Uncategorized

رواية اقبلني كما أنا الحلقة العشرون 20 بقلم فاطمة الزهراء عرفات

 رواية اقبلني كما أنا الحلقة العشرون 20 بقلم فاطمة الزهراء عرفات

رواية اقبلني كما أنا الحلقة العشرون 20 بقلم فاطمة الزهراء عرفات

رواية اقبلني كما أنا الحلقة العشرون 20 بقلم فاطمة الزهراء عرفات

مجتمعين بغرفة يحيى يتحدثون ويخففون عنه تعبه، دلف لطفي وقال بأبتسامة: يا جماعة انا عندي خبر حلو ليكم.. انا وافقت على جواز فارس ورواء

صدم الجميع من تصريحه الذي اعتاد عليه بالرفض همس فارس بعدم تصديق: بجد يا خالي!! وافقت؟ 

أومأ لطفي رأسه وقال بأبتسامة مزيفة:  طبعا بتكلم جد هو في الكلام ده في هزار يا فارس.. خلينا نفرح والخطوبة لما عاصم ويحيى يقوموا بالسلامة

أبتسمت رواء بخجل واقتربت من والدها لتقبله ربت على وجنتها وتابع بخبث دفين: انا ماليش غير فرحتكم يا حبايبي

وجه قوله لشقيقته بنبرة اسف: حقك عليا يا توحيدة لو في يوم زعلتك وكسرت خاطر فارس.. كنت معمي.. ده الخال والد

أردفت توحيدة بنبرة ممتنة: ماتقولش كده يا لطفي.. ده مصارين البطن بتتعارك

خبط لطفي على ركبتيه ونهض بتنهيدة وأستأذن: هروح أشوف أخويا

عندما اغلق الباب همس لنفسه بفرحة: كنت عاوز أجوز رواء ليحيى عشان الفلوس لكن بعد ماعرفت اللي فيها مستحيل ارمي بنتي ليه.. هى تتجوز فارس ماهو برضو هيورث

لمح بطاقم طبي يهرولون لداخل غرفة عاصم أدعى عدم المعرفة وقال بفصول مصطنع: أنتوا بتعملوا ايه في اوضة اخويا

لم يرد عليه أحد وشاهد الأطباء وهم يحاولون أنعاش عاصم دون جدوى تنهدت الطبيبة ثم غطت وجهه بحزن: البقاء لله

صرخ لطفي بغضب مصطنع: انتي اتجننتي؟ اخويا عاصم عايش مامتش.. انا هاخده لأحسن مستشفى في مصر

أحتد الكلام بين لطفي والأطباء حتى سمع من بداخل غرفة يحيى ليخرج فارس ويقول بفضول: ايه الصوت العالي ده يا خالي

هتف لطفي بحزن وتساقطت بعض من دموع التماسيح مجيبا بحزن: عاصم اخويا مات

شهق فارس ونطق بدون استيعاب: نعم!!.. ازاي؟ الدكتورة قالت ان حالته كويسة

زفرت الطبيبة على مهل وتابعت بحزن: يا استاذ هو عمره أنتهى خليك مؤمن بقدر ربنا

أغمض فارس عينيه ثم ضغط على شفتيه بأسى: ونعم بالله ربنا يرحمه

دفعه لطفي بعنف وتوجه لغرفة يحيى بصراخ: أنتو كدابين اخويا عايش مامتش والله لروح فيكم في داهية

سألته توحيدة بهلع: ايه الكلام اللي سمعته ده؟ عاصم مات فعلا

هز لطفي رأسه بعدم حيلة وتظاهر بالبكاء: ياريتني انا اللي مت مش انت يا عاصم يا أخويا.. هعيش ازاي من بعدك يا غالي

بدأ البكاء والعويل بين النساء بينما يحيى أتسعت حدقتيه بعدم تصديق وظل يرمق الأرض بجمود ثم نطق بنبرة هادئة: مات ازاي؟ من ساعتين أنا كنت عنده وقالي مش هسيبك؟

أحتضن لطفي يحيى وقال بحزن مصطنع: البقاء لله يا ابني

أبعده يحيى برفق وأكمل حديثه بشجن: أنا ماليش غيره.. ازاي يمشي ويسيبني.. انا عاوز أشوفه

هم بالنزول ولكن ضغط لطفي على كتفه وتابع برفض: تروح فين؟ انت مش هتقدر.. خليك هنا.. أبوك ماستحملش يسمع انك عملت حادثة.. راح فيها من الصدمة

حاول يحيى أبعاده فضغط لطفي على ركبة يحيى، ألمته بشدة وحدج لطفي بوعيد جففت توحيدة عبراتها وقالت بحزن: خليك يا يحيى انت تعبان مش هتقدر تمشي على رجلك.. روحي يا رواء شوفي دكتور سيف

خرجت رواء وعبراتها تنساب على وجنتيها بحزن شديد، لمح يحيى نظرات من لطفي غريبة الأطوار لم يعتاد عليها واستمر بالهتاف: بقولكم عاوز أشوف أبويا

آجهشت توحيدة بالبكاء مجددا لتقترب منه وتقبل رأسه: براحة يا حبيبي عشان خاطر عاصم مش هتقدر تمشي

دلف سيف بقلق ونظر لرفيقه ثم قال بلهفة: ايه اللي حصل؟ في حاجة تعباك؟

رد لطفي بنبرة غطرسة: عاوز يشوف ابوه قبل مايدفن وأنا بقوله رجلك تعباك مش هتقدر تخطي عليها.. بقولك يا دكتور أنا هروح اخلص أجرائات الدفن انا وفارس وأنت أتصرف معاه

خرج لطفي بسرعة وتبعته كوثر ورواء قبل أن تخرج توحيدة همست لسيف بحزن: خلي بالك منه

صاح يحيى بغضب: مين ده اللي يخلي باله مني؟

خرجت توحيدة من الغرفة لتلقي نظرة أخيرة على أخيها المتوفي، أغلق سيف الباب وأقترب من رقيقه حتى جلس على المقعد الذي أمامه وقبل أن يتحدث هتف يحيى بجدية قاتمة: من قبل ماتنطق بحرف أنا عاوز اشوف أبويا

أردف سيف بنبرة هادئة: عيط

رمقه يحيى بتهكم فواصل بسخرية: أعيط؟.. بص أنت تاخدني لأبويا وأبعد من وشي

زفر سيف على مهل ثم واصل قمع غضبه: بلاش تكبت في نفسك.. أنت مش حمل امراض وصدمات نفسية تانية.. كفاية اللي فيك

أغمض يحيى عينيه ثم أخذ دفعة من الهواء وعاود النظر له بقول: مش قادر يا سيف.. ده أبويا وعمل معروف عمري ما هنساه.. بس في حاجة غريبه كده نظرات لطفي ليا أول مرة أشوفها.. متأكد انه ورا الحادثة دي زي اللي قبلها

سأله سيف بتريث محاولا تهدئته: مش وقت تفكير يا بدر دلوقتي.. المهم أرتاح وأنا هخرج أكمل شغلي وأشوف عاصم بيه وشوية وهرجعلك

أدار سيف جسده وهم بمغادرة الغرفة ولكن قبض يحيى عليه وهو يقول بحدة: أستنى يا سيف.. خدني لأبويا.. يا اما والله اخرج زحف على الأرض

لم ينصت سيف له ليتابع فتح الباب ثم خرج وأغلقه همس لممرضة بأن تجلب له المفتاح سمع صريخ يحيى: يا سيف

لم تتأخر الممرضة عنه لتأتي له مهرولة بالمفتاح أغلق سيف الباب فسمع يحيى الصوت فأزدادت عصبيته وسبه لم يعبأ سيف ثم أبتعد عنه

……………….

تم تغسيل عاصم بالمستشفى والأن مكفن موضوع على فراشه دلفت توحيدة مجهشة بالبكاء: يا عاصم.. يا أخويا

أبعدها فارس برفق وهمس بخشونة: أبعدي يا ماما

واصلت توحيدة بكائها المرير: ياربي يحيى هيعيش ازاي من بعدك.. كفاية الصدمات اللي شافها في حياته من هو وصغير

أحتضنتها كوثر بحزن مواسية لها إلا ان رواء أنكمشت في ركن الغرفة منهارة، حمل فارس خاله وعاونه الممرضين وخاله الأخر ثم وضعوه برفق بداخل النعش

هتفت توحيدة بآسى والحزن يأكل فتات قلبها: طب خلي يحيى يسلم عليه لأخر مرة.. يا قلب امه عامل حادثة مش هيقدر يصلي عليه معاكم

تنهد فارس بحزن:مش هيتحمل.. ممكن النوبة تجيله.. يلا يا رجالة

تم حمل النعش وخرجوا به من الغرفة مرددين بالدعاء له للصلاة عليه بالجامع ودفنه بجوار عائلته

………………….

بالمساء عند منزل (السكندر الخواجة)

مازال جايدن غاضب من أخيه دلف رفائيل لغرفة أخيه وقال بأسف: حقك عليا يا جايدن.. انا غلطان بس ماتزعلش مني

زفر جايدن على مهل ثم سأله بنبرة فاترة: هو لسة ماردش عليك

بلل رفائيل شفتاه وقال بنفي: لأ

تقدمت خطواته الى أخيه حتى جلس على طرف الفراش بجواره ثم قال بتوجس: أنت مش هتنزل المطعم؟ بقالك أكتر من خمس ساعات هنا

لوى جايدن فمه بسخرية ورد عليه بحنق: كفاية السكندر الخواجة فيه.. هو مش بعد ماجه من قبر ستيڤن راح المطعم.. انا مالي آآ

ولجت ڤيكتوريا للغرفة وقاطعت أبنها بعصبية: جايدن.. أنا ساكتة رغم اسلوبك الوهش ده؟

أشاح وجهه للنافذة ولم يعلق فأكملت حديثها بعصبية: ليه بقالك كتير انفانادو (غاضب)

همس بحدة خفيفة من بين صرير أسنانه: ماحدش من عيالك بيعرف يتكلم اسباني.. يدوب بنفك الخط فيه.. من فضلك كلميني عربي

أغمضت ڤيكتوريا مقلتيها وقالت بنفاذ صبر: زالان ليه؟

رد عليها بنبرة غاضبة: عشان انتو في حاجة مخبينها علينا.. ايه هى بقا.. انتي وبابا اللي تعرفوا

فهمت تلميحاته لتتنهد بصوت عالي: مافيش هاجة مخبينها.. انت اللي بتوهم نفسك

ثم ألتفت لتغادر وقبل أن تنطق تخرج وبخته مجددا: أتألم ازاي تتكلم بأدب

رفع رفائيل حاجبيه وقال بانكار: أتآلم؟ يتآلم ليه من الكلام؟

حدقت به ڤيكتوريا بغضب فأسرع هو بالقول الفكاهي: انتي قصدك أتعلم.. ودي أخرة اللي يتجوز اسبانية

أغلقت خلفها الباب بعصبية خفيفة كان سيتابع رفائيل حديثه لولا نظرات جايدن الثاقبة فأكمل خروجه بوجه عابس

…………………..

في المستشفى بغرفة يحيى

جالس وفارد ساقيه على السرير منكس رأسه شارد بحزن على مامر به لم يتخيل بأن خبر موت عاصم سيفجعه، مما لاشك فيه بأنه تبنى بدر الدين لمخطط برأسه

ليس حباً به أو أشفاقاً عليه ولكن تحولت العلاقة لأب وأبنه أعتنى به تكفل به علمه أفضل التعليم وفي أحدث المدارس جعله دكتور صرف عليه

بكثرة والأن لا يستطيع أن يحضر غسله ودفنه هل هذا رد المعروف له، تساقطت دمعة حارة من مقلتيه على الفراش

سمع سيف يفتح الباب فجفف عبراته بسرعة أغلق خلفه الباب وأقترب منه بينما أشاح يحيى وجه للجانب الأخر همس سيف: غصب عني يا بدر أقفل عليك.. لو روحت صدقني هتكون حمل عليهم

دلفت توحيدة منهارة من البكاء أحتضنت يحيى وقالت بحزن: البقية في حياتك يا ابني شد حيلك عاصم في مكان أحسن من هنا

أكملت كوثر الحديث بحزن: البقاء لله يا يحيى

أردف يحيى بنبرة ضيق محاولا أخفائه: أمتى هيجوا.. برن على فارس مابيردش

ردت عليه رواء بأسى: قربوا يا يحيى مسافة السكة

تابع قوله الجاد المصطنع: عشان أنا همشي من هنا مش هفضل قاعد أكتر من كده

جلس الجميع يواسيه ثم حضر فارس ولطفي الذي مستمر بأدعاء الحزن والبكاء على أخيه المتوفي لم يحمل يحيى أكثر من ذلك ثم خرج من المستشفى بمساعدة سيف وفارس وتم أخذه لبيت عمته توحيدة

في اليوم التالي أقام العزاء في جامع قريب منهم ورفض فارس بذهاب يحيى للعزاء حرصا على حالته مرار وتكرارا أراد الذهاب ورفض فارس وعمته رفضا قاطعا

…………………..

في منزل (أشرف سند)

علمت مكية بوفاة عاصم من الحديث مع رواء حاولت الحديث مع بدر ولكن لم يرد عليها دعت الله بأن يطيب  خاطره ويجعله قادر على تغلب المصيبة

علمت بأن ظهره كسر الأن أصبح يتيم حقاً والده توفى الرجل الذي تبناه وكبر تحت كنفه رحل

…………………. 

بعد مرور ثلاثة أشهر حدثت بهم الأشياء الكثيرة تحسنت حالة يحيى وفك جبسه، ظهرت التحاليل بأن يحيى ليس أبن عاصم زادت فرحة لطفي وشماتته اللا نهاية لها

أنتهت مكية من ترمها الأول على خير لم تقابل يحيى مطلقاً لمدة ثلاث أشهر كان عايش مع عمته

حدثته عدة مرات على الهاتف

…………………. 

عند قبر (عاصم القاضي)

كان يحيى جالس على الأرض حوله باقات كثيرة من الزهور كيف هو عاشق للزهور لن يجلب له ايضاً جلب له جريد للنخيل سنة على الرسول

صل الله عليه وسلم 

فرش قبر والده من الزهور والجريد قائلاً بحزن: وحشتني اوي.. وأنا صغير وفي الدار كنت بتمنى اني أكون يتيم مش أبن حرام.. بس لما عشت

معاك كأني ابن وأنت أبويا أتمنيت لو كنت مُت يوم خبطني بالعربية.. صعب اوي انك تحب حد ويمشي من غير حتى ما يسلم عليك

ضم كفيه وقرأ له الفاتحة داعيا له بالرحمة: ربنا يرحمك يا بابا.. انا بحبك اوي وهدعيلك في صلاتي ان ربنا يرزقك الجنة مع سيدنا محمد.. أنت أتكفلت بيتيم مالهوش اهل

سمع يحيى خلفه صوت أقدام تقترب ألتفت للخلف ليجد رجل في الخمسون من عمره يقول بهدوء: دكتور يحيى ممكن أخد من وقتك دقيقتين.. أنا عبد الشهيد محامي عاصم بيه الله يرحمه.. كان منبه عليا قبل موته بأسبوع انه بعد ما يموت تكون أنت أول واحد يشوف الوصية

أخرج من حقيبته الجلدية ملف ومده ليحيى بقول جاد: أتفضل.. استاذ لطفي بقاله شهر بيحاول أنه يفتحها أو افتحها قدامه

نهض يحيى وأخذ الملف بملل ثم قرأه بدون أكتراث لتتفاجأ عيناه بصدمة كبيرة جعلته يهتف مرددا: ليه عملت كده؟

صدح صوت هاتفه أخرجه من جيب بنطاله ثم قال بجدية: نعم يا فارس

أردف فارس بنبرة متريثة: تعالى دلوقتي للڤيلا.. خالي لطفي عامل اجتماع للعيلة ماعرفش ليه

رد عليه بموافقة ثم أغلق هاتفه تابع عبد الشهيد قوله الجاد: حضرتك الوصية موثقة بالشهر العقاري انا كده عملت اللي عليا.. البقاء لله.. والسلام عليكم

أبتعد المحامي عنه بينما حدج يحيى قبر والده بحزن وثقل لم يعرف بماذا يقول فابتعد عن القبر

وأستقل سيارته ثم توجه بها للڤيلا التي لم يدخلها منذ وفاة والده عند دلوفه كانت العائلة جالسة منتظرة اياه تحدثت توحيدة بحبور: تعالى يا يحيى يا حبيبي

أردف لطفي بنبرة ساخرة: مات.. يحيى مات من زمان من يوم الحادثة

كان يتوقع لطفي بأنه سيخاف وينكر ولكن تلك المرة الأولى التي سيواجه لطفي بجريمته لذا قالت توحيدة بحدة خفيفة: فال الله ولا فالك يا لطفي.. أنت بتدعي على يحيى.. ربنا يبارك فيه ويديله الصحة

لوى في فمه بتهكم وقال بغطرسة: اللي قدامكم ده مش أبننا.. ده واحد تاني الله أعلم تاريخه وأسمه ايه؟ يحيى الحقيقي أتحرق ومات مع منيرة ومالك

عاصم كان بيضحك علينا عشان طماع وياكل ورثنا مش دي الحقيقة يا أخ لو مش مصدقيني دي التحاليل انا عملتها لما كنت في الحادثة انت وعاصم والنتيجة طلعت انه مش أبوك.. خد يا فارس شوف وكدبني

ألقى الملف لفارس وأستمر لطفي التحديق به، الجميع منصدم من قوله، للمرة الأولى من بعد تبنيه من عاصم جهر بأسمه: بدر الدين طه محمود ده أسمي الحقيقي

هتف لطفي بحقد: أهو أعترف أنه مش يحيى.. كان عاوز يلهف الفلوس لوحده وهى مش بتاعته.. ازاي تعمل كده؟

أخفض بصره للطفي وتابع ببرود: عادي.. مش ندمان اني وافقت أبويا.. وأنت ماسألتش نفسك ليه عاصم عمل كده؟

أجابه بلامبلاة: عشان طماع.. فاكر انه لما يموت هياخد الفلوس في قبره

جن جنون بدر ليهدر به: عشان أنت اللي قتلت مراته وولاده.. زي ما أنا متأكد انك انت اللي قتلته.. اللي يقتل  مرة يقتل الف.. والله ماهرحمك

هتف لطفي بانكار: انت بتقول ايه؟

صاح فارس مكذبا للورق: الكلام ده مش حقيقي.. وأنت مش بدر انت يحيى

ضحك لطفي وتابع باستهزاء: لا حقيقة يا فارس صدق.. وأنا الأهبل كنت رافض جواز رواء منك وعاوز أجوزها لده… وهو اصلا مش هياخد حاجة من الورث… انت دلوقتي اكيد مالكش في الورث والله لأحاسبك على كل قرش ادفع فيك

أبتسم بدر بأستفزاز ثم قال بسخرية: عيبك انك فاكر نفسك زكي.. عاصم طلع أزكى منك بكتير وعرف يلعبها عليك

الجميع على وجوههم الصدمة هل حقا يحيى مات في الحادثة؟ هل الذي تسبب في قتلهم هو لطفي؟

مئة علامة استفهام وعلامة، قطع التفكير صوت لطفي الصارخ: أخــــــرج بـــــرا ده مش بيتك

رفع بدر حاجبه بوعيد وأردف بنبرة هادئة مستفزة: لأ بيتي وانت اللي قاعد فيه وبمزاجي.. عاصم كتب ثروته كلها بأسمي

هلل لطفي بفرحة ساخرة: ما أنت مش يحيى وهرفع عليك قضية نسب وهكسبها

زادت ضحكات بدر وتابع بجمود: ماكتبش ثروته بأسم يحيى.. كتبها بأسم بدر الدين

هدر لطفي بانكار وعدم تصديق: انت كداب

أعطاه الملف ليقرأه كانت الوصية بأسم بدر الدين من المزارع والڤيلا جميعهماا بأسمه صرخ لطفي بغضب: أنت تتنازل عن كل حاجة يا اما هقتلك

رد بدر بتنهيدة مستفزة: حتى لو قتلتني مش هتاخد الفلوس.. انا مش يحيى عشان تورثني

أرتمى لطفي على الأريكة التي خلفه وحدث نفسه بغل: يعني كل حاجة عملتها راحت على فشوش.. قتلت عشان حد تاني لا من لحمنا ولا دمنا ياخد الفلوس كلها

سمعته توحيدة فأنقضت عليه بغضب: يعني كلامه صح؟ انت اللي قتلت منيرة ويحيى ومالك؟ أنت اللي قتلت عاصم؟

دفعها بحدة وقال بحنق: مش أنا يا توحيدة مش أنا انتي هتصدقي كلامه وتكدبي اخوكي

لطمت على وجهها وتابعت بهتاف: طول عمرك بتحب نفسك وأناني وتكره الخير لأي حد منك لله ضيعت الكل.. حسبنا الله ونعم الوكيل فيك

أبتعد عنها وأقترب من بدر ثم هتف بوعيد: أسمع

قاطعه بدر بغضب جلي: اسمع أنت.. ماتفكرش انك هتعرف تدخل للمزارع دي وصية أبويا الله يرحمه.. وبخصوص الڤيلا انا هعمل بأصلي مش هطردك منها مش عشان عيونك لأ.. لمراتك وبنتك وللراجل اللي رباني وماستخسرش فيا حاجة انا اللي همشي منها

ثم ألتفت بجسده ليغادر فقال لطفي بوعيد: هفضلك زي الشوكة اللي في الزور مش هخليك تتهنى بالفلوس

لم يعبأ بكلامه وتهديداته فتح الباب وخرج ثم أغلقه بعنف لكن به فارس وقبل ان يستقل سيارته وقف امام يحدثه بهدوء ممزوج بأنكار: يحيى

أردف بدر بجدية دون اكتراث: انا مش يحيى اسمي الحقيقي بدر

هم بأن يستقل سيارته ولكن اسرع فارس بأحتضانه: بس أنت ابن خالي اللي أتربيت وكبرت معاه.. هتفضل صاحبي وأخويا وأبن خالي لأخر العمر.. القرابة مش بالدم بالعشرة يا.. يا بدر.. وأحنا عشنا مع بعض سنين

زفر بدر بثقل ثم شدد على أحتضان فارس وهمس بتنهيدة: ابقا سلملي على عمتي.. انا ماشي يا فارس

قاطعه بهمس رافض: هتروح فين خليك معانا.. انا مصدقك ان لطفي هو اللي قتل.. ناخد تار خالي

أستطرد بدر بجدية: كل حاجة في وقتها.. المهم دلوقتي انت خد بالك من المزارع وهبقا أكلمك عشان اعرف كل جديد.. سلام

أستقل سيارته وسار بها الى منزل رفيقه سيف طرق الباب عدة مرات، عندما فتح سيف شهق من الصدمة: أنت كويس؟ في حاجة تعباك؟

اردف بدر بسخرية قليلة: مش هتقولي أدخل

أفسح له الطريق وقاده ليجلس في الصالون أردف بدر بجدية: أتكشفت وعرفوا اني مش يحيى.. والثروة كلها أتكتبت بأسم بدر الدين

تحدث سيف بتريث: طب ومكية سند؟

أجابه بدر بتنهيدة: عارفة اسمي بدر

هز سيف رأسه بنفي عندما قال: ماقصدش ده.. أقصد انك امتى هتطلب ايدها

فرك بدر في رأسه وهمس بمرح: هطلب ايدها ورجلها بس كل حاجة في وقتها.. لما تخلص الترم ده مش عاوز اشغلها

تحدث بدر مع رفيقه الذي يطمئنه من صغره لفترة طويلة، همس بدر بفضول: هى فين مراتك أعتذرلها على قلة زوقي

خرج من الغرفة وعاد في اقل من دقيقة وزوجته سوزان حاملة لصينية بها مشروبات ساخنة والطفل بدر على ذراع أبيه

أبتسم سيف وقال لزوجته: بدر الدين صاحبي اللي كنت بقولك عليه؟

حدقت سوزان به بصدمة انه يحيى ليتابع سيف بسخرية: دي حقيقة هو ده بدر صاحبي.. هقولك بعدين ازاي أتعرفنا على بعض

بادله بدر ابتسامة هادئة وقال لسوزان: انا بعتذرلك اني طردتك من المزرعة ماكنتش اعرف ان لطفي هو اللي بيدخل المواد المسرطنة للزرع وكمان بشكرك على حرصك على شغلك انك عرفتي حاجة زي كده وماسكتيش… تقدري ترجعي للشغل تاني

هتف سيف بنفي: تروح فين يا ابني؟ ده انا ماصدقت انها قعدت في البيت

أردفت سوزان بهدوء: العفو ده واجبي

وضع سيف أبنه على فخذ بدر بضحك: بدر الصغير السبب اني اعرف بدر الكبير

مسد بدر الدين على الصغير وبدأ الحديث معهم ثم أستأذن للذهاب متوجها الى مشتل الورد الذي لم يذهب إليه منذ الحادث أعتقد بأن جميع الزهور قد جفت وماتت تحولت لأوراق متساقطة على الأرض

أقترب من السراب ولمح بالمشتل الزجاجي الزهورة الجميلة المتسلقة والملتفة حول بعضها ازادت دهشته عندما سمع صوت مكية بتعب: ده انا بنضفك وتعبت امال لو بصلحك كنت عملت ايه؟

أبتسم بدر بشدة وهو يراها تنظف دراجته المهشمة نطق بخفوت من بعيد: مكية

أقترب منها وصوت اقدامه بالأرض أحكمت مكية الأمساك بوعاء المياه المختلط بالصابون السائل مستعدة له التفتت معتقدة بأنه غريب سكبت المياه عليه مردد بهلع: جاي عشان تتأكد انه مات.. ده انا اللي هقتلك

مسح بدر على وجهه ورد عليها بسخرية: هتقتليني بالمية والصابون ليه حد قالك اني جرثومة

أفاقت مكية وتركت الوعاء يقع نظرت لمصدر الصوت بدون تصديق مكذبة للصوت حتى رأت وجهه وحالته التي تحسنت للأفضل مع أختلاطه بالصابون هتفت بفرحة: انت خفيت يا بدر.. حقك عليا كنت فاكرة الراجل اللي بيجي كل يوم هنا.. انت عامل ايه؟

مسح وجهه بكم قميصه الأسود وقال بجدية: راجل مين اللي جه هنا؟

ناولته منشفة نظيفة وقالت بفرحة وهى تنظر له: ماعرفش اسمه بس هو كبير.. كل يومين بيجي هنا عاوز يدخل المشتل وأنا برفض انا قولتله انك بعت المشتل ليا ولو مش مشي هعمله فضيحة

تابع تحفيف راسه ثم سألها بفضول أكبر: الراجل ده شكله ايه؟ تخين مثلا وشعره ابيض

أومأت رأسها بتأكيد: ايوة ايوة.. هو ده وبيلبس خواتم كتيرة

علم بدر بأنه لطفي، أسرعت مكية بسؤاله: انت كويس يا بدر؟.. البقاء لله

رد عليها بهدوء: ونعم بالله.. انتي بتعملي ايه هنا؟ وكل يوم بتيجي؟

أجابته بتريث جميل: مش شرط يوم ممكن يومين او تلاتة كنت باجي اسقي الورد وانضف المشتل والنهاردة كنت بغسل الموتسكل بس ماعرفتش اصلحه بصراحة

زفر الهواء من رئتيه وقال مبتسما لها: شكرا يا مكية.. كنت فاكر الورد كله هيموت من العطش ماتخيلتش انك هتسقيه 

اردفت بأمتنان: انا بقيت بحب الورد جدا بسببك

أبتسم لها فطعل قلبها يخفق تلقائيا هتفت مغيبة عن الواقع: ماتبتسمش في وشي.. قلبي بيدق بسرعة اوي

زادت أبتسامته بوجهها فأشاحت جسدها للجانب الأخر بخجل لم تسمع منه صوت أعتقدت أنه يطالعها نظرات لتعاود النظر اليه ولكن لم تجده.. اين أختفى؟ أكانت تحلم؟

تعجبت مكية وقالت بحيرة: هو راح فين؟.. بسم الله الرحمن الرحيم

عاد لها وهو ممسك بشيء مغلف وقال بجدية: في حاجة نسيتها في العربية.. أتفضلي

حدجته بفضول: ايه ده؟

أردف بدر بهدوء: افتحي وشوفي

أزاحت مكية الورق المغلف به وجدت دفتر مكتوب عليه كوكيز وبجانبه قلب احمر كانت محادثته معها على تطبيق الواتساب مطبوع امامها أوراق ملونة

ألتمعت أعين مكية بفرحة وهى تردد: أنت طبعت الشات بتاعنا؟ طب ليه؟

شبك أصابعه خلف رقبته وبادر بقول: لما عملت الحادثة جات في بالي ان لو موبايلي اتكسر او باظ مش هعرف ارجع كل الرسايل.. الشات بين اللي بتحبيه مستحيل يتحذف.. لو أتخانقنا نرجع لفوق ونشوف كلامنا كان ايه؟ هنبتسم ونصالح بعض

نظرت مكية له بأمتنان كبير كانت تود ان تخبره بأنها تعشقه ولكن خجلت أخفضت بصرها للأرض

أستأنف بدر قوله الفكاهي: اممممم هنقلب على شقائق النعمان.. أنا كنت جاي اشوف الورد والحمد لله انتي كنتي بتسقيه.. وقولتي بالمرة تسقيني انا كمان

أسرعت بالرد بلهفة: والله ماكنت أقصد

لملمت اشيائها وتحدثت بقلة معه ثم غادرت مبتسمة على الهدية الرائعة بينما أغلق بدر المشتل وذهب للمكان الذي سبب له شرخ بقلبه المكان الذي وجد به وهو في المهد محاطة به الكلاب، ترجل من

سيارته وجثى قليلا محدقا بالأرض لفترة طويلة شارد بالزمن تنهد بصوت خفيض، شعر باصابع على كتفه رفع بصره إلى ذلك الرجل الوقور بفضول

تابع الرجل بأبتسامة: بقالك أكتر من عشر سنين بتيجي هنا ومابتتكلمش.. انت بتدور على حاجة يا ابني؟ ولا اقولك تعالى نقعد.. انا عاوز اتكلم معاك

نهض بدر وسار مع الرجل وجلسا على المقعد الخشبي فتابع الرجل بوجه بشوش: ايه معرفتك بالمكان ده؟ واشمعنا المكان ده اللي بتقعد فيه؟ اصل ليه تاريخ قديم.. الستات اللي مابتخلفش بتيجي تزوره

رمق بدر الرجل بتعجب الذي أكمل قوله: جهل يا ابني.. عشان من كام سنة لقينا عيل في الصبح.. الله اعلم.. ابن حرام.. ومن اليوم ده الستات الجاهلة بتيجي تزور المكان عشان تخلف

سأله بدر بخفوت: أمتى حصل؟

تابع الرطل بتذكر: انا كنت خارج للشغل بتاعي في الصبح ولقيت العيل.. كان ابني شهاب عنده سنه ودلوقتي تسعة وعشرين.. يعني عنده تمنية وعشرين سنة

دقق بدر به ليواصل أسئلته: حضرتك اللي لقيته؟ من رأيي كنت سبته ومات كان أحسن

نهره الرجل بنفي وقال بضيق: يارب عفوك ليه كده؟ يعني الكلاب تكون أحن عليه مني انا الأنسان.. ربنا بيحبه لما خدته للمستشفى الدكاترة ماصدقوش انه عايش.. في البرد ولسه مولود بالخلاص بتاعه.. ربنا أراد انه يعيش هنعترض؟ بعد ما أخدته هو السلسلة الدهب على شكل صليب وآآ

تعجب بدر وردد بأنكار: صليب؟!!!

يتبع..

لقراءة الحلقة الحادية والعشرون : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

نرشح لك أيضاً رواية حب لا يفنى للكاتبة روفيدا السيد.

اترك رد