Uncategorized

رواية حور الأسد الحلقة الأولى 1 بقلم سهام محمد

 رواية حور الأسد الحلقة الأولى 1 بقلم سهام محمد 

رواية حور الأسد الحلقة الأولى 1 بقلم سهام محمد 

رواية حور الأسد الحلقة الأولى 1 بقلم سهام محمد 

في إحدى أحياء الأسكندرية الجميلة الهادئة حيث المباني السكنية المجاورة لبعضها البعض و متماثلة اللون و التصميم الخارجي و الداخلي أيضا، يعيش فيه معظم الناس من الطبقة المعيشية الوسطى و منهم في بداية الغنى و لكن جميعهم يمتازون بالطيبة و الأخلاق الحسنة و الآلفة لما بينهم.

المبنى السكني رقم 23 الموجود في الطابق الرابع شقة رقم3.

هذه الشقة الأكثر ضوضاء و إزعاجاً في هذا المبنى بالذات بسبب تلك الطفلة، لا عفواً أقصد الطفلة الكبيرة؟! نعم!!.

شقة رقم 3 تقطن داخلها أسرة محمد السيوفي المتكونة من:

الأب محمد السيوفي شاهين: رجل أعمال مشهور في البلاد يبلغ من العمر 55 عاماً، حكيم جداً في قرارته التي يتخذها مرح جداً و يحب المزاح في البيت وسط إسرته الصغيرة لكن في العمل هو جاد تمام الجد ولا يحب المزاح فيه أبداً، متوسط القامة بصحة جيدة يمتلك شعراً أسود يتخلله بعض الشيب ذو بشرة حنطية شرقية جميلة يمتلك زوجاً من الأعين البنية فـ برغم أنه أبن عائلة السيوفي شاهين الشهيرة في البلاد إلا أنه دائماً يحب البساطة لـ يعيش في شقة بدلاً من الڤيلات و القصور.

الأم رضوى البحيري: هي من عائلة البحيري المشهورة بإمتلاكها سلسلة شركات إستيراد و تصدير في البلاد تبلغ من العمر 54 عاما طيبة القلب و حنونة على أبنائها و زوجها متوسطة القامة ذات شعر بني فاتح يتخلله بعض الشيب و تخفيه تحت حجابها بشرة بيضاء ناصعة تصاحبها بعض التجاعيد التي أكسبتها جمالاً على جمال زوج من الأعين الزرقاء البحرية البراقة أنف يونانية جميلة مع شفاه توتية اللون.

الأبن سيف محمد: الأبن البكر لمحمد يبلغ من العمر 27 عاما كان يعمل في الشرطة لكنه إستقال بعد أن أخذ ترقية لمنصب رائد لسبب ما مجهول أصبح يعمل مع والده في الشركة و يساعده في إدارة بعض الفروع فارع الطول 189سم يمتلك شعراً أسود كثيف ناعم مع أعين بنية ورثها من والده و اخذ منه البشرة الحنطية أيضا هادئ في تصرفاته جداً و جاد جداً في عمله لا يحب أن يمس أحداً عائلته بسوء فهم خطاً أحمر و خاصة أخته الصغيرة.

الأبنة حور محمد : هي الأبنة الصغيرة و الأخيرة لمحمد تبلغ من العمر 23 عاما إنتهت من دراستها لمجال تصميم الهندسة من فترة قصيرة و كم هي موهوبة في هذا المجال متوسطة القامة لكن أقرب إلى القصيرة ف طولها هو 158سم أو قصيرة تمتلك شعراً بنياً طويل جداً يصل إلى ركبتيها تتخلله خصلات صفراء ذهبية و هو أملس حريري و ناعم جداً مع بشرة بيضاء ناصعة و شفاه توتية تصبح حمراء بشدة عندما تأكل الشوكولاتة فهي نقطة ضعفها يزين وجهها أنف صغير جميل و عيون أقل ما يقال عنها رائعة صدق من أسماها حور و هي حورية من حوريات الجنة سقطت على الأرض هي مجنونة و طفولية جدا تحب الأطفال بشكل غريب طيبة القلب و رحيمة جدا.

^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^

تخرج رضوى من المطبخ بعد أن أعدت الأفطار و تركت إبريق الماء على النار ليغلي بينما توقظ زوجها و أبنتها و قد سبق و أن أستيقظ زوجها منذ وقت قصير.

وقفت أمام الباب الأبيض الذي يزينه ملصقات و رسوم لشخصيات كرتونية مختلفة و أعلاه قوس قزح الجميل المرسوم باليد بحرفية تامة طرقته بهدوء لكن لم تسمع رداً لتطرقه مرة أخرى و تدلف إلى الداخل و تغلق الباب خلفها جلست بجانب جسد أبنتها التي تنام على جانبها الأيمن و شعرها مبعثر في جميع أنحاء السرير و يغطي وجهها بخفة.

لتمد رضوى يدها و تبعد الشعر بخفة من على وجهها لتظهر ملامح حور النائمة بعمق إبتسمت على أبنتها لتبدأ بهزها برفق من كتفها تردف قائلة:

رضوى: حور يا حبيبتي يلا إصحي بقى الله؟!.

لم تجد رداً لتتنهد بنفاذ صبر لتبدأ بهزها بقوة بسيطة و هي تقول:

رضوى: قومي يا حور عشان سيف جابلك الشوكولاتة إلي بتحبيها ولا أروح أديها لريم؟!.

لتعتدل حور من نومها بسرعة البرق و شعرها غطى وجهها مرة أخرى بشكل مضحك لتكتم رضوى ضحكتها بصعوبة و لم تنجح في هذا لتبدأ بالضحك بخفة عليها لتهز حور رأسها بيأس من والدتها بسبب أساليبها التي تجعلها تستيقظ من نومها بسرعة كبيرة.

رفعت يديها لتبعد شعرها من أمام وجهها و تغلق عينها اليسرى و تتحدث مع والدتها بخيبة أمل و ممل:

حور: ماما أبوس إيدك بلاش سيرة الشوكولاتة دي على الصبح بدل ما اتوحم عليها و انتي عارفة كدة و بعدين شوفيلك حيلة تانية و أنتي بتصحيني مفيش غير كل شوية شوكولاتة شوكولاتة شوكولاتة جربي مرة تصحيني و أنتي تقوليلي: حور يا حبيبتي أصحي عشان تفطري معانا.

إتسعت عينا رضوى بصدمة و هي مازالت تنظر إلى حور التي تغلق عينها اليسرى للتضيق عيناها و تضع يديها على كلا جانب خصرها و تقول بلؤم:

رضوى: بقى أنا إلي مفيش ولا مرة بصحيكي و بقولك إصحي يا حبيبتي؟! أنا يا بنت المجنونة لسا من شوية قايلالك كدة و مش ذنبي إنه نومك عامل زي الدببة ماشي.

أبتلعت حور ريقها بصعوبة و تنظر إلى والدتها بعين واحدة :

حور: ماما حبيبتي أنتي خلاص روحي بقى أنتي صحي حمو عشان ميزعلش و أنا حمسة و هاجي وراكي.

نظرت إلى والدتها بنظرات القط و هي تبسط أناملها أمام وجه رضوى و قالت ( حمسة) عمداً لكي تهدأ رضوى قليلا.

تنهدت رضوى بيأس من طريقة تحدث حور مثل الأطفال التي تلفظ الحروف بشكل خاطئ لتومئ لها بخفة بثانية تجد حور تعانقها بشدة و هي تضحك.

لتضمها إليه و هي تمسد شعرها الطويل، إبتعدت حور لتخرج رضوى ذاهبة إلى زوجها لكي تراه إذا أستعد أم لا.

إستقامت حور من سريرها بعد أن فتحت عينها اليسرى لتقف على الأرض الصلبة البادرة و هي ترتدي خفها المنزلي لتذهب إلى حمامها الخاص لتستحم و تفرش أسنانها ثم تتوضئ إرتدت ملابس بيتية مريحة و رفعت شعرها الطويل بصعوبة على شكل كعكة بعد عدة محاولات إنتهت لتخرج من الحمام و ترتدي إسدالا و تؤدي فرضها و تنزعه لتستقم في وقفتها لتجد شعرها ينسدل مرة إخرى لتتنهد بيأس منه إتجهت إلى تسريحتها الخاصة و تمسك بعلبة العدسات الطبية اللاصقة و تفتحها بحذر مدت سبابتها اليمنى تلتقط تلك العدسة الرقيقة على طرف سبابتها و رفعتها نحو عينها اليسرى لتضعها بحذر شديد.

أغلقت عيناها عدة مرات لتعتدل وضعية العدسة الطبية في مكانها الصحيح لتبتسم بخفة…. أمسكت منشفة وردية اللون متوسطة الحجم لتبدأ بتنشيف شعرها و هي تجمعه على جانب واحد.

إنتهت لتتركه منسدلا و تخرج من غرفتها ذاهبة إلى المطبخ لتجد والدها و والدتها جالسين لتتجه إلى والدها و هي تحتضن رأسه من الخلف أنزلت رأسها نحو وجهه لتطبع قبلة رقيقة على وجنة والدها محمد الذي ضحك لتقول بينما تسند راسها على رأسه:

حور: صباح الخير يا حمو.

محمد بإبتسامة: صباح النور على العسل و السكر.

حور بخبث تجاه والدتها: و بخصوص العسل و السكر دا يا حمو صبحت على النحلة و قصب السكر ولا إيه؟؟.

صدمت رضوى من حديث حور لتشهق ناظرة لها بينما ضحك محمد بصخب بعد أن فهم إبنته لتعبس حور من نظرات والدته و تبتعد عن والدها الذي مازال يضحك لتخلس على مقعدها الخاص لتقول رضوى ناظرة بحقد مصطنع نحو محمد:

رضوى: والله و عجبك كلامها يا محمد.

أصبح محمد يهدأ نفسه بصعوبة من الضحك ليتنحنح قائلا بجمود مصطنع:

محمد: أه عجبني و فيها حاجة يا رضوى ولا إيه؟؟.

رضوى بتهكم: لا مفيهاش بس كفاية دلع ليها بقى دي مش صغيرة دي بنتك كبيرة.

محمد: حتى لو كبرت مية سنة لقدام يا رضوى هتبقى صغيرة في نظري عشان هي حبيبتي.

لتصفق حور و تقول بصوت عالي:

حور: إشطا عليك يا أبو سيف يا جامد.

كانت ستصرخ بها رضوى إلا أنها وقفت هاربة من على سفرة الطعام قائلا بضحك:

حور : هروح أشوف سيف إتأخر ليه بدل ما أموت النهاردة.

ما أن ذهبت حور من ناظريهما ضحكا عليها بخفة من تصرفاتها تلك.

بينما هي وقفت أمام باب الغرفة المقابل لغرفتها و تطرق الباب بخفة لتسمع الأذن بالدخول أطلت برأسها نحو الداخل لتقول بإبتسامة:

حور: صباح الخير يا سيفو ممكن أدخل؟.

رد عليها سيف بينما يعدل أكمام قميصه الأبيض و هو ينظر نحوها بإبتسامة:

سيف: طبعا أدخلي خصوصا إني مش متعود على الأحترام الزايد ده منك!!.

دلفت حور و أغلقت الباب خلفها لتقول بعبوس و هي تتجه لتقف أمامه و ترفع رأسها بسبب فارق الطول بينهما:

حور: بقى كدة يا سيف يعني أنا مكنتش محترمة قبل كدة ولا إيه؟.

أنزل سيف نفسه قليلا ليصبح بمستواها و يقول:

سيف: خلاص متزعليش يا رورو بقى و بعدين يا ستي انا و راجع من الشغل ليكي عليا أجيبلك شوكولاتة.

ليلمس قمة أنفها بسبابته بسرعة و يذهب نحو تسريحته و يمسك بربطة العنق السوداء ليربطها حور جعدت أنفها بشكل مضحك و هزت رأسها لكلا الجانبين بإنزعاج لطالما لم تحب هذه الحركة لأنها تسبب لها قشعريرة في أنحاء جسدها.

لكنها إبتسمت له و ذهبت نحوه لتقف بين جسده العريض و بين التسريحة لترفع نفسها برؤوس أصابعها لتمسك بربطة عنق أخاها الذي نظر لها بضحكة خفيفة فهذه عادتها دائما.

إنتهت من ربط ربطة عنقه لتمسك بجاكيت البدلة الرسمية الخاصة به و تلبسه إياها بلطف و رقة صادرة منها ليباغتها هو بإمساكها من خصرها رافعا إياها على كتفه لتصرخ ضاحكة و يهم خارج حدود غرفته ذاهبا إلى المطبخ.

نظرت رضوى و محمد إلى سيف الذي يحمل أخته على كتفه ليقول هو بمرح ناظرا نحو والديه:

سيف: القصيرة جاااات أهيييه.

حور بإنزعاج: قصيرة في عينك يا طويل يا نخلة.

رضوى ممازحة: طيب و هو قال حاجة غلط يا حور؟.

أنزلها سيف لتذهب نحو مقعدها و تجلس عليه و تضع يدها على وجنتها اليمنى و تبرز شفتيها و تقول بعبوس ناظرة إلى الطاولة:

حور: لا كلامه صح أنا قصييييييرة.

صرخت بأخر كلمة بصوت خفيف و قد وضعت رأسها على الطاولة بيأس لتجعلهم يضحكون عليها بصوت عالي…رفعت راسها ناظرة نحوهم بنظرات غاضبة لتقول لمحمد:

حور: بابا هو أنا ممكن أروح أتمشى شوية على البحر النهاردة؟؟.

محمد مفكرا: لا يا حور مينفعش النهاردة و غير كدة إستني لحد بكرة عشان كدة كدة رايحين القاهرة لبيت جدك نقضي باقي الأسبوع هناك.

لينظر سيف و رضوى و حور نحوه بإستغراب لتقول رضوى:

رضوى: ليه هنروح هناك هو مش لسا قدامنا يومين على ما نروح هناك زي كل مرة ولا إيه؟؟.

محمد مطمئنا: لا متخفيش مفيش حاجة كل ما في الحكاية إني هدي الموظفين بتاعت الشركة و فروعها إجازة يومين غير يوم الجمعة و السبت عشان يرتاحوا شوية.

سيف: بس يا بابا بكرة عندنا إجتماع مع شركة علشان الصفقة ولا أنت نسيت.

محمد: لا منسيتش بس عرفت إنه الصفقة دي هتبقى خسارة للشركة فرحت رافضها.

سيف: أه طيب ماشي زي ما أنت عايز.

حور: طيب يا بابا مش هروح المرة دي بس المرة الجاية هنروح كلنا سوا ماشي.

نظر لها محمد ليرفع يده و يمسد شعرها قائلا بإبتسامة:

محمد: حاضر يا حور من عنيا يا حبيبتي.

رفعت يداها للأعلى بحماس و هي تضحك بصوت عالي ليبتسموا معها ليبدوأ معا بتناول وجبة الأفطار سريعا ليذهب محمد و سيف إلى الشركة من أجل إنجاز العمل سريعا.

***********&&**********

في القاهرة تحديدا في قصر أسد السيوفي.

أسد سيف السيوفي هو مالك و مدير أكبر مجموعة شركات تصميم في البلاد ولها شهرتها الواسعة و صدق من سماه أسد فهو كملك الغابة في هذا المجال الذي يتفنن به بكل طرقه الحرفية و المميزة جدا بذكاء عالي و جهد كبير.

أسد هو شاب في منتصف العشرينات يبلغ من عمره بالتحديد 27 عاما فهو و سيف إبن عمه ولدا في نفس اليوم من الشهر و السنة ذاتها….ذو جسد مملوء بالعضلات المفتولة و أسمر البشرة بشكل جذاب و وسيم لديه معالم رجولية و فك حادة جدا و صارمة مع عينان من اللون الأسود الداكن يتميز بشعره الأسود الكثيف اللامع بشكل طفيف و يتميز بنعومته الشديدة…مع أنف حاد كالسيف تمام و شفاه غليظة تناسب وجهه الرجولي…. فارع الطول حيث يبلغ طوله 191 سم….يهوى و يعشق التصميم الهندسي بشكل غريب جدا….صارم جدا في عمله ولا يحب التقصير به….قليل الأبتسام و إن إبتسم يكون إستهزاءا أو حقق إنتصارا يضيفه إلى قائمة إنتصاراته…….بارد التعامل دائما إلا مع سيف الذي يعتبره أخاه برغم إنه إبن عمه إلا أنه صديقه المقرب أيضا… غامض جدا و قليل الكلام مع الأخرين.

سارة سيف شقيقة أسد الصغرى تبلغ من العمر 24 عاما تعمل مع اسد في شركته كمصممة معمارية أيضا….متوسطة القامة حيث يبلغ طولها 161 سم لديها شعرا بني غامق اللون و هي بيضاء البشرة مع أعين عسلية جميلة و شفاه مكتنزة رائعة وردية اللون و أنف صغير جميل يناسب ملامح وجهها الرائعة…على الرغم من عدم تحدثها مع شقيقها كثيرا إلا أنها تعرف جميع أسراره و هي تحبه و هو يحبها أيضا و كثيرا أيضا….مرحة و تحب الضحك عكس أسد و طيبة القلب أيضا ذات أخلاق عالية و هادئة السلوك عكس انتيمتها حور التي تحبها كثيرا.

والدهم سيف توفى منذ سنين بسبب حادث سير على الطريق السريع و هذا أثر على الجميع و أكثرهم أسد و لكنهم تخطوا هذا الموقف مع الوقت.

والدتهم نسمة التي تعيش بمفردها هي و سارة في فيلتهم الخاصة إمرأة في عقدها الرابع متوسطة الطول تمتلك شعرا بنيا غامق اللون و أعين بنية عادية ذات بشرة بيضاء و مسمرة قليلا و أنف يناسب ملامح وجهها و شفاه وردية اللون.

…………………………….

قصر أقل ما يقال عنه خاصا للملوك فهو كذلك بالفعل لأنه قصر الملك أسد السيوفي ملك الشركات للتصاميم المعمارية و الهندسية في جميع أنحاء البلاد.

نذهب إلى الطابق الثاني حيث جناحه الخاص المتميز باللون الرمادي و الأثاث الأسود اللامع… هناك على السرير الكبير ينام عليه جسد أقل ما يقال عنه مثير بعضلاته تلك….كان أسد نائما على بطنه عندما رن منبه هاتفه ليمد يده و هو مغلقا عيناه و يطفئه بضغطة واحدة.

أعتدل في جلسته لتظهر عضلات معدته السداسية و عضلات صدره المشدودة فهو دائما و أبدا ينام فقط ب بنطال قطني… ليرفع يده اليمنى و يفرك منطقة أعلى أنفه التي بين عيناه بإرهاق….فتح أخيرا عيناه السوداء الجميلة لينظر إلى الساعة و يقف متجها إلى حمامه الخاص…إستحم و فرش أسنانه ليتوضئ إرتدى بنطالا أسود و خرج من الحمام و هو يضع منشفة بيضاء على كتفيه لينشف شعره الفحمي….إرتدى تيشرت أبيض و بدأ بأداء فرضه كالعادة لينتهي و يتجه نحو غرفة الملابس ليختار بدلة بدلة عمل سوداء بقميص أبيض ناصع.

إرتدى البنطال ثم أمسك بالقميص إرتداه ليترك أول ثلاثة أزار حرة تكشف جزءا من صدره العريض بدأ يضبط أكمام القميص ليضع فيه أزار سوداء لامعة على شكل وجه الأسد ثم أمسك بجاكيت البدلة ليرتديها بطريقة رجولية سريعة جلس على الكرسي و هو يربط ربطة جذمته الرجالية الفخمة.

إتجه إلى أحد الأدراج الموجود في الرفوف أمامه ليخرج علبة و يختار ساعة سوداء فخمة و يرتديها في يده اليسرى بحرفية تامة….خرج من غرفة الملابس ليتجه نحو التسريحة مشط شعره سريعا لأعلى ليبدو جذابا بشكل مجنون لينهي طلته الملكية برشة من عطره المفضل.

أمسك هاتفه الأسود و مجموعة من مفاتيحه الفضية التي علق عليها دلاية على شكل أسد.

نزل درجات السلم بسرعة ليهم خارج قصره إلا أن أحد الخدم قاطعه بندائه قائلا بإحترام مطأطأ رأسه لأسفل:

الخادم: أسد بيه الفطار جاهز.

توقف أسد ليستدير له و يقول ببرود:

أسد: لا أنا مش هفطر هنا إنتوا إبقوا جهزوا الغدا بس.

الخادم بإحترام: حاضر يا أسد بيه.

ليرحل أسد متجها إلى السيارة التي جهزها له السائق ليتجه السائق لكي يفتح الباب إلا أن أسد أوقفه بحركة بسيطة من يده ليذهب السائق نحوه بإحترام و يعطيه مفتاح السيارة….إلتقطها أسد من يده ليذهب بها نحو مقعد السائق بينما السائق إبتعد عن طريقه….بدأ أسد يتحرك بسيارته نحو البوابة الألكترونية لتفتح و يخرج بها خارج حدود قصره و تغلق أوتوماتيكيا بمفردها.

لينظر خلفه من المرآة الجانبية ليجد مجموعة من السيارات تسير خلفه بإنتظام كانت جميعها محملة بأعتى و أقوى الرجال مكلفين بحماية أسد دوما.

وصل هو أمام شركته ليهبط من سيارته برجولية ليطاوقه سريعا مجموعة من الحراس ليسير إلى الداخل بخطوات سريعة نسبيا و يمشي معه الحرس إلى أن وصل مدخل الشركة تروكه ليدخل معه إثنان فقط و الباقي على مدخل الشركة.

سار أسد نحو المصعد ليستقله نحوه الطابق الاخير حيث مخصص لمكتبه فقط هو و السكرتير….بعد ثلاث دقائق وصل المصعد إلى طابقه المنشود ليفتح المصعد ابوابه و يخرج منه وجد سكرتيره أحمد منتظرا إياه ليقول أحمد بإحترام و هو يسير خلف اسد:

أحمد:صباح الخير يا أسد باشا.

دلف أسد إلى مكتبه الفخم ليجلس على مقعده خلف مكتبه الأسود ليقول:

أسد: صباح النور يا أحمد قولي في إجتماعات الناس النهاردة.

رد أحمد متصفحا جدول أعماله ليقول:

أحمد: لا يا أسد باشا كل إلي موجود النهاردة في جدولك إنه عليك تمضي أوراق الصفقة النهائية لشركة الوفد الأمريكي يا فندم و الورق قدام حضرتك.

أومىء له أسد ليكمل:

أحمد: و كمان النهاردة صرف شيك لدور الأيتام إلي تحت إشراف الشركة بس هو دا جدول أعمالك النهاردة يا فندم.

أومئ له أسد مرة أخرى ليمسك بعدها بالقلم و يبدأ بتوقيع الأوراق و حرر الشيك بالمبلغ الذي يريده كما يفعل في كل نهاية شهر.

أخذهم أحمد من أمامه ليستأذن منه و يهم بالخروج من مكتبه….أراح ظهره على ظهر الكرسي لتمر دقائق معدودة و يرن هاتفه أخرجه من جيب سترته الداخلية لينظر إلى شاشته ليجد المتصل هو سيف… فتح المكالمة ليصله صوت سيف الهادئ:

سيف: صباخ الخير يا أسد.

رد عليه ببروده المعتاد:

أسد: صباح النور يا سيف.

سيف: عامل إيه؟؟.

أسد: كويس و إنت؟؟.

سيف: كويس…حبيت أطمن عليك لأنه بقالي يومين متصلتش بيك.

أسد: أممم ماشي يا سيف مش هسأل عن السبب.

سيف مقهقها: ماشي يا ملك المهم بكرة وراك حاجة مهمة؟؟.

أسد: لا … ليه؟!!.

رد عليه سيف بينما ينهي إمضاء بعض الورق أمامه:

سيف: عشان تيجي بيت جدي بكرة لأن بابا هيدي الشركة إجازة يومين ف لو مفيش حاجة مهمة عندك تيجي معانا.

همهم أسد ليرد مفكرا:

أسد: ماشي هشوف يا سيف.

سيف: طيب يا كينج مستني منك الرد.

أسد: ماشي سلام.

سيف: سلام.

أغلق الهاتف ليضعه على طاولة المكتب أمامه و يعود مريحا ظهره إلى الخلف و ينظر إلى السماء من النافذة الطويلة التي أمامه.

دقائق تمر بهدوء و هو مغمض العينين ليصل إلى مسامعه صوت شجار و من تميزه للأصوات عرف أن أحمد يتحدث مع احدهم لكن من لا يعرف….فتح عيناه بنفاذ صبر ليهب واقفا بسرعة من مقعده و يتجه إلى الباب فاتحا إياه بقوة و يقول بهدوء:

أسد: هو في إيه يا أحمد؟؟ و ليه الدوشة دي كلها؟؟.

وجد أحمد يتحدث بعصبية مع تلك الواقفة أمامه و معطية ظهرها لأسد…. ما أن سمعت صوته إستدارت له لينظر لها هو و تتسع عيناه من الصدمة ليقول:

أسد: أنتي………

يتبع..

لقراءة الحلقة الثانية : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

نرشح لك أيضاً رواية قلبي لك للكاتبة اميرة محمد.

اترك رد

error: Content is protected !!