Uncategorized

رواية عروسي الكاذبة الفصل الحادي عشر 11 بقلم ساره علي

 رواية عروسي الكاذبة الفصل الحادي عشر 11 بقلم ساره علي

رواية عروسي الكاذبة الفصل الحادي عشر 11 بقلم ساره علي

رواية عروسي الكاذبة الفصل الحادي عشر 11 بقلم ساره علي

” ممكن تهدى ..”
قالها باسل محاولا السيطرة على اعصابه وامتصاص غضب هذا الوحش الواقف امامه في نفس الوقت ..
هدر له الأخير قائلا بحدة :
” اهدى ..؟! طب ازاي ..؟! عايزني اهدى بعد اللي شوفته ..؟!”
اخذ باسل نفسا عميقا وسأله بهدوء :
” ايه اللي شفته ..؟!” “
أجابه بعينين مشتعلتين :
” شفت أختي وهي فحضنك يا بيه .. شفتكم فوضع فاضح ..”
نظر اليه باسل بهدوء وقال بثقة :
” اولا الوضع مكانش فاضح .. انا منكرش اننا قربنا من بعض .. بس الموضوع متجاوزش ده .. ثانيا ده شيء ممكن يحصل بين اي اتنين بحكم المخطوبين ..”
صاح مستنكرا :
” نعم ياخويا ..؟! مخطوبين .. مخطوبين وهي متجوزة ..؟!”
كز باسل على اسنانه وهو يقول :
” افهم يا ممدوح ومتبقاش غبي .. هو فيه حد يخطب وحدة متجوزة .. ميرنا اتطلقت من جوزها وانا خطبتها من كام يوم ..”
ثم اكمل بجدية :
” وهنتجوز قريب ..”
ابتسم ممدوح متهكما وقال :
” المفروض اني اصدق الكلام ده ..؟!”
رد باسل بقوة :
” لازم تصدقه عشان ده الصح ..”
نظر ممدوح الى يده وقال بسخرية :
” ويا ترى فين خاتم الخطوبة يا باسل بيه ..؟!”
أجابه باسل بهدوء فقد توقع سؤال كهذا منه :
” انا مش بلبس خاتم خطوبة بس ميرنا لابسه ..”
صاح ممدوح وقد بدأ يفقد صبره :
” انت شايفني اهبل قدامك .. ؟! بقولك ايه .. انا عايز اختي .. هاتها وملكش دعوة بالباقي ..”
رد باسل بجمود :
” مش هجيبها .. مش هسمحلك تقرب منها لإنها خطيبتي .. ميرنا مسؤولة مني خلاص ..”
” انت بتتحداني يا باسل .. ؟! دي اختي يا بيه ولا نسيت ..؟؟”
قالها ممدوح بغضب اعمى ليهتف باسل بهدوء :
” وقريب هتبقى مراتي .. وهبقى انا المسؤول الوحيد عنها ..”
” ده اخر كلام عندك ..؟!”
سأله ممدوح ليومأ باسل برأسه فيهتف الاخير :
” ماشي يا باسل .. طالما كده فأنا هرجع من مكان ما جيت .. وانت خليك مع ميرنا .. اشبع بيها بس خليك متأكد لو لمحتها فأي مكان مش هرحمها .. انا مش هدور عليها تاني بس لو شفتها انا مش ضامن ردة فعلي .. متنساش تبقى  تحاوطها بالحراسة طوال الوقت ..”
قال جملته الاخيرة بتهكم بارد وهو ينسحب من هذه المقابلة تاركا اياه صامتا واجما ..
لعن في تلك اللحظة الظروف و نزار اللذان أوصلاه لكل هذا ..
كان باسل يعرف ممدوح جيدا فالأخير يعرف صديقه حسام في مصر حيث حسام و ممدوح  أصدقاء منذ وقت طويل وبالتالي تعرف عليه باسل عن طريق حسام ..
حيث باسل بدوره علاقته قويه مع حسام للغاية ..
التقى باسل بممدوح عدة مرات رغم ان كل ما يجمعها هو معرفتهما المشتركة لحسام ..
عندما أدرك باسل الاسم الكامل لممدوح بدأت الشكوك داخله لكنه أوقفها بسرعة وهو يفكر انه من المستحيل ان يحدث شيء كهذا فهو طوال فترة معرفته بميرنا لم تتحدث عن عائلته سوى احاديث عادية دون التطرق لطبيعة عملهم وحالتهم المادية ..
 فممدوح ضابط في الشرطة وكذلك والده عماد ناصر كان لواء ايضا لكن ميرنا كانت تتحدث عن عائلتها بشكل عام دون التطرق لأشياء اخرى ..
ابتسم في داخله بسخرية فهاهي الأمور تتعقد فهو اصبح  يعرف أخو ميرنا ولكن هذا الشيءليس سيئا  بل السيء أنه رأى الفيديو وظن به وغدا استغل اخته الهاربةً منهم مسبقا ..
اشتعلت عيناه بغضب وهو يتذكر نزار ومدى حقارته ..
لطالما لم يكن يرتح له لكنه لم يصدق شعوره خاصة انه لم يظهر اي شيء سيء ..
لم يكن يعلم انه يتعامل مع شيطان وضيع ..
 رنين هاتفه اوقف افكاره ليجد اخته جنى تتصل به فأجابها ليأتيه صوتها الباكي وهي تهتف :
” الحق جومانة يا باسل .. منهارة ومش عارفين نتصرف ..”
لم يستوعب شيئا من حديثها سوى ان صغيرته بخطر ليركض مسرعا خارج الفندق ذاهبا اليها ..
………………………………………………………………
دلف باسل مسرعا الى الفيلا يسابق الزمن كي يصل اليها ليتجمد في مكانه وهو يرى الجميع واقفين خارج الغرفة يظهر عليهن الذعر بينما صوت جومانة وهي تحطم الاشياء  في الداخل وصراخها يصدح في ارجاء المكان بشكل صدمه ..
أشار ادهم اليهن ان يبتعدوا حيث كانت والدته تقف بالقرب من الغرفة بجوارها كلا من ماريا المذعورة وروبي الحزينة ..
أشار لهن متجاهلا دموع والدته اللاذعة والتي لا تفهم  شيئا مما يحدث ..
دلف الى الداخل ليتفاجئ بجميع ملابسها  مرميه على الارض و معظمها ممزق كذلك جميع اغراضها والميك اب خاصتها وكل شيء .. 
نظر الى دبها الممزق بصدمة والذي كان تحبه كثيرا فهو هدية من والدها .. مجواهراتها الثمينه محطمة بالكامل ..
اما هي فهي كانت تبدو وكأنها فقدت عقلها .. وجهها يكاد ينفجر من شدة الحمار وعينيها لم يعد يرى بهما شيئا سوى اللون الاحمر الدامي …
شعرها مشعث فيبدو انه اخذ نصيبه من جنونها ..
نظرت اليه جنى التي كانت داخل الغرفة تحاول ايقافها وهتفت ببكاء مؤلم :
” الحقها يا باسل .. انا مش عارفه مالها ..”
” اخرجي و سيبيني معاها ..” 
ابتلعت جنى ريقها وهي تهتف بسرعة :
” لا مش هسيبها ..”
بينما اهتز جسدها وهي تسمع صوت ارتطام شيء في الحائط أمامها حيث كانت مزهرية ثمينه بينما جومانة تتجه نحو الخزانة وتخرج اشياء اخرى بنية تحطميها ليسارع باسل في جذبها بعيدا عن الخزانة وهو يسحب احدى دمياتها منها ويرميها ارضا لتبدأ في دفعه وضربه وهي تصرخ به ان يتركها وسط نظرات جنى الباكيه المرتعبة عليها ..
ظلت تقاومه وهي ترفع قدميها عاليا احيانا وتضربه في صدره وبطنه احيانا اخرى …
كانت تقاومه دون تعب وكأن هناك شيء ما او شيطان تلبسها جعلها تتصرف بجنون مطلق ..
فقد باسل صبره ليضربها على وجنتها بكف قوي جعلها تتوقف عما تفعله لتندفع جدتها نحوهم وهي تصرخ به :
” باسل مش كده ..”
استوعبت جومانة ما حدث فهتفت بصوت كاره وعينين مشتعلتين :
” انا بكرهك .. بكرهك  جدا ..”
” كفاية يا جومانة .. عيب ده عمك وفمقام ابوكِ ..”
قالتها نورا مؤنبة لتصيح جومانة بحدة :
” مش ابويا .. لا كان ولا هيكون ابويا .. انا معنديش اب .. انتوا فاهمين ..”
” جومانة ..”
صاحت بها نورا مصدومه مما تسمعه بينما قالت جنى :
” ايه الكلام ده يا جومانة ..؟!”
قال باسل اخيرا بهدوء غير مبالي بما قالته :
” اخرجوا بره ..”
تطلعت اليه جنى بدهشة ليكمل وهو ينظر اليهما بقوة :
” اخرجوا بره وسيبونا لوحدنا …”
لم تتحركا فصاح وقد بدأ يفقد صبره :
” فيه ايه ..؟! اتفضلوا بره .. عاوز افضل مع بنت اخويا لوحدي ..”
خرجتا بسرعة ليتجه باسل نحو الباب ويغلقها بالمفتاح فتتسع عينا جومانة بفزع لاحظه بعدما استدار نحوها فوضع المفتاح داخل جيبه لتقول وهو يتقدم نحوها :
” انت بتقفل الباب ليه ..؟!”
أجابها بهدوء :
” عشان اتكلم معاكِ .. انتي خايفة ليه ..؟! ولا فاكره اني هضربك .. “
صمتت وهي تنظر اليه بعينين حائرتين ليكمل  بنفس الثبات والهدوء :
” متقلقيش .. انا مستحيل اعمل كده .. صحيح انا مش ابوكِ .. بس انا عمك .. ومستحيل أاذيك ..”
كادت ان تنطق بأعلى صوتها أنه ليس عمها ولن يكون لكنها أثرت الصمت والغريب انها لم تصمت بسبب خوفها من الفضيحة بل أن هناك شيئا منعها لم تستوعب ماهيته بعد ..
تطلع باسل الى عينيها الزائغتين بحزن ليجذبها نحوه ويضمها بعناق ابوي خالص جعل الدموع تتساقط من عينيها دون رحمه ..
كانت صامته مكتفيه بدموعها التي تسقط دون توقف فيشعر بها تذبح قلبه .. جومانة كانت ابنته .. بالرغم ان الفارق بينهما لا يتجاوز الخمسة عشر عاما لكنها يراها ابنته بحق .. ربما بسبب حبه الشديد لاخيه او لأسباب اخرى .. ظلا على هذه الحال لفترة طويله حتى شعر بخمولها بين يديه فرفع وجهها قليلا يتأمله ليراها نائمه بعمق ..
حملها ووضعها على سريره ليضع الغطاء عليها ويدثرها به جيدا ..
خرج بعدها اليها ليجد جميعهن واقفات في انتظاره ..
تأمل ماريا بنظرات جامدة ثم عاد يحدثهم قائلا :
” نامت .. وانتوا تفضلوا روحوا من هنا .. انا هفضل جنبها ..”
قالت نورا بسرعة :
” خليني انا جنبها يا باسل .. ارجوك ..”
قال باسل بحزم :
” مفيش حد هيفضل جنبها غيري انا ..”
ثم أشار الى ماريا قائلا :
” وانتِ تعالي ورايا ..”
سارت ماريا  خلفه بجسد مرتجف تاركه روبي تنظر الى اثرها بشماته ..
…………………………………………………………
دلفت ماريا خلف باسل الذي قال بهدوء مريب :
“اقفلي الباب وقربي ..”
اغلقت الباب وتقدمت نحوه بخطوات مترددة ليلتفت نحوها ما ان وقفت أمامه فترى ملامحه الثابته ترمقها بنظرات غامضة ..
لحظات قليلة قبل ان تشعر بيده تقبض على شعرها بقوة جعلته على وشك ان يتمزق ..
بينما باسل يصيح بقوة :
” عملتي ايه للبنت يا ماريا خلاها تتجنن بالشكل ده ..؟!”
أجابت ماريا بصوت مرتجف والألم ينهش رأسها دون رحمة :
” معملتش حاجة .. انا مليش دعوه ..”
صاح باسل بغضب شديد:
” مفيش حد غيرك ممكن يأذيها او يجرحها بكلمه .. انتِ الوحيده اللي بتعملي فيها كده .. الكل بيحبها ومدلعها وعمر ما حد زعلها ولو بكلمه حتى لو من غير قصد ..”
تأوهت ماريا بألم عندما زاد من ضغطه على خصلات شعرها ليهمس بصوت كالفحيح قرب اذنها :
” مش هتتكلمي صح .. ماشي انا هسيبك ..”
نظرت اليه بدهشة رغم ألمها الشديد ليكمل بتوعد :
” هسيبك لحد ما اعرف الحقيقة سواء من جومانة او غيرها .. وساعتها مش هيكفيني طردك من هنا للابد .. لا ده انا هعمل فيكِ قبلها اللي مستحيل حد يتخيله … الا جومانة ماريا .. قلتهالك وهرجع اقولها .. جومانة خط احمر .. انتِ فاهمه ..”
لمعت عينا جومانة بتحدي وشعرت بالحقد ينمو بداخلها تجاه تلك الفتاة التي جعلت باسل يحبها بجنون وكأنها خلقت من صلبه بينما هي تشعر بالعطش لكلمة وحدة جيدة منه ..
رمقته بنظرات قوية وقالت بحقد دفين :
” دي بنتي قبل ما تكون بنت اخوك .. ومحدش هيخاف عليها قديه .. هدي اعصابك شوية يا باشمهندس .. “
رمقها بنظرات محتقرة قائلا :
” لولا اني عارف كل حاجة وعارف حقيقتك كان ممكن اصدق .. بس انتي مش ام .. انتي شيطانه ..”
قالت بتحدي :
” انا امها غصبا عنك وعنها .. وعلى فكرة انا ممكن أخذها  وامشي بيهه من هنا .. بس انا باقيه عشان خاطر عمي ..”
” خذيها ..”
تجمدت ماريا وهي تستمع الى كلمات باسل القوية لتهتف بخفوت وذهول :
” أخدها ..”
أومأ برأسها وهو يكمل :
” ايوه خديها .. مستنيه ايه .. يلا اتفضلي ..”
” امال ايه بنت اخوك وخط احمر ..”
قالتها ماريا بدهشة ليبتسم باسل داخله بسخرية فالغبيه لم تستوعب بعد انه يعرفها جيدا ويعرف انه من سابع المستحيلات ان تترك المكان هنا ..
قال اخيرا منهيا الحوار وقد شعر بالقرف من وجودها امامه :
” اخرجي بره .. وزي ما قلتلك .. بنتك عندك .. خديها وروحي وقت ما تحبي ..”
اهتزت حدقتي ماريا للحظات قبل ان تضرب الارض بقدميها وهي تخرج ليهز باسل رأسه وهو يتنهد بتعب ..
قرر ان يغير ملابسه ويخرج عائدا الى ميرنا التي يجب ان يجد لوضعها حلا وهو يتسائل عن الوقت الذي سوف تنتهي به هذه المشاكل ..
بدأ يفك ازرار قميصه حينما سمع صوت على طرقات الباب ليعاود غلقها وهو يطلب من الطارق الدخول لتدلف روبي اليه وهي تنظر نحوه بتردد ..
تنهد وهو يقول :
” تعالي يا روبي .. “
ابتسمت روبي بحرج وقالت :
” محتاجة اتكلم معاك فموضوع مهم ..”
حل الصمت المطبق بينهما للحظات ليشاهد باسل الاحراج يسيطر على روبي فيهمس بخفة :
” اتكلمي يا روبي .. مفيش داعي تتحرجي .. احنه ولاد خالة وزي الاخوات ولا ايه ..؟!”
أومأت روبي برأسها وأزالت عنها حرجها وبدأت في قول ما تريد قوله بينما كان باسل يستمع الى حديثها دون أي ردة فعل ظاهرة على ملامح وجهه ..
……………………………………………………………. 
بعد حوالي ربع ساعة ..
هبط باسل درجات السلم متجها الى الخارج لكنه سمع صوت صياح يأتي من صالة الجلوس ..
تنهد بضيق وهو يتجه نحو صالة الجلوس ليجد جنى تتشاجر مع ماريا بينما نورا تحاول تهدئتهما وروبي تراقب الوضع بإستمتاع ..
” فيه ايه ..؟!”
قالها باسل بصوت عالي نسبيا ليجد جنى تهتف بقوة :
” الحقيرة دي هي السبب فكل اللي بيحصل لجومانة .. هي سبب عذابها .. وانا مش هسمحلها تخرب حياتها اكتر من كده ..” 
” انت ملكيش دعوة بيا وفبنتي .. وياريت تحترمي فرق السن اللي بينا ..”
قالتها ماريا بعصبية لتبتسم جنى بسخرية :
” طب كويس انك عارفة آنك كبيره ومعدتيش صغيره .. بس ياريت تراعي سنك بقى ..”
همت ماريا بالرد ليهتف صوت باسل الذي كان يتابع ما يحدث بصمت غريب :
” روحي على اوضتك يا ماريا ..”
صاحت ماريا مستنكره :
” انت مش شايف بتقولي ايه ..؟!”
اكمل دون ان ينظر الى وجهها :
” انا قلت كلمة واحدة وياريت تتنفذ ..”
تطلعت اليه ماريا بغيظ قبل ان تنسحب خارجة من المكان ليلتفت نحو جنى قائلا :
” طيارتك الليلة صح ..؟!”
اجابته جنى بهدوء :
” كمان اربع ساعات ..”
” يادوب تلحقي تجهزي نفسك وتروحي للمطار ..”
” بس لازم نشوف حل لماريا ه..”
قاطعها باسل بحزم :
” روحي جهزي نفسك يتا جنى ومتضيعيش وقتك ..”
ضربت جنى الارض بقدميها ورحلت لتجهز نفسها بينما نظر باسل الى والدته وقال :
” انا مضطر اروح دلوقتي وهبات بره البيت ..”
وقبل ان ترد عليه كان يشير الى روبي قائلا :
” هستناكي بكره الصبح عشان تستلمي الشغل ..”
أومأت روبي برأسها وهي تبتسم برقة ليخرج باسل فتسألها نورا بدهشة :
” شغل ايه ..؟!”
اجابتها روبي بسعادة :
” باسل خلاني مديرة اعماله يا خالتو وطلب مني استقر هنا ..”
قالت نورا بسعادة وعدم تصديق :
” بجد يا روبي .. يعني الامور تصلحت بينكم خلاص ..”
ضحكت روبي بخفة وقالت :
” مش بالضبط .. بس كل حاجة ماشية تمام .. انا مطمنة اوي يا خالتو ..”
تنهدت نورا بسعادة وهي تتمنى ان تتم هذه الزيجة فهي تحب روبي كثيرا بسبب شخصيتها الجذابة وطبيعتها النقية رغم انها لا تظهر ذلك للجميع ..
……………………………………………………..
كانت ميرنا تسير داخل صالة الجلوس ذهابا وايابا وهي تشعر بالضيق الشديد من عدم مجيء باسل حتى الان ..
زفرت انفاسها وهي تتذكر محتوى رساله وكانت تريد حقا ان تتصل به لكنها منعت نفسها من ذلك بالقوة ..
لقد باتت تريده جانبها دوما وهذا يرعبها فهي تعرف جيدا أنه لن يستمر معها وأن كل ما يفعله لأجل أن تتعالج من ادمانها ..
لا تستطيع الجزم أنه لا يحبها لكن بمعرفتها السابقة له تستطيع الجزم بأنه ليس من النوع الذي يغفر بسبب مشاعره وهي تدرك ذلك جيدا وقد عايشته من قبل ..
عادت ذاكرتها الى الخلف وتحديدا الى ثاني لقاء جمعها به بعد لقائهما الاول في كافيتريا الجامعة ..
( قبل عدة اعوام ..
في كلية الهندسة ..
كانت ميرنا تسير متجهة خارج الجامعة بعدما انهت جميع محاضراتها ..
حيث اتجهت نحو كراج السيارات وتحديدا نحو سيارتها لتجد جميع اطارات سيارتها مفرغة من الهواء ..
زفرت انفاسها بضيق وقالت بتذمر :
” مش وقتك خالص .. هموت من التعب .. اروح البيت ازاي دلوقتي ..اكيد فيه حد عمل الحركة دي ..”
” فيه مشكله ..؟!”
صدح صوت من خلفها لتجده باسل الذي تذكرت شكله واسمه جيدا فهي رأته منذ ثلاثه اسابيع في الكافيتريا وما زال اسمه المميز مطبوع في ذاكرتها ..
ردت ميرنا بجدية وقد شعرت انه جاءها من السماء :
” نايمين .. الاربعة .. انا مش عارفه اعمل ايه ..” 
تأمل باسل السيارة للحظات وهو يتذكر ما سمعه على لسان صديقه احمد عن قيام عزام بفك أطارات سيارة ميرنا ليشعر بالكره الشديد له ولتصرفاته التي تفاجئ لأول مرة بحقارتها ..
” سيبي العربية هنا وانا بكره هجيب ميكانيكي يصلحها .. “
ردت ميرنا بسرعة :
” لا انا هتصل بأخويا واقوله وهو يتصرف .. “
ثم اكملت برقة :
” ميرسي على محاولتك للمساعدة ..”
ابتسم بهدوء لتنظر اليه بإعجاب فقال بجدية محاولا عدم الاهتمام بنظرات اعجابه خاصة بعدما أخفتها بسرعة ويبدو انها ندمت على تسرعها بذلك مما أزعجه ذلك بشدة ..
” لا عادي .. تحبي توصلك ..”
قالت ميرنا بهدوء :
” لا شكرا هاخد تاكسي ..”
ثم نظرت الى ساعتها وقالت :
” لازم اروح عشان تأخرت ..”
” اتفضلي …”
قالها بهدوء لتبتسم وهي تتجه خارج الجامعة يتابعها هو بنظراته ..
في اليوم تفاجئت ميرنا بأنه تم تصليح إطارات سيارتها بالكامل بينما هي لم تخبر مازن بما حدث فقد أخبرتها صديقتها انها تعرف ميكانيكي جيد سوف يأتي بعد الساعة العاشرة ويقوم بنفخ الاطارات ..
ابتسمت بهدوء وقد فهمت ان باسل هو من فعل هذا وتعجبت متى استطاع ان يفعل ذلك لكنها قررت ان تشكره بكل الاحوال ..
وبالفعل استغلت انه ما زال الوقت مبكرا على محاضراتها فإتجهت الى قاعات محاضرات المرحلة الثالثة بعدما علمت انه في سنته الثالثه ..
وقفت تنتظره وهي تعلم ان لديه محاضرة باكرا وسوف تنتهي بعد اقل من نصف ساعة ..
ظلت واقفة تقلب في هاتفها تارة وتنظر امامها تارة اخرى ..
بدأ الطلاب يخرجون من المحاضرات لتنظر نحو باب القاعة بلهفة فاجئتها لكنها لم تهتم لها حتى وجدته يخرج بجانب صديقه ..
ابتسمت بخفة وهي تتجه نحوه ليراها اخيرا فيتقدم بدوره نحوها وصديقه يتبعه ..
ابتسمت ميرنا بسرعة وقالت :
” انا جيت عشان اشكرك علشان صلحت عربيتي .. بجد شكرا ..”
بادلها باسل ابتسامتها وهو يقول بصوت هادئ رخيم أثار مشاعرها وشدها أكثر نحوه :
” العفو .. انا عملت واجبي ..”
تنحنحت بحرج ولمَ تعرف ماذا تقول لتهتف بعدها وهي تنظر الى ساعة يدها :
 ” محاضرتي هتبدأ لازم اروح دلوقتي ..”
ثم اتجهت بسرعة وقلبها يتقافز بسعادة تاركة باسل ينظر الى أثرها بصمت لكن لمعة عينيه أدهشت صديقه الذي هتف بعدم استيعاب :
” ايه كل ده ..؟! هي السنارة غمزت ولا ايه ..؟!”
نظر اليه باسل بصمت للحظات قبل ان يهتف مغيرا الموضوع :
” خلينا نروح النادي .. محتاج اشرب حاجة تفوقني ..”
تبعه احمد بسرعة وهو يشعر بالدهشة حقا  ..
اما ميرنا فكانت تجلس في قاعة المحاضرات تنظر الى الاستاذ امامها بشرود وهي تتذكر باسل وافعاله ..
انتهت المحاضرة لتلملم اغراضها حينما سمعت صديقتها رولا تهتف بخفة :
” نيالو اللي شاغل بالك ..”
ابتسمت ميرنا ولم تجيب لتكمل رولا :
“اعترفي بقى انك معجبة بيه ..”
رمقتها ميرنا بنظرات حادة مصطنعه لتضحك رولا التي أحبتها ميرنا حقا رغم معرفتهما التي ما زالت في اولها :
” خلاص خلاص .. اسفين ..”
ابتسمت ميرنا وقالت :
” خليكِ فخطيبك وملكيش دعوة ..”
تنهدت رولا وهي تهتف بهدوء :
” هحاول ..”
ابتسمت ميرنا بخفة على تلك العنيدة التي ما زالت رافضة أمر خطبتها من ابن عمها ..
ابتسمت بشفقة على رولا التي لم يكن لها حق الاختيار بناء على تقاليد عائلتهم المصون فالفتاة لإبن عمها كي تظل اموال العائلة بينهم ..
وبالرغم من كونها لم ترَ هذا الخطيب لكنها علمت من رولا مدى جفائه معها وتسلطه والتي تقابله رولا بدورها بلا مبالاة تشعل الخلافات بينهما ..
فرولا بدورها عنيدة وقوية بشكل لا يناسب عمرها ولا يتناسب مع فرق السن بينها وبين خطيبها مراد ..
سارت معها ميرنا وهما تتحدثان سويا بسعادة حينما لمحت عزام يتحدث مع احدى الفتيات وهو يوليه وصوت ضحكاتهما تعلو بشدة بينما أثار انتباهه حديثه الذي كان يخصها وجعلها تشعر بالغضب ناحية باسل ..)
أفاقت ميرنا من شرودها وهي تبتسم بخفة واحداث ما حدث بعدها تهاجمها بقوة وقبل ان تشرد بتلك الذكريات من جديد كان باسل يدلف الى الداخل لتستقبله وهي تبتسم بسبب تلك الذكريات فيرفع باسل  حاجبه بدهشة لتشعر بالحرج فموقفها هذا غبي وضحكتها الغبية في وقت كهذا لا تدل الا على شيء واحد وهو جنونها ..
اختفت ابتسامتها وهمت بالحديث ليشير اليها باسل ان تصمت ويقول وهو يرمي بكيس كبير نوعا ما نحوها فتلتقطه بسرعة :
” ولا كلمة .. قومي غيري هدومك .. هنخرج سوا .. نتعشى بره واخدك عالبحر تغيري جو ..”
تطلعت اليه ميرنا بدهشة مما قاله وفكرت ان الجنون اصاب باسل فهل فقد ذاكرته ليتجاهل كل شيء ويخبرها بهذا ..؟! 
قال باسل وهو يراها تنظر اليه بدهشة بينما ذراعيها تحتضننان الكيس امام صدرها :
” هو انا قلت حاجة غريبة للدرجة دي ..”
لتهز ميرنا رأسها وتسير مسرعة متجهة نحو الغرفة لتغير ملابسها ..
بعد حوالي ساعة دلف الاثنان الى احد المطاعم الشهيرة ..
تناولا طعاميهما بصمت وأحاديث عامة لا تخص وضع ميرنا وهذا فاجئها وجعلها تتناسى كل شيء تمر به وحتى موضوع اخيها والفيديو لم تسأل عنه لإنها تثق بأن باسل قادر ان يحميها وبدورها تريد ان تنسى كل شيء يخصها ولو لساعات معدودة .. تريد تجربة احساس الراحة ولو لساعة واحدة حتى ..
ولا تعرف لماذا تخيلت للحظة انها زوجة باسل وها هما يأتيان لتناول الطعام في الخارج في يوم اجازتهما الاسبوعي ..
في تلك اللحظة جف حلقها وادمعت عينيها وأخذت تشعر بالندم فهي حرمت نفسها من لحظات كهذه بسبب غبائها وكبريائها اللعين ..
نظرت الى باسل الذي نظر بدوره اليها بتساؤل لتهتف بهدوء :
” هقوم اغسل ايدي عشان شبعت ..” 
اومأ باسل برأسه وقال :
” وانا هدفع الحساب واروح اغسل ايدي .. ابقي استنيني
هنا ..”
وبالفعل اتجهت ميرنا نحو الحمام حيث غسلت يديها وجففتهما ثم خرجت متجهة نحو طاولتها من جديد لتتجمد في مكانها وهي تلمح اخر شخص توقعت ان تراه ..
لا تصدق لقد تذكرته منذ  ساعات  ..
لمعت عينيها بشوق ولا تعرف كيف اتجهت نحوه ليلتفت بدوره نحوها وقد شعر بوجودها فتطلع اليها بجمود كعادته لتبادره بالتحية :
” مساء الخير .. ازيك ..؟!”
رفع حاجبه وقال بتعجب وهو يحاول تذكر أين رأها من قبل .. ملامحها بدت مألوفة لكنها لا يتذكرها بالضبط :
” حضرتك تعرفيني ..؟!”
تنحنحت ميرنا بحرج وقد استوعبت مدى غبائها .. هل جنت لتتحدث معه ..؟! بل من أين جائتها هذه الثقة لتتحدث مع رجل من حياتها السابقة  .. ؟! ألم تكن طوال عمرها خائفة من أن ترى احد منن تعرفهم مسبقا  ..؟! كيف فعلت هذا ومن أين جاءتها تلك الشجاعة ..؟؟ هي ما زالت مندهشة من تصرفها وكأنها مغيبة وقبل ان تبتعد سمعته يجيب على الهاتف قائلا :
” ايوه يا حبيبتي انا مستنيكِ عند الريسيبشين اهو ..”
قالت رغما عنها بشوق تملكها :
” هي رولا معاك  ..؟!” 
سيطر الجمود على ملامح وجهه وقد أدرك أنها تعرفه عن طريق رولا ..
ابتلعت ريقها وحاولت ان تفهم ما الخطأ الذي ارتكبته حتى يحتل وجهه كل هذا الجمود المخيف ..
لكن صدمتها ازدادت حينما لمحت احداهن تقترب منه وهي تهتف به بإبتسامة جذابة :
” سوري يا حبي .. أتأخرت عليك ..”
ثم نظرت الى ميرنا بتعجب قبل ان تحتدان عينيها فتسأل زوجها :
” مين دي يا مراد ..؟!”
هم مراد بالرد لتقول ميرنا بسرعة متلافية الموقف رغم دهشتها التي ما زالت تسيطر عليها :
” انا كنت بشتغل مع مستر مراد زمان وجيت أسلم عليه ..”
ثم التفتت مسرعة الى الخلف لتلمح باسل يتقدم نحوها بملامح حادة فإقتربت منه وقالت بسرعة :
” خلينا نروح دلوقتي .. انا مش قادرة افضل هنا ..”
قالتها وهي تشعر بالاختناق مما رأته وخوف شديد على صديقتها التي رغم مرور سنوات على فراقهما لكنها ما زالت تملك نفس المعزة داخل قلبها ..
ليومأ باسل برأسه وهو يسحبها خلفه بينما مراد يتابع أثرها وقد استوعب لتوه من هي ومن تكون فهذه ميرنا صاحبة خطيبته السابقة ليتنهد بضيق وهو يشعر بالإختناق من تلك الذكريات التي جلبتها تلك الميرنا له رغم مرور سنين عليها ..
يتبع…
لقراءة الفصل الثاني عشر : اضغط هنا
اقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

تعليق واحد

اترك رد