روايات

رواية حنين الفصل الثانى 2 بقلم حسناء حسانين

 رواية حنين الفصل الثانى 2 بقلم حسناء حسانين
رواية حنين البارت الثاني
رواية حنين الجزء الثاني

رواية حنين الحلقة الثانية

حسن: هتفضل في الأوضة ده مقفول عليها الباب، لا أكل ولا شرب، ولا تشوف الشمس حتي، والفرح هيتعمل في ميعاده، واقسم بالله لو ما سمعت الكلام لاخليها تندم على اليوم اللي إتولدت فيه.
كانت آخر حاجة أسمعها من حسن بعد ما حبسني في أوضة فاضية وقفل عليا الباب، كان واضح من صوته إنه بيكلمهم برا، إستنيت حد يفتحلي الباب أو يرد عليا بس للأسف محدش سأل فيا، قعدت حوالي ربع ساعه أعيط ورا الباب واصرخ وأخبط على الباب لحد ما صوتي راح ووقعت على الأرض من التعب، إتمنيت ماما الله يرحمها تكون معايا في اللحظة ده، يمكن كانت هونت عليا شوية أو منعتهم من اللي عايزين يعملوه فيا، عيطت لحد ما عيوني جفت ورحت في النوم غصب عني من التعب.
معرفش الساعه كانت كام لما فوقت في الأوضة الضلمة ده، الباب كان بيتفتح يمكن عشان كده صحيت، أول ما شوفت حسن قررت إني مش هعيط ولا هبان ضعيفة قدامه، قرب وقعد على الأرض جمبي، إتكلم ببرود:
حسن: سامحتك بس عشان إنتي لسة صغيره وهبـ ـله، إسمعي يا حنين كل واحد موجود هنا عشان ليه مصلحة، والمصالح ده هناخدها لما جوازنا يتم، إسمعي كلامي ووافقي وبعد كده هطلقك وكل واحد يروح لحاله.
حنين: الكل ليه مصلحة إلا أنا، مش موافقة ومش هوافق، مستحيل أتجوز واحد جاهل زيك.
وقف وقال: ماشي، إنتي اللي جبتيه لنفسك، حاولت أخلي كل حاجه بإرادتك بس إنتي اللي إختارتي تكون غصب عنك.
بصيت بعيد وانا بحاول أظهر عدم خوفي، زعق بصوت عالي:
حسن: فريدة.. فريدة
جت فريده بسرعة وهي هتموت من الخوف، وقفت وراه وهي بتبصلي:
فريده: عايز حاجه يا حسن.
حسن: خدي العروسة وطلعيها اوضتها عشان تجهز، بالليل كتب الكتاب.
حنين بزعيق: مش هيحصل، هموت نفسي ولا إني أتجوزك.
حسن ببرود: خديها يا فريدة.
فريدة: حاضر حاضر، تعالي معايا دلوقتي يا حنين.
غمزتلي عشان أروح معانا بس مرضتش، العيلة كلها إتجمعت على صوتي العالي، وزي كل مره بابا وقف قصادي وقالي:
بابا: إنتي مفيش فايده فيكي، أنا معرفتش اربيكي، بس والله لاربـ ـيكي من اول وجديد.
لسة بابا بيرفع ايده عشان يضربني تاني بالقلم، راح حسن مسك إيده:
حسن: عمي.. متنساش إنها كام ساعه وهتبقي على ذمتي.
بابا نزل إيده، وحسن بصلي وقال:
حسن: ولا إيه يا.. عروسه؟
سكت ومقدرتش أتكلم، فريده جريت عليا واخدتني لأوضتي في الدور التاني، وصلنا الاوضه وانا مقدرتش امسك نفسي اكتر من كده وبدأت اعيط، فريدة عيطت زيي وطبطبت عليا:
فريدة: خلاص بقا يا حنين عشان خاطري، أنا عارفة انك ملكيش ذنب في كل ده، بس والله حسن مش وحش زي ما انتي فاكره، هو بقا كده من اللي شافوا من وهو صغير.
حنين: بس ده ظلم يا فريده، أنا من حقي أكمل تعليمي، وأتجوز في السن المناسب ليا مع شخص يختارني واختاره.
فريده: اقولك ايه بس، حاولي تتكلمي مع جدي في موضوع الكلية ده، لكن أوعي تتكلمي مع حسن عشان بيتدايق أوي من الموضوع ده.
حنين: يارب خدني وريحني من الليانا فيه ده.
فريده: حرام عليكي يا حنين، متدعيش على نفسك.
حنين: هما ليه ما قالوش إن إنتي واكرم اللي تتجوزوا، على الأقل إنتوا بتحبوا بعض.
فريده: هاا.. لأ مين قال كده، ده زي اخويا.
حنين: متخافيش حسن مش هنا.
فريده: ولا حسن ولا غيره، مفيش الكلام ده.. شوفي إنتي الدريس اللي هناك ده عشان هتلبسيه بالليل.
حنين: مش هلبس زفت ولا هتجوز اصلا.
فريده: على فكره بالليل كتب الكتاب بس، الجواز آخر الشهر.
حنين: ثانية واحدة أنا إفتكرت حاجة.. البطاقة.. أنا لسة معملتش بطاقة.
فريده: معقوله يا حنين مش معاكي بطاقة لحد دلوقتي؟!
حنين: آه والله مش معايا، ههههههه، روحي قولي لاخوكي العروسة مش معاها بطاقة ههههههه.
بالرغم من اللي بيحصلي فرحت قوي بالكدبة ده، أهو على الأقل هيأجل الموضوع شوية، فريدة نزلت عشان تقولهم، وأنا كنت قاعدة في الاوضه، بصراحه كان عندي فضول اشوف الدريس، ولما سمعت صوتهم عالي تحت كنت مبسوطة أوي إني بوظتلهم خطتهم، الاوضه كان فيها حمام فأخدت الدريس ودخلت الحمام أقيسه، كان دريس طويل ولونه نبيتي، وكان معاه خمار مع إني مش بلبس خمار، لبسته وطلعت في الأوضة أبص لنفسي وعلي الفستان، إتخضيت أول ما شوفت الغلـ ـس واقف في نص الأوضة:
حنين: إيه يا بني آدم إنت مش تخبط قبل ما تدخل، وإنت إزاي تدخل هنا اصلا؟
حسن: إيه، ممنوع اشوف خطيبتي؟
حنين: خبطك سواق اعمـ ـي يا أخي.
حسن بإبتسامة: عجبك الدريس؟ باين كده عجبك عشان كده لبستيه قبل ما الليل يجي، ولا مستعجله علي كتب الكتاب.
حنين: إنت بارد ومستفز، نجوم السما أقربلك من جوازنا ده.
حسن: فين بطاقتك؟
حنين: مش معايا قولت.
حسن: مااشي، يلا عشان هتعملي واحدة مستعجل.
حنين: إيه؟!.. لأ أنا مش عايزة أعملها مستعجل.
حسن: ههههههه، غيري الدريس ده، ولا أقولك تعالي بيه، وأنا مستنيكي تحت وهتصل بالمأذون.
حنين: لأ ما هو.. اصل البطاقة في شقتنا في القاهرة.
حسن: مااشي، إستعدي عشان نروح نجيبها ونرجع.
أنا في حياتي ما شوفتش أسوأ من حظي، مش مكتوبلي أشوف فرح أبداً، غصب عني روحت معاه أأنا وفريدة لشقتنا في القاهرة عشان أجيب البطاقة، وإحنا في الطريق راجعين حسن قرر إن كتب الكتاب هيبقي بكره بدل النهارده، وأنا برضو لسة مش مقتنعه ولسة مش عارفه هعمل إيه عشان أنقذ نفسي من الورطة ده.
وإحنا في العربيه إفتكرت كلام فريده لما قالتلي متكلمش معاه عن الكلية، حسيت إني هستفزه، قلتله:
حنين: أنا عايزة أدخل كلية هندسة.
وقف العربية فجأة وحسيت إننا كنا هنتقلب بسببه، بصلي وانا في الكرسي اللي ورا وبرقلي:
حسن: لازم تفهمي إنك خلاص بقيتي مسئولة مني، يعني اي قرار في حياتك أنا اللي هاخده مش حد تاني، وإنتي تنفذي وبس.
حنين: مش من حقك تحرمني من الكلية، مش ذنبي إنك مكملتش تعليمك ودخلت كلية.
حسن بزعيق: إخرصي خالص، أقسم بالله ما إنتي داخلة….
فريده: خلاص يا حسن من غير حلفان، هي مش هتتكلم في الموضوع تاني، صح يا حنين؟
سكت وأنا خلاص يأست من كل حاجه في الحياة، اللي زيي إتخلقوا عشان يتعذبوا، طب هعيش ليه طيب؟! وصلنا القصر وأنا ماشية زي تمثال بيتحرك، طلعت السلم عشان أدخل أوضتي راح مسك دراعي وقال بعصبية:
حسن: لأ إنتي ما تستهليش تنامي فوق، إنتي هتنامي في أوضة الخدامين زي إمبارح لما تبقي تتعلمي  الأدب إبقي أطلعي فوق.
مشيت معاه من غير أي إعتراض، خلاص مفيش أمل من إعتراضي أصلا، رماني في الاوضة وقفل الباب وأنا سامعة صوت فريدة ومامته وجدي بيطلبوا مني يفتحلي، بس هو رفض.
تاني يوم إتفتحلي الباب وإتصدمت لما طلعوني الاوضه وقالوا إن النهارده كتب الكتاب والفرح، لقيت فستان فرح وميكب أرتست، دوشة وناس كتير كأني بحلم، لأ ده كابوس لازم أفوق منه.
مكنش قدامي غير حل واحد، أصل مستحيل أرضي باللي بيحصل ده، ومستحيل أقدر أهرب تاني، لبست الفستان وعملت اللي هما عايزينه، كلهم نزلوا تحت أول ما قالوا المأذون بيكتب الكتاب، مكنش فيه في الاوضه غيري، قفلت الباب وطلعت سم الفيران اللي جبتوا من شقتنا وأنا بجيب البطاقه، قولت لنفسي بصوت واطي وأنا بعيط:
حنين: مفيش حل تاني غير كده، مفيش حل غير الموت، الموت يا حنين.
حطيت الإزازة علي بوقي وفجأة الباب إتفتح.
يتبع ……
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية حنين)

اترك رد