Uncategorized

رواية عروسي الكاذبة الفصل الرابع عشر 14 بقلم ساره علي

  رواية عروسي الكاذبة الفصل الرابع عشر 14 بقلم ساره علي

رواية عروسي الكاذبة الفصل الرابع عشر 14 بقلم ساره علي

رواية عروسي الكاذبة الفصل الرابع عشر 14 بقلم ساره علي

سحب عامر ابنته هادرا بها :
” انتِ اسكتي ملكيش دعوة ..”
صاحت به بكره :
” لا مش هسكت .. وانت اتفضل وسيبني اخد عقوبتي واتحبس .. “
جذبها من ذراعها متجها بها نحو احد اركان الغرفة هادرا بها بقوة :
” لحد كده وكفايه .. مش هسمحلك تدمري نفسك اكتر من كده .. انتِ فاهمه ..؟!”
ثم منحها نظرة صارمة جعلتها تصمت لا اراديا ليعود هو الى الضابط الذي قال بدوره :
” يا سيادة السفير الانسة ساقت من غير رخصة .. وفوق كل ده سكرانه .. “
اخفض عامر بصره بخجل بينما اكمل الضابط بجدية :
” عالعموم الكلام مع اهل الضحية .. ممكن يتنازلوا او الضحية نفسه يتنازل .. هو وضعه كويس حاليا واصابته بسيطه ..”
” بس انا عاوز افتح محضر ..”
قالها راسل بقوة ليلتفت عامر نحوه يسأله بضيق :
” ارجوك بلاش .. خلينا نستناه يفوق وانا بنفسي هتكلم 
معاه واعتذرله ..”
نظر اليه راسل بغضب مكتوم من هذا الاب الذي أهمل في تربية ابنته حتى باتت مستهترة للحد الذي يجعلها تتصرف على هذا النحو ..
هم بأن يمنحه ردا قاسيا لكنه وجده يقول للضابط برجاء :
” ممكن بس ميرا تخرج بره لحد ما اتكلم واتفاهم معاه ..”
” مفيش مشكله سعادتك ..”
قالها الضابط بإبتسامة وهو يطلب من الضابط الذي يقف خارج مكتبه ان يستقبل ميرا ويبقى معها حتى ينهيا حديثهما ..
” انسة ميرا ممكن تستني بره ..”
تأففت ميرا بصوت عالي وهي تسير بخطواتها خارج الغرفة ليقول عامر موجها حديثه الى راسل :
” انا متفهم رغبتك بإنها تتعاقب ومعاك بده .. بس ميرا لسه صغيرة جدا وكده مستقبلها هيضيع .. اللي حصل وتصرفها ده مش طبيعي .. هي والدتها ماتت من اسبوع وللاسف ده أثر عليها جامد .. بدل ما تعيط بقت تتمرد وتتصرف كده .. هي لسه صغيرة وكانت مدلعة من والدتها و متعلقة بيها جامد عشان كده مش قادرة تستوعب خسارتها ليها .. عارف انوا ده بردوا ميلغيش حقيقة انها كانت هتكون سبب فموت شخص ملوش ذنب بس انا اتمنى فعلا انك تحط ده بعين الاعتبار .. ده رجاء شخصي من اب مش عاوز مستقبل بنته يتدمر ..”
شعر راسل بالشفقة على ذلك الاب المسكين الذي يبدو مغلوبا على امره .. وبالرغم من كونه ما زال يراه مهملا وغاضب بشدة منه ومن اهماله الا انه لا ينكر انه أشفق عليه وعلى تلك الفتاة التي تمردت بهذا الشكل لخسارة والدتها .. نعم لقد أشفق قليلا عليها لكن هذا لا ينفي حقيقة انها مستهترة غبية تستحق ان تعاد تربيتها بالكامل بل وتحتاج الى عقوبة قاسية تجعلها تخشى من خيالها ولا تتجرأ حتى التفكير بالعودة الى تلك التصرفات الحمقاء الغبية ..”
قال الضابط بجدية :
” على فكرة يا فندم الاستاذ يبقى صديق المجني عليه .. هو جه عشان يشوف ايه اللي حصل .. لكن اللي هيحدد عقوبة الانسة من عدمها هو المجني عليه نفسه طالما هو  فصحة كويسة .. برأيي تروح تتكلم بنفسك معاه .. ولو هو وافق انوا يتنازل عن حقه احنه هننهي الموضوع من عندنا وده لإنها لسه طفلة ومش واعية لتصرفاتها ..”
شدد الضابط على كلمته الاخيرة أن مراعاته لها بسبب صغر سنها وطيشها لا لسبب اخر ..
تنحنح عامر قائلا بحرج :
” اكيد طبعا .. انا هروحله حالا .. طب و ميرا ..؟! “
رد الضابط بجدية :
” هتفضل هنا طبعا ..”
زفر عامر أنفاسه بيأس فهو لا يريد منها ان تبقى هنا لكن لا حل امامه لذا قرر ان يتعجل ويذهب بنفسه الى المشفى ..
” تمام .. انا هروح المستشفى واتكلم معاه ..”
اومأ الضابط برأسه ورد :
” ده افضل حل ..”
شكره عامر برسميه ثم خرج مع راسل ليجد ابنته تجلس على احد الكراسي خارج المكتب مستندة بظهرها على الحائط عاقدة ذراعيها امام صدرها وتتأفف بملل بينما الضابط الواقف بجانبها يرمقها بنظرات نافرة ..
” انا هروح وارجعلك .. وانتِ هتفضلي هنا ..”
قالها عامر وهو ينظر الى ملامح اللامبالية بغيظ  ليكمل بعدها :
” هقول لراشد يجيبلك حاجة تلبسيها فوق هدومك ..”
احتدت نظراتها وهي تجيب :
” مش عايزة .. اياك تقول لراشد..”
هز رأسه بضيق وهو يبتعد عنها دون رد يتبعه راسل بينما يفكر ان راشد يعلم بكل شيء فهو قد ذهب الى المشفى قبله ..
……………………………………………………………
كان مهند صديق راسل يقول بضيق وهو يرتدي ملابسه بعدما سمح له الطبيب بالخروج تحت اصراره فهو بصحة جيدة بالرغم من بعض الرضوض التي اصابته وكسر في ذراعه اليسرى ..
كان هناك ممرض يساعده بذلك والذي انتهى اخيرا منه ليهتف به :
” كده تمام .. الدكتور كتبلك خروج والادوية اللي هتاخدها موجوده عندك .. التزم انت بيهه وهتبقى تمام ..”
اومأ مهند برأسه متفهما ليسمع طرقات على الباب يتبعها دخول راسل وهو يقول بقلق :
” حمد لله على سلامتك يا مهند.. طمني عليك .. “
ابتسم مهند بتهكم وقال :
” متشلفط حبتين .. بس عدت على خير ..”
تأمل راسل لاصقة الجروح التي تغطي جبينه واخرى جانب فمه .. ساعده المعلق على كتفه .. ورأسه المربوط بشاش يحيط به بالكامل ..
تنحنح قائلا :
” والد البنت اللي خبطتك جاي عشان يشوفك ويتكلم معاك ..”
” تمام مفيش مشكله ..”
قالها مهند ببساطة جعلت راسل بتعجب من تقبله الامر بسهولة ليسمع مهند يهتف :
” مقلتش لحد من اهلي مش كده ..؟!”
اومأ راسل برأسه ليقول مهند بجدية :
” خير ما عملت .. مش عاوز اقلق امي واخواتي عالفاضي .. عشان كده اتصلت بيك ..”
ابتسم راسل قائلا :
” معاك حق .. انا هقول لأبو البنت يدخل ..”
خرج راسل مخبرا عامر ان مهند موافق على ان يتحدث معه ليدخل عامر معه الى مهند بعد خروج الممرض فيشعر بالحرج الشديد مما سيقوله خاصة بعدما رأى ما أصابه بسبب الحادث .،
تنحنح عامر قائلا :
” انا اولا بعتذر ليكِ نيابة عن بنتي .. حقيقي انا اسف جدا .. وكمان اتمنى انك تراعي سن بنتي الصغير .. ميرا حقيقي نفسيتها تعبانه ومش عارفة تتصرف ولا تستوعب اي حاجة بعد موت والدتها .. انا مش جاي ابرر ليها بس اتمنى تحط فإعتبارك انوا مستقبلها هيتدمر .. فأتمنى انك تراعي ده ..”
ابتسم مهند قائلا بهدوء :
” مفيش داعي تعتذر .. انا متفهم كل ده .. ابن عمها شرحلي وضعها ونفسيتها المتأزمة وانا قدرت ده .. والحمد لله انوا مفيش اصابة قوية .. “
” يعني مش هتفتح محضر ليها ..؟!”
سألت عامر بصوت متحشرج ليرد مهند بصدق :
” لا طبعا .. دي بنت حرام يتدمر مستقبلها بسبب لحظة طيش .. “
رد عامر بتردد :
” طب هي دلوقتي بالحجز ..”
ليتفاجئ بمهند يقول :
” اها عارف وانا خارج حالا ورايحلها اخرجها منا مش هستنى لحد بكره واسيبها تبات فالحجز ..”
” يا حنين ..”
قالها راسل بتهكم بينه وبين نفسه بينما نهض مهمد من فوق السرير قائلا :
” يلا نروح .. مينفعش تستنى اكتر من كده .. ياريت تجي معايا يا راسل عشان بعدها توصلني للبيت ..”
اومأ راسل برأسه وهو يقول :
” اكيد ..”
ليخرج الثلاثة من المشفى متجهين الى مركز الشرطة ..
……………………………………………………………
في مركز الشرطة ..
كانت ميرا تجلس في نفس المكان وهي تهز قدمها بعصبية وتأكل أظافرها بغيظ ..
فوجئت براشد يتقدم نحوها وهو يحمل حقيبة صغيرها فيبدو ان والدها نفذ ما قاله لها رغم رفضها لذلك ..
انتفضت من مكانها كمن لدغته حشرة وقالت بنبرة هجومية :
” انت ايه اللي جابك ..؟!”
منحها راشد ابتسامة مستفزة وهو يرد :
” جيت اطمن على بنت عمي واجيبلها حاجة تسترها ..”
صاحت به بصوت حاد :
” اتفضل روح من هنا .. مش عايزة منك حاجة ..”
ابتسم بنفس الاستفزاز وهو يرد عليها :
” مش هتحرك يا ميرا من هنا لحد ما نلاقي حل للمصيبة دي ونشوف ازاي نداري فضيحتك يا بنت عمي ..”
صرخت بصوت جهوري :
” قلتلك اخرج بره يا حيوان .. “
ليهدر الضابط بها :
” فيه ايه يا بنت انتِ ..؟! هو محدش قادر عليكِ .. اتلمي بقى ..”
صاحت به ميرا :
” انت اسكت وملكش دعوة ..”
هم الضابط بالتقدم نحوها ليقول راشد بسرعة :
” معلش حضرتك .. هي اعصابها تعبانه .. سيبها تهدى شوية ..”
تراجع الضابط الى الخلف على مضض فهي بالنهاية فتاة لن يستطيع ان يربيها كما يفعل ما غيرها ..
اما راشد فاقترب منها هامسا بجانب اذنها بتهكم :
” مش عيب بنت السفير عامر محمود عساف تبقى كده .. الله يرحمها ديانا هانم .. ياريتها كانت ربتك قد ما دلعتك ..”
صفعته على وجهه بقوة لتجحظ عينا الضابط بينما اشتعلت عينا راشد بنيران مهلكة تهدد بحرقها حية لتجده يهمس بجانب اذنها بصوت متوعد :
” ماشي يا ميرا .. القلم ده هردهولك قريب وبشكل صعب تتصوريه ..”
وبالرغم من لا مبالاتها التي ظهرت جلية على ملامح وجهها وعينيها المتحدية الا ان هناك رجفة لا ارادية أصابت قلبها من نظراته وتوعده ذلك ..
انتبها الى تقدم عامر منهما يتبعه راسل ومهند حيث قال والدها ما ان وصل اليها :
” انتي كويسة ..؟! دلوقتي هخرجك ..”
سألته بضيق :
” البني ادم ده بيعمل ايه هنا ..؟!”
تطلع اليها مهند بدهشة فهو كان يتوقع ان يجدها منهارة 
لكنها تفاجئ بها وهي تبدو غير مهتمة على الاطلاق ليهمس لراسل الذي يتابع المشهد بنظرات نافرة من تلك الفتاة التي فاقت كافة توقعاته بتصرفاتها المقرفة تلك ..
” البنت دي مالها ..؟! دي ولا كأنها كانت هتموت حد اللي هو انا ..”
منحه راسل ابتسامه متهكمة جانبه وهو يقول بنبرة مشمئزة :
” انت لسه شفت حاجة .. “
وجدا عامر يهتف بهما متجاهلا حديثها :
” ممكن ندخل دلوقتي ..”
دلف راسل الى المكتب دون رد يتبعه مهند بينما اشار عامر لابنته وابن اخيه :
” خليكم هنا ..”
ثم ولج الى الداخل لتنظر ميرا الى الجانب الاخر بملل فتجد راشد يضع فوق جسدها سترة طويلة تصل الى ركبتيها فدفعته بعيدا عنها وهي تهتف به بحدة :
” متلمسنيش .. وابعد عن وشي احسنلك ..”
اقترب منها راشد حتى اختلطت انفاسه بأنفاسها بينما لسانه يردد بهدوء مريب :
” حاضر .. مش هلمسك يا ميرا .. اطمني خالص ..”
ثم اكمل غير مباليا بنظراتها القاسية :
” بس البسي الكوت من فضلك بدل ما عمي يبهدلك ..”
دفعت السترة لتسقط ارضا بينما اتجهت الى الجهة المقابلة لها لتجلس على الكرسي عائدة بجسدها على الخلف حيث اسندت ظهرها على الحائط وعقدت ذراعيها فوق صدرها ..
زفر راشد انفاسه بغيظ ليجد الثلاث رجال يخرجون بعد لحظات حيث تطلع عامر الى ابنته بملامح محتدة قابلتها بنظرة لا مبالية وهي تنظر بعيدا عنه وكأنه غير موجود ..
” يلا هنروح ..”
قالها عامر بصوت جامد لتنهض من مكانها بينما قال هو بنبرة ممتنة لمهند :
” انا بشكرك جدا .. حقيقي مش عارف اشكرك ازاي واردلك جميلك ده ..”
رد مهند بجدية وهو ينظر بطرف عينيه الى ميرا التي كانت تنظر الى الجهة الاخرى وكأن الحديث لا يخصها :
” ولا يهمك يا عامر بيه .. حصل خير ..”
صدح صوت راسل قائلا بتهكم :
” اهم حاجة بنت حضرتك تاخد بالها مرة تانيه بدل ما تخبط حد تاني تجيب اجله ..”
التفتت نحوه بسرعة ترمقه بنظراتها المشتعلة وقالت ببرود :
” متقلقش المرة الجاية دورك وهبقى اجيب اجلك باذن الله ..”
” ميرا ..”
صاح بها عامر بتحذير ثم التفت الى راسل الذي كان يرمقها بملامح جامدة بينما تتحداه ميرا بعينيها الباردتين ليقول عامر معتذرا منه :
” انا بعتذر منك .. هي اعصابها تعبانه شوية ..”
