Uncategorized

رواية هوس عاشق الفصل الأول 1 بقلم فرح طارق

 رواية هوس عاشق الفصل الأول 1 بقلم فرح طارق

رواية هوس عاشق الفصل الأول 1 بقلم فرح طارق

رواية هوس عاشق الفصل الأول 1 بقلم فرح طارق

يجلس بشرود علي مقعده الوثير خلف مكتبه ويرجع رأسه للخلف وهو يتنهد بحزن ويخرج زفيرًا حارًا من داخله يحمل كل معاني الألم، تنهد بحزن وهو يشعر بأن كل خلية بجسده تأبى نسيانها، قام من مقعده ووقف خلف الحائط الزجاجي بِمكتبه وقف رغم حُزنه و رغم غوصه بِتلك الذكريات التي تأبى ترك عقله يقف بشموخ وهو يضع يداه بِداخل جيوب بِنطاله وهو يتذكر أول لقاء لهم
FLASH BACK
في إحدى الليالي الشتوية شديدة البرودة بِمدينة الإسكندرية
توقفت سيارته ف إحدى إشارات المرور وفتح زجاج سيارته وهو ينفس دخان تِلك السيجارة التي يحملها بيده 
“ورد يا بيه..”
نظر تِجاه ذات الصوت الأنثوي رآي أمامه فتاة تمسك بيدها بعض الورود ترتدي فُشتانًا مِن اللون الأسود وبِه بعض الرسومات البيضاء وشعرها المبلل بمتء المطر ومنسدل خلف ظهرها بإهمال.
نورسين : ورد يا بيه
قالتها نورسين مرة أخري وهي تنظر لهُ بِبعضٍ من الدهشة تُحاول فهم نظرتهُ تِلك
إنتبه لها مالِك وحمحم وهو يُشير لِتلك الوردة الحمراء التي تحملها، وفرحت نورسين أنها واخيرًا سيشتري منها أحد ف هي تقف منذ الصباح الباكر ولم تبيع شيئًا حتي الآن
نورسين بفرحة : إتفضل يا بيه
اخذها مالِك واعطاها الكثير من المال نظرت نورسين بصدمة كبيرة للمال الذي بيدها ف هي وإن باعت كل تِلك الورود التي معها لن تُجمع تِلك الأموال 
نظر لها مالِك بإبتسامة ومن ثم وضع تِلك الوردة الحمراء بجانب أذنها وهو يقول
مالِك : دي مني ليكي
ثم أخذ ورد أخري وهو يردف قائلًا : ودي ليا أنا 
كادت أن تتحدث ولكن سمحت الإشارة بالمرور وتحرك السائق
BACK
قطع ذاك الشرود صوت طرقات حمحم مالِك وسمح للطارق بالدخول ف هو حقًا كان كالغريق والآن جاء أحدهم لإنقاذه من غرقانه بِتلك الأفكار
حمحم عامر سكرتير مالِك الخاص وهو يقول
“مالِك باشا أستاذ زين برة”
مالِك بنبرة صارمة : ومدخلش ليه أنا مش قولتلك أول ما يجي تدخله أنت ناسي ده مين
عامر بخوف من نبرته : والله يا فندم هو اللي رفض يدخل من غير ما أبلغ حضرتك بوجوده
مالِك وقد هدأ قليلًا ف هو يعلم إبن أخته لن يدخل حتي يأذن مالِك بذلك ف منذ ما بدر من أمه وهو علي يقين تام بأنه ليس لديه حق بِتلك الشركات : تمام دخله..
قالها مالِك بهدوء وهو بسند برأسه للخلف..
خرج عامر وهو في حيرة من أمره من تغير مالِك الدائم ف هو هكذا دائمًا تارة يقول كلمة بكل غضب وتارة أخري يقولها بِكل الهدوء الذي يحمله العالم
عامر وهو يجلس خاف مكتبه : إدخل 
زين بجدية مزيفة : أدخل!! أنا إبن أخت مديرك على فكره تتكلم بأسلوب احسن من كده.
عامر : أمشي يا زين.
زين : أنا غلطان، دا أنا الي كنت جايلك بسهرة النهاردة.
عامر بمرح : أي يا زينو إنت بتاخد الأمور جد ليه كده.
زين : زينو!! طب م
عامر مقاطعًا له: زين قصدي زين.
زين بغرور وهو يعدل من ياقة قميصه : أيوة كده.
عامر : يلا هوينا بقى وأدخله.
زين : بتقول أي.؟
عامر : بقولك أدخل مالِك مستنيك.
دلف زين لمكتب مالِك 
مالِك بحده : اهلا ب اللي سايب شغله وهربان زيه زي الستات تواجهم مشكلة يقوم يهربوا ف مكان يعيطوا فيه شويتين.
زين بحرج : خالو أنا
مالِك بصرامه : إنت أي، حصلك مشكلة هربت زي زيك الستات وجاي تظهر دلوقت.
زين : حط نفسك مكاني أبويا مات بسكتة قلبية وبعدها ب 6 شهور ألاقي أمي إتجوزت، ولا ده مش أي حد ده إتجوزت الشخص الي هو السبب ف موت بابا.
مالِك : تقوم تهرب وتسيب كل حاجه وراك يا زين، ده الي أبوك رباك عليه.؟ وأخواتك الي أنت المفروض أكبرهم، سيبتهم لوحدهم وهربت، شغلك ركنته وراك وهربت، أبوك كان مربيك على كده.؟ أنا يا زين ربيتك إنك تهرب من أي مشكلة وتواجه ولا تهرب.؟
زين بحرج : عندك حق يا خالو أنا آسف، بس الشركة
مالِك بحدة مقاطعًا له وبنبرة لا تقبل النقاش : مبسش يا زين دي شركتك ليك أسهم فيها من حقك أنك تيجي وتشرف علي أسهمك وتحط ايدك ف أيدي ونشتغل فيها سوي ونكبر ف السوق أكتر سوي وبعدين يلا عشان تلحق تظبط شغلك ومواعيدك لأن فيه صفقة مهمة هتنقل معانا نقلة تانيه فالسوق ومكنتش هثق ف أي حد بصراحه إني أعرفه علي صفقة مهمة زي دي ويكون معايا فيها وكويس أنك رجعت لعقلك ونزلت شغلك تاني
حمحم زين بحرج من كلامه : تمام يا مالِك أنا هروح لعامر دلوقت واخد معاه جولة ف الشركة وأشوف الموظفين الجداد يعني واتعرف عليهم واظبط الدنيا كده وبعدين هروح المصنع
مالِك وهو يسند رأسه بالخلف مرة أخري : تمام، وبلغ زياد وشاهندا وجمال إن بكره فيه إجتماع لرؤساء كل الأقسام.
هز زين رأسه بمعنى نعم.
في مكان أخر تحديدًا أميركا
“بابي بليز مش عاوزة أنزل Egypt” صاحت بإنفعال 
جلال الدين : ميرا خلاص قولت كلمة ومش هتنيها هننزل مصر أنا مش هفضل متغرب هنا أمريكا
ميرا بتوسل : يا بابي مالها أميركا وبعدين إنت جاي بعد السنين دي كلها تقول إنك متغرب هنا!
جلال الدين : ميرا إقفلي ع الموضوع هننزل مصر يعني هننزل مصر أنا صفيت كل حاجه هنا والشركة هديرها من مصر ولو حصل حاجه مالِك شريكي هيبعت زين
صمتت ميرا ف هي تعلم والدها إن قرر شئ لن يتراجع عنه
صاحت ميرا بتأفف : اوك بابي هنمشي إمتي
جلال الدين : الطيارة هتمشي بعد ٣ ساعات
ميرا بصدمة : what هلحق أنا ف ٣ ساعات أجهز كل حاجاتي وكمان لازم نمشي قبل بحاولي ساعة ونص يعني قدامي ساعة بس 
بكت ميرا بغضب وهي تقول : ط طب ليه مقولتش
نظر جلال بدهشة الي إبنته التي تبكي من أقل شئ يحدث
صعدت ميرا لغرفتها بتأفف حتى تقوم بتجميع أشيائها بينما تحدث جلال لمالِك 
جلال : اهلًا يا مالِك
مالِك بإبتسامة : أهلًا جلال باشا
جلال : ازيك يا إبني، أنا هنزل مصر خلاص وهمسك الشركة الي ف أمريكا من مصر ولو حصل حاجه هسفر زين بدالي وأهو بالمرة يبعد شوية عن مصر
مالِك : تمام يا جلال باشا تنور مصر
جلال بإبتسامة : بنورك يا مالِك مصر منورة بناسها
مالِك : متحرمش منك، هتوصل إمتي..؟
جلال : على بكره إن شاء الله
مالِك : تيجي بالسلامة إن شاء الله
جلال : و زين والي ف البيت أخبارهم اي
مالِك : كلهم بخير الحمدلله و واحشهم كلهم
جلال : ربنا يباركلك يا أبني ع العموم الطيارة هتمشي بعد ٣ ساعات ف يادوب ألحق أظبط باقي الأمور هنا لأحسن ميرا عمالة تعيط أصلًا لأني لسة معرفها دلوقت وهي كده مش هتلحق تجهز حاجتها كلها
إبتسم مالِك بإقتضاب : في إنتظارك يا جلال باشا
جلال : المهم يا مالِك عرفت أي أخبار عنه
تنهد مالِك وأردف قائلًا : لاء
جلال بنبرة حادة : تمام ع العموم أنا نازل أصلًا عشانه وكفاية لحد كده هجيبه مهما كان مختفي فين وهدور عليه بنفسي وطبعًا بمساعدتك يا مالِك أنا عارف طبعًا إنت عملت إي ودورت عليه ازاي بس أكيد وانا معاك هتختلف هندور سوي ف كل حِتة
مالِك : ان شاء الله يا جلال باشا مع السلامة
أغلق مالِك معه ووقف خلف الحائط الزجاجي بِمكتبه بشرود
في ڤيلا مالِك الفيومي
داليدا بتقزز : وإحنا إزاي هيجيلنا نفس نتغدي دلوقت
شاهندا : داليدا في أي ما انتِ بتاكلي أهو
داليدا وهي تنظر لذاك الذي يجلس بجانب شاهندا بحزن : باكل فين بعد ما الواحد نفسه بتتسد علي الأكل كده
نهض زياد من مقعده بحزن وإتجه لخارج الغرفة التي يتناولوا الطعام بها
نظرت شاهندا لداليدا بغضب وهي تردف بتقزز من أختها : عمرك ما هتتغيري يا داليدا هتفضلي طول عمرك أنانية وبتضيعي كل حاجه حتي إبنك بتضيعيه وبعدين يسد نفسك ف إي هو أختار يكون كده ولا دي إرادة ربنا وخلقته..؟
داليدا بملل : بقولك إي يا شاهندا بجد مزاجي كان حلو النهاردة أصلًا وكفاية إتعكر لما شوفت خلقته دي
شاهندا بغضب : خلقته..؟ دا إبنك يا داليدا
قامت داليدا بغضب وصوتٍ عالِ حتى يسمعه زياد : مش إبني الخلقة الزفت دي مش مني انا معنديش غير زين وفرح غير كده لاء ده مش إبني فاهمة يا شاهندا وإياك أسمع حد بيقول كلمة إبنك دي
شاهندا بسخرية : ولادك فرح زين وهما فين ولادك دول..؟
زين الي دخل ف حالة إكتئاب بسببك وبسبب عمايلك ولا فرح الي دايمًا منطوية وف حالها وبسببك بردوا تقدري تقولي إنتِ تعرفي إي عن ولادك الي عمالة تقولي مليش غيرهم دول يا داليدا..؟
صاحت داليدا بغضب : شاهندا إفتكري إني أختك الكبيرة وتكلميني بإحترام وولادي ملكيش دعوة بيهم أكلمهم زي ما انا عاوزة وأعاملهم زي ما انا عاوزة لإنهم ف النهاية ولادي أنا فاهمة لما تبقي تخلفي إبقي إتحكمي فيهم ثم أضافت بسخرية ولا إنتِ عمالة تدخلي فيهم لإنك مبتخلفيش اه صح سوري يا شاهي نسيت إنك يا عيني مبتخلفيش بس ده بردوا ميدكيش الحق إنك تدخلي ف ولادي يا شاهندا مفهوم
نظرت لها شاهندا بحزن والدموع تجتمع بِمقليتاها ف أختها لمست أعمق شئ بقلبها وأكثر شئ يُسبب أذيةً لها
تركتها شاهندا وذهبت خارج الغرفة وإتجهت لغرفة زياد
كان يحزم أشيائه بِداخل حقيبته وهو يبكي واوقفه عن البكاء صوت طرقات علي باب غرفته
زياد وهو يمسح دموعه : لو سمحتي يا شاهي سبيني دلوقت
شاهندا بحزن علي حاله : لا يا زياد إفتحلي عشان خاطري
زياد : شاهي قولتلك سبيني
شاهندا بإصرار : لا يا زياد وإتفضل إفتحلي الباب
ذهب لها زياد وهو يزفر ف حقًا هو لا يقدر علي أية مناهدة معها
دلفت شاهندا للغرفة ونظرت لحقيبته بصدمة ونظرت له مره أخري
شاهندا : إنت رايح فين يا زياد
زياد : شقتي، كفاية أوي كده وهروح أعيش لوحدي لا أسد نفس حد ولا أسمع من حد كل شوية كلام يدمرني
شعر زياد بأن حلقه مليئ بالكلمات وقلبه سينفجر حقًا من كثرة ما يكتمه بداخله 
إنفجر زياد وكأنه قُنبلة فُجرت للتو علي يد أحد ما 
حرام والله زهقت محسساني اني اختارت يكون ده شكلي دي خلقة ربنا ليه معاملتها معايا كده ودايمًا كل ما تشوفني تفضل تسمعني كلام زي السم، أ انا عملت إي بابا من يوم ما سابني وأنا تعبان اوي يا شاهي محدش حاسس باللي ف قلبي صدقيني لو مشيت هرتاح لوحدي أحسن من إني كل شوية أسمع كلام يدمرني أكتر كل شوية خلقتك خلقتك مالها خلقتي..؟
ربنا خلقني وشي مشوه شوية مش زي باقي البشر أعمل إي أنتحر..؟
مش كفاية إن محدش سايبني ف حالي ف الجامعه كل الناس بتخسر مني حتي الدكاترة لما بدخل محاضرة فالجامعه بيبصولي بصة بقرأ الكلام ف عنيهم بيبقي عبارة عن إنت إزاي دخلت طب إزاي ده هيبقي دكتور ده دا مشوه
كل الي ف الجامعه بيقولوا نفس الجملة دي 
حتى الي خلفتني بتفضل تقولها وإني علي طول بسد نفسها طب أنا إي ذنبي ليه محدش جه ف مرة وحضني ولا حتي طبطب عليا وقالي إنت حاسس ب إي وأنا شايف كل الناس عادية إلا أنا 
الحمدلله بس حسسوني إني بشر زيكوا واحد منكوا مش شخص جاي من كوكب تاني ميستاهلش إنه يعيش
تعرفي يا شاهي والله نفسي أنزل الشركة أوي مع خالو وأحس فعلًا إني صاحبها ويبقي ليا مكانة فيها بس بس خالو هيبقي منظروا إي إن إبن اختوا يكون مشوه كده لو فيه إجتماع زي العادة مع ناس مهمة هو أكيد مش هيحب إني أكون فيه هتعرض لسخرية أكبر 
إنفجر زياد بالبكاء ودقات قلبه تتزايد ولكنه شعر أنه بحاجه حقًا للكلام. فحلقه بات يجف من كثرة ما يحمله من كلام
إقتربت منه شاهندا وإحتضنته وربتت علي كتفه وهي تردف بحنان : زياد حبيبي إنت إبني والله ربنا يعلم بحبك إزاي ربنا مكرمنيش بولاد بس كرمين بيك إنت وزين وفرح
داليدا ده طبعها وإنت عارف أيوة كلامها بيوجعك بس هتفضل تهرب منه هتفضل دايما بتهرب كل ما يحصل حاجه تروح تقعد لوحدك ف شقتك، ده شكلك خلقة ربنا لازم تواجه بيه كل الناس وتتحدي كل الي قالوا إزاي هتبقي دكتور، زياد إنت ربنا محبب فيك ناس كتير أوي، بص للإيجابيات بس لطيبة قلبك بص للأطفال الي بتحبك بص للجانب الحلو وسيبك من الوحش يا زياد، بص إني بحبك ومالِك بيحبك وزين يا ربي علي زين ده بيعشقك يا زياد ولا كأن الي بينكوا سنتين بس بيعاملك كإنك إبنه أبوك لو كان عايش مكنش هيحبك وي ما زين بيحبك والله، وعندك مالِك مالِك ده بيعشقك يا زياد مش بيعتبرك إبن أخت وخلاص لا بيعتبر إنك إبن ليه هو حوار الشركة ده عمره ما يجي ف بال مالِك خالص ده أمنية حياته تشتغل معاه إنت وزين يا زياد وتبقوا إنتوا الإتنين دراعه اليمين بس إنت الي أخترت طب مرديش يفرض حاجه عليك وسابك إنت تختار حياتك
تنهد زياد وكلام شاهندا يدور بعقله
أمسكت شاهندا بِـوجنتاه قوم يا زياد وواجه وإتحدي كل الناس إنجح وإستمر ف نجاحك دايمًا وأنا أول الناس الي هتشجعك وتحفزك دايمًا ومالِك وزين علي طول ف ضهرك يا زياد كلنا معاك 
نظر لها زياد بفخر حقًا مكسبه من تلك الحياه هو اخوته وخالته وخاله لم يشعر يومًا بأنه غريب أو غير لائق وهو معهم ف أخته دائمًا تفتخر وتسعد حينما يصلها الي جامعتها وزين دائمًا يأخذه معه للنادي وإن تعرف علي شخصًا جديدًا ف فورًا يُعرف زياد عليه ومالِك دائمًا يشعره بأنه إبنه وليس إبنة أخته حقًا وتلك الملاك التي تجلس أمامه وتضمه بحنان وتربت علي كتفه حقًا هي عوض عن تِلك الأن القاسية التي تجرحه دائمًا.
                                    ° ° ° 
حل المساء وهو يجلس بِمكتبه، تعب كثيرًا من كثرة مُحاولاته لإجادها، بين يوم وليلة إختفت من أمامه ولم يقدر حتى الآن على العثور عليها.
قام من على مقعده بإنهاك ف هو يُنهك نفسه كثيرًا بعمله عله يتوقف عن التفكير بِها ولو لقليلٍ من الوقت.
إرتدى جاكيت بدلته وأمسك بِمفاتيح سيارته وهاتفه وخرج من مكتبه.
بينما في مكانٍ آخر ..
مر اليوم عليها ك باقي الأيام وكالعادة في نهاية كل يوم تجلس كما هي الآن تضُم ساقيها لِصدرها، تُفكر بِها وبِحالها، تِلك الصغيرة ذات التسعة عشر عامًا، تشعُر وكأنهم خمسون عامًا لِما مرت بِه وهي وحدها.
سنه واحدة مرت عليها منذ أن تركت ذاك الملجأ، سنه واحده تحملت بِها وتعرضت لِما لا يتحمله أحد.
أخذ جسدها ينتفض بِخوف من تذكر ما حدث معها وتفكيرها بِما يُمكن أن يحدُث معها.
إنتفضت من مكانها وهي تمسح دموعها بِخوف بعدما سمعت طرقات على باب الغرفة التي تمكُث بها أعلى سطوح إحدى منازل القاهرة
نورسين بخوف :م..مين؟
علي : دا أنا يا نورسين علي 
أغمضت عينيها بخوفٍ منه ف هي لم ترتاح له يومًا مُنذ أتت إلي هنا، ذاك المُسمى بِعلي إبن تِلك المرأه التي ساعدتها حينما رأتها بِقطار مُتجه للقاهرة
نورسين : نعم يا علي
علي بخبث : أمي بعتالك أكل
نورسين بخوف : شكرًا يا علي أنا شبعانه وهنام
علي : إزاي هتنامي من غير أكل يا نورسين
نورسين : معلش قول لخالت أم علي إني نمت
علي بخيبة أمل من أن تفتح له الباب : ماشي يا نورسين، لو إحتاجتي حاجه اندهي بس وأنا هطلعلك
نورسين : شكرًا يا علي.
سمعت صوت قدماه ومن ثم إنعدم الصوت، تنهدت براحة وهي تذهب لِتلقي بِجسدها على ذاك الفراش القديم المتهالك، أغمضت عينيها عسى أن تهرب من أفكارها وتخلد للنوم.
في إحدى الملاهي الليلية.
عامر : كفاية شُرب يا زين.
زين حزن : عاوزة أنسى يا عامر، عاوز أنسى منظر أمي وهي داخلة أيديها ف أيد قاتل أبويا وبتقول إنها اتجوزته، عاوز أنسى وقعت أبويا بسكتة قلبية بسبب خيانة الكلب ده ليه ولبسه ف قضية مؤبد.
ثم أكمل حديثه مُردفًا بحزن : بس عارف رغم إني شربت كتير مبنساش يا عامر، مش عارف أنسى، عاوز أهرب، مالِك عنده حق أنا.. أنا عاوز أهرب يا عامر.
أحمد صديقهم الثالث : زين مينفعش لازم تواجه يا زين، تاخد بحق أبوك.
عامر مؤيدًا لحديث أحمد : أه يا زين مينفعش تسيب عثمان الكلب ده معاه فلوس وشقى أبوك عايش نايم واكل شارب بيهم وإنت هنا عاوز تهرب وابوك مات بسببه.
كان حديثهم بدلوف زياد للإنضمام لهم.
زياد وهو يجلس بجانب أحمد : وأنا معاكوا وبأيد عامر وأحمد وكنت بفكر ف الموضوع ده يا زين، حق بابا وتعبه طول السنين دي كلها لازم يرجع.
زين بإنتباه لحديثهم : وهنعمل أي.
“عندي أنا دي.”
نظروا جميعًا ناحية الصوت بصدمة.
يتبع….
لقراءة الفصل الثاني : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية اختار القدر ان يجمعنا للكاتبة فاطمة علي مختار

اترك رد