Uncategorized

رواية ملك للقاسي الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم فاطمة أحمد

 رواية ملك للقاسي الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم فاطمة أحمد

كوم يده على شكل قبضة داعيا الله ان لا يفقد أعصابه و يلكم هذا الطبيب الذي يكاد يصيبه بالجنو*ن ثم جز على اسنانه :
– ايوة يعني ايه بردو.
أجابه الآخر بصدمة وهو يضع التحاليل أمامه :
– لقينا نسبة كبيرة من المواد المخد*رة في د*م مراتك بمعنى تاني يارا بتاخد حبوب هلو*سة و شكلها بقت مد*منة عليهم !!
ثانية … ثانيتان … 3 ثواني ، مروا عليه قبل ان يبتسم كاتما ضحكته بصعوبة :
– تصدق مكنتش اعرف ان دمك خفيف كده بس النكته حلوة فعلا برافو يا دكتور.
تجهم رفعت بحنق وهو يعدل نظاراته الطبية :
– احترمني يا ادم انا في مقام أبوك !
ادخل اصابعه في خصلات شعره يعدلها هاتفا :
– طيب شيل الهزار على جنب و خلينا ندخل في الجد لأني بدأت اتنرفز بصراحة.
تنهد الطبيب يردف بثبات :
– انا مش بهزر التحاليل ديه اا…
قاطعه ادم وهو ينهض صا*رخا :
– انت عايز تج*نني حبوب هلو*سة ايه اللي مراتي بتاخدها تحاليل و ز*فت ايه انا جاي من اخر الدنيا عشان تقولي التخا*ريف ديه ! انت بتقدر تقول على بنت زي يارا انها بتاخد مهلو*سات و هي اللي اتسببتلها في النز*يف ايه الجنا*ن ده.
ادرك رفعت ان ادم الآن يمر بصدمة جعلته لا يصدق شيئا مما يقال و الحقيقة انه لا يلومه فحتى هو بنفسه لم يستوعب عندما رأى نتيجة التحاليل …. عدل جلسته و دعى ادم الى الجلوس و بدأ يشرح بهدوء :
– انا عارف انك لسه مش مستوعب و حقك يعني بس ياريت تهدى عشان اعرف اشرحلك ، انا مبقولش مراتك بتاخد مهلو*سات بقصد تام منها لأ يمكن نوع الأدو*ية اللي بتاخدها فيها مواد مخد*رة.
ادم بحدة :
– العلاج اللي بتاخده الدكتورة هي اللي كتبتلوها وانا جبته من الصيدلية بنفسي وحتى العلاج اللي كانت بتاخده وهي قاعدة هنا لمدة شهرين مكتوب في الروشته يعني مفيش حاجة غلط في اللي بتاخده !
– و أدوية الإكت*ئاب ؟ انت متأكد من ان مراتك طول الشهرين اللي عدو كانت كويسة نفسيا ؟ يعني واحدة أبوها اتو*فى من كام شهر و جوزها بعيد عنها و حامل كمان كل الضغوطات ديه بتخلي الإنسان مكت*ئب و ممكن يارا كانت بتاخد النوع ده من الحبوب اللي مع المدى بتسبب الهلو*سة طبعا ده في حالة لو بتاخدها بكميات كبيرة و التحليل اللي قدامك يبين ان المادة المخد*رة موجودة في د*مها بنسبة 55٪ و في الحالة ده بيكون الشخص المخد*ر بيعاني من صدا*ع يومي و يتخيل حاجات مش حقيقية و يتوهم وجود اشخاص واقفين قدامه و بيكلموه غير العصب*ية و الانفعال بدون سبب الأعراض ديه لو مراتك بتعا*ني منها يبقى كلامي صح ولازم نلحقها فأسرع وقت ممكن لأن الأعراض الجانبية ديه هتزيد خطو*رة و تضعف الجسم وممكن لا سمح الله منقدرش نطلع يارا من حالة الإدما*ن ديه ساعتها بنضطر ننقلها ع المص*ح.
وضع ادم يده على رأسه غير مستوعب لما يسمعه لكن كل ما يحدث في الآونة الأخيرة يثبت صحة هذا الكلام ، الصد*اع الدائم و التخيلات و الكوا*بيس و الإنفعال و الصرا*خ على الاشيء كل هذا رآه بعينيه وكان يستغرب التصرفات الغير الإعتيادية عليها ، انه بالفعل توقع تدهور حالتها النفسية لكنه لم يكن يفكر مجرد تفكير في وصول الأمور الى هذا الحد ، يارا مدم*نة على مواد مخد*رة ، مستحيل !!
تنفس ببطئ يهدئ اعصابه ثم رفع رأسه الى الطبيب مغمغما :
– الاعراض ديه فعلا يارا بتعاني منهم في آخر فترة بس انا لا يمكن اصدق انها بتاخد الأدوية ديه بقصد يعني … انا اكتر واحد بعرف طبيعتها و عارف قد ايه استحملت عشان تحتفظ بالبيبي مستحيل تعمل حاجة تؤ*ذيها و تؤ*ذيه اضافة لأنها مش النوع اللي بيلجأ للأدوية لما نفسيتها تتعب مراتي وانا بعرفها.
لم يكن يبدو عليه الكذ*ب او محاولة اخفاء تصرفات زوجته الهوجاء ، بالعكس كان يتكلم بثقة تامة متأكدة جعلته يأخذ هذا الاحتمال بعين الإعتبار :
– انا قولتلك مش شرط تاخدهم عن قصد يمكن هي معندهاش علم بالأعراض الجانبية ل….
قاطعته وهو يجز على اسنانه بغضب :
– يارا مش جاهلة عشان تاخد دوا من غير ما تعرف فوايده و آثاره الجانبية … يمكن …
صمت ادم فجأة يتدارك شيئا ما و رويدا رويدا اتسعت عيناه وهو يتذكر نظرات عمه الخب*يثة عندما هدده بكشفه …. و آخر كلام قاله له قبل ان يركب سيارته و يعود الى الإسكندرية …
Flash back
( احتضنه ادم ببرود :
– متنساش يا عمي تبعتلي كل اسبوع ملخص لكل حاجة بتتعمل في المكتب حضرتك عارف بعد ما بقيت انا المالك لازم اشرف على كل حاجة بنفسي عشان متحصلش حاجة غير قانو*نية.
إبتسم علي وهو يجيبه :
– واه يا ولد خوي مبدهاش كلام احنا اهنيه كلياتنا تحت أمرك.
لاحظ ادم نظرات يارا المستاءة من كلام عمها فأردف سريعا بتملق :
– الأمر لله يا عمي انا واثق فحضرتك طبعا بس عارف بحب كل حاجة تبقى تحت عيني و تصرفي كده ببقى مطمن اكتر.
هز رأسه بإيجاب و ضم يارا اليه قائلا :
– خد بالك عليها يارا كيه بنتي و مكانها كبير في جلبي متزعلهاش منيك واصل.
رفع حاجبه ساخرا لكنه أدرك أن علي يستخدم أسلوبه فهتف :
– أكيد يا عمي العزيز متقلقش عليها يارا في عينيا.
حمحمت هي و ذهبت الى جدتها تودعها اما ادم فنظر الى عمه الذي قال :
– اوعاك تفكر انك كسبت يا ولد خوي اللي زيك لازمن يدرب سنين مشان يعرف يتعامل وياي انت جدرت تسرج مني مركز جوتي و دلوجت استنى ميتى يتسرج منك كل شي بتحبه و رايده.
احتدت عيناه بقس*وة و تقدم له هامسا :
– لو فكرت تقرب من عيلتي … !!
ضحك بخفوت متشدقا :
– عيلتك هي نجطة ضعفك و مرتك هي اغلى انسان على جلبك إني خابر زين المعلومة ديه و سبج و اتعاملت فيها مش مستني إذنك مشان افكر اجرب منيهم … (
Back
– يا الله !
همس بها وهو يلعن تحت أنفاسه في سخط كيف لم يستطع التفكير بهذا بالتأكيد علي السبب فيما يحدث الآن لقد اخبره سابقا بأنه لن يصمت عن ما فعله و سيؤ*ذي الأقرب لقلبه ، هل هو من كان يزودها بتلك المواد المخد*رة دون علم منها ؟ لكن كيف استطاع فعلها بهذه البساطة أن تضع لأحدهم حبوب مهلو*سة و تجعله مد*منا عليها ليس بالأمر السهل ابدا ، هو يدرك ان يارا لن تستهلك أدوية اكت*ئاب و ماشابه وحتى و إن فعلت لن تد*من عليها و تعرض نفسها و حياة طفلتهما للخ*طر اذا كيف استطاع علي و ابنه فعلها كيف !!
أخرجه الطبيب من شروده وهو يردد بحذر :
– انت بتقصد بكلامك أن في حد بيديها النوع ده من الأدوية من غير ما هي تعرف ؟ في الحالة ديه انا لازم ابلغ فورا لانها بتعتبر جر*يمة بيحاسب عليها القا*نون.
ادم متأكد من أن عمه المتسبب الوحيد في حالة يارا لكن لا يجب عليه الآن التسرع و محاسبته سينتظر الى حين كشف كل جرا*ئمه و تسليمه للعدالة وقتها لن يستطيع الإفلات ابدا أما الآن حتى اذا أثبت بأنه الفاعل سيفعل شيئا يخلصه و يارا … زوجته بنفسها لن تصدق !! زفر و نظر لرفعت بجدية :
– انا مش متأكد اذا في حد اداها الأدوية ديه بس الصراحة انا مش مهتم اوي يعني اللي بيهمني حاليا صحة مراتي عايز اعرف اذا الحبوب ديه هي لسه بتاخدها ولا لأ وكمان الدوا هو في الاصل حبوب هلو*سة او دوا تاني عنده اثار جانبية و الأعراض هتفضل مصاحباها و فترة العلاج هتاخد وقت قد ايه و ممكن يحصلها نز*يف تاني ؟!
ضم اصابع يديه لبعضهما البعض و أجابه بنبرة عملية :
– نسبة المخ*در مرتفعة في د*م مراتك يعني الدوا اللي بتاخده أصلي و مش مجرد أثر جانبي ، وكمان الواضح لسه بتاخده لأن في الحالات ديه لو المد*من اتوقف عن تعاطي الأدوية فجأة جسمه مش هيستحمل و هتجيله نوبات هستيرية و تشنجات و دورنا احنا نديه مسكنات تهديه خلال فترة العلاج ، بعتقد يارا لسه مجاتلهاش الاعراض اللي بتدل على انها وقفت الادوية صح ؟
اومأ ادم بوجوم فتابع الآخر :
– النسبة صحيح مرتفعة لكن ب اعتبار انها لسه 55٪  بعتقد مش هتطول مع مراتك اكتر من شهر ونص بما ان مبقالهاش اكتر من 3 شهور بتاخد الحبوب ديه بناء على كلامك يعني … و ثالثا النزيف حصلها لأن المادة المخدرة مع التوتر و ارتفاع الضغط أثرو عليها بشكل سريع و سيء جدا لكن لو بدأنا العلاج من دلوقتي بإذن الله هتخف و احمد ربنا لأننا اكتشفنا اللي بيحصل في وقت مبكر اتأكد يا ادم لو النسبة عدت 60٪ مكناش هنقدر ننقذ البيبي.
مسح على وجهه بتشنج و تمتم :
– طبعا انا لازم اودي العلاج اللي بتاخده ع المخبر عشان اعرف المواد ديه موجودة فين بالضبط وكمان اي دوا يارا بتشربه هعمله تحليل بس ….
هز الطبيب رفعت رأسه بتفهم : 
– الكلام ده هيفضل سر بيننا و انا ليا دكتور صاحبي عنده مخبر تحليل كبير و معروف في الاسكندرية و مركز لعلاج الإد*مان هتواصل معاهم و اشرحلهم حالة مراتك و طبعا في الفترة ديه وجودك مهم جدا ليها لازم تقنعها تبدأ تتعالج و تدعمها معنويا يعني حتى انت هتتعب كمان …. و بالنسبة للمصاريف ..
قاطعه ادم بوجوم :
– المصاريف مش مهمة انا اللي بيهمني صحة مراتي و هعمل اي حاجة عشان تتعالج !!
إبتسم برضا و اخرج ورقة ملاحظة يكتب عليها عنوان المركز و رقم افضل الدكاترة المشرفين على هذا النوع من الحالات ليقدمها له….
______________________
في الإسكندرية.
داخل حدى الكافيهات.
انتفضت و اتسعت عيناه مهمهمة بصدمة :
– انتي بتقولي ايه يا رهف عق*م ايه و تزو*ير ايه انا مش فاهمة وبعدين الكلام ده جايباه منين.
امسكت رهف يدها تحثها على الهدوء و هتفت :
– قولتلك اني سمعت آسر و زياد بيجيبو سيرتك و بيقولو الشر*طة هتقدر تعرف مين اللي زو*ر التقارير الخاصة بجوزك ومين اللي دفعلهم عشان يعملو كده و بالطريقة ديه هيودو رولا في دا*هية … صحيح رولا ديه هي نفس  البنت اللي آسر متجوزها حاليا صح ؟
تنهدت بضيق مومئة بنعم :
– ايوة هي ، المهم كمليلي.
رفعت رهفت حاجبيها مبتسمة وكأنها فعلت إنجازا عظيما :
– لما سمعتهم بدأت اربط الأحداث ببعض و ضغطت على زياد عشان يعرفني الحقيقة و قالي ان رولا اتفقت مع دكتور يزور التحاليل الطبية بتاعته في امريكا و يخليه يفتكر انه مبيقدرش يجيب ولاد … طبعا هو عارف قد ايه انتي كنتي عايزة تخلفي ولو عرفتي بعق*مه مش هتتخلي عنه وبالتالي حلمك هيت*دمر فعلشان كده قرر يخليكي تكر*هيه وو…
سردت لها كل ما قاله زوجها وعن محاولات آسر لجعلها تصدق بأنه خا*ئن و تبتعد عنه و في النهاية كشف حقيقة رولا و انفصاله النهائي عنها ، أكملت بهمس :
– طبعا زياد مرضيش يقولي السبب اللي يخلي آسر لحد دلوقتي ميقولكيش على الحقيقة و كمان حذر*ني من اني اقولك كلمة ع اللي سمعته منه بس انا مقدرتش امسك نفسي والله قربت انف*جر و قدرت اصبر طول ليلة امبارح بالعافية اساسا …. تقي اسمعيني انا بقولك دلوقتي عشان متظل*ميش آسر زي ما كلنا عملنا هو طلع بيحبك بجد و اختار يبعد عنك عشان تتجوزي و تجيبي ولاد طبعا ده قبل ما يعرف بقصة التقارير  المزو*رة وانه بيقدر يخلف.
تابعت بجدية وهي تعتدل :
– يعني لو سمحتي مش عايزة حد يعرف إني نقلتلك الكلام انا حبيت احطك في الصورة بس لو زياد عرف اني خلفت بوعدي هيزعل مني … اوعديني متقوليش لحد عني !
– ماشي … ماشي مش هقول اطمني.
همست بها دون تركيز وحملت حقيبة يدها مغادرة بسرعة ، ركبت سيارتها تضع يدها على قلبها و وتيرة تنفسها ترتفع شيئا فشيئا غير مصدقة لما سمعته ، هل هذا حقيقي ؟ هل كان كل ما عاشته كذ*بة أساسها زوجها الذي أحبته بينما اختار هو البعد عنها معتقدا بأنها ستعيش سعيدة مع غيره ! ولقد طلقها في ذلك اليوم لإعتقاده بأنها ربما خا*نته و حملت من غيره و أعادها لذمته بعد يومين عندما اكتشف الخطأ الغير مقصود في نتيجة التحاليل … الخطأ الذي تبين بأنه خد*عة من رولا ايضا !
بللت تقي شفتها متمتمة :
– يعني … يعني آسر مخا*نيش هو … اضطر يبعد كان فاكر انه لو بعد عني هعيش مبسوطة ورغم انه عرف الحقيقة راح اتجوز حبيبته السابقة و عاش معاها سنتين وانا كل ليلة بعيط عليه وحتى لما عرف حقيقتها مجاش يشرحلي و يعتذر لا هو بكل بساطة بيقولي انتي لسه مراتي …. يا الله.
أسندت رأسها على المقود و قد تفج*رت عيناها بالدموع المريرة فلقد تعودت هي على العيش مع أ*لم الخيا*نة لكن الآن اتضح ان حتى ذلك الأ*لم غير حقيقي ، كيف يستطيع فعل ذلك بها لماذا جعلها مقيدة بزواجها منه وفي نفس الوقت يذهب ليتزوج أخرى ما هذه الأنانية التي به ، هل يعتقد ان أتى و اعترف بكل شيء ستسامحه و تعود معه ؟ هل ترميم كسو*ر القلب سهلة بنظره لهذه الدرجة ؟ من هو حتى يقرر عنها حياتها و يجعلها تعا*ني كل تلك الآ*لام كيف يستطيع الانسان جر*ح من يحبه هكذا !! 
انكمشت ملامحها بغ*ضب و نفو*ر وهي ترفع رأسها لتمسح دموعها ثم انطلقت متوجهة الى منزلها تنوي إخبار عائلتها بكل ما عرفته و تطلب من شقيقها المساعدة لتطليقها منه بقوة القانون لا مزيد من الدمو*ع لأجله لا مزيد من الحزن لقد أخذ آسر عدة قرارات تخص حياتها و حان الوقت لترد له الصاع صاعين.
وصلت بعد فترة و دخلت لتسمع صوت ضحكات رتاج و والدتها مع مريم خطيبة مروان ، لم ترد عمل جلبة أمامها ف ادعت الابتسام و دخلت للصالون ترحب بها :
– مريم اهلا وسهلا.
بادلتها الإبتسامة بلباقة :
– اهلا وسهلا يا حبيبتي عاملة ايه اخبارك.
ردت عليها بإختصار و جلست فسألها مروان مستغربا :
– تقاة في حاجة انتي كويسة ؟
رفعت رأسها له و شردت بعيدا .. لقد كان آسر يطلق عليها اسم ” تقاة ” او ” تقاتي ” عندميا تكون حزينة و يحاول هو التخفيف عنها و محاولته تنجح بالطبع فسرعان ما تبتسم عندما تسمع تلك الأسماء الغريبة منه ، حمحمت و ردت عليه :
– ايوة انا كويسة كنت بلف في المحلات و بدور على فستان مناسب عشان حفلة كتب كتاب رتاج و تعبت شويا.
هز رأسه دون اقتناع و بعد قليل غادر مع خطيبته يوصلها الى منزلها وبعدما عاد استقبلته رتاج ممازحة اياه :
– يعني انت عمال تدخل و تخرج مع خطيبتك و توديها مشاوير وانا عاملي قيود حتى مازن مش عارفة اكلمه براحتي.
صف*عها على رأسها بحزم مصطنع :
– انا كاتب كتابي عليها يالا وبعدين مازن هو اللي مش عايز يتعامل معاكي كتير من غير علاقة رسمية و الحق معاه كده كده مكنتش هسمحله اصلا.
مطت شفتها بحنق فتابع :
– في حاجة عايز اقولهالكم اسمعوني.
انتبهت له الفتاتان و أمهما عزة ليحمحم بجدية :
– في واحد متقدم لتقي.
تبادلن النظرات المندهشة قبل ان تنطق الأخيرة باستنكار :
– في واحد متقدملي ؟ و مين ده ؟
– سليم اللي ف الشقة فوقينا.
عزة بصدمة وغض*ب :
– نعم ؟ اللي متجوز و مطلق 3 مرات ده ؟
– ايوة هو.
– لا مستحيل مينفعش خالص.
هتفت تقي في تلجلج أثار حفيظة رتاج و شعرت بشيء تخفيه شقيقتها عنها لكنها فضلت الصمت الآن ، اما مروان فغمغم مقتضبا :
– ممكن افهم ليه مينفعش تتجوزي ايه انتي قررتي تبقي قديسة وانا معرفش ؟
لم يكن رفضها للرجل هو ما أزعجه بل رفضها لفكرة الزواج هو ما ضايقه ففي حين ان طليقها الخا*ئن يعيش سعيدا مع غيرها قررت أخته العزوف عن الارتباط نهائيا وكأنها تعا*قب نفسها على الإنجراف يوما نحو ذلك الحب المشؤ*وم ، أدركت الأخيرة ما يفكر به ف استدركت :
– قصدي يعني الوقت مش مناسب اا … خلينا في جواز رتاج الاول ….
قاطعتها أمها بحدة :
– لا أول ولا آخر انا مش موافقة تتجوزيه ده واحد مشكل*جي و كان كل يوم فضا*يح مع الغلبانة اللي متجوزها و أمه ست غلا*وية وانا مش هضحي بيكي قوله يا مروان طلبه مرفوض.
التفتت تقي لها بعناد :
– مرفوض ليه يا ماما ماهو انا واحدة هربت من بيت اهلها عشان تتجوز اللي بتحبه لو مكنش اللي اسمه سليم ده انسان كويس عمره ما يفكر يتجوز…..
منعها مروان عن المتابعة :
– انا قلت ميت مرة السيرة ديه تتقفل خلاص اللي فات مات و كلنا بنغلط مفيش داعي تعتبري نفسك واحدة مبتستحقش تأسس بيت و عيلة ، المهم لو انتي رافضة مش هجبرك ي …
رفعت رأسها و ناظرته بقوة :
– انا موافقة يا ابيه حضرتك اتفق معاه على ميعاد مناسب وانا جاهزة اقابله.
______________________
توقف بسيارته امام باب منزله و ترجل منها بهدوء ، دخل و صعد الى غرفته بخطوات متعبة مثقلة وهو يجاهد لتبقى عيناه مفتوحتان فسياقة السيارة ل 6 ساعات ذهابا و مثلها إيابا دون التوقف ليرتاح ليس هينا عليه و ما عرفه اليوم أتعبه أضعافا مضاعفة بل دمر أعصابه و جعل روحه تُحرق عليها … و بمجرد ذكر اسمها على لسانه وجدها تقف امامه بعدما دلف لغرفتهما  ، كانت يارا تمسك هاتفها و تتصل بأحدهم سرعان ما عرف هويته عند اهتزاز هاتفه للمرة العشرين او أكثر و حين وقعت عيناها عليه انتفضت بتأهب :
– ادم انت كنت فين و مبتردش على اتصالاتي ليه انا قلقت عليك و….
توقفت باقي كلماتها في حلقها عندما فاجأها بوضع رأسه على كتفها و لف ذراعيه حول خصرها وضمها اليه بقوة ، جفلت لثوان قبل ان تبادله العناق و حدقتيها تقطران خو*فا لحالته الغير مطمئنة و رغم هذا لم تنبس ببنت شفة فقط طوقته بيديها و صمتت ، يقال بأن الشخص عند إرها*قه روحيا لا يحتاج سوى لضمة صامتة تحوي الكثير من المشاعر ، لا كلمات ، ولا مواساة ، حضن دافئ يدعى ب – أنا معك – يلجأ اليه يكفي بالغرض و يزيد ، و الحال ان يارا كانت اكثر من تحتاج لعناقه في هذه اللحظة بالذات !!!
اما ادم فكان يطبق جفونه يعاند الدمو*ع التي ملأت عيناه من النزول و كشف حالته لزوجته ، هذه ثاني مرة لا يستطيع رفع وجهه لها و مطالعتها لشدة شعوره بالخز*ي ، المرة الأولى كانت يوم شك في أخلا*قها و اتهمها بالخيا*نة ثم تأكد من فداحة خط*ئه !!
ضغط عليها اكثر و أخرج تنهيدة مثقلة تحمل جل معاني اله*م و الأ*لم ، لا يزال لحد الآن غير مصدق لما يحدث لطفلته و ما تعا*نيه لقد اعتقد  سابقا بأنه يحميها عندما تركها في بيت جدها ظن انها لن تتأ*ذى مادام اعدا*ؤه وصلوا لمبتغاهم والذي هو تفريقهما لم يكن يشك ولو للحظة واحدة فيما سيحدث ان أبعدها انه الآن يتمنى لو كان ما عاشه منذ بداية اليوم هو مجرد كابو*س لكن …. لم يكن كذلك !!
_______________________
يتبع…
لقراءة الفصل التاسع والثلاثون : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!