Uncategorized

رواية عروسي الكاذبة الفصل الثالث عشر 13 بقلم ساره علي

 رواية عروسي الكاذبة الفصل الثالث عشر 13 بقلم ساره علي

رواية عروسي الكاذبة الفصل الثالث عشر 13 بقلم ساره علي

رواية عروسي الكاذبة الفصل الثالث عشر 13 بقلم ساره علي

ركبت جومانة السيارة وطلبت من السائق أن يأخذها الى الشركة حيث يوجد باسل هناك ..
وصلت الى الشركة بعد اقل من نصف ساعة حيث 
هبطت من السيارة وأخبرت السائق ان ينتظرها فهي لن تبقى لوقت طويل هناك ..
دلفت الى داخل الشركة وهي تتهادى بخطواتها وفستانها الأرجواني القصير يلتف حول جسدها مبرزا منحنياتها النحيلة الجذاب بشكل خلاب ..
كانت قد رفعت خصلات شعرها السوداء قليلا بتسريحة جذابة ووضعت مكياج كامل على وجهها للمرة الاولى في حياتها ..
اما في قدميها فإرتدت حذاء ذو كعب عالي كانت محتفظة به دون ان ترتديه جعلها تبدو أطول بكثير عن طولها المعتاد ..
بدت بإطلالتها تلك في العشرينات من عمرها وليست في السادسة عشر ..
وقفت أمام السكرتيره التي تفاجئت من مظهرها الجذاب والمختلف لتهتف بإبتسامة صادقة :
” تبدين رائعة عزيزتي جومانة ..”
ابتسمت جومانة بهدوء وقالت :
” شكرا عزيزتي .. أريد ان ادخل الى باسل ..”
ابتسمت السكرتيره قائلة :
” تفضلي .. مكتب السيد باسل مفتوح لك دوما كما أخبرني منذ اول يوم عملت به معه ..”
رفعت ذقنها عاليا متجهة الى الداخل بغرور ..
فتحت الباب ودلفت ليرفع باسل عينيه نحو الباب فتظهر الدهشة بوضوح على ملامحه متعجبا من تغير جومانة والفرق الشاسع في مظهرها بين البارحة واليوم ..
ابتسم بهدوء خافيا دهشته قائلا :
” تعالي ..”
تقدمت نحوه بخطوات واثقة وقالت ببحة مميزة :
” عامل ايه .. ؟! جيت عشان اشوفك واعتذر عن تصرف امبارح ..” 
ثم اقتربت منه اكثر حتى وقفت قباله وانحنت نحوه تقبل وجنته برقة قائلة :
” سوري يا باسل .. سوري بجد ..”
تجاهل لفظها اسمه دون ألقاب فهو مدرك جيدا انها في حالة ليست جيدة وتجاهل ايضا ملابسها التي لم تروقه اطلاقا فهي لا تلائم عمرها ابدا لكنه أثر ان يخبرها هذا على الاقل هذا اليوم حيث يكفي انها استعادت قليلا من حيويتها السابقة  ..
نهض من مكانه محتضنا وجهها بين يديه هاتفا بحب صادق :
” انا عمري ما ازعل منك يا جومانة .. وانتِ عارفة كده كويس ..”
ضحكت بعذوبة قبل ان تقول :
” طب ممكن ناخد سيلفي بمناسبة الصلح .. “
غمز لها قائلا بعبث :
” بس متنزليهوش على حسابك عشان مش ناقص طلبات من صاحباتك ..”
ضحكت بقوة ثم قالت بغضب مفتعل  :
” وانت ليه بتقبلهم عندك ..؟!”
ابتسم بخفة ثم قال بعدما قرصها من وجنتها :
” بتغيري يا جومانة ..؟!”
ردت بإبتسامة ذات مغزى :
” حتى لو بغير .. بس عارفة انك بتاعي واني اهم حد فحياتك ..”
ابتسم على ثقتها بمدى حبه لها وقال :
” ناخذ سيلفي بقى ..”
أومأت برأسها ثم فتحت كاميرتها وتأكدت من مظهرها المنمق قبل ان تقف بجانبه وتضع الكاميرا على وضعية الاستعداد ..
تقدمت نحوه بينما كان ينظر الى الكاميرا بإبتسامة جذابة فطبعت قبلة على وجنته بينما ضغطت على زر الكاميرا بنفس الوقت ..
ابتعدت عنه وهي تحفظ الصورة بينما قال باسل :
” خلاص كده .. الاميرة رضيت عني ..”
ردت بدلال وهي تمسك بذراعه :
” الاميرة دايما راضية عنك ..”
ثم اكملت وهي تحمل حقيبتها :
” انا هروح بقى اشوف صحابي واتغدا معاهم ..”
رد بهدوء :
” تمام يا حبيبتي  .. خدي بالك من نفسك ..”
” متوصيش حريص ..”
قالتها وهي تغمز له بعبث ثم خرجت وهي تتنهد بحزن قبل ان تزيح مشاعرها تلك وتفتح هاتفها حيث تنشر صورتها معه على حساب الانستغرام بعدما كتبت عليها
‏” he is mine “
ابتسمت بسعادة لتتفاجئ بروبي امامها تجلس على مكتب مقابل لمكتب سكرتيره تراقبها بإهتمام فمنحتها ابتسامة مصطنعة وهي تقول :
” هاي روبي ..”
ردت روبي بهدوء :
” ازيك يا جومانة ..؟!”
ردت جومانة وهي تلعب بخصلات شعرها :
‏” fine ..”
ابتسمت روبي على مظهرها وقالت بصدق :
” بقيتِ جميلة اوي ..”
ردت جومانة بإقتضاب :
‏” thanks ..”
ابتسمت روبي ثم قالت بأسف :
” انا اسفة عاللي حصل ..”
قاطعتها جومانة بلا مبالاة :
” بلاش تعتذري .. انتي مغلطتيش ..”
ثم اكملت بغموض :
” بالعكس انتي ساعدتيني من غير ما تعرفي .. “
نظرت اليها روبي بحيرة لتجدها تكمل وهي تغمز لها :
” وعشان كده انا هساعدك ..”
 رفعت روبي حاجبها وقالت :
” تساعديني فإيه ..؟!”
ردت جومانة :
” فإنوا انتِ و باسل ترجعوا لبعض ..؟!”
نظرت روبي اليها بتعجب وقالت :
” وده ليه بقى ..؟! “
أجابتها جومانة بهدوء :
” عشان انتي تستحقيه اكتر من ماريا .. “
 قالت روبي بعدم استيعاب :
” انتِ عاوزة توقفي بصفي ضد امك ..”
نظرت جومانة اليها بصمت قبل ان تقول بعد لحظات :
” تقريبا كده .. بس قبل ما تقولي اي حاجة فيه كلام مهم لازم يجمعنا .. “
ثم اكملت بقوة فاجئت روبي من تغير تلك الفتاة بشكل مخيف :
” هكلمك بعدين عشان ده مش الوقت المناسب .. سلام .. ” 
ثم ابتعدت عنها وهي تهتف داخلها بضيق :
” معلش يا جومانة .. روبي اكتر وحده هتساعدك .. كمان ده مش هيبقى استغلال وكده كده باسل مش هيكون ليها ..”
……………………………………………………………
دلفت جنى الى شقتها في احدى المناطق السكنية الراقية  لتجد أخيها جالسا على مائدة الطعام يتناول فطوره لوحده ..
تقدمت نحوه وهي تصرخ بحماس :
” انا جيت ..”
رفع راسل عينيه نحوها هاتفا بهدوء :
” حمد لله على السلامه ..”
تقدمت منه طابعة قبلة على وجنتيه تقول بسعادة :
” الله يسلمك .. “
ثم جلست بجواره وشرعت في تناول طعامها ليهتف راسل متسائلا :
” الرحلة كانت كويسة ..؟!”
مطت جنى شفتيها وردت بضيق خفي :
” كويسة ..”
ثم اكملت بجدية :
” وانت عامل ايه ..؟! واخبار شغلك ايه ..؟!”
رد راسل بجدية :
” كله تمام وماشي كويس ..”
انتهت جنى من تناول طعامها لتهتف وهي تتجه الى غرفتها :
” اروح اخد شاور واغير هدومي عشان اخرج ..”
سألها راسل بدهشة :
”  تخرجي دلوقتي ..؟! مش الطبيعي انك ترتاحي ..؟!”
ردت جنى :
” انا نايمه طول الرحلة .. يعني مش هعرف انام دلوقتي .. يبقى اخلص شغلي احسن ..”
ثم صعدت الى غرفتها حيث اخذت شاور سريع وارتدت ملابسها المكونة من بنطال برمودا من الجينز الازرق وفوقه تيشرت قصير بالكاد يغطي خصرها ذو حمالات رفيعة ..
هبطت درجات السلم متجهة الى الخارج لتجد راسل يصيح بها :
” تعالي هنا ..”
استدارت اليه ترمقه بنظرات متململة ليهتف بها :
” مش شايفة انوا لبسك ضيق والبادي اللي فوق قصير وكمان دراعاتك كلها باينه ..؟!”
ردت جنى بلا مبالاة :
” لا مش شايفه .. “
تقدم راسل نحوها قائلا :
” غير الزفت ده يا جنى ..”
ردت جنى بملل :
” مش هغيره يا راسل .. وانا مش هفضل كل يوم اقولك ملكش دعوة بيه .. مش معنى انك توأمي يبقى تتحكم ..”
ثم خرجت بسرعة من الشقة دون ان تنتظر جوابه ليهتف بتوعد :
” ماشي يا جنى هانم .. أما اوريكي ..”
اما جنى فقد ركبت سيارتها متجهة الى الشركة الخاصة بزوج اختها ..
وصلت الى هناك لتصعد الى مكتبه حيث سمحت لها السكرتيرة بالدخول ..
تقدمت نحوه بسعادة محتضنة اياه هاتفة بإبتسامة :
” وحشتني يا كمال ..”
ضحك كمال وهو يرد عليها :
” وانتِ اكتر يا جيني ..”
تبادلا السلام وسألته عن اختها جوليا وابنيها ثم جلست امامه تهتف بحماس :
” والله وحشتوني جدا كلكم وخصوصا ولادك الشياطين دول ..”
ابتسم كمال ثم رد بتهكم :
” الشياطين بتوعي مستنين الشيطانه الكبيره تولعها معاهم ..”
ضحكت بقوة هي تهتف :
” حرام عليك .. ده انا ملاك ..”
رد بسخرية :
” على يدي ..”
ثم اكمل بجدية :
” العشا عندنا النهاردة .. جوليا بتجهز فيه من امبارح ..”
ابتسمت بود وهي تقول :
” انت هتقولي ..؟! دي بلغتني بالعزومة من فترة طويلة ..”
ثم اكملت بحماس :
” حسام هيجي ..”
رد بضحك  :
 ” اه هيجي .. عشان تكمل بقى ..”
ابتسمت ثم قالت بجدية :
” طبعا انت مستغرب انا جاية ليه من الصبح كده ..”
اومأ كمال برأسه ليجدها تهتف بهدوء :
” محتاجة مساعدتك ..”
سألها قائلا :
” انتِ تؤمري يا جنا .. بس فإيه ..؟!”
ابتسمت وهي تقول :
” عندي مشروع صغير وعاوزاك تساعدني بيه وتعملي دراسة محترمة وتقنع بابا كمان ..”
” مشروع ايه بقى ..؟!”
سألها بجدية لترد بثقة :
” مجموعة مدرسية تتضمن حضانة  للاطفال .. مدارس ابتدائية واعدادية وثانوية ..”
صاح كمال لا اراديا :
” انتِ بتهزري يا جنى ..؟!”
ردت جنى بضيق :
” ليه يا كمال ..؟!”
رد كمال بجدية :
” يعني سبتي كل المشاريع اللي فالعالم وعاوزة تفتحي مدرسة ..”
صحتت له :
” مدارس لكل الاعمار ..”
” وانتِ بقى هتعرفي تديري مشروع زي ده ..؟!”
ردت جنى بنفس الثقة :
” اكيد طبعا ..”
قال كمال بهدوء :
” الموضوع مش سهل .. دي مسؤولية .. و مسؤولية كبيرة جدا كمان ..”
التمعت عينا جنى وهي تقول بإصرار :
” وانا قدها .. وعايزاك تساعدني .. بليز ساعدني يا كمال ..”
نظر كمال اليه ثم قال بالرغم من عدم اقتناعه :
” ماشي .. لازم اعمل دراسة كويسة للمشروع وكمان نشوف مكان مناسب ..”
قاطعته جنى :
” لقيت مكان مساحته كبيره جدا .. ومناسب اوي ..مجموعة اراضي مساحتها كبيره وتكفي انوا المشروع بتفرعاته يتعمل عليها وكمان المنطقة تجنن وموقعها جميل ..”
ابتسم كمال على حماسها قائلا :
” ده انتِ مجهزة كل حاجة ..”
لتقول جنى بترجي :
” كله وحياتك .. ساعدني بقى ..”
اومأ كمال برأسه مخبرا اياها انه سوف يساعدها بل ويقنع والدها بأمر ذلك المشروع ..
…………………………………………………………..
دلفت جومانة الى احد المطاعم لتجد لورا وميري في انتظارها ..
حيتهما وهي تجلس معهما لتهتف ميري بجدية :
” لقد ارسلت لك رقم شاب مناسب لما طلبتيه .. أعطيه لعمك وهو سوف يتحدث معه ..”
ابتسمت جومانة قائلة بإمتنان :
” شكرا ميري .. “
ثم نهضت من مكانها وقالت :
” سوف اذهب الى دورة المياه .. اطلبي لي مشروبي المفضل ..”
اتجهت بعدها الى الحمامات حيث حملت هاتفها وبحثت به لتجد ميري ارسلت لها رقم هاتف الشخص فإتصلت به فورا ..
” مرحبا .. انا من طرف السيد جورج .. “
اجابها الشاب فورا :
” نعم تفضلي .. لقد أخبرني السيد جورج ان هناك شخص يريد مني مهمة لكنه لم يخبرني إنها فتاة ..”
ردت ميري :
” ليس مهما .. المهم ما اريده .. أريدك ان تراقب إحداهن .. وتجلب لي تفاصيل يومها منذ خروجها من المنزل صباحا وحتى عودتها اليه .. كما اني اريد صور حية لكل ما تفعله ..”
رد الشاب بثقة :
” هذا الأمر بسيط جدا فأنا وزملائي متخصصين بهذه الامور .. لكن طبعا ذلك يتم  مقابل مبالغ ضخمة ..”
قاطعتها بسرعة وهي تنتبه الى الباب كي لا يدخل احد فهي تعرف انه ما كان عليها ان تتصل الان لكنها مستعجلة حقا :
” جميع ما تريده سوف تأخذه .. ما اسمك انت ..؟!”
اجابها الشاب :
” مارتن ..”
” تشرفت بمعرفتك مارتن .. “
” الشرف لي مدام ..”
قالت جومانة بجدية :
” حسنا مارتن ، ما المطلوب مني .؟؟”
رد مارتن بجدية :
” عنوان تلك الفتاة .. صورتها .. لا اريد شيئا اخر وسوف تجدين تفاصيل يومها كاملا في تقرير ارسله لك نهاية كل يوم .. كما اننا سوف نستمر في مراقبتها حتى تطلبين انت التوقف .. هناك شيء  هام ايضا .. نحن كل يوم نأخذ مبلغ حسب ساعات عملنا .. يعني عدد الساعات ما بين خروجها من المنزل حتى عودتها اليه مساءا .. سوف نأخذ مبلغ ثابت لكل ساعة .. وهناك نظام اخر وهو أن نراقبها يوميا لمدة اربعة وعشرين ساعة ولكن هذا النظام سعره غالي فوق ما تتصورين لإننا لن نتركها لحظة واحدة فحتى عند عودتها الى المنزل سوف نبقى في الخارج نراقبها ..”
” كم المبلغ في الحالة الثانيه ..؟!”
سألته بجدية ليجيبها بالمبلغ الخاص في حالة اذا ما  راقبوها طوال اربعة وعشرين ساعة لتجحظ عينا جومانة من ضخامة المبلغ قبل ان تتنحنح وتهتف على مضض :
” حسنا لا بأس .. اريد نظام الاربعة وعشرين ساعة حاليا .. سوف ارسل صورتها وعنوان منزلها في الحال ..”
سمعت صوت الشاب قائلا :
” ارسليها وسوف نبدأ من صباح الغد ..”
” جيد .. سوف أرسلها حالا ..”
ثم اغلقت الهاتف واخذت تنظر الى المرآة في حيرة فكيف سوف تجلب مبلغ كهذا ..؟!
فكرت قليلا قبل ان تنظر الى العقد الماسي الذي ترتديه لتتذكر امر مجوهراتها الثمينه للغاية والكثيرة فتقول :
” معلش يا جومانة .. مفيش حل غير كده  ..”
ثم أكملت بضيق :
” ياريت اخلص من الموضوع ده بدري واعرف اللي محتاجة اعرفه بسرعة بدل ما اضطر ابيع كل مجوهراتي ..”
تنهدت بعدها وهي تفتح هاتفها وترسل العنوان وصورة ماريا الى مارتن ..
………………………………………………….:………
كانت ماريا تجلس في صالة الجلوس تتابع احد الافلام الاجنبية لتجد حماتها تقترب من التلفاز وتغلقه لتصيح مستنكره :
” ايه ده ..؟! مينفعش كده بجد .. ليه عملتي كده يا طنط ..؟!”
جلست نورا امامها متجاهلة ضيقها وقالت ببرود :
” لازم نتكلم يا ماريا ..”
ردت ماريا بضيق من تلك المرأة وتدخلها الذي تمقته بقوة :
” خير يا طنط …؟! اتفضلي ..”
قالت نورا بهدوء :
” مش جاية اسألك .. ولا جاية احاسبك على اي حاجة .. هي كلمتين ملهمش ثالث .. ابعدي عن جومانة وباسل نهائي .. باسل سيبي فحاله ومتحاوليش تقربي منه ابدا .. جومانة نفس الشيء .. ابعدي عنها وسيبيها فحالها .. هنما الاتنين خط احمر مش هسمحلك بعد كده تقربي منهم ابدا ولا هسمحلك تدايقيهم وتعكنني عليهم عيشتهم .. انتِ فاهمة ..؟!”
ردت ماريا بتهكم :
” دول جوزي وبنتي .. يعني اقرب واقرب واقرب واعمل كل اللي عاوزاه ..”
ابتسمت نورا بهدوء ثم نهضت من مكانها وقد فاض بها الكيل فتهتف وهي تضغط على ذراعها بقسوة :
” ورحمة ابني اللي مات بسببك لو مبعدتيش عنهم لاكون مورياكِ الويل .. دي اخر فرصة بعدها لو منفذتيش اللي قلته هطردك من بيتي للابد .. “
ضحكت ماريا وقالت :
” ومين اللي هيسمحلك فكده ..؟! بابا عمر ..؟!
ابتسمت نورا وقالت :
” يعني مصره عاللي فدماغك .. ماشي يا ماريا .. انتِ اللي بدأتيها .. استحملي بقى ..”
ثم تحركت مبتعدة عنها لتمتم ماريا بغيظ :
” ست متخلفة ..”
حملت هاتفها واخذت تعبث به حيث فتحت تطبيق الانستغرام لتشتعل عينيها من تلك الصورة التي نشرتها جومانة ..
حيث كان باسل مبتسم بسعادة بينما جومانة تقبله من خده بحرارة وفيه عينيها نظرة فهمتها على الفور ..
نظرة تخبرها انه لها وحدها .. نظرت الى الجملة التي وضعت على الصورة حيث وجدتها قد كتبت بالانجليزية :
” إنه لي ..”
لتضغط على الهاتف وهي تكاد تهشمه بينما تهتف بحقد :
” والله ما هخليكِ تنوليه .. حتى ولو هفضح نفسي .. يا انا يا انتي ..”
ثم جلست وهي تهز قدميها بضيق ليرن هاتفها بعد لحظات فتهدئ نفسها وهي تجيب :
” وحشتني اوي ..”
ليأتيه صوته المتهكم :
” لا مهو واضح ..”
قالت بخفوت وهي تغلق باب المكان :
” عاوزة اشوفك ..”
ليأتيها صوته :
” تمام .. نتقابل بكره بنفس المكان ..”
” ماشي ..”
قالتها ثم اغلقت هاتفها واطلقت تنهيدة قبل ان تعبث به من جديد وتهتف بأحدهم بجدية :
“هناك  سيدة تدعى ديانا عاصم .. هي مقيمة في مصر منذ عدة اعوام .. زوجها يدعى عامر محمود .. اريد رقم هاتفها وعنوانها وجميع التفاصيل التي تخصها .. “
اغلقت بعدها الهاتف وهي تبتسم بعينين لامعتين متوعدتين لجومانة التي اخذت اكثر من حجمها …
…………………………………………………………
اوقف باسل سيارته امام العماره التي توجد بها شقته ..
هبط من سيارته واتجه الى شقته .. فتح الباب ودلف الى الداخل وهو ينادي على ميرنا لكنه لم يجدها ..
اخرج هاتفه من جيبه وقرر الاتصال بها وهو يتوعد لها بعقاب شديد اذا ما عادت الى شقتها دون اذنه ..
فهو لن يسمح لها بالعودة الى هناك قبل ان يطمئن عليها وعلى صحتها اولا ثم يتأكد من عدم مراقبة اخيها ونزار لها وتتبعها ثانيا ..
زفر انفاسه بقوة ليأتيه صوتها الرقيق :
” اهلا باسل ..”
” انتِ فين ..؟!”
سألها بغضب لترد بهدوء :
” انا سافرت يا باسل ..”
صاح بعدم استيعاب :
” نعم .. سافرتِ يعني ايه ..؟!”
ردت عليه بنفس الهدوء :
” مصر .. سافرت مصر .. “
جحظت عيناه قائلا برعب :
” لا انتِ اتجننتي .. مصر ايه ..؟! “
تنهدت وقالت :
” ده الحل الوحيد .. انا لازم اتعالج .. والاهم اني لازم ارجع زي زمان .. وده عمره مهيحصل الا بعد لما اواجه .. اواجه الماضي .. انا تعبت من الهروب .. تعبت وانا هربانه من الماضي .. تعبت وانا خايفة انوا حد يعرف مكاني .. انا هسافر وهروح لعيلتي .. هواجهم واقولهم اني معملتش حاجة غلط .. اني اتجوزت على سنة الله ورسوله وانوا هروبي منهم تعاقبت عليه و بزيادة كمان  .. هطلب منهم يسامحوني .. وحتى لو رفضوا هقولهم اني هفضل هنا فبلدي .. هتعالج فيه .. وهبدأ فيه من جديد .. هشتغل واحقق كل اللي حلمت بيه زمان ..”
قال باسل بترجي :
” بلاش يا ميرنا .. ارجعي ارجوكِ .. ممدوح ..”
قاطعته بثقة :
” ممدوح مش هيعمل الحاجة اللي خايف منها .. اطمن .. ده اخويا يا باسل وانا واثقة منه .. وعارفة اقصى عقاب منه هيكون عامل ازاي .. وكمان انا مش لوحدي ..”
سألها بدهشة :
” مين معاكِ ..؟!”
ردت بهدوء :
” معايا صديق هيساعدني وهيكون معايا .. متقلقش …”
حل الصمت المطبق بينهما .. كان يود ان يسألها ماذا عنه لكنه لم يستطع .. لا يريد ان يسألها سؤال غير واثق من اجابته لكنها يبدو انها فهمت ما يدور في عقله فهتفت بجدية :
”  انا عاوزة اقولك اني ممتنة اوي لكل حاجة عملتها … ولازم تعرف اني لولاك مكنتش اتخدت قرار مهم زي ده .. باسل انا..”
صمتت قليلا ثم قالت :
” انا اسفة .. اسفة اني بعدت بالطريقة دي .. انا عارفة انك بتحبني .. بس عارفة بردوا انك تستحق واحدة افضل مني .. انا كان ممكن اقولك استناني لحد ما اتعالج وارجعلك بس لا .. انا مش هعلقك بحاجة غير مضمونة .. انا السنة الجاية تركيزي على العلاج بس ده لو مطولش اكتر من سنه .. العلاج مش هو النهاية .. انا هحتاج بعدها علاج نفسي طويل .. هاخد وقت لحد ما ارجع طبيعية .. لحد ما أثق بنفسي وحتى لو ده كله حصل فخليك واثق انوا عمري ما هنفع لحد .. انا للاسف مش هعرف ارتبط مرة تانيه .. ولا هعرف اكون اي حاجة لأي رجل .. وانا عارفة انوا جواك انت عارف ده .. زي منا عارفة انوا اللي اتكسر جوايا مفيش حد يقدر يصلحه .. “
تنهد باسل وقال اخيرا منهيا الحوار :
“ربنا يوفقك .. انا كل اللي يهمني انك تكوني سعيدة ..”
ثم اكمل بجدية وهدوء زائف رغم تلك النيران المندلعة داخله :
” اتمنى انك بعد ما تواجهي اهلك تطمنيني عليكِ ..”
قاطعته بجدية :
” اول ما اوصل مصر هبعتلكِ رقمي الجديد .. تمام ..؟؟”
” تمام .. توصلي بالسلامه ..”
ابتسمت وردت بصوت شجي :
” الله يسلمك ..”
ثم اغلقت الهاتف ونظرت الى الماثل وهتف حزنا على حالها :
” انتِ متأكده من قرارك ..؟!”
ابتسمت بألم وردت :
” ده الاحسن ليه .. وليا انا كمان ..”
حل الصمت المطبق بينهما ليقول :
” اول ما توصلي هناك .. هتلاقي صديقتي مستنياكِ فالمطار .. هي هتتولى كل أمورك .. وهتفضل معاكِ فكل خطوة ..”
ابتسمت وقالت بإمتنان :
” شكرا جدا .. “
رد بنفس الإبتسامة :
” العفو ..”
اختفت ابتسامتها وعادت تشرد من جديد به وهي تفكر اذا ما كان تصرفها في محله ام لا لكنها تثق ان ما فعلته يصب في مصلحة باسل وهذا بالنسبة لها اكثر من كافي .. 
…………………………………………………………….
مساءا .. 
في منزل كمال وجوليا ..
كانت جنى تجلس بجانب اختها وهما تتحدثان وتضحكان بينما على على الكنبة المقابلة يجلس كمال مع راسل ويتحدثان في امور مختلفة كالعمل والسياسة ..
اما الصغار فكانا يلعبان البلاي ستيشن ويصرخان بين لحظة واخرى ما ان يربح احدهما  فتنهرهما جوليا طالبة منهما عدم الصراخ عاليا ..
قالت جنى وهي تشير الى جوليا :
” مراتك بقت عصبية اوي يا كمال .. خد بالك لتطلع حامل ..”
جحظت عينا جوليا قائلة :
” فال الله ولا فالك .. مش كفاية دول ..”
بينما ابتسم كمال قائلا بتمني :
” ياريت بجد ..”
حدجته جوليا بنظرات حادة بينما قال راسل برجاء :
” بس ارجوك خليها بنت المرة دي .. يمكن تخفف شوية عنك .. مش ناقص ثالث يكمل السلسلة ..”
رد كمال متهكما :
” غريبة يعني ..؟! مانت طول عمرك بتكره خلفة البنات ..”
رد راسل متهكما :
” بعد ما شوفت ولادكوا كرهت خلفة الولاد اكتر ..”
صاح احد الطفلين والدي يبلغ السابعة من عمره ويدعى مصطفى :
” لا مش عايز بنت .. عايز ولد ..”
وأيده اخيه الاكبر ذو العشرة اعوام ويدعى مازن :
” وانا كمان عايز ولد .. مبحبش البنات ..”
صاحت جوليا :
” بس .. ولد ايه وبنت ايه .. انا لا حامل ولا نيلة .. هو انا ملاحقة عليكوا عشان اجيب حد تالت ..”
توقفت عن حديثها وهي تسمع صوت حرس الباب يرن حيث اتجهت الخادمة لفتحه ليدلف حسام اخو باسل واخته مهرة واللذان دعتهما جوليا على العشاء ..
تقدم حسام محييا الجميع حتى وصل الى جنى التي احتضنها قائلا بسعادة :
” اخيرا يا صحبي .. ده انت كنت واحشني ..”
ضحكت جنى وهي تضربه على كتفه متجاهلة نظرات اخيها الحادة وقالت :
” وانت اكتر يا حسحس …”
” ما بلاش الدلع الماسخ ده ..”
قالها بضيق مصطنع لتبتعد عنه وتحيي مهرة والتي بادلتها تحيتها برقة قبل ان تتجه نحو راسل تحييه بعينين لامعتين وخجل شديد فيبادلها تحيته بعدم انتباه بينما انظاره مركزة على جنى التي ما زالت تمزح مع حسام ..
اشارت له جوليا :
” راسل .. تعال معايا .. عاوزة اوريك حاجة مهمة ..”
سار راسل على مضض معها وهو يعلم سبب تصرفها ليهتف ما ان دلف امامها الى المطبخ :
” تصرفاتك مكشوفة اوي يا جوليا .. عشان كده انا قلتلك بلاش اجي .. الهانم فاكره نفسها أمريكانية وواخده راحتها معاه وهو ما مصدق ..”
” يا راسل .. حسام زي اخوها ..”
قاطعها بضيق :
” بس مش اخوها .. “
ثم اكمل :
” ومتنسيش انوا صايع وبتاع ستات ..”
ردت جوليا بجدية :
” هما صحاب و ..”
قاطعها راسل بجدة : 
” قولتيلي صحاب .. دول مش شبه بعض ولا حتى قريبين من سن بعض .. “
زفرت جوليا انفاسها قائلة بجدية :
” لازم تكون واثق فجنى يا راسل .. مينفعش كده ..”
رد راسل بهدوء :
” انا واثق من جنى .. بس التصرف كله غلط .. مينفعش كده .. الكلام ده كله مش منطقي .. والتصرفات دي غلط .. وانا مش بحب كده ..”
زفرت انفاسها وقالت محاولة تغيير الموضوع :
” مهرة كبرت واحلوت اوي ..”
رد بملل :
” اه فعلا ..”
قالت جوليا بنبرة ذات مغزى :
” ايه بقى ..؟!”
رفع حاجبه مصطنعا بعدم فهم :
” ايه بقى ..؟!”
“.راسل ..”
صاحت به جوليا بملل ليرد بجدية :
” شيلي الموضوع ده من دماغك .. لإنها مش فدماغي اصلا .. “
قالت جوليا بإستنكار:
” ليه بقى ..؟! دي فيها كل الصفات اللي انت عاوزها .. بنت ناس .. محجبة وملتزمة .. جميلة جدا .. هادية ورقيقة .. صيدلانيه .. بصراحة هي الوحيدة اللي تناسبك وتناسب غرورك وعقليتك الصعبة ..”
نظر اليها بملل وقال :
” انا عارف انوا مهرة فيها كل الصفات اللي عاوزها فأي بنت .. وبعيدا عن اني مش بفكر حاليا فالحواز لانوا لسه بدري اوي وانا مش ناوي اتجوز قبل خمس او ست سنين عالاقل بس هي مش فدماغي اصلا ..”
قاطعته بجدية :
” طب خليها فدماغك .. البنت مفيش منها وبتحبك ..”
رد بفتور :
” هي قدامي بقالها سنين .. متنسيش اننا نعرف بعض من واحنه صغيرين .. وانا عارف انها بتحبني من وقت الاعدادية بس صدقيني مش بإيدي .. معنديش اي مشاعر ناحيتها .. “
صمت للحظات قبل ان يكمل :
” تصدقي انا اتمنى لو احبها .. عشان عارف انها بتحبني وانها اكتر وحده تناسبني .. هي فيها كل الصفات المناسبة بس مش عارف مالي ..”
صمتت جوليا واخذت تنظر اليه بتفكير قبل ان تهتف بجدية :
” فكك من الموضوع ده دلوقتي .. انت لسه صغير اصلا ولسه بدري اوي هالكلام ده ..”
نظر اليها وقال بهدوء :
” مش عايزها تتعلق بيه .. بلاش تحط امال عليا .. اتمنى انك تفهميها ده حتى لو بشكل غير مباشر ..”
تطلعت اليه جوليا بدهشة فهي من الصعب ان تقوم بتصرف كهذا لكنها اثرت الصمت ..
رن هاتفه ليجد صديقه يتصل به يخبره انه في المشفى فقد صدمته سياره ليخبر جوليا بضرورة ذهابه مودعا البقية متجاهلا نظرات مهرة الحزينة لرحيله ..
بعد مدة كان قد وصل الى المستشفى واطمئن على صاحبه .. 
اخبره الطبيب بضرورة الذهاب الى مركز الشرطة ليرى الفتاة التي تسببت بالحادث والتي تبين انها كانت سكرانة وغير واعية ..
رحل نحو مركز الشرطة متوعدا لها بعدما قرر عدم اخبار عائلة صديقه بما أصابه حتى صباح الغد ليلج الى مكتب الشرطي وهو في نيته الكثير لتلك الفتاة ..
التفتت الفتاة والتي كانت تجلس مقابل مكتب الطبيب لينصدم مما رأه ..
حيث كانت فتاة صغيرة للغاية ذات ملامح هادئة طفولية فشل المكياج الصارخ في اخفاء طفولتها الواضحة ..
عينين سوادوين بلون الليل وشعر أشقر يتخلله خصلات سوداء  فحمية .. 
ترتدي شورت قصير فوقه تيشرت ذو حمالات رفيعه ينتهى فوق سرتها وفي يدها سترة من الجينز ..
اما في قدميها فكان ترتدي حذاء رياضي قماشة من الجينز الازرق ايضا ..
تنحنح الضابط قائلا وهو يرمق هذا الشاب ذو النظرات الحادة والتي قابلتها الفتاة المسؤولة عن الحادث بنظرات لا مبالية :
” اتفضل يا فندم ..”
قال راسل بعنجهية :
 ” اتفضل ايه .. ؟! هي الهانم مش هتروح الحجز و ..”
قاطعه الضابط بجدية :
” معلش يا فندم .. احنه بس مستنيين اهلها يجوا مع المحامي بتاعها .. كمان يعني احنه نتمنى انوا الموضوع يتحل بشكل ودي اصل يعني البنت صغيرة ..”
قاطعه راسل بغضب :
” ولما هي صغيرة اهلها سابينها كده ازاي وازاي اصلا تسوق عربيه ..”
انتفضت من مكانها تصيح بها بحدة :
” وانت مالك اهلك .. ؟! ما تخليك بنفسك ..”
وقبل ان يرد عليها كانت تهتف صارخة في وجه الضابط :
” وانت بردوا مالك .. مش قلتلك انا عايزة اتسجن .. انا حرة يا اخي … ولا جنابك خايف من سيادة السفير  يسجنك  ..”
”  سيادة السفير   ..”
قالها راسل بدهشة لتلتفت نحوه تهتف بتهكم :
” اصل ابويا سفير  ..”
ثم اكملت وهي تهتف بسخرية :
” وطبعا مينفعش بنت  السفير  تتحبس مع المجرمين ..”
قال راسل بتهكم وتوعد :
” قول كده بقى يا سيادة الرائد .. يعني الموضوع مش حكاية طفلة صغيرة لا الموضوع طلع يختلف ..”
قال الضابط بجدية :
” يا فندم صدقني مش كده .. احنه بس عاوزين والدها يجي مع المحامي .. ويحاول يتفاهم .. وعالعموم لو رفضتوا التفاهم انا اول واحد هيتصرف ويقوم بالإجراءات القانونية ..”
صاحت الفتاة مستنكره :
” وانت تبلغه ليه اصلا ..؟! ما اتحبس ولا ان شاءالله اتعدم حتى ..”
رد راسل بلا وعي :
” هي البنت دي مجنونة ولا ايه ..؟! دي اكيد مش طبيعية .. دي لازم تدخل مصحة المجانين مش السجن ..”
توقف عن حديثها متأملًا عينيها الحادتين لينتبها الى الباب الذي فتح في نفس اللحظة حيث دلف منه والدها الذي تقرب منها محتضنا اياها قائلا بلهفة وقلق :
” ميرا حبيبتي .. انتي كويسة ..؟؟”
ابتعدت ميرا عنه بإقتضاب بينما قال الرجل بجدية الى الضابط غير منبتها الى راسل الذي ما زال وراءه :
” انا بعت ابن اخويا للشاب اللي خبطته ميرا .. هحاول اتواصل مع اهله ..”
قاطعه راسل بقوة :
” اهله لسه ميعرفوش .. بس انا صاحبه واخوه .. واحنه مش هنتنازل عن حاجة .. بنت كانت هتموته .. حياة الناس مش لعبة يا سيادة السفير  .. وياريت تفهم ده للهانم  بنتك اللي اكيد هتتعاقب وانت المفروض تتعاقب معاها عشان واضح انك فشلت فتربيتها ..”
تطلع اليه الرجل بخجل لتصرخ ميرا به :
” انت تخرس خالص ..”
ثم اشارت الى الضابط قبل ان يرد عليها : 
” وانت افتح محضر وخلصني .. اكتب فالمحضر اني الجانية واني ضربته بعربيتي لاني مكنتش فوعيي .. كنت سكرانه .. اسمي ميرا عامر محمود ..”
يتبع…
لقراءة الفصل الرابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!