Uncategorized

رواية ملك للقاسي الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم فاطمة أحمد

 رواية ملك للقاسي الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم فاطمة أحمد

ماذا بعد !
___________________
في نقطة ما… نشعر بالإحتياج لشخص قريب … وبالرغبة في الإبتعاد عنه فور وجوده !!
25 مكالمة فائتة و مكالمتين لم يتم الرد عليهما ، زفر بخنق فور خروجه من قاعة الإجتماعات و إلغاء وضع الصامت من هاتفه ، تذكر ادم صباح هذا اليوم وكيف تحولت الأحضان بينهما الى مشاجرة كبيرة لا سبب مقنع لها لكنها انتهت بأسو*ء النتائج الممكنة ، هو للآن لا يصدق ان يارا اتهم*ته بالطمع بل و أخبرته صريحة أنه يريد إثبات جنونها لكي يسيطر على أموالها ، حقا !! هل بعد كل ما فعله لأجلها أصبح هو الطما*ع الذي يحيك الخطط اتجاه زوجته والدة طفلته ؟
تأوه بأ*لم داخلي وهو يجلس على كرسي مكتبه و يرفع رأسه للأعلى مقتضبا ، جزء منه يقول انها لم تعي لما تقوله فهي متعبة وغير طبيعية في الآونة الأخيرة بسبب الحمل و  الإكتئا*ب و ماشابه ، وجزء آخر يخبره بأنها استطاعت طع*ن كرامته بقسو*ة و إها*نته و إعتبار حبه لها كذبة ، فهي لا تزال تنظر اليه على أنه ذلك الو*حش الذي اضطرت يوما على قبول زواجها منه !!
– استغفر الله العظيم.
تمتم بها ادم في خفوت ثم أجرى اتصالا بوالدته و انتظر الرد… رن رن ثم فتح الخط.
– السلام عليكم يا ابني.
وصله صوتها الحنون كإسمها ف ابتسم بهدوء :
– و عليكم السلام ، ازيك يا ماما ؟ 
– انا بخير طول ما انتو بخير ياحبيبي قولي في حاجة انت مش متعود تتصل بيا في الوقت عارفة انك لسه في المكتب.
مسح ادم على وجهه و رد عليها :
– اه انا لسه هدخل اجتماع تاني و هتأخر النهارده عشان كده عايز اطلب من حضرتك تروحي تقعدي مع يارا لأنها لوحدها في البيت وكمان هي تعبانة شويا.
تأهبت في وقفتها تسأله بوجل :
– تعب ايه يا ادم انا لسه شايفاها كويسة امبارح موديتهاش الدكتورة ليه ؟
– تعب عادي يا ماما بسبب الحمل بس خايف تدوخ و يغمى عليها و مكونش جمبها عشان كده بطلب منك اا…
قاطعته حنان مبتسمة :
– هروحلها طبعا اخلص اللي ف ايدي بس.
هز ادم رأسه بإستحسان و أكمل :
– لو سمحتي اعمليلها أكل كمان انا طلعت الصبح بسرعة من غير فطار وهي مبتحبش تفطر لوحدها أكيد مكلتش حاجة.
– حاضر يا حبيبي عايز حاجة تانية.
اغمض عيناه ثم فتحهما مجددا مجيبا :
– لأ الله يخليكي يا ست الكل.
أغلق الخط و أعاد بصره للورق أمامه دون تركيز حتى رن الهاتف تبعه صوت مساعدته بعدما أجاب :
– بشمهندس ادم ابن عم حضرتك السيد ادهم طالب يشوفك.
– دخليه بسرعة.
بعد ثوان فتح الباب و دخل شاب ذو بنية قوية يرتدي زي الضباط ، شعره بني و عيناه ملونتان ورغم اختلاف شكله عن بقية افراد عائلته إلا انه يشترك معهم في صفة واحدة و هي غض*به السريع … انه الضابط أدهم الشافعي ( بطل روايتي أحبك سيدي الضابط ) ، فور رؤيته ل ادم إبتسم ورفع ذراعيه :
– ابن عمي الغالي.
بادله الآخر إبتسامته و نهض يحتضنه بهدوء مرددا :
– ميت مرة بقولك لما تجي ادخل مباشرة من غير ما تاخد اذن الشركة شركتك.
ضحك بخفة معلقا :
– كده هرتاح اكتر معلش ، المهم انت عامل ايه و عمي و طنط و رهف و بنت عمي الصغيرة يارا بقالي زمان مشوفتهاش.
هز رأسه بإيجاب :
– كلنا بخير الحمد لله ، طنط زينب و اختك حياة عاملين ايه ؟ و البنت اللي كانت قاعدة معاكو و اتجوزتها انا نسيت اسمها ؟
– لارا.
هتف بها في تلقائية و إبتسامة جميلة ترسم على وجهه و تابع :
– كلهم بخير وانا كمان كويس … يعني بحاول ابقى كويس ، طبعا مش سهل اعرف ان أب البنت اللي بحبها هو نفسه اللي قت*ل ابويا قدامي وانا صغير بس اقتنعت بأن لارا ملهاش ذنب.
ربت ادم على كتفه و تذكر زوجته التي ارهقت روحه فإستطرد الآخر :
– صحيح بخصوص القضي*ة انا طلبت من النيا*بة يدخلوني فيها جمب الضابط مروان بس موافقوش لاني اولا مسؤول عن قضي*ة ماجد الكيلاني و تانيا المتهم*ين هما عمي و ابنه من العيلة يعني و اللوا كان هيدخلني بس الأوامر جت من فوق ، للأسف انا برا القضي*ة ديه و جيت عشان اعرفك قبل ما تعرف من حد غيري.
تأفف ادم بخنق يطلق مسب*ة تبعها كلامه :
– طبعا هيرفضو كنت متأكد من انهم مش هيوافقو ، بس كده احسن عشان متلاقيش مشكلة مع المدام فريدة و بنتها ، يعني حتى لو كانت طليقة عمي علي بس بتفضل أم عمر وانا على حسب معرفتي هي قريبة من أمك و هتصدعها و تصدعك.
ابتسم ادهم ساخرا و اكتفى بالصمت فطليقة عمه و إبنتها لا تقلان خب*ثا عن علي و عمر و يمكن ان تكونا أسو*ء بمراحل لم تتركا شيئا و فعلتاه و بسبب فريدة تلك كسر قلب لارا اكثر من مرة في بداية تعارفه عليها ، تنحنح عندما سأله ادم بجدية :
– انت هتنزل البلد امتى ؟ مش كفاية بقالكم سنين بعاد عننا وعن جدك و جدتك ، يكون في علمك قطع صلة الرحم حرا*م يا ادهم !!
بلل شفتيه و إبتسم بشحوب :
– انت عارف بعد مو*ت بابا إمي حبت تكمل حياتها في البيت اللي جمعها معاه … وانا حبيت إبعد عن الكل اللي حصلي وانا صغير مش سهل ومكنتش هستحمل نظرات الشفقة منهم بس هيجي يوم وكل حاجة تتحسن ، وبعدين يا اخي انا جيت لفرحك انت و يارا الصغننة.
تجهمت ملامحه بضيق :
– ايه يارا الصغننة ديه انت هتدلع مراتي قدامي يالا !!
قهقه ادهم بقوة عليه وضربه على كتفه غامزا :
– انا كنت عارف انك واقع فيها من زمان غيرتك ديه مش من بلاش استنى انت ايه كان كلامك ؟ اه اه انا مستحيل احب طفلة اصغر مني ب 10 سنين ديه واحدة غبية وانا متجوزها عشان احميها و هبقى اطلقها بعد فترة من جوازنا.
ضغط ادم على نفسه ليرسم إبتسامة كا*ذبة فضيق الأخير حاجباه متسائلا :
– مالك انت مدايق من حاجة ؟ متخا*نق مع مراتك.
– عرفت ازاي ؟
ابتسم و أردف ببساطة :
– انا ضابط و متعود ادرس ردات الفعل من الأشخاص المهم متقولش انك زعلتها زي كل مرة !
هز راسه يمينا و شمالا :
– لا المرادي انا بريء.
– طيب ليه مقولتش للعيلة ع اللي عمله عمك و ابنه مع مراتك يعني بعتو شاب يركبها عربيته و بسببهم شكيت فيها و بعدتو عن بعض شهرين انا مش فاهم ايه اللي خلاك تسكت.
تنهد ادم بخنق :
– كنت ناوي اعرفهم بالحقيقة بس … يارا بتحب عمي علي و بتعتبره أبوها انت مشوفتهاش ازاي بتز*عل لما تلاقيه مدايق هي بتثق فيه ثقة عميا يا ادهم وانا مش عايز اكسر ثقتها في الناس لو عرفت هتتد*مر و تبطل تثق في حب التانيين ليها وانا مقدرش افرط فيها.
رفع حاجباه بدهشة وظل يفكر هل هذا ادم نفسه متح*جر القلب الذي كان يرفض الإرتباط او التعلق بإحداهن قبل سنة من الآن حسنا هو يعلم تماما ان إبن عمه لا يفرط بعائلته و أحبته لكن لم يكن يتوقع يوما أن يحب يارا بهذا القدر و مستعد لجعل الناس تراه كزوج طا*غ بجبرو*ته طرد زوجته ظل*ما و طم*ع في أسهم عمه فقط لكي لا تتأذ*ى من أحبها قلبه ، إبتسم ادهم و فكر مالذي يمنعه من هذا فحتى هو عزل نفسه و حبس روحه في صندوق مظل*م رافضا دخول أي إمراة الى حياته بعد ما عاشه في صغره لكن لارا كانت ك الضوء المنير لعتمة قلبه و لو سأله أحد لماذا أحببتها سيجيب ….. لأن بغيابها تغيب روحه معها !!
________________________
في منزل زياد.
خرجت رهف من المطبخ وهي تحمل صينية العصائر و الحلوى بين يديها ثم وضعتها على الطاولة في الصالون ، جلست أمام زوجها الذي لاحظ نظراتها المغتاظة صوب اخيه فحمحم و قال :
– بقالك غايب فترة طويلة يا آسر أخيرا وافقت تشرفنا انا كنت فاقد الأمل تجي بيتي.
إبتسم بمجاملة و توتر من نظرات زوجة شقيقه :
– أشغال يا زياد انت عارف الفترة ديه مش بقعد خاصة بعد ما نقلت شغلي من نيويورك ع الإسكندرية … و حاليا انا بعدل في الشقة بعد ما طلقت رولا.
لم تستطع رهف الصمت أكثر فتدخلت ساخرة :
– طلاق ايه مش انت كنت متجوزها عرفي ؟
ضغط زياد على يدها و نظر لها بتحذير بينما تنحنح آسر بحرج :
– قطعت الورقة العرفي و انفصلنا.
مطت شفتها بقر*ف و تذكرت كلام تقي عن خيا*ناته المتكررة لها و رؤيتها لحبيبته معه في غرفتها و على سريرها فأشاحت وجهها عنه متكلمة بمضض :
– طيب كلو الجاتوه انا عملته ب إيدي.
ابتسم زياد وهو يحمل قطعة الحلوى بسعادة :
– مد ايدك يا اخويا انا مراتي بتعمل جاتوه مش سهل حد يلاقي زيه.
أماء ببطئ بينما استأذنت رهف و ذهبت الى غرفتها ، نكس آسر رأسه و تمتم :
– انا مضطر استأذن دلوقتي عندي شغل مهم.
انتصب واقفا و تبعه زياد يربت على كتفه :
– انت مش ناوي تعرف تقي الحقيقة ؟ لإمتى هتفضل مخلي الناس معتبراك خا*ين طيب و مراتك قولها انك كنت مخدو*ع باللي اسمها رولا ديه و مخنتها*ش خليها ترجعلك حرا*م تعذ*ب نفسك و تعذ*بها معاك يا اخي !
تنهد بضيق مجيبا :
– مش هقدر يا زياد.
– مش هتقدر ليه انت كنت ناوي تروح بيتهم و تقولهم الحقيقة ايه اللي حصل عشان تتراجع ؟
تشنج وجهه وهو يرد عليه بحزن :
– رولا خدت ليا صور وانا معاها فوضع ….
انقطعت كلماته بخجل فزفر زياد حنقا :
– وطبعا بتهدد*ك بيهم ؟ طب المفروض كانت مراتك ايه الغريب حتى لو بعتتهم لتقي بس انتو كنتو عاملين ورقة عرفي.
هز رأسه بنفي :
– انا كنت بشرب حشي*ش يا زياد و رولا كانت بتصورني كمان و تعملي فيديوهات وانا مش واعي و هدد*تني تنشرهم ع السوشيال ميديا جمب صوري معاها و تخلي الكل يتفرج عليهم.
انكمشت ملامح شقيقه وهو يعلق بنفور :
– الست ديه محدش قادر عليها ولا ايه ؟ وبعدين هي هتتضر*ر كمان لو الصور ديه نزلت.
– حاجة زي ديه مبتأثرش عليها رولا عندها واسطة و صعب حد يتغلب عليها انا مش عايز صوري تنتشر لأن تقي هتتضرر كمان بما انها هربت معايا من سنين فاهمني !
زفر بخنق وود لو يوبخ أخاه الأصغر على أفعاله التي اوصلته لهذه النقطة لكن حالته لم تكن تسمح بسماع المزيد من التوبيخا*ت لذلك آثر الصمت فهو شقيقه ولن يتوانى عن مساعدته مادام يريد الخروج من المستنقع الذي عاش داخله لوقت طويل ، نظر الى باب غرفته هو وزوجته و أردف :
– هنلاقي حل ان شاء الله و متزعلش من رهف هي قلبها ابيض بس مشكلتها لسانها طويل انا هكلمها و اخليها تعتذر منك.
رفض آسر مسرعا :
– لالا اوعى تزعل مراتك علشاني هي صديقة تقي طبيعي تدايق مني وانا مش زعلان ابدا بالعكس بستاهل لو ع الكلام فأنا بستاهل اكتر منه.
إبتسم وربت عليه :
– ديه قلبي و روحي مستحيل ازعلها كنت عايز انبهها بس مدامك مش مدايق خلاص.
اومأ بمجاملة و ودعه مغادرا ، ركب سيارته و فتح هاتفه ينظر الى صورتها هامسا بدمو*ع :
– شكلنا مش مقدرين لبعض يا تقي !
_______________________
ظلت تقطع الغرفة ذهابا و إيابا و تحاول الإتصال به لكن صوت الموظفة وهي تردد بشكل متكرر بأن الرقم مغلق يجعلها تود رؤيته لتكسر الهاتف على رأسه ، تنهدت بقل*ق وهي تطالع الساعة لقد أصبحت 23:00 مساء و ادم لم يأتي بعد هل تراه يخطط للنوم في فندق هذه الليلة ؟
شهقت بتوجس لتلك الفكرة لكنها حاولت تهدئة نفسها :
– لا مستحيل هو مبيعملش كده لأنه عارف اني بخا*ف والا مكنش بعتلي مامته الصبح ، والله العظيم اللي قولته مكنش من قلبي اساسا عمري ما فكرت ولو شويا فأن ادم بيستغل*ني وبيخد*عني والله مش قصدي.
جلست على فراشها و نزلت دمو*عها هامسة :
– انا يمكن بقيت مريضة بجد ولازم اتعالج ، الحاجات اللي بشوفها و بسمعها و الكلام اللي بقوله كله اااااه.
صر*خت يارا تضع يدها على رأسها إثر الأ*لم المفاجئ و العني*ف الذي داهمه … اغمضت عينيها تتأوه ببكا*ء مكتوم و بدأت توهماتها تجتاحها ، تخيلت رؤية والدها ووالدتها فهمست :
– بابا …ماما.
اختفوا بسرعة فرفعت يديها في الهواء تستنجدهما بحر*قة :
– متمشوش … ارجوكم متسيبونيش ….
تكومت على نفسها بر*عب بعدما شعرت بوجود شيء لا مرئي يتحرك أمامها ثم وضعت يدها على فمها تمنع صراخها ، بدأت تستغفر و تذكر الله مرات عديدة حتى نقص خوفها و هنا أدركت تماما ان حالتها ليس على ما يرام ، هل جنت ؟ ربما ادم محق ويجب عليها الخضوع الى علاج لكن ماذا ان تخلى عنها ماذا ان دخلت المصح ولم تستطع الخروج منه فيأخذ طفلته بحجة انها لن تتربى جيدا وهي مع أم غير سوية !! لا ، ليس على ادم معرفة ما تعيشه هي تخاف من الوحدة ولن تستطيع العيش اذا فقدته هو ايضا يكفيها خسارتها لوالديها.
نهضت بخطوات متثاقلة تشرب ادويتها و الفيتامينات التي أوصتها الطبيبة بأخذها لتسمع صوت خطوات تقترب بقيت واقفة تتأكد من أنها لا تتخيل حتى فتح الباب و أغلق ، استدارت تنظر الى ادم الواقف أمامها ف ابتسمت هامسة :
– انت موجود … انا مش بتخيل.
تجاهلها الآخر ووضع إحدى الملفات على السرير و اتجه الى الحمام دون ان يحيد بصره نحوها فقطبت يارا جبينها و انتظرت خروجه وهي تتنفس بتوتر ، خرج بعد دقائق فسألته بإندفاع :
– انت مكنتش بترد على إتصالاتي ليه ؟ 
لم يجبها و فتح دولابه يخرج ملابسه البيتية مرتديا اياها تحت نظراتها المندهشة من صمته …. هل هي من اصبحت لا مرئية الآن ؟
– انت مش سامعني انا بكلمك !
قالتها وهي تكتف يديها بغض*ب و نفس النتيجة … لا يجيب ولا ينظر لها حتى !! 
اتجه ليخرج لكنها هذه المرة قطعت طريقه بتصميم :
– كلمني يا ادم و متتجاهلنيش زي ماا انت مبتحبش اتجاهلك.
أخيرا رحم قلبها و سمح لعينيه الإلتقاء بعينيها ، رمقها ببرود قبل ان يشير برأسه الى الملف الموضوع على فراشهما :
– ياريت تمضي على الورق ده بكره هقدمه للمحامي.
أدارت وجهها للملف و سألته مستغربة :
– ورق ايه ده ؟
رد عليها متهكما :
– مفيش داعي تخافي كده بتقدري تقري العقد و تتأكدي من اني مش هخليكي تمضي على نقل الأسهم ليا.
– مقولتش حاجة انا كنت بسأل بس !
هتفت بها وهي تد*مع فحدجها بنظرات جامدة مكملا :
– هرجع الوكالة اللي عملتيهالي لما تمضي ع الورق أملاكك هترجع بتصرفك يعني انا مبقدرش اتصرف فيها.
كادت تتحدث لكنه قاطعها بجدية تامة :
– وقبل ما تتكلمي هقولك ان بقالي فترة بفكر اخد القرار ده ومستني الوقت المناسب و من حقك انتي تتصرفي بفلوسك يعني مش عايزك تفكري اني بضغط عليكي و ببتزك عاطفيا.
نزلت دمو*عها على وجهها فأمسكته من كتفيه هاتفة :
– انا مش عايزة امضي على حاجة ، انا واثقة فيك !
تهكم عليه بإقتضا*ب :
– مكنش ده كلامك الصبح وانتي بتقولي عليا …
قاطعته يارا بلهفة وهي تمرر يديها على وجهه :
– سامحني … قولي لازم اعمل ايه و هعمله بس سامحني.
تنفس بحد*ة و غمغم :
– اعملي اللي طلبته منك لو وافقتي هجيب احسن دكتورة ااا…..
قاطعته بصرا*خ هستي*ري وهي تبتعد عنه :
– انا قولت مش عايزة دكتور افهم بقى انا مش مجنو*وونة خلاااص !!
” أبعديه … يريد التخلي عنك … أبعديه ” ، وضعت يارا يديها على أذنيها تمنع الهمسات من الوصول لها لكنها لم تنجح فصا*حت في ادم الذي اقترب منها بغية الإطمئنان عليها :
– لو عايز تخلص مني قولها مباشرة من غير لف و دوران بس مش هسمحلك تعملني مجنونة انت فاهم.
حسنا لقد طفح الكيل ، لم يعد يتحمل صوتها العالي وكلامها الذي يجعله يرغب في هد*م هذا المنزل على رأسها فقط لو لم تكن حامل … لم تكن لتسلم منه بعدما شككت في حبه و اللع*نة !!
ضرب باب الخزانة بقبضته بعن*ف فأصدرت صوتا انتفضت له الأخيرة و للمرة الثانية تدرك ما تفوه به لسانها ، اغمضت عينيها بندم قائلة :
– انا ااا…
لم يسمح لها بالكلام بل سرعان ما تحرك لخارج الغرفة مرددا بصلابة :
– انا هنام الليلة ديه ف الاوضة التانية لوحدي محتاج اهدي نفسي احسن ارتكب جناية هنا.
وفي لحظة وجدت نفسها بمفردها في المكان ، ادم أعلن رفضه  النوم بجانبها اليوم وهذا شيء لم يفعله سابقا حتى عندما تشاجرا و أعادها بالإجبار منعها من النوم بعيدا عن حضنه و أخبرها بأن لا مكان للنوم سوى على سريره …. هل وصلت الأمور بينهما الى هذا الحد !
– ماشي … ان شاء الله تنام في المطبخ حتى مش ههتم.
وقع بصرها على الأوراق ف انقضت عليها تمزقها بقسو*ة تفرغ غض*بها فيها مرددة :
– وهو الورق بله و اشرب مايته.
القت يارا جسدها على السرير بغض*ب تحول الى حز*ن عندما تذكرت احتواءه لها ليلة أمس و احتضانه لجسدها بكل عنفوان تسقط أسيرة كل مرة ، تنهدت بحر*قة محدثة نفسها …. هي لا تستطيع النوم بعيدا عنه لا تريد عيش ما عاشته في الشهرين الماضيين ستمو*ت هذه المرة لو ابتعدت عن حضنه ! أخذت ساعتين تتقلب بإنزعاج و شعور الوحدة و الخو*ف يتملك منها حتى نهضت و حملت وسادتها معها و غادرت ….
*** في جهة أخرى.
لم يكن حاله يختلف كثيرا عن حالها و ربما أسو*ء ، مهما حدث بينهما الا انه لا يستطيع النوم بعيدا عنه قلبه اللعي*ن لا يفرط بها جسده تعود على إحتضان جسدها الدافئ و شم رائحة العطر الذي يعشقه عليها ، لكنها تصعب الأمور دائما هذه المرة جر*حته بحق و رفضت فوقها سماع كلامه بل و أعادت اتهامه لها منذ قليل ايضا …. كيف سيتحمل ادم كل هذا الضغط انه بشر في النهاية ومن تؤ*ذيه هي حبيبته !!
زفر بضيق عندما سمع صوت مقبض الباب يدار محاولا فتحه ثم عدة طرقات زاد علوها عندما رفض ادم الإستجابة ، اغمض عيناه يجبر نفسه على النوم لكنه لم يستطع ف الطرقات المزعجة لم تتوقف ، رمى الوسادة الموضوعة أمامه على الارض بضيق و نهض ليفتح الباب بقوة :
– خير ؟!
وجدها تقف أمامه بقامتها القصيرة و جسدها المكتنز شعرها يهبط على وجهها بفوضوية و تضم الوسادة بيدها ناظرة له بنعاس.
كاد يفتح فمه و يتكلم لكنها ابعدته و تجاوزته متجهة الى السرير لترمي جسدها عليه براحة مرددة :
– دلوقتي هقدر انام.
رفع ادم حاجبه متعجبا منها :
– انتي بتعملي ايه هنا ؟
– جاية انام.
همهمت يارا وهي تلتف بالغطاء بينما جز ادم على اسنانه مغتاظا :
– بس انا قولت عايز انام الليلة ديه لوحدي جاية ليه ؟
تأففت ولم تجب فإقترب منها و شدها من ذراعها ثم جعلها تجلس وضيق عيناه هاتفا :
– لما اكلمك بتردي و متقوليش اوف ديه ! انتي جاية ليه ؟
تنهدت يارا و أجابته بصوت خافت حزين :
– مقدرتش أنام وانت بعيد عني وكمان انا اعتذرت منك بس انت قلبك قا*سي و…
دمعت عيناها فضحك ادم ساخرا :
– لالا استني خليني اتوقع ، انتي المفروض دلوقتي المظلو*مة وانا الظا*لم صح ؟ بلاش يا يارا.
اندفعت له تتكلم بحر*قة :
– قولتلك ان الكلام ده مكنش من قلبي انا اا…
قاطعها بعصبية متهكمة :
– ايوة طبعا انا اكتر واحد بعرف قد ايه كلامك مكنش من قلبك ، من فترة قولتيلي اني بغص*بك على علاقتنا واعتذرتي و سامحتك بس المرة ديه خلاص يا يارا مش انا الراجل اللي مراته بتتهمه بالطم*ع و يسكت.
انهمرت دمو*عها على وجهها و شعر هو بالأسف اتجاهها لكن كبرياءه منعه من مواساتها فهو أكثر شخص يعلم كم ان الكلام النابع من الغض*ب حقيقي ، ويعلم جيدا ان يارا لو لم تكن مقتنعة بهذه الفكرة ولو قليلا ما كانت لتقولها ابدا ، هل حقا حمايته لها جعلتها تعتقد بأنه يطمع في أموالها ؟ اذا لماذا صدقته ذلك اليوم عندما تشاجر مع عمه و إبنه ؟ مادامت قالت تلك المرة ” انا بثق ف ادم وعارفة انه عنده اسبابه عشان يلغي مشروع بابا ” لماذا اتهمته بالطمع و محاولة سر*قة أموالها هذه المرة ؟
طالعها لوهلة و فكر ، اكثر ما كان يخشاه قبل اعترافه لنفسه بأنه يعشقها هو جر*حها له ، رفض تسليم قلبه لها مخافة من ان يأتي يوم ويضعف أمامها و بدل محاسبتها سيسامحها و هذا ما سيجعلها تكرر أذا*ها بإستمرار …. و الحال ان ما خشى منه تحقق ، لقد اصبح ادم ضعيفا امام نفسه و أمامها !
رفع رأسه لأعلى يستغفر ثم رمقها بضجر :
– ماشي نامي هنا.
– وانت هتنام فين متقوليش هتروح لأوضتنا !
رفع طرف شفته بإستهجان :
–  شايفاني طفل عشان العب معاكي لعبة توم وجيري انا بجري وانتي بتجري ورايا ؟ هنام معاكي و أمري لله.
ابتسمت برضا ورغم انه من المفترض ان تحزن لكنها تعلم جيدا أن ادم لم يستطع النوم بدونها ايضا وهذا ما يفسر تشكل الهالات السوداء تحت عينيه مع ارهاقه و عجزه عن الراحة ، نظرت له وهو يستلقي بجانبها و أردفت :
– أخيرا قدرت اصالحك ولو مؤقتا.
قلب عينيه بتملل و حدجها بنظرات متفحصة قبل ان يجيبها ساخرا :
– جاية تصالحيني ب البيجاما ؟ الست الحقيقية بتلبس قمي*ص نوم لجوزها لما تحب ترضيه مش بيجاما نص كم و عاملة شعرها كعكة زيك.
اختفت ابتسامتها بحزن و ندم ادم على زلة لسانه وكاد يتكلم لكنه سكت عندما وجدها تضحك بصوت عال :
– لو لبستلك قمي*ص نوم كنت هتعمل حاجات قليلة اد*ب وانا صحتي على قدي هههه.
جاهد لكي لا تظهر إبتسامته فحمحم و غطى وجهه بذراعه بصرامة :
– انا تعبان و عايز انام.
ابتسمت بخبث و اسندت جسدها على صدره هامسة بإغرا*ء :
– طيب بيني و بينك كده بتقدر تنكر اني حلوة و جذابة بالبيجاما ديه.
لا … لا يستطيع بالطبع … يارا تقدر على سلب روحه و رفع حرارة جسمه في ثوان بأبسط ما ترتديه ، وجودها معه في غرفة واحدة يجعله يتوق لإمتلاكها فكيف اذا تزينت و تعطرت سيجن حتما ، و الآن هي تنت*قم منه بمحاولة جذبه لكن هل تعتقد إنه جماد لا يحس ولا يشعر حتى ولو إدعى رفضها ، هل هي تثق بقدرته على التحمل لهذه الدرجة ؟ هو لا يفعل !!!
زفر و ازاحها عنه برفق ليوليها ظهره و يستدير للجهة المعاكسة ، اطبق جفنيه بقوة محاولا إبعاد اتهاماتها عن ذاكرته مؤقتا ليستطيع النوم فقط لكنه ببساطة فشل … سح*قا على قلبه الذي يؤ*لمه كل مرة عندما تكون يارا معه و اللعنة عليه لأنه تحول من رجل متحجر لا يؤثر عليه شيء الى شخص تضعفه زوجته…..
أخذ شهيقا عميقا و أخرجه ببطئ وكرر العملية عدة مرات حتى انتظمت انفاسه … شعر بإستكانة حركتها ف التف لها بهدوء و ظل يتأمل وجهها النائم ، ملامحها شاحبة و أسفل عينيها منتفخ دليل على بكائها ، تعقد جبينها بإنزعاج واضح و تتخذ وضعية الجنين في نومها هامسة ببعض الحروف التي لم يستطع سماعها ابدا ، لم يكن من الصعب على ادم معرفة أنها ترى كابو*سا مجددا لذلك و بدون أدنى تردد اقترب منها ووضع رأسها على صدره متمتما :
– لو بس اعرف مالك.
تشبثت يارا بملابسه متأ*وهة بو*جع :
– متسيبنيش لوحدي … انا بخا*ف.
مرر يده على شعرها بحنان و اردف :
– انا معاكي نامي ولما تصحي هتلاقيني جمبك.
إبتسمت في نومها وعقدت ذراعها على خصره مهمهمة بحروف غير مفهومة ف ابتسم بيأس و رفع الغطاء على جسدها كي لا تبرد ، حسنا يجب عليه الإعتراف الآن بتغلب هذه الطفلة عليه لقد تمكنت منه و تغلغلت داخل روحه بإستماتة لدرجة أنه يهوى الأ*لم قربها و يكر*ه الراحة وهو بعيد عنها ! 
مهما قالت ومهما فعلت لن يقس*وا عليها يكفيها ما عاشته سابقا بسببه و ما تعيشه الآن ، حالتها ليست طبيعية تارة تقول انها تتخيل وجود والديها و تسمع همسات غريبة و تارة تقول انها بخير فقط إرهاق الحمل يؤثر عليها ، ادم يدرك جيدا مدى خطورة وضعها و يريد أخذها الى طبيب نفسي لكن مع رفضها يشعر بيديه مقيد*تان بالطبع لن يجبرها على العلاج لكي لا تعتقد انه يتهمها بالجنون و يريد التخلي عنها لكن في نفس الوقت إذا لم يعلم ماهية حالتها لن يستطيع مساعدتها !!!
________________________
في صباح اليوم التالي.
تمطعت يارا بجسدها في كسل و فتحت عينيها تنظر الى ادم النائم بعمق على صدره العا*ري ، بعد استيقاظهما لصلاة الفجر أراد النزول الى غرفة مكتبه بحجة أن لديه أعمال عليه إنجازها لكنها لم تسمح له و ظلت تحضنه و تعبر له عن مشاعرها و مدى ثقتها به و حزنها لأنها اغضب*ته بغير قصد و في النهاية رضخ لها ورغم رفضه في البداية خو*فا على حملها إلا أنه استسلم لر*غبته و اقترب ينهل منها ويشبع شوقه الأبدي لها …
إبتسمت بخفة و حدثت نفسها :
– انا عارفة انك لسه شايل مني و مع ذلك قربت عشان متحسسنيش بالرفض بس بوعدك يا ادم أنسيك في اللي قولته و هوافق اتعالج علشانك انت و بنتي مش هسمح لأي حاجة تبعدنا عن بعض و متأكدة هتفضل جمبي مهما حصل.
استيقظ ادم بعد دقائق و دلف للحمام ثم خرج و شرع يرتدي ملابسه غير غافل عن نظراتها نحوه و صوب الغرفة فسألها :
– مالك ؟
شدت الغطاء عليها و هتفت بنبرة حسابية :
– الاوضة ديه مش اول مرة تنام فيها بعد ما جوازنا بقى حقيقي و اتنقلت لاوضتي صح ؟
استدار لها وهو يغلق ازرار قميصه :
– اشمعنا ؟ 
هزت يارا كتفها بمراوغة :
– الدولاب لسه فيه كام قطعة من هدومك و الشوزات وحتى الحاجات بتاعت الحمام موجودة يعني في حد كان بينام هنا ففترة غيابي واللي هو انت صح ؟
حمحم ادم مدعيا الامبالاة :
– ايوة كنت بنام هنا لأن الاوضة التانية مكنتش مترتبة كل حاجة مرمية ع الارض وانا مبقدرش اعيش في مكان فوضوي غشان كده رجعت لاوضتي. 
– لا والله ؟
تشدقت بها في مكر هامسة :
– مكنتش بتقدر تنام لوحدك في الاوضة اللي جمعتنا يا كداب.
اختفت ابتسامتها و تشنج وجهها عندما شعرت بأ*لم يغزو رأسها تأو*هت بصوت عال ف انتفض ادم و تقدم منها مسرعا :
– في ايه بطنك بيوجعك تحبي نروح نكشف اا…
قاطعته يارا بضحكة جاهدت للحصول عليها :
– حبيبي متقلقش بطني مش بتوجعني بس يعني صدا*ع بسيط.
قضب حاجباه بتجهم :
– صدا*ع بسيط ؟ وانتي هتعرفي منين ان كان بسيط ولا لأ لازم نشوف الدكتورة بتاعتك عشان تطمنا عليكي.
اومأت بهدوء و كادت تخبره عن موافقتها على خضوعها الى العلاج لكن رنين هاتفه أوقفها ، تأفف ادم بضجر مرددا :
– مين اللي بيتصل ع الساعة 10 الوقت لسه بدري.
توقف عن التذمر عندما وجد إسم طبيب العائلة الذي يقيم في الصعيد يتصل به ، تنحنح و تذكر انه طلب منذ ايام سحب عينة من د*مها للتحليل ومعرفة سبب النز*يف و لا شك ان النتائج ظهرت لذلك هو يتصل به الآن ، رفع رأسه يطالع زوجته ثم فتح الخط :
– الو ايوة يا دكتور رفعت ؟
– اهلا يا ادم.
بدى صوته غريب يشوبه الغض*ب فعقد حاجباه و خرج من الغرفة ليستطيع التكلم براحته :
– في حاجة تحاليل يارا طلعت ؟
أجابه بإيجاز ازعجه :
– ايوة طلعت من شويا و ياريت تشرفنا ف اسرع وقت عشان عايز اكلمك في الموضوع ده.
إحتدت نبرة ادم بصرامة :
– وياريت حضرتك تبطل تتكلم بالألغاز لأني بدأت اتضا*يق رد عليا طلع ايه ف التحاليل يا دكتور بدون لف و دوران مش فاضيلك اخلص لأن مراتي تعبانة و هوديها للدكتورة بتاعتها.
وصله صوته الساخر :
– ماهو انا بتصل عشان نفس السبب لو عايز تعرف مراتك مالها انزل البلد فورا و الا هاخد التحاليل لجدك سليم وهو  هيعرف يتعامل.
استشاطت اعصابه و غلت دما*ؤه في عروقه وهو يجاهد لإخفاض صوته :
– انت بتهد*دني في ايه يا دكتور رفعت مراتي فيها ايه !!
– قولتلك لازم نتقابل وش لوش عشان اقدر اشرحلك الكلام ده مش على التلفون.
مرر يده على ذقنه يحاول تهدئة نفسه و ضربات قلبه المتسارعة خو*فا على يارا ثم تمتم :
– تمام انا جاي النهارده.
اغلق الهاتف و ازدرد لعابه بتوجس ترى مالذي وجده الطبيب في التحاليل لينفعل هكذا ما بها زوجته هل هي مر*يضة هل هناك خطر على حياتها او على طفلتهما ؟
انتفض قلبه بين ضلوعه هلعا لهذه الفكرة و طردها من عقله بسرعة مستغفرا عليه ان يهدأ الآن لكي لا تخا*ف يارا من هيأته و بإذن الله ستكون بخير و يتوجب عليها ان تكون كذلك و الا سيموت هو !!
تنفس ادم بعمق و فتح باب الغرفة ليجدها ارتدت ملابسها و رتبت السرير و عندما رأته ابتسمت :
– دقايق بس و الفطار يجهز مش هتأخر.
حمحم راسما البرود على وجهه :
– مفيش داعي انا عندي شغل في المكتب ولازم امشي حالا.
اندهشت يارا و مطت شفتها بحز*ن :
– مش هتفطر معايا النهارده كمان هو انت لسه زعلان مني.
اقترب ادم و حاوط وجهها بكفيه هاتفا :
– لا مش زعلا*ن بس فعلا انا مشغول ولازم امشي.
– هتطول ؟
– للأسف.
زفرت بتذكر و تشدقت ب :
– انت دايما بتعمل كده على طول مشغول ومش فاضيلي ، طيب انا هقعد طول اليوم لوحدي في البيت ؟
تأفف بداخله في سخ*ط حتى طرأت له فكرة :
– لا انا هاخد تقعدي مع ماما و اتصل برهف تجي كمان تقضي اليوم معاها وانا اول لما اخلص هرجع اصبري عليا الفترة ديه بس اساسا الدراسة قربت و هتنشغلي فيها فلازم اخلص كل اللي عليا عشان افضالك و اذاكرلك.
ظهرت غمازتها على وجنتها عندما إبتسمت برضا و قالت :
– تمام حاضر هقوم البس هدومي و اه على فكرة انا قطعت الورق اللي جبتهولي امبارح عشان تبقى عارف يعني.
هز رأسه دون تركيز و نهض معها وبعد فترة كان ينطلق بسيارته كالسهم و عقله يخلق أفكارا عديدة كل واحدة منها اسوء من الأخرى….
بعد ساعات طويلة وصل الى المستشفى الذي دخل اليه هو و يارا منذ أيام ، خطى خطواته للداخل بخطوات شبه راكضة وهو يتأكد من ان لا احد من افراد عائلته رآه اتجه الى مكتب الطبيب و لحسن الحظ لم يكن مشغولا ف استطاع الدخول مباشرة.
اغلق الباب و تقدم مندفعا بصوت عال :
– في ايه يا دكتور مراتي مالها ممكن افهم !
طالعه بثبات مشيرا بيده :
– اقعد الأول.
ضرب ادم يده على سطح المكتب صا*رخا :
– مش عايز اتزفت و قولي التحاليل طلع فيها ايه !!
تنهد المدعو رفعت و عدل نظاراته الطبية مردفا :
– انت عارف اني بعتبرك ابني و بعتبر يارا بنتي لأن ابوها كان صديق عزيز عليا ولو مش قلقا*ن عليها مكنتش استدعتيك بالطريقة ديه انا لحد دلوقتي مش مستوعب هي ازاي عملت كده و فرطت في نفسها بس هتفضل بنت صغيرة ومش مسؤولة والحمد لله انك أصريت نعمل التحليل تاني عشان نعرف سبب النز*يف.
كوم يده على شكل قبضة داعيا الله ان لا يفقد أعصابه و يل*كم هذا الطبيب الذي يكاد يصيبه بالجنون ثم جز على اسنانه :
– ايوة يعني ايه بردو.
أجابه الآخر بصدمة وهو يضع التحاليل أمامه :
– لقينا نسبة كبيرة من المواد المخد*رة في د*م مراتك بمعنى تاني يارا بتاخد حبو*ب هلو*سة و شكلها بقت مد*منة عليهم !!
يتبع…
لقراءة الفصل الثامن والثلاثون : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد