Uncategorized

رواية معشوقة رحيّم الفصل السابع 7 بقلم سامية صابر

رواية معشوقة رحيّم الفصل السابع 7 بقلم سامية صابر
رواية معشوقة رحيّم الفصل السابع 7 بقلم سامية صابر

رواية معشوقة رحيّم الفصل السابع 7 بقلم سامية صابر

أحمرت ملامح وجهها بشِدة وتعرَّقت يديها من كثرة الخَوِف، ابتلعت ريقها بقلق في مُحاولة للابتعاد عنه في حين اظلم بؤبؤ عينيه بغضب وعاصفة قوية ونطق بنبرة غاضبة
=انتِ ازاي خرجتي من السجن.. وبتعملي ايه هنا في بيتي !… ازاي اصلًا دخلتي هنا !!
ابتعدت عنه قليلا وهى تدس الملف في الحقيبة من الخلف حتى لا يراها وبالفعل لم يركز هو فكان منشغل بغضبه وسؤاله لها ، ابتلعت ريقها محاولة الثبات ثم قالت بكبرياء
=خرجت طبعا اومال انت مفكرنى هفضل في السجن ولا ايه.. شكلك لسه مش عارف انت بتلعب مع مين..
تجمدت ملامح وجهة ببرود تام قائلا 
=سهل ! خرجتي؟ أدخلك تاني، بس المرة دي تُهمة سرقة كونك في بيتي من غير علمي .. بالإضافة بقا ممكن البسك اكثر من تُهمة متعرفيش تخرُجي منها لا دلوقتي ولا بعدين …
رمقته بحيرة قائلة
=انت ليه بتعمل كُل دا هو انا عملتلك ايه!! بتستغل نفوذك وجبروتك قُصاد الأضعف منك دا ممكن تلاقي ربنا خسف بيك الارض وكل اللى معاك دا راح هباءً ! انا دافعت عن نفسي في حين انك ظنيت فيا غلط ف مش من حقك تعمل كُل دا انا دافعت عن نفسي بس .. بلاش تستقوي نفسك يا رحيم بيه !
تأملها قليلا يتذكر طفولته وكلامه مع والده الذي كان دوماً يستخدم العنف والقوة تجاهُ وتجاه والدته واخوته ف اعتاد ان يستخدم العنف والقوة امام الكُل ظَنًا انها الحل الاسلم لكُل شيء.. ذكرته بضعفها عندما كان ضعيفًا فى الماضي.. عاد لجموده في ثواني محاولاً عدم التأثر ثم قال بنبرة قوية
=مديتي ايدك عليا، تخطيتي كُل الحدود المُمكنة، كان لازم تتعاقبي احمدي ربنا اكتفيت ب كدا والا كُنت خسفت بيكي الارض ..
ابتلعت ريقها بتوتر ليستكمل قائلًا ببرود 
= بتعملى ايه في بيتي ؟! انطقي بدال ما هتصرف تصرف مش هيعجبك… !
نظرت حولها بتوتر شديد وهي لا تعرف ماذا تقول او ماذا تفعل ، ف صرخ في وجهها بغضب
=انطقييي.. جاية تقتليني ولا تسرقيني!
قالت بإرتباك
=هه لاء.. انا جاية اقدم ع ع شغل..
=شغل ! حد قالك اني دي شركة خالتك ولا ايه.
=يعني عرفت اني الست والدتك عايزة خدامين في البيت ،ف جيت اقابلها بس بس مفيش حد في البيت .. حتى البواب مش موجود ف دخلت من غير ما اكون عارفة حاجة وجيت أخرج لاقيتك بتمسكني.. 
رمقها بنظرات قوية ثم نطق 
=اه مفكرة اني الكلام الاهبل دا هيخيل عليا صح ! تمام أجيب كاميرات المراقبة واشوف بعيوني ،سواء دخلتي من البوابة نفسها ولا من البيت الخلفي… ! 
دلفت ريم في تلك اللحظة ومعه والده رحيم، نطق يونس بصدمة
=رحيم انت جيت امتي…!!
قالت شادية بصدمة
=رحيم إبني إنت جيت !
اقترب منها يُقبل جبينها بحنان قائلا 
=ايوا يا أُمى انا هنا محتاجة حاجة إنتِ كويسة ؟
=بخير يا بني بخير ..
قالتها بخوف شديد منه وان اكتشف فعلة رهف، بينما 
نظرت لهم روتيلا وهي تشعر بالتوتر والارتباك الشديد ويبدو انها اوقعت نفسها في فخ قوي ،بينما نطق رحيم بغضب
=البيت فاضي انتِ مش موجودة ولا اخواتي فونهم مقفول وايونس كمان محدش بيرد عليا اغيب نص يوم يحصل كل الهبل داا.. ممكن اعرف ايه اللى حصل وكنتوا فين.. وفين رهف !
قالت ريم بتوتر 
=اهدي يا رحيم شوية محدش حب يشغلك، كل الحكاية رهف كانت فى المطبخ بتعمل اكل عورت ايدها ونزفت اوي روحنا بيها المستشفي اتخيطت، وهنبات الليلة دي هنا بس كانت محتاجة هدوم خليت السواق جبني انا وماما ويونس هناك مع رهف.
=ايه!! رهف رهف كويسة يا أمي قولوا الحقيقة..
قالت شادية بحنان
=كويسة يا بني كلنا بخير الحمدلله عدت على خير.. 
=انا هروحلها حالاً، وانتوا خليكم هنا مفهوم محدش يخرج ارتاحوا وانا هبات معاها النهاردة.
=لاء خليك مالوش داعي يا رحيم يابني احنا معانا ارتاح انت.
=خلاص يا أُمي قررت خلاص.
قالت ريم بفضول
=هي مين دي طيب يا رحيم.
=واقفة عندك بتعملي ايه تعالى بسرعة. 
ركضت اليهم قائلة 
=نعم.
تابع رحيم بهدوء ل والدته
=البنت دي قالت انك كلمتيها علشان شغل عندنا فى البيت ودلوقتي لاقيتها في البيت كلامها صح.. ؟ 
نظرت لها والدته بهدوء وهى تتأملها  ثم هزت رأسها قائلة
=هي يابنى.
راقبتها روتيلا بصدمة من كذبتها ولكنها حمدت ربها ان الموضوع مر مرور الكِرام، نطق رحيم بعصبية
=لازم هي ،لازم يعني تتحط في طريقي.
=اهدي يا بني ،دي بنت غلبانه، سيب ليا الموضوع دا هحله انا بيني وبينها.
=انا ماشي ولما أرجع نبقي نشوف الموضوع دا.
هزت رأسها بهدوء  في حين اقترب رحيم من روتيلا بقُرب زائد قائلا بصوت صارم
=متفكتريش الموضوع عدي، لسه بينا حساب هنصفيه ..
تركها ثم خرج بسرعة ليطمئن على شقيقته، ف قالت ريم وهي تتثاوب
=انا طالعة انام باي.
بقت روتيلا بمفردها مع والدة رحيم ،ضغطت على شفتيها قائلة
=بصي حضرتك معرفش ليه وقفتي معايا وقولتي اني فعلا جاية اشتغل عندك رغم اني بكذب ،بس والله مكنش في نيتي حاجة وحشة يعني انا..
=علشان عارفة ابني رحيم مش هيرحمك ابدا لو عرف انك مش جاية تبعي، غير ان يونس حكالي عنك انتِ روتيلا ! وعن اللى عملتيه في رحيم وصراحة اول مرة اسمع الكلام دا واشوف واحدة تعمل كدا في ابني وتخليه متعصب طول الوقت ومش طايق نفسه بالطريقة دي.. وتكون صغيرة زيك.
قالت روتيلا بأسف
=انا كل اللى عملته دافعت عن نفسي مش  اكثر هو غلط فيا وانا دافعت عن نفسي ،رغم كدا هو دخلني السحن وأذاني.
=طيب عارفة اني ابني غلطان ومش عاجبني تصرفاته بس الزمن خلى الحنين قاسي وحجر يا بنتي .. بس قوليلي بصراحة جيتي البيت تعملى ايه انا مش هأذيكِ، بس حابة اعرف.. 
=ج.. جيت أأذيه في اي حاجة معرفش قولت اجي انتقم بس مقدرتش اعمل اى حاجة ف لفيت وشي وجيت ماشية قفشنى وحصل اللى حصل. 
ابتسمت شادية قائلة
=شكل هيبقي لينا كلام كتير مع بعض يا روتيلا، الوقت اتأخر ننام دلوقتي وبكرا نتكلم.
=بس مش هينفع ابات هنا و..
=محدش في البيت اهو ،بكرا ابقي امشي، بس خليكِ هنا لانى بكرا لازم قلاقيكي ولازم نتكلم… يلا اوضة الضيوف فوق اطلعي…
=معلش الاحسن أمشي.
=اسمعي كلامي يابنتي واطلعي كان بودي اطلع معاكي بس مبقدرش اطلع سلالم لكني هنا لو احتاجتي اي حاجة.
تنهدت روتيلا ثم هزت رأسها بقلة حيلة قائلة
=شكرا اوي ليكي .
صعدت للأعلى برفق بينما دلفت شادية الى غرفتها في الدور الأرضي ترتاح من تعبها ،تجوَّلت روتيلا في المكان بتوتر فتحت إحدي ابواب الغرف ثم اغلقتها بهدوء خلفها قائلة بتوتر
=يارب.. كُل يوم في حال كل يوم في مكان بمصيبة شكل .. عيني يارب على حياتي.
ألقت بحملها على الفراش لتغُوص في النوم بملابسها من كثرة التعب والارهاق وهى لا تملك اي خيارات امامها …
_____
نهضت رهف على أطراف اصابعها تقف في الشُرفة تتأمل السماء بينما  دلف يونس الى الداخل حيث الشرفة ليري تلