Uncategorized

رواية أيرل الفصل السادس 6 بقلم نورهان ناصر

  رواية أيرل الفصل السادس 6 بقلم نورهان ناصر

رواية أيرل الفصل السادس 6 بقلم نورهان ناصر

رواية أيرل الفصل السادس 6 بقلم نورهان ناصر

( الابتعاد هو الحل ????????)
نظر لعينيها، بأعين مصدومة وهو يطالعها بصدمة كبيرة  وبدت علي وجهه علامات الألم ،وضع يده علي السكـ* ين بارتعاش ، فسحبتها هي سريعاً ، تأوه بألم شديد، في حين كانت هي تحدق في عينيه تره علامات الألم تحفر طريقها علي معالم وجهه ، نظرت للسكـ*ين في يدها بزعر وهي تره يداها ملتخطان بالدماء ، نطق أحمد بصعوبه شديدة
أحمد بألم: أيرل ليه عملتي كده ؟
فاقت من تحديقها به علي نبرة صوته المتألمه ،لترتعش يداها وتوقع السكـ*ين أرضاً  ، جثي أحمد علي عقبيه أمامها وهو يضع يده علي موضع الطعـ*عنه وعينيه تحدقان بها  ، ارتعدت أوصالها ظلت تتراجع للخلف تنظر ليديها التي تلطخت بدمائه 
أحمد بألم: لـ …يـه  يا أ يـر ل ….قال ذلك ثم وقع على الأرض والدماء تسيل من بطنه بغزارة 
صرخت أيرل في داخلها وهي تهز رأسها بعنف وتتساقط دموعها بشده وهي تنظر ليديها ثم توجه نظرها ناحية أحمد الغارق في دمائه 
أيرل بارتعاش اقتربت منه وجلست مقابلته : لا لم افعلها ثانية  لم اقتل ليس مجدداً هيا أفق أرجوك أحمد لا تمت لن افعلها ثانية أرجوك انهض ….صمتت قليلاً تحاول استدراك ما فعلته ثم نهضت وهي تسير ذهابا و إيابا  …لم اقتل لن تموت هيا ارجوك ليس مجدداً  لاااااااااااااااا أستيقظ أنا لست قاتله هيا أفق أرجوك 
_ يخربيتك بطلي تتحركي في نومك بقا زهقتيني مش عارفه أنام يا شيخة نامي بقا ! 
صرخت بهذه الكلمات سما وهي تنهض عن السرير وتجلس نصف جلسه وهي ترمق أيرل بنظرات حادة
تململت الأخري وهي تفتح عينيها ببطء لم تهتم بوجود سما وبحديثها الذي لم تفهم منه شيئاً بل نهضت عن السرير واتجهت صوب الباب وفتحته ثم غادرت سريعاً تحت نظرات سما المتعجبة 
سما بذهول : مجنونه البت دي والله شكلها مجنونه يلا أهي غارت اروح أكمل نومي أنا بقا 
هبطت الدرج بخطوات سريعه خرجت للحديقه وقفت قرب اسطبل الخيل وهي تنهج ، دقات قلبها متسارعه أحست باختناق حول رقبتها ، شعرت كما لو أن حلقها قد جف تماماً أو تصنم لا تقدر حتي علي ابتلاع ريقها ثم جثت علي الأرض 
أيرل لنفسها : ليس مجدداً لاااااااااااااااا أريد أن اؤذي أحدا أسمعت لا اريد أن افعلها لن افعلها يا أمي لا لن افعلها انا لست قاتله لا لست قاتله 
صمتت قليلاً  لتعود بذاكرتها للواراء و ذكريات تلك الأيام تطارد عقلها بلا رحمه 
عودة إلى الوراء
راشيل بضيق: رغم أن ما تفعلينه خطأ ولكن. …..
قاطعتها أيرل وهي تمسك بيدها ثم هتفت برجاء : ارجوك راشيل هذه المرة فقط هيا ارجوك ستحبينها إنها لطيفة جدا 
راشيل بضيق: حسنا كفي عن الإلحاح وهيا اتبعيني 
أيرل بابتسامه: انتظري سأحضر الرسمه واهديها لها ! 
راشيل في نفسها: يا إلهي هذا ما كان ينقصنا حتما ستجن السيدة الونا حالما تعرف  …صمتت قليلا ثم تابعت …أتوق لاري تعاليم وجهها حينما تعرف أن ابنتها الصغيرة متعلقة بتلك الفلسطينية بهذا الشكل وتستمع لكلامها …ثم ضحكت بسخرية فهم قد أخذوا تلك الفتاة وهي ابنت أربعة عشر  لكي يجعلوها عبرية مثلهم وعلموها اللغة العبرية ولكنها في كل مرة ترفض ما يحاولون أن يزرعوه في عقلها عن إقناع زويها من الفلسطينيين بالاقتناع بأن فلسطين أرضا اسرا*ئي*ليه وأنها ملك لإسرا*ئيل ويالاا السخرية أضحت ابنتها هي التي تستمع لحديثها وتصدقها وايضا تحاول مساعدتها  …
فاقت من شرودها علي يد أيرل وهي تجذب ثيابها وتقول : ماذا أصابك اناديكي منذ مدة ؟ 
راشيل بهدوء : ها كنت شاردة بأمر ما هل احضرتي رسمتك ؟ 
هزت أيرل رأسها إيجابا ثم قالت: هيا الآن لقد اشتقت لها كثيرا ولاحاديثها الجميلة حتما راشيل إذا استمعتي لها ستحبين ذلك كثيراً !
لوت شفتيها بسخرية ثم تابعت : حسنا حسنا كفي عن الحديث وهيا لنري صديقتك الجديدة ! 
بداخل إحدي الغرف المظلمة والرتيبة تجلس وهي تسند ظهرها للحائط خلفها ، مغمضة العينين ترتل بعض أناشيد بلادها وهي تقول بصوت مبحوح خافت 
علي عهدي  ……علي ديني ……..علي أرضي تلاجيني أنا لاهلي ………أنا افديهم أنا  ……..دمي فلسطيني  
أيرل بابتسامه رددت معها : أنا دمي فلسطيني فلسطيني فلسطيني 
كانت راشيل تقف إلي جانبها وهي تنظر للمكان باذدراء ثم مالبثت أن فتحت عينيها بصدمة عندما سمعت أيرل وهي تغني مع تلك الفتاة ببراعه لتجحظ عينيها وهي تري أيرل قد تركت يدها ثم اتجهت صوب المكومه علي نفسها تغني ببطء 
أيرل بابتسامه: كيف حالك إشتقت لك !
رفعت رأسها ونظرت إليها بابتسامه رغم بكائها من لحظات ثم عانقتها ، فابتسمت أيرل وهي تبادلها العناق   ، تحت صدمة و ذهول راشيل مما يحدث أمامها 
تحدثت الفتاة بتمهل: هل حفظتي ما أخبرتك به؟ ! 
هزت أيرل رأسها وابتسمت ثم قالت : نعم فعلت ! 
ربتت علي يدها ثم قالت : جيد ! 
رفعت أيرل يديها وهتفت بسعاده : انظري لهذه الرسمة ستتحقق بإذن الله صحيح  ستحررين بلدك وأنا سأكون معك ! 
ابتسمت بألم وقالت : إن شاء الله 
تقف بعيدا عنهم فمها يتدلي لاسفل بصدمة وهي تقول لنفسها: من كانوا يريدون أن يجعلوها تحت طوعهم وتلبي طلباتهم وتقف أمام شعبها لتنفذ أوامرهم هي من سيطرت علي ابنتهم وجعلتها تحت طوعها وليس هذا فقط .. لا وايضا قد حرضتها علي عائلتها وتقف في صفها وتؤيد ما تقوله لها 
أيرل بابتسامه: جاءعه احضر لكي أي شيء 
هزت رأسها بنفي وقالت: لا حبيبتي أنا بخير ولكن لماذا تأخرتي اليوم ؟ 
أيرل وهي تضرب جبهتها بخفه هتفت : نسيت أن أعرفك مربيتي وامي الأولي إنها هنا معي …ثم نظرت إلي راشيل التي ماتزال تقف تحدق بهما بصدمه فقط 
أيرل بابتسامه: اقتربي راشيل هيا تعالي ! 
أتت راشيل تنظر نحو الفتاة بصدمه ، أما الأخري فبادلتها نظرتها بضيق واشاحت بوجهها عنها  و مسحت دمعة فرت من عينها خانتها لتهبط علي خدها بينما راشيل تنظر لها بضيق ثم تحدثت 
راشيل بضيق: يكفي هذا هيا اصعدي لغرفتك 
أيرل بتزمر : ولكن لم أجلس معها لم يمضي علي قدومي سوا لحظات قليله ! 
راشيل بضيق: أيرل هيا إلي فوق! 
تحدثت الفتاة بتعب : هيا ارحلي أيرل سالقاكي غدا إن شاء الله ! 
أيرل بضيق : حسنا سأصعد تصبحين على جنة الفردوس حبيبتي 
نظرت راشيل لها بفم مفتوح واعين منصدمه ، في حين ابتسمت الفتاة لها وقالت : وانتي من أهلها عزيزتي 
صعدت أيرل إلي غرفتها وبقت  راشيل والفتاة بمفردهما فتحدثت الفتاة وقالت : ماذا تريدين ؟
راشيل بضيق: ما الذي تحاولين فعله أنت تستغلين الفتاة الصغيره لأنها لاتعلم شيئاً صحيح 
قالت لها بصوت مختنق : أليس هذا ما كنتم تريدون فعله بي أيضا أردتم مني أن أكون مثلكم تحاولون تهو*يدي مثلكم تريدون مني أن أقف معكم ضد أرضي وأهلي أرضي التي اغتصـ * بتموها ها تكلمي ! 
راشيل بضيق: هما أرادوا ذلك لا تلقي باللوم علي فاطمة  أنا أحب أيرل كثيراً ولن أسمح لك باستغلالها أسمعتي!
فاطمة بدمع: لم استغلها أنا أحببتها علي الرغم من كونها ابنت من ؟ 
راشيل بضيق: لا أري سوي انك قمتي باستغلالها لصالحك  قلبتي الطاولة لحسابك وما أرادوا فعله معكي قد فعلتيه أنت مع أيرل 
فاطمة بدمع: لم أجبرها علي شيء ستشكرني لاحقاً 
عودة إلى الواقع
أيرل ابتسمت بألم: أحببت استغلالك ليا لم أغضب منك فاطمة أنا أحببتك سامحيني 
_ بتعملي إيه
قالها أحمد وهو ينظر إليها بقلق 
نهضت أيرل عن الأرض ومسحت دموعها بيدها ثم ابتسمت له وكادت تذهب عندما
أحمد بقلق: مالك طيب في إيه 
أيرل بألم: انا متعبه دعني و شأني ! 
أحمد بتركيز : مش سامع انتي قولتي حاجه صح انا شايف شفايفك بتتحرك بس مش فاهم حاجه ولا سمعت حاجه 
هزت رأسها بيأس وتركته واتجهت إلي غرفتها
أحمد بضيق : وبعدين بقا أنا مش فاهم حاجه منها خالص  أيرل أيرل إسم غريب بصحيح وده معناه إيه بقا …صمت قليلاً ثم تابع بسخرية…..شكلك اتجننت يا أحمد بتكلم نفسك 
في الصباح 
كانوا مجتمعين يتناولون فطورهم بصمت تام ، فهمست سما لوالدتها بخفوت : ماما البنت دي مش عايزاها تنام معايا تاني طول الليل وهي عماله تفرك في السرير وانا مش عارفه أنام منها وبتعمل اصوات غريبة كدة وعلي طول بتشهق في نومها بحس انها هتتخنق أو تموت وانا بخاف منها 
اجابتها منال وهي تتمتم بضيق: هشششش اسكتي لو اتكلمنا هيقولوا مش طايقينها وبعدين معلش يا سما هي بس تلاقيها وحشاها مامتها واخواتها استحملي يا حبيبتي 
مروان : في إيه ؟  …قالها مروان عندما لاحظ تحادثهم بخفوت 
منال ببسمه: ها ولا حاجه
عبد الله: أيرل يابنتي عامله ايه دلوقت ؟ 
كانت تحرك الملعقة في صحنها بملل وشاردة الذهن 
أحمد بابتسامه: أيرل بابا بيكلمك 
لم ترفع رأسها وظلت تقلب في صحنها بشرود 
عبد الله: محمد بيسأل عليكي وعن قريب هياجي ياخدك 
توقع أن تسعد بهذا الخبر إلا أنها بكت بشدة استغرب لها الحاضرون جميعاً 
أحمد وهو يطالعها بقلق: بيقولك محمد هياجي علشانك بتعيطي ليه؟ 
أيرل بدموع : إن علم سيكرهني بلا شك وأنتم أيضاً 
مروان : هي بتقول ايه حد سمع حاجه ؟ 
منال بضيق: مسمعتش شوفتها حركت بوقها بس 
عبد الله: الأمر لله ربنا يشفيها 
السلام عليكم ورحمه الله
ألتفت الجميع لصاحبة الصوت
أحمد بابتسامه وهو ينهض عن كرسيه : فاطمه 
تنبهت اذانها علي سماع ذلك الاسم لترتعش شفتاها وينتفض جسدها 
عبد الله بترحيب : يا أهلا بالغالية بنت الغالي 
زوجته : تعالي يا فاطنه ولا وليكي وحشه يابت اخوي 
فاطمة لنفسها : فاطنه ! اشكو اليك يا ربي 
عادت من شرودها : وانتي كمان يا عمتي كلكم وحشيني ! 
منال بضيق: اذيك يا فاطمة ؟ 
فاطمة ببسمه: الحمدلله يا أم سما 
مروان بابتسامه: نورتينا والله 
وبعد كم هائل من الترحيب وقعت عينيها علي الجالسة بصمت تقلب في الطبق الموضوع أمامها وعينيها تحدقان في اللامكان 
فاطمة بهمس : احمد هي دي صح 
أومأ أحمد برأسه فاكملت فاطمة : طيب بعد الفطار  هتعرفني عليها 
أحمد بابتسامه: إن شاء الله 
صرخت صرخات متتالية 
_ أنتم أيها الحمقه 
أتاها رد أحد الحراس المكلفين بمراقبتها 
_ ماذا تريدين لما تصرخي هكذا ؟ ألا تعلمي أيتها البلهاء أن الرئيس قد حضر 
راشيل بضيق: أريد بعض الماء 
_ ممنوع  …قالها ببرود ثم خرج واغلق الباب خلفه بقوة 
راشيل بألم: سحقاً لكم …كنت محقة …… فاطمة في كل شيء  ……لقد تركتك تموتين ….. أمام عيني ولم أفعل لك شيء  …..كنت دائما أراك تتعذبين ولم أفعل شيء وماذا كان باستطاعتي أن أفعل … أسفه يا أختي  …سالحق بك قريباً لا أريد هذا العالم ! 
ولكن قبل أن أموت أريد أن أري أخي كيف أحواله …نعم أنتم إخوتي صدقي وما تبقي لي من أبي  ! 
איזה שטויות, איפה ארל, תביא את הרופא הארור הזה לכאן?
*ما هذا الهراء أين أيرل أحضري ذلك الطبيب اللعـ*ين ؟ 
صرخ بهذه الكلمات الرئيس الـ ***** (بلاش شتيمه …. عليك لعنة الله ????)
وهو يجوب الغرفة  
الونا بسخط: لا أدري أين ذهبت ؟ 
رد عليها بحدة: أجننت أين يمكن أن تكون قد ذهبت هل خرجت سابقاً …قالها بشك وهو يوجه نظراته نحو الونا
الونا : لم تخرج مطلقاً 
صرخ بها عاليا: إذن أين يعقل أن تكون ؟ 
لقد عدت إلي هنا من أجل موعد عملية ابنتي لأجد أنها اختفت 
الونا : اهدا عزيزي سنجدها لا تقلق أين سترحل يعني 
احتدت نبرة صوته: كيف أهدأ وابنتي لا أعلم أين هي وبحالتها تلك ستكون لقمة سهله 
الونا بتوتر : لا أحد يعلم بوجودها كما أنها لا ترتدي نجمة داووود عزيزي التي بها رمزك
فتح عينه بصدمة: ماذا ؟
الونا بتوتر: ليس ما يدور بعقلك صدقني ربما سقطت منها و …صمتت تبتلع لعابها بتوتر …ثم أكملت …وهذا في رأيي جيد فهي لا تتكلم وأيضاً لا ترتدي ما يدل علي هوايتها وذلك أمان لها فكر في الأمر عزيزي لو وجدها أولئك الفلسطينيين فلن يؤذوها هي لا تتحدث سيظنون أنها بكماء و ..
أغمض عينيه يحاول تهدئة نفسه قليلاً ثم صرخ بها : و سيعتقدون أنها منهم ويحرضونها علينا 
الونا بتوتر وهي تخشي حدوث ذلك فهي قد رأت تأثير فاطمة أخت راشيل علي ابنتها الصغيرة فماذا إن وقعت في يد أسرة فلسطينية مناضلة …يا إلهي ستكون نهايتنا حتماً 
الونا بتوتر: سنجدها كف عن ذلك التفكير الآن
اطبق علي يديه يحاول الثبات إلا أنه لم يقدر فصرخ بها : انت السبب بحالتها تلك كيف فعلتي بها هذا جعلتي ابنتي قاتلة ابنتي الصغيرة ذو التسع سنوات أصبحت قاتله كله بسببك أنت 
الونا بضجر : ليست ابنت تسع سنوات هي اكبر من ذلك وأنت تعلم هذا إنها كبيرة بجسد طفلة  
ابتلع ريقه ثم قال بسخرية : كبيرة ها  لأنها ذكية جدا أضحت كبيرة وليست طفلة ها  ابنتك ذكية جداً عقلها ليس كعقول الأطفال من سنها ابنتي مميزة في كل شيء إنها كنزي  تخيلي لو ما قلته أصبح حقيقه ستنقلب الأمور علي رأسي إن زرع أولئك الفلسطينيين أفكارهم في عقلها انسيتي فاطمة ؟ 
الونا بسخط: لقد قتلتها أنا جعلتها تفعل ذلك وانظر ما عادت تقول تلك الترهات مرة أخرى و أضحت مسالمة ! 
عاد مجدداً ليسخر منها ثم هتف بفظاظه: تقصدين ما عادت تنطق بتاتاً جعلت ابنتي بكماء أسعيدة الآن لقد شُـلت أوتارها الصوتية بالإضافة إلي تلك الخلايا اللعـ*ينه التي منعتنا من سماع صوتها مرة أخرى
الونا بسخط: وهذا مفيد لنا فكر جيداً حتي لو عثر عليها الأهالي فإنهم لن يستفيدوا شيئا فهي لا تتحدث  
اصمتي أيتها الـ,ـ *****لنأمل ألا يجدها أحد …..
صمت قليلاً يفكر ثم نادي علي قائد الجيش وألقي عليه أوامره :  ابعثوا دوريات كثيرة اقتحموا كل المنازل وإن لقيتم اعتراضا فهدوها فوق رؤوسهم المهم تعثروا علي ابنتي مهما حدث ولا أريد أن يعرف أحد عما تبحثون لا يجب أن يتسرب خبر أن ابنتي مفقودة افهمتم؟ 
مازالت تنظر للامكان وعينيها تحدقان في الفراغ تتراقص الدموع من عينيها ترتعش شفتاها وينتفض جسدها وتنظر ليديها ، غير مهتمية بما يحدث من حولها 
فاطمة بهدوء : أيرل أيرل حبيبتي ارفعي راسك
أحمد بقلق: هي مش هتفهم كده منا قولتلك إحنا عايزين طريقة نعرف نتواصل معاها بيها او حتي تفهمنا وانا قولتلك إنها مش خرسه هي بتسمعنا بس مش فاهمه إحنا بنقول ايه
فاطمة بضيق : أحمد سيبني أشوف شغلي انا بس عايزة ألفت انتباهها ليا أنت مش شايف من وقت ما جيت وهي شاردة كده وشوف شوف دي بترتعش 
أحمد بقلق: مهي علي حالها ده من انبارح……
فاطمة بعملية : How did you speak English Earl?
أحمد بضيق : وهي هتعرف إنجليزي منين ؟ 
نهضت فاطمة عن مقعدها بعد نصف ساعة لم تستطع فيها لفت انتباه أيرل وأيضا تساؤلات أحمد ومقاطعته
التي لا تنتهي 
، ثم أخذت تدفعه خارجاً وهي تصيح به 
فاطمة : يلا روح شوف وراك ايه مش عارفه اقول كلمتين للبنت منك 
خرج أحمد وعادت فاطمة لها مرة أخرى
ثم تحدثت بهدوء: إنتي فلسطينية صح  …اها معلش نسيت مش هتفهميني طب ارفعي راسك
رفعت رأسها ببطء تطلعت لملامحها كان وجهها قريباً منها إلي حدا كبير توترت أيرل كثيراً وتراجعت للخلف حتي كادت تقع فأمسكتها فاطمة قبل أن تقع 
فاطمة : كويسه 
أبعدت أيرل يدها عنها واومات برأسها فاعادت فاطمة سؤالها مرة أخرى  
أيرل لنفسها : أجيد لغات كثيرة …كانت ستعلمني العربية ولكن …
أيرل أيرل خليكي معايا متشرديش  ..قالتها فاطمة لكي تجذب انتباهها وتفيقها من شرودها 
فاطمة ببسمه: طيب شوفي أنا جبتلك إيه معايا …. أخرجت بعض الألواح البيضاء من حقيبتها وعلبة للتلوين بها ألوان عديدة ثم قالت ببسمه: ارسمي ايه رأيك بتعرفي الاطفال في سنك بيحبوا يرسموا اوي 
أمالت أيرل رأسها لها تفعل تلك الحركه عندما تفهم ما يقال 
فاطمة ببسمه مدت يدها  لها بالالواح البيضاء والألوان فأخذتها وبدأت ترسم  
فاطمة ببسمه وهي تحادث نفسها: ياااه علي الجمال هو فيه كده بجد سبحان الله جميلة اوي … أكيد صوتك جميل زيك 
أيرل بابتسامه متوتره توقفت عن الرسم نظرت لفاطمة بدموع وهمست لنفسها : إن علموا بحقيقتي هل ستستمر تلك المعاملة الحسنة أم …صمتت لا تقدر علي التكملة وهي تتخيل كيف إن علموا بحقيقتها و ماسيفعلونه بها 
فاطمة ببسمه: ها خلصتي يا شطورة  وريني كدة رسمتي ايه ؟ 
بقت أيرل علي وضعها فأشارت فاطمة علي الرسمة بيدها فمدت أيرل يدها بها إليها 
فاطمة وهي تطالع ما رسمت بانبهار شديد ثم هتفت بعدم تصديق: عيون مين دي ؟ ازاي رسمتيها كدة ؟ ماشاء الله شكلك موهوبة 
أيرل ابتسمت لها واكتفت بهز رأسها 
مضت الجلسة علي خير  
في المساء 
فاطمة : في حاجة كبيرة مأثرة علي نفسيتها اوي 
والحاجة دي ليها علاقة بالعيون اللي رسمتها دي 
واكيد في سر اكبر علشان كدة مش بتتكلم 
أحمد وهو يتثاءب: مش عارف والله حاسس وراها حاجات كتيره اوي بس هي بريئة اوي 
فاطمة بمكر: ايه عجبتك ؟ 
أحمد وهو يحك زقنه بإحراج: منكرش انها حلوه أوي يعني ومفيش منها هنا خالص بس بردو دي طفلة واكيد هترجع لعائلتها في يوم ولبلدها يعني 
فاطمة ببسمه: ياسيدي سيبها علي الله مين عارف بكره فيه إيه ؟ 
أحمد بابتسامه: بس انتي معرفتيش تتواصلي معاها نهائي يعني 
فاطمة : يابني الصبر وطولة البال هما اهم حاجه في شغلنا وبعدين مش من جلسة واحدة يعني الموضوع عايز صبر أنا بس خليتها تاخد عليا متحسش أنها خايفة وكدة لأني لاحظت إني من وقت ماجيت وهي بتترعش مش عارفه ليه ؟ 
أحمد بتثاءب: اها عندك حق …
فاطمة بضيق : بقولك ايه ياااض متروح تتكفي تنام ..هو ايه ده اللي كل شوية تتاوب ياخي نعستني جنبك روح نام يلا 
أحمد بضحك : طاااايب اديني ماشي 
فاطمة بضيق : يلا كاتك نيلة! 
كان يقود سيارته بهدوء ورأسه يكاد ينفجر من كثرة الصداع وهناك حرب أهلية تقام في الخلف بين ابنتيه ، وضع يده علي وجهه بضيق ومازال الشجار متواصل  ..و ياللا الفرحة …ها قد انضمت زوجته لذلك الحزب 
أوقف السيارة فجاءة وعلي حين غفلة وهو يلعن تلك الفكرة التي صمم عليها والده بأن يذهب لكي يري جده وأقارب والده في الصعيد ، وعندما توقفتىالسيارة فجاءة صمت الجميع والحمد لله كانوا يضعون حزام الامان
فتحدثت أسماء بضيق : في إيه يا سيف كنت هتموتنا؟  
أجابها سيف وهو يعقد حاجبيه بتهكم: انا اللي بسأل الزن ده بقا من ايه بتتخانقوا علي إيه زهقتوني ! 
ردت ابنته الصغيرة فقد ولدت بعد دقيقة من مولد اختها الكبري غفران : بابي غفران بتقول للمس إني مش بحفظ زيها وعلي طول بتضحك صحابي عليا واني مشاغبه وهي احسن مني وبتقول عليا بتصرف زي الولاد 
غفران بتذمر : ماما هي أفعالها صبيانيه اوي وانا بقولها متعملش كدة وبعدين انتوا مدلعينها اوي 
أسماء بابتسامه: أنا بقي كنت بحاول أفهم ايه اللي حصل؟ 
سيف بضيق: باااااس ولا كلمة كل دي حجات فارغه يلا بقا خلصونا خلينا نخلص 
أسماء بابتسامه: بس بقا انتي وهي زعلتوا بابي منكم ! 
ربتت أسماء علي كتفه فنظر سيف نحوها ثم انحلت عقدة حاجبيه ولانا وابتسم في وجهها باتساع ، فتنحنحت أسماء بخجل لكي ينتبه للطريق 
كانت تركض باقصي سرعتها تتساقط الدموع من عينيها كالشلال ، ظلت تركض لا تعلم أين تذهب كل شيء غريب عنها  
أيرل لنفسها : أفضل الابتعاد عنكم عن أن تتغير معاملتكم لي وأيضاً محمد إن علم فسيكرهني بالتأكيد لا اعلم أين أذهب ولكن انتم دائما تقولون أن الله معكم ويساعدكم وهو ربنا جميعاً إذن هو ربي أيضاً   
ثم بدأت تركض من جديد حتي وجدت الطريق الرئيسي والذي تمر منه السيارت دائماً  وبمجرد ما دلفت قدماها للطريق أتت سيارة مسرعه و 
_ حااااااااسب يا سيف  !
قالتها أسماء بهلع وهي تري ذلك الجسد الصغير يحلق في الهواء ثم سقط علي الأرض بلا حركة تتسابق الدماء في النزول حتي أغرقت وجهها الأبيض  
يتبع…
لقراءة الفصل السابع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

‫6 تعليقات

اترك رد