ليرد راسل بهدوء يشوبه استهزاء لم يلحظه سواها :
” عادي .. انا مقدر ده زي ما مقدر انها طفلة ومش عارفة تتكلم ..”
همت بالرد عليه لكن صوت والدها الصارم والذي انقذ الموقف مسرعا قبل ان يحتدم :
” يلا بينا يا ميرا .. اختك زمانها قلقت عليكِ ..”
رمقته ميرا بنظرات متوعدة ثم سارا خلف والدها ليهتف مهند :
” يلا بينا نروح .. انا تعبت بجد ..”
سار راسل امامه خارج المركز دون رد يتبعه مهند الذي قال بضيق :
” بنت مستفزة ..”
ليرد راسل :
” ياريتها مستفزة بس .. دي مش متربيه .. مش محترمة خالص .. انا لو مكان ابوها كنت اتبريت منها .. دي وجودها فحياته وانها شايله اسمه اكبر فضيحة ليه ..”
قال مهند بجدية :
” بنته بقى يعمل ايه ..؟!”
ثم اكمل بصدق :
” بس انا بشفق عليهه .. البنت دي ضايعه .. وللاسف لو فضلت كده مفيش مستقبل ليها .. لا هننجح فدراسة ولا فجواز حتى ..”
قاطعه راسل بسخرية :
” جواز ..؟! هو فيه واحد عنده غيره يدي اسمه لوحدة زي دي ..دي صايعه يا بني .. وحدة عندها ١٦ سنة وكده امال لما تدخل جامعة هتعمل ايه ..؟!”
قال مهند بجدية واعجاب :
” بس قمر .. حرام تضيع نفسها كده ..”
ضحك راسل بتهكم :
” قمر بالستر ..”
ضحك مهند بدوره قائلا :
” والله حلوة اوي ..”
قال راسل بجدية :
” كلها اصطناعي .. ووشها مليان ميك اب .. من كتر الميك اب مش باينه ملامحها ..”
ابتسم راسل قائلا :
” ده انت مركز بقى .. مكنتش اعرف انك بتركز كده ..”
رمقه راسل بنظرات جانبيه وهو يقف بجانب سيارته مقابلا له :
” ركزت عشان وشها والميك اب اللي حطته اوفر لدرجة تجبرك تركز ولا البرفان ..ريحته مغطية عالمكان كله ..” 
” حتى البرفان ركزت معاه ..”
قالها مهند ساخرا ليرمقه راسل بنظرات باردة وهو يقول :
” شكلك فايق ورايق وانا غلطان اني بتكلم معاك وانا عارف تفاهتك عاملة ازاي ..”
رد مهند متهكما:
” اه فايق ورايق جدا منا متكسر بقى ..”
” طب يلا بينا عشان نروح .. اركب يلا ..”
قالها راسل اخيرا ليركب مهند السيارة يتبعه راسل الذي قاد سيارته متجها الى منزل صديقه ..
………………………………………………………………
دلفت ميرا الى منزلها بخطوات غاضبة مرتقية درجات 
السلم متجاهلة اختها الكبرى التي لحقت بها على الفور قبل ان تتوقف في مكانها وهي تستمع الى حديث والدها الصارم :
” فهميها انوا اللي عملته ده انا مش هعديه بالساهل .. ورحمة امك وامها لا اربيها من اول وجديد .. من النهاردة فيه معاملة جديدة عشان واضح اني تساهلت ومعاها وراعيتها بزيادة .. وعرفيها انها لو فضلت كده فأنا هعمل حاجة مش هتستحملها ..”
نظرت اليه ابنته بضيق وقالت :
” يا بابا راعي انها صغيرة وخسرت امها ..”
صاح بها متهكما :
” كلنا خسرنا ديانا يا رولا .. وكلنا بنعاني .. بس مش للدرجة دي .. مش لدرجة انها تدمر نفسها وتدمرنا معاها ..”
قالت رولا بهدوء رغم ألمها الشديد وحسرتها على خسارة والدتها :
” اللي مرت بيه مش سهل وانت عارف انا بتكلم عن ايه..”
زفر عامر انفاسه وهو يقول :
 ” اطلعيلها دلوقتي واتكلمي معاها ..”
أومأت رولا برأسها وهي تركض مسرعة نحو الطابق العلوي لتفتح باب غرفة ميرا فتجدها تقف امام النافذة تنظر الى الخارج بملامح شاردة عاقدة ذراعيها امام صدرها ..
ولجت الى الداخل واغلقت الباب خلفها لتسمع ميرا تقول بصوت بارد خالي من الحياة :
” قولي اللي عندك يا رولا .. حاسبيني وهزئيني واعملي اللي هيريحك ..” 
ردت رولا بصوت حزين :
” وانا امتى عملت كده يا ميرا عشان اعملها دلوقتي ..؟! انا عمري ما حاسبتك ولا هزئتك ولا دايقتك بالكلام ..”
ابتلعت ميرا غصتها داخل حلقها بينما سارت رولا نحوها حتى وقفت خلفها ووضعت كفها فوق كتفها لتشعر بإهتزاز جسدها لا اراديا ..
أدارتها نحوها تتأمل وجهها المحتقن بقوة وعينيها اللتين  سوف تنفجر الدموع فيهما  لتهتف برقة :
” ميرا ..”
فيأتيها صوت ميرا المتحشرج :
” ماما وحشتني اوي ..”
ابتلعت رولا ريقها وهي تشعر بغصة قوية تضرب قلبها وتجعله يأن بقوة شديدة بينما علت شهقات ميرا داخل حضنها ..
هطلت دموع رولا وهي تفكر انها المرة الاولى التي تقول بها ميرا لوالدتها كلمه ماما بعدما قررت أن تناديها بخالتي وهو الأمر الذي ظل يحز في نفس ديانا حتى وفاتها ..
سقطت دموع رولا بغزارة اكبر وتمنت لو تستطيع بدورها ان تصرخ باكية علها تستطيع من خلال البكاء تفريغ حزنها لكنها لن تفعل لأجل ميرا التي لن يساعدها ذلك على الاطلاق..
جلست رولا على السرير وهي ما زالت تحتضن ميرا التي تبكي دون توقف ..
بعد مرور ربع ساعة شعرت رولا بتوقفها اخيرا عن البكاء فظنت انها نامت بين احضانها ..
ابعدتها قليلا عنها لتجدها ما زالت مستيقظة وقد عاد الجمود الى ملامحها لتهتف وهي تربت على شعرها بحنو :
” ايه رأيك تقومي تاخدي شاور ..؟!”
هزت  ميرا رأسها بضعف دون رد لتنهض رولا بعدما أبعدتها عنها  وتتجه نحو خزانة ملابسها الضخمة حيث اخرجت لها بيجامة زهرية برسومات شخصية باربي التي تعشقها ميرا ومعها منشفة ضخمة ..
وضعت البيجامة والمنشفة على السرير ثم اتجهت الى الحمام كي تجعله جاهزا لإستقبالها ..
انتهت من تجهيز الحمام لها حيث ملأت البانيو بالمياه الدافئة وخرجت تمسكها من يدها  وتوقفها  وتتجه بها الى الحمام ..
اعطتها منشفتها وقالت :
” جهزتلك كل حاجة .. المية دافيه وهتريح اعصابك ..”
ثم اغلقت الباب خلفها لتنظر ميرا الى البانيو المعبأ بالمياه الدافئة المختلط به السائل المعطر برائحة الياسمين التي تعشقها بجنون ..
وقفت امام المرأة لتخلع عدساتها اللاصقة فتظهر عينيها بلونيها الازرق الصافي ..
بدأت تزيل  مكياجها لتظهر ملامح وجهها بوضوح فعادت البراءة والنعومة تسيطران عليها ..
خلعت ملابسها ثم جلست في البانيو فشعرت بالمياه الدافئه تغمرها بالكامل ورائحة الياسمين المنعشة تتغلغل داخل أنفها فتغمض عينيها مستمتعه بهذه الاجواء المميزة ..
لطالما احبت فعل ذلك  .. تملأ البانيو هكذا وتغطس فيه حيث تبقى لوقت لا تعرف مدته وهي بهذه الحالة شاردة متأملة مستمتعه ..
مرت عشر دقائق حينما وجدت نفسها تهبط برأسها اسفل المياه بعينين مغمضتين وانفاس ثابته ..
لحظات وخرجت بسرعة وهي تشهق بعنف وتتنفس بسرعة شديدة ..
التقطت انفاسها التي هدئت تدريجيا لتمسح وجهها بكفيها ثم تخرج من من مكانها وتسحب المنشقة وتلفها حول جسدها ..
خرجت من مكانها لتجد رولا تجلس على السرير تنتظرها وبجانبها صينية تحتوي على العديد من الاطعمة ..
فكرت بأن رولا تغيرت كثيرا للدرجة التي تجعلها تجلب الطعام بنفسها لها بعدما كانت لا تمد يدها على اي شيء في المنزل حتى ابسط الاشياء منها ..
ابتسمت رولا وهي تتقدم نحوها  وتقبلها من وجنتيها وتهتف بها بنعومة متأملة عينيها الزرقاوين وبشرتها ناصعة البياض والتي عادت لبرائتها الشديدة بحب ..
ابتعدت ميرا عنها واتجهت نحو طاولة التجميل وبدأت تسرح شعرها ..
اقتربت رولا منها وهمست بجدية :
” تحبي اسرحلك شعرك ..؟!”
تطلعت اليها ميرا بتردد فهي حقا لا تعرف كيف تسرح شعرها بالشكل الصحيح فديانا كانت دوما تفعل ذلك ..
ابتسمت رولا لها بتشجيع فشعرت ميرا انها تقسو عليها كثيرا وهي لا ذنب لها بأي شيء..
رولا كانت دوما تحبها وتدللها منذ ان ولدت وحتى الان ..
وبالرغم من شخصية رولا المغرورة بعض الشيء الا كانت تحبها كثيرا بل وتخاف عليها اكثر ومشاعرها تلك لم تتغير حتى بعدما عرفت حقيقتها ..
هزت ميرا رأسها بصمت لتحمل رولا المشط وتبدأ بتسريح شعرها الناعم الطويل بينما ميرا تتأملها بملامح يملؤها الحنين بسبب الشبه المخيف بينها وبين ديانا ..
حملت بعدها بيجامتها حيث اتجهت الى مكان تغيير الملابس وارتدتها لتخرج فتجد رولا تهتف بها :
” تعالي كلي يلا ..”
ردت وهي تتجه نحو السرير وتتمدد عليه :
” مليش نفس ..”
ثم اعتدلت في جلستها وقالت :
” ابوكِ جاب راشد معاه .. انا مش عارفه ليه مصر يدخله بكل حاجة تخصنا .. هو احنه مش هنخلص من عيلته دي ..”
ردت رولا بجدية :
” مينفعش تتكلمي كده على عيلة ابوكِ ..”
هتفت ميرا بملامح متجهمة وصوت بارد :
” مش عيلة ابويا .. بس حقك تزعلي لانهم عيلة ابوكِ طبعا .. يعني دمكم واحد بس انا لا ..”
تجاهلت رولا حديثها وهي تحمل الصينية وتتجه نحوها لتتوقف في مكانها وهي تستمع الى حديث اختها :
” مع انوا يعني بعد اللي حصل واللي عملوه المفروض متبصيش فوشهم حتى ..”
التزمت ميرا الصمت وهي تتحرك من مكانها وتضع الصينية امامها لتتابعها ميرا بعينيها وتهتف بها :
” ماتزعليش مني .. بس حقيقي انا بكرههم .. وده مش بسبب وضعي .. لا انا بكرههم بسببك .. بسبب اللي عملوه من سبع سنين ..”
قالت رولا بضيق :
” خلاص يا ميرا ..”
لتهتف ميرا بإصرار :
” لا مش خلاص .. اعترفي مرة واحدة انهم أذوكِ وجامد كمان .. مش كفايه اللي مراد بيه عمله لا هما كملوا عليكِ ..”
نهضت رولا من مكانها متجهة الى الخارج لتسمع ميرا تهمس بصوت حزين :
” ممكن تنامي معايا ..”
اغمضت رولا عينيها وهي تفكر انها تطلب منها ان تنام معها دون حتى ان تعتذر عن حديثها القاسي ..
تنهدت وهي تستدير نحوها وتقتربت منها حيث فوجئت بميرا تندس بين احضان تهتف بخفوت وضعف :
” شكرا يا رولا ..”
ابتسمت رولا بحزن قبل ان تشدد من احتضانها وهي تفكر ان ميرا هي ما تبقى لها من هذه الدنيا بعدما تخلى الجميع عنها ..
…………………………………………………………….
اوقف باسل سيارته في الكراج ثم هبط منها متجها الى داخل الفيلا ..
كان مرهقا و متعبا جسديا ونفسيا ..
يشعر بألم قوي كلما يتذكر حقيقة سفرها وتركها له بهذا الوضع ..
فتحت له الخادمة الباب ليدلف الى الداخل دون ان يلقي التحية حتى حيث سار نحو الدرج المؤدي الى الطابق العلوي قبل ان يسمع صوت روبي الرقيق ينادي عليه فإلتفت اليها ليجدها تقترب منها تسأله بنعومة :
” عامل ايه ..؟! انت كويس ..؟!”
اجابها بعد لحظات :
” مش عارف ..”
ردت بهدوء :
” تحب نتكلم لو مش عاوز تنام فورا ..”
وجدته يهتف بهدوء  :
” احب طبعا ..”
قالت بسرعة :
” استناني فالصالة هروح اعمل حاجة دافية نشربها سوا ..”
ثم رحلت مسرعة تاركة اياه يتابع اثرها بشرود قبل ان يتجه نحو صالة الجلوس لتركض الخادمة بعدها الى الطابق العلوي تخبر ماريا بما يحدث بعدما أوصتها ان تخبرها بكافة تحركات روبي ..
خلع باسل سترته ووضعها على الكنبة ثم جلس بدوره على الكنبة عائدا برأسه الى الخلف مغمضا عينيه شاردا بوضعه الحالي وما يحدث معه بدءا من جومانة ووضعها المتدهور مرورا بماريا ووجودها المزعج واشياء اخرى  انتهاءا بميرنا ..
ميرنا التي عادت الى حياته وهي تحمل معها ماضيا جميلا لا تشوبه شائبة ..
أعادت له ذكرياته وسنوات شبابه التي كان بها مرتاحا سعيدا كما لم يكن بعدها ابدا ..
كان يتمنى حقا ان تعود تلك الايام بعودتها لكن الذكريات فقط من عادت بينما أصحابها لم يعودا ابدا كما كانا ..
فكليهما مات شيء داخله جعله يتحول الى شخص اخر لا يشبه سابقه بأي شيء غير الشكل ..
وربما هذا السبب الذي يجعل عودتهما مستحيلة ..
اعترف داخل نفسها بعد سفرها انه لم يكن واثقا من استمرارهما سويا بعد علاجها ..
فهناك الف حاجز بينهما والف سببا يمنع من عودتهما ..
يحبها .. نعم ولا يشك بذلك .. لكن ماضيها وتعقيداتها لا تتناسب معه بماضيه وحاضره المحمل بالكثير من التعقيدات والمشاكل التي لن يستوعبها عقلها وروحها المرهقة من الأساس ..
افاق من افكاره على صوت خطوات روبي التي وصلت عنده فأعطته كوبا كبيرا من القهوة السادة التي يحبها كثيرا وهي بدورها صنعت لها قهوتها المفضلة بسكرها القليل ..
ارتشفت قليلا من قهوته بتلذذ رغم مرارتها لترمقه روبي بطرف عينيها وهي تقول :
” يارب اكون عملتها لذيذة ..”
ليرد بنبرة مستمتعة وهو يغمض عينيه :
” هايلة ..”
ثم فتح عينيه ونظر اليها قائلا :
” بس مكنتش اعرف انك بتعملي قهوة حلو كده .. عمري يعني ما دقتها منك طول فترة خطوبتها ..”
خرجت كلماته الاخيرة عابثة لتقول  بتهكم :
” هو انا كنت اعرف اعملها اصلا وقتها .. انا تعلمتها لما كنت فلندن … “
” انا بردوا استغربت .. ويا ترى بقى تعلمتي تعملي ايه كمان ..؟!”
ردت وهي تهز كتفيها :
” فاست فوود .. “
” بس ..؟!”
قالها بتهكم لتهز رأسها وهي تمط شفتيها قائلة :
” انا مكنتش باكل اصلا .. هي وجبة وحدة فاليوم .. بطلبها دليفري ..”
ارتشف من قهوته مرة اخرى بينما انتبهت هي الى ظل احدهم خلف الباب .. ظل اختفى سريعا فإبتسمت بتهكم و لمعت عينيها وهي تقول  : 
” مش هتحكيلي مالك ..؟! شكلك تعبان ..”
نظر اليها بتردد لتقول بدورها :
” انا عارفة انوا بقالنا سنين بعاد عن بعض بس اظن اننا ففترة معينه كنا مرتبطين ومتفاهمين جدا ..”
اومأ برأسه وهو يتذكر فترة خطوبتهما وكيف كانت هي معه دوما .. تستمع اليه وتسانده في كل خطوة يخطوها ..
قال اخيرا بعدما اطلق تنهيدة قوية :
” تعبان ..”
سألته بهدوء :
” ميرنا مش كده ..؟!”
نظر اليها بصمت لتبتسم بهدوء بينما احتدت عينا ماريا التي كانت تقف تتنصت عليهما وهي تفكر ان تلك الفتاة وجودها بات خطيرا وعليها ان تتصرف ..
سمعت باسل يقول بعدما اطلق تنهيدة حارة أغاضتها فهو يبدو حقا حزينا بسبب تلك  المدعوة ميرنا :
” هو فيه غيرها ..؟!”
سألته روبي :
” مالها ..؟!”
اغمض عينيه للحظات ثم فتحها وهو يقول :
” سافرت .. هربت تاني ..”
اتسعت عينا ماريا بسعادة وهي تفكر انها تخلصت منها دون ان تفعل شيئا بينما قالت روبي بجدية :
” ليه ..؟!”
ليأتيها صوت باسل البارد :
” محتاجة تبعد .. الفترة اللي فاتت كانت صعبه اوي .. صعبة لدرجة خلتها محتاجة تكون لوحدها .. بعيد عن الكل واولهم انا ..”
” بتحبها صح ..؟!”
سألته روبي بخفوت ليجيبها بصدق جعل عينا ماريا تشتعلان حقدا وتوعدا لميرنا :
” بحبها .. اوي ..”
ابتسمت روبي حزنا عليه فهي لم تتوقع ان يكون باسل عاشقا لإحداهن لتقول اخيرا بعد صمت :
” طب ليه محاولتش تمنعها .. ؟! او ليه مرحتش ليها وقلتلها انك بتحبها وعاوزها ..”
صمت قليلا واحترمت روبي صمته ليقول قاطعا هذا الصمت :
” الحب مش كل حاجة .. احيانا الحب بيبقى نقمة علينا .. وقرب الحبيب بيخلينا نعيش فتعاسة ..”
نظرت روبي اليه بإهتمام صادق ليكمل بحشرجة :
“ممكن نحب شخص مش مناسب لينا .. شخص مش هنعرف نعيش معاه .. شخص وجودنا معاه هيدمره ويدمرنا .. ساعتها الافضل نفترق .. نبعد .. “
” للدرجة دي قربكم صعب ..؟!”
سألته بتردد ليرد بجدية :
” مش حكاية صعب بس .. بس حكاية انوا انا شخص عنده ايمان قوي انوا الحب مش كل حاجة .. فيه حاجات لازم تكون موجوده معاه عشان يستمر صح ..”
” عشان كده انا متمسكه بيك ..”
قالتها بهدوء جعلته ينظر اليها بدهشة ليجدها تكمل بصدق :
” عارفة انك عمرك ما حبتني .. ويمكن انا كمان محبتكش الحب اللي بتتكلم عنه دلوقتي .. بس انا زيك .. عندي قناعة انوا الحب مش كل حاجة .. وانوا فيه حاجات اهم .. التوافق والراحة والامان .. ودول انا لقيتهم معاك وقت ما كنا مخطوبين .. “
نظر اليها بتمعن قبل ان يقول :
” انتي واعية الي بتقوليه ..؟!”
ابتسمت بتروي وقالت :
” مش هكدب عليك واقولك اني بحبك وبموت فيك ومش هقدر اعيش من غيرك .. لا انا مشاعري ناحيتك حيادية .. بس هقولك اني هسعدك واريحك .. انا هفضل جمبك واساندك بكل خطوة .. اشاركك نجاحاتك واحط ايدي بإيدك فكل  حاجة .. يمكن بعد الجواز هحبك ويمكن انت كمان تحبني .. ويمكن يبقى بينا حب العشرة والتعود اللي بين اي اتنين متجوزين  ..”
حل الصمت مطبقا وهو يتطلع اليها بعينين مترقبتين وقد بدا مرتاحا لحديثها لتكمل هي بإصرار :
” انا عايزاك يا باسل … انت اكتر حد مناسب ليا .. اكتر حد شبهي .. اكتر حد هيفهمني .. وانا بردوا بفهمك ومناسبة ليك..”
” روبي ..”
قالها بتردد ..
” نفسي تديني فرصة يا باسل ..”
قالتها روبي برجاء ليتمعن النظر اليها وهو يتذكر فترة خطبته منها والتي استمرت لمدة عام تقريبا ..
كانت فترة هادئة مريحة رغم عدم وجود الحب بينهما فهي كانت خطبة تقليدية للغاية ..
ابنة الخال وابن العمة  اللذان ارتبطا بناء على رغبة والدتيهما وعزز ذلك ان كلا منهما لم يكن مرتبطا وقتها ..
روبي كانت شخصية هادئة ، جذابة وقوية ..
لم يحبها نعم لكنه لم يكرهها ابدا ..
افاق من افكاره تلك على صوتها يقول :
” تتجوزني يا باسل ..؟!”
كزت ماريا على اسنانها وهي تفكر ان روبي فعلت ما خافت منه طويلا بينما ظل باسل صمتها ينظر الى وجهها بهدوء غريب ..
تطلعت اليه روبي بأمل ليقول اخيرا بهدوء :
” واللي حصل زمان بسببي وبسبب ..”
قاطعته بصدق :
” نسيته .. انت مكانش ليك ذنب .. كله من الحية اللي اسمها ماريا ..”
ضغطت ماريا على اعصابها بقوة كي لا تهجم عليها بينما سمعت باسل يسألها :
” وماريا ..؟! انتِ عارفة انها مراتي .. انا هطلقها اكيد بس مش عارف امتى ومش متأكد اذا كان قريب او بعيد ..”
لمعت عينا روبي بخبث وهي ترد بينما تضحك في داخلها على ماريا التي بالتأكيد تموت غيظا الان وروحها تحترق :
” ماريا ايه بس ..؟! كلنا عارفين انها جوازة كده وكده وإنك مجبر عليها ومش طايقها ولولا جومانة وعمر كان زمانك راميها زي الكلب .. “
ابتسم قائلا بسخرية :
” مكشوف اوي ..”
ضحكت وهي تقول :
” مش هقول غير ربنا يحمينا منها .. انسانة مقرفة..”
” موافق ..”
قالها باسل اخيرا لتبتسم بسعادة بينما اغمضت ماريا عينيها وهي تشعر برغبة بحرقهما سويا فحتى باسل باتت تحقد عليه بشدة ..
ظلت واقفة مكانها تستمع الى احاديثهما التي اتجهت الى العمل ..
لحظات قليلة ولمعت عينيها بخبث فإقتحمت المكان وهي تهتف بلهفة :
” باسل انت هنا ..؟!”
نهض باسل من مكانه سائلا اياها بضيق :
” خير .. فيه ايه ..؟!”
ردت وهي ترمق روبي التي تقف قبالتها تنظر اليها بقرف :
” جومانة .. جومانة لسه مرجعتش ..”
” نعم ..!!”
صاح بها وهو يقبض على ذراعها هادرا بعنف :
” يعني ايه لسه مرجعتش ..؟؟”
ردت بصوت مرتجف مدعية الخوف على ابنتها :
” معرفش .. من ساعة ما راحتلك الشركة وهي مرجعتش ..”
سألها بغضب شديد :
” وحضرتك كنت فين وبنتك مرجعتش البيت والساعة داخلة على وحدة الصبح ..؟!” 
ابتلعت ريقها وردت :
” كنت مشغولة مع عمر و ..”
قاطعها بإنفعال :
” انتِ ايه ..؟! انتِ ام انتِ ..؟! انتِ مستحيل تكوني امِ ..؟!”
” وطي صوتك يا باسل لاحسن عمتي وانكل عمر يسمعوا ..”
دفعها بعيدا عنها وقال بتوعد قبل ان يرحل الى مكتبه :
” هروح اشوفها فينها وانتِ صدقيني اللي حصل ده مش هيعدي ابدا ..”
…………………………………………………………..
اوقفت لورا سيارتها امام فيلا عائلة جومانة التي نظرت اليها وقالت :
” شكرا لورا ..”
ثم هبطت من سيارتها واخذت تسير نحو الفيلا بخطوات متعثرة قليلا فهي قضت سهرة طويلة شربت بها كثيرا ورقصت اكثر ..
فتحت لها الخادمة الباب لتجدها تخبرها بتوتر :
” السيد باسل ينتظرك في مكتب السيد عمر  ..”
اتجهت الى هناك دون رد ..
فتحت الباب ودلفت الى الداخل لتجد الاضواء مفتوحة بالكامل وباسل يجلس على مكتبه ينظر اليها بقوة و حدة ..
تقدمت نحوه بعدما اغلقت الباب وهتفت بنبرة جاهدت كي تصبح عادية :
” الشغالة قالت انك عايزني .. فيه حاجة ..؟!”
سألها بصوت هادئ وهو ما زال على جلسته :
 ” الساعة كم عندك ..؟؟”
ردت بخفوت :
” عدت ثلاثة ..”
سألها بجمود :
” وانت من امتى بتسهري بره للوقت ده .. ؟! انت من امتى اصلا بتخرجي من غير اذني ..؟! ومن امتى بتطولي فخروجك بعد الساعة ثمانيه ..؟!”
ابتلعت ريقها بضعف ثم ردت بجدية :
” من دلوقتي .. انا كبرت خلاص ومعدتش صغيرة ..”
صاح بها وقد استفزه جوابها الذي لا يحمل اي نوع من الاسف او الاعتذار :
” لا ده انتِ اتهبلتي ..”
ردت بضيق :
” متتكلمش معايا بالشكل ده .. انا مش طفلة ..”
قاطعها بحدة :
” لا طفلة .. انت يادوب ١٦ سنة ولا نسيتي .. ؟!”
قالت بتحدي وهي تشمخ برأسها عاليا :
” لو انت شايفني طفلة يبقى براحتك .. بس خليك واثق اني مش هسمحلك تتحكم فيا بعد كده ..”
نهض من مكانه مقتربا منها على مهل بينما ارتجف هي جسدها وجاهدت كي لا تعود الى الخلف ..
وصل اليها ليلتقط انفه رائحة يعرفها جيدا جعلته يصرخ بها :
” نهارك اسود .. انتِ شاربة ..؟!”
ابتلعت ريقها ليقبض على شعرها فتصرخ الما بينما يهدر هو بها :
 ” بتشربي يا جومانة ..؟! هي وصلت لكده ..؟! وايه كمان ..؟! “
صاحت به باكيه وهي تبتعد عنه :
” ايوه هشرب وهعمل اللي انا عايزاه .. وانت ملكش دعوة ..”
صاح بدوره بقوة :
” ليا ونص .. ورحمة ابوكِ اللي هو اخويا لأكون مربيكِ من اول وجديد .. انا مش هرحمك .. كل الدلع اللي دلعتهولك هطلعه عليكِ .. “
” هتعمل ايه يعني ..؟!”
سألته بتهكم رغم تلك الدموع التي تتساقط على وجنتيها ليرد بتوعد :
” هربيكِ من اول وجديد .. حتى لو اضطريت ألجأ للضرب فهضربك .. واحبسك واحرمك من كل حاجة لحد ما ترجعي لعقلك ..”
” انا مش مجنونة وانت مش هتقدر تعمل كده ..”
قالتها بتحدي ليصيح بها :
” اقدر ونص .. تحبي تجربي ..”
نظرت اليه بتحدي جعلت غضبه يصل الى ذروته فجذبها من ذراعها وقال :
” هوريكِ ازاي اقدر اعمل اكتر من اللي قلت عليه كمان ..”
دفعته بعيدا عنها وهي تصرخ به :
” هتعمل ايه ها ..؟! هتحبسني ..؟! فاكرني هخاف .. فاكر كده هتثبت رجولتك قدامي ..”
استفزته كلماته فقال وقد شعر بغضبه يكاد يفتكه :
” لا انتي زودتيها .. “
ثم وجدته يخلع حزامه ويلفه حول كفها لتصرخ بذعر :
” هتعمل ايه..؟!”
فيجيبها بقوة أرعبتها :
” هربيكِ يا بنت اخويا .. هخليكِ تتوجعي لدرجة تحرمي فيها تعملي حاجة واحدة غلط ..”
اقترب منها اكثر بينما تراجعت هي الى الخلف حتى التصقت بالحائط ليضرب الحائط جانبها بقوة ..
اهتز جسدها وطالعته برعب وقالت بصوت متوسل 
” سيبني .. “
ليرد بجمود :
” لازم اربيكِ الاول ..”
هنا لم تتحمل فصرخت به بصوت جهوري جاد :
” مش من حقك تضربني يا باسل .. انت مش عمي وملكش حكم عليا .. وانا بكرهك  ..”
صفعها على وجهها بقوة لتنهار باكيه فيغمض عينيه بضعف من بكائها الذي يمزق قلبه ..
سمعها تقول من بين نحييها :
” ايوه يكرهك .. وبكره باسم وماريا .. وحتى عمر وجنى والكل .. انا بكرهك وبكرههم كلهم .. ..” 
رمى الحزام ارضا ثم اقترب منها منحنيا نحوها هاتفا بهدوء :
” جومانة حبيبتي ..”
صاحت به بوجع :
” متقولش حبيبتي .. انا مش حبيبتك .. ولا اي حاجة بالنسبة ليك ..”
رد عليها :
” ازاي يا جومانة ..؟! انتِ بنت اخويا وبنتي ..”
قاطعته بصوت صارخ ملتاع :
” انا مش بنت اخوك .. انا مش بنته .. انت فاهم ..”
حل الصمت المطبق بينهما لتستوعب ما تفوهت به فسقطت باكيه على الارض ليضغط على شعره بكفه بينما شهقاتها تزداد علوا ..
انحنى نحوها وجذبها من كفها موقفا اياها امامه لتتطلع اليه بعينيها الباكيتين وتهتف بإعتذار :
” انا اسفة .. اسفة بجد ..”
ثم رمت نفسها بين ذراعيه ليأخذ انفاسه وهو يربت على ظهرها بحنو .. 
ابتعدت عنه اخيرا تتطلع الى عينيه اللتان لطالما وجدت بهما الامان والاحتواء فهتفت بصوت مرتجف :
” انت مش هتعاقبني ..؟!”
قاطعها :
” هشش .. مش هعاقبك .. اهدي ..”
عادت وسألته بصوت خائف :
” ولا هتضربني ..”
قاطعها بصدق :
” ولا هضربك ..”
سألته بوجع :
” بس انت كنت هضربني بالحزام..”
قال بجدية :
” كان تهديد بس .. انتِ متخيلة اني ممكن اضربك وبالحزام كمان .. شايفاني شرير اوي كده .. صحيح انتِ تستحقي تتضربي بس عمري ما هقدر اعملها .. لاني بحبك يا جومانة ومقدرش استحمل اي أذى يمسك ..”
ابتلعت ريقها وقد شعرت ان الوقت قد جاء لتفعل ما نوته فقالت بتردد :
” وانا كمان بحبك اوي .. “
ابتسم بهدوء وقالت :
” عارف ..”
كررتها مرة اخرى :
” انا بحبك يا باسل ..”
تجاهل لفظها لاسمه هكذا فقال :
” عارف يا جومانة .. وانا بحبك .. انتِ بنتي ..”
قاطعته بصوت حزين :
” بس انا مش بحبك كده .. انا بحبك بجد ..”
تطلع اليها بعينين حادتين لكنه قال وقد قرر ألا يستعجل في حكمه عليها :
” بجد ازاي يعني ..؟!”
وجدها تقترب منه بنية تقبيله ليدفعها بعيدا عنها صارخا بها بشراسة :
” انتِ اتجننتي ..؟!”
هزت رأسها نفيا وقالت :
” لا انا بحبك بجد ..”
” انتِ مالك بالضبط ..؟! شكلك سكرانه ..؟! انتي واعية للي بتقولي ..؟؟ المرة دي مش هضربك بس لا انا هدبحك ..”
” انا ..”
صمتت قليلا ثم نظرت جومانة الى وجهه الغاضب وهتفت بتلعثم :
” انا اسفة ..”
ليصيح بها باسل بغضب :
” بره .. اخرجي بره ..”
ركضت بسرعة خارج الغرفة ودموعها تتساقط على وجنتيها بحرقة لتجد ماريا أمامها تهتف بتهكم :
”  واضح انوا هزئك جامد .. معلش تعيشي وتاكلي غيرها ..”
دفعتها جومانة بعيدا وخرجت من المنزل بأكمله ..
ركضت روبي خلفها تنادي عليها بقلق ثم اندفعت نحو باسل تخبره :
” الحقها يا باسل .. دي خرجت بره الفيلا ..”
ركض مسرعا خارج المكان لاحقا بها ليجدها تركض في الشارع فيركض ورائها ويصيح عليها طالبا منها ان تتوقف ..
كانت تركض بأقصى قوتها ودموعها تتساقط على وجنتيها فيجري هو خلفها بسرعة شديدة حتى سمعت صوت سيارة تتجه نحوها من بعيد فقررت ان ترمي بجسدها امامها لكن باسل كان اسرع منها حيث جذبها من خصرها بقوة بعيدا عن السيارة ليسقط كليهما على الرصيف ..
اغمضت جومانة عينيها  مدعية الاغماء وهي تشعر بباسل يبعدها عنه ويتفحص وجهها وجسدها مطمئنا من سلامتها ..
انتهى اخيرا من تفحصها وقد فهم ادعائها الاغماء فنهض من مكانه وحملها بين ذراعيه عائدا بها الى الفيلا ..
دلف الى الفيلا ليجد ماريا وروبي في انتظارهما ..
روبي تطالع جومانة بقلق بينما ماريا تنظر اليها بحقد وتفكر ان التخلص منها يجب ان يكوون قريبا ..
سار دون كلمه الى الطابق العلوي وتحديدا الى غرفتها حيث دلف الى لداخل بعدما طلب من روبي التي تبعته ان تفتح الباب ..
وضعها على السرير وجذب اللحاف نحوها مغطيا اياها متأملًا الدموع العالقة برموشها بحزن شديد وهو يفكر انه يجب ان يفهم ما يحدث مع صغيرته ..
وعد نفسه انه سوف يتحدث غدا معها ولن يتركها دون ان يفهم كل شيء منها ..
تأمل ملامحها البريئة بوجع وقد انقبض قلبه بقوة .. طبع قبلة دافئة على جبينها اهتز جسد جومانة بألم بسببها ..
نهض من جانبها متجها الو الباب ليسمعها تنادي عليه :
” استنى ..”
التفت نحوها بملامح جامدة متأملًا وجهها الباكي ليجدها تهمس بصوت خافت مبحوح :
” انا اسفة يا انكل ..”
لم يتحرك عصب واحد في وجهه وهو يقابل وجهها الباكي بجمود ليهتف اخيرا بصوت بارد :
” تصبحي على خير يا جومانة ..”
ثم تركها ورحل دون ان ينتظر جوابها لتشهق باكيه وقد تأكدت انها خسرته للابد ..
………………………………………………………………
في صباح اليوم التالي ..
كان الجميع يجلس على مائدة الافطار ..
باسل يتناول طعامه بهدوء وكأنه لم يحدث شيءٍ البارحة ..
روبي ترمق ماريا بنظرات متوعدة بينما الاخيرة تقابلها بأخرى متهكمة ..
قطع الصمت صوت باسل وهو يقول :
” فيه قرار مهم اتخذته ..”
حل الصمت المطبق بينهما قبل ان يقول بجدية :
” انا هتجوز روبي ..”
شهقت نورا بسعادة وابتسمت روبي بهدوء بينما رمقه عمر والده بدهشة ..
احتدت نظرات ماريا الموجهة نحوه بينما نظر عمر الصغير الى ما يحدث بعدم فهم ليعاود تناول طعامه بعدم اهتمام ..
قال الاب اخيرا مجاملة :
” مبرووك ..”
ادرك باسل عدم رضى والده عن قراره لكنه لم يهتم بينما هتفت نورا بسعادة :
” مبروك يا حبيبي .. مبروك يا روبي .. ده اسعد خبر فحياتي .. عقبال الفرحة الكبيرة واللي هتبقى اسعد بكتير ..”
ردت روبي :
” الله يبارك فيكِ يا عمتو ..”
ابتسم باسل وهو يقول بثقة :
” الله يبارك فيكِ .. والفرحة الكبيره قريب اوي ..”
ابتسمت نورا وقالت بخبث :
” مش بتكلم عالفرح.. انا بتكلم عن اول بيبي هتخلفوه ..”
كظمت ماريا غيظها وهي تقول بإبتسامة متهكمة :
” مبروك يا باسل .. مبروك يا روبي ..”
رد باسل بإقتضاب :
” شكرا ..”
وقالت روبي بسخرية :
” الله يبارك فيكي يا ميمي ..”
ثم منحتها ابتسامة متوعدة قابلتها ماريا بأخرى متحدية قبل ان تنهي تناول طعامها وتنهض من مكانها الى الخارج ..
قالت نورا وهي تنهض من مكانها :
” انا هروح اشوف جومانة .. هي نايمه لحد دلوقتي ليه ..؟!”
قالت روبي بسرعة :
” سيبيها نايمه يا طنط .. جايز تكون تعبانه وحابه ترتاح ..”
سألت نورا بقلق :
” ليه هي مالها  ..؟! فيها حاجة يا باسل ..؟!”
رد باسل بإقتضاب :
” كويسه بس نامت متأخر ..”
ثم نهض من مكانه متجها الى المكتب لينهي بعض الاعمال متجاهلا الجميع واولهم والده الذي كان يرمقه بنظرات جامدة ..
………………………………………………………..
اوقفت ماريا سيارتها امام احد المنازل الصغيرة ..
حملت حقيبتها واتجهت الى الداخل غير منتبهة الى ذلك الشخص الذي يراقبها ..
فتحت الباب بالمفتاح وولجت الى الداخل ثم اغلقته خلفها ..
هوت بجسدها على الكنبة وهي تشعر بالضيق الشديد يسيطر عليها ..
لا تصدق انها خسرت اولى جولاتها ضد روبي ..
البارحة كانت تتوعد لميرنا واليوم لروبي ..
وكأنه ينقصها منافسة جديدة .. ألا يكفي جومانة وغبائها ..
نهضت من مكانها وحملت كأسا صبت به احد المشروبات الكحولية ..
تناولته على دفعة واحدة ثم عادت وصلت الاخر ..
سمعت صوت الباب يفتح لتراه يلج الى الداخل فتبتسم وهي تضع الكأس جانبا وتقترب منه محيطه رقبته بذراعيه محاولة تقبيله لكنه ابعدها عنه لتهتف بضيق :
” هو ده استقبالك ليا ..؟!”
ابتعد عنها وقال :
” والمفروض استقبلك ازاي وانا من ساعة ما جيت معرفتش اشوفك .. كل يوم حجة جديدة ..؟!”
ردت بملل :
” طب مانتِ مش بتيجي امريكا الا لما عندك حفلة ..”
قاطعها بضيق :
” والله انا عندي شغل .. “
ردت بسرعة :
” عارفه ده .. يبقى فكك من الكلام ده وخلينا فدلوقتي ..”
سيطر الوجوم عليه وهو يقول :
” ايوه خلينا فدلوقتي .. برافو عليكِ ..”
ابتسمت بحب وهي تقترب منه :
” وحشتني ..”
رد بهدوء :
” انا قررت انهي علاقتنا يا ماريا ..”
بهتت ملامحها لتصيح به بعد لحظات :
” نعم …؟! انت اتجننت يا اياد ..؟!”
رد اياد ببرود وهو يجلس على الكنبة :
” كده افضل .. علاقتنا طولت زيادة عن اللزوم .. “
اقتربت منه وجلست بجانبه تهتف بحدة :
” فيه وحده تانيه ..”
رد بإرهاق :
” عمرك ما كنتي الوحيدة اللي فحياتي عشان تسألي السؤال ده اصلا ..”
” مش هسمحلك تسيبني بسهولة يا اياد .. ولا انت فاكر انوا كل حاجة على مزاجك .. “
قال بملل :
” فيه ايه يا ماريا ..؟! انتي متوقعة ايه اصلا ..؟! هو ده الطبيعي لأي علاقة شبه علاقتنا .. “
” يعني خلاص قررت تنسى كل اللي بينا ..؟!”
صاحت به بحدة ليرد ببرود :
” ايه اللي بينا يا ماريا ..؟! اقولك انا .. اللي بينا رغبة متبادلة .. انتي وحدة عاجباني ومريحاني ونفس الشيء بالنسبة ليا .. يعني مصلحة متبادلة .. بس خلاص مش هنفضل طول عمرنا كده .. “
لمعت عينيها بشراسة وهي تقول :
” بس انا لسه عايزاك ..  ومش عايزة نسيب بعض ..”
رد بملل :
” كده كده انا مش هاجي امريكا قبل سنة على الاقل … ومش منطقي ابدا اني ارجعلك بعد المدة دي .. “
اخرج من جيبه علبة صغيرة وأعطاها لها لتفتحها وتجد بها خاتم ماسي رائع الجمال فترفع عينيها نحو بحقد ليهتف هو بهدوء :
” دي هدية مني ليكِ .. هدية الوداع .. انا اسف لاني مش هقدر اكمل .. انتِ ست جميلة بس انا الحياة دي مبقتش تناسبني اصلا ..”
” قررت تتوب ..؟!”
سألته بإستهزاء ليرد بجدية :
” انا مش عايز افضل كده .. العمر بيجري وانا مش هفضل كده لاخر عمري .. خلاص عشت حياتي وعملت حاجات كتير وكل اللي نفسي فيه .. خلاص بقى .. جه الوقت اللي اعيد حساباتي واركز على اللي جاي وابطل كل الغلط اللي بعمله فحياتي .. “
” ناقص تقولي انك هتتجوز ..”
تجاهل تهكمها وهو يقول :
” ليه لا ..؟! حاليا مفيش مشروع زي ده .. لكن اول ما الاقي بنت توقعني فحبها هتجوزها .. انا كبرت والاستقرار مطلوب ليا ..”
نظرت الى الخاتم مرة اخرى وقالت :
” دي اخر هدية يعني .. تعرف اني بحب زوقك اوي فالمجوهرات ..”
ابتسم بهدوء وقال :
” خدي بالك من نفسك يا ماريا .. وياريت تراجعي نفسك وتعيدي حساباتك .. “
فهمت ماريا ما يرمي اليه فإلتوى فمها بإبتسامة هازئة بينما قال هو اخيرا مودعا اياها :
” اتمنى لو شفتك مرة تانيه اشوفك بشكل مختلف وتكوني مستقرة فحياتك وسعيدة ..”
لم ينتظر جوابها وهو يرحل شاعرا بأنه تحرر اخيرا من قيد كان يكبله بقوة ..
يتبع ( اقروا الكلام اللي تحت )
طبعا لقاء ميرنا مع عائلتها الفصل الجاي لانوا الفصل فيه احداث كثيرة ومو ناقص اصلا ..
راح اشرح شخصيات الرواية ..
تحت راح اوضح الشخصيات الاساسية فالرواية واللي مطلوب منكم تحفظوها لإنها مستمرة للنهاية ودورها مهم جدا ..
اول ثلاث شخصيات ..
ميرنا ونزار زوجها السابق وباسل حبيبها ايام الجامعة ..
فيه ماريا زوجة باسل واللي كانت مسبقا زوجة اخوه وجومانة بنتها ..
راسل وجنى اخوان باسل وهما توأم  ..
روبي ابنة خال باسل وخطيبته السابقة ..
ممدوح اخ ميرنا ..
اياد منصور المطرب المفضل لدى جومانة ..
ميرا ابنة السفير عامر محمود ..
فؤاد صديق باسل وهو الطبيب النفسي ..
ويوجد شخصية لسه ما ظهرت وهي جمال اخو ماريا ..
يعني 13 شخصية ..
الشخصيات اللي فوق فقط مطلوب منكم تحفظوهم وتركزون فيهم ..
باقي الشخصيات مو مهمين يعني عرفتوهم او لا فهم مجرد ضيوف شرف وجودهم  هدفه فقط ترتيب  الحبكة ..
اوك ..
يتبع…
لقراءة الفصل الخامس عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد