Uncategorized

نوفيلا المغرورة والقروي الفصل التاسع 9 بقلم سارة بركات

 نوفيلا المغرورة والقروي الفصل التاسع 9 بقلم سارة بركات
نوفيلا المغرورة والقروي الفصل التاسع 9 بقلم سارة بركات

نوفيلا المغرورة والقروي الفصل التاسع 9 بقلم سارة بركات

يحيى قام من مكانه ولف بهدوء وفي نفس الوقت مش مستوعب إنها هي … بس إتأكد لما لقاها قدامه … نور برقت لما لقت يحيى واقف قدامها .. يحيى عيونه جات على الطفل إللي في حضنها وبعدها بص لنور تاني بعدم إستيعاب، عيونه جات على جاسر إللي واقف ورا نور وبيبصله بذهول كإنه متفاجئ من وجوده … يحيى غمض عيونه بخيبة أمل ووجع وبعدها فتحهم تاني، عيونه جات في عيونها إللي مابعدتش عنه للحظة … لاحظت ملامح الحزن في ملامحه لكنها حاولت تكون نظراتها قويه ليه، نظرات بدون مشاعر … إنتبهوا هما الإتنين على صوت جاسر إللي إتحرك من ورا نور وبيعدي من جنبها في نفس الوقت .. 
جاسر بإبتسامة ولهفة واضحة في نبرة صوته:”يحيى، أخيرًا ش………”
قطع كلامه نور إللي مسكته من دراعه .. وبصتله بنظرات قوية … يحيى عقد حواجبه وبصلهم هما الإتنين بإستغراب .. عيونه جات على إيد نور إللي ماسكه جاسر من دراعه … بس إنتبه لما هي إتكلمت …
نور بإبتسامة وهدوء وهي بتبص في عيون يحيى:”شكرا، إنك لاقيت إبني.”
جاسر عقد حواجبه وبصلها بغضب، لكن هي تجاهلت نظراته ليها وفضلت باصه في عيون يحيى إللي بيبصلها بحزن …
نور بإبتسامة كبيرة:”بلال حبيبي، قول شكرًا لعمو إنه رجعك ليا.”
بلال بص وراه وهو في حضن نور إللي شايلاه بدراعها الليمين … 
بلال ببراءة:”شكرا يا عمو إنك رجعتني لمامي.”
جاسر بغضب:”نور، إنتي….”
نور  بهدوء وهي بتقاطعه وبتبصله بنظرات حادة:”يلا نمشي، إحنا إتأخرنا ولازم نروح، بلال وراه مدرسة ولازم ينام بدري.”
يحيى كان واقف في مكانه مش عارف يتحرك كإن حد مثبته في مكانه، مش قادر يحدد السبب، هل بسبب صدمته إنه شافها و لا صدمته في إنها إتجوزت وخلفت عاشت حياتها عادي وهو ولا كإنه كان موجود في حياتها؟؟ … مش قادر يحدد … جاسر إتنهد بغضب وخرج من الأوضة … نور بصت ليحيى تاني وإبتسمتله إبتسامة هادية .. 
نور بهدوء:”كانت فرصة سعيدة، شكرًا مرة تانية.”
مستنتش رد منه وإدتله ظهرها وخرجت من الأوضة من غير ماتبص وراها …. يحيى كان لسه واقف في مكانه مش مستوعب إللي حصل من شويه .. نور … كانت قدامه … الوحيدة إللي حبها بقلبه النقي في يوم من الأيام … فاق من إللي هو فيه وقلبه بيوجعه جدا … نفس وجعه زمان بس المرة دي بشكل مختلف .. المرة دي كان وجعه بسبب إنها راحت من إيده نهائيًا .. حتى المواجهة إللي كان نفسه تتم بينهم مبقاش ليها لازمة … غمض عيونه بحزن وخيبة أمل وخرج من الأوضة … نور كانت ماشيه وحاضنة بلال جامد وبتحاول تتحكم في ثباتها إللي مش عارفة هي جابته منين قدام يحيى .. لكنها فقدته بعد ما خرجت من الأوضة لدرجة إنها حاولت تتحكم في دموعها بس معرفتش راحت بسرعة لحمام السيدات ودخلته ومعاها بلال وهي بتبكي بشهقات عالية … بلال نزل من حضنها على الأرض وهي سندت ظهرها على حائط الحمام بضعف وهي بتبكي، حطت إيديها على قلبها وهي بتفتكر كل حاجة كانت بينهم زمان … كل لحظة جميلة كانت بينهم هما الإتنين … كل لمسة حلوة … كل وقت كان هو موجود فيه معاها ومسابهاش … بس للأسف الذكريات الوحشة إللي سيطرت على أفكارها … لما إترجته إنه يسمعها .. لما صرخت بإسمه عشان يبصلها قبل ما يمشي … مرضاش يبصلها وسابها ومشي … سابها لوحدها مرمية في الشوارع .. مكنش موجود معاها … سابها تتبهدل في الشوارع، سابها تصعب على الناس، لكن هي ماصعبتش عليه … قعدت على الأرض بضعف وهي بتبكي، وحطت إيديها الإتنين على وشها بتبكي زي الأطفال … بكاء وحزن سنين كتمته جواها وبصت لقدام بس عشان خاطر أخوها، لكن ظهور يحيي قدامها هو إللي صحى الجراح دي جواها … إنتبهت على جسم صغير أخدها في حضنه .. شالت إيديها من على وشها لقت بلال حاضنها ودموعه بتنزل عشان هي بتبكي … وكإنها كانت محتاجة الحضن ده *الأمان* .. شهقاتها زادت أكتر لما إفتكرت إن ده كان إحساسها مع يحيى …
بلال بدموع وصوت طفولي:”متعيطيش، خلاص مش همشي تاني، متعيطيش يا مامي، أنا آسف.”
كانت بتبكي ومبطلتش بكاء لكن سكتت لما سمعت صوت شهقات بلال العالية .. مسحت دموعها بسرعة وبصتله وهو بيبكي …
بلال بشهقات عالية:”مش هتتكرر تاني.”
