Uncategorized

رواية ملك للقاسي الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم فاطمة أحمد

  رواية ملك للقاسي الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم فاطمة أحمد

كشف السر.
________________________
تنحنح مروان و تكلم :
– بغض النظر عن اختلا*س عمر و علي الشافعي لأموال الشركة و استبدال مواد البناء بمواد منتهية الصلاحية اكتشفنا انهم بيتعاملو مع جماعات مشبو*هة يعني هما بيتا*جرو بالأ*سلحة و الممنو*عات.
لم يبدو على ادم الصدمة و الدهشة على عكس كان متوقعا لهذا الأمر و كأن نجا*سة الدنيا أصبحت قليلة على وصفهما …. تابع مروان بحذر وقد انتبه لتلميحات ادهم وهو يقف أمام ابن عمه مباشرة :
– عايزك تهدى عشان نعرف تشتغل مع بعض زي زمان اي تصرف عدواني و متسرع ممكن يكلفنا كتير يا بشمهندس.
– كمل.
همس بها ادم وهو على وشك الإ*نفجار ليهتف الآخر بصلابة :
– احنا لقينا الراجل اللي كان بيسوق الشاحنة اللي خبطت في عربيتك من كام شهر و اعترفلنا انها كانت محاولة قت*ل و علي هو اللي كلفه يعمل كده و كلفه كمان بجر*يمة قت*ل تانية ….. وفاة عمك أحمد الشافعي كان حادث مدبر و علي هو المسؤول عن مو*ته !!!
ثانتيتان …. 3 ثواني … 4 …. دقيقة … دقيقة ونصف … هذه هي المدة التي استغرقها ادم وهو يحدق في مروان دون أن يرمش … لوهلة تمنى انه اخطأ السمع … او حتى يعيش حلما مقيتا أبطاله هو و عمه المتو*فى و الإثنان الآخرين … أخب*ث الخلق على وجه الأرض !
بعد لحظات صامتة حمحم يعيد تشغيل أحباله الصوتية التي فقدها و رفع يده يفتح زرا إضافيا من قميصه بعدما شعر بالإختنا*ق عكس رجفة جسده وكأن أحدا ألقى عليه دلو ماء بارد في ليلة شتاء قارسة ، أغمض عيناه و همهم بنبرة خلت من الحياة :
– انت بتقول ان … علي الشافعي قت*ل عمي … يعني قت*ل أخوه من د*مه و لحمه هو ده قصدكم صح.
إستشعر ادهم الواقف أمامه بحدوث شيء لا تحمد عقباه إن لم يتصرف و يهدئه و أكثر ما استغربه ان ادم لم يتعجب من بقية الكلام حتى محاولة قت*له و كأنه توقع حدوث أمر كهذا … هو فقط اصطدم بفكرة قت*ل عمه من طرف أخيه ولا يلومه لأن حتى ادهم نفسه عايش مثل هذا الوضع عند معرفته … هل حقا تراق الدما*ء و تدبر المكا*ئد فقط للحصول على الأموال ؟ هل يقت*ل المرء أخاه من أجل السلطة ! 
نطق مروان بجدية :
– احنا بعتنا عميل وسطيهم و قدر يخليهم يثقو فيه و عرف عن كل اعمالهم الغير قانو*نية و بالنسبة للقت*ل ف ايوة احنا من الأول كنا شاكين في طبيعة الحا*دث حتى حضرتك شكيت و طلبت مننا نحقق بسرية و الحمد لله بعد عملية بحث كبيرة و تحقيقات اتأكدنا من ان المرحوم عمك احمد الشافعي اتقت*ل و نفس القا*تل استهدفك من زمان و زي ما قولتلك من شويا احنا القينا القبض عليه و اعترف بكل الجرا*يم.
اغمض عيناه لبرهة من الوقت ثم فتحهما بحدة و ضرب سطح المكتب بع*نف و نهض يود الخروج لكن ادهم اعترض طريقه :
– انت رايح فين !
صرخ ادم بعصبية :
– انا هروح اقت*ل ال**** دول شيل ايدك ابعد عني.
دفعه بعنف لكن الآخر ثبت جسده و هتف بحزم :
– اهدا شويا متخليناش نندم لأننا قولنالك و ….
قاطعه ادم وقد قبض على تلابيب قميصه بشراسة :
– اهدى ايه هااا اهدى ايه انت سامع نفسك دول قت*لو عمي و حاولو يمو*توني و فرقوني عن مراتي و غيرو علاجها و خلوها مد*منة فااانم انا هقتلهم هما الاتنين و يبقو ياخدو الفلوس معاهم ع المقبر*ة لآخر مرة بقولك ابعد عن طريقي يا ادهم !!
– القضية لسه مفتوحة واحنا مخدناش كل اللي عايزينه حضرتك مضطر تصبر يا بشمهندس قرب يومهم اوي بس للاسف مش في اليوم ده.
اهتف مروان بجدية وهو ينتصب واقفا و تابع :
– لو عايز تاخد حق أهلك من عمك و ابنه لازم تستنى والا هيضيع كل اللي عملناه !!
اارتخت اعصابه المشدودة و خفتت نوعا ما حمرة عينيه الناتجة عن الانفعال ، استدار الى الضابط و خرج صوته مستنكرا وهو يتساءل :
– انا شايف انكم عرفتو بكل كصايبهم اللي هتوديهم حبل المشنقة مستنيين ايه عشان تقبضو عليهم ؟
تنهد ادهم و طلب منه بهدوء : 
– اهدى شويا و اقعد خلينا نعرف نتكلم.
زفر ادم بصبر نافذ و جلس مرغما يحاول قدر الإمكان السيطرة على أعصابه التي تكاد تنفجر من كثرة الضغط عليها منذ بداية هذا اليوم ، نظر اليهما و سأل :
– ممكن افهم السبب اللي مانعكو تلقو القبض على الاتنين دول !
اعتدل مروان في جلسته و أجابه بصلابة :
– احنا فعلا عندنا أدلة على جرا*يمهم و اعماله الغير قانو*نية بس ده مش كفاية علي و عمر الشافعي بيتعاملو مع تجار المخدرا*ت و تجار الأ*سلحة و دول لحد دلوقتي المباحث مقدرتش توصل لهويتهم ولا تعرف معلومات خاصة عنهم … لو عمك و ابنه دخلو الحب*س النهارده هتسمع بكره خبر انتحا*رهم.
أكمل ادهم مكانه :
– طبعا مش هيكون انتحا*ر هتكون جر*يمة قت*ل نفذتها المنظمة اللي شغالين عندها عشان ميعترفوش عليها و القضية هتتقفل ع كده.
أسند رأسه على يديه يمسده قبل ان يطلق لفظا نابيا بصوت غير مسموع ثم رفعه و هتف :
– تمام بما انكو مش ناويين تحبسوهم جيتو و قولتولي ليه انا هعمل ايه مثلا بعد اللي عرفته ازاي هقدر اسكت و عيلتي كلها في خط*ر و بتتعامل مع قتا*لين قت*له ؟
هز مروان رأسه و عقد أصابع يديه معا مرددا :
– يا بشمهندس احنا اكتشفنا خلية اجر*امية و الفضل كله بيرجع ليك لو انت مشكيتش في طبيعة الحا*دث و الحسابات المزورة مكناش هنفتح تحقيق احنا بنثق فيك و بنطلب منك تاخد بالك على أهلك الفترة ديه و متتصادمش مع علي و عمر عشان ميحاولوش يأ*ذوهم انتقا*ا منك …. بس ثواني انت من شويا قولت انهم غيرو علاج مراتك ممكن تشرحلي كلامك لأني مقدرتش افهمه وسط الصويت و الدوشه ديه.
قبض ادم على يده بعنف حتى ابيضت مفاصله و احتدت عيناه بقسو*ة مرضية وهو يتمتم :
– مراتي وهي في البلد تعبت و علي جابلها العلاج اللي من لما بدأت تستعمله حالها اتقلب وبقت تتصرف تصرفات غريبة و تتخيل و تجيلها نوبات ، حاولت ادور على السبب كتير و امبارح بالصدفة قالت لي ان عمها هو اللي متكلف يجيبلها الأدوية و انا خدت عينة منه و عملتله تحليل …. طلع في الدوا نسبة مخد*ر كبيرة بمعنى تاني مراتي كانت بتاخد حبوب هلو*سة !!
فغر ادهم فاه بصدمة و همس :
– انت متأكد !
اومأ بغضب دفين :
– لسه متأكد من ساعة بس ، خناقتي مع عمي و ابنه واني استوليت على الاسهم بتاعتهم خلتهم ينت*قمو مني عن طريق مراتي و هنبدأ العلاج في اقرب وقت ممكن لأن حالتها مش مستقرة ياريت تضيفو النقطة ديه في الملف بتاعهم وانا عندي الدليل على كلامي.
حرك مروان رأسه إيجابا و عيناه تنضحان بالدهشة و الإشمئزاز في آن واحد ، هل هناك إنسان طبيعي يقتل أخاه و يتلاعب بأدوية إبنته و يحاول قت*ل إبن أخيه ، هل هذان الإثنان يحسبان من البشر ام هناك تصنيف آخر لهما ؟ لقد رأى في مسيرته المهنية جرائم أشكال و ألوان بين العائلات بسبب الأموال لكن لم يرى أحدا يريد إبادة عائلته من أكبر فرد لأصغره !
– المهم تاخد بالك يا بشمهندس و زي ما اتفقنا احنا مش عايزين نكشفهم دلوقتي مستنيين الوقت المناسب عشان نسلمهم للعدالة و صدقني هيتحاسبو على كل جريمة عملوها ، انتصب واقفا و صافحه :
– يتمنى الشفاء لمرات حضرتك.
بادله ادم المصاحفة و استأذنه و غادر مسرعا ، بينما نظر مروان الى زميله في العمل :
– ضابط ادهم بتمنى متقولش ل ابن عمك اننا لقينا دلائل ضد عمك احمد تفيد ب انه كان مشترك في تجارة الممنو*عات لازم نتأكد الأول ان كانت صحيحة ولا مجرد تمويه يبعدنا عن الحقيقة لاننا لحد دلوقتي كش متأكدين من سبب القت*ل يا إما بسبب الطمع في الأملاك يا احمد الشافعي كان بيتعامل مع الخلية الإجر*امية و قت*لوه لما حسو بالخط*ر منه.
تصلب ادهم في وقفته و هدر بحزم :
– مفيش داعي تذكرني بواجباتي يا حضرة الضابط الحمد لله انا بعرف امتى اتكلم و امتى اسكت ، المهم دلوقتي بما ان الجهات العليا وافقت ادخل القضية ياريت تبعتلي نسخ من الملفات نشتغل عليهم …. متشوق عشان اخلي العدالة تاخد مجراها و ابرأ عمي احمد الله يرحمه من الت*هم المنسوبة ليه.
_______________________
بعد اتصالاته المتكررة بزوجته و أمه يطمئن ، و تحذيراته المتكررة بخصوص الاعتناء بها ، فضل ادم الابتعاد قليلا لذلك اتجه الى مكان فارغ نسبيا و توقف بسيارته فيه ، اراح ظهره على مسند المقعد و رفع رأسه للأعلى يتنفس بقوة و خنق ، رغم انه اول من شك في عمه و اتهمه بإرتكاب كل الجر*ائم الا انه تمنى ان يكون مخطئا ، لأول مرة لم يكن سيمانع لو هزم أمام علي و عمر بالعكس كان سيسعد بذلك فمهما بلغ كرهه لهما لم يتمنى يوما أن يكون عمه الأكبر هو من حاول قت*له و تلاعب بأدوية زوجته و اخت*لس و تاجر بالممنو*عات و قت*ل شقيقه … والد يارا !! 
تأوه ادم بسخط و فجأة رن هاتفه معلنا اتصالا من رفيقه مازن ، فتح الخط و رد بجفاء :
– ايوة.
جاءه صوت الآخر الساخر :
– و عليكم السلام يا صاحبي انا بخير الحمد لله …. انت فين يا ادم مختفي و مبتردش عليا ليه في ايه ؟ 
مرر يده على وجهه و همهم بدون مبالاة :
– انا هنا هروح فين يعني لسه راجع من عند الدكتور و مخدتش بالي من اتصالاتك غير دلوقتي.
تحول صوته المعاتب الى مهتم وهو يسأله :
– انا كنت بتصل عشان اسألك اصلا مراتك بقت احسن الدكتور قال ايه ؟ طيب انت فين انا فكرت اجيب رتاج و نجي نطمن على المدام يارا و بالمرة اشوفك و اكلمك في موضوع مهم.
– احم يارا بخير حاليا بس جدي و تيتا جايين النهارده وانا هبقى مشغول معاهم مش هعرف اشوفك.
اومأ مازن بتفهم و قال :
– مفيش مشكلة هنأجل الزيارة ليوم تاني المهم انت عامل ايه باين عليك مضايق في حاجة تانية غير تعب مراتك ؟
اختنق صوت ادم قبل ان يخفض زجاج نافذة سيارة لعل الهواء البارد الذي يدخل يساعده في تقليل حرارة صدره المشتعلة ثم أردف :
– انا هبقى احكيلك لما اشوفك بس دلوقتي مشغول لو قدرت ممكن تترأس اجتماع النهارده بدالي و ابعتلي التفاصيل ع الايميل بعد ما تخلصه.
– اكيد يا صاحبي انا تحت أمرك خد بالك ع نفسك سلام.
اغلق الخط و قذف الهاتف بعيدا هاتفا بلوعة :
– انا هفتح الموضوع معاها ازاي هحكيلها عن الدوا و خطط عمها ازاي …. ازاي هستحمل اشوفها وهي منهارة و متخانة من اقرب الناس ليها يا الله ساعدني. 
زفر بعنف و انطلق بسيارته مجددا الى منزله ، دخل ليسمع صوت ضجيج ثم رأى جده يجلس مع والده ابراهيم في الصالون فرحب بهما وبعد الكلام التقليدي و السؤال عن الأحوال سأل ادم :
– تيتا فين مجتش معاك ؟
نطق ابراهيم ببساطة :
– قاعدة فوق في اوضتك مع يارا و امك و اختك كانت بتسأل عليك هي كمان اطلع شوفها.
هز رأسه بإيجاب و صعد للأعلى بخطوات ثابتة ، دلف و نظر الى جدته زهرة و أمعن فيها قليلا بشرود هذه المرأة الطيبة لم تنطفي لوعة قلبها بعد على ولديها اللذان ما*تا … احدهما ضابط في المباحث قتل على يد احد المجر*مين منذ سنين بطريقة بشعة و الثاني قتل منذ شهور و المجر*م ليس مجرد شخص تجرد من الانسانية و سلب روحا بريئة بل هو إبنها الثالث الذي تعيش معه تحت نفس السقف ! ترى كيف ستتحمل معرفة خبر مثل هذا لن يكون سهلا عليها البتة سيكون صعبا مد*مرا فتاكا ولن تتقبله ولن تستطيع العيش بثقل هذا الحمل ابدا …. لا احد سيفعل !!
افاق من أفكاره على صوتها الحاني :
– حفيدي واجف عندك اكده ليه جرب خليني احضنك و اشم ريحتك.
غصب ابتسامة على الظهور و تقدم منها لف ذراعاه حولها متمتما :
– حضرتك عاملة ايه يا تيتا وحشتيني.
قبلت كتفه و أجابت :
– و إني اتوحشتك جوي يا ولد الغالي لو تعرف كيف خفت لما جالولي يارا بعافية مكنتش هطمن غير لما اشوفها و اشوفك.
قبل ادم يديها بأدب هاتفا :
– عملتو كويس لما جيتو يا تيتا الحمد لله احنا بخير و يارا اتحسنت عن الاول.
هزت رأسها بإستحسان و استطردت :
– عمك وولد عمك بعتولك سلام خابر اياك مجدروش يجم بسبب المشاغل الكتيرة ربنا يجدرهم يارب.
زاد ضيقه من كلامها لكنه لم يظهر ذلك بل حاد بعينيه الى زوجته التي تجلس على السرير و تراقب حوارهما ثم اقترب منها و قبل رأسها :
– ازيك لسه حاسة بتعب ؟
نفت برأسها في رقة :
– لأ انا كويسة … روحت فين النهارده انا صحيت و ملقتكش جمبي و اتأخرت كتير.
تنهد و داعب شعرها مردفا :
– كان عندي مشاغل خلصتهم و جيتلك … كاد يقبل وجنتها لكنها أوقفته و نظرت للحضور بخجل ف امتعض وجهه و انتصب واقفا :
– انا نازل تحت لو احتجتو لحاجة اندهولي … رهف تعالي عايزك.
طالعته بوجل و توترت لكنها خرجت مع شقيقها على أي حال ، وقفت بصمت أمامه فغمغم بجدية :
– انتي ايه اللي مقعدك هنا لحد دلوقتي لسه الصبح مكلمك و ثولتلك ارجعي على بيت جوزك و احنا هناخد بالنا على يارا … في حاجة مخبياها عني ومش عايز اني اعرفها متزاعلة مع جوزك ؟
تلجلجت رهف و عبثت في اصابع يدها مرتبكة :
– ااا هو زياد قالك …
قاطع ادم كلامها بحزم :
– سيبك من زياد انا بسألك انتي بسأل اختي الزعل باين على وشها ليه اتكلمي يا رهف لو في حاجة احكيلي عشان اعرف اساعدك !
دمعت عيناها بخوف منه لكنها قررت الإعتراف بأخطائها لأخيها لعله يساعدها هي متأكدة من أنه لن يضرها حتى لو غضب و صرخ عليها ، تنحنحت و تمتمت بنبرة حزينة :
– انا … انا غلطت مع زياد يا ابيه … هو حكالي سر عن أخوه و حلفني مقولوش لحد بس انا نقلته ل … واحدة صاحبتي بتبقى طليقته بس والله العظيم انا نيتي كانت خير و حبيت صاحبتي ترجع لجوزها لأن السر ده كان هيغير حاجات كتيرة و زياد لما عرف زعل مني كتير فقولت اجي اقعد هنا كام يوم يمكن يعني ينسى و يجي بنفسه يرجعني.
راقبت انقباضات وجهه تزداد حدة و هدر :
– انتي بتطلعي اسرار بيتك برا يا رهف بتخو*ني ثقة جوزك و تنقلي كلامكم لصحابك من امتى التصرفات ديه بتعمليها ؟ متقوليليش صاحبتك ومعرفش ايه اولا انتي ملكيش دعوة لو رجعت ل اخو جوزك او مرجعتش ديه حاجة بتخصهم بس مدام زياد نبهك متقوليش الكلام لحد اكيد في سبب مقنع ايه اللي هيحصل لو السر ده أذاه لما ينكشف مفكرتيش بالعواقب مخفتيش نقل الكلام يعمل مشكلة بين جوزك و اخوه و فوق ده كله حضرتك سايبة بيتك و مستنياه يعتذر منك و يرجعك ؟ انتي عارفة لو انا أمنت يارا على سر و طلعته برا كنت هطلقها مباشرة لأن الست اللي بتخون ثقة جوزها عمرها ما هتفتح بيت !
انتفضت بذعر و اندفعت :
– يطلقني ازاي والله نيتي كانت خير يا ابيه.
حذرها ادم بحدة :
– خير ولا مش خير التصرف لما بيطلع من شخص نيته هتبقى مش مهمة انتي غلطتي و فهمتي غلطك اتصلي بجوزك و قوليله يجي ياخدك و متعيدهاش تاني مش هقعد افكر في مشاكلك من بين المصايب اللي واقعة فوق دماغي !!
تحرك ليذهب لكنه توقف عند سماع شهقتها الباكية زفر بضجر و حاول تهدئة نفسها ليكلمها :
– اسمعيني يا رهف انا عارف معدن جوزك كويس لو كنت شاكك انه غلطان ولو 1% مكنتش هقولك ارجعي بنفسك حتى لما سألته امبارح مرضيش يحكيلي و متكلمش عنك وحش و على حسب علمي هو لا أذاكي ولا مد ايده عليكي صح ؟
هزت رأسها مسرعة :
– زياد عمره ما عملها مأذانيش بالكلام حتى ، بس … بس انا خايفة و مكسوفة منه مش هقدر ارفع عينيا فيه.
رفع حاجباه بتعجب و اوقفها :
– استني كده ايه اللي مكسوفة ديه ؟ انا اختي بتغلط صحيح ولما تغلط بتعترف و تعتذر بس عمرها ما بتحني راسها لأي كان حتى جوزها اوعى يا رهف يجي يوم و تخافي ترفعي عينيكي في حد فاهماني ؟
– اه.
إبتسم ادم برضا وقال :
– روحي اتصلي بجوزك ولو حصلت مشكلة في بيتك مقدرتيش تحليها تعاليلي ساعتها غير كده أسرارك مبتطلعش لحد سامعة !
احتضنته رهف فجأة و رددت :
– الله يخليك ليا يا ابيه و يديمك نعمة في حياتي.
_________________________
بعد مرور يوم.
في المقهى.
ارتشف جرعة من القهوة التي أمامه ثم وضعها على الطاولة و نظر للذي يجلس معه قائلا :
– يعني انت يا آسر بتقول انك مخنت*ش اختي و لعبت عليها اللعبة ديه عشان كنت فاكر نفسك مبتخلفش فقولت تبعدها عنك ولما عرفت الحقيقة مقدرتش تعترفلها لأن حبيبتك اللي اتجوزتها عرفي بتهد*دك بفيديوهات فاضحة صح كده ؟
ضغط على شفته و قبضة يده معا و أجاب :
– ايوة يا ضابط مروان انا عرفت غلطي و توبت بس وقعت في مشكلة مع رولا هي عايزة تنت*قم مني ولو رفضت كلامها و اعترفت لتقي هتوديني في دا*هية. 
– و ايه اللي خلاك تدور على رقمي و تطلب مني نتقابل اشمعنا دلوقتي ؟
– عرفت ان تقي ااا … وافقت تتجوز واحد جاركم و خطوبتهم قربت و مستحيل اوافق على المسخرة ديه لأنها اصلا لسه مراتي و عندي اللي يثبت بس اختك بتعمل ده كله عند فيا و عن نفسي فضلت اتكلم معاك واشرحلك موقفي و بدورك تشرحلها أنها مسألة وقت مش اكتر و الا هضطر ارفع عليها قضية حضرتك فاهم في القانون كويس و عارف ان زواج ست وهي لسه على ذمة راجل تاني يعتبر جر*يمة …. اللي تقي بتعمله لازم توقفه حالا !!
ابتسم مروان بتهكم ثم شبك يديه معا و انحنى على آسر متمتما :
– انت ليه فاكر ان كل حاجة بتتحل ببساطة كده ؟ حضرتك يا استاذ لما عرفت انك مبتخلفش ليه لجأت لخطة غبية بدل ما تحكيلها الحقيقة وتسيبلها حرية القرار ؟ اولا انت خدعتها و أقنعتها تهرب معاك و تتجوزو وبعدين لعبت عليها بسببك اختي رجعت البلد متد*مرة و بدأت تتعالج نفسيا و مسلمتش من لسان الناس و كلامهم عليها انا كل ليلة بسمع صوت عياطها و قلبي يتقطع عليها انت فاكر هننسى كل حاجة لما تقول انا مش خاين ومن الهبل ده ؟ طيب عارف اني قبل ما اجي هديت نفسي مليون مرة عشان مفقدش اعصابي لما اشوفك و افرغ سلا*حي في دماغك ؟ 
أخفض عيناه بخزي ورغم ذلك ردد :
– مع ذلك انا عايز منها فرصة خليها بس توقف اللي بتعمله و صدقني لما احل …
قاطعه بشدة :
– مشكلتك القذ*رة مع حبيبتك انا هحلها بصفتي ضابط و ان شاء الله لما نخلص هفسخ خطوبة تقي ساعتها بفكر اذا هقبل اديلك فرصة او لأ.
******
– مراااتي مكانها هنا ومحدش هيقدر ياخدها سامعين !
صرخ ادم بأعلى صوته بعدما سئم من المسرحية التي تحدث أمامه و إصرار جده على أخذ يارا الى الصعيد حيث يتم الاعتناء بها على أحسن وجه ، تقدمت حنان تحاول تهدئته لكن الجد سليم ضرب بعكازه في الأرضية مدمدما في حزم :
– صوتك ميعلاش يا ولد اتأدب وانت بتكلمني اياك متنساش من اللي واجف جدامك ! 
لم يرد عليه و اكتفى بنظرته المستهزئة لتقول زهرة :
– يا حفيدي احنا مبنجولش انت مبتاخدش بالك على مرتك بس هي محتاجة عناية خاصة و حد يجعد وياها طول الوجت و امك مش معجول تهمل بيتها و تحرس البنية 24 ساعة و رهف عندها بيتها و انت و ابوك مهتجدروش تجعدو بين اربع حيطان تراجبوها ، افهم بس احنا بنجول ناخدها فترة ولما تتحسن رجعها ده لصالحها و لصالحنا كلياتنا.
بلل ادم شفتيه و دعى داخله ان يمر هذا اليوم دون خسائر او يخطئ و يزل لسانه بلفظ مخل أمام عائلته ثم نظر لهم و أردف بجدية :
– انا عارف انكو عايزين مصلحة يارا بس مكانها هنا في بيت جوزها ولو لزم الأمر هجيبلها شغالة و ممرضة يساعدوها اضافة لوجود ماما معاها افهمو الدكتورة اللي متابعة معاها هنا في اسكندرية و دراستها هتبدأ قريبا و محدش هيخاف عليها اكتر مني ياريت تبطلو تعاملوني على إني واحد مبيقدرش ياخد باله على اللي يخصه لأني فعلا زهقت من الدور ده اللي فيا مكفيني مش ناقص وجع دماغ زيادة صدقوني ! 
بدى وهو يتكلم انه حقا مرهق جسديا و نفسيا و على وشك شعرة من الإ*نفجار ف اشفق سليم عليه و لوهلة ندم لأنه دائما ما يعارض حفيده و يشكك في نيته و اخلاصه اتجاه زوجته بالتأكيد هو لا يريد سوءا بهما لكن حفيدته هي أمانة إبنه احمد ولن يسامح نفسه اذا قصر في حقها و جعلها تتعرض للأذى.
وقف بشموخ و هيبة هاتفا :
– اني هفرح لما اتأكد من ان حفيدي جادر يعتني بأمانة ولدي و مدام بتجول هتوفرلها وسائل الراحة و تجيبلها ست تساعدها و ممرضة مفيش داعي اعترض …. خد بالك على مرتك يا ادم بس افضل فاكر ان بيت جدكم مفتوحلكم دايما و كل الموجودين فيه بيحبوكم و مستعدين يولعو صوابع ايديهم العشرة مشان الحفيدة الغالية بنت الغالي.
انتهى اللقاء على ما يرام و قرر سليم العودة الى الصعيد هذا المساء و رغم محاولات يارا العديدة للبقاء ليلة اضافية الا انه رفض متحججا بضغط العمل و الحقيقة ان الجد سليم لم يكن مرتاحا لوجود عمر و علي بمفردهما في السرايا و فرع الشركة لذلك آثر الذهاب الآن و تسليط عينيه على كل شاردة و واردة.
بعد مغادرتهما صعد ادم الى عرفته و هناك وجد يارا تدور حول نفسها بشكل مريب و تضم يديها الى رأسها تضربه بخفة و تتمتم بكلمات مبهمة غير مفهومة ، تقدم بحذر و سألها :
– في ايه ؟
التفتت له و تفاجأ من الحمرة التي غزت عينيها و وجهها المتعرق بدت في حالة مرضية غير مستقرة لذلك و بشكل ما أدرك السبب ، هتفت يارا بأنفاس متسارعة :
– انا دماغي … دماغي وجعاني اوي و … و خدت الدوا اللي متعودة عليه بس منفعنيش مش عارفة ليه …. انا حاسة راضي هينف*جر …. اااادم انا مش قادرة !!
صاحت بهستيرية وهي تلقي بزجاجة عطر على الحائط و صرخت :
– مش قاااادرة استحمل الوجع ده يا اادم !!
تأهب في وقفته و تذكر أنه هو من غير تلك الحبوب المهلو*سة بأدويتها الأصلية منذ يومين ولا شك ان جسدها لم يتحمل انقطاع المخدر دفعة واحدة …. الآن يجب على ادم الإعتراف لها بالحقائق !!
اقترب و أمسك كتفيها و ضغط عليهما بقوة :
– حاولي تهدي عشان متأذيش نفسك انتي و البيبي !
نفت بقوة و صرخت :
– مش قادرة اهدى انا حاسة … حاسة بتعب و صداع جامد حتى … حتى عينيا بتوجعني اا ارجوك يا ادم اعمل حاجة العلاج …  العلاج مش نافع يمكن ….
– انا اللي غيرت علاجك يا يارا …. غيرته لأنك طول الفترة ديه كنتي بتاخدي حبوب هلو*سة وهي سبب تخيلاتك و تهيؤاتك.
أحس بتجمدها و سكون جسدها بين ذراعيه فأخذ نفسا عميقا و تابع :
– الحبوب ديه هي اللي بتأذيكي وانا غيرتها ب الأصلية بس ده مش هينفعك لأنك بقيتي مد*منة عليها …. و لازم تبدئي بالعلاج فورا !!!
يتبع…
لقراءة الفصل الثاني والأربعون : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد