Uncategorized

رواية بين ثنايا الألم الفصل الرابع عشر 14 بقلم دنيا رشاد

 رواية بين ثنايا الألم الفصل الرابع عشر 14 بقلم دنيا رشاد

رواية بين ثنايا الألم الفصل الرابع عشر 14 بقلم دنيا رشاد

رواية بين ثنايا الألم الفصل الرابع عشر 14 بقلم دنيا رشاد

هبت إنتصار واقفة وهي تضع يدها علي قلبها من أثـر الصدمـة وأردفــت بخوف :
_ هربـت ! يعني ايه هربت؟!. انتو مجانين انا سيبها في مستشفى ولا في الشــارع!! نهـار أسود دا كده كـل تخطيطي باظ لا دا لايمكـن يحصل !.
وجهت نظرها لإبنتها الجالسة أمامها واردفـت :
_ بصي يابريـهان عايزاكي تشـوفي حد يدور عليها دي مجنونة بدل ما أي حد يستغل الموقف ده ضدنا ويساومنا بيها يارتـنـي كنت موتها وخلصت منـها!
اومئـت بريهان براسها وانصرفت من أمام والدتها لتنفذ ماطلبتـه.
جلسـت انتصار علي احدي الكراسي الموضوعة وهي تكلم نفسها بقلب تستمع لنبضاته :
_ يعني كده هربت طيب ازاي يجـي في دماغهـا انها تهرب من المستشفي مهو اكيد مفيـش مجنونة يجي كده في دماغهـا معقول تكون طول السنين دي عاملة نفسها مجنونة وتكون عارفة بكل حاجة مش معقول لازم الاقيها.
تنهدت بقوة وأمسكت هاتفها لتتحدث بنبرة جادة:
_ انا عــايزة ارفع قضية حجر علي اختي ياأيمن وتكون في اقرب وقت ياايمن.
أفرغت من مكالمتها ورمت الهاتف علي أرضية الغرفة ومددت جسدها علي الأريكة الموجودة بالغرفة لتريح اعصـابها قليلًا.
_______
‏يا من وهبتُكِ كل شيء إنّني ما زلتُ بالعهد المقدسِ مؤمنا,فإذا انتهت أيامُنا فتذكري أنّ الذي يهواكِ في الدنيا أنا !!!
“فاروق جويدة”
في مكـان مـا علي احـدي شواطئ العجمي تجلس سميحـة والدمـوع تهبط من عينيها بغزارة على أخيها الذي تركها بعـدما كانت تشعر بالامان في وجوده عندما يزورها سرًّ في المستشفي .
مسحت سميـحة دموعها بقهر واردفـت لنفسها بصوت شبه مسمـوع :
_ انا الغلطانة انا الي دفنـت نفسي بايدي يـوم ماقررت افضل في مستشفـي المجـانين واخلي انتـصار تشمت فيا انا الي سكتلـها كتيير وهي سائـت فيها بس خلاص موت اخويا غير كل حاجة لازم ابتدي حياتي من جديد لازم تموت سميحـة الضعيفة الي جوايا وابقي واحدة جديـدة عندي فلوسي اتمتع بيها بدل ماانا دافنة نفسي لازم ابتدي من جديد لازم بس قبل كل ده لازم اعلم انتصار درس عمرها متنـساه. لازم اعلمها ان الفلوس مش كل حاجة وده انا عارفة هاعمله ازاي كويس .
تنهدت بقوة واخذت بيدها القليل من مياه البحر وغلست وجهها وذهبت الي منزل ابيها التي تعيش فيه انتصار مع بنتها .
بعد مايقارب من الساعة وصلت سميحة الي المنزل بعدما هبطت من التاكسي واردفت :
_ دقيقة واحدة ياسطي وهابعت لحضرتك الفلوس .
_ اتفضلي يابنتي انا منتظر .
دخلت سميحة الي منزلها التي دخلت علي الخمسة عشر عاما لم تراه كانت كل خطوة تخطوها للداخل تسمع فيها صوت ضحكاتها وهي صغيره في هذه الزاوية كانت تلعب بدراجاتها وفي هذه الزاوية كانت تختبئ من والدتها وفي هذه كانت تجلس بمفردها تبكي وهنا كانت تجلس مع خطيبها .. تراكمت الذكريات في رأسها بعضها المفرح وبعضها الحزين الذي لاتريد أن تتذكره ولكن مالا تستطيع أن تنساه هو يوم موت حبيبها في هذا المنزل.
فرت دمعة هاربة من عينيها تمردت عليها لتنزل علي وجنتها عندما تذكرت لحظة موت خطيبها وزوجها.
مسحت تلك الدمعة وسرعان مارسمت ابتسامة ساخرة علي وجهها عندما وجدت اختها تنام علي الأريكة في غرفة السفرة.
ظلت للحظات تنظر لها بقهر ممزوج بالغضب ولكن لم تستمر في هذا الصمت كثيرا سرعان مارمت بمزهرية علي الأرض لتتكسر الي فتات مثل قلبها الذي فتحت عندما سمعت بموت أخيها من اختها وهي تشمت بها .
فزعت انتصار من هذه الأصوات لتهب واقفة وهي تسلط نظرها على المزهرية الملقاه علي الأرض ومن ثم تنتبه لتلك الواقفة أمامها وهي تضم يدها الي صدرها وهي وجهها ابتسامة خالية من أي مشاعر أو انفعالات.
تأملتها انتصار لثواني وعلي وجهها علامات التعجب والخوف ولكن فاقت من كل ذلك علي صوت ابنتها والخادمات وهم ينادون عليها .
اردفت ابنتها بحدة وهي تري ظهر سميحة ولا تعرف انها هي الواقفة أمامها :
_انتي ازاي تكسري الزهرية كده .. انتي مبترديش ليه ؟!.
ثم وجهت كلامها لوالدتها :
_ مالك ياماما واقفة مبلمة كده ليه ياماماا ردي عليا.
لم ترد عليها انتصار ولكن استدارت لها سميحة بجسدها لتكون مواجه لها واردفت :
_ ازيك يابريهان عاملة ايه يابنت اختي .!
ثم وجهت كلامها لإحدي الخادمات :
_ ادي السواق الي بره ٢٠٠ جنيه بسرعة اخلصي هاتفضلي واقفة كده كتيير .
نظرت الخادمة لانتصار حتي تعرف رائيها هل تنفذ ماقالته سميحة ان لا .
اومئت لها انتصار ان تنفذ ماقالته .
ضحكت سميحة بصوت عالي واردفت بسخرية :
_ دي بتاخد رائيك متعرفش أن كل ده بتاعي وانتي الي ضيفة عندي. 
حجبت انتصار حاجبيها واردفت :
_ هو ايه الي بتاعك ياروح امك ماتتعدلي يابت انتي ازاي خرجتي من المستشفي اصلا هربتي ازاي يامجنونة يابنت المجانين .
جلست سميحة علي احدي الكراسي ووضعت قدم فوق الأخري واردفت:
_ عادي أي واحدة تاخد قرشين هاتعمل الي انا عايزاه وده الي حصل الفلوس تسهل كل حاجة وثاني حاجة بقا ياحلوة انا مش مجنونة المجنونة الي كانت فاكرة نفسها مجنونة مطلعتشب مجنونة والي كانت فاكرة نفسها عاقلة طلعت مجنونة.
كانت تقولها بصوت محمد سعد في فيلم بوشكاش وهي تضحك بهسترية.
منعت نفسها من الضحك بصعوبة وتنهدت بقوة واردفت:
_انا طالعة اوضتي انام ولا لاء هاطلع أوضة ابويا الي انتي خدتيها ياانتصار وانتي شوفيلك اي مكان تاني تتنيلي تنامي فيه ولما استريح يبقي ليا كلام تاني معاكي بفكر اطردك من هنا انتي وبنتك اصل بصراحة مش طيقاكي وبنتك تربيتك هاتبقي زيك ..ساعة والباقي عندي هدوم جديدة وحد يجبلي اكل علي فوق كلامي مفهوم ياانتصار يلا بقا انجوي .
تركتهم سميحة وعلي وجهها ابتسامه انتصار انها نجحت في غليان دم اختها تاركة وراءها اختها التي تغلي من الداخل ووجهها اصبح احمر بلون الدم كأنها علي وشك الانفجار .
صعدت إلى تلك الغرفة التي تأخذها اختها غرفتها الخاصة التي كانت في الماضي غرفة والدها .
دخلتها بقلب مهزوز دقاته عاليه تسمع صوت دقاتها .. ولكن في ثانية تحولت عينيها إلي اللون الاحمر من شدة الغضب واردفت بصوت عالي هز قلوب من سمعوه :
_ الي بتنضف البيت ده تطلعلي حالا.
لحظات قليلة ووجدت سيدة في العقد الخامس من عمرها تقف أمامها بضعف:
_ افندم !!
نظرت لها سميحة ولكن سرعان ما اخذتها في حضنها باشتياق وهي تردد بعض الكلمات :
_ دادة فريدة وحشتيني اوي ياااه لسه موجودة في البيت هنا.
شددت فريدة من احتضانها وهي تتحدث ببكاء:
_ وحشتيني اوي يابنتي وجعتي قلبي عليكي بعد الي حصلك حمدالله علي السلامة.
_ الله يسلمك يادادة انا اسفة اني عليا صوتي عليكي وانا بنادي بس معرفش انك موجودة هنا .
_ ولا يهمك ياعسل ايه ده انتي خاسيتي اوي هما مكنوش بيوكلوكي في الزفت ولا ايه. 
_ هههه بيوكلونا يادادة انا خلاص قاعدة معاكي علي طول وكليني براحتك عايزة ابقي بطة كده في نفسي .ولو سمحتي يادادة خالي حد يرجع أوصت بابا ذي ماكانت.
_ بس اختك يابنتي دي تطين عيشتنا .
_ لاء متقلقيش الي اقوله خلي حد يعمله وانتصار دي خلاص خدت يومينها وانا هاوريها واعرفها قيمتها وارجعلها عقلها الي لحسته الفلوس .
_ ربنا يحميكي يابنتي طيب روحي بقا ارتاحي في اوضتك نظيفة وذي الفل انا بقيلي خمستاشر سنة بنضفها كل اسبوع من وراء اختك  علي امل انك ترجعي في يوم ياقلبي وربنا مخذلنيش ورجعتي وانا هارجعلك الأوضاع دي ذي ماكانت ايام والدك الله يرحمه بس انتي ارتاحي وهابعتلك احلي اكل عندك .
ابتسمت لها سميحة وقبلت يدها بحب واردفت:
_ ربنا يخليكي ليا يادادة كنت مفتقده لحنيتك دي اوي ربنا يطول في عمرك .
_ تسلميلي يابنتي روحي انتي بقا.
ابتسمت لها واردفت :
_حاضر 
لم توصل سميحة الي الباب الا وسمعت صوت يستغيث من الاسفل :
_ الحقوني حد يطلب دكتور ماما ياماماا ردي عليا جرالك ايه ؟!.
ذهبت سميحة الي الأسفل حيث الصوت وجدت بنت اختها تنادي بصوت عالي واختها ملقاة علي الأرض لاحول لها ولا قوة.
تنهدت سميحة واردفت بلا مبالاة :
_ متخافيش هو ضغطها وطي من المفاجآت الي حصلتلها انهاردة فرحانه برجوعي شربيها مائة بسكر وهاترجع لجبروتها تاني.
لم ترد عليها بريهان بل اكتفت بالنظر إليها وذهبت مسرعة لتأتي بمياه وسكر لوالدتها ووضعت القليل في فمها بعدما شممتعا عطر لتفيق ..
بعدما فاقت صعدت بها الي غرفتها بعدما أمرت سميحة بأخذ غرفة انتصار اخذت بريهان والدتها لغرفتها هي حتي تستجمع قوتها مرة أخري .
________
في إحدى المطاعم الموجودة على النيل دخلت دنيا برفقة مروان وولاء .
جلسوا علي مائدة تطل مباشرة علي النيل …
اردف مروان ببتسامة :
_ هاا هاتاكلي شاورما برده .!
ضحكت ولاء باستعباط واردفت :
_ اه ياسطا اطلب بقا .
رفع مروان احدي حاجبيه واردف :
_ بس يازرافة انا بسال الي قاعدة جمبك ها يادودو هاتاكلي ايه سرحانة في ايه يابنتي .
اعتدلت دنيا في جلستها واردفت :
_ هاقولك سرحانه في ايه بس بعد شوية كده .!
_ طيب قوليلي هاتاكلي ايه؟!.شاورما ذي كل مرة ولا هاتغيري .!؟
_انت عايزة تأكل ايه !! شوفوا هاتاكلوا ايه واطلبولي معاكم .!
_ طيب ياستي هاطلب مشاوي خليكي تتغذي بدل ماانتي بقيتي شبه الهيكل العظمي كده .!!
ضمت شفايفها بحزن مصطنع واردفت :
_ انا طيب ياعم شكرا .
_ متزعليش ياستي بهزر. !
_ ماشي ياجدو خلاص حصل خير .
ضحكت ولاء واردفت :
_ ههه عندك حق هو اصلا شبه جدو انتي شايفه دقنو وشنبه دول وبعدين انتي مابتسبيش حقك قالك ياستي تقوليلو باجدي دا انتي عسل .
ضرب مروان اخته في كتفها واردف:
_ مش عجبك دقني ياختي إصمله عليكي لما نروح هاوريكي .
حركت ولاء رأسها يمينا ويسارا واردفت :
_ يرضيكي يامروان ياحبيبي دا انا اختك حببتك دا انت عسل ياروحي اموااااااه .
ضحكت دنيا عليهم واردفت ببعض الحزن :
_ ربنا يسعدكم ياااارب .
تحدث ولاء ومروان بدعاء :
_ يااارب ويخليكي لينا.
حاول مروان أن يفرفرش القاعدة حتي ينسي دنيا ماتذكرته يعرف انها تذكرت أخيها عندما وجدته هو وولاء يهزون سويًا.
_هاا قوليلي بقا هاترجعي الجامعة تاني امتي امتحانات قربت لازم تشدي حالك وبعدين بقا فين البورتريه فين الي قلتيلي هاترسميهولي انا زحلان حقيقي زحلان منك ماشي يادودي انا تسرحي بيا ااااه يااخرتك يامروان يضحك عليك ذي العيل الصغير.
نظرت ولاء ودنيا لبعضهم البعض وانفجرو في الضحك علي منظره وهو يقول زحلان كالاطفال.
_ هههههه شكلك مسخره اوي يامروان ياابني انت ظابط انت ازاي كده بس حلو وانت بتقول زحلان دي شبه الأطفال في نفسك كده .
_ هو في طفل بشنب ودقن.؟!.
_ اه طبعا انت !! هي هي الاكل وصل تسلم ياباشا .
نظرت لها ولاء واردفت :
_ طيب كلي ادام جعانة اوي كده .! بالهنا ياروحي. 
نظرت لها دنيا وهي تضع الاكل في فمها واردفت :
_ جعانة اوي ياولاء حاسة اني بقيلي سنين ماكلتش شكرا يامروان علي العزومة لما شوفت الاكل حسيت قد ايه انا جعانة.
_ بالهنا والشفا بس ترسميني .
بلعت الطعام الموجود في فمها واردفت:
_ من عيوني انا اصلا هاستلفك كام يوم ممكن تسافر معايا .
نظرت لها ولاء ومروان واردفو في صوت واحد :
_ تسافري !! فين بقا ؟! وليه ؟! انتي حالتك اصلا متسمحش انك تسافري انتي مش شايفة نفسك .،!
مسحت فمها من الطعام واردفت والدموع بدأت تتجمع في عيونها :
_ اهدو انا عارفة إنكم خايفين عليا بس أنا عايزة أسافر إسكندرية ابيع الأرض الموجودة هناك وانا دائما بابا الله يرحمه  مبيخلنيش اسافر اسكندرية حتي أما كنا بنروح نصيف كان بيودينا اي مكان غير اسكندرية عمري مرحتها مع إن بابا اسكندراني بس أنا عايزة فلوس وكمان هابيع البيت القديم مع أنه غالي عليا اوي بس مابليد حيلة لازم اريح بابا في تربته وبصراحة خائفة اسافر لوحدي هناك معرفش لو حد من اهلي عرف أن عايزة ابيع الأرض ممكن يعملوا ايه بابا كان دائما بيحكيلي عن اخته انتصار وأنها واحدة متعرفش ربنا وكمان لازم ازور عمتي سميحة بابا كان بيزورها كل شهر في المستشفي انا بحبها علشان بابا كان بيحبها اوي وانا اول مرة مش هاعرف اروح لوحدي ممكن تروح معايا يامروان خائفة يتنصب عليا في الارض وفي البيت.
مسك مروان المعلقة الموضوعة في طبقها وملئها بالارز ووضعها داخل فمها واردف :
_ من غير ماتطلبي مين قالك اصلا إن كنت هاخليكي تسافري لوحدك كملي اكلك!.
اخرجت دنيا من حقيبة يدها كيس متوسط وأعطته لولاء الجالسة بجانبها :
_خدي ده ياولاء اديه لمامتك تبيعه والفواتير بتاعته موجودة جوه الكيس.
استغربت ولاء كثيرا وأخذت منها الكيس وفتحته وجدته به قطع من الذهب ومعه الفواتير التابعة له :
_ ايه ده يادنيا؟!.
_ دهب ياولاء مهو واضح .!؟
_ وهاتبعيه ليه ؟!.
_ عايزة أبيعه علشان ارجّع فلوس يوسف الي دفعها للمستشفي انا مش عايزة حد ليه عندي حاجة .!
_ حاضر الي تشوفيه بس انتي كده هاتبيعي كل الي حيلتك.!
_ عادي ياولاء أهم حاجة اكون مرتاحة.!
تحدث مروان بصوت مليئ بالجدية واردف:
_ بقولك ايه انا ممكن اشتري البيت يادنيا ايه رأيك وبالثمن الي انتي تطلبيه.!
_ هاتعمل بيه ايه يامروان؟!.
_ هاتجوز فيه ياولاءكده كده كنت هاشتري شقة والبيت الي دنيا عايزة تبيعه حلو اوي ومودرن هاقولتي ايه يادنيا ولو ربنا فرجها عليكي وعوزتي تاخدي البيت تاني معنديش مانع انا لو عليا اديكي الفلوس الي انتي عايزاه بس انا عارفك كويس انك هاترفضي هاقولتي إيه ؟!. 
يتبع…..
لقراءة الفصل الخامس عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عريس من ديزني للكاتبة ندى حمدي

اترك رد