روايات

رواية روح بلا مأوى الفصل السابع 7 بقلم سارة فتحي

رواية روح بلا مأوى الفصل السابع 7 بقلم سارة فتحي
رواية روح بلا مأوى البارت السابع
رواية روح بلا مأوى الجزء السابع

رواية روح بلا مأوى الحلقة السابعة

ماذا لو اجبرت على الاختيار بين الحب والكرامة ؟!
****
اتسعت عيناها بصدمة ثم جزت على اسنانها لتردف بذهول :
– انت ايه اللى جابك هنا ؟!
غمز لها بطرف عيناه قائلًا بخبث :
– لا بقى ده انتى بتراقبينى وماشية ورايا
رفعت سبابتها فى وجهه ثم قالت بنبرة تحذيرية :
– مسمحلكش، حاسب على كلامك معايا
لم تعد تتحمل الصراع بينهم اكثر من ذلك لتتحدث بحدة :
– هو فى ايه انتوا تعرفوا بعض ؟!
عاد طاهر ليجلس على كرسيه ثانيةً، نظرت له كيان شزرًا لتردف :
– معرفوش صدف غريبة او على حسب بقى
قهقة طاهر وهو يطرق كفًا باخر قائلًا :
– بردوا انتِ مصممة
علا تنفسها الحاد من شدة مشاحنتهم التى ارعبتها
من داخلها بشدة قائلة :
– كيان لو سمحتى اقعدى عشان نتكلم
توجهت كيان تجلس فى المقعد المقابل له وهى تتجاهل النظر إليه، اما هو فيراقبها بابتسامة واسعة
اغمضت بيلا عيناها لبرهة ثم تحدثت وهى تشير
بيدها صوب طاهر لتبدأ فى تعريفه قائلة :
– باشمهندس طاهر يا كيان شريكى وهو اللى ماسك
كل حاجة معايا
دية كيان الشيف بتاع الإحتفال يا طاهر
مازال طاهر ابتسامته تزين ثغره ليردف بتسلية :
– اتشرفنا فرصة سعيدة يا انسة كيان
زمت شفتاها وهى تطالع امامها ثم همست بخفوت :
– شكرًا
تنهدت بيلا واكملت حديثها :
– طب يا كيان الباشمهندس عجبه الأكل والتنسيق
وحابب تنضمى للفريق بتاعنا .. انا قولتلوا انك مش
فاضية عشان انتى فى سنة رابعة
قاطعها طاهر مسرعًا وهو يحاول اقناعها قائلًا :
– طب سنة رابعة وكلها كام شهر وتخلصى وتبقى معانا
دية فرصة كويسة
مازالت تنظر لبيلا وتتحاشى النظر إليه ثم تحدثت بعلو
وهى ترفع رأسها عاليًا :
– هفكر واشوف ظروفى وهبلغك ياانسة بيلا
يبتسم رافعًا احدى حاجبيه وهو يطالع طريقتها الطفولية
ولم يبالغ ان قال انها كتلة لطافة متحدثة قرر مشاكستها
اكثر :
– طب هستنى ردك بقى متتأخريش
زمت شفتيها بغضب طفولى ثم نهضت واقفة ومدت يديها لبيلا لتصافحها ثم استأذنت قائلة :
– عن إذنكم
اولتهم كيان ظهرها وتوجهت صوب الباب وادارت المقبض وخرجت
تحمحم طاهر ثم نهض واقفًا وهو يقرص مؤخرة انفه
قائلًا :
– عنيفة اوى، همشى أنا بقى
****
يسير ضياء و كنان معًا فى اروقة المشفى ليتفقدوا التجهيزات، كلما تذكر أن اعمال البناء اوشكت على
الانتهاء واقترب موعد رحيله ولم يصل لهدفه الأساسى
وهو ايجاد ذلك المقاول، يتعكر مزاجه ويشعر بثقل
على صدره، نظر له ضياء بطرف عينه وإدرك ما به :
– ايه روحت فين ؟! مش عاجبك التجهيزات
تجول بنظره فى المكان من حوله ثم رمقه ثانية قائلًا :
– ممتاز، بس كده الوقت بيجرى وموصلتش للزفت ده
رفع بصره وهو يحاول ايجاد سببًا لاجباره على البقاء معه :
– ونسافر ليه ؟!
طب ما الفرع اللى فى دبى عمو بيديرُه واحنا هنا
هنبدأ من جديد ليه نسافر
انحنى كنان برأسه نحو اليسار وقد اتخذت الصدمة
معالمه ، لم يصدق أنه سيفضل المكوث هنا فهو قد
بذل مجهودًا كبيراً لأقناعه لافتتاح فرع المشفى هنا فتحدث كنان باستنكار :
– انت عايز تقعد هنا ياضياء ؟!
مالت شفتيه لليسار بابتسامة ثم اكمل :
– شكلى كده او مش عارف انا بقول نأخر سفرنا
شوية مين عارف
اكتفوا بالتحديق فى بعضهم بابتسامة ثم ربت كنان على
كتف ضياء قائلًا :
– هفرح جدًا على فكرة
بس ازاى ده ؟!
اشار ضياء إلى صدره حيث موضع قلبه مردفًا :
– العضو المهزأ ده فى جسمى ده شكله هيسحلنى
رفع حاجبيه متعجبًا من رده ثم ضحك بشدة
لكنه توقف وهو يرفع معصمه وينظر فى ساعته قائلًا :
– همشى أنا، فى حد وعدنى انه هيجبلى مكان الرجل ده
خلينى اكون هناك، هو كمان كان واخد شقة ولحسن حظه انه مسكنش كان فرحه اخر الشهر
*****
وقفت فى قسم الحسابات تأخذ باقى مستحقاتها المالية
وقبل ان تمد يدها تاخذ الظرف كان يسحبه
هو للأعلى، عقدت ذراعيها امام صدرها قائلة :
– وبعدين بقى بردو المرة دية صدفة بردوا
اجابها بهدوء تام :
– مش للدرجة دية انا نازل مخصوص عشانك
بس ياريت تصدقى ان المرتين اللى عدوا صدفة
كمان بجد انت شبه حد اعرفُه
تنهدت الصعداء ثم قالت :
– يخلق من الشبه أربعين، وصدقتك، الظرف بقى
عشان اروح
انفرجت شفتاه بابتسامة واسعة قائلًا :
– طب نبدأ من جديد طاهر وانتى
– كيان اتشرفت يابشمهندس
ابتسم ثم مد يده لها بالظرف فاخذته ووضعته فى حقيبتها واندفعت للخارج لتغادر الشركة بأكملها
بينما وقف هو ينظر فى طيفها مسلوب الإرداة
****
وما أن تحرك طاهر من مكتبها فتحت سريعًا شاشة المراقبة فى الشركة لتشاهد ما يحدث وتأكدت شكوكها
ما أن راته يقف معاها والابتسامة تزين ثغره
قضمت شفتيها بقوة تكاد تدميهم، شعرت بالمرارة
والحزن احتل ملامحها وقلبها يتألم همست من بين
دموعها :
– ليه كده يا طاهر ثم استرسلت :
هو ايه اللى ليه كده؟!
هو انا اتجنتت وهو هيبص ليكى ليه اصلا؟!
انتى خلاص اتأقلمتى انك لوحدك
سمعت صوت خطوات تقترب من باب مكتبها فرفعت
رأسها تمسح دموعها سريعًا فهى اعتادت ان تبقى
كنجمة وحيدة فى سماء العتمة ..
*****
عادت إلى شقتها وهى تلعن كبريائها الذى جعلها تتردد
فى قبول عرض مثل هذا، رمت حقيبتها على الأريكة
وسمعت صوتاً عاليًا يأتى من غرفته، تقدمت على طرف
اناملها صوب غرفته وطلت من فتحة الباب الموارب
فكان يوليها ظهره ويبدو أنه يتحدث فى الهاتف
بإنفعال فوقفت على اعتاب الغرفة تسترق السمع
إليه فكانت كلماته مريبة :
– اسمع بس عشان نخلص كل حاجة من غير
ما يبقى علينا حاجة انت بس هات عنوان المكان
اللى قولتلك عليه والباقى عليه
– ده انا هطلع مش بس قلبه لا كمان هطلع عينه
خرجت شهقة منها دون قصد، فالتفت سريعًا وجدها تقف فى غرفته وتضع يديها على فمها، اقترب منها
يقبض على معصمها :
– انتى ايه اللى دخلك هنا ؟!
كيان بخوف جلى وتوتر يبدو على ملامحها :
– تجار اعضاء، انت طلعت تاجر اعضاء
اشار لنفسه وعيناه تنذر بانفجار بركانى :
– انا تاجر اعضاء انتى اتجننتى
أومأت برأسها بالإيجاب مؤكدة على كلامها :
– اومال اللى بيتاجر فى القلب والعين ده ايه ؟!
رمقها بنظرات محتقنة ومغتاظة واجابها وهو يجز على اسنانه :
– لا طبعًا انا مش تاجر اعضاء
فى ثانية كانت تملصت من يديه وقفزت فوق الفراش
خلفها وصاحت برعب وهى تضرب بكفها على صدرها :
– مش تاجر اعضاء يبقى آكل لحوم البشر مالهاش حل تانى
بس طب قبل ما تأكل اعضائى موتنى الأول
ما هو انا مش عايزة اتعذب
طرق كفًا بأخر وهو يحرك رأسه يمينًا ويسارًا قائلًا :
– لا تاجر اعضاء ولا آكل لحوم بشر انزلى من عندك
كل الحكاية ده واحد عملى شغل غلط وكلامى ده مجاز
ابتلعت بصعوبة وهى تطالعه بتوجس :
– ده بجد ؟!
ضرب بكفه الحائط لاعنًا حظه الذى اوقعه في تلك المعتوهة :
– انزلى من على السرير وبلاش تتفرجى على افلام رعب كتير
انزلت قدميها على الأرض وهى تشعر بالخجل من غباءها فتحدثت ببراءة وهى تتجاوزه للخارج قائلة:
– انا مش بتفرج على رعب انا اخرى قنوات طبخ
وكارتون بس
قبض على معصمها برفق وهو يسألها :
– انتى كنتى منهارة من العياط امبارح ليه ؟!
هزت رأسها بالنفى وقد بدت الدموع تغزو عيناها فاجابته كاذبة :
– مفيش عادى
التو فمه ساخرًا لا يصدقها لكنه سيتركها حتى يحين الوقت ..
****
تركها وتوجه لصنع بعض القهوة التى بات عقله يطالبه
بها مع تزاحم رأسه بالكثير من الأفكار فشرد فى التفكير
ولم ينتبه للقهوة المتساقطة على الموقد لكن انتزع عقله
من شروده صوت صراخها وهى تقف خلفه :
– يالههههوى انت بتعمل ايه القهوة كلها بقت على البوتجاز
بهدلت الدنيا
رمق الموقد ثم رمقها بتهكم قائلًا :
– الصراخ ده كله ليه عشان القهوة فارت
جزت على اسنانها وهى تلوح بيديها قائلة :
– ما تفور القهوة فى داهية البوتجاز يابشمهندس مش بحبه
يتبهدل كده ماكنش خربوش قهوة
ضيق عيناه وهو يقترب حتى التصقت بالحائط قائلًا :
– انا باشمهندس مش قولتلك بلاش انا
وايه خربوش دية
ابتلعت لعابها بصعوبة ثم اردفت :
– يا دكتور ميصحش كده
قهقة عاليًا وهو يهز رأسه مبتعدًا عنها :
– دلوقتى بقيت دكتور، يعنى عارفة إنى دكتور وبتحاولى تستفزينى صح ؟!
وايه خربوش ده؟!
أومأت له ثم تحدثت بعينين لامعتين من دموع :
– انت ممكن تروح تقعد بس وانا اللى هعملك القهوة
يادكتور
طالعها بتحفز وتوتر وهو يشاهد رجفة جسدها ثم غمغم :
– تمام
*****
دلف طاهر إلى منزله وتوجه صوب غرفته ومد يده
يفتح الباب لكنه انصدم من تلك التى تخرج من غرفته
عض على شفتيه محاولًا السيطرة على غضبه قائلًا :
– خارجة من اوضتى ليه
ياهاجر ؟!
مش أنا قولت متدخليش اوضتى ؟!
رفعت هاجر احد حاجبيها بخبث وهتفت :
– ايوه بقى ليه مدخلش ؟!
حاول ان يتمالك غضبه لأخر لحظة امامها فهى لاتنفك
عن اخراج اسوأ ما فيه :
– انتى مالك اوضتى وانا حر
– اسباب مش مقنعة
اجابته وهى تضع يديها فى وسطها وتتمايل بخصرها،
اعتلت الصدمة محياه ثم صاح بها بغضب :
– هااااااجر
فى هذه الاثناء أتت والدته من الداخل مسرعة
وقطبت حاجبيها بتساؤل :
– فى ايه يا جوجو ؟!
مالك يا طاهر ؟!
جحظت عين طاهر بذهول مستنكرًا :
– مين دية اللى جوجو ؟!
رفعت هاجر حاجبيها وهى تشير لنفسها :
– انا جوجو ايه مش عجبك، تعيش مرات خالى وتدلعنى
ضم طاهر شفتيه بغيظ ثم تحدث قائلًا :
– مرات خالك تدلعك بعيد عنى، وانا مش قولت يا ماما
محدش يدخل اوضتى نهائى
صاحت والدته بنفاذ صبر :
– جرى أيه يا طاهر جوجو كانت بتساعدنى كتر خيرها
وقفت هاجر وهى ترتسم الحزن ثم هتفت مدعية البكاء :
– سبيه يا مرات خالى هو انا عشان يتيمة بيعمل معايا كده
اشفقت والدته عليها وضمتها إلى صدرها ونظرة لأبنها
بلهجة آمره لا تقبل النقاش :
– اعتذر يا طاهر
– وربنا ما يحصل ولا هعتذر
ده هى فى قمة سعادتها من يوم ما عمتى ماتت
صلى على النبى قال يتيمة قال
علمت ان حيلتها لم تنفع فاستخدمت اخر وسيلة
للدفاع وهى الهجوم انتفضت من حضن زوجة خالها قائلة :
– وانت بقى الأوضة فيها ايه مش عايزنا نشوفه
داهية لتكون بتجيب مجلات مراهقين ولا بتتفرج
على حاجات اعوذبالله
تهالكت اعصابه ثم وجه حديثه لوالدته :
– عجبك كده اطلع روحها دلوقتى
ضربت امه صدرها بصدمة :
– يالهههوى يا طاهر السكة ديه اخرتها وحشه
ضرب الجدار بيده وهو على وشك الخروج بروحها :
– ماما اسكتى الله يسترك
هاجر انتى قاعدة عندنا ليه امشى انزلي عند ابوكى
وبعدين انتى مش سامعة ساهر ابن خالك اللى ادك
طول النهار مذاكرة صوته مسمع البيت كله مفيش اى احساس بالغيرة
زمت شفتيها بضيق ثم اردفت :
– كل واحد وطموحه
– وطموح الهانم ايه ان شاء الله
رفعت رأسها بعنجهية وعلو :
– اتجوز
فرك وجهه بيده وهو يتمتم بغيظ :
– فين الطموح فى كده ومستعجلة ليه انتى كبيرك
اسبوع وتتطلقى ديه جينات عمتى
دلك جبينه فرؤيتها اصابته بدوار توجه نحو غرفته
ودخل ثم اغلق الباب فى وجهها اما هى همست :
– براحتك بكرة تيجى تحفا على بابى بس الصبر
يا طاهر
يتبع..
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية روح بلا مأوى)

اترك رد

error: Content is protected !!