Uncategorized

رواية جمارة (بين العشق والقسوة) الفصل الخامس 5 بقلم ريناد يوسف

 رواية جمارة (بين العشق والقسوة) الفصل الخامس 5 بقلم ريناد يوسف 
رواية جمارة (بين العشق والقسوة) الفصل الخامس 5 بقلم ريناد يوسف 

رواية جمارة (بين العشق والقسوة) الفصل الخامس 5 بقلم ريناد يوسف 

حكيم بص لغازى بغضب، ومره وحده مسكه من هدومه وقومه وايد فضلت ماسكه هدومه بعد مارمى كباية الشاى اللى كان ماسكها عالارض وضم ايده ورفعها وكان هينزل بيها على وش غازى لولا صرخة امه وقفته …
-له ياحكيم اوعاك ياولدى متركبش روحك الغلط ..
حكيم اتنفس بغضب ونزل ايده اللى كان هيضربه بيها لكنه فضل ماسك غازى من هدومه وغازى قدام عاصفة غضب حكيم ماكنش منه الا انه فضل يبلع ريقه بخوف وانتظار لبطش حكيم اللى نجح فانه قدر يوصله لاقصى درجات الغضب بعملته دى…
حكيم بص فعيون غازى جامد بعيون حمره زى عين غول واتكلم من بين سنانه …متخافش مهمدش يدى عليك …عارف ليه ! عشان اللى عيمد يده على مره ويستقوى عليها ميوبقاش راجل ..وانى ممدش ايدى الا على راجل زيي ..نهى جملته ورمى غازى على الكنبه وبص لامه بصه اخيره بمعنى ان انتى السبب فكل اللى بيوحصول ديه …انتى السبب فأذية جماره واذيته اللى اكبر من اذيتها …
قبل مايطلع من السرايه بروحه المحروقه كيف حرق جماره بص عليها بصه اخيره وفالوقت دا غاليه كانت نزلت من فوق وشافت الموقف وبرغم كل حاجه جريت اخدت جماره وراحت بيها ناحية الحمام وفتحت الحنفيه وفضلت ترش ميه على صدر جماره ورغم كرهها ليها الا انا اتأثرت من منظرها اللى يقطع القلب ودموعها اللى مش متوقفه وبرغم الالم كاتمه صوت بكاها …
طلع من السرايه جرى ، نفسه يهرب من كل حاجه بتوحصول حواليه راح الاسطبل لف لثامه و ركب جمره وطلع بيها وسابلها اللجام ونكزها برجله وهى فهمته وطارت بيه تسابق الريح وهو غمض عنيه وسابلها مهمة الهروب ..
لكنه طول مامغمض عينه شايف منظر جماره وهى عتفرفط من الشاى وفضل يلوم نفسه عشان هو السبب فكل اللى بيحصلها ده وبتحاسب على فاتورة كره غازى ليه …
فتح عنيه واكتشف ان جمره جابته لشارع عذابه واتنهد بقلة حيله وهو بيحاول يهرب منها وكل حاجه بترجعه ليها ولذكرياته معاها …
وقف بجمره قصاد بياعة التوت اللى فرحت بشوفته وقامت من موطرحها وراحت عليه بلهفه :بطلت تاخد توت ليه ياولدى …معدش يعجبك التوت بتاعى ولا لقيت حد غيرى تشترى منيه ؟!!!
حكيم اتكلم والتكشيره لسه على ملامحه : ادينى كل التوت اللى حداكى..
بياعة التوت رجعت وابتدت تحط التوت فعلبه بلاستيك وعينها على حكيم واتكلمت بحذر …فيش حاجه تستاهل كل الزعل ديه ياولدى ..ارمى حمولك عالله وقول يارب ..
حكيم مردش عليها لكنه ردد فى سره ..يارب ..يارب ..يااارب
مد ايده اخد منها التوت واداها الفلوس ولف عشان يمشى لكنه وقف وبصلها وكلمها بنبرة امر ..عارفه طريق سراية الشيخ حكيم ؟
بياعة التوت :ومين ميعرفهاش !
حكيم :كُلت صباح تاخدى كل التوت اللى معاكى وتروحى بيه اهناك ..تسألى على واحد اسميه بشندى تديه التوت وهو هيديكى حقه ..
الست بفرحه :امرك ياسى البيه ..من عنيا التنين ..ربنا يريح قلبك زى ماهتريحنى من القعده ووجع القلب والضهر والمناهده …
حكيم هزلها دماغه بحركه بسيطه واتحرك عشان يرجع لكنه شاف عيشه ام جماره شايله طبق الجبنه وماشيه سرحانه و عدت من جاره معرفتهوش ..
حكيم :ام جماره …ام جماره ..خاله عيشه ..
عيشه انتبهت واتلفتت حواليها واتفاجأت لما عرفت ان حكيم هو اللى بيكلمها اول مابعد اللثام عن وشه ..
عيشه :اصباح الخير ياولدى ..معرفتكش سامحنى ..كيفك وكيف امك ..وكيف جماره على حسكم
حكيم :عتسألى على بتك كيف الغريب ليه ياخاله ..فيه وحده تقعد شهور متزورش بتها ولا تطمن عليها !!
عيشه :معلهش حكم القوى ياولدى منتا خابر ..معايزاشى مشاكل ولا عايزه اجيب الحديت لبتى ..وعلى العموم انى مطمنه عليها فحمياتك وحماية الحجه وعارفه زين انها مهتنضامش وسطيكم .
حكيم اتنهد ورد عليها بصوت تعبان :بس هى محتجاكى جارها ..والمفروض متاَبعِيش حد وتبَعدى عن بتك …على رأى اللى قال ادخل بيت عدوى لو هيقتلنى مادام ليا فيه حبيب .
عيشه :القول مفيش اكتر منيه ياولدى بس وكت الفعل الناس عتتربط بحبال العجز ..
حكيم :مفيش ربيط ولا حبال ومن اهنه ورايح كلت يوم القاكى فالسرايه حدا بتك تطمنى عليها وتشوفى ناقصها ايه وتقوليلى عليه ..
عيشه :بس ياسى حكيم …
حكيم :مبسش ..خدى علبة التوت دى وديهالها والجبنه اللى معاكى دى حودى على بيتك سبيها وانى هديكى حقها …ومن اهنه ورايح انى هديكى كد اللى عتكسبيه مرتين بس تسيبك من بيع الجبنه وتستنبهى لبتك …ويلا امشى قصادى عشان تروحى الجبنه وبعدها اوصلك لحدت السرايه …
وبالفعل عيشه سمعت كلام حكيم وراحت معاه برغم انها عارفه ان غازى مش هيعديها لكنها لقتها فرصه تتطمن على بتها جماره اللى قلبها زى النار عليها وملقياش على شوفتها بَصاره ….
وصلو السرايه وعلى ابوابها لقو غازى واقف مع اتنين رجاله واول ماشاف عيشه جايه مع حكيم وشه انضرب بالغضب وحكيم اول ماوصل قصاده نده على بشندى اللى جاله جرى من قدام باب المندره ووقف قباله ملبي ..اؤمرنى ياحكيم بيه ..
حكيم اتكلم بنبرة تحدى وهو باصص لغازى :دخل ام جماره السرايا يابشندى وقول لام حكيم خاله عيشه ضيفة حكيم النهارده وخلى حد يقصر معاها وعاوز حد يفتح خشمه ..
وقولها كمانى انها كلت يوم هتاجى السرايا وتقضى طول النهار كمانى والكلام ديه عاوز كلمه تتقال بعديه ….
خلص كلامه ولف عشان يروح الاسطبل وبشندى اخد ام جماره ودخل بيها السرايا وغازى فضل واقف مكانه ساكت ودخان الغضب بيخرج من ودانه ..
حكيم دخل السرايا وراح قعد جمب امه وغاليه اللى كانت قاعده وحاطه ايدها على خدها وفدنيا تانيه
تماضر بصت لحكيم بحنان واسف عاللى هو فيه وهو اكتفى انه هزلها كتافه بحركه ان دا نصيبه وبعدها نام على الكنبه وهمسلها يسأل ..فينها …وكيفها دلوكيت ؟
تماضر :فأوضتى دخلتها غاليه ترتاحلها هبابه …اما عامله كيف فحتى لو حرق الجسد خفيف حرق الروح واعر ياولدى ..
حكيم ضرب الحيطه جمبه بأيده ونفخ بغلب ووجه كلامه لغاليه …حرقها واعر ياغاليه ..شفتيه
غاليه اتكلمت وهى باصه لبعيد ..صدرها كله نَفَط وبقلش فالتو …الشاى كان مولع ربنا يهديه غازى …
حكيم :ربنا يحرق روحه فنار جهنم …ربنا يعذبه بالنار كيف ماعذب وحده من عباده ونسى انه لا يعذب بالنار الا رب النار …
غاليه غمضت عنيها بألم لانها برغم كل شيئ الا ان لغازى فقلبها مكان ولسه اى كلمه عليه بتحسها كورباج بيجلد قلبها …
هى كارهه احساسها ده بس مفيش فيدها حيله عليه ..حب كبرت معاه وكبر معاها …حلم حلمته من وهى صغيره وكل يوم تزود عليه تفاصيل وتعلق عليه امال ..صعب يتخلع من جواها بسهوله ..كل الناس شايفه غازى وحش الا هى دايما شايفاه مظلوم والدنيا جت عليه …مره بموت امه ومره بموت ابوه ومره بخسارة ارضه ومره بخسارة لقب المشيخه …
حكيم : غاليه عكلمك ..
غاليه :هاااه ..مسامعاكش والله ياخوى قول من تانى كنت عاوز حاجه ؟
حكيم :عقولك خلى قلبك حَنين دايما على عباده كيف النهارده ..
عاودى غاليه اللى قلبها ابيض من لبن الحليب ومتحاسبيش حد على غلطة غيره فحقك …
جماره ملهاش ذنب ان غازى اتجوزها ..ولا تعرف انك كنتى رايداه …البت يتيمه واللى هيحن عليها هيكسب اكبر ثواب …عامليها كيف ماتكون اخت ليكى وراعى ربنا فيها وساعتها قلبك هيبرد صدقينى
غاليه ببرود :متوكد ان قلبي هيبرد تضمنلى ديه … ؟ متضحكش علي وعلى نفسك ياولد ابوى مفيش قلوب عتبرود من نار الغدر ولا الخيانه …وان كان على جماره متخافش انى ملياش صالح بيها ..بس مش بيدى انى اغصب على حالى واقرب منيها ..متحملهاشى دى ياولد ابوى .
حكيم : معلهش بس حاولى …حاولى برضاى عليكى .
اما عند جماره
شهقت بفرحه مخلوطه بدموع اول ماشافت امها عتفتح عليها الباب وقامت جريت عليها واترمت فحضنها لكنها شهقت من الوجع اول ماامها ضمتها على صدرها ..
عيشه بعدتها :مالك يابتى موجوعه من ايه ؟
جماره :له يمه سلامتك مفيش وجع دانى بس متوحشاكى عشان اكده تلاقينى عشهق من الفرحه ..كانت بتتكلم وتلف فطرحتها على شعرها ورقبتها زين عشان امها متشوفش الحرق ..
عيشه اتفحصت بتها من فوق لتحت وركزت على عيونها الحمره وملامحها التعبانه ورجعت ضمتها ومسدت على ضهرها …ربنا يعدل المايل ويهدى النفوس ويقف معاكى على كل ظالم يستقوى عليكى يابنيتى ..
جماره بنبره هاديه بتحاول تكون طبيعيه …مفيش حد ظالمنى يمه ولا حد جاى علي ..كل اللى فيها انك بقالك كام يوم معتغيبيش عن بالى وكل الوكت متفكراكى وعيونى تسح فالدمع لحالها …
عيشه بعدم تصديق : معلهش يابنيتى لو عالبعاد سي حكيم امر انى اجيلك كلت يوم ومعادتش وحده مننا حتنحرم من التانيه …
جماره بفرحه …صوح يمه ..امانه عليكى
عيشه …وحيات عنيكى الزورق اللى دبلو من كتر البكا دى وبقو كيف مية البحر المعكره صوح ..
يلا تعالى شوفى ايه ديه ..حبيبك اللى عتموتى فيه …
عيشه فتحت العلبه وجماره شهقت واخدت العلبه من يد امها …تووت ..الله عليكى يام جماره والله متوحشاه قوى وكل صبح فمعاد ماكنت عاكله عحس انى حاجه ناقصانى ورب العزه …ربنا يخليكى ليا يااحلى عيشه فالدنيا ..
عيشه :بس التوت ديه سلفك حكيم اللى جابه وعطهونى اديهواك مش انى اللى جبته
جماره :سى حكيم ؟
عيشه :ابو قلب طيب اللى عيفكر فكل اللى حواليه ومعينساشى حد واصل …وحكتلها على عرضه عليها وجماره بينتلها انها فرحانه بس من جواها حزينه لان بكده غازى هيكون زلته ليها بامها اكبر عشان عتبقى عيشتها من هنا ورايح عليهم ومن خيرهم وعينها هتتكسر قدامه اكتر ..لكن برضك عرض حكيم عليها هيريحها من التعب وهى حاسه بتعب امها وكسرة ضهرها من الشغل ومتقدرشى تكون انانيه وتحرمها من الراحه دى حتى لو هى اللى هتتعب ..
حاولت عيشه تخلى جماره تفضفضلها عن السبب اللى مخليها دبلانه وان كان غازى زودها عن الكلام وعيمد يده عليها لكن جماره طمنتها ان حتى الكلام مبقاش يتقل عليها فيه ولا يزعلها …
وامها سكتت ورمت حمولها وحمول بتها على الله لكن من جواها حاسه ان جماره عتكدب ومش عاوزه تقهرها عليها …
جماره ابتسمت وهى نايمه على رجل امها وامها عتمسد على شعرها بحنان كيف ايام زمان وجماره مبتسمه
ومدت ايدها عالتوت واكلت منه واتكلمت بسرحان ..الاقوليلى يمه سى حكيم عرف من وين انى عحب التووت انتى قولتيله!!
عيشه :له مقولتلوشى حاجه و حكيم لازمن عيعرف كل كبيره وصغيره عن اللى حواليه .. وخصوصى اهل بيته واتكلمت بنبرة جديه …اسمعينى زين ياجماره
لو عايزه سند ليكى يقدر يقف قدام غازى مفيش غير سلفك حكيم هو اللى يقدر يعملها ويوقفه عند حده ..اشتكيله على كل حاجه واشتكى للحجه تماضر وهما معيقبلوش الظلم ولا يسكتو على باطل ..
جماره هزت دماغها بموافقه وهى بتقول لنفسها …هو وينه حكيم عشان يقف لغازى ..ديه من ساعت مااتجوزت وجيت السرايا هج منيها كيف مايكون مكانش عاوز غازى يتجوزنى ..لا هو ولا غاليه ولا اى حد ..ولا حتى غازى شكله كان عاوز يتجوزنى بس معرفش ايه اللى حوصول …
بصت لامها وسألتها بحيره …هو ليه غازى مطلعش كيف حكيم اكده قلبه حنين وميرضاش بالظلم ولا بالزل ..مش هما التنين رباية خاله تماضر يبقى لازمن يكون الطبع واحد مادام الرك عالربايه كيف ماعيقولو !!
عيشه :صوح هما عيال عم ومن بوره وحده بس فرق السما والارض بينهم وبين بعض …كيف بورة زرع وحده طرح فيها جدر صبار وفنفس البوره طلع جدر بنجر …الجدور ملفوفه على بعضها لكن ديه فيه مرار الدنيا والتانى فيه حلاوة الدنيا والكلام ديه مش من عهد غازى وحكيم …له الكلام ديه من عهد ابو غازى وابو حكيم ..التنين الفرق بينهم كيف الفرق بين غازى وحكيم بالظبط …غازى يابتى واخد طبع ابوه ورث وفوق الورث شِرب من نفَس ابوه كتير عشان ابوه مات وهو فى سن الصبا …يعنى كان ١٣ سنه او١٢ حاجه كيف اكده …كان اكبر من حكيم بسنه وحده وكتها بس اللى كان يشوفه ويشوف حكيم يدى حكيم اكبر من سنه عشان العقل والفهم اللى كان شايله ..
ابو غازى بعد ماابوه مات ورث الارض كلها وقال ان ابوه كتبهاله بيع وشرا وبعد موت ابوه طلع الورق وجاب شهود وابو حكيم معترضش ولا كدبه ولا قال انا ليا شبر واحد فالارض …
متعرفيش خوف من ابو غازى اللى كان جبروته وكتها كيف جبروت فرعون فزمانه …
ولا صوح كيف ماقال ابو غازى ان ابوه خاف عالارض من ابو حكيم اللى كان عشاه تخطفه القطه من طيبته يضيع ارضه وشقى عمره بفهاوته …
بس اللى كلنا استغربناله انه لو عاوز يحافظ عالارض صوح وكتبها لابو غازى يبقى كان لازمن يعوض ابو حكيم ويديه حاجه تانيه …قرشينات ولا بيوت ولا اى حاجه كيف اكده …
لكن مره وحده بصينا لقينا ابو حكيم حالته اتعترت وبقا يشتغل فأرض اخوه اجير وحتى ولده حكيم اشتغل معاه ..وكان كيفه كيف اى اجير يجرى عليه اللى يجرى عالغريب …
مرته تماضر الشهاده لله كانت بلسم تتحط عالجرح يطيب من طيب لسانها وكلامها اللى يخش القلب طوالى …وكتها كانت ام غازى عيانه بمرض عفش محدش عرفله علاج خلاها طريحة الفراش سنتين ومن كبر نفسها قبل اكده ملقتش اللى يشيلها فعياها وغير اكده الناس كانت خايفه من اللى حداها ، مفيش غير ام حكيم ربنا يباركلها ..هى اللى اتكفلت بيها وبمراعاتها ومهابتش من اللى حدا ام غازى…
ماتت ام غازى بعدها وبدال ماابو غازى يشكرها ولا يقولها كتر خيرك عاللى عيملتيه مع مرتى وولدى وبيتى طردها من السرايا وحرم عليها دخلتها متعرفيش ليه…
يومها ام حكيم طلعت من البيت مفرفره من البكا والقهر وابو حكيم طلع وراها ومفيش على لسانه غير لاحول ولا قوة الا بالله …انى شفتهم عشان وكتها كنت فالزريبه عحلب البقرات بتوع شاهين ابو غازى كنت بحيلى وكتها وكانت دى شغلتى مانتى عارفه …
المهم من يومها وام حكيم طلعت ومعاودتش بيت ابو غازى تانى …لكن غازى كان يروح حداهم علطول وكانت تماضر برضك تاخد بالها منيه كيف حكيم بالظبط ..
معداش كتير ومحدش يعرف حوصول ايه وسمعنا ان ابو غازى وقع من فوق سطح البيت بتاع ابو حكيم ونزل على دماغه ومات فالتو …ناس قالت ان ابو حكيم هو اللى وقعه من فوق بس محدش صدق فالراجل الطيب التقى اللى كان يصلى ويصوم ويعرف ربنا …
والحكومه جات وحققت وطلعت ابو حكيم برائه وقيدوها انه وقع من عالسطح لحاله…قضا كيف ماقالو …ولو جيتى لأغرب حاجه حوصلت ان تماضر هى رخرى فاليوم ديه وقعت من على السلم وضهرها اتكسر واتشلت ومن يومها وهى على كرسى كيف شوفة عينك .
بس تعرفى .. اهل البلد كلياتهم فرحو ان ابو غازى غار بجبروته وقسوته،
وبعدها طوالى راحو على ابو حكيم ونصبوه شيخ بلد موطرح اخوه وهو قالهم انه مهيقدرش عليها بس الناس صممت انه محدش غيره يمسكها ومن يومها وكلمة ابو حكيم سادت بين الناس بالحق …وشويه شويه ارض غازى بقت تتنقل حته حته لابو حكيم لغاية ماغازى بقا لاوراه ولا قدامه ودار فالبلد يقول عمى وولده خدو ارضى …
من وكتها وعداوته لحكيم معتدسش والكل خابرها زين وبرغم اكده عمه ابو حكيم مسابهوش وخلاه تحت جناحه وفبيته واتكفل بوكله وشربه ومصاريفه كيفه كيف حكيم واحد غيره كان شغله اجير كيف ماابوه عيمل فيه وفولده ..
بس هو محطش كل ديه قصاد عينه ولا حط قبال عينه مرت عمه اللى مكنتش تفرق فالحنيه بينه وبين ولدها حكيم …واللى قسم ضهر غازى لماابو حكيم داهمه المرض ونومه والمشيخه كان لازمن حد غيره يمسكها …وقتها كان عود حكيم وغازى شب وبقو شباب عليهم العين وغازى كان عشمان يمسك المشيخه اللى هى اصلا من حقه وورثه من بعد ابوه بس الضربه النوبادى جاتله من اهل البلد لما كلهم اجمعو ان حكيم هو اللى يمسك المشيخه بعد ابوه وبالخصوص بعد ماعرفو استهتار غازى وصغرنته ورميحه ورا الغوازى طول الليل ..
جماره :وعارفه ديه كلياته عنه وجوزتينى ليه يمه !!!
عيشه :مش انى اللى جوزتك عمك اللى جوزك ومخدش حتى شورى وبعدين الناس قالت انه اتغير واتعدل حاله وبطل سرمحه ورا الغوازى ..
بس الظاهر الطبع العفش معيهملش صاحبه واصل ..
جماره :له وانتى الصادقه دا النحس والفقر اللى مش عيهمل صاحبه واصل …كيف معامل معاى اكده .
عيشه :استغفرى ربك يابتى واستحمديه دا الرك عالقسمه والنصيب وعلى قول حكيم انتى مكتوبه لغازى مرته وام عياله من ساعة ماتولدتى …وعلى سيرة عياله مفيش حاجه جايه فالطريق اكده ولا اكده ؟
جماره :له مفيش ويارب مايكون فيه واصل ..انى اصلا كارهاه قوم اخلف منيه ؟!!!
عيشه :ياهبله دا هفة العيل ديه هو اللى هيغليكى ويحليكى حداه ويهديه عليكى …هو اللى هيكبره ويكبر عقله ..
جماره :والله غازى مايتغير لو خلفتله جيش الملك النعمان عيال .
عيشه :طب بسك هبل طيب انتى متعرفيشى حاجه الراجل مفيش حاجه تعقله غير لما يشوف خلفته عتتنطط حواليه ..بس اتجدعنى انتى وانتى تشوفى ان كلام امك هو الصوح
جماره هزت دماغها بموافقه واخدت توته وحطتها فبوقها وغمضت عنيها
عيشه ضربتها على يدها :هتقعدى طول عمرك رمرامه وتاكلى التوت من غير غسيل لما فيوم هيعملك لعبكه فبطنك
جماره باعتراض :يمه لعبكة ايه عاد هو حلاوة التوت بترابه وعبله اكده عيوبقى ليه طعم حلو قوى …طب تصدقى لما عيتغسل معحبهوش
عيشه :معفنه
جماره ضحكت ودفنت دماغها اكتر فحضن امها والاتنين سكتو وكأن كل وحده فيهم بتشكى للتانيه اللى فيها بس بسكات …
خلص اليوم وعيشه قضته كله مع جماره لحالهم اتغدو مع بعض فاوضة ام حكيم اللى خلتهم على راحتهم واتعشو مع تماضر وغاليه …وحكيم طلع وسابلهم السرايا عشان يبقو على راحتهم ..وغازى مشافوش وشه طول اليوم وفأخر اليوم ام جماره رجعت بيتها بعد مااتشكرت من ام حكيم وحكيم اللى امر بشندى يوصلها لحد بيتها واداه فلوس يديهالها بس لما يوصلو هناك عشان متحسش بحرج وهى عتاخدهم من يد حكيم …
بعدها حكيم رجع السرايا وملقاش جماره لقاها راحت على المشتمل طلع اوضته وحاول ينام وزى كل يوم النوم حلف مايزور عينه وراح على الشباك وكان الوكت متأخر فتحه وبص منه وبرق عنيه وهو شايف جماره قاعده فمكانها على نص البرميل وابتسم وهو شايفها حاضنه علبة التوت وبتاكل منها وهى باصه بعيد وابتسامه خفيفه مرسومه على وشها اتسللت وحده زيها لشفايفه هو كمان ونزلت على قلبه برد وسلام بعد بعد مااتقلب على جمر قهره عليها طول اليوم ….
وللحكايه بقيه ….
يتبع ……
لقراءة الفصل السادس : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد