Uncategorized

رواية ندبات الفؤاد الفصل التاسع عشر 19 بقلم زيزي محمد

 رواية ندبات الفؤاد الفصل التاسع عشر 19 بقلم زيزي محمد
رواية ندبات الفؤاد الفصل التاسع عشر 19 بقلم زيزي محمد

رواية ندبات الفؤاد الفصل التاسع عشر 19 بقلم زيزي محمد

دخلت شمس بعيون شاردة بعدما غادر سليم منزلها، لم تفقه سبب جموده وهو يخيرها بأمرًا كمثل هذا، لم تشعر بحزنه وهو يطلب منها ترك شيئًا تحبه بل ثابرت من أجله، لقد ظنت أنها ستنهي معه الحديث بقرار يريح به صدرها المضطرب خوفًا من فقدانه..ولكنه كان يتحدث بثقة وكأنه متأكد من اختيار قلبها له.
جلست أمام والدها تنظر له برجاء كي يساعدها في اختيارها..اختيارًا أصبح كالمعضلة أمامها لا تجيد التفكير به بطريقة سليمة، بل أن اختيارات مصيرية كمثل هذه تصعب على فتاة مثلها عاشت في قوقعة من الاحلام البسيطة بالالتحاق بكلية تريدها وزواج برجل امتلك فؤادها.
وحينما شعر والدها بمدى اضطرابها، وتجمع الدموع بمقلتيها، فبادر بالتحدث بأسلوبه الهادئ والذي لم يخلو من الحنو ليربت فوق قلبها الضائع.
– مالك يا حبيبتي، سليم قالك حاجة ضايقتك.
هزت رأسها بإيجاب وبصوت مبحوح أخبرته:
– أيوا.
التزمت الصمت بعدها لدقائق تنظر لوالدها بتفكير، تُرى ما ردة فعله حينما يعلم بقرار سليم بحقها هل سيغضب؟!، سيثور ويمنعها عنه بعنفوان يكسر قلبها الحزين والذي يبدو أنه لم يكتب عليه السعادة الدائمة!، تخيلت فقدانها لسليم الذي ثابر قلبها من أجله، جاهد على نبضه كي تحظى به، بعد حرب خاضتها في الصمت تراقبه بشغف الهب صدرها بنيران الحب الصامت..
– في إيه يا شمس، اتكلمي!.
تنهدت بعمق بعدما ادركت أنه لا مجال آخر لديها، فلم يكن لديها الصديقة كي تلجأ لها أو الأم التي تساعدها على تخطي مصاعبها…بل كانت وحدها دائمًا عالمها يقتصر على والدها الحبيب وسليم مؤخرًا.
– سليم عايزني أسيب كليتي، ورافض اكمل فيها!.
توقعت كلمات نارية تصيب فؤادها المنساق خلف غرام قد يدمر أحلامها، توقظه من حالة الخمول التي أصابته في لحظة جلجلت حياتها الوردية، ولكن فاجأها والدها حينما قال بنبرة هادئة لا تناسب اتنفاضة عقلها:
– طيب مقالكيش أسبابه!.
– أسبابه!.
كررت خلفه باستنكار شديد، فقال والدها بتروي حذر:
– في إيه يا بنتي!.
– في إني مستغربة كلامك يابابا!..
قطعت حديثها لبرهة تستجمع تركيزها الذي تفاجئ مستنكرًا من حديث والدها، وراحت تقول في تعجب:
– انت زي مايكون كنت عارف الكلام ده يابابا.
وعندما سكت والدها، وذهب برأسه يطالع الشرفة بدلاً من النظر لعينيها المتسائلة في خذلان داعب جفنيها مهددًا بسقوط دموعها.
– يعني هو قالك قبلي؟!
سألت بصوت متحشرج مختنق، تنتظر إجابة أخرى تثلج بها مشاعرها الملتهبة، لم تعرف لما سيطر عليها خيبة الالم في تخاذل تام من والدها.
– قالي وأنا قولتله إنك ليكي مطلق الحرية، أنا عمري ما غصبت عليكي حاجة!.
– وازاي متقوليش يا بابا تسيبني اتصدم بكلامه، كنت على الاقل جهزت ردي له.
قالتها في ضيق شديد من رد والدها البارد في حقها، بينما هتف والدها بنبرة واثقة من رد فعل ابنته لعلمه بمدى ارتباطها بسليم حتى وإن لم تصرح له من قبل، فهو أب ويمتلك قدر كافي من المشاعر كي يشعر بابنته التي كانت تهيم حب له، وحقيقةً هو لم يغضب أو يثور بل فرح لأن سليم بنظره ليس شخصً عاديًا بل هو الشخص الذي طالما تمناه لابنته وزاد شعوره بذلك حينما بدأ مرضه يهدد حياته مؤخرًا، فكانت لوعة قلبه عليها تصيبه أحيانًا بالجنون لشدة خوفه عليها، فراح يخرج مشاعره دفعة واحدة دون انقطاع منها:
– هو طلب مني كده، وقبل أي كلام منك تاني، لو عايزة رأي اللي أنا أكيد مش هفرضه عليكي..شوفي حياتك من غيره هتحسيها ولا لا، هتبقى ليها طعم، هتقدري تكملي فيها وهو بعيد عنك
رمشت بأهدابها فلم تتوقع رد فعل والدها أبدًا، بل وقع كازلزال عليها محدثًا شروخ بداخلها، هزت رأسها بيأس حينما لم تستطيع أن تصل لاختيارًا مناسبًا:
– الكلية كانت حلمي..وسليم..
صمتت بخجل فلم تستطيع أن تعبر لوالدها عما تشعر به اتجاهه، فلجم لسانها ولم تهدأ مشاعرها حينما تصور عقلها غياب سليم عنها، وكأن هناك وتد مدبب غرس في قلبها، لم تقدر على تحمل ألم قلبها بل راحت تنفض من ذهنها فكرة التخلي عنه.
وحينما لمح والدها شرودها، القى ما في جبعته متخلصًا من كلمات كانت تداعب قلبه المنفطر عليها.
– سليم راجل وهو ده اللي اتمناه ليكي، مشوفتش حد زيه من صغره اتحمل مسؤولية أهله وشالها فوق كتافه، مكنش بيشتكي رغم أنه كان بيمر بحاجات كانت تصعب على رجالة بشنبات، بيتحمل فوق طاقته وكله علشان خاطر أهله..واللي يعمل كده علشان أهله هيحط مراته في عينه وهو ده اللي اتمناه ليكي ومش عايز أكتر من كده.
لمست دموعها جفنيها وهددت بانسيابها من سيطرتها، فسألته بنبرة مرتجفة تجاهد للخروج من جوفها الملتهب:
– وتعليمي!.
– لو عايزة تكملي معاه، شوفي كلية تانية تناسبك..لو مش قادرة تتخلي عن حلمك أنا معاكي بردوا وهفضل الدعم ليكي في أي قرار.
أي قرار يتحدث عنه والدها، فالأمر يشبه برجل يقف على قمة جبل لا يطيق الانتظار فوقه ولا يقدر على تغلب منحدراته.
***
تنهدت بصمت وهي تعود من شرودها على واقعها المؤلم، فلم تتوقع أبدًا أن يصيبها سليم بسكين الغدر..فمجرد انفصاله عنها كان قمة الغدر والخذلان..انفجرت دموعها باكية حينما انتفض قلبها يذكرها بمدى انغماسها في حب من طرف واحد..نعم..فالحب بالنسبة له تملك ليس إلا.
” مش هعيط..ميستاهلش”.
هتفت بها وهي تربت فوق جراحها، أغلقت عيناها في استسلام تام ومازالت دموعها ترفض الانصياع لرغبتها الملحة بارتداء ثوب القوة والشجاعة في مواجهة طغيان حبه المتملك.
***
صباحًا.
صعد سيف درجات السلم في انهاك واضح بعدما قضى الليل بأكمله بالتفكير في كيفية اقناع ليال بالزواج منها، فالأمر يبدو غريب، ولكن لن يتم إلا بهذه الطريقة، فهو قد قرر مباغتتها مسددًا هدفًا على حين غره.
طرق باب شقته احترامًا لها، حيث قد تجلس بإريحية مع اخته..وانتظر بعدها أمام الباب يرتب حديثه الذي سهر الليل بأكمله يتدرب عليه، فلو كانت عملاً كان سينجزه بكل سهولة، ولن يشعر بالقلق الذي يشعر به الآن وهو يقف كعابر سبيل ينتظر المن من مالكة قلبه المتمردة.
فتحت فاطمة الباب وما إن رآته حتى صاحت بصوت مرتفع تنبه ليال بوجود سيف، فكانت ملامحها هادئة مرتخيه، فشاكسها سيف ليخفف من حدة التوتر التي تملكت منه:
– شايفك يعني مرتاحة علشان مش موجود.
رفعت حاجبيها لأعلى تردف بنبرة حزينة مصطنعه:
– ياااه يا حبيبي..ده انا زعلانة اوي علشانك.
ثم سكتت ترسم بسمة واسعة وهي تشاكسه، قاصدة اغاظته:
– مش متخيل الفرحة اللي مش سيعاني.
ضربها سيف أسفل عنقها قائلاً في صرامة زائفة:
– يلا يا حلوة من قدامي ونادي ليال علشان عايز اقعد معاها في الصالون.
رفعت حاجبها وهي تتخصر، تنظر في عمق عيناه مباشرةً محاولة كشف غموضه المسيطر عليه في الآونة الأخيرة.
– الله في إيه!، أنا شامة ريحة مش حلوة.
كشر أنيابه لها وهو يشاكسها بابتسامة سمجة:
– مناخيرك جميلة بس متدخلهاش في حياتي.
امتعضت ملامحها وهي تقول باستياء:
– براحتك يا اخويا…يابن امي وابويا.
ثم ذهبت باتجاه الردهة، فرفع حاجبيه وهو يرمقها بتعجب ساخر، متمتمًا:
– ايه ده ناقص تغنيلي الباردة.
اتجه فورًا لصالون يتخذ مقعدًا له وهو يردف باجهاد بات واضحًا على نبرته:
– صحيح الحب بهدلة.
– مين اللي متبهدل!.
تفاجئ من سرعتها في المجيء، اعتدل في جلسته مشيرًا لها بإغلاق الباب، فحركت رأسها بالرفض قائلة في دلال أغاظه:
– مينفعش اقفله!.
– اللي هقوله مينفعش فاطمة تسمعه.
انهى حديثه بنبرة جاهد في إخفاء سخريتها فكانت نبرته غامضة أثارت فضولها، تنازلت قليلاً وهو تجعل الباب مواربًا قائلة بصوت خافت:
– كده لو فاطمة جت هنسمعها ونشوفها.
نبرة صوتها تشبه طفلة بلهاء تخطط مع صديقها لأمرًا سرًا…فتوسعت عيناه وهو يقول بنبرة مماثلة لها:
– بجد هنشوفها.
كادت أن تحرك رأسها بالإيجاب ولكنها لمحت سخريته، فتراجعت تردف بغيظ:
– عايز إيه يابشمهندس سيف!.
قالتها بأنف مرفوع حينما لمح لها بمدى حماقتها، خلل أصابعه في خصلات شعره مردفًا باستشاطة:
– يابنتي كنت عايز ابدأ كلامي بطريقة تانية!، انتي اللي بتجبريني لكده.
– بجبرك لايه!.
هتفت بها بعدم فهم، فحقاً لم تفهم سبب طريقته المرتبكة تلك وكأنه طالب راسب اقدم على امتحان آخر يحدد مصيره.
– ليال أنا….
صمتت وهي تتابعه، فلمح وميض الشغف الممزوج بشراسة عيناها وهي تطالعه، تراجع بقلق من رد فعل قد يهدم آماله.. ومع صمته ساعدته بقولها:
– ها..ليال إيه!.
ضيق عيناه وهو ينظر لها بضيق، لما لا تعطيه فرصته في العثور على كلماته الضائعة منه، زفر بخفه ثم عاد ليقول مجددًا بنبرة واثقة:
– ليال أنا…
عاد الصمت يسيطر عليه حينما لمح الملل يسيطر على ملامحها، حقًا سيكون ردها عليه بهذه الطريقة، لِمَ يضع نفسه في خانة التكهنات؟!، لِمَ لا يختطفها ويهددها بالزواج منه ويتخلص من قلقه الزائد!.
فهمس دون قصد منه:
– ياريت اخطفها واخلص!.
تساءلت بفضول الهب مشاعرها وهي تسأله:
– تخطف مين؟!
أجاب بشراسة لم تعهدها منه:
– انتي..هخطفك انتي!.
تراجعت في الكرسي وهي تتشبث به حينما لمحت نبرة تشبه الاجرام تتردد في صوته:
– تخطفني ليه؟!
– علشان اتجوزك.
رد ببساطة جعلت عقلها يزوغ ويفقد تركيزه للحظات، وهي تشير نحوها بصدمة:
– تتجوزني أنا، ليه؟!
كانت تسأله ببلاهة، فأجاب بنبرة تشتعل بلهيب الحب:
– علشان بحبك!.
لحظات من الصمت سيطرت على المكان، بل سيطرت على عقليهما بعد اعترافه الذي خرج سهوًا منه، لم يكن يريد أن يعترف بهذه الطريقة التي لم تعبر عن مدى غرامه بها، كي يؤثر بقرارها..ولم يكن يعلم أنها تخدرت نتيجة لاعترافه الصادم لها.
حيث غرقت في بحر من المشاعر التي لا نهاية لها، أخيرًا فك شفراته بكلمة واحدة خرجت من ثغره لتصيب قلبها الغارق في ظلام سنين وفجأة داهمه شعاع ينير أجزائه التي كانت على وشك الموت، بعدما ظلت بين ثنايا الظلام طويلًا.
نفخ بضيق منه، وراح ينتقل من مكانه لاقرب مكان لها، مستغلاً حالة الخمول والشرود التي أصابتها:
-أنا مكنتش عايز اطلب منك الجواز بالطريقة دي، كنت مجهز كلام كتير مناسب أكتر، بس هرب من دماغي بسببك!
زفر مهدئًا نفسه ثم عاد وقال بنبرة خافته اخترقت كيانها:
– ليال..أنا بحبك.
وقعت الكلمة على مسامعها مجددًا، فكانت أشبه بانفجار قنبلة القت على منطقة حرب وأحدثت بعدها حالة من السكون التام..حولت بصرها له تطالعه كمن يلتقط النظرة الأخيرة قبل أن تصعد روحه للسماء، وعندما ظهر بريق العشق بعينيه، اعترفت لنفسها بأنه استطاع دك حصون قلبها المنيعة، بل أنه أصبح نهاية المراد كعصفور حلق بجناحيه يبحث عن ملاذه الأخير.
لوح له استسلام لأول مرة يراه بعينيها الشرسة، فهمس لنفسه بتعجب ليقول:
– ده أكيد الهدوء ما قبل العاصفة!.
فواصل حديثه بنبرة حانية يجذب انتباهها له:
– ليال، معايا، سمعاني!.
خرجت من حالتها الهادئة تطلب منه هدنة كي تستوعب حجم المفاجأة في اعترافه لها بهذه السهولة التي لم تتخيلها قط منه.
– وليه أنا؟!
خرج سؤالاً متعجبًا منها حيث داهم عقلها أثناء اعترافه المهيب.
– اللي بيحب حد مش محتاج أسباب علشان يحبه.
– بس انت كنت على طول ضدي!.
قالتها بنبرة يتخللها الألم لِمَ ذاقته من مرارة كلماته الموجعة لها، فلم تستطع نسيانها حتى وهي في ظل خضم اللحظة الفريدة تلك!.
– كنت بقومك..كنتي بتعملي حاجات كتير غلط وده طبيعي من خوفي عليكي!.
هزت رأسها عدة مرات وكأنها تريد الخروج من هذا الحلم لتعود لواقعها المعتاد، ولكن إصراره عليها بنبرته تلك تجعلها بمن يقف أمام باب يجهل ما خلفه.
– أنا مش لاقي سبب إنك مصدومة كده!.
رفعت حاجبيها تسأله بتعجب:
– بجد!.
صمتت لبرهة، ثم عادت تستكمل حديثها تذكره بأفعاله السابقة وكأنها تريد اغلاق قلبها الذي فتح على مصراعيه يستقبل مشاعره بصدر رحب:
– بجد فعلا مستغرب يا سيف، أنت مفيش مرة عاملتني فيها بطريقة كويسة، اخرهم امبارح، انهي حب ده اللي بتتكلم عنه!.
– انتي بتتكلمي بعجرفة كده ليه!، انتي طايلة حد يعبرك.
توسعت عيناها بصدمة من رده الوقح، فراحت تشير له بيدها، بمعنى أترى طريقتك؟!، فقاطعها وهو يشير بيده هو الآخر مرددًا:
– انتي عايزة كده يعني، عايزة طريقتي تبقى كده.
قالها بنبرة معاتبه، فاستكانت وهي تجيب بشرود:
– مانا مش فاهمة حبك ده جه امتى وازاي!.
– اوعدك اول ما اتجوزك هقولك كل حاجة!.
قطبت ما بين حاجبيها تسأله بغرابة:
– هو إيه جاب سيرة الجواز دلوقتي.
– مانا هتجوزك النهاردة يا ليال!.
ضحكت ساخرة وهي تجيبه بعينيها بمعنى حقاً، فهز رأسه بإيجاب ونبرته تزداد قوة أخافتها من جنونه البادي في صوته:
– بجد هتجوزك النهاردة، عمك جاي في الطريق، وعزمت رجالة الحارة كلها، والمأذون هيجي المغرب.
سخرت مجددًا وهي ترمقه غير مصدقه جنونه:
-لا انت مجنون..صح؟، أنت مجنون يا سيف.
ثم نهضت تقترب منه تهمس أمام عيناه المتعلقه بكل رد فعل يصدر منها معطيًا لها أحقيتها في الصدمة، متخذًا التحضر طريقًا في اعطائها مساحتها من باب شيئًا من الديمقراطية!.
– طب انت سخن يا سيف، أصل مش طبيعي اللي انت بتقوله ده.
عقد حاجبيه بضجر من استمرارها في الحديث بهذا المنوال الذي قد يصيبه بجنون فعلي.
-مش طبيعي ليه، علشان بحبك!.
هزت رأسها وهي تستقيم بجسدها تطالعه بعناد:
-علشان انت قررت ان انت بتحبني وأننا نتجوز ، ومفكرتش تعرف قراري ايه.
فرد بتحدِ مماثل لها وإصرار جعلها متفاجئه من فظاظته في الحديث:
-بصي ماهو انتي وافقتي موافقتيش حبتيني محبتنيش، انتي ليا وهتجوزك.
هزت رأسها بإيجاب مصطنع، جعل كامل تركيزه ينصب عليها وخاصةً مع نبرتها الجادة تلك:
-لا بص انت محتاج تروح مشوار مهم قبل ما تعمل اي حاجة، هقولك فين أنت لازم تروح الصرايا الصفرة هما اللي هيقدورا يعالجوك ويرجعوك تاني لطبيبعتك.
أنهت حديثها وذهبت باتجاه الباب، فاستوقفها وهو يضع يده على الباب يمنعها من الخروج، حولت بصرها نحوه بتحدِ رافضة الخوض في معركة كلامية جديدة لن تجدي معها بشيء، فحديثه يجعلها أشبه بقارعة طريق مهجور وهي لن تقبل بهذا الوضع بتاتًا، أما هو فكان يشملها بنظراته الجنونية والتي تحولت فجأة من الغموض لشيء اضطرب قلبها بسببه، ومما زاد من خوفها وجعلها تتراجع خطوة للخلف هو نبرة صوته الخبيثة التي كانت تخبرها بهوس سيطر عليه حينما رفضته بهذا الشكل المهين رغم توقعه لرد فعلها من قبل.
-عندي حل أحسن أنا ممكن اخليكي متنفعيش لحد تاني غيري يا ليال، إيه رأيك؟!
حقّا تفاجئت من الجرأة المسيطرة عليه فلم يكن وقحًا قبل هذا اليوم!، صمتت أمامه ولم تقوى على الرد المناسب عليه، فاستغل صمتها واستطرد حديثه ببؤس مزيف:
– انتي في الاخر اللي هتجبريني على كده وانا مش عايز اعمل معاكي كده يا ليال.
وعلى مقربه منه وعلى بعد انشات قليلة بينهما، حتى أنها اختصرت المسافة بجرأة لامست قلبه حينما تحسست جانب يده وأنزلتها على غفوه منه تحت سطوة عينيها المهلكة لدقات قلبه، وأنفاسها التي كانت تلفح وجهه في نعومة داعبت بها مشاعره المخدرة بسبب لمستها له، قالت بصوت خافت قاس لم يتخلى عن نبرة العناد:
– أنا مش هتجوزك حتى لو جدي طلع من التربة.
ثم فلتت منه وذهبت في سرعة باتجاه باب الشقة مقررة أن تنزوي بشقتها من جنونه المخيف، فحقًا أصبح إنسان لن يتحمله بشر، لم يجد طريقة للزواج بها إلا بهذا الاسلوب البشع، حتى اعترافه بحبه ضاع بين كلماته الوقحة.
وقف سيف في الصالة يطالع اثرها بضياع يشبه طفل صغير تُرك وحده في الطريق، كيف سيحقق مبتغاه، تعقدت الأمور بين يده..لمح بطرف عينيه فاطمة تقف بزاوية ما، فاشتدت عيناه بقسوة لها، تخصرت هي ببسمة خبيثة وهي تسأله:
– أساعدك؟!
لمعت عيناه بوميض غريب، سائلاً إياها بترقب:
– تعرفي؟!
– هتشوف..بس استنى ساعة بس!.
لم يكن يريد الانتظار، فالوقت الضائع ليس في صالحة ولكن ليس أمامه حلا أخر، فلينتظر بدلاً من كسر رأسها..او اللجوء لحلاً وقح من ضمن حلوله الخبيثة التي كانت تجاهد في السيطرة على عقله الغائب تحت تمردها عليه وعنفوانها برفضها له.
***
تحركت شمس وهي ترتب الكتب الدراسية الموضوعة فوق الرف بعدما قامت بتنظيف الغبار من عليهم، شعرت بدخول شخص ما للمكتبة فالتفتت بجسدها تطالع الداخل ببسمة بسيطة تبددت ما إن رأت سليم يدخل بعنجهيته المدمرة لهيكل تماسكها أمامه.
لم تكن تريد رؤيته فحالتها المزاجية لا تقدر على مواصلة الجدال معه، أو الصبر تحت ممارسته للضغط عليها كعادته، فلو تفوه بكلمة من كلماته المتعجرفة حول عودتها له ستنفجر بوجهه صارخة تخرج كل شحنات الغضب المتفاقمة لديها.
وبنبرة صوت فاترة سألته بوجوم:
– خير؟!
هز كتفيه بلامبالاة ناظرًا في أرجاء المكتبة بغرور وهو يقول:
-شايفكوا بتنشوا قولت اجاي وانفعكوا.
رأت نظرة الاستحقار تسيطر على عينيه وهو يطالع المكتبة، فابتسمت باستهزاء الهب غضبه المدفون، بالذات عندما خرج صوتها يسأله بتهكم:
– هتشتري إيه؟! قلم لابنك اللي انت متعرفش هو في سنة كام أو مهتم اصلا بتعليمه!.
ضغط فوق شفتيه يمنع نفسه من تهذيبها يبدو أن دور المرأة المطلقة الذي لعبته جعلها تفقد صوابها أمامه، ناهيك عن مشاعره التي كانت في حالة أشبه بالهياج، وذلك بلمسها لندوب كان يظن أنها هالكة ولكنها استفاقت كوحش كان يرقد غافيًا وفجأة استيقظ مقررًا التهام من حوله!، كتم كعادته مشاعره المتعلقه بماضيه، ورد بغطرسة:
– ليه هو أنا طلعت كمان مهمل في ابني!.
توقع تراجعها في الحديث، ولكن
صدمته بجرأتها في الرد عليه وهي تحرك رأسها بإيجاب:
– اه مش هتكون مهمل فيه ليه، ما أنت مهمل في أي حاجة تخصنا.
صفق بخفة وهو ينظر لها متعجبًا مشيرًا بعدها بيده مردفًا بتعجب:
– وإيه كمان يا شمس!، طلعي وقولي اللي جواكي.
كادت أن ترد وتخبره بما تكنه بداخلها طيلة سنوات زواجهما ولكنها تراجعت وتمسكت بطرف الحرية التي لم تتذوقها من قبل:
– لو اتكلمت يبقا أنا بفتح مجال للرجوع تاني، وأنا حقيقي الباب ده اتقفل بالنسبالي فمش هفتح في حاجة.
رمقها بجمود للحظات، قبل أن يجيب بقسوة خافتة:
– معنى كلامك..إن أنا اقفل كمان الباب ده وافكر في حياتي اللي واقفه علشان خاطرك.
هزت كتفيها بلامبالاة:
– وماله..شوف حياتك الجديدة كده زي.
وبنبرة خبيثة قاصدًا بها إغاظتها واشعال فتيل الغيرة لديها:
– قصدك اتجوز يعني؟!
جذبت نفس طويل لرئتيها المسكوبة عليها زيت مغلي بسبب حديثه عن زواجه بأخرى، وبنفس وقاحته أخبرته:
– وماله من حقك تتجوز تاني، وأنا كمان من حقي اتجوز واعيش حياتي.
– اخرسي.
خرجت نبرته غاضبة قاسية، جعلتها تتمسك بحافة الطاولة التي منعتها عنه، نظرت له بعيون حاولت إظهار الثبات بهما تخفي الربكة التي أصابتها حينما شعرت بقاتمة عيناه التي ازدادت ظلامًا وحشيًا بعد حديثه، واستكمل حديثه بطرق يده فوق الطاولة، علها تستفيق من تمردها الأهوج الذي سيقودها نحو قعر الظلام:
– ده انا اقتلك يا شمس لو فكرتي بس بينك وبين نفسك.
فقدت القدرة على الحديث أمامه عنفه البادي بين حروف كلماته النارية، بينما هو استمر بالتحدث محذرًا إياها:
– انا همشي علشان متصرفش تصرف يزعلك مني، ولينا أكيد كلام تاني، اتمنى تكوني عقلتي وقتها.
غادر المكتبة بنفس هيبته التي لم تتخلى عنه حتى في أوج غضبه، بينما دبدبت هي بقدميها أرضًا بغيظ:
– لسه في كلام كمان..مش هنخلص.
***
اتجه سليم سريعًا صوب سيارته كي يجلس بها، بعدما قادته أفكاره لجذبها بقسوة وادخالها سيارته عنوة، واختطافها في مكان لا يعرفه أحد حتى تستعيد وعيها الغائب عنها، ولكن كرامته التي جرحت على يدها منعته من ذلك، ها هي تخطئ مجددًا بحقه، وكأنها تصر على هدم طرق الوصال بينهما، رغم أنها تعلم أن قلبيهما لا يمكنهما الابتعاد عن بعضهما.
أخرج أنفاسه ببطء وكأنه شارف على الموت البطيء، حارب انجراف مشاعره بسبب تذكره ذكرى سوداء حفرت بداخله وكانت السبب الرئيسي في ازدياد الفجوة بينه وبين زيدان.
**
دخل سليم منزله وهو يحمل أملاً جديدًا يدفن به أوجاعه، مقررًا أن يبدأ حياة جديدة كليًا بعيدة عن تلك التي أرغم عليها قسرًا.
فاقترب من مجلس عائلته الغائب عن والده كعادته مثل هذا اليوم يجلس مع اخته الحرباء، فلن يتوقف حقًا عند التفكير بهذه النقطة، فنهاية الأمر هذا والده وله مطلق الحرية بمشاعره.
جذب انتباههم بحديثه حينما قال بصوت جاهد اخفاء نبرة السعادة بها:
– بقولكوا أنا قررت ان اقدم في الجامعة المفتوحة.
عقدت والدته حاجبيها بعدم فهم تسأله:
– ايه دي يا سليم!.
أجاب يزن بلامبالاة:
– دي جامعة كده ياماما في تخصصات بعض الكليات وتقدري تكملي فيها تعليمك.
هزت رأسها بتفهم، ولم تعطيه ردًا يشجعه على القيام بذلك، بل أنها شعرت بتهديد وضعهم المالي بسبب انشغاله بالتعليم
مستقبلاً وخاصةً مع رفض زوجها استكمال ما بدأ فيه سليم…ولكنها انتبهت لصوته المتسائل باختناق:
– رأيكوا إيه؟!.
سارع زيدان بالتحدث أثناء انشغاله بهاتفه:
– أنا شايف ملهاش لزمة يا سليم..ماهو مش بعد ما شاب ودوه الكُتاب يعني.
وأنهى حديثه ببسمة ساخرة اعتلت جانب ثغره، وكانت نظرة تفكيره عقيمة بحق أخيه، مقتنعًا بأنه فعل ما يفعله جميع الخريجين بل وأكثر ولم يتوقف التعليم كعائق أمامه، فــ لِمَ التعليم من أساسه في عمره هذا!.
جاهد سليم للحفاظ على ثباته أمامهم، وانسحب في هدوء، مختفياً عن أنظارهم بآلام جديدة خالطت روحه المحترقة، وزادت من فجوة ندوبه التي حفرت في قلبه، بل أنه شعر بالملل من التمسك بأملاً يراه عائلته تافه، فترك نفسه للظلام مقررًا ألا يخرج من سجنه الهادم لأحلامه.
***
عاد من شروده على عامل النظافة وهو يمسح زجاج سيارته منتظرًا مبلغ بسيط حق عمله، استطاع بصعوبة التحكم في مشاعره وقرر ارتداء ثوب الجمود قبل أن يلقي بنظرة العتاب واللوم على مكان المكتبة التي تعمل بها.
***
– إيه اللي أنتي بتقوليه ده يا فاطمة!.
انتفضت ليال غاضبة وهي تردف بنفس انفعالها، فرمشت فاطمة تسألها:
– هو أنا قولت إيه غلط، بقولك وماله ماتتجوزي أخويا هو غلط في أيه!.
هتفت ليال باستنكار شديد:
– ياجماعة هو الجواز عندكوا زي سلق البيض ليه كده…ده جواز فاهمين يعني إيه.
هزت فاطمة رأسها وهي تطالعها بضيق:
– اه فاهمين..سيف اخويا ميعبوش حاجة…ده راجل زي الفل وعنده شقته ومكان شغله موجود ويعرف يفتح بيته.
هزت كتفيها ببرود وهي تواجه ضيق فاطمة منها:
– طيب وانا مالي بده كله، انتي اصلا مشوفتيش طريقته وهو بيتكلم معايا.
رمقتها فاطمة باشمئزاز من تفكيرها:
– ليال معلش هو في واحدة طايلة حد يعترف بحبه ليها.
خرجت ليال عن طور تعقلها فقالت:
– يابنتي ده مخطط للجواز وكأني مش موجودة..ده كويس انه افتكر يقولي.
بررت له فاطمة بدافع الأخوة:
– من حبه فيكي خايف تضيعي منه.
رفعت ليال حاجبيها ساخرة وهي تقول:
– يا سلام مين قالك!.
ضربت كفيها ببعضهما بتعجب:
– ماهو اعترفلك يابنتي.
اندفعت تخبرها في حنق من ردود أفعاله الوقحة والتي لوح بها في الاسفل:
– اعترف بحبه يعني ماهو ممكن يكون طريقة علشان يوقعني بيها.
انزعجت فاطمة منها ومن طريقتها في الحديث عن أخيها:
– ليال هو انتي عمرك شوفتي حاجة وحشة من اخويا.
تقهقهر الحماس الذي كان يدفعها للرفض طلبه، وهي تجيب بخفوت حينما لاح أمامها شهامته معها في مواقف عديدة:
– لا بس…
قاطعتها وهي تؤكد على حديثها بنبرة يتخللها الغرور:
– مبسش، اخويا راجل وياما جت ستات من المنطقة تعرض عليا بناتهم بطريقة خبيثة وكنت بندفع واروح اقوله كان يقولي لا، لسه ملقتش بنت الحلال اللي تعجبني.
صمتت فشعور بالغيرة تغلغل خلاياها وهي تتخيله مع أخرى غيرها، فاستغلت فاطمة ذلك وراحت تغزر بحديثها ثوابت زواجها بأخيها فلن تفشل في مهمة اقناعها.
– يا ليال في حد طايل يلاقي سند بالحلاوة والجدعنة دي، ده بنات المنطقة كلها هتحسدك، وبعدين متزعليش مني هتفضلي لغاية امتى قاعدة لوحدك، وهتلاقي فين راجل صريح كده زي أخويا.
لم تمنع نفسها من التهكم:
– صريح اوي!.
تجاهلت نبرتها تلك، وقالت بخبث حينما اخرته كأخر سلاح تستخدمه في اقناعها، شاكرة لاستماعها لبعض من نساء المنطقة الفضوليين حيث لم يتركن شخصًا إلا وتكلمن بحقه منذ ولادته.
– وبعدين أنا كنت اسمع زمان عن عمك ومراته انك مش بتحبيهم ولا هما بيحبوكي، هتشمتيهم فيكي، طب والمنطقة اللي عرفت ان كتب كتابكوا النهاردة يقولوا إيه.
– انتي كده هتخليني اتعصب اكتر واحط اللوم كله على اخوكي، علشان هو السبب في ده.
ردت فاطمة ببرود:
– اللي حصل حصل، هو احنا لسه هنفكر في الماضي..احنا نفكر في الحاضر دلوقتي، وخصوصًا ان اخويا معندوش استعداد يخسرك.
لوحت لها بمدى تمسك أخيها بها، فانفعلت ليال بحنق:
– اه بتحط قدام الامر الواقع يعني.
وبنفس برودها كانت تجيب:
– لا فكري ياحبيبتي، قدامك لسه وقت تفكري فيه وتحسمي قرارك.
ثم عادت تبرر لها ببؤس حزين زائف اصطنعه أخيها من قبل:
– ولو كان بالرفض قوليلنا نلحق نجيب بنت تانية..
كان أسلوبًا ماكرًا قررت أن تلعب به كي تكسب عاطفتها نحو أخيها، فالعاطفة هي الأداة الحاسمة في المواضيع المتعلقه بالقلب.
لم تصمت بل راحت تخرج بعض من الكلمات المرتبة والتي لها واقع وتأثير قوي عليها:
– طب واحنا هنلحق ندور على بنت تحضر كتب الكتاب، ياربي نعمل إيه بس، يعني عليك يا سيف!.
اكتوت بنيران الغيرة مجددًا، فإن لم يكن سيف لها فلن يكون لغيرها بعد اعترافه بحبه لها.
أنهت حديثها بنبرة خبيثة، جعلت من قلب ليال أرجوحة نتيجة لتوترها.
– هسيبك تفكري يا حبيبتي، وان شاء الله يكون بالخير.
كانت تتكلم بثقة لخبرتها في تصرفات الفتيات الحمقاء، مستندة لفكرة أن رفضها الشديد ما هو إلا تعزيز لنفسها فقط، وأن قلبها بالطبع يميل لأخيها وبشدة..
فشردت ليال وهي تقول ساخرة:
-هفكر لغاية المغرب!.
صمتت فاطمة تفكر قليلاً، ثم عادت تقول بحسم:
– خلاص قدامك من هنا لبعد بكرة..بس زي ما قولتلك لو هترفضي الحقي قولي ننقذ سيف من الوضع ده.
أنهت حديثها ثم قامت من مكانها تغادر الشقة تحت نظرات ليال المتعلقه بأثرها، وكأنها غابت في عالم خاص بها، فالحسم كان افضل شيء تجيده في حياتها، ولكن أمام الحب تصبح حائرة عاجزة، القلب يتمنى والعقل يتمنع، وماذا هي بفاعله هل ستقدر على مواجهة عنفوان عقلها، أو تحمل آلام قلبها وهي تراه مع غيرها!، لا تعلم..كل ما تعرفه أنها حقًا تحتاج لهدنة من التفكير، فالأمر ليس بسهل الموافقة عليه، ولا رفضه وخاصةً بعد حديث فاطمة عن زواجه بأخرى.
***
هبطت فاطمة درجات السلم فوجدت سيف أمامها يحدق بها بقلق، فقطعت عليه حديثه الذي كاد أن يخرج من شفتيه:
– بعد بكرة.
– هو ايه اللي بعد بكرة؟!
– كتب الكتاب يا حبيبي!.
قالتها بجدية مفرطة، فسألها بتعجب:
– وافقت.
– لا من هنا لبعد بكرة هتفكر بس اعتبرها موافقة!.
ردت في ثقة سخر منها سيف:
– ومالك متأكدة كده ليه!.
– عيب عليك أنا بقولك جهز كل حاجة بعد بكرة ان شاء الله.
أجابت بثقة مجددًا ولمعت عيناها بالسعادة لإتقانها مهمتها على أكمل وجه، فسألها سيف بشك محذرًا إياها:
– اوعي تكوني حسستيها ان حياتي متوقفه عليها!.
توسعت عيناها بزهول زائف وهي تجاهد أن تخفي ابتسامتها بصعوبة:
– لا خالص..هو أنا هبلة علشان اعمل كده، ده أنت حبيبي يا سيف.
ثم أكملت طريقها نحو شقتها تهرب من نظراته التي تحاول الامساك بها كي تعترف بما قالته بالأعلى لتلك المتمردة والتي لن ترضخ بهذه السهولة..زفر بتعب وقرر الاتصال بعمها متحججًا له بظروف وهمية وتأجيل مجيئه لبعد غد.
___________
يتبع ……
لقراءة الفصل العشرون : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد