Uncategorized

رواية المقهورة الفصل الثانى 2 بقلم سيد داوود المطعني

 رواية المقهورة الفصل الثانى 2 بقلم سيد داوود المطعني
رواية المقهورة الفصل الثانى 2 بقلم سيد داوود المطعني

رواية المقهورة الفصل الثانى 2 بقلم سيد داوود المطعني

دنيا هتتجنن، مش متخيلة إن ابنها مات، أمها وأبوها واخوها محمد وأختها جويرية الاتنين واقفين حواليها، وجوزها فريد قاعد على جنب حاطط إيده على خده وزعلان، لكن مفيش حد بيؤازره.
_ ابني يا ماما، ابني يا ناس.
_ ربنا يعوضك خير يا بنتي، انتي لسة صغيرة، ولسة هتخلفي غيره وغيره وغيره.
(دنيا بتركز في كلام أمها، نفس الكلام اللي هي قالته للست عايدة أم فريد جوزها، هو نفس الكلام)
_ متقوليش الكلام ده يا ماما، بيعصبني، بيعصبني..
(فريد قام من مكانه ناحيتها، بيحاول يهديها)
_ اهدي يا دنيا، ده قدر ربنا، وأكيد هيعوضنا خير.
(دنيا بكل عصبية بتدفعه بعيد عنها)
_ امشي بعيد من هنا، غور يلا مش عايزة اشوف وشك.
(فريد مستغرب، هي مراته بتعمل معاه كده ليه)
_ ايه اللي بتعمليه ده يا دنيا.
_ علشان أمك هي السبب، أمك هي السبب.
(فريد بيعقد حواجبه، مش فاهم ايه اللي جاب سيرة أمه في الموضوع)
_ أمك هي اللي دعت على ابنك، دعت على ابنك انه يموت.
_ وهي أمي شافت ابني فين؟
(الأم نهاد قامت من مكانها وبصت عليه تبعده عنها وهي بتهديه)
_ هي تقصد ان أمك مش بتبطل دعوات عليكم أكيد، ياريت تسيبها دلوقتي لحد ما أعصابها ترتاح.
(فريد مشي بعيد بكل ضعف واستكانة، مش قادر ياخد موقف رجولي حتى من إهانة مراته ليه قدام أسرتها)
الأم نهاد بتهدي بنتها، وبتغمز لها بطرف عينها
_ امسكي نفسك يا دنيا، جوزك هياخد باله إن أمه جات وسألت عنه، متخليش اللي انت فيه يخرب عليكي.
_ يغور في داهية يا ماما، أنا مش عايزاهم تاني,
(أبوها البرنس محمد السبكي بيهمس بصوت يسمعوه)
_ داهية ايه يا بنتي بس، انتي ناسية شغلنا معاه.
_ أوووف .. أنا هفضل مستحملاه لحد امتى؟
(أخوها بيبص ناحية فريد وبيغمز لهم بعينه)
_ بلاش نحكي دلوقتي، علشان مياخدش باله إننا بنتوشوش.
(الأب والأم انفضوا من حواليها، وراحوا يعملوا نفسهم بيهدوا فريد)
_ شد حيلك يا ابني .. أكيد ربنا هيشفعه فيك.
(دنيا وأختها بيبصوا عليه من بعيد هياكلوه بعينهم)
!
في بيت عايدة..
كانت قاعدة بتعيط، وهشام بيحاول يهديها ويهزر معاها، وكانت أخته سهيلة وأخوه خالد حواليها، وهشام بيحاول يهزر قدامها ويضحكها علشان تخرج م اللي هي فيه.
_ ما اهو انتي لو مش هتبطلي عياط يا ماما، هتخليني أروح أفتح فيهم أنبوبة الغاز وأولع لهم في الشقة.
_ يا لهوووي .. وتضيع مني يا هشام .. إياك تعمل أي مشاكل..
_ يبقى تهدي كده، وتعيشي سلطانة، وأكيد الكلب ده هيجي لك لحد عندك في يوم.
_ متقولش على أخوك كلب .. عيب
_ حاضر .. مش هقول ع الكلب انه كلب علشان خاطرك
_ وبعدين يا هشام .. قلت لك متقولش عليه كلب
_ حاضر يا ماما .. بس اللي حواليه كلهم كلاب..
(هشام وقف من مكانه وبيبص على سهيلة وخالد يحكي لهم)
_ محمد السبكي ده موظف في الضرايب زمان، واختلس فلوس، واتحكم عليه في قضية مخلة بالشرف واتحبس، وبعد ما طلع من السجن ظهرت عليه الفلوس..
مش كده وبس يا سهيلة، علشان تكوني عارفة القصة دي .. مراته نهاد دي، بنت النصابة، كانت فاتحة مكتب سفريات حج وعمرة وبتنصب على الناس، ووزارة السياحة قفلت لها المكتب ده، وكل الصحف نشرت صورتها وقالوا القبض على النصابة نهاد محمد.. NEHAD MOHAMED
(سهيلة بتسأله مستغربة)
_ بس اللي أعرفه إنهم ناس متدينين، يعني الراجل اسمه محمد، ومع ذلك خلى ابنه الكبير اسمه محمد بردو، والبنت سماها جويرية علشان يعيد الأسماء دي..
_ دي كلها حركات قرعة أنا عارفها، كان بيرسم على الناس، وكان عارف إن الملتزمين بيسموا أولادهم محمد محمد، والبنات يسموها مريم على اسم السيدة مريم، أو يسموها فاطمة وجويرية مثلا .. والأسماء دي، راح بدأ يقلدهم .. 
(خالد بيتدخل في الحوار)
_ المشكلة إن ابنه مش بيقول اسمي محمد محمد .. بيقول ان اسمه محمد رجب، يعني اسمه واسم جده على طول، وأبوه واخد اسمه العيلة السبكي، وعامل فيها البرنس محمد السبكي، والبنت عاملة أكاونت باسم جويرية الصغير ع الفيس، يعني حتى مش هاين عليها تعمله جويرية محمد.
(هشام بيضحك)
_ مش بقول لك عيلة نصابة، حتى الأسماء الحلوة بوظوها.
(عايدة مش عاجبها الكلام ده، وصرخت فيهم)
_ بلاش تجيبوا سيرة الناس .. كفاية كده يا هشام حرام عليك..
(سمعوا صوت خبطات قوية على الباب، هشام أخدها جري يشوف مين، لقى أخته الكبيرة جايبة شنطة هدومها، ومعاها طفلها الصغير في إيدها، ومنهارة من العياط)
عايدة المسكينة قلبها انقبض، هي مش حمل مشاكل، مش حمل خنقة، مش حمل نكد..
قامت عايدة من مكانها، وهي هتموت من الرعب، تشوف بنتها مالها.
_ مالك يا إيمان يا بنتي .. مالك .. حصل ايه؟
_ طردوني من بيتي يا ماما، طردوني.
(هشام فتح عينه من الغضب)
_  أنا اتطلقت يا ماما .. اتطلقت
 (عايدة بدأت تدوخ شوية شوية، وبتحاول تمسك روحها)
هشام متلخبط، مش فاهم ايه المصايب دي، وعايز يسألها حصل ازاي.
_ مين طلقك؟ طلقتي مين؟ 
(بيحاول يسيطر على أعصابه ويجمع الكلام..
_ يوووه .. أقصد اتطلقتي ليه؟ وازاي؟ وامتى؟
_ حماتي وابنها الهمجي، استغلوا إن أيمن مكانش موجود، وطلعوا عندي شقتي، وبدأوا يشتموني بيكي يا ماما، ويشتموني بأخويا فريد، ويقولولي اللي باعكم، ولما اتخانقت معاهم، دخل أيمن وقال لي انتي طالق.
(هشام بيجري الدم في عروقه)
_ ولاد الجزمة .. كلهم ولاد جزم، وأنا أقسم بالله ما هسكت المرة دي.
(عايدة خايفة .. مش عايزة هشام يعمل حاجة، لأنها عارفة انه بيحب أخته أوي، ودماغه كلها أفكار شر، وممكن يؤذي حد)
_ بلاش يا هشام .. انت بالذات بلاش.
_ بلاش ايه يا ماما .. هو انتي كل مرة تمنعيني أجيب حقك وحق اخواتي، لحد ما الناس بدأت تطمع فينا، كله بدأ يلطش فينا .. أقسم بالله ما هسكت المرة دي.
(هشام خرج من البيت مندفع، وقفل الباب وراه بمنتهى القوة)
عايدة بتحاول تاخد نفسها، مش قادرة تتنفس، والدنيا بتلف، وأغمى عليها)
في بيت أسرة دنيا..
الأسرة متجمعة حوالين دنيا، بعد ما فريد خرج من البيت..
_ وبعدين فيكي يا دنيا، انتي مش ناوية تمسكي أعصابك أكتر من كده.
_ يا بابا مش قادرة .. مش قادرة .. أنا بكرههم كلهم.
_ يا دنيا افهميني، شركة المقاولات بتاعت فريد كل مالها وبتكبر، وأنا واخوكي محمد بنكبر معاها، وانتي شايفة وضعنا اتغير ازاي على حسه..
_ يعني ينفع يا بابا أمه كل ما تسمع اننا هنا، تيجي هنا، وتدعي عليا.
(أمها بتتدخل في الحوار)
_ كل مرة ايه؟ دي أول مرة تيجي عندنا الشقة.
_ واهي دعت على ابني، وكانت السبب في موته.
_ انتوا هتسافروا كلها كام يوم، بلاش وحياتك تخليه يتضايق، ممكن يخرج عن سيطرتك ويروح يزور أمه..
_ أوووووووف .. هو انا هفضل عايشة في القرف ده طول عمري.
(أمها بتهديها، وبتضمها)
_ كله يهون يا بنتي .. كفاية إن كل حاجة تحت إيدك انت .. وفريد نفسه عامل زي الخاتم في صباعك.
 على قهوة شعبي خالص..
هشام قاعد مع جماعة أصحابه، وكان باين عليه إنه متضايق أوي..
_ أنا مش هسكت بعد النهاردة، وانتوا لازم تساعدوني.
_ قول يا كبير واحنا كلنا وراك، بس يا ترى ناوي على السبكي دي أبو مرات أخوك؟ ولا ناوي على أخو أيمن جوز أختك؟
_ هبدأ بالاتنين .. ولازم كلهم ييجوا راكعين يطلبوا السماح.
_ فكر يا مان .. واحنا هننفذ اللي انت هترسمه بالظبط.
(هشام بيغمض عينه، بيتخيل اللي ممكن يحصل بعد ما يلقن الأوغاد دول درس مينسهوش)
(هشام بيبص من بعيد لقى أخوه خالد جاي له بيجري، وكان نفسه مقطوع، وماسك تليفون هشام في يده، لأن هشام نسيه في البيت لما طلع مندفع)
_ إلحق يا هشام أمك في المستشفى، وعايزاك ضروري.
(هشام مفاصله بدأت تسيب، وواحد من أصحابه قام بسرعة، شغل عربيته، وأخد خالد وهشام، وكام حد من اللي شالتهم العربية وانطلق على المستشفى)
عند بيت أهل دنيا..
فريد كان داخل العمارة، وكانت الهموم باينة عليه، وشاف الست جارتهم راجعة من برة، وكانت بتعيط.
راح وقف يسلم عليها، ويسألها عن سبب العياط.
الست كانت متضايقة منه خالص، وبتنفخ من الغيظ عليه، وفجأة..
_ ممكن أعزمك على فنجان قهوة يا أستاذ فريد.
_ بكل سرور طبعا، أهو أعرف مالك بتعيطي ليه.
(فريد دخل شقة الست دي، هي قريبة أمه، ومن نفس عمرها، ومكنش فاهم هي متضايقة منه ليه)
الست بدأت تبص له وهي متغاظة..
_ ياريت تسمعني للنهاية، حتى لو الكلام ضايقك.
_ حاضر .. اتفضلي
_ انت مش راجل..
_ انتي اتجننتي يا ست انتي؟
_ أرجوك تسمعني للنهاية، وهتعرف انا بقول كده ليه.
_ اووف .. انجزي طيب ومن غير طول لسان.
_ انت تعرف إن أمك جات سألت عنك هنا، وكان نفسها تشيل ابنك وتبوسه؟
_ لا معرفش، أو محصلش أصلا.
_ أمك جات لك هنا يا ابني .. ومراتك خلتها تسمع كلام زي السم، وطردتها من هنا .. ومن لحظتها أمك منهارة..
(فريد قام مندفع)
_أمي؟
_ أمك دلوقتي في المستشفى بين الحياة والموت يا ابني، وانا لسة راجعة من هناك .. حتى مانعين عنها الزيارة.
(فريد خرج من الشقة بسرعة، ونزل جري من غير ما يسألها حتى عن اسم المستشفى)
عند المستشفى..
هشام شاف اخواته البنات واقفين قدام المستشفى، ممنوعين من الدخول، واصحابه كانوا حواليه، وبيبكي عليه كأنها ماتت.
_ مامااااا .. ماما مالها يا سهيلة، ماما مالها يا إيمان.
_ ماما قاطعة النفس يا هشام، أغمى عليها بعد ما انت خرجت على طول، وطلبنا لها الاسعاف، ماما بتضيع مني يا هشام.
(هشام بيحاول يدخل المستشفى بالقوة، والأمن رافض يخليه يدخل قسم الطوارئ علشان الزحمة، راح خرج تليفونه واتصل بحد من أصحابه دكتور في المستشفى)
صاحبه خرج له، وأخده معاه، وخلاه يدخل عند أمه.
هشام بيبص على أمه وهو بيعيط زي الطفل، ولقاها بتتنفس بالأجهزة الصناعية، وغايبة تماما عن الوعي..
وبيكلمها من عازل زجاجي..
_ لا يا ماما … ما تموتيش .. إلا انتي يا ماما .. كل اللي حواليا يموتوا إلا انتي يا ماما .. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآء.
( الدكتور صاحبه بيحاول يهديه، علشان صوت البكاء عالي، وممكن يعمل له مشاكل)
_ اهدى يا هشام مش كده..
_ ماما بتموت يا زين .. ماما بتمووووت … عمرها ما ارتاحت في حياتها، كل يوم مشكلة أصعب من التانية بتقهرها .. أمي هتموت مقهورة يا زين .. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآء.
_ متقولش كده يا هشام .. ربنا كبير .
_ اعمل حاجة يا زين .. ادخل اعمل لها أي حاجة.
(الدكتور متلخبط، مقدر الظرف اللي فيه صاحبه، وعارف أد متعلق بأمه)
_ أمك كويسة .. كلها ساعة وتفوق.
_ انت بتكدب يا زين بتكدب .. أمي لو حصل لها حاجة هقتل كل اللي كانوا السبب في موتها .. 
(الدكتور بيسحب هشام من يده)
_ تعالى يا هشام معايا … كفاية كده.
_ أنا مش هتحرك من هنا يا زين ..
_ لا أرجوك .. لازم تنزل معايا وإلا كلنا هنبقى في الشارع .. أرجوك
(هشام بدأ يستجيب لكلام الدكتور ويمشي معاه، ونزل بيه تحت، وحاول يخرج بيه برة المستشفى خالص)
كان خالد واقف جنب اخواته البنات، واصحابه متجمعين قصاد باب المستشفى.
فريد وصل ناحية المستشفى، وكان جاي جري عليها، ووصل عند اخواته البنات.
أول مرة يشوفهم من سنة ونص..
لسة هيكلمهم يسألهم عن أمه .. كان هشام بقى وشه في وش فريد بالظبط
وعينهم وقعت في بعض لأول مرة منذ غياب عام ونصف.
يتبع ……
لقراءة الفصل الثالث : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!