Uncategorized

رواية زين الرجال الفصل العشرون 20 بقلم منى السيد

 رواية زين الرجال الفصل العشرون 20 بقلم منى السيد
رواية زين الرجال الفصل العشرون 20 بقلم منى السيد

رواية زين الرجال الفصل العشرون 20 بقلم منى السيد

كالعادة فى الصباح زين تتمدد مبتسمة وهى تحاول الاستيقاظ وفريد يراقبها وهو يعقد ساعديه امام صدره العريض متأملا ذاك الجمال الذى يشعل فى صدره النيران بهدوء وسكينة صاحبته , تلك النائمة في وداعة ولا تشعر بما يجول فى عقلة الذى نشبت به ألسنه اللهب منذ ان عرفها الى ان تحولت لحريق لا يستطيع اخمادة بين جنبات صدره . حريق يؤلمه ويشعره باللذة فى ذات الوقت لا يستطيع فهم تأثير تلك العينان البريئتان فى اخضاعة تلك العينان التى تتفتتح وهى تبتسم له الآن ودون ان يدري تسللت الابتسامة الى شفتيه تلقائيا حين رمقته بتلك النظرة الناعسة وهى تتحدث بصوت غلبه النوم ” انت هنا بجد ولا انا بحلم” اتسعت ابتسامته وهو يقترب منها ” قومى يالا كل دا نوم ولا تحبى اصحيكي بطريقتى” ثم اردف بخبث” ولا صحيح احنا متراهنين ” – زين وهى تعتدل فى سريرها ” انا صحيت اهو صحيت وعلى فكرة احنا مقولناش الرهان على ايه يعنى اللى هايكسب  التانى هايعمله ايه مثلا ؟” – فريد ” تصدقى فعلا احنا متفقناش !!! بس انا عن نفسي كسبان فى جميع الحالات ” احمرت وجنتا زين وحاولت تغيير الموضوع ” انت كل يوم بقا هاتجيلي اوضتى تصحيني خير فيه حاجة” – فريد بتغيري الموضوع ليه انا عن نفسي لو كسبت هاعتبر انك سامحتينى على ليلة الحفلة  وانك مستعدة نكمل اللى مكملنهوش” وغمز لها ثم نظر لها منتظرا رد فعلها الا ان زين تجاهلت النصف الثانى من كلامه وركزت على كلماته عن تلك الليلة وكأنه ذكرها بما لا تريد تذكره خاصة الآن وبعد هذين اليومين  المليئين بالسعادة معه فنظرت له نظرة مبهمة فأسرع يقول” يالا قومى بقا عشان ورانا مشوار طويل ” – زين بتوتر ” مشوار ايه؟ وطويل ليه؟ انت هاتوديني فين ؟”نظر لها فريد بلهو ” اييييه يابنتى كل الاسئلة دى قومى يالا البسى حاجة مريحة كده ويالا بينا” كان يحدثها وهو يجذبها من السرير – زين وهى تحاول المقاومة عبثا “طب فهمنى بس هانروح فين ”  – فريد ” بطلى لماضة وقومى البسى بدل ما البسك انا وترجعى تقولى الرهان ومش الرهان ” دفعته زين ” ماتتلككش وعلى فكرة انت لو خسرت الرهان هاترد على اى سؤال اسأله مهما كان هاا  ايه رأيك كده اتفقنا ؟ ” هز فريد رأسه ” ماشى اتفقنا يبقى انتى تسامحيني  وانا اجاوبك على اى سؤال تسأليه واحكيلك قصة حياتى كمان يا ستى لو حبيتى  تمام كده” –زين” ايوة تمام يالا بقا  اخرج برا عشان اغير هدومى “
******************************************* 
فى السيارة  كانت زين تحاول كالمرة السابقة معرفة وجهتهم فبدأت بالحديث ” انا عارفة احنا رايحين فين احنا على طريق الساحل يعنى هاتوديني مارينا هاهاها وانا اصلا عارفة الطريق دا انا بيتى كان هنا انت نسيت ولا ايه ” هز فريد رأسة موافقا وعلى شفتية ابتسامة متسلية  وعندما عبرا جميع بوابات مارينا احتارت زين ” فرييد انت مودينا فين بقا بجد ” وفجأة انحرف زين عن الطريق الرئيسي الى طريق رأسي غير ممهد لم ترى فيه زين سيارة واحدة او حتى نعجة تدل على الحياة فى هذا المكان فاندفعت قائلة ” فريد احنا بعدنا اوى عن الطريق انت رايح فين دا مفيش هنا بنى أدميين ” هز رأسه مرة اخرى وهو يدندن مع أغنية على موجات الراديو فاستفزها هدوءه ” يافريد قولى بقا انت مودينا فين احنا بقالنا اكتر من ساعة ماشيين ف الطريق العجيب دا ” وانحرف فريد مرة اخرى وتوقف بعد عدة دقائق اخيرا نزلت زين من السيارة وهى تنظر حولها لا شئ جبال صخرية ورملية على طول النظر ولكنها تستطيع ان تشم رائحة اليود المنبعثة من البحر ولكنها لا تراه ” يا فريد ما تكلمنى بقا ورد عليا انت جايبنا الحتة المقطوعة دى ليه ” – فريد ” ايه يا زينو مش واثقة فيا ولا ايه ؟ وع العموم لو عاوزة تعرفى اوى احنا فين الحل ادامك” وأشار الى وجنته لتٌقبلها وتخسر الرهان.  تاهت زين وهى تتخيل انها تقبله بالفعل وهو ينطق باسمها المدلل هكذا . كان فريد يخرج بعض اشياء وادوات من خلفية السيارة ثم مد اليها يده وهو يحمل الادوات باليد الاخرى تمسكت زين به وهما يصعدان  وينزلان ويلتفان حول احد هذه الجبال الصخرية واخيرا وجدت امامها منظر لم تكن تظن انه موجود فى اى بقعة من بقاع الارض فالمياه الزرقاء البلورية  مع الرمال البيضاء وهذه التلة الصخرية كأنها تحتضن هذا المنظر عن عيون البشر كانت تمثل لوحة ربانية منسوجة باحكام وبراعة الخالق. لم تستطع زين  الا ان تشهق من هذا الجمال الرائع مع تلك الشجرة المنزوية فى طرف ذراع ال التلة وكأنها تتمم روعة المنظر ” الله يا فريد ايه المكان الحلو دا انت عرفته ازاى دا يا لئيم ” ضحك فريد من كلماتها وهو ينظر اليها بلؤم فعلا وكأنة يقول ( اللؤم لسه جاى) كان فريد فى هذه الاثناء يدُك اعمدة خشبية قصيرة فى الارض ويثبت بها خيمة جاهزة من اللون الازرق لتتماشى مع بهاء المكان  ثم أخرج لها من الحقيبة رداء البحر الابيض ” اتفضلى يا ستى خشى غيري هدومك بقا عشان هانبلبلط  سوا ” وغمز لها فريد بإحدى عينيه شعرت زين بالخجل  واحمر وجهها وهربت الى الخيمة الصغيرة بسرعة . دقائق قليلة  ولكنها مرت على فريد دهورا ” يالا بقا يا زين انتى بتعملى ايه كل دا” زين من داخل الخيمة ” انا خلصت اهو بس ….” ولم يعطها فريد الفرصة لتتردد ففتح سحاب الخيمة بسرعة فانتفضت زين وصرخت ” ايه اللى انت بتعمله دا افرض مكنتش لابسه ” رد فريد مغيظا اياها ” بس للاسف طلعتى لابسه اهو”  – زين بلهجة محذرة ولكنها واهنة للغاية ” فريد لم نفسك انا بقولك من اولها اهو” ضحك فريد ثم مد يده لها قائلا ” طب يالا هاتى ايدك واطلعى يالا” طأطأت زين رأسها ومدت يدها فى خجل فشدها زين بسرعة وخرجت زين برداء البحر الابيض الذى يعكس برونزيتها الساحرة وهى خجلة فحاول فريد اخراجها من خجلها هذا ” يالا بقا ياستى ورينا السباحة على اصولها” – زين بعتب ” انت عارف انى مبعرفش اعوم انا يدوب ببلبط  زى ما انت بتقول”  – فريد ” طب ورينا البلبلطة بردو يمكن نتعلم منك حاجة” وضحك فريد وزين تنظر له بغيظ ثم قالت ” طب ايه رأيك بقا مش نازلة البحر اصلا الدنيا ساقعة احنا فى شهر 9 يا استاذ” – فريد ” متأكدة انك مش هاتنزلى ” رفعت زين رأسها للأعلى بإباء ” ايوة مش نازلة” – فريد وهو يقترب منها غير مبالى ” مصممة يعنى ” تراجعت زين للوراء وهى تشعر بنيته ” فريد اعقل وحياتك انا مبعرفش اعوم فريييييييييد” ضاعت صرخاتها  وهى تطير فى الهواء وهو يحملها ويطلق ضحكات متتالية وهى تتشبث به بقوة و تضرب بقدميها فى الهواء ولا حياة لمن تنادى الى ان وجدت المياه الباردة تغمرها وكأنها تتعرض لصدمة كهربائية وشهقاتها تطرب آذانه وهو يضحك ويقول ” عشان متسقعيش اغطسى فى الميه بوشك يالا” – زين “لا يافريد مش بعرف لا لا ” واختفى فريد فى الماء لم يظهر حتى مع شفافية هذه المياه وصرخت زين ” فريد اطلع بقا مبحبش الهزار دا يا فريد فرييي…..” وجدت زين نفسها تُحمل على اكتاف فريد وشعرت انها تستطيع الطيران من هذا المكان المرتفع فقامة فريد الشامخة اعطتها طولا فوق طولها ومع استمتاعها بالمنظر من علٍ واستمتاع
  الا انها نهرته قائلة ” ايه اللى انت بتعمله دا  عيب كده على فكرة  ” كان فريد يتحرك لداخل البحر وهو يحملها هكذا ويمسك بيديها ليطمأنها اكتر, و زين تشعر انها تقصر شيئا فشيئا ” ايه دا ايه دا ايه دا فريد لا متدخلش جوا يا فريد مش هيبقالى طول” – فريد ” دا بقا ياستى اسمه وضع القلبان” وما ان قال ذلك حتى امسكها ورفعهما للاعلى ووجدت زين نفسها فى الماء وكأنها داخل الغسالة الاوتوماتيكية لا تعرف اين السماء من الارض وهى تضرب بيديها وقدميها فى كل اتجاه الى ان وجدت يديه القويتين تجذبانها لاعلى فتشبست برقبته بقوة ملتقطة انفاسها بصعوبة وخوف لان قدميها لا تلمس الرمال وقالت وهى تلهث ” حرام عليك كده بردو!! بلاش وضع القلبان دا تانى عشان خاطرى” نظر فريد الى عينيها بوله, ونقاط المياه تقطر من شعيراتة الناعمة على جبينه  وهى متعلقة برقبته وتكاد تلتصق به فمد يديه  تحت الماء وامسك بقدميها يلفهما حول خصرة ابتلعت زين ريقها وهى ترتعش من برودة الماء  ” فريد اللى انت بتعمله دا غلط” – فريد ” مش عاجبك ؟  كانت زين تحاول الا تنظر فى عينيه القاتمتين وكأنها ستتوه اذا القت بنفسها فيهما فركزت نظرات عينيها على رقبته ثم صدرة المرسوم. اهٍ منه لا تدرى لأى مكان تشيح بوجهها فحاولت تغيير الموضوع “تعرف انت  لو رسمت تاتو هنا هيبقى تحفة ع العضلات دى” واشارت برأسها الى عضلات صدرة البارزة – فريد باستنكار ” تاتو؟ تاتو ايه يا زين انتى شكلك حبيتى وضع القلبان اكتر” صرخت زين ” لا لا خلاص ” ضحك فريد فهو مستمتع  بحملها وبخوفها وتشبثها به مثل الطفلة هكذا ولكن هذا الوضع يعذبه ويضنيه كان فريد يتفحص كل انملة فيها وشعرت زين انهما بغرفة السونا رغم برودة المياه من تلك النظرات التى يرمقها بها فتنحنحت قائلة ” فريد انا جوعت يالا نروح” – فريد ” هو احنا لحقنا يا زينو وبعدين احنا معانا اكل وشرب وكل حاجة ؛ ولا انتى زهقتى من وضع الطيران  ”  وقهقه فريد ضاحكا وزين تضربه على صدره بيديها الا انها خافت فتشبثت به مرة اخرى ابتسم فريد وهو يداعب أنفها بأنفه بنعومة ” تحبى اعلمك العوم بجد؟” نظرت له زين مطولا وكان هذا القرب يلهب مشاعرها ويجعلها تريد المزيد من هذا القرب ! هذا القرب المميت!  فهزت رأسها ان نعم  وبدأ فريد فى تعليمها بصبر ومرح وانقضى النهار وهما مازلا يلعبان فى المياه وتطورت قدرة زين على السباحة فى تلك السويعات القليلة.
كانا على الرمال بعدما أكلا وفريد يضع بعض الاخشاب فوق بعضهم – زين ” انت بتعمل ايه يا فريد ايه الخشب دا جبته منين؟” – فريد ” دا كان معايا ف العربية ” – زين بعدم فهم ” ايوة يعنى جبته ليه ؟ – فريد” عشان نولع نار عشان تدفينا بالليل” انتفضت زين ” بالليل؟ بالليل فين؟؟ هنا؟”  – فريد بابتسامته الساحرة ” ايوة يا زين هنقضى الليل هنا ومتخافيش جبت بطاطين وعامل حسابى على كل حاجة” نظرت له زين مطولا بابتسامة رقيقة وهى ممتنة لهذا القدر الذى جعلها تشعر بهذه السعادة  الغامرة التي لم تكن لتتخيل يوما ان تكون من نصيبها. لم تكن يوما بمثل هذه السعادة والفرحة بل لم تكن يوما بمثل هذا الاطمئنان. اقترب فريد منها وهو يلفهما معا ببطانية بعد ان ارتديا ملابسهما وأشتعلت النيران فى الاخشاب وفى قلبيهما.
كانا يستندان على احدى الكراسي البين باج المريحة ولا احد يتكلم فقط ينظران لبعضهما البعض وعيناهما تراقص بعضهما دون موسيقى فدقات قلب كل منهما تروى للآخر دون كلام عن هذا الشعور الذى يتسرب بين أضلعهما واراحت زين رأسها على كتف فريد وهى بالفعل تشعر بالدفء يغلفهما معا وبعد زمن لم يحسباه تحدث فريد وهو يسند رأسه على رأس زين المسنود على كتفه ” مبسوطة يا زين؟” رفعت زين رأسها لتنظر الى عينيه مباشرة “عمرى!!”    قطب فريد حاجبيه محاولا الاستيعاب فأردفت زين ” عمرى ف حياتى ما اتبسطت ولا فرحت ولا اطمنت كده؛ انا مطمنه اوى وانا معاك يا فريد” اغمض فريد عينيه وكأن اكسير الحياة يسري فى عروقه بكلامها وضمها بقوة الى صدره وتعلقت هى برقبتة مقتربة منه لتتنفس انفاسه. وهمس بجانب اذنها ” بحبِك” ضمته اليها بشدة وكأنها كانت تنتظر تلك الكلمة منذ دهور.  فكررها مرة أخرى ” بحبك يازين من اول ما عيني جت ف عنيكي ” وهمست هى الاخرى ” وانا كمان”  ابعدها قليلا حتى يستطيع ان يرى وجهها ” وانتي كمان ايه ” نظرت زين للأسفل قليلا خجلا ثم نظرت الى عينيه بثبات وكأنها لن تزيحهما عنه ابدا ” وانا كمان بحبك اوي يا فريد”و مع تراقص النيران امامها كانت مشاعرهما تتراقص وتتمايل على الحان عشقهما المولود. وشهدت الرمال البيضاء و لمعة بريق السماء على تتويج عشقهما رسميا؛ وحصلت زين على اللقب…… لقب حرم فريد الحديدي.
يتبع ……
لقراءة الفصل الحادي والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

تعليق واحد

اترك رد