Uncategorized

رواية زين الرجال الفصل الثانى 2 بقلم منى السيد

 رواية زين الرجال الفصل الثانى 2 بقلم منى السيد
رواية زين الرجال الفصل الثانى 2 بقلم منى السيد

رواية زين الرجال الفصل الثانى 2 بقلم منى السيد

كانت زين تعمل بسرعة ومهارة على السيارة حتى تختفى من هذا المكان فهى ومهما كان قد ضربت احد رجال المعلم الخولى بمفتاح انجليزي حتى انفجرت الدماء من رأسه كنافورة راقصة  الى ان اردته قتيلا.
-Flash back
كان احدهم يصيح بدوى هائل وصوت جهورى وانفاس خامدة تكاد رائحة المخدر ان تخرج مع كل نفس يتنفسه 
-:”انت ياض انت هاتسيب الورشة دى وتمشى ولا اشقك نصين وانت عارفنى”
-بانفاس لاهثة ردت زين ” اروح فين بس يا اسطى فتحى انت عارف بعد ابويا الله يرحمه ما مات مليش حد ولا حته الا دى “
-” انت هتسمع الكلام ولا الم عليك عيال المعلم خولى انا صبيه ولو قولتله يدينى الورشة هايدهانى وهيعلقك”
-” طب بص انا معنديش مانع ابيعهالك اديني سعر كويس وانا اللي همشى واسيبهالك انما اللى انت بتطلبه دا ميرضيش ربنا
-” ايه يا واد يا منحنح انت اللى ميرضيش رينا هو انا بقولك هات بوسه كتك القرف ف سحنتك اللى مش عارفينها اذا كنت ولد ولا بنت”
-تلعثمت زين وهى تلهث ” ولد والنعمة ولد بس سيبنى ف حالى” كادت تبكى على حالها وهى تترحم على والدها الذى اصر ان تتقمص زين دور الولد طول حياتها وكانت تكره والدها حينها لذلك اما الآن فهى تحمد الله على ان والدها اجبرها على ذلك فها هى بدور الولد الان وهذا الكلب يريد ان يستولى على كل ما لديها فما بالك لو علم انها فتاه وان شعرها هذا ماهو الا باروكة وشاربها ولحيتها ملتصقين بوجهها بلاصق مقزز. احتارت ماذا تفعل الان وفى خضم حيرتها وتيهها انقض الرجل عليها وهو يفتح المطواة ويتطوح لا يعرف يمينه من يساره 
-” انت هاتسمع الكلام ياض ولا اشقك” 
قفزت زين برشاقة وتفادت الضربة ولم تشعر الا والمفتاح الانجليزي بيدها وهى تهوى به على رأس هذا المخمور ودمه يتناثر كالنافورة . 
– وصاح المخمور “يااااااابن الكاااااالب” همهم  من بين  صراخة الغير مفهوم تماما  “دانت يومك مش هايعدى بتضرب صبى من صبيان المعلم الخولى استنى على رزقك مانتش بايت فيها الليلة دى” ووضع يده على رأسة المجروح والدم قد ملأ يده وهو يترنح ويتوعد ويخرج هاتفه ليتصل باحدهم ثم هوى ساقطا فى وسط ورشتها. علمت زين ان هذا هو آخر ايامها فى الحياة او فى هذه المنطقة النائية البعيدة التى اختارها ابيها ليربيها فيها ايهما اقرب ان لم تتخذ قرارا سريعا وتنفذه بذات السرعة؛ وفكرت أتخسر حياتها ام تخسر منزلها الذى يأويها ومحل عملها معه؟؟؟ كان حلم حياتها ان تخرج من هذا المكان ولكنه كان خوفها الاكبر ايضا فهى بعمرها لم تخرج من هذا المكان حتى للمدرسة فقد اتمت تعليمها ف المنزل كانت تذهب للمدرسة فقط ايام الامتحانات بصحبه ابيها وحين حصلت على مجموع جيد ف الثانوية العامة توسلت لابيها كى تدخل الجامعه ولكنة رفض رفض قاطع  لانه بذلك ستكشف هويتها الانثوية ومع توسلاتها وبكاءها المستمر ووعدها بالا تنكشف وافق على مضض على الا تذهب للجامعة الا ف الامتحانات كما كانت ف المدرسة وافقت وهى تعلم ان هذا قد يكون مستحيل فهى لابد لها من ان تحضر المحاضرات ولكن هذا كان املها الوحيد وقررت ان تضاعف مجهودها وتذاكر دون حضور المحاضرات وقد كان وتخرجت من كلية الالسن بتقدير عام جيد جدا .
انتفضت زين على صوت صاحب السيارة الرخيم وهو يتسائل “هااا عرفت تصلحها ولا ايه يا كابتن” وضحك هازئا نظرت له زين من بين رموشها الكثيفة بجانب عينيها نظرة الواثق  “اتفضل دور كده” رفع فريد حاجبيه وهو يتمتم ” معقول بالسرعة دى” وادار المفتاح وسمع هدير السيارة وقد دارت وكأن هذا الصوت اعذب من صوت مطربه المفضل اغمض عينيه بسعادة وهو يخرج صوتا مثيرا وكأنه يتلذذ بطعم أكله لم يأكلها لسنوات وقد جعل هذا قلب زين يضطرب ولكنها ارجعت ذلك لموقفها الذى لا تحسد عليه الآن فهى هاربه وتكاد تكون مفلسة ودون اى ممتلكات الا هذه الحقيبة الصغيرة التى جمعت ما فيها على عجل ولم تدرى اصلا ماذا وضعت وماذا لم تضع فقد كانت ترتعد من الخوف وهى تلملم اشياءها فهى تعلم انه دقائق وقد تكون فى عداد الموتى . اسرعت الى باب السيارة وفتحتها وجلست بجانب فريد وهى تتلعثم” يالا بينا بقا “وكانت هذه اول مرة تنظر اليه والنور مضاء داخل السيارة لم  تكن تعرف هل دقات قلبها المضطربة هذه بسبب الموقف ام بسبب وسامة هذا اللعين المستهزئ وعيناه القاتمتان ونظرته المستهزئة كادت تردى بها مع ابتسامته الدافئة وعيناه التى تزيد هذه الابتسامة روعة . اغمضت عينيها وكأنها تعاقب نفسها بعدم رؤية هذا الوسيم وهى تفكر( ايييه يا مهبوله انتى اول مرة تشوفى راجل؟؟  الصراحة اه دى اول مرة اشوف راجل وراجل حلو اوى كده كمان) هزت رأسها يمينا ويسارا وكأنها ترفض ما تقوله لنفسها الى ان سمعته –” ايه يابنى مالك متلخبط ومتكعبل ف نفسك كده ليه”
-“وكأنه انتشلها من افكارها بوسامته ليرميها ف بحر صوته العميق تنحنحت واستجمعت ما تبقى ف حلقها من احبال صوتية معقودة لتحركها فتخرج بهمهمه واحدة ” يالا بينا والنبى” اومأ لها فريد وانطلق بالسيارة بسرعه لدرجة انها ارتدت على كرسيها بعنف وابتسم فريد نصف ابتسامة “باين عليك ضعيف اوى ” هزت رأسها موافقة ولم تجب واراحت رأسها على الكرسي وزفرت زفرة ارتياح ولكنها انتفضت مرة اخرى على صوت دوى طلقات رصاص . فريد بقلق ” ايه الصوت دا دا صوت رصاص وشكله قريب م المكان اللى كنا فيه ” –”اه فعلا الحمد لله ان احنا مشينا بسرعه” نظر لها فريد بارتياب ولكنه هز رأسه وكأنه يقنع نفسه ماذا عساه هذا الضئيل ان يفعل.
كانت زين تنظر خلفها طول الطريق تحسبا ان يتبعها اى من صبيان المعلم الخولى ولكنها ارتاحت بعدما رأت بوابات مارينا وكأنها تفتح لها ذراعيها واغمضت زين عيناها مستسلمة لهذا ولم تعلم ماذا يخبئ لها هذا الطريق ….. 
اغلقت زين باب السيارة ورائها بهدوء وهى تتمسك بحقيبتها وتحتضنها بشدة وتنظر حولها باستغراب لم تكن رأت جمال السيارة الرياضية الانسيابية ذات اللون الازرق الداكن .كانت قد عرفت ان هذه السيارة من النوع الباهظ الثمن حين كانت تصلحها ولكنها انبهرت بلونها وموديلها هى بالفعل لم تكن رأت مثلها من قبل حتى على الحاسوب وهى تذاكر محاضراتها فهى لم يكن من المسموح لها ان تمسك هاتف اساسا ولكنها كانت تختلس النظر فى المواقع على حين غفلة من ابيها؛ لذا شعرت انها دخلت عالم اخر غير عالمها المغلق على هذا الصندوق المسمى الحاسوب. والآن تدب بقدميها عالم حقيقي مغاير تماما لما عاشته هل فعلا عاشت زين هل هذه كانت حياة؟؟ وهى ترى الفاتنات الآن يذهبن بميوعة ويجئن بدلع كانت تقلب شفتيها ازدراءا دون ان تشعر والتفتت على فريد وهو يحدثها “هووووهوووو مالك يابنى “زين بارتباك “هه مفيش حاجة مفيش حاجة يافندم”
-“الحمد لله وصلت لمرحلة افندم ههه بص يا…… الا صحيح انت اسمك ايه؟”
– ارتبكت زين وهى تتتأتأ ” ز..زين زين يابيه” 
هز فريد رأسه وهو يقول ” طيب بص يا زين انت طبعا ملكش مكان تبات فيه هنا ايه رأيك تبات معايا ف الشالية بتاعى وتشوف طلباتى على ما تلاقى شغل ومتخافش هاديك اللى انت عاوزة” زاغت عينا زين فمع ان كلامه منطقى وفى مصلحتها الا انها انزعجت من مجرد كلمة (تبات معايا ف الشالية) اذعنت موافقة فليس لديها حل غير ذلك الآن وهمهمت “تمام يابيه تمام”  اخذ فريد حقيبته واخرج المفاتيح من جيبه كانت زين مركزة على وجهه ولا تنزع عيناها عنه وضربات قلبها تعنفها وانفاسها تترنح ما بين ضيق وانفراج فى حين نظر اليها هو بابتسامة تملؤها الطيبة وهو يقول “اتفضل يا زين” دلفت زين الى داخل الشالية وكانت تشعر ببرودتة رغم الجو الحار نسبيا بالخارج فهم على اعتاب الصيف اضاء فريد الانوار لتبحلق هى عينيها ف هذا المكان الذى اقل ما يوصف به فخم وراقى  ومريح. كانت هادئة وساكنة الى ان اشار لها فريد “اوض النوم فوق يا زين الاوضة الكبيرة بتاعتى نقيلك انت اوضة ايه رأيك؟ اه والليفنج هنا ع اليمين لو عاوز تتفرج ع التيلفزيون ولا حاجة ” اوامأت برأسها بهزة خفيفة وهو يبتسم ابتسامته الهادئة تلك لو فقط لا يبتسم هذه الابتسامة التى تزيده وسامة! (ماتلمى نفسك بقا ) هكذا حدثت زين نفسها وانتشلها من افكارها وهو يقول” طيب انا مش قاااادر انا هنام دلوقتى وانت شوف عاوز تعمل ايه تمام” هزت رأسها “تمام تمام” صعدت وراءه وهى تتأمل ف جمال المكان (انا لو بحلم مكنتش هاقدر اوصل بخيالى للجمال دا )هكذا فكرت فتح فريد باب غرفة واشار لها بيده “تصبح على خير يا زين” يااااااااااه لو ازاد حرف الياء على تصبح ويقولى تصبحى على خير يا زين ياااااااه اختارت هى اول غرفة وقعت عيناها على بابها حتى لا يكون من العيب ان تتجول ف المكان بصفاقة هكذا. كانت غرفتها بسيطة انيقة ومريحة  اغلقت الباب بالمفتاح ونزعت ملابسها وتنكرها وفردت شعرها النحاسي الطويل الذى يصل لنصف ظهرها ولطالما ناضلت كثيرا من اجل ان يسمح لها اباها باطالته فى مقابل ان ترتدى هذه الباروكة الكريهة. ارتمت على السرير فى سعادة وهى لا تدرى ما هو شعورها تحديدا !!  تشعر السعادة ياااااه اخيرا تركت هذا البيت من طابق واحد فى هذا المكان المهجور كان بيتهم واسعا الا انه كان يخنقها ويضيق عليها وكأنها عصفور فى قفص ذهبى فبأى شئ يفيد الذهب العصفور؟؟. على الجانب الاخر خلع فريد ملابسه وارتمى على السرير وهو يفكر كيف ضاعت ليلة كان ينوى فيها مقابلة “مايا” ولكن لا يهم هو سيراها غدا على كل حال؛ وكيف قابل هذا الولد الغريب وفكر (شكله برئ بس حاسس انه عامل مصيبة) وتذكر هاتفه فأخرجة ليضعة ف الشاحن حتى الصباح.
تسللت اشعة الشمس الى وجه زين بهدوء واضفت على شعرها النحاسى جمالا فوق جماله ابتسمت زين دون ارادتها وهى تفتح عيناها كانت هذه هى عادتها حتى والدها الذى كانت تشعر انه يكرهها كان يحب هذه العادة منها وهى انها تبتسم عندما تفتح عينيها ف الصباح كما الاطفال. نزلت من السرير وهى تمط جسدها لقد نامت ملئ جفنيها فهى ولفترة كبيرة وخاصة بعد وفاة والدها لم تكن تنام براحة وامان هكذا قفزت من مكانها فجأة وهى تسمع اسمها وللحظة ادركت اين هى وماذا حدث بالامس وتذكرت فريد اااه هذا الوسيم ضربت نفسها على خديها تحاول افاقة نفسها وتحدث نفسها قائلة (يابنتى قولتلك لمى نفسك وبطلى سهوكة هاتتفضحى كده)اخذت تبحث عن باروكتها وشاربها ولحيتها المزيفان والصقتهم بصعوبة ثم خرجت متنحنه انا اهو يابيه انا اهو” نظر لها فريد بشك ثم وكانه استسلم لما يراه بعينه وقال” يالا روح هاتلنا فطار واملا التلاجة لليومين الجايين انا كتبتلك الطلبات ف ورقة والفلوس اهى يالا اتحرك مالك متنح ليه” –” اه تمام تمام اهو هاتحرك واخذت النقود والورقة وهى لا تعرف اين تذهب ولكن لا يضير ستسأل وتشترى طلبات البييييه هكذا فكرت وهى تسخر من نفسها. بعد حوالى النصف ساعه كانت زين قد اشترت كل المطلوب وفى طريقها للشالية التى جاهدت لتحفظ طريق العودة حتى لا تضيع فكل الشاليهات هنا تشبه بعضها ولكنها وصلت دون عناء لكن كان لديها مشكلة اخرى وهى انها لم تدخل الحمام صباحا فكانت تتلوى وتتراقص وهى ترن جرس الباب فتح فريد وهو يرتدى شورت كحلى وفانلة بيضاء تكاد تصرخ وهى تلتصق بعضلاتة المفتولة فتحت زين فمها وهى مازلت تضم تعتصر نفسها ضحك فريد من منظرها وقال” ايه يابنى مالك هات عنك هات” رمت له الاكياس وسألته وهى تتراقص ” هو الحمام فيييين” ضحك فريد مرة اخرى وهو يشير لمكان الحمام وحمل الاكياس الى المطبخ كان المطبخ اساسا مفتوح على الصالة الكبيرة على شكل كاونتر دائرى ولكن ينتهى بباب لدخول المطبخ منه خرجت زين من الحمام وهى تقول ” معلش اصلى…. وتململت دون ان تكمل فرد فريد بسرعة “عادى عادى يا زين المهم انت بتعرف تعمل فطار ولا اعمل انا ونتنقل احنا الاتنين ع المستشفى” كان يتكلم بابتسامته الساحرة ما هذا الا يكف عنه هذه الابتسامة التى تعصف بها ” لا انا بعرف اعمل اكل هايعجبك اوى” رددت تلك الكلمات وهى ضائعة فى ابتسامتة واسنانة البيضاء الناصعة وهذا الشارب الاسود الخفيف الذى يعكس بياض اسنانة ولحيته الخفيفة الغير حليقة وكأن هذا يزيده وسامه لا ينقصة منها شئ وجرت ضائعة الى المطبخ. اعدت زين الفطور وتركها فريد وهو يصدر هذا الصوت المتلذذ ” امممم لاااا دانت لقطة  شكلك شاطر ف حاجات كتير” هزت زين رأسها بابتسامة لطيفة فى حين اخذ فريد هاتفه وطلب اسما ثم من بعدها اخذت هى الاطباق الى المطبخ  وسمعته يقهقه وهو يقول “وانا اقدر بردو يا مايا انتى لو تعرفى جرالى ايه امبارح هاصعب عليكي اوى وهاتخديني ف حضنك على طول ” وانفجر ضاحكا بعدها كانت زين تستمع لكل ما يقول وهى تعض على شفتيها ثم نهرت نفسها قائلة( وانتى مالك انتى ياباردة يعنى مز زى دا عوزاه يكون ايه يعنى  فوقى لنفسك كده يازين واتلمى واستنى لما يخلص المكالمة الماسخة دى وبعدين اطلعى استأذنى وامشى من هنا  بقا )
يتبع ……
لقراءة الفصل الثالث : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد