي المساعدة وإنه يشتريلك شقة تقعدي فيها مع أخوكي، بس إنتي طردتيه … وبعدها راحلك تاني بس ملقاكيش، لقى إنك خرجتي في الفيلا ومشيتي … حكالي إنه من وقتها وهو بيدور عليكي بس مش لاقيكي لإنه كان خايف عليكي وعلى أخوكي، بس مالقاكيش .. حاول يتعود إنه مبقاس معاه صاحبة عمرة وحاول يتعايش بس إنتي عارفة إن جاسر لما بيتعود على حاجة مابيعرفش يكمل من غيرها .. إنتي حافظاه أكتر مني وأكيد تعرفي كده … انا وهو إتجوزنا من سنة ونص كنت دايما بحسه حزين بس في مرة رجع الفيلا من بره لقيت نبرة صوته كان فيها فرحة .. وحكالي إنه لقاكي صدفة وحاول يتكلم معاكي بس إنتي رفضتي لدرجة إنه كان بيمشي وراكي بالعربية لحد البيت وكان بيزورك وإنتي كنتي بتقفلي الباب في وشه .. إنتي بالنسبة لجاسر أخته يا نور.”
*نوفيلا/ المغرورة والقروي .. بقلم / سارة بركات*
نور بصرامة:”مافيش حاجة إسمها أخته … أنا وهو مش إخوات لإن مافيش بينا صلة بالدم … وبعدين إنتي مراته .. إزاي تقبلي إن جوزك يبقى ليه صاحبة بنت؟؟”
ليلى بإبتسامة:”أنا ماقبلش كده طبعًا، بس أنا في الفترة إللي عرفت فيها جاسر هو حكالي عن كل حاجة من غير مايكذب، وحكالي عنك إنتي بالذات، ومن حكاويه فهمت إنكم عمركم ماتفكروا في بعض كحاجة تانية يعني .. كل إللي فهمته إنكم كنتوا شبه بعض جدا في التفكير والدماغ .. لدرجة إنكم كنتوا زي الإخوات.”
نور بهدوء:”كان زمان يا ليلى … كان زمان في أخوة بيني وبين جاسر … لكن أنا حاليا إتغيرت وديني مايسمحليش إني يبقى عندي صديق شاب .. نور إللي كان يعرفها زمان إتغيرت.”
ليلى بإبتسامة:”أيوه هو حكالي إن إستايلك كله إتغير ولبستي الحجاب وبقيتي حاجة تانية خالص.”
نور بإبتسامة وقوة:”بالظبط، بقيت حاجة تانية خالص، ومش عايزة أرجع نور القديمة، أي حاجة تخص نور القديمة مش عايزاها ترجع.”
ليلى:”طب ممكن تسامحيه على الأقل؟؟”
نور:”أنا آسفة .. بس بعد إللي عملهولي يستحيل أقدر أسامحه.”
ليلى كانت لسه هتتكلم ..
جاسر برجاء:”طب قوليلي أعملك إيه عشان تسامحيني؟”
نور بصت وراها لقت جاسر واقف وماسك في إيده بلال…
نور:”للأسف، مافيش حاجة تعملهالي.”
جاسر:”أنا مستعد أدور على يحيى وأحكيله كل حاجة حصلت .. هحكيله إن أنا إللي عملت كده وإنتي معملتيش حاجة وماكنتيش تعرفي أصلا … هحكيله كل حاجة يا نور.”
وهنا نور قامت من مكانها وبصتله بقهرة ..
نور بقهرة:”وأنا مش عايزاك تعمل كده … مش عايزاك تحكيله ولا عايزه يحيى نفسه يعرف حاجة عني، لإنه لو كان بيحبني بجد كان صدقني أو كان سمعني على الأقل، بس لا هو معملش كده، فبالتالي أنا مش مستنية إن حد يروح يقوله نور معملتش حاجة … لإن نور مش عايزاه نهائي، .. *حاولت تتحكم في دموعها* .. يلا يا بلال نمشي.”
ليلى وهي بتتدخل:”نور، أرجوكي إهدي، خلاص مش هنفتح الموضوع ده تاني، بس عشان خاطري إهدي.”
نور ماسمعتهاش ومسكت إيد بلال ولسه هتخرج من المطعم .. إنتبهت على صوت حد بيقع … بصت وراها لقت ليلى وقعت على الأرض لإنها إتكعبلت في الكرسي وهي بتحاول تلحقها وجاسر وطى عشان يسندها ..
ليلى:”سيبني وخلي نور ترجع، متخليهاش تمشي زعلانة.”
نور قربت ناحيتها بسرعة وسندتها مع جاسر ..
ليلى:”نور إنتي هنا؟”
نور هزت راسها بس إفتكرت إنها كفيفة … 
نور:”أيوه.”
ليلى:”أنا آسفة، مش هنفتح الموضوع خلاص، بس خلينا مع بعض النهاردة.”
نور:”حاضر.”
عدلوها وقعدت على الكرسي ونور شاورت لبلال إللي مش فاهم حاجة إنه يقرب ناحيتهم وبالفعل قرب وراح قعد على كرسي ونور قعدت جنبه وجاسر بدأ يطلب ليهم … يحيى وزيد كانوا قاعدين في كافية في الدور التاني وعيونهم على رودينا إللي بتلعب الألعاب مع الأطفال قدامهم وبيتكلموا ..
يحيى:”اومال ندى مجتش ليه؟”
زيد:”إنت عارف إنها في أواخر فترة الحمل، وقاعدة عند مامتها اليومين دول.”
يحيى:”وإنت ليه ماخليتهاش تقعد في البيت عندك بدل ماتبهدلها كده؟”
زيد بتأفف:”أعمل إيه بس؟ أنا قولتلها تبقى في البيت أحسن وأنا أعملها إللي هي عايزاه لكن هي قالت ماما هتاخد بالها مني أكتر.”
يحيى بضحكة خفيفة:”فعلا، مهما الواحد يبِعد وحاول يستقر بعيد عن أهله، مش بيلاقي حد زي مامته أبدا.”
زيد بتنهيدة:”الله يرحمك يا ماما،  فعلا.”
يحيى:”الله يرحمها.”
زيد:”وإنت بقا أخبار الشغل معاك إيه؟؟ أنا ماصدقتش إنك قولتلي إنك بقيت مدير.”
يحيى بفخر:”عيب عليك، صاحبك قدها وبعدين إنت أول واحد أصلا عرف بالخير وفصلتني برد فعلك.”
زيد بضحك:”مانا قولتلك بقا مش مصدق، كنت حاسس إنك بتعمل فيا مقلب، أصل إللي يشوفك قبل ما تبدأ شغل بشكل عام مايشوفكش دلوقتي.”
يحيى إبتسامته إختفت وزيد لاحظ كده ..
زيد:”إيه ياعم؟ في إيه؟؟ خلاص إعتبرني ماقولتش حاجة، بقولك إيه؟ ماتقوم تطلب أيس كريم للمجنونة إللي هناك دي.”
يحيى إنتبه لكلامه وضحك وهز راسه وقام من مكانه وراح للكاشير وطلب … بمرور الوقت .. نور وليلى وجاسر وبلال خرجوا من المطعم وبدأوا يتمشوا .. نور كانت مركزة مع ليلى ونفسها تعرف قصتها إيه؟؟ بس محرجة تسألها … عيونها جات على جاسر إللي بيسندها .. وبدأت تفكر مع نفسها إزاي هما إتقابلوا أو إزاي عرفوا بعض؟؟ … إنتبهت إن بلال بيشدها من إيدها … بصتله بإستفسار لقته بيشاورلها على مكان فيه ألعاب …. 
إبتسمتله إبتسامة خفيفة وهزت راسها ..
نو بإستفسار لجاسر:”هما من إمتى عملوا ألعاب في الدور الخامس؟ مش كانت الألعاب في الدور التاني بس؟”
جاسر:”الدورين فيهم ألعاب أطفال، هما جددوا هنا يعني.”
نور بتفهم:”طب تعالوا يلا عشان بلال عايز يلعب.”
جاسر:”حاضر.”
راحوا وراها وهي ماسكة إيد بلال  إللي أما صدق جري على الألعاب وبدأ يلعب ونور إبتسمت على فرحته دي … قعدوا عند كافيه ناحية الألعاب وجاسر طلبلهم حاجة وبدأوا يتفرجوا على بلال وهو بيلعب، وأثناء أما كان بيلعب بلال بص لليلى وراح جري ناحيتها ..
بلال:”طنط، ممكن تيجي تلعبي معايا؟”
ليلى عقدت حواجبها وده لإنها مش هتعرف تلعب معاه ..
نور:”حبيبي، طنط ليلى مش هتعرف تلعب معاك.”
بلال بحزن:”بس انا عاوزها تلعب معايا.”
نور كانت لسه هتتكلم …
ليلى بإبتسامة هاديه:حاضر، هاجي ألعب معاك.”
جاسر:”بس……”
ليلى وهي بتقاطعه:”هفضل ناحيته وهشجعه مش أكتر، يلا يا بلال إمسك إيدي وخدني معاك.”
بلال إبتسم بطفولية ومسك إيدها وأخدها ناحية الألعاب ..
ليلى:”بلال، ممكن إتفق معاك إتفاق؟”
بلال بإستفسار:”إيه هو؟”
ليلى:”أنا مش هعرف ألعب معاك، بس ممكن أعمل حاجة أحسن، وهي إني أشجعك وإنت بتلعب، وأبقى معاك، إيه رأيك؟”
بلال بتفكير:”ماشي.”
ليلى بإستفسار:”في هنا بقا حاجة أقدر أقعد عليها.”
بلال دور بعيونه على أي مسند تقعد عليه ولقى .. مسك إيدها وخلاها تقعد ناحية المسند إللي قريب من الألعاب ..
ليلى بإبتسامة:”برافو عليك يا حبيبي، يلا روح إلعب وأنا هشجعك.”
بلال بفرحة طفولية:”ماشي.”
راح يلعب تحت عيون نور إللي بتبص عليه هو وليلى .. عيونها جات على جاسر إللي قاعد على نفس الترابيزة وبيبص لمراته …
نور بإبتسامة وإستفسار:”تعرف، أنا من ساعة ماشوفتها وأنا بسأل نفسي إنت عرفتها إزاي بجد؟ دي ملاك ماتليقش بيك أبدا.”
جاسر بصلها ورفع حواجبه بس ضحك على كلامها …
جاسر:”إنتي ليه مش مصدقة إن الشخص بييجي عليه وقت وبيتغير للأحسن؟”
نور بقوة وثقة وهي بتبص في عيونه:”عشان إنت مستحيل تتغير يا جاسر، إللي زيك مايعرفش الرحمة ولا يعرف يعني إيه إنسانية.”
إبتسامته إختفت وعقد حواجبه وبص قدامه بشرود … نور تجاهلت تغير ملامحه ورجعت بصت على بلال إللي بيلعب، بس إنتبهت لجاسر إللي بدأ يتكلم … 
جاسر بشرود:”عندك حق، هي ملاك أنا مليقش بيها يا نور، أنا فعلا مستحيل أتغير .. بس أنا واثق إني إتغيرت من يوم ماعرفتها.”
نور وهي مضيقة عيونها بشك:”إنت عرفتها إزاي يا جاسر؟؟ هي وقعت في طريقك إزاي؟”
جاسر بصلها بتوتر خلاها تشك فيه أكتر ..
نور بشك كبير:”جاسر إنت عملتلها إيه؟”
جاسر وهو بيحاول يتحكم في دموعه:”صدقيني أنا مكنش قصدي أعملها كده.”
…………………….
منذ عامين:
خرج من البار وهو سكران ومش شايف قدامه كعادته .. ركب عربيته وإتحرك بيها وبيحاول يفوق عشان يشوف الطريق .. موبايله رن وهو بيسوق بص لجهة الموبايل و حاول يشوف مين إللي بيرن عليه، كانت واحدة من إللي هو يعرفهم تجاهل المكالمة ورفع راسه عشان يركز في السواقة على الرغم إن الرؤية مش واضحة بالنسباله ولما باقت واضحة بنسبة بسيطة إنتبه إن في بنت بتعدي الطريق حاول يفرمل بس ملحقش لإنه خبطها وبعدها فرمل ووقف بعربيته .. 
…………………
نور بشهقة:”إنت السبب؟؟؟”
جاسر:”مكنش قصدي، أنا مشوفتهاش قدامي .. حاولت أفرمل معرفتش .. لإني ماكنتش مركز.”
نور بإستفسار:”طب عملت إيه؟؟”
جاسر:”أنا ماكنتش عارف أنا عملت إيه؟ الساعة كانت أربعة الفجر والطريق كان كله فاضي وقتها، أنا لقيت نفسي رجعت ركبت عربيتي تاني وجريت بيها على الفيلا بتاعتي، حاولت أفوق نفسي وأقنع نفسي إني كنت بحلم بكابوس وإن ده مش حقيقي .. وبعد ما فوقت روحت للمكان إللي كنت فيه عشان أتأكد، بس لقيتها مرمية زي ماهي في الطريق وبتنزف .. أخدتها على أقرب مستشفى وإتصلت ببابايا وقولتله يلحقني عشان أنا في ورطة قفل السكة في وشي كالعادة … الشرطة كانت هناك ومنتظرين إنها تفوق عشان يحققوا في الموضوع ولما هي فاقت كانت فاقدة لحاسة البصر.”
دموعه نزلت ونور كمان دموعها نزلت .. عيونها جات على ليلى إللي قاعده على مسند بعيد عنهم ومديالهم ظهرها … 
جاسر:”أنا بلوم نفسي من يومها، بس تعرفي لما هي فاقت قالت للشرطة إيه؟”
نور بصتله بإستفسار ..
جاسر وهو بيبص في عيونها:”قالتلهم إنها هي إللي رمت نفسها قدام العربية … كانت محاولة إنتحار ومتنازلة عن القضية.”
نور بدموع:”لا حول ولا قوة إلا بالله.”
جاسر:”وقتها ماكنتش أعرف هي ليه قالت كده؟، مع إنها مكانتش محاولة إنتحار أبدًا، كنت محتار بسببها … حاولت أقرب منها وأتكلم معاها لدرجة إني عملت نفسي مريض من مرضى المستشفى دي عشان أعرف أتكلم معاها، وبعدها فهمت.”
نور بإستفسار:”فهمت إيه؟”
جاسر:”قالت إن ده قضاء وقدر .. قالت إن نصيبها تعمل الحادثة دي .. وإن نصيبها إن ربنا يديها الهدية الجميلة دي، أنا حسيت إني حقير أوي .. اول مرة أحس بعقاب من واحدة وهي إنها تبقى مسامحة إللي عمل فيها كده.”
نور بتوتر:”طب … طب إنت قولتلها بعد كده إنك إنت إللي إتسببت في الحادثة دي؟”
جاسر بحزن:”أيوه، قولتلها … إستغربت سكوتها في البداية بس وضحتلها إني حبيت أتكلم معاها وأعرف هي ليه رفضت تشتكيني وتاخد تعويض مني؟؟، فعشان كده عملت إني مريض من مرضى المستشفى، هي قاطعتني كام يوم وكانت زعلانة بس بسبب إني خبيت عنها مش عشان أنا عملت فيها كده، ومن وقتها وأنا شايل ذنب كده .. وإحساس كبير بالحقارة أنا حاسس بيه من وقتها، قربت منها أكتر وكنت بزورها أغلب الأوقات … لدرجة إنها شغلت وقتي وتفكيري ومع الأيام بعدت عن كل حاجة كانت وحشة في حياتي لإني فعلا كنت شايفها ملاك وكانت بتسحبني معاها من غير ما أحس.”
نور بإستفسار:”إنت متجوزها إحساس بالذنب ولا متجوزها عشان بتحبها؟”
جاسر بإبتسامة:”هي سألتني نفس السؤال ده، بس قولتلها إني بحبها، هي دايما مكانتش بتخليني أحس بالذنب ناحيتها وكانت بتتعامل عادي.”
نور:”باباك وافق على جوازك؟”
جاسر بسخرية:”وهو من إمتى معايا عشان آخد رأيه؟؟ هو لحد الآن ميعرفش عني حاجة.”
نور بحزن على حاله:”طب ممكن تكمل حكاية طيب؟”
 جاسر بتنهيدة:” بعد ما إتجوزنا أقنعتها بالعافية إننا نبدأ نكشف عليها ونشوف هل في أمل تخف ولا لا … بس …. بس ….”
نور بحزن:”مافيش؟”
جاسر بدموع وهو بيهز راسه بالنفي:”مافيش، أنا روحت لأكبر دكاترة في مصر، بس مافيش أمل.”
نور بإصرار:”شوف دكاترة بره طيب، ماتفقدش الأمل.”
جاسر:”قولتلها كده، قولتلها إني مش هستسلم وهدور .. هي رفضت وقالتلي إنها حابه تفضل كده ده نصيبها، ومع كل كلمة هي بتقولها وقتها كان في سكاكين بتتغرز في قلبي، ذنبي وفضل معايا من وقتها … أنا بحاول أسعدها وهي كمان بس انا مش قادر أعيش مع فكرة إني سببتلها أذى .. أنا بحب ليلى يا نور .. ومستعد أعمل أي حاجة عشانها … بس ده إللي مزعلني .. ده إللي مخليني حاسس بالذنب، عشان ده عقاب ربنا ليا على كل إللي عملته في حياتي، فأرجوكي يا نور سامحيني، أنا فيا إللي مكفيني.”
نور سكت وفضلت بصاله وهو بيبصلها برجاء …
نور بإبتسامة وتنهيدة وهي بتمسح دموعها:”أنا مسامحاك يا جاسر، أنا مش زعلانة منك، عارف ليه؟؟؟ عشان الغلط مكنش عليك يا جاسر .. الغلط مش غلطك لإنه غلطي أنا من الأول، إني قبلت باللعبة دي وغلطه هو كمان إنه ماسمعنيش.”
جاسر:”بس … بس .. أنا السبب في إنك إطردتي من الجامعة، أنا دمرت حياتك.”
نور وهي بتاخد نفس عميق:”أنا الحمدلله حياتي إتغيرت للأحسن و ربنا عوضني عن بلال حبيبي و……….”
سكتت لما عيونها جات على مكان بلال ومالقتهوش … إتنفضت من مكانها بسرعة وراحت ناحية ليلى ..
ليلى بتشجيع:”يلا يا بلال.”
نور بإستفسار:”ليلى، بلال فين؟”
ليلى بإستغراب:”هو مش موجود هنا؟”
نور بخوف:”لا .. هو فين بلال؟؟ راح فين؟”
ليلى:”معرفش.”
نور حست إن الدنيا بتضيق بيها وبدأت تبكي وهي بتبص حواليها …
جاسر:”طب تعالي ندور عليه أكيد مابعدش، ليلى خليكي هنا ماتتحركيش.”
ليلى هزت راسها .. وجاسر ونور إتحركوا وبدأوا يدوروا عليه بعيونهم … 
…………………….
منذ لحظات:
بلال كان بيلعب وليلى بتشجعه وأثناء ماهو بيلعب لفت إنتباهه محل بلالين وهدايا في أسفل المول … بص لنور إللي مشغوله بالكلام مع جاسر وبعدها بص للمحل وبيفتكر إن نور كانت مدياله فلوس خاصة بيه وهو دايما بيحطها في هدومه إللي بيخرج بيها … وهو كان نفسه في بلالين أوي .. إبتسم بحماس وقرر إنه ينزل يشتري لنفسه ولنور بالونتين ويعملهالها مفاجأة .. نزل كذا دور بس تاه ومبقاش لاقي محل البلالين .. جرب يطلع تاني على السلالم المتحركة ونظرا لإنه طفل مش هيتذكر الأماكن إللي هو إتحرك فيها تاه ومبقاش عارف يروح فين .. وهنا بدأ يعيط ويدور على نور .. 
………………………………………
يحيى بتشجيع وصوت مسموع:”برافو يا رودي.”
زيد بضحكات:”أنا بقول إنك تاخدها عندك اليومين دول وتريحني من صداعها.”
يحيى:”يا سلام؟؟ ده أحلى يوم في عمري بجد، خلاص أنا موافق.”
زيد:”ياعم بهزر، إنت ماصدقت، ماقدرش أصلا أسيبها بعيده عني يوم واحد.”
يحيى كان لسه هيتكلم .. إنتبه إن في طفل بيعيط وبيلف حواليه كإنه تايه ..
يحيى:”إستنى.، أنا راجعلك.”
زيد:”في إيه يابني؟”
يحيى:”راجعلك.”
قرب من الطفل إللي بيبكي ..
يحيى بإستفسار وهو بينزل لنفس مستواه:”في إيه؟؟ مالك؟؟ بتعيط ليه؟”
؟؟ ببكاء:”مامي، كنت بلعب ولقيت مكان فيه بلالين، نزلت عشان أجيب ليا وليها مش لاقيها.”
يحيى:”إسمك إيه طيب يا حبيبي؟”
؟؟ بشهقات:”إسمي بلال.”
يحيى:”طب تعالى ندور على مامي سوا؟”
بلال هز راسه ويحيى مسك إيده وقرب من زيد ..
زيد بإستفسار:”في إيه يابني؟”
يحيي:”تاه من مامته، هروح أدور عليها.”
زيد:”طب أستنى خدني مع……”
يحيى وهو بيقاطعه:”خليك، خد بالك من بنتك، مش هتأخر.”
زيد:”طب في ميكروفونات هنا، روح للإدارة وهما هينادوا على والدة الطفل.”
يحيى:”ماتقلقش هعمل كده.”
يحيى إتحرك ووصله صوت زيد المسموع ..
زيد:” إبقى طمني.”
شاورله بإيده وإختفي عن الأنظار هو وبلال إللي الأمل جواه إتجدد كأي طفل حد بيساعده إنه هيرجعه لمامته …. نور كانت بتبكي بكاء شديد وهي بتدور عليه مع جاسر بس مكانوش لاقيينه .. كانت حاسه إنها بتفقد النفس ومش هتقدر تعيش لحظة واحدة من غيره .. بتفتكر كل لحظاتها معاه من يوم ما لقته قدام الفيلا لحد دلوقتي … مسابتهوش وما أهملتهوش أبدا .. لكن دلوقتي .. ضاع منها بسبب إهمالها ليه … 
جاسر وهو بيطمنها:”ماتقلقيش هنلاقيه يا نور.”
نور ببكاء:”يا رب.”
كملوا بحث عنه ….. يحيى وصل لحد من بتوع الأمن ..
يحيى:”لو سمحت .. الطفل ده تايه من مامته محتاج إن حضرتك تبلغ في الميكروفون.”
؟؟:”إتفضل معايا.”
إتحركوا ورا حارس الأمن ودخلوا أوضة في الدور التاني موجود فيها شاشات مراقبة وميكرفون …
؟؟:”إسمه إيه؟”
يحيى:”بلال.”
موظف الأمن بدأ يتكلم في الميكروفون فبالتالي الصوت بقا مسموع في المول كله …
؟؟:”على والدة الطفل بلال التوجه للدور الثاني في غرفة الأمن.”
كرر الجملة كذا مرة … نور هي وجاسر وهما بيدوروا على بلال في المول .. سمعوا الصوت الصادر في الميكروفونات ..
؟؟:”على والدة الطفل بلال التوجه للدور الثاني في غرفة الأمن.”
نور بصت لجاسر بفرحة والأمل إتجدد جواها .. ونزلوا بسرعة هي وجاسر للدور التاني … يحيى نزل لنفس مستوي بلال إللي بيشهق شهقات خفيفة … 
يحيى:”ماما هتيجي خلاص، ماتقلقش.”
بلال هز راسه وهو بيشهق شهقات طفولية … يحيى فضل يبصله بتركيز كإنه شافه قبل كده فين ميعرفش؟؟ بس شاف الشكل ده كتير … وخاصة الشكل ده وهو بيعيط … ملامحه مش غريبة عليه أبدًا  .. شافه فين ميعرفش … فجأة يحيى برق وإتصنم في مكانه لما سمع صوتها …
نور ببكاء وهي واقفه قدام بلال إللي قاعد قدامه واحد مديلها ظهره:”بلال.”
يحيى:”ماما هتيجي خلاص، ماتقلقش.”
بلال هز راسه وهو بيشهق شهقات طفولية … يحيى فضل يبصله بتركيز كإنه شافه قبل كده فين ميعرفش؟؟ بس شاف الشكل ده كتير … وخاصة الشكل ده وهو بيعيط … ملامحه مش غريبة عليه أبدًا .. شافه فين ميعرفش … فجأة يحيى برق وإتصنم في مكانه لما سمع صوتها …
نور ببكاء وهي واقفه قدام بلال إللي قاعد قدامه واحد مديلها ظهره:”بلال.”
بلال بفرحة وهو بيبصلها:”مامي.”
بلال جري على نور إللي نزلت لنفس مستواه وضمته لحضنها بشدة … باست راسه وكل مكان في وشه وضمته تاني جامد .. وقامت من مكانها وهي شايلاه وبصت لحارس الأمن ..
نور بإمتنان:”شكرا .. شكرا جدا.”
؟:”أنا معملتش حاجة، *شاور على الشخص إللي مديلها ظهره* البركة في الأستاذ هو إللي لقاه.”
نور بإمتنان وهي بتقرب من الشخص إللي على الأرض ومديلها ظهره:”أنا بجد مش عارفة أشكرك إزاي .. أنا حقيقي مش لاقيه كلام أشكرك بيه.”
يحيى قام من مكانه ولف بهدوء وفي نفس الوقت مش مستوعب إنها هي … بس إتأكد لما لقاها قدامه … نور برقت لما لقت يحيى واقف قدامها .. يحيى عيونه جات على الطفل إللي في حضنها وبعدها بص لنور تاني بعدم إستيعاب ……..
……………………………………………………………….
يتبع ……
لقراءة الفصل التاسع : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد