Uncategorized

رواية ملك للقاسي الفصل الحادي والخمسون 51 بقلم فاطمة أحمد

  رواية ملك للقاسي الفصل الحادي والخمسون 51 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الحادي والخمسون 51 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الحادي والخمسون 51 بقلم فاطمة أحمد

تحقيق الأحلام
_______________________
كانت النساء جالسات بصمت على الأريكة في غرفة الاستقبال تلك ، وكأن على رؤوسهن الطير كل واحدة منهما إما تطالع هاتفها بترقب او تنظر الى الباب منتظرة دخول أحدهم ، رفعت يارا رأسها ترمق جدتها بنظرات حزينة مشفقة ، تذكرت عندما جاءهم خبر محاولة عمر الإ*نتحار ليلة أمس و كيف بكت زهرة و ناحت بقلب حائر على حفيدها الذي تبين أنه مجر*م ارتكب الفدا*ئح في حق أفراد عائلته ، من جهة هي غاضبة حد اللعنة منه لكنها في نفس الوقت لا تستطيع تمني المو*ت له ، كيف تفعل وهي ربته ووضعته في مرتبة قرة العين ؟ وكيف تعطي لنفسها الحق في الخوف عليه وهو من شارك في جر*يمة قت*ل ولدها ؟ أي امتحان وضعها الله داخله من جهة غريزتها الأمومية الحانية ومن جهة أخرى حر*قة قلب الأم و كر*هها لمن أخذوا أولادها منها !
تنهدت يارا و نظرت للساعة مجددا ، انها الثانية عشر بعد منتصف الليل لقد مر يوم كامل على ذهاب ادم و ابراهيم و ادهم الى الصعيد لمعرفة تفاصيل الحا*دثة ولم يعودوا بعد ، فقط اتصال صغير تلقوه من عمها يخبرهم فيه ان عمر نقل للمشفى و وضعه مستقر حاليا ، أما زوجها فلم يكلف خاطره و يتصل ليطمئنها عليه لقد بعث عدة رسائل نصية الى والدته يخبرها بشيء ما لكنها لا تعلم ماهيته ، هل كان يسأل حنان عنها خفية لأنه يخا*صمها ولا يستطيع الاتصال بها مباشرة ؟ ام انه لم يذكرها اساسا ؟
دلكت رقبتها متأوهة بوجع فنظرت لها زوجة عمها متمتمة بلوم :
– يارا اطلعي اوضتك عشان ترتاحي حرام عليكي نفسك بقالك 24 ساعة قاعدة كده ادم و ابراهيم جايين بعد شويا ولما يوصلو جوزك هيطلعلك فوق و تشوفيه براحتك بس مينفعش تتعبي جسمك كده.
نفت برأسها في خفوت :
– معلش يا طنط انا مرتاحة ومش ….
قطع كلامها صوت المفتاح يدار في مقبض الباب الخارجي ف انتفضت واقفة كما فعلت الأخريات و ابتسمت بسعادة عند رؤيتها لزوجها يدخل بخطوات هادئة رغم الوجوم المسيطر على ملامحه.
اقتربت منهما حنان متسائلة بقلق :
– ايه اللي حصل اتأخرتو كده ليه كل حاجة كويسة ؟
اومأ ابراهيم بإرهاق :
– اطمنو عمر مماتش انقذوه في اخر لحظة واحنا اتأخرنا لأننا كنا قاعدين مع المحاميين بنتناقش في القضية وكمان ادم اصر نروح للفرع بتاع الشركة اللي هناك و نشوف الشغل ماشي ازاي …. إني انتي كويسة ؟
سأل زهرة بقلق وهو يراها تجلس بوهن ثم تقدم منها فردت :
– اني زينة يا ولدي اطمن بس خفت عليك و على حفيدي بجالكم يوم كامل مختفيين.
ابتسم وقبل يدها بإحترام :
– احنا بخير اطمني.
طالعهما ادم ببرود ظاهري وهو يعلم تماما ان جدته قد خا*فت على عمر حتى لو لم تقصد ذلك ، ذلك الأبله قط*ع شر*ايينه و يا ليته ما*ت حقا لم يكن سيحزن عليه لحظة واحدة لكن ما يزعجه هو خوفه على مشاعر الجدة اذا نفذ الاعد*ام في حق إبنها و حفيدها و فقدتهما هما ايضا بعدما تسببا في مو*ت ولدها الثاني ، هل ستحزن و تبكي عليهما ؟ ستفعل بالتأكيد لكنهما قا*تلان ارتكبا عدة جرا*ئم كيف تستطيع الحز*ن و الخوف عليهما حقا هو لا يعلم.
زفر بغضب مكتوم و استدار لرهف التي رددت :
– هحط لبابا العشا يا ابيه احطلك انت كمان ؟
– لأ.
همهم بهدوء و صعد الى غرفته فقال ابراهيم :
– روحي ورا جوزك يا بنتي يمكن يعوز حاجة.
– حاضر يا عمو.
قالتها يارا مسرعة و صعدت خلفه دخلت للغرفة ووجدته ينزع جاكيته و يلقيها على الفراش بعصبية فتنحنحت هاتفة :
– حبيبي انت كويس ؟
تعمد تجاهل سؤالها لتقترب منه و تساعده في فتح أزرار قميصه محاولة السيطرة على ارتعاشة يدها المتأثرة بملمس صدره الساخن ثم قالت :
– انت متنرفز كده ليه بس في حاجة حصلت ؟ 
لوى شفته ساخرا :
– لا مفيش هو عمر بس عمل مسرحية هابطة عشان نشفق عليه و تيتا زعلانة عليه مفيش حاجة تانية.
اتجهت للخزانة تخرج تيشرت خفيف و ساعدته في ارتدائه مرددة بحيادية :
– هي زعلانة على اللي وصله عمر بسبب أفعاله و تصرفاته بس.
عقد ادم حاجبيه بغضب :
– تزعل ليه هي نسيت انه حاول يقت*لني اكتر من مرة ما يمو*ت ولا يغور في دا*هية !!
ايتغربت الأخيرة طريقته العن*يفة فإختارت الإنسحاب لكنه لم يدع لها الفرصة فسرعان ما جذبها من ذراعها صا*رخا بقسو*ة :
– وبعدين تعالي هنا انا كام مرة قولتلك متنطقيش اسم الكل*ب ده على لسانك انتي مبتفهميش ليه ؟!
تأ*وهت بأ*بم من قبضته و حاولت ابعاده لكنه شدد عليها أكثر :
– ايه انتي زعلانة كمان على الباشا اللي بيحبك و بيحلم بيكي نسيتي كل اللي عمله و مشاركته فقت*ل ابوكي و محاولة قت*لي ولا قلبك الرهيف شفق عليه و مستعد يسامحه ؟
اندهشت يارا من كلامه و اجابت :
– ازعل على مين يا ادم هو ده انسان يتزعل عليه انا مش زعلانة ولا نسيت اللي عمله شيل ايدك عني انت بتو*جعني !
صرخت بأعلى صوتها عند تشديد قبضته ثم زمجر بقسو*ة :
– لا بس تصرفاتكو بتبين انكم نسيتو جر*ايمهم وشويا وهتقلولي اسحب القضية و طلعهم براءة في ايه يا محترمة نسيتي ان بقالي شهر داخل فغيبوبة بسببه و قلبك حن عليه !
شهقت بصدمة منه و شعرت بالغضب لكنها أدركت انه يفرغ ضيقه عليها فقالت :
– القصة مش مستاهلة عصبيتك ديه لو انت عايز تطلع غضبك في لي حاجة وخلاص طلعه بعيد عني والا هنادي عمي يجي يشوف شغله معاك.
احمرت عيناه بدرجة أخا*فتها و تصاعدت الحرارة لجسده فصاح ادم مع*نفا اياها :
– انتي بتهد*ديني ايه شايفاني مش راجل عشان تجيبي ناس تتدخل في علاقتنا اسمعيني كويس يا يارا والله لو ملمتيش نفسك ل….
– ادم !!
حاءه صوت والدته الواقفة عند باب الغرفة والتي سمعت صراخهما و أتت لترى بواسطة الباب المفتوح إبنها وهو يعن*ف زوجته و يصرخ عليها ، نظر لها ادم ببرود فهتفت بحزم :
– تعالى معايا على اوضتي عايزاك فكلمتين.
زفر بكتوم و طالع يارا الواقفة بجمود ولم تنزل د*معة واحدة كعادتها ثم تحرك خلف والدته التي رددت بعتاب :
– انت لسه بتعامل مراتك بالطريقة ديه لسه بت*ضربها ؟
دافع عن نفسه مسرعا :
– انا مضر*بتهاش !
– واللي كنت بتعمله جوا ده ايه حضن ؟
هتفت بها في استنكار فزفر بضيق مغمغما :
– كنت متنر*فز و طلعتهم عليها من غير ما احس ، بس لما ذكرت اسم عمر انا مقدرتش امسك نفسي مش عايزها تجيب سيرته ولا تحسسني انها بتدافع عنه بعد كل اللي عمله بس هي مبتسمعش الكلام.
رفعت حنان حاجبيها بدهشة :
– مين اللي تزعل عليه ، يارا ؟ يا حبيبي ديه من امبارح مبطلتش سؤال عنك وكل شويا يا تتصل بيك يا تبص للتلفون مستنية اتصالك المسكينة كانت قلقانة عليك انت و مرضيتش تاكل حاجة من الصبح تقوم تزعقلها و تمسكها بالطريقة ديه لحد ما كانت هتقع ! ايه يا ادم انت ناسي انها مراتك و أم بنتك ولا ايه !
تنفس ادم بحدة و رد عليها :
– لا مش ناسي و منسيتش كمان ان الوا*طي اللي بتتكلم عليه هد*دني بيها و حط قدامها واحد كان مستعد يقت*لها لو انا مستسلمتش ليه ومنسيتش انه بعت كمان واحد يتحر*ش بيها و بسببه بعدت عنها شهرين وبعد ده كله عايزيني ابقى هادي ازاي مش فاهم.
استغربت حالته العصبية هذه و المبالغ فيها بشكل واضح فقالت بنبرة حسابية :
– انت مدايق من حاجة تانية اكيد ، قولي يابني في ايه ؟
نظر لها ادم بصمت محاولا بلع كلماته التي كادت تحرق صدره لكنه لم يستطع فهدر بخشونة :
– المحامي صلاح كلمني النهارده الصبح على طلاقي انا ويارا وكان بيقول يعني بقدر اتطلق حتى لو هي رفضت.
بدأت الأمور تتوضح أمام حنان لذلك قالت بتريث :
– و ايه اللي مدايقك في ده ما انت اللي خليت المحامي يعملك ورق الطلاق وكنت مستعجل لدرجة انك صحيت من هنا و قولتلها هطلقك من هنا ، ولو يارا مرفضتش كان زمانكو مطلقين ف مش فاهمة انت متنرفز كده ليه لما مشكلتك اتحلت الصراحة.
انفلتت أعصابه التي تزعم الهدوء و صر*خ :
– بس انا مش عايز اطلقها ! ايوة صح كنت متعصب منها بس ده عشان خو*في عليها في اللحظة اللي ال*** هددني بحياتها صدقيني يا امي لما مشيو و فضلت مرمي على الارض مفكرتش ثانية في نفسي انا خفت يؤ*ذوها و مغمضتش عينيا غير بعد ما يارا اتصلت بيا وقالتلي وصلت ع البيت …. لما صحيت و افتكرت اللي حصل و كمان وفا*ة جدي كله ضغط عليا ومن غير ما احس لقيت نفسي بقول لصلاح جهزلي ورق الطلاق بس انا مبقدرش ابعد عن يارا مبقدرش اعيش من غير ما اشوفها واسمع صوتها حياتي من غيرها مبتسواش و الأهون عليا اموت ولا انها تبعد عني …. انا بحب يارا يا أمي !!
نطق جملته الأخيرة بيأس من مشاعره التي تخطت الحب بكثير حتى بات اسمها وشما على قلبه النابض لأجلها ، يحبها ولا يقدر على غيابها مستعد ل أن يدخل في غيبو*بة مائة مرة بشرط ألاَّ تتأ*ذى هي و ابنتهما حتى لو سيمو*ت فدا*ء لها لن يحزن على نفسه يكفيه عيش حبيبته في أمان بعيدا عن الخطر لقد مر*ض بعشقها و انتهى الأمر لا داعي لإخفاء مشاعره عن أي شخص … حتى نفسه !
ابتسمت والدته تمنع خروج ضحكاتها و إغضابه لتحمحم راسمة الجدية :
– طيب لما انت مش عايز تطلقها و بتحبها لدرجة تضحي بحياتك علشانها …. بتعاملها و*حش ليه ؟ بقالك اسبوع بتتجاهلها و تطلع من البيت الصبح قبل ماهي تصحى و ترجع بعد ما البنت تنام مش شايف ان العقا*ب ده قا*سي عليها شويا.
ادم بحزم :
– مش قا*سي ولا حاجة المفروض كانت تسمع كلام جوزها بس … ممكن سؤال حضرتك كنتي مدايقة منها رجعتي تدافعي عنها ولا كأن حصلت حاجة ليه ؟؟
ربتت على كتفه مجيبة :
– كنت مدايقة منها وانا شايفة حالتك بس لما خفيت مقدرتش ا*قسى عليها يارا ياابني محتاجاك اللي شافته وعرفته مش قليل المفروض تلاقيك سند ليها متقسا*ش عليها علشان خاطري و روح طيب خاطرها بكلمتين.
تفاقم ضيقه متمتما :
– اطيب خاطرها ازاي اعتذر يعني ؟
طالعته حنان بدهشة مستنكرة :
– والله ده شغلك زي ما زعقتلها لاقي طريقة و راضيها  ولا ادم الشافعي بيتكسف يعتذر.
لوى شفته بتذمر و حك طرف جبينه ليقول بتبرم :
– ماشي يا ماما هروحلها دلوقتي عن اذنك.
غادر غرفة والديه و اتجه الى غرفته دخل وجد يارا جالسة على طرف السرير توليه ظهرها لكن يتضح من انتفضاتها الصامتة أنها تبكي محاولة عدم اصدار صوتها ، تنهد بحسرة و ذهب يجلس بجانبها وعندما لاحظت وجوده أشاحت وجهها عنه بغضب.
مد يده بإرتباك يتلمس أصابع يدها هامسا :
– حقك عليا … مكنش ينفع اتعصب عليكي و اعاملك بالطريقة ديه.
ابتسمت يارا ساخرة :
– كويس عرفت ان الطريقة ديه محدش بيتعامل بيها مع مراته ام بنته … ولا شكل كر*هك ليا خلاك تنسى انا مين.
تأفف ادم و اردف :
– انا عمري ما كر*هتك يا يارا انا بحبك وانتي عارفة ده كويس بس … انضغطت شويا النهارده و طلعتهم عليكي مش قصدي.
– يعني عارف غلطك !
قالتها بخنق و نزلت دمو*عها تشاركها آ*لامها لتشهق بعن*ف مرددة :
– انت ازاي يجي في بالك ان الاتنين دول صعبانين عليا ؟ ازاي تقول قلبي حن على عمر وشفقانة عليه هو اللي عانيته منهم كان قليل عشان ازعل عليهم يا ادم ؟
سكت بندم على كلامها فأكملت وقد زاد صوت بكا*ئها :
– دول حرموني من أبويا يتمو*ني و حر*قو قلبي و بعتو واحد يتحر*ش بيا و غيرو علاجي و حاولو يقت*لوك …. عمي رسم عليا دور الأب الحنون وهو اكتر واحد أ*ذاني انا بكر*ههم جدا بس مبقدرش اتمنالهم المو*ت لأن …. لأن تيتا زهرة أم و قلبها محرو*ق عليهم مبقدرش اظهر حق*دي عليهم قدامها وهي مصدومة من عمايلهم …. جدي سليم ما*ت من قهره وانا مش عايزة تيتا تلحقه مبقدرش اخسر حد تاني والله العظيم تعبت من بعد الناس اللي بحبهم عني !!
انتفض ادم يضمها لصدره فألقت رأسها على كتفه و حاوطته بذراعيها تب*كي بحر*قة ، تلك الدمو*ع التي نزلت كانت قد جمعتها منذ حادث ادم منذ علمها بالخيا*نة و الغد*ر من أقرب الناس لقلبها بك*ت قلبها الدا*مي بكت أباها المقت*ول و بك*ت وجع فراق الحبيب و جفاءه لقد عبرت يارا عن كل ما يختلج بواسطة هذه الدمو*ع و ادم يحتويها بين ضلوعه ممررا يده على شعرها يقبل رأسها من حين لآخر حتى هدأت و ابتعدت ، ضم الأخير كفها طابعا قبلة عليهم ثم هتف :
– لما عرفت حقيقة مو*ت عمي احمد كنت ناوي اخد بتاره و اقت*ل علي و عمر بس ادهم و الضابط التاني هدوني بالعافية …. كنت بموت من الغضب وانا سامع كلامك و شايف حبك لعمك نويت اعترفلك في كل مرة بس مقدرتش …. خفت تحصلك مضاعفات و تتأ*ذي انتي و البيبي عشان كده خبيت عليكي و منعتك من الخروج من البيت بس مقدرتش اشوف زعلك اكتر و في اليوم اللي سجلتك في الكلية …
قطع كلماته و نظرات العتاب تصيبها فتجعل وجهها يحمر حرجا :
– كنت مدايقة و قولت هعصي كلامك و اشوف الأمور هتوصل لفين … اسفة مكنش قصدي.
هز ادم رأسه بخفة :
– متوقعتش تتمسكي بيا بعد ما طلبت الطلاق … اتوقعت هتعيطي و تمضي على الورق مباشرة بس فاجأتيني.
ضحكت يارا ورفعت حاجبها تقلد حركته :
– ليه انت فاكرني لسه ضعيفة ؟ انا يارا الشافعي مرات ادم الشافعي مستحيل اتنازل على حاجة تخصني … و انت بتخصني و قلبك ده ليا حتى لو رفضت حتى لو شايف ان حبك ليا بيضعفك و بيغير طبيعتك القا*سية مش ههتم انا بحبك بعيوبك و مميزاتك بقوتك و ضعفك ببرودك و عصبيتك حتى لما تزعقلي و تخليني اعي*ط و تجي بعديها تعتذر بحبك بردو.
التمعت عيناه بسحر جعلها تقسم للمرة الألف على حبها له ثم وضع يديه على وجهها قائلا :
– كل حاجة اتصلحت ، المجرمين اتعا*قبو و نتيجة تحليل الد*م بتاعك طلعت وعرفنا ان المخد*ر اختفى من جسمك انتي بخير و بنتي بخير وانا بخير و لسه مع بعض …. لسه بنحب بعض وانا مستعد استحمل تصرفاتك الطفولية كلها بس افضلي معايا و متسيبنيش …. انا …. انا بعشقك يا يارا !
طبعت قبلة خجلة على شفتيه ثم اسندت جسدها عليه تحتضنه برقة :
– وانا بموت فيك !
_________________________
مرت الأيام بسرعة و امتدت الى شهور ، قرر ادم التخلي عن رغبته في إعد*ام عمه و عمر خو*فا على ازدياد صحة جدته سو*ءا و اكتفى بجعلهم يأخذون مؤ*بد مع الأعمال الشا*قة ، وربما كان هذا أفضل شيء فعله لأن المو*ت مرة واحدة أحسن بكثير من المو*ت كل يوم بين جدران السج*ن وسط الذ*ل و الإ*هانة !
و اليوم كان حفل زفاف مازن و رتاج ، أخيرا اقتنع مروان بمعدنه الجيد و رضي بأخذ شقيقته المدللة الى بيت زوجها فرغم انه يعرف مازن منذ زمن طويل لكن ما حدث مع تقى جعله حذرا بشكل زائد عن الحد على أختاه و هاهو يقف مع زوجته يستقبل تهاني و مباركات أفراد العائلة.
كانت هي واقفة تنظر الى العروس بفستانها الأبيض ، تلك الفتاة بجمالها و لون عينيها الغريب قد سحرت الجميع ناهيك عن روحها الطيبة و صفائها ليس من الغريب ان يقع مازن في حبها لهذه الدرجة و يصبر على استفزازات شقيقها لأشهر ، لو كان ادم مكانه لكان خط*فها منذ أول يوم ولن يضع حسابا للعادات و التقاليد و الخطوبة !
ضحكت من تفكيرها ثم وضعت يدها على بطنها متمتمة :
– امتى بقى تشرفينا و تفرحي قلب باباكي يا حبيبتي.
أحست بذراعين تعانقانها من الخلف و تلتفان حولها ثم صوته الرجولي يغمغم :
– الدكتورة قالت ممكن تحصل ولادة مبكرة يعني في حدود الأسبوعين دول أميرتي الحلوة هتشرفنا.
ابتسمت يارا و رفعت عينيها نحوه :
– انت سيبت صاحبك و جاي ليا ليه.
رفع ادم حاجبه بإستعلاء :
– يعمل بيا ايه ؟ الولد بقاله كام شهر بيشحت البنت و رضيو يدوهاله بالعافية متوقعش هيحتاجني معاه دلوقتي … سيبك من مازن و قوليلي انتي كويسة باين عليكي تعبانة.
حاولت تجاهل الأ*لم الذي يزداد بمرور الدقائق و أجابت :
– كويسة يا حبيبي …. مش هنروح نبارك لصاحبك ؟
هز رأسه بإيجاب و أحكم قبضته حولها ليذهب معها الى العروسين ، كانت مازن واقفا بهيئته الوسيمة بجانب زوجته و ابتسامته السعيدة لم تخبت طوال الحفل ، كل شيء هنا مثالي صديق عمره ادم مع زوجته و عما قريب ستنير طفلته الحياة و زياد و رهف بجانبه حتى آسر الذي كون معه صداقة لطيفة في الآونة الأخيرة يقف مع زوجته يبادلها النظرات العاشقة واضعا يده على بطنها المنتفخة قليلا من الحمل ، أهله بجانبه و رفاقه هنا و الفتاة التي غيرت حياته هاهي تستند على صدره تراقصه بخطوات بطيئة مدروسة لا شيء ناقص و هو يحمد الله ألف مرة على هذا !
توقف عن الرقص عند رؤية ادم يتقدم منه ابتسم و احتضنه بخفة :
– صاحبي الجدع.
ربت على كتفه برزانة :
– الف مبروك يا صاحبي عقبال الذرية الصالحة … الف مبروك يا مدام رتاج.
اومأت برقة شاكرة :
– الله يسلمك يا بشمهندس. 
تنحنحت يارا و همست بخفوت :
– ادم انا هقعد هناك مع رهف و متخفش لو حسيت بأي و*جع هقولك.
اومأ على مضض فتحركت بخطوات متثاقلة تجلس على إحدى الطاولات و تتبعها رهف بعد لحظات مثرثرة كعادتها :
– اخيرا حضرنا فرح بعد كل الحزن ده و كمان الامتحانات عدت على خير انا مش مصدقة نفسي …. و كمان احنا اتصالحنا و رجعنا اخوات زي زمان.
قالت الجملة الأخيرة بصفاء وهي تربت على يد ابنة عمها ف ابتسمت الأخرى متذكرة تعاملهما الجاف بعد الحا*دث المشؤ*وم حتى جاء يوم جمعهما ادم فيه و بعد سلسلة من التو*بيخات قال ” انتو اخوات و سند لبعض مهما حصل و مهما اختلفتو اوعى تنسو انكم من د*م واحد و الد*م عمره ما هيبقى ماية و دلوقتي احضنو بعض ولو شفتكم بتتعاملو زي الغربا تامي هك*سر دماغك انتي وهي ” ، حينها عانقتها بحب و شوق كبيران و تمت مصالحتهما على يد حبيبها المست*بد ….
همهمت متشدقة بأسى :
– مش هنقاطع بعض تاني يا رهف ، الحمد لله اننا رجعنا زي الاول بس اللي مدايقني هو غياب فرح فجأة جت وقالتلي انها هترجع ع البلد و تكمل دراستها هناك ولما سألتها ردت عليا وقالت ابوها قرر يجوزها لإبن عمها في البلد وهي وافقت …. بس تعرفي رغم اني زعلانة منها بس وحشتني بتمنى تكون مبسوطة في حياتها.
هزت رهف رأسها بإمتعاض و تذكرت يوم جاءت فرح لمنزلهما وهي رأتها ، سألتها ماذا تريد و تفاجأت بالأخرى تب*كي بلو*عة مرددة انها اخطأت في حق يارا كثيرا و يجب عليها الاعتراف و الاعتذار قبل السفر لكن ابأخيرة منعتها متحججة بأن ابنة عمها ليست محتاجة لخيبة أمل أخرى يكفيها ما عا*نته من غد*ر الأقرباء المهم الآن ان تكون ادركت خطأ*ها و لتبتعد و تبقى صورتها النظيفة راسخة في ذهن يارا …. و هي بالطبع وافقت !!
أفاقت من شرودها مرددة :
– اللهم امين ، بصي سيبك من كل حاجة و انسي اللي مزعلك و ركزي في الأجواء الحلوة ديه بس وانا ثواني و راجعة ماشي.
– تمام.
ظلت يارا بمفردها و تلقائيا ذهبت ذاكرتها لما قبل أسبوعين عندما سافرت الى الصعيد لرؤية جدتها و هناك زارت عمها علي و بعد لحظات طويلة من النظرات الصامتة همس بخز*ي و إ*نكسار :
– اني خابر زين اعتذاري ملوش فايدة بعد اللي عملته وياكي انتي و جوزك بس اسف … خدي بالك من نفسك ومن ادم لو لفيتي الدنيا كليتها مهتلاجيش راجل يحبك كيفه واصل.
حينها افترت شفتيها عن ابتسامة متهكمة مردفة :
– مش محتاجاك عشان اعرف مدى حب ادم ليا … و اه انا مش مسامحاك طول عمري انا جيت بس عشان افكرك باللي عملته يمكن لو ضميرك و*جعك ذنو*بك تخف شويا.
تأففت بضيق و نفضت تلك الأحداث من رأسها مرددة :
– خلاص انسي …. كل حاجة و*حشة خلصت و ادم معاكي دلوقتي. 
مرت ساعتان و انتهى الحفل ليأخذ مازن عروسه و يتجه الى الفيلا الخاصة به و يتفرق المعازيم ، فتح ادم باب السيارة لزوجته و أجلسها كانت هي تقاوم لإخفاء أ*لمها لكي لا ت*خيف ادم عليها مثل كل مرة يصيبها المغص لكنها لم تستطع فصرخت :
– اااه ادم.
أوقف السيارة على جانب و التفت اليها بقلق :
– ايه في ايه يا حبيبتي ايه اللي وا*جعك ؟
ردت عليه وهي تنحني للأمام و العرق يتصبب من جبينها :
– بطني و ظهري …. ااه انا مش قادرة شكلي بولد !
اهتز قلبه بين ضلوعه و بهتت ملامحه المصدومة غير مصدق لما يسمعه حتى أفاق على صوتها المخت*نق :
– انت بتبصلي كده ليه قولتلك انا بولد !!
حرك رأسه محاولا التركيز ثم قال بإضطراب :
– طيب طيب اهدي و متعليش صوتك عشان اعرف اركز.
اتسعت عيناها بدهشة و غصبت فصاحت :
– تركز في ايه يالا وديني المشفى والا هولد هنا اااااه منك لله يا ادم.
تنحنح يستعيد ثباته ثم انطلق بالسيارة و طوال الطريق يحاول تهدئتها حتى توقف ، خرج و حملها بين يديه متمتما :
– استحملي يا حبيبتي احنا وصلنا.
شهقت بر*عونة و غر*زت أسنانها في كتفه بقسو*ة تعادل حجم أ*لمها فكتم ادم شت*يمة كادت تنفلت منه وهمس :
– اه يا بنت ال …. استغفر الله العظيم حسبي الله.
صرخت بعصبية وهي تعضه مجددا :
– شايف الو*جع ده انا حاليا عايشة بأضعافه يبقى متقوليش استحملي !!
تجاهل صرخاتها و دخل الى المشفى ليستقبله طاقم كامل من الأطباء و الممرضات و كان قد اتصل بهم منذ كان في سيارته ، دخلت يارا الى غرفة العمليات و بقي هو واقفا أمام الباب يستمع لصوتها الحاد و لسانه يلهج بالدعاء لها ، لم يكن يتوقع حتى في أحلامه أن يعيش هذه اللحظات يتذكر أنه في يوم من الأيام كان في المشفى مع زميل له يراقب تصرفاته وهو يحوم في الرواق ينتظر خروج زوجته من غرفة العمليات وقتها استنكر خوفه و اعتبرها مبالغة منه لكنه الآن يدرك معنى هذا الشعور جيدا ، إحساس مخ*يف و جميل بنفس القدر !!
رأى والديه و شقيقته يدخلون مقتربين منه و يسألونه عن آخر التطورات حتى وصلهم صوت صرخات طفولية ، دق قلب ادم بعن*ف و إ*ختنقت أنفاسه و فجأة استقبل حضنا من والده مرددا بفرحة :
– الف مبروك يابني انت بقيت أب وانا بقيت جد الحمد لله يارب.
ضحكت حنان وهي ترى تجمده الغريب :
– في ايه يا حبيبي لما ديه حالتك ايه اللي هيحصلك لما تشيل بنتك.
فُتح باب الغرفة وخرجت الممرضة تحمل بين يديها ما عصف بكيانه و جعل الكون يتلون على حين غرة ، تقدمت منه وقالت بإبتسامة :
– بنوتة زي القمر الف مبروك.
صفقت رهف بحماس و اندفعت لها :
– عايزة اشيلها.
– استني خلي باباها يشيلها الاول … يلا يا ادم مستني ايه.
نطق بها ابراهيم في غرابة فأجابه الآخر مضطربا :
– خايف اوقعها.
ضحك والده ورد عليه :
– لا مش هتوقعها انا كنت زيك لما انت اتولدت و خ*فت بس موقعتكش بالعكس حطيتك في عينيا.
مد يديه مسميا بالله و حمل ذلك الجسد الذي رغم صغر حجمه إلا انه إستطاع هز أضلع ادم و جعل الرجفة تسري بها ، تطلع الى بشرتها المحمرة الطرية و شعرها الأسود الكثيف كل شيء فيها صغير أنفها و فمها يديها و قدماها تلتحف برداء أبيض في غطاء أبيض تجعلها مادة قابلة للالتهام من فرط الرقة والجمال … يا الله لقد واتته الآن رغبة مستعرة في ضمها لأحضانه بقوة لكنه يخاف عليها من الأ*ذى يخا*ف عليها لو تأ*لمت بين ذراعيه فهي صغيرته و أميرته ابنة حبيبته و نسخة مصغرة عنها لن يسمح لها بالأ*لم او الأ*ذى مادام هناك نبض في قلبه ….
رفعها اليه قليلا يؤذن في اذنها مبتسما ثم استدرك شيئا ما :
– يارا … يارا كويسة امتى اقدر اشوفها ؟
ضحكت الممرضة على شكله و أجابت :
– المدام بخير و هننقلها لأوضة عادية بعد شويا بس لازم اخد البنت بعد اذنك.
عاد الى ثباته و رسم ملامح الصلابة على وجهه مغمغما :
– خلو بالكم منها مش عايز أي تقصير !
همهمت بإيجاب لتعطيها رهف حقيبة تحوي أغراض الصغيرة ، و بعد فترة كان ادم يدخل حاملا طفلته بين يديه الى غرفة زوجته ، رآها مستلقية على السرير بتعب و سرعان ما قفزت بحماس عندما رأته :
– ادم انت جايب بنتنا معاك.
همهم بروية :
– جايب الأميرة الصغيرة للبرينسيس الجميلة بتاعتي.
انتفضت وهي تترقب بحماس و شوق بليغين لفلذة كبدها .. لازالت غير مصدقة أن الأمر أصبح حقيقيا … شهور من الانتظار توجت بطفلة شابهتها في ملامحها … طفلة كالقمر 
حملتها يارا بين ذراعيها بكل عاطفة وحب .. جل تلك المشاعر التي شعرت بها في فترة الحمل تضاعفت الآن لتتجسد في كومة أحاسيس حا*رقة تغدقه بهم على طفلتها في لمساتها وقبلاتها الرقيقة لكل جزء ظاهر منها. 
اغرورقت عيناها بدمو*ع التأثر هامسة :
– بنتي حبيبتي اخيرا شرفتي و مليتي عينيا بشوفتك.
داعب ادم انفها الصغير بإصبعه فقالت بإستدراك :
– هنسميها ايه ؟
همهم بتريث قبل ان يرفع رأسه لها هاتفا :
– هنسميها عشق.
عقدت يارا حاجبيها بإستغراب ثم شهقت بتفاجؤ :
– ده الاسم اللي انا اخترته من 3 سنين … كنت قاعدة مع رهف و قولتلها لو جتلي بنت في المستقبل هسميها عشق وانت اتريقت عليا وقولتلي ايه الاسم التافه ده. 
ضحك بظفر و رد عليها :
– مكنتش عارف في الفترة اياها اني هحب بنت تخليني مجنون بيها و اعشقها و اه يا ستي هسميها عشق …. عشق ادم الشافعي.
قالها بتفاخر فإتسعت إبتسامتها لتشهق فجأة عندما شعرت بحركة خفيفة
وصوت ضعيف يخرج من الصغيرة …
حدق كل منهما لبعضها في نفس الوقت ..قبل ان ينحني كليهما اليها يسترقان السمع …ليخرج ذلك الصوت الضعيف بوتيرة متقطعة ارتجف لها قلبيهما … 
– ادم ده صوت عشق انت سمعت صوتها !
نشجت يارا بتأثر وهي تشعر برغبة في التهام شفاه طفلتها الرقيقة تلك …حرك ادم رأسه محاولا الحفاظ على صلابته لئلا ينهض قافزا يضحك و يصرخ بأعلى صوته.
تنهدت الأخرى طابعة قبلة على طفلتها ثم أسندت رأسها على كتفه متمتمة :
– ربنا يخليك ليا.
حاوط كتفها بتملك و طبع قبلة على جبينها يهمس :
– ربنا يخليكو ليا يا اغلى ما عندي.
******** بعد مرور أشهر.
صدعت الضحكات الأنثوية من تلك الغرفة التي تجتمع فيها يارا مع صديقاتها المقربات … رهف و رتاج و تقي لقد تعرفت على هاتان الأختان عن قرب في هذه الفترة و أحبتهما خاصة انهما ذات روح مرحة تنشر الفرحة من حولها. 
سعلت يارا من كثرة الضحك قائلة :
– والله انتو التلاتة ملكوش حل عشق هتصحى من الصوت العالي ده.
طبعت رهف قبلة على جبين الصغيرة بحماس :
– خليها تصحى عشان اقدر العب معاها حبيبة عمتو ديه. 
رفعت حاجبيها بإستنكار :
– ايوة و ابقي نيميها انتي بعدين …. ديه بت*طلع عيني على ما تنام مكنتش بتسيبني اغمض ساعتين على بعض في الأيام الاولى كتر خير ماما حنان كانت بتخلي بالها منها و تسيبني ارتاح.
وضعت تقي يدها على بطنها بثقة :
– بس انا ابني حبيبي هيطلع عاقل لمامته.
ضحكت عليها يارا بسخرية :
– هنشوف مش انتو التلاتة حوامل ابقو قابلوني لما ولادكم يشرفو. 
شهقت رتاج بتوجس :
– انا مبقدرش افرط في نومي و راحتي هسيبه لمازن و اقوله يتجوز واحدة تانية تربيله ابنه او بنته.
انطلقت الضحكات الخافتة مجددا و بعد ساعات كانت يارا تقف أمام المرآة تنشف خصلاتها بعد الحمام الذي أخذته ، ارتدت منامة حمراء حريرية بحمالات رفيعة تصل لأعلى ركبتيها ثم صففت شعرها و نظرت لنفسها برضا عن هيأتها قبل ان تستدير لمصدر ذلك الصوت الرجولي :
– طفلتي الجميلة بتعمل ايه.
ابتسمت بحماس و اقتربت منه :
– انت رجعت حمد لله على سلامتك.
طبع ادم قبلة على وجنتها المكتنزة بشكل محبب لقلبه ثم قال :
– بنتي فين ؟
مطت يارا شفتها بشيء من الضيق :
– اسأل عليا انا الاول بعدين اسأل على بنتك عمتا انا وديت عشق لماما حنان.
لمعت عيناه بخبث وقال وهو يوزع عيناه على جسدها :
– عاوزة تستفردي بيا يعني ديه ليلتنا فل يا غيو*رة.
صحكت بخفة و ردت :
– ادخل خد شاور و بعدها احطلك تتعشا.
اماء بنعم و دخل الى الحمام بينما هي نزلت للأسفل تعد السفرة ، بعد دقائق وجدته يحتضنها من الخلف و يقبل عنقها :
– اوعى تقوليلي انك كنتي لابسة اللبس ده لما بابا جالك من كام ساعة.
هزت رأسها بيأس منه و هتفت :
– لا طبعا هو انا مجنونة لسه لابساه من شويا.
ضيق ادم عينيه و شدد على خصرها :
– لبستيه علشاني.
تنهدت بقوة و جذبته من يده ليجلس :
– بطل قلة أ*دب و متكسفنيش.
قهقه على إحمرار وجهها و بدأ بتناول طعامه معها وبعد الإنتهاء تفاجأت عندما وجدت قدماها ترتفع عن الأرض عندما حملها بين ذراعيه قائلا بنبرة جريئة :
– و دلوقتي وقت التحلية يا حلويات…..
بعد فترة كانت ترفع رأسها عن صدره متمتمة :
– اتأخرت النهارده ليه.
أجابها وهو يستمر في مداعبة شعرها بأصابعه :
– كان في اجتماعات كتيرة عملناها ولما خلصنا روحت انا و الشباب نلعب ماتش مصا*رعة.
شهقت يارا بفرحة :
– الله بجد ياريتني كنت معاكو.
تجهم وجهه و نظر لها بحدة :
– المكان كله رجالة عايزة تكوني معاهم تعملي ايه ؟ 
تأففت منه بضجر :
– خلاص مقولتش حاجة …. خلصت صفقتك مع العملاء الأتراك ؟
– ايوة و الطاقم بتاعنا هيروح تركيا بعد اسبوع عشان يشوف المصنع اللي هناك … صحيح اني نفسك تسافري لأنهي بلد ؟
ردت عليه بعبوس :
– تركيا حلمي اسافرلها من لما انت كنت بتاخد رهف معاك  بس بابا كان بيرفض و بيقولي هي مع اخوها وانتي لما تتجوزي سافري مع جوزك … و كنت قولتلك الكلام ده لما كنت حامل بس انت عملت نفسك مش سامع ومشيت و سبتني.
ابتسم ادم و اعتدل في جلسته مستندا على خشبة السرير خلفه :
– ومين قالك اني عملت نفسي مش سامع ؟ طيب ايه رايك لو قولتلك قررت اتعاقد مع العملاء الأتراك عشانك.
انتبهت لحديثه فجلست تلف الملاءة على جسدها و نظرت له متسائلة :
– عشاني ازاي مش فاهمة ؟ اوعى يكون قصدك …
قاطعها ادم بإبتسامة هادئة تناقض الإنفعال الواضح على وجهها :
– الاسبوع الجاي الطاقم بتاعي هيسافر تركيا و انا وانتي و بنتنا هنسافر كمان بس في الطيارة الخاصة بآل الشافعي ، هحققلك حلمك و اوديكي للبلد اللي طول عمرك بتحلمي تروحيلها !
يتبع..
لقراءة الفصل الثاني والخمسون والأخير : اضغط هنا

اترك رد