ضمته لحضنها وبدأت تطبطب عليه عشان يهدى .. وكل ده تحت عيون كل الستات إللي خارجين وداخلين من الحمامات ومحرجين يسألوها مالها … يحيى كان تايه في أفكاره وهو ماشي بين الناس، الصدمة ماسكاه من وقت ما شافها ومش قادر يخرج صورتها من دماغه أو من مخيلته … كانت شايله إبنها وجوزها كان معاها … غمض عيونه بيأس لإن كل حاجة راحت من زمان … حتى المواجهة والعتاب مبقاش ليهم أي لازمة .. كان مستني إيه؟؟؟؟ إنهم يتواجهوا ويسامحها على إللي فات ويرجعوا زي زمان مع بعض؟؟؟ … ليه عشم نفسه بكده؟؟؟ ليه كان بيدور عليها في وشوش كل الناس؟؟ .. ليه كان بيدور ورا حاجة وهم؟؟؟ … ليه معرفش يعيش حياته من غيرها؟؟ … ليه مبصش لنفسه وعاش حياته مع واحدة غيرها؟؟ .. يمكن عشان هي….؟؟؟ … 
هز راسه بيأس وإتنهد تنهيدة عميق وفتح عيونه وقرر إنه يمشي من المول ….
……………………….
نور بعدت عن بلال ومسحت دموعه وإبتسمت إبتسامة خفيفة ..
نور:”متعيطش يا حبيبي.”
بلال بشهقات خفيفة:”حاضر، بس إنتي بتعيطي ليه؟”
إبتسمت بوجع وشاورت بإيدها على منطقة قلبها ..
نور:”هنا كان بيوجعني.”
بلال ببراءة وهو بيبص لمكان قلبها:”ودلوقتي؟”
نور بإبتسامة:”خلاص خفيت عشان إنت معايا.”
إبتسم بشكل طفولي في وسط في دموعه، نور إنتبهت على موبايلها إللي بيرن … بصت للموبايل لقت رقم ليلى ..
نور وهي بترد:”ألو.”
ليلى بإرتياح:”إنتي فين يا نور؟؟ جاسر قالي إنك دخلتي الحمام وفضل يستناكي كتير وبعدها جالي، في إيه؟”
نور بهدوء:”أنا محتاجة أبقى لوحدي شويه.”
ليلى بتفهم:”ماشي، بس طمنيني عليكي إنتي كويسه؟”
نور:”أيوه ماتقلقيش.”
ليلى:”بس….”
نور وهي بتقاطعها:”أنا هقفل دلوقتي ياليلى، أنا وبلال مروحين.”
ليلى:”طب إستني نوصلكم.”
نور:”شكرا ليكي يا حبيبتي، مالهوش داعي هنعرف نروح.”
ليلى بتفهم:”مافيش مشكلة.، إبقي طمنيني عليكي لما تروحي.”
نور:”أوك.”
قفلت معاها ونور بصت لبلال بإبتسامة جميلة ..
نور:”يلا بينا ياحبيبي؟”
بلال بصوت طفولي:”يلا يامامي.”
نور:”نغسل وشنا الأول قبل مانمشي.”
بلال:”ماشي.”
………………..
ليلى بتنهيدة بعد ماقفلت مع نور:”عنيدة.”
جاسر بإستفسار:”هي مالها؟”
ليلى:”مافيش إللي فهمته منها إنها كويسه، بس من صوتها فهمت إنها كانت بتعيط، وقالت إنها هتروح ومحتاجة تبقى لوحدها.”
جاسر بضيق:”أنا مش عارف هي ليه خلتني ماتكلمش؟؟، كان زمان كل حاجة إتحلت.”
ليلى وهي بتهز راسها بلا:”لا ياحبيبي، الأمور مابتجيش كده، مايبقاش في إعتقادك إنك لما تقول الحقيقة، هما الإتنين هيرجعوا لبعض ويعيشوا في تبات ونبات، الموضوع أكبر من كده، الإتنين إتجرحوا، والإتنين جرحهم صعب يتداوى .. وخاصة نور، أنا معرفش هو عانى قد إيه؟؟، بس أنا أعرف عن معاناتها زي مانت حكيتلي، هي مستحيل تسامح وتعدي بالسهولة دي، مستحيل.”
جاسر:”طب أنا عايزها تسامحني، أنا السبب في كل ده.”
ليلى بإبتسامة:”هتسامحك يا حبيبي، ده إذا مكانتش هي سامحتك من الأساس، بس معاملتها معاك مش هتكون زي الأول، إنت عارف إن وضعها إتغير ونظام حياتها إتغير بشكل عام، هتبقى بالنسبالها مجرد معرفة لطيفة مش أكتر، نور مش هتقبل يكون عندها صديق راجل.”
جاسر بتفهم وهو بيبص في عيونها:”وإنتى؟ أنا كنت عايزها تبقى صاحبتك ياليلى، نور كويسه وجدعة وهتبقى صاحبة كويسة ليكي.”
ليلى بإبتسامة:”الأمور مش بتيجي بالشكل ده يا حبيبي، مش مجرد ماتعرفني عليها نبقى أصحاب، لا كل حاجة بتحتاج وقت.”
جاسر بتفهم:”ماشي، يلا نمشي.”
ليلى هزت راسها وجاسر مسك دراعها وحاوطها عشان تمشي معاه في الإتجاه الصح ..
جاسر بإنشغال وهو بيبص قدامه:”مش ناوية ترجعي للجمعيات الخيرية تاني؟”
ليلى بإبتسامة:”ناوية إن شاء الله، بس المرة دي بقا إنت إللي هتوصلني من الفجر … *ضحكت ضحكة خفيفة وكملت بهزار* … أحسن أعمل حادثة تاني وأنا رايحه لمحطة القطر.”
جاسر حاول يتحكم في ألمه وليلى حست بكده من سكوته ..
ليلى بإبتسامة:”تعرف.”
فاق من حزنه وإنتبهلها ..
ليلى بإبتسامة:”لما كنت بروح مع فريقي في الجمعية وبشوف فرحة الناس لما بنساعدهم، كنت بحس إحساس جميل أوي جوايا، فده كان مخليني مكمله في الجمعيات الجميلة دي، لإني بحب الناس جدا وبحب أساعدهم.”
جاسر بإبتسامة:”حبيهم برحتك، بس مش أكتر مني لو سمحتي.”
ليلى بضحكة خفيفة:”أكيد طبعا يا حبيبي.”
…………………………………
يحيى ركب عربيته والحزن والصدمة واضحين في ملامحه وبدأ يتحرك وهنا إنتبه لموبايله إللي بيرن .. لما لقاه زيد إفتكر إنه كان معاه ونسي خالص يقوله إنه هيمشي .. 
يحيى بصوت مختنق:”ألو.”
زيد:”إيه يابني؟ إتأخرت كده ليه؟؟ لقيت مامت الولد؟”
يحيى سكت وماقدرش يرد …
زيد بإستفسار وهو معقد حواجبه:”مالك يا يحيى؟”
ركن بعربيته وحاول يتحكم في حزنه بس معرفش ..
يحيى بصعوبه:”طلعت هي مامته.”
زيد وهو معقد حواجبه:”مين دي؟”
يحيى بصوت مهزوز:”نور.”
زيد برق بذهول وحاول يتكلم بس معرفش يقول إيه، نبرة صوت يحيى خلته ساكت ومش قادر ينطق … كل إللي قدر يقوله ..
زيد:”طب إنت فين دلوقتي؟”
يحيى:”أنا مروح.”
زيد:”طب أجيلك و……..”
يحيى وهو بيقاطعه:”محتاج أبقى لوحدي يا زيد بعد إذنك.”
زيد بتفهم:”ماشي، بس لما تروق كده إبقى كلمني.”
يحيى:”إن شاء الله.”
قفلوا مع بعض ويحيى إتنهد بحزن وإتحرك بعربيته … بمرور الوقت … كانت قاعده على سرير بلال وبتغطيه …
نور بإبتسامة حب:”تصبح على خير يا حبيبي.”
بلال بصوت طفولي:”وإنتي من أهله يا مامي.”
باست راسه وقامت من على السرير وراحت أوضتها وهي بتفتكر ذكرى مقابلتها مع يحيى .. حاولت إنها ماتفكرش في الذكرى دي بس للأسف من وقت ماشافته وهي مش قادرة تشغل تفكيرها بحاجة غيرها … حاسه بوجع كبير في قلبها كإن الجروح إللي كانت بتداوي فيها سنين رجعت إتفتحت من تاني … حست إن كل إللي كانت بتحاول تعمله في السنين إللي فاتت إتهدوا أول أما شافته .. إتأكدت إنه لسه وجوده بيأثر عليها … مش قادرة تصدق إنها شافته … فاقت من تفكيرها ده وعقدت حواجبها بغضب من دقات قلبها إللي بيوجعها …. لازم تكمل حياتها من غيره وتكون بعيدة عنه تمامًا … لإن ده الإنسان الوحيد إللي كانت محتاجاله في السنين إللي فاتت دي، بس كان فين؟؟؟؟ .. سابها لوحدها تعاني في العالم الغريب إللي إترمت فيه فجأة وبدون مقدمات … دموعها نزلت لما إفتكرت المأساة إللي عاشتها … بس مسحت دموعها بسرعة وحاولت تقسي مشاعرها وتنساه من تاني وتتعايش بشكل عادي ولا كإنها قابلته لإنه جرحها جدا وبالفعل قدرت … نامت على سريرها بهدوء وبتفكر في إللي هتعمله بكرة كالعادة وأثناء تفكيرها إنتبهت على باب أوضتها إللي بيخبط خبطات صغيرة …
بلال:”مامي، أدخل؟”
نور:”إدخل ياحبيبي.”
فتح الباب وبصلها وهو واقف على الباب ..
نور بإستفسار وهي بتقوم على سريرها:”مالك ياحبيبي؟ مانمتش ليه؟”
بلال بإستفسار طفولي وهو بيشاور على مكان قلبها:” رجع يوجعك ولا خلاص كده مش هيوجعك تاني خالص؟”
نور بإبتسامة لبرائته:”لا خلاص مش هيوجعني تاني خالص.”
بلال بإستفسار طفولي:”خالص خالص؟”
نور بإبتسامة:”خالص خالص.”
بلال:”طب أنا عاوز أنام جنبك النهاردة بس.”
وقبل ماترد عليه لقته جري من قدامها وطلع على سريرها وإتغطى … ضحكت ضحكة خفيفة وقفلت الباب وراحت نامت جنبه وأخدته في حضنها ….
بلال:”مامي.”
نور بهمهمة وهي مغمضة عيونها:”نعم؟”
بلال ببراءة:”أنا بحب طنط ليلى، وعايز أشوفها علطول.”
فتحت عيونها وإبتسمتله بنعاس ..
نور:”حاضر إن شاء الله، يلا نام بقا وراك مدرسة بكرة.”
بلال:”حاضر.”
…………………………..
في مكان مليان بالأدوات الرياضية وأصوات الأغاني الصاخبة (المهرجانات) .. يحيى كان بيجري على المشاية (treadmill ) وفي نفس الوقت شايف نور قدامه لحظة أما شافها .. ملامحها كل إللي حصل .. ردود أفعالها .. حاسس بصداع وقلبه بيوجعه بسبب الصدمة إللي عاشها دي … مكنش متوقع إنه هيقابلها وهي معاها طفل … والأدهى إنها إتجوزت جاسر … عقد حواجبه بغضب وزود السرعة وبدأ يجري أسرع عشان ينساها …. ينسى ملامحها … ينسى أيامه إللي فضل يدور فيها عليها في وشوش الناس … وعشان ينساها قسي على نفسه جدا في التمرين بتاع اليوم …..
…………………….
في صباح اليوم التالي:  
يحيى كان قاعد على ترابيزة السفرة وهو بيفطر وأخته قاعدة قدامه ومامته بتاكل وهي بتبصله … شايفاه هادي من إمبارح … ساكت تمامًا مش بيتكلم … بياكل وهو سرحان ومش مركز مع أي حاجة بتحصل حواليه .. إنتبهت إنه قام من مكانه ورجع الكرسي إللي كان قاعد عليه بدراع واحدة نظرا لإن دراعه التاني بيوجعه وبيحركه بصعوبة … راح غسل إيده ورجع للترابيزة عشان يكلم ياسمين …
سهير بعتاب:”مكنش له لازمه يا ضنايا تتعب نفسك في التمرين.”
يحيى بإبتسامة هادية وهو بيبصلها:”ممكن يكون حصلي كده عشان بقالي يومين مروحتش الجيم، بس مش مشكله مع التعود هيتحرك.. *بص لياسمين* .. يلا ياسمين عشان أوصلك في طريقي.”
ياسمين بهدوء وهي بتقوم من مكانها:”ماشي يا أبيه، هغسل إيدي وهجيلك.”
يحيى إبتسملها وهي راحت تغسل إيديها … يحيى بدأ يجهز حاجته تحت عيون مامته إللي بتبصله بحزن، حاسه إن فيه حاجة مش عايز يقولها … بس لازم تتكلم، مش هتسيبه كده …
سهير:”يحيى.”
يحيى بإنتباه وهو بيبصلها:”نعم يا حبيبتي؟”
سهير:”مالك يا ضنايا؟ إيه شاغل بالك؟”
يحيى بإبتسامة:”مافيش ياحبيبتي، بفكر بس في الشغل.”
سهير سكتت وشافته وهو بيكمل تجهيز حاجته، متضايقة جدا من جواها .. عايزة تتكلم محتاجة تزعقله لإنه متغير جدا ومش من فترة بسيطة، لا … من فترة طويلة جدا من يومها تحديدًا …
سهير بحزن:”إنت ليه ماباجتش بتحكيلي كل حاجة زي زمان يا يحيى؟؟؟ ليه إتغيرت كده؟”
يحيى بهدوء وهو بيبصلها:”أنا بحكيلك ياما، بحكيلك كل حاجة.”
سهير برفض:”لا، إنت مباجتش بتحكيلي حاجة.”
يحيى بإستفسار وهو معقد حواجبه:”ده إللي هو إزاي؟؟؟ ده أنا بحكيلك كل إللي بيحصل في الشغل، وبحكيلك مشاويري مع زيد وبنته العسل إللي هتطيرلي عقلي دي، بحكيلك يومي تقريبا بيكون عامل إزاي، إزاي مش بحكي؟َ!”
سهير بحزن وهي بتبص في عيونه:”إنت كده بالنسبالي مش بتحكي، إنت كده بتشغل نفسك عن وجعك إللي جواك، وجعك إللي عمره ما خف، لدرجة إنك بتروح لدكتورة نفسية عشان تخف من الوجع ده .. بس لا يا ضنايا وجع القلب مش بيروح بسهولة، لازم تحكيلي وتشاركني همك، أومال أني أمك إزاي؟؟؟”
إبتسملها وقرب منها وباس راسها …
يحيى:”إنتي أجمل أم في الدنيا دي، ماتقلقيش يا حبيبتي أنا بقيت كويس صدقيني، الفكرة بس إني مضغوط اليومين دول.”
سهير بحزن وهي بتبص في عيونه:”ربنا يكون في عونك يا حبيبي.”
يحيى:”آمين.”
أخد شنطته ولسه هيتحرك لقى ياسمين واقفه بعيد في ركن وبتبصله بحزن …
يحيى بمزاح:”واقفه كده ليه؟؟؟ تحبي تاخديلك صورة يا مفعوصة إنتي؟”
ياسمين بإبتسامة حزينة:”ياريت، ولا مش عاجبك يعني يا أبيه؟”
يحيى وهو رافع حاجبه:”لا عاجبني ونص ياختي، يلا عشان إتأخرنا.”
ياسمين:”ماشي.”
………………………………
مرت الأيام وكان الوضع ماشي بشكل روتيني وهادي … نور ويحيى كانوا بيحاولوا يتناسوا اليوم ده ويركزوا في أمورهم بس مش عارفين لإن جروحهم هما الإتنين إتفتحت من تاني .. وذكرياتهم بتمر من قدام عينيهم وخاصة يحيى إللي مش قادر يصدق إن خلاص فرصته في إنه يعاتبها ويتكلم معاها راحت منه … وفي مرة ….  كان قاعد في مكتبه ومشغول منتبهش على الباب إللي إتفتح بس إنتبه على صوته …
مصطفى:”إنت يابني.”
يحيى رفع راسه وبصله بإستفسار …
مصطفى:”عملت إيه في مشكلة العميل ده؟”
يحيى بتنهيدة:”كلمته وحددت معاه ميعاد بكرة.”
مصطفى بلهفة:”بجد؟”
يحيى:”أيوه، وهعزمه في المطعم إللي بنجيب منه الأكل ده، أهو الجو يروق وقتها وأنا بقنعه.”
مصطفى بإبتسامة:”طب إشطا جدا.”
يحيى إبتسمله وبعدها رجع ركز في شغله .. مصطفى حمحم ويحيى رجع بصله تاني بإستفسار ..
مصطفى:”بقولك إيه؟”
يحيى:”نعم؟”
مصطفى:”ماتيجي ناكل بره النهاردة بعد الشغل؟”
يحيي بإستفسار وهو معقد حواجبه:”ليه؟”
مصطفى:”عادي يعني نخرج شويه.”
يحيى بتنهيدة:”ماشي، بس ننجز بسرعة عشان ورايا جيم.”
مصطفى:”أكيد مش هاخد من وقتك كتير.”
يحيى بإستفسار وهو معقد حواجبه:”يعني إيه مش هتاخد من وقتي كتير؟”
مصطفى وهو بيقعد على كرسي قدام مكتبه:”بصراحة أنا هاخدك للمطعم هناك عشان أشوفها يعني مبانش إني جاي مخصوص عشانها.”
يحيى بإستفسار:”تشوف مين يابني؟ إنت بتقول إيه؟”
مصطفى:”فاكر البنت إللي حكيتلك عنها إللي ردت عليا على التليفون؟”
يحيى بإستيعاب:”اه إفتكرت .. *إتكلم بسخرية* … قول كده بقا، إنت واخدني هناك عشان تستغلني وتبان إنك بتخرج عادي وقال إيه إنت قابلتها صدفة؟؟؟ وبعدين إنت إزاي أصلا هتعرف شكلها وتبين إنك قابلتها صدفة؟؟؟ 
مصطفى:”هسأل عنها هناك، وهتكلم معاها…….”
يحيى وهو بيقاطعه:”وتقولها .. *مثل الدهشة* … إيه ده؟!! يا محاسن الصدف؟؟، إنت شايفني عبيط يالا.”
مصطفى:”يعني أعمل إيه يعني؟ عايز أكلمها وأشوفها أكيد هتكون حلوة، يا أخي بدل ماتتريق عليا، إنصحني.”
 يحيى وهو بينفخ بزهق:”ماشي يا أخي وإحنا في طريقنا هنصحك حاضر، يلا إمشي من قدامي ورايا شغل.”
مصطفى بإبتسامة:”حبيبي يا زميل، ربنا مايحرمني من خدماتك.”
مصطفى خرج ويحيى إتنهد وهز راسه بيأس ولسه هيكمل شغله لقى موبايله بيرن .. بص للموبايل ولقى رقم غريب هو إللي بيرن …
يحيى وهو بيرد:”ألو.”
؟؟ بتوتر:”أ/ يحيى؟”
يحيى:”أيوه، مين معايا؟”
؟؟:”أنا دكتور معتز.”
يحيى سكت شويه يفتكر مين …
معتز:”الدكتور بتاع ياسمين في الجامعة، كان حصل بينا سوء تفاهم و……”
يحيى بإستيعاب وهو بيقاطعه:”أيوه إفتكرت حضرتك، أخبارك إيه؟”
معتز بهدوء:”الحمدلله، وإنت عامل إيه؟”
يحيى:”الحمدلله بخير.”
معتز سكت ويحيى إستغرب سكوته وسأل نفسه هو متصل ليه أصلا؟؟ … 
معتز بتوتر:”هو أنا كنت بفكر كتير الفترة إللي فاتت ومحرج أتصل بيك، بس انا قررت خلاص.”
يحيى بحيرة:”قررت إيه؟ وبخصوص إيه؟”
معتز بحمحمة وصوت مبحوح:”أنا طالب منك إيد الآنسة ياسمين.”
يحيى متفاجئش وكان هادي جدا لما سمع الجملة دي لإنه فهمه من أول يوم هو شافه فيه … 
معتز بحمحمة:”أ/ يحيى؟ حضرتك معايا؟”
يحيى بهدوء:”اه معاك.”
معتز:”قولت إيه؟؟”
يحيى:”ياسمين لسه صغيرة وهي لسه في الكلية وقدامها حوالي 3 سنين على ما تتخرج، موضوع الجواز ده مش مخطط بالنسبالي ليها، لإني مخطط حاجات تانية أحسن ليها بعد التخرج لحد ماييجي صاحب النصيب.”
معتز بتلقائية:”أنا صاحب النصيب وجيت بدري، لا إله إلا الله، صلِ على النبي في قلبك كده.”
يحيى بإستغراب:”عليه الصلاة والسلام.”
معتز:”بص يا أ/ يحيى، أنا حابب أقابلك لإن الكلام إللي هقوله هيطول شرحه ومش هينفع أتكلم مع حضرتك فيه على التليفون، صح ولا إيه؟”
يحيى بتنهيدة:”ماشي، شوف إيه المناسب مع حضرتك؟”
معتز بتفكير سريع:” ينفع معاك النهاردة؟”
يحيى:”لا للأأسف ورايا مشوار.”
معتز:”بكرة؟”
يحيى:”لا.”
معتز بإستفسار:”بعده؟”
يحيى بضحكة خفيفة:”برده لا، بص أنا هشوف انا فاضي إمتى وهكلمك ماشي؟”
معتز:”إن شاء الله، ده رقمي بقا إبقى سجله.”
يحيى بضحكة خفيفة:”إن شاء الله.”
يحيى قفل معاه وهز راسه بيأس وسجل رقمه ورجع ركز في شغله..
……………………
في آخر اليوم:
نور كانت بتجهز حاجتها عشان هتمشي، عيونها جات على بلال إللي قاعد على مكتبها وبيحل الواجب بتاعه ..
نور بإستفسار:”قدامك قد إيه يا حبيبي؟”
بلال بصوت طفولي:”قربت أخلص، ممكن نقعد شويه؟”
نور:”ماشي، أنا هروح المطبخ أراجع شوية حاجات وهرجعلك تاني.”
بلال:”ماشي يامامي.”
خرجت من مكتبها وراحت للمطبخ …….. يحيى ومصطفى كانوا واقفين قدام المطعم وبيبصوله ..
مصطفى بإبتسامة:”طلع حلو،أنا إختياراتي دايمًا صح.”
يحيى وهو بيبصله بطرف عيونه:”ماشي يا أبو إختيارات صح، المهم ركز في إللي قولتلك عليه.”
مصطفى بتركيز وجدية:”أيوه، أبقى تقيل في نفسي وشخص كاريزما لإن ده بيشد البنات.”
يحيى بتمتمة:”ربنا يستر.”
دخلوا هما الإتنين المطعم وراحوا قعدوا على ترابيزة، يحيى بص للشارع من خلال زجاج المطعم لكن مصطفى كان بيبص حواليه ومش عارف يحدد هي هتكون فين … أحمد وهو بيوزع الطلبات إنتبه إن في ترابيزة إنشغلت خلص إللي في إيده وراح وقف عند يحيى ومصطفى ..
أحمد بإبتسامة:”المطعم نور بوجودكم، إتفضلوا ال menu  .”
يحيى بإبتسامة وهو بياخدها منه:”شكرا.”
أحمد بإبتسامة:”أنا موجود لو إحتجتوا حاجة.”
يحيى:”أكيد.”
أحمد رجع يشوف شغله ويحيى بص في ال menu  إللي في إيده …
يحيى:”هتاكل إيه يا مصطفى؟”
إستغرب إنه مردش عليه .. رفع راسه ملقاهوش موجود إنتبه إنه بيقرب ناحية بنت بترد على التليفونات ورمى كل نصايحه في الأرض …. هز راسه بيأس ورجع بص لل menu تاني … مصطفى كان واقف قدام البنت وهي بترد على التليفونات بس مستغرب إن صوتها متغير … أو يمكن مش هي؟ .. البنت رفعت راسها وبصتله بإستفسار ..
؟؟:”أفندم تؤمر بحاجة؟”
مصطفى بإستفسار:”هو إنتي إللي قاعدة هنا؟؟ يعني قصدي مافيش زميلة ليكي بترد على التليفونات معاكي؟”
؟؟:”لا يا فندم أنا إللي برد على التليفونات هنا.”
مصطفى بتنهيدة بسيطة:”آسف على الإزعاج.”
رجع تاني للترابيزة …
مصطفى:”مش هي.”
يحيى بإنشغال:”طب طمنتني، هتاكل إيه بقا؟”
مصطفى بملل:”إيه إللي موجود مميز عندهم في ال menu؟”
يحيى بصله وشاورله على الصنف المميز..
مصطفى:”طيب، هطلب من ده.”
يحيى بتفكير:”وأنا كمان، شكله لطيف، هجربه.”
يحيى بص حواليه بيدور على الشاب إللي جابلهم ال menu وبالفعل لقاه وشاورله .. أحمد قرب منهم ويحيى طلب منه الأكل .. نور كانت في المطبخ بتتابع الشغل ومعاها رحاب إللي بتتكلم في أمور الحياة …
رحاب:”وبس بقا ياستي، ماما قعدت تقولي إنتي عندك لبس كتير وبرده بتجيبي في لبس جديد ومسرفة وقعدت تدعي عليا.”
نور بضحكة خفيفة:”ربنا يكون في عون إللي هيتجوزك بصراحة.”
رحاب:”يوه يا نور، ده بدل ما تدعيلي انا.”
نور كانت لسه هتتكلم، إنتبهت لأحمد إللى دخل المطبخ …
أحمد:”نور، خدي ده.”
أخدت منه الطلب وبصتله وعيونها جات على حد معين..
نور:”عبدالرحمن.”
الشاب بصلها …
نور وهي بتقرب منه:”خد إعمل ده.”
الشاب هز راسه وبدا يجهز الأكل … عيونها جات على أحمد و إنتبهت إنه بيبص لرحاب إللي بتبصلها … 
نور بهدوء:”أحمد.”
أحمد بإنتباه وهو بيبصلها:”هاه؟ أيوه.”
نور بإبتسامة:”أنا خلاص إديتلهم الأوردر، روح كمل شغلك.”
أحمد:”حاضر.”
خرج من المطبخ وبعدها نور بصت لرحاب …
نور:”روحي إنتي كمان يلا شوفي شغلك.”
رحاب بحنق:”متعاملينيش كده.”
نور:”أنا شايفة إنك واقفة مابتعمليش حاجة غير إنك ترغي.”
رحاب بقمصة وهي معقدة حواجبها:”كده يانور؟؟ ماشي.”
نور ضحكت ضحكة خفيفة وهي بتبص على رحاب إللي خرجت من المطبخ … رحاب راحت للمكتب بتاعها تحت عيون أحمد إللي بيمسح الترابيزات … نور إتنهدت تنهيدة بسيطة وخرجت من المطبخ عشان تمشي هي وبلال .. وأثناء ماهي بتمشي وبتبص في الأرض خبطت في حد …
نور بإنتباه:”أنا آسفة، أنا….”
مصطفى بإبتسامة:”ولا يهمك مافيش مشكلة.”
نور بإبتسامة هاديه:”شكرا.”
كانت لسه هتمشي ..
مصطفى:”هو إنتي بتشتغلي هنا؟”
نور وهي بتبصله:”أيوه، خير يا فندم؟؟ في حاجة؟”
مصطفى بإبتسامة كبيرة لإنه إتأكد من الصوت:”ده في حاجات، أنا في شركة ****، إللي بتطلب منكم أوردر كل يوم.”
نور بإبتسامة:”أهلا وسهلا بحضرتك.”
مصطفى وهو بيمد إيده عشان يسلم عليها:”أنا مصطفى، كنت كلمتك قبل كده وإنتي قولتيلي لو حابب أعمل خطوبتي هنا هبقى أجيلكم.”
نور بإبتسامة:”أيوه إفتكرت حضرتك، أهلا بيك.”
وبشكل تلقائي نور كانت هتسلم عليه بس إنتبهت للإيد إللي مسكت إيدها بدل إيد مصطفى …
يحيى بجدية:”أهلا بيكي إنتي.”
نور إتفاجأت بوجود يحيى قدامها لدرجة إنها حست إن كل حاجة حواليها مباقتش موجودة غير يحيى إللي موجود قدامها … بس فاقت من إللي هي فيه وحاولت تشيل إيديها من إيده يحيى مسكها جامد ومسابهاش … 
……………………
منذ لحظات:
يحيى كان قاعد بيبص للشارع من خلال زجاج المطعم ومصطفى كان قاعد بيخبط على الترابيزة بصوابعه بملل … 
مصطفى:”بقولك إيه، أنا هقوم أدخل الحمام على ما الأكل ييجى.”
يحيى:”روح.”
مصطفى قام من مكانه تحت عيون يحيى ولسه هيبعد عيونه عنه، إتصنم في مكانه لما شاف نور خارجة من أوضة ومش منتبهه لمصطفى إللي رايح في إتجاه الحمام لحد ما خبطت فيه … شافها وهي بتبتسم وبتتكلم مع مصطفى … إبتسامتها إللي مازالت بتخطف أنفاسه وبتخليه تايه فيها … إنتبه على مصطفى إللي بيمد إيده ناحيتها، ومن غير مايحس قام من مكانه بسرعة وقرب ناحيتهم، عيونه جات على إيديها إللي بتمدها ناحية إيد مصطفى … حس بنار قايده جواه وهنا كان قرب منهم ومسك إيديها قبل ما تمسك إيد مصطفى بدون قصد منه، حتى هو نفسه إستغرب إنه عمل كده …
……………….
مصطفى كان مستغرب يحيى وإنه بيسلم على واحدة كده عادي وهو أصلا من النوع إللي مش بيحب يسلم على بنات … إنتبه للغضب الواضح في عيونه … بعدها عيونه جات على نور لقاها بتبصله بتحدي؟! … في حاجة غريبة هو مش فاهمها .. هما يعرفوا بعض؟؟؟
مصطفى بحمحمة:”يحيى.”
نور كانت معقدة حواجبها بغضب وبتحاول تشيل إيديها من إيده لكنه مش راضي يسيبها، يحيى مكنش قادر يسيب إيديها، وهو بيبصلها بمشاعر مختلفة … غضب وضيق وإشتياق … 
نور بغضب:”سيب إيدي.”
يحيى ضغط بإيده عليها وهنا نور حست بألم …
مصطفى:”يحيى.”
يحيى إنتبه إنه بيضغط على إيديها وبص لمصطفى … وهنا نور شالت إيديها من إيده بسرعة وعقدت حواجبها بغضب ..
مصطفى ليحيى:”في إيه؟”
يحيى كان لسه هيتكلم …
بلال وهو بيقرب منها:”مامي أنا خلصت الواجب.”
يحيى إنتبه لبلال إللي مسك في هدوم نور … وهنا بلال بصله هو كمان ..
بلال بفرحة طفولية:”عمو.”
يحيى إبتسمله بشكل تلقائي ونزل في نفس مستواه وسلم عليه ..
يحيى:”عامل إيه؟”
بلال:”أنا كويس الحمدلله، إنت عامل إيه ياعمو؟”
يحيى بإبتسامة وهو ماسك إيده الصغيرة:”الحمدلله كويس.”
نور بصرامة:”بلال.”
بلال وهو بيرفع راسه بطفولية:”نعم يا مامي؟”
نور بجدية وهي بتبص ليحيى:”إدخل على المكتب وأنا جايه وراك.”
بلال بإبتسامة بريئة:”حاضر … * بص ليحيى وشاورله بإيده الصغيرة*…. باي يا عمو.”
يحيى بإبتسامة وهو بيشاورله:”باي.”
بلال جري على المكتب ويحيى وقف قدام نور …
نور بغضب:”يا ريت بعد كده ماشوفكش قدامي.”
يحيى بإستفسار وهدوء:”ليه؟ هو أنا مضايقك للدرجادي؟”
نور:”لا، بس مزاجي بيتعكر لما بشوفك قدامي.”
المفروض إنه يتضايق بس بالعكس لقى نفسه بيضحك على كلامها.
يحيى بإبتسامة:”بس أنا جاي هنا عشان آكل، أكيد مش بجري وراكي.”
إتنرفزت أكتر بسبب رده ده وكل ده تحت عيون مصطفى إللي بيبصلهم بعدم فهم … ملقتش رد ترد عليه بيه قررت إنها تدخل المكتب وتاخد حاجتها وتمشي، وبالفعل عملت كده تحت عيون يحيى …
مصطفى بعدم فهم:”إنت تعرفها منين؟ وبعدين دي طلعت متجوزه يا خسارة.”
يحيى بجدية وهو بيبصله:”متجوزة مش متجوزة شيلها من دماغك.”
مصطفى بإستغراب:”نعم؟؟ إنت بتتكلم كده ليه؟”
يحيى تجاهله وراح قعد على الترابيزة وعيونه على باب المكتب منتظر إنها تخرج منه ومش فاهم هو ليه مستني أصلا .. مصطفى إتنهد بيأس وراح قعد قدام يحيى وبصله وهو بيبص للباب …
مصطفى بإستفسار وحيرة:”هو إنتوا كان في بينكم حاجة؟ أنا حاسس إن في بينكم طار.”
يحيى بصله بطرف عيونه وبعدها ركز على الباب …. نور كانت ماشية رايحه جايه في الأوضة وبتحاول تتحكم في ضربات قلبها … عيونها جات على بلال إللي بيبصلها ببراءة .. إبتسمتله بإحراج …
بلال بإستفسار برئ:”هو إحنا مش هنروح يامامي؟”
نور بحمحمة:”اه ماشي، يلا.”
راحت أخدت شنطة المدرسة بتاعته ومسكت إيده وأخدت نفس عميق ومثلت الجدية وخرجت من الأوضة … الأكل كان بيتحط على الترابيزة ويحيى عيونه على مكتبها، خرجت من المكتب تحت عيونه وحاولت إنها تمشي بشكل طبيعي وتتجاهله .. كانت حاسه إن عيونه عليها، بتحاول تتصرف بشكل طبيعي وهي ماشيه .. بلال عيونه جات في عيون يحيى إبتسمله ببراءة وشاورله بإيده ويحيى شاورله في المقابل بإبتسامة جميلة … يحيى بص لنور إللي بتخرج من المطعم … مش قادر يفهم هو ليه مش قادر يبعد عيونه عنها … وإيه السبب إللي مخليه مركزمعاها كده وهو خلاص قرر إنه ينساها … إنتبه على صوت مصطفى ..
مصطفى بضيق:”إنت يا أستاذ إنت، يلا ناكل عشان نتزفت نمشي.”
يحيى وهو بيبصله:”في إيه؟”
مصطفى:”يا سلام؟ يعني مش فاهم في إيه؟؟ طيرت مني المُزة و….”
يحيى بغضب وهو بيقاطعه:”إحترم نفسك يا مصطفى.”
مصطفى وهو بيرفع إيده بإستسلام:”يا عم مش قصدي، في إيه؟ أنا غلطان يلا إتفضل كُل.”
يحيى إتنهد بضيق وبدأ ياكل وبيفكر في نور، إستفسارات كتير في دماغه بخصوصها … 
مصطفى:”هي بتشتغل هنا على فكرة، وبعدين يا يحيى دي متجوزة، لا لا إنت مش كده لا.”
يحيى بصله بضيق ومردش عليه وكمل أكل وفي نفس الوقت بيفكر في نور …
………………………………. 
في اليوم التالي: 
في المطعم:
نور كانت بتحاول تتحكم في نعاسها بسبب إنها منامتش إمبارح طول الليل بسبب إللي حصل … مقابلتها مع يحيى إللي خلتها تحس بإضطراب وخاصة لما مسك إيديها … إحساس محستهوش من يوم فراقهم .. إحساس الأمان على الرغم من إيده كانت شديدة عليها … حاولت كتير إنها تنسى وتشيله من دماغها، بس معرفتش وفضلت تفكر فيه طول الليل لدرجة إنها ملحقتش تنام وصحت بلال بدري عشان المدرسة … كانت بتغمض عيونها بس فتحتها تاني … قررت تشغل نفسها شويه، فتحت صفحات البحث على الكمبيوتر بتاعها وكتبت .. “رجل الأعمال شريف مجدي” … طلعلها نتائج كتيرة خاصة بالبحث ده … وهنا عيونها ظهر الحزن فيها وهي بتبص لصورة مامتها إللي ظهرت في البحث وكانت تحت عنوان … “رجل الأعمال شريف مجدي يتزوج من إمرأة تكبره سنًا بخمسة عشر عامًا” الخبر ده كان من 6 سنين …. دموعها نزلت وهي بتبص لمامتها ..
نور:”رميتيني وروحتي إتجوزتي واحد أصغر منك يشيلك من الفقر إللي بقيتي فيه.”
فتحت بعض الأبحاث الخاصة بزوج مامتها والأخبار بتبين قد إيه هما سعداء، جابت صورة حديثة لمامتها …
نور بحزن وهي بتبص للصورة كإنها بتكلمها:”يا ترى أنا في دماغك أصلا؟ فاكرة إنك ليكي بنت؟؟ *إتكلمت بسخرية مرة*.. ولا نسيتيني يا سيدة المجتمع الراقية، عمري ما هسامحك.”
مسحت دموعها بصعوبة وعيونها جات على الوقت، لقت إن ميعاد خروج بلال قرب، قفلت الكمبيوتر وقامت من مكانها ….
……………………………
يحيى كان قاعد على مكتبه وبيجهز حاجته عشان هيقابل العميل في المطعم إللي نور بتشتغل فيه .. وكان جواه طاقة غريبة هو مستغربها ده غير إنه كان متحمس جدا إنه يروح هناك … خرج من مكتبه و فتح موبايله وبدأ يتصل بالعميل ..
يحيى:”أنا خلاص إتحركت، حضرتك فين؟”
؟؟:”أنا مش هعرف أجي، بس هيكون في حد موجود مكاني.”
يحيى:”بس أنا كنت عايز حضرتك، عشان نتفق على البنود.”
؟؟:”ماتقلقش مراتي شاطرة، هتعرف تتم الصفقة طبعا لو هي عجبتها.”
يحيى بهمهمة:”تمام، شكرا لحضرتك.”
؟؟:”العفو.”
يحيى قفل معاه وركب عربيته وإتحرك … بمرور الوقت … يحيى دخل المطعم وراح قعد على ترابيزة قريبة من مكتب نور، منتظر إنه يشوفها وبيبص حواليه متعشم إنها هتخرج من أي مكان دلوقتي … مخرجتش من باله إمبارح من وقت ماشافها، لدرجة إنه نام بصعوبة من كتر تفكيره فيها، إتضايق من نفسه بسبب إنه لسه بيستناها ولسه بيفكر فيها ومازال ساذج ناحيتها … 
يحيى بتذكير:”دي متجوزة يا يحيى، إنت إتجننت.”
نفخ بضيق ودعك في جفون عيونه .. 
يحيى بهمس لنفسه:”أستغفر الله العظيم، دي آخر مرة هاجي هنا فيها.”
إنتبه على موبايله إللي بيرن برقم غريب ..
يحيى وهو بيرد:”ألو.”
؟؟ بصوت أنثوي:”إنت فين يا أ/ يحيى؟ أنا بدخل المطعم.”
يحيى بشكل تلقائي عيونه جات على البنت إللي دخلت المطعم … كانت لابسة نظارة شمس بتخفي ملامحها بطريقة جيدة .. شعرها كان أسود ولابسه ميني جيب وشميز أبيض بدون أكمام … يحيى رفع إيده وهو بيبصلها .. إبتسمت وهزت راسها وقفلت المكالمة وقربت ناحيته ..
؟؟ بإبتسامة وهي بتمد إيديها ناحيته:”هاي.”
يحيى بهدوء وهو بيبص لإيديها:”أهلا بيكي.”
البنت إتحرجت بس إبتسمت وقعدت بهدوء قدام يحيى وحطت رجل على رجل …
؟؟ وهي بتقلع النظارة:”أعرفك بنفسي، أنا إسمي ريم.”
يحيى بجدية:”اهلا بيكي يا مدام ريم، ممكن ندخل في الموضوع علطول.”
ريم بإبتسامة:”أكيد، مالك كان قالي بخصوص الصفقة إللي إنت كلمته فيها.”
يحيى:”أيوه، بس قبل ما أتكلم فيها عايز أعرف ليه غيرتوا قراركم فجأة؟”
ريم بتعالي:”طبيعي لما نلاقي عرض أجمل من العرض بتاعكم نغير رأينا، Business is business.”
يحيى بتفهم:”عندك حق، بس أنا بتكلم عن فيما بعد، تعاقدكم معانا هيخليكم تكسبوا مميزات أكتر من أي شركة تانية.”
ريم:”وأنا إيه إللي يضمنلي إن شركتنا هتكسب أكتر؟، ممكن نقع معاكم في يوم من الأيام.”
وهنا يحيى إبتسم بخبث ..
يحيى بخبث بذكاء:”بالعكس، ده إحنا إللي ممكن نقع معاكم في يوم من الأيام … ولا نسيتي إن شركة حضراتكم مديونه الفترة دي وإنتم مش عارفين تسددوا الديون؟؟”
ريم سكتت شويه وبعدها إبتسمتله ..
ريم:”إنت ذكي أوي؛ فعشان كده عامل الإجتماع ده مخصوص عشان تقول الكلمتين دول وتقنعني بالتعاقد معاكم، صح؟”
يحيى بجدية وهو بيبص في عيونها:”أنا بتكلم في مصلحة شركتنا إحنا كمان، مش شركتكم إنتوا بس، يعني إحنا ممكن نكون حبل النجاة إللي ينقذ شركتكم من الإفلاس.”
ريم بصتله بتفكير …
يحيى بإبتسامة:”عمومًا إنتي قدامك وقت للتفكير لحد بعد الأكل هتديني قرارك، .. *قدملها ال menu* … تحبي تاكلي إيه؟”
ريم إبتسمتله وبصت للأصناف الموجودة وبعدها حطت ال menu على الترابيزة ..
ريم بإبتسامة وصوت ناعم:”إطلبلي إنت.”
يحيى لوهلة حس بعدم إرتياح ولكنه إبتسم إبتسامة مصطنعة وطلب ليهم هما الإتنين … ريم كانت بتبص ليحيى بإعجاب من شخصيته وذكاؤه .. ويحيى كان حاسس بعدم الإرتياح بسبب نظراتها ليه بس عايز يعدي الإجتماع ده على خير ..
……………………………
نور قربت ناحية المطعم وهي ماسكه بإيد بلال إللي ماشي جنبها بسعادة طفولية … كانت حاسة بالنعاس الشديد بس بتهز راسها كل شوية عشان تفوق … فتحت باب المطعم بنعاس وكانت حاسه إنها خلاص مش شايفه قدامها … بس فاقت على صوت بلال إللي ساب إيديها …
بلال بفرحة وصوت طفولي مسموع وهو بيجري على يحيى:”عمو.”
عيونها جات على يحيى إللي بيسلم على بلال بإبتسامة .. لوهلة كانت هتبتسم بسبب تعامل بلال مع يحيى، بس إبتسامتها إختفت لما سمعت صوتها…
ريم:”مش معقول … نور.”
نور برقت بصدمة لما شافت ريم قدامها وبتبصلها من فوق لتحت بسخرية وبعدها بصت لبلال بقرف على الرغم إنه كان بيبصلها بإبتسامة بريئة تحنن أي قلب عليه، ماعدا قلب ريم … مامته …
………………………………………………………………..
يتبع ……
لقراءة الفصل العاشر والأخير : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!