Uncategorized

رواية ليالي الفهد الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة أحمد

 رواية ليالي الفهد الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة أحمد
رواية ليالي الفهد الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة أحمد

رواية ليالي الفهد الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة أحمد

حمل فهد جهاد ودلف بها إلى السرايا هاتفا لعمه : اتصل بدكتور ياعمى
وبعد عدة دقائق وصل الدكتور وصعد إلى غرفة جهاد برفقة والدها وحين خرج هتفت زينب بقلق قائله: طمنى على بنتى يادكتور
الدكتور: متقلقيش هى بس ضغطها علي شويه وزى مافهمت من الحج سالم أن أعصابها كانت متوتره وحصل موقف زعلها .
عموما انا اديتها علاج هيظبط الضغط شويه واديتها مهدئ يهدى أعصابها وهيخليها تنام .
دلفت زينب لابنتها وخرج فهد مع الدكتور وغاب لدقائق ثم عاد إلى غرفة جهاد ليجد الجميع حولها فهتف قائلا: ياامى مينفعش كده لازم تسيبوها ترتاح شويه وبعدين جهاد أعقل واقوى بكتير من كدا هو بس الموقف تعبها وكمان أعصابها كانت مشدوده بقالها فتره بسبب الموضوع ده .
يلا بينا ننزل تحت وسيبوها ترتاح و هى مش هتحتاج حاجه هى هتنام
ليالى : متقلقيش يا ماما انا هاخد بالى منها وكل شويه هاجى اشوفها .
همت زينب وهى تهتف قائله: ماشي يا حبيبتي
وتنهدت قائله: ربنا يقويكى ياجهاد ويصلح حالك يا حبيبتي.
دلف الجميع الى الصالون حيث يجلس عدى ووالده
هتف محمود والد عدى قائلا: ها يا جماعه عامله ايه دلوقتى؟
سالم: الحمدلله بخير هى بس ترتاح شويه وهتبقى كويسه أن شاء الله.
محمود المنياوى: ربنا ييسرلها الحال ويصلح أمورها
سالم: امين يارب
هتف محمود موجها حديثه لزينب قائلا: وانتى يا حاجه بلاش تبينى لها انك زعلانه واحمدى ربنا انها طلعت من الموضوع دا بخير
زينب: الحمد لله قدر ولطف انا اصلا مكنتش مرتاحه من الاول والواد سايبها هنا من بعد الجواز علطول وسافر ولا كان بيسأل عليها وكنت شايفه الحزن في عينين بنتى وكلام الناس بيقطع فيها واللى تقول دى مبتخلفش لما حرقوا دم البت الله يسامحهم
محمود: الحمد لله انها ارتاحت منه وإن شاء الله ربنا يعوضها خير وبانسان يفهمها ويقدرها .
زينب: أن شاء الله
هتفت ليالى قائله: يلا يا ماما العشا جاهز
ثم اقتربت منهم قائله: يلا يا جماعه يلا يا عمى
ضحك محمود قائلا: انتى كدا هتخلينى ادمن الاكل بتاعك يا ليالى .
ليالى : وايه المشكله ياعمى انا تحت امرك .
ابتسم محمود قائلا: تسلمى يا بنتى. ربنا يديكى على قد طيبتك دى ويصلحلك امورك ويعوض عليكى انتى وفهد
هنا رفع فهد وجهه ينظر لتلك التي كانت تنظر له هى الأخرى.
ليالى : امين يارب.
زينب: طيب يلا يا حج يلا يافهد انت وعدى وسيبوا التليفونات اللى فى ايدكم دى بقا
هم فهد وأيضا عدى الذي بدأ يسير بشكل طبيعى بدون العكاز وذهبوا باتجاه طاولة الطعام
جلس الجميع على طاولة الطعام وبدأوا فى تناوله .
لاحظ فهد أن ليالى لم تضع لقمه فى فمها فهى جلست تطعم طفلته فقط وشعر أنها شارده فهو أصبح يعلم كل ملامح وتعبيرات وجهها حتى والنقاب يخفيها .
تناول الجميع وجبة العشاء جلسوا معا يتحدثون فى عدة أمور من بينهم موضوع جهاد وأيضا عدى وأسماء ومعاد زواجهم حتى اتفقوا على معاد الخميس المقبل مما جعل عدى كاد أن يطير من سعادته وظل طوال جلستهم يغمز لاسماء بطريقة تجعل وجهها يحمر خجلا .
وحين تأخر الوقت دلف كل منهم إلى غرفته
صعدت ليالى الى غرفتهم وهى تشعر بالتوتر والقلق
وكانت زينه قد نامت بعد تناول الطعام بساعه فهذه هى تعليمات ليالى التى لم تعترض عليها زينه ابدا .
ودلفت إلى الحمام تأخذ حماما لعله ينعشها ويزيح عنها تلك الأفكار التى تراودها وتشعرها بالقلق
وحينما خرجت وجدته غط فى نوم عميق او أنه كان يمثل النوم
فنامت بجانبه وظلت تنظر له وتمسح على خصلاته بحنان وفى عينيها دموع ولكنها تفاجئت بيد تمتد نحو وجهها وتمسح تلك الدموع .
ثم جذبها إلى أحضانه قائلا : بتعيطى ليه ؟
ليالى : مفيش صعبت عليا جهاد
فهد: بس دا احسن لها مش بدل ماتعيش مع انسان ميستهلهاش يدمر حياتها اكتر
صدقينى واسألى مجرب
ليالى : قصدك عاليه ولا..
فهد : عاليه طبعا اوعى تفكرى انى مش مبسوط معاكى
وبعدين نامى بقا وبلاش دموع
ليالى : هروح الاول اطمن على جهاد
فهد: اكيد نايمه وبعدين ما انتى لسه جايه من اوضتها
ليالى : معلش بس عشان متصحاش وتبقى لوحدها وبعدين انا قولت لماما انى هاخد بالى منها
فهد: طيب اللى يريحك
ذهبت ليالى الى غرفة جهاد فوجدتها تجلس على الفراش فهتفت قائله: ايه دا الجميل صاحى من امتى ؟
جهاد: لسه صاحيه
ليالى : طيب عامله ايه دلوقتي؟
جهاد: الحمد لله
ليالى : طيب مش نشد حيلنا كدا ونحمد ربنا ونقول قدر الله وماشاء فعل
جهاد: ونعم بالله
انا مش زعلانه عليه. انا زعلانه على سنين عمرى اللى راحت وانا بستناه وكل يوم بتخيل نفسي مع انسان معرفش عنه حاجه غير أنه كان خطيبى شهرين واتجوزنا كام شهر وسابنى وحرمنى حتى من انى اكون ام
غير كلام الناس عليا
ليالى : بصي يا جهاد انتى دكتوره ومتعلمه وفاهمه أن دا نصيب والناس سواء كدا أو كدا بتتكلم ومش بتسيب حد فى حاله يبقى احنا ليه بقا نشغل نفسنا بكلامهم طالما مش بنعمل حاجه غلط وبنتقى الله فى تصرفاتنا
ثانيا بقا : انتى بتقولى قعد معاكى كام شهر يعنى كنتى ممكن تحملى سهل بس يمكن ربنا عمل كدا عشان ميربطكيش بيه طفل لانه انسان ميستحقش أنه يخلف من واحده زيك يا جهاد فأكيد ربنا ليه حكمه في كده واكيد ربنا هيعوضك خير
جهاد: انا خلاص مش هكرر الغلطه دى تانى
ليالي: هممم احنا قولنا ايه.؟ دى مش غلطه دا قدر و نصيب ومش كل الناس زى بعضها وياستى مش شرط أن العوض دا يكون فى راجل ممكن يكون فى شغل فى عيله فى مكانه اعلى عند ربنا لازم نؤمن بالله وبعوضه لينا واحنا هنلاقى العوض فى صور كتير بس احنا ندور ونكون على يقين من قلبنا برحمة الله وحكمته لكل حاجه بتحصل معانا
جهاد: كلامك ريحنى اوى يا ليالى
ليالى : ولما تسمعى كلام ربنا هترتاحى اكتر تعالى
جلست ليالى بجانبها ووضعت يدها على رأس جهاد تمسح عليها بحنان وهو تتلوا آيات من الذكر الحكيم فبدأت جهاد تستكين فى حضنها حتى غفت وغطت فى نوم عميق
كل هذا وكان هناك من يراقبهم وهو يبتسم من قلبه على تلك الجميلة القريبه من الله
فى صباح يوم جديد
صدح هاتفه برقم غريب فرد قائلا: الو
الاخر : فهد معايا ؟
فهد : ايوه انا فهد
الاخر: فهد انا توته
ابتسم فهد قائلا: توته ؟
توته انا عايز اشوفك النهارده
الاخر : اوك تحب فين
فهد: فى المكان اللى جمعنا سوا
الاخرى بتوتر : ا ا ا فهد انا
فهد: توته انتى مش فاكره المكان ولا ايه
الأخرى : فهد انا .
فهد : هبعتلك العنوان بالظبط فى رسالة
هستناكى بعد العصر
كانت ليالى تقف وتستمع إلى المكالمه ودموعها تنساب وقررت أن تذهب إلى تلك التى تدعى شخصيتها وتعرف من اين اتت بكل هذه الذكريات التي جمعتهم
وبعد اذان العصر ذهبت إلى نفس المكان وهى تختبئ
وايضا كان فهد يجلس على تلك الصخرة التى كان يجلس معها عليها دائما فهى تحت الشجره ومقابله للبحر
ظلت عيناه تبحث عن فتاته حتى ظهرت فتاه غريبة الملامح عن البلده تشاور له من بعيد وهى تهتف باسمه : فهد فهد
شاور لها هو الاخر وجرت عليه لتحتضنه أشار بيده قائلا: مكانك
الفتاه : فهد مالك انا توته حبيبتك
فهد: ايه يا توته انتى نسيتى انى مش بلمس حد ميحلش ليا حتى لو كنتى انتى
الفتاه بتوتر : هه اه بس انت واحشنى اوى
فهد: وتوته وحشتنى بس خلاص دلوقتي كبرت وبقت عروسه ومينفعش اى حد يلمسها حتى لو كنت انا.
عارفه يا توته نفسي اسمع منك القرآن بصوتك زى زمان
الفتاه بتوتر : هه اه المره الجايه خلينا نتكلم دلوقتي وقولى عامل ايه واخبارك ايه وناوى تعمل ايه مع مراتك
فهد: انتى شايفه المفروض اعمل ايه ؟
الفتاه : تطلقها طبعا
فهد: بس ملهاش مكان تروح فيه
الفتاه :اديها قرشين انت معاك فلوس كتير
فهد: نعم !!
الفتاه : اقصد يعنى مش مهم الفلوس لو تديها فلوس تمشي بيها حياتها
فهد : بس زينه بنتى متعلقه بيها اوى
الفتاه : عادى لما تتعرف عليا هتنساها هاخدها وأخرجها ونجيبلها كل اللعب في اوضتنا تلعب بيها
فهد: بس انا مش عارف اجيبهالها ازاى
الفتاه :باى طريقة لو تحب انا ممكن اقولها
هنا ظهرت ليالى تهتف قائله: ريح نفسك يافهد واعتبر أن اى حاجه عايز تقولها وصلتنى وانا مستنيه ورقتى ومن غير القرشين دول اديهم الحلوه تشترى بيهم مترين قماش تستر نفسها الاول
يا خساره يافهد هى دى توته اللى حبتها انت متاكد أن توته كانت كدا
فهد: وانتى كنتى تعرفى توته
ليالي بنفاذ صبر: انا توته يافهد
فهد: انتى توته ازاى يا ليالى متهزريش
ليالى : اهزر انا توته يافهد وعارفه انى مش معايا دليل وان البنت اللى واقفه قدامك دى تعرف كتير عننا
بس الحقيقه كلها عندى انا لان انا توته حبيبتك
بس ياخساره الدليل ضاع
فهد: دليل ايه ؟
ليالى : صورتى وانا صغيره والسلسله اللى انت اديتهالى اللى كنت جيبتها من اول قبض ليك
الفتاه: فهد متصدقهاش دى بتضحك عليك
فهد: عندك حق
نظر فهد لليالى بتحذير وغضب ثم أشار لأحد ما ليظهر له بعض من المخبرين وحين اقتربوا هتف قائلا : خدوها لما تعرف وراها ايه
ابتسمت الفتاه بتشفى ولكنها انصدمت حين راتهم يمسكونها ويكبلون يديها وذهبوا بها إلى مركز الشرطة التابع البلد وأمسك هاتفه يتحدث قائلا: ايهاب باشا
الهديه جيالك فى الطريق عايز اعرف كل حاجة
ايهاب :……………
فهد : تمام مع السلامه
نظرت له ليالى والدموع فى عينيها
فهد : بتعيطى ليه دلوقتي مش قولنا بلاش دموع
ليالى : اصل كنت هخسر اهم حاجة فى حياتى
فهد: وايه هى اهم حاجة فى حياتك ؟
ليالى : انت
فهد بفرحه : بجد انا اهم حاجة فى حياتك ؟
ليالى : انت حياتى كلها يافهد
فهد: امال ليه بعيده عنى !؟
ليالي: فهد انا …. قاطع كلماتها صوت شهقاتها وبكائها
احتضنها فهد بقوه حتى كاد أن يدخلها بين عظامه قائلا : اوعى اشوف دموعك تانى طول ما انا موجود جنبك مش عايز اشوف غير الضحكه اللى بتخطف قلبي دى وبس
نظرت له ليالى باستغراب فهذه كلمات فهد لتوته
فهتف هو قائلا: بحبك يا ليالى وبعشقك يا اجمل توته
ابتعدت ليالى عنه تهتف قائله: فهد انت كنت عارف !؟ انى انا هى
اومأ فهد براسه بنعم :
ليالي بصدمه : بس من امتى !!؟
فهد : من يوم ما شوفتك
ليالى : وليه مقولتش انك عارف !؟
فهد: عشان انتى مقولتيليش كنت عايز اعرف ليه خبيتى عليا كل دا مع انك شيفانى قدامك بتعذب ونفسي الاقيكى
ليالى : كنت خايفه. انت زمان وعدتنى بس سيبتنى
ومرجعتش
انت زمان معترفتش انك بتحبنى وكنت شايفنى عيله صغيره وكنت فاهمه أن حبك ليا كان مجرد انك اتعلقت ببنت صغيره مع انى كنت دايما شايفه فى عينيك الحب والغيره عليا كنت بحس انك بتخاف عليا من نفسك
وبتخاف من ربنا تقرب منى
بس برده مقولتليش انك ….
فهد : انى بحبك. . انى بعشقك . انى بموت فيكى . وانى بستنى اللحظه اللى هشوفك فيها وبعد الايام عشان ارجع اجازه واشوفك .
ادمعت عيناها قائله: فهد. انا خوفت متتقبلش ليالى زى ما اتقبلت توته
خوفت من الأحداث اللى حصلت وخلتنى فجأه ابقى مراتك كنت كل ما اقرب منك عشان اقولك اخاف
يمكن فكرة جوازك دى كانت بعدانى عنك وشخصيتك اتغيرت وبقيت أشد خوفت اجى اقولك انا توته ميفرقش معاك ومتكونش حبيت توته من أصله وتتعامل معايا عادى كان هيبقى صعب بعد ما استنيتك عمرى كله وانا قافله على نفسي ومغطيه حتى وشي انك ترجع تقابلنى وتكون محبتنيش
فهد: انتقبتى عشانى ؟
ليالى : مفيش حد كان له الحق يشوفنى غيرك كان لازم انت اللى تسقى زهرة شبابى بحنانك وبنظرة عينيك اللى كنت بفضل أتمناها
كانت نظرتك ليا دايما وحشانى كنت بحس انك بتقولى كلام كتير فى وقتها مكنش ينفع تقوله
فهد : كنت نفسي اقرب منك. نفسي تكونى ملكى واحطك جوه قلبي وعينيا واقفل عليكى بس كنت دايما شايفك طفله صغيره وانا كبير عليكى اوى مكنتش اعرف ان الطفله دى هتعمل فى قلبي كدا كنت كل يوم بتمنى اشوفك ورجعت ادور عليكى وقولت هاخدها يعنى هاخدها حتى لو صغيره معاها هنسي عمرى وسنى وهعيشها الحياه اللى تناسب سنها .
رجعت واستنيتك كتير فى المكان اللي كان بيجمعنا وفيه اجمل ذكرياتنا
بس مجيتيش كنت كل يوم استناكى فى نفس الميعاد .
ليالى : قبل ما ترجع وتستنانى انا استنيتك هناك كنت محتاجه حضنك كنت ببكى بوجع كنت بموت
بيتنا القديم اتحرق وراح ابويا وامى فى الحريقه النار ملمستهمش بس اتخنقوا من الدخان وماتوا
لقيتهم مخرجينهم من البيت ملفوفين وميتين كنت بموت
محسيتش بنفسي غير وانا بنادى عليك وجريت على المكان اللى جمعنا استناك وادور عليك مجيتش
فضلت كل يوم اروح واستناك واقعد تحت الشجره اعيط نفسي الاقى حضنك يضمنى ويعوضنى عن اللى راح
لما عدى يوم واتنين وشهر واتنين وانت مجيتش كانت
اخدتنى جدتى ام امى فى بلدهم فضلت هناك سنه ولما اتوفت مبقاش ليا حد غير خالى بصراحه مراته كانت حنينه وهو كمان واتحايلوا عليا كتير اعيش معاهم رفضت عشان اجى ادور عليك وابقى قريبه من المكان اللى اتجمعنا فيه فكرة اني خلاص مش هقدر اشوفك تانى دى كانت مستحيله رجعت بيت عمى قالى مراتى زى امك وبناتى هما اخواتك وانا هكون ابوكى
بس كله طلع وهم شوفت الذل على أيديهم بصراحه عمى كان بيحبنى وبيزعل عشانى بس كان ضعيف قدام قوة مراته واهلها وولاده
ذلونى وبهدلونى ويوم ما فكرت اهرب خوفت اتوه عن البلد ومعرفش ارجعلها ومشوفكش تانى
وفى ليله حلمت بامى وابويا جايين يبتسموا وامى قالتلى
استحملى اللى انتى فيه عشان هيرجعلك اللى بتدورى عليه وهيعوضك .
وابويا قالى : اوعى تنسي كتاب الله يا ليالى كملى اللى كنا ماشيين عليه
من ساعتها اتقبلت حياتى مع مرات عمى وبناتها وذلهم ليا
وكملت حفظ قرآن وكنت بروح مكانا كل يوم اسمع فيه واحفظ واتخيل انك جنبي وبقرألك القرآن زى ما كنا دايما بنعمل .
احتضنها فهد وهو يمسح دموعها قائلا: انا مبعدتش ولا نسيتك انا سافرت شغل ساعتها خدنى على سينا وكان وقتها الإرهاب مش مخلى مكان فيها غير لما ضربه
كنت خايف اموت من غير ما اشوفك
انقضى شهرين ورجعت ادور عليكى واستنيتك كتير وكل لما ارجع اجازه كنت بقضي وقتى كله ادور عليكى واسأل على توته اللى كانت كأنها خيال فى دماغى انا بس محدش كان يعرفك وكنت الاقى اطفال بيلعبوا اجرى ادور فى وسطهم يمكن الاقيكى
افتكرت لما كنتى بتقوليلى هروح العب مع ابن عمى
قلبي انقبض وخوفت تكونى لقتيه عنى بديل
لحد ما يأست جدى طلب منى اتجوز عاليه لظروف شغل وعلاقات فى الاول رفضت بس رجعت تاني وافقت لما فضل يتحايل عليا وقالى أن مستقبل العيله فى الجوازه دى . وافقت ودمرت حياتى واتجوزتها وانا عقلى وقلبي مع الطفله اللى عشقتها وكنت اوقات كتير عشان اقدر اعيش معاها من غير ما اظلمها افضل اقول لنفسي دى طفله واكيد مش هتكون ليك واكيد محستش بحبك ليها دى بس اتعلقت بواحد كان بيلاعبها وياخد باله منها
ومع ذلك كنت كل ما اجى اقرب منها كنت بتخيلك انتى كنت ببعد عنها ازاى اعمل كدا فى الطفله اللى حبيتها دى لسه صغيره وكنت افوق الاقيها عاليه
حاولت معاها كتير عشان تغير من أسلوبها وانانيتها وغرورها معرفتش الطبع فعلا غلاب
ليالى : لما رجعت شوفتك فى بيت العمده وانا رايحه انادى لعمى من هناك مصدقتش نفسي جريت عشان اشوفك واكلمك لقيت واحده قربت منك ومسكت ايدك
وسمعت الحريم بيتكلموا عنكوا وعرفت انك اتجوزتها رجعت تانى وجريت على نفس المكان وفضلت اعيط
وقررت انى مش هحاول اقرب منك تانى
وبقيت كل لما تيجى اشوفك من بعيد
لحد ماعرفت انك طلقت مراتك كنت نفسي اكلمك بس عرفت انك هترجعلها فسكت وبعدت تانى
فجأه عرفت انك متقدم لبنت عمى وقتها الدنيا اسودت قدامى لتانى مره بتبعد عنى لتانى مره بتقرر انك تختار غيرى وقتها اتاكدت أن توته مش شغلاك ولا فكرت فيها
وبعدين حصل اللى حصل واتجوزنا ووقتها برده استغربت اصرارك عليا بس ساعتها عرفت أن عشان زينه
فهد : صدقينى كان عشانك كنت حاسس خصوصا لما كنت بروح الأرض فى نفس المكان والاقى البنت المنتقبه لما روحت اتقدملك ولقيت منى افتكرت كلام زينه وان اسم الأبله بتاعتها اللى بتديها القرآن ليالى واول ما خرجتى وشوفتك افتكرت البنت بتاعة الأرض وقولت ايوه هى دى وكان عندى امل انك تكونى توته بس ساعتها فكرت انى بقنع نفسي أو بهيألها دا ولما قالوا مشوهة كان عندى فضول اتاكد انتى ولا لا قولت ممكن تكون هى واتشوهت عشان كدا بعدت ووقتها مفكرتش غير فى انى اتاكد وكمان كانت ظروفك وقتها صعبه جدا بسبب تصرفات مرات عمك ولما رجعتى يومها معايا البيت مش عارف ليه كنت فرحان كدا كنت حاسس وقتها انك هى اوى .
بس لما شوفتك من غير النقاب يوم الفرح مصدقتش نفسي هى نفس الملامح ايوه هى
بس ساعتها خوفت اكون لسه بهيئ لنفسي حاولت اعرف منك اكتر من مره واتاكد
بس اتاكدت وعرفت انك هى ومن وقتها مبقتش قادر اسيطر على مشاعرى كنت عايز اهدى
ليالى: وعرفت ازاى ؟
فهد : يوم الفرح لما طلبتى منى هدوم وانتى فى الحمام ملقيتش هدوم وروحت اوضة زينه
باااك
دلف فهد الى غرفة زينه يبحث عن ملابس لليالى وحين وجد ملابسها رأى حقيبه صغيره أخذه فضوله لفتحها فوجد بها حقيبه اصغر بها صوره لرجل وزوجته وتتوسطهم طفله جميله تتعلق بهم. مهلا . لا أيعقل هذا توته أنها توته حبه وعشقه منذ الطفولة أيعقل أن يكون ظنه فى محله بحث فى الحقيبه ليجد بها اكياس من الشيكولاتة تبدو قديمه منها اكياس فارغه ومنها مازالت ممتلئه ولكن ماجن جنونه ذلك السلسال الذي أعطاه لها ملفوف بقطعه من الحرير .
دمعت عينيه وشعر بصوته يكاد يفارقه ودقات قلبه هى من تتحدث الان بل تصرخ هل هذا حقيقى هل عوضه الله بحب حياته
ولكن مر على عقله الف سؤال أهمهم هل هى تعلم من هو فلما لم تخبره ؟
شعر فهد أنه لا يريد شئ سوى أن يذهب إليها يحتضنها ويخبرها بما عاناه ولكنه فكر قليلا ليسأل نفسه قائلا: هى اكيد عارفه انا مين طيب ليه مقالتليش
باااك
وساعتها رجعت الاوضه عادى بس مكنتش قادر ابعد عنك كنت عايز اقرب منك وأشوف ملامحك عن قرب
عايز اعرف بنوتى الحلوه شكلها بقا ايه دلوقتى
كنت بلمس شعرك لو قربتى منى من غير قصد عشان احس بنعومة نفس الشعر اللى كنت بسرحه بايدى دايما والبسك فيه التوكه
كنت ببص لعينيكى كتير هى نفس العينين نفس الشفايف اللى كنت بتمنى اقرب منهم ولو مره واحده بس
يمكن مكنتش قادر ابعد بس اللى خوفنى من قربك لما بدأت اعرف عن المهمه وبدأ يجيلى اخبار عن ميعاد العمليه وعدى طبعا مكنش يعرف انى عارف كل دا .
خوفت اخدك فى حضنى واقرب منك عشان ميحصليش حاجه واعلقك بذكريات تانى
يوم ماكنا فى المستشفى انا كشفت نفسي من غير قصد وخوفت تحسي انى عارف حاجه قبل ما اعرف إجابة سؤالى
لما فضلت اقول. اقريلى قرآن وحطيتى ايدك فى شعرى
ساعتها كنت برتاح
واول ما اطمنت على عدى روحت حجزت غرفة مخصوص عشان اشوفك عن قرب من غير النقاب
وغصب عنى قولتلك وحشتينى وبدأت اتعامل بطريقه انا نفسي كنت مستغربها
و عشان كدا كنت دايما بقول انك عوضي من ربنا
بس عارفه انا اهم حاجه عندى دلوقتي اللحظه دى
انتى تعبتى اوى واستحملتى كتير عشانى وحافظتى على ابسط الاشياء اللى بنا انا مش عارف اعوضك ازاى
ليالى : انت عوضي يافهد انت كل حاجة حلوه استنيتها
انا طلعت غبيه انى ضيعت كل الوقت دا بس صعب انك تكون بتتمنى حاجه طول عمرك وفى لحظه تمتلكها بتحس انك مش عارف تتصرف خصوصا انى كان غايب عنى حاجات كتير معرفهاش وكان لازم اتاكد عشان متصدمش تانى
اعتدل فهد يمسك يدها قائلا بهمس : ودلوقتي اطمنتى
ليالى : طول ما فهدى جنبي لازم اطمن
فهد: فهدك ؟
ليالى : طبعا فهدى فهدى انا وبس
فهد انا بجد مش مصدقه نفسي خلاص سنين التعب والحرمان راحت وعدت ودلوقتي انت معايا
فهد : هعوضك كل اللى فاتك وهتعوضينى كل اللى فاتنى
هتعوضينى عن كل ليله عيشتها بعيد عن حضنك
ليالى : انا ملكك يافهد .
كان الليل بدأ يسدل ستائره ويخفى الشمس خلفه
حمل فهد ليالى وظل يهتف باسمها بصوت عالى قائلا: لياااالى. بحبك يا ليالى. انا خلاص فهدك وانتى ليا انا وبس انتى ليالى الفهد
يتبع ……
لقراءة الفصل الخامس عشر : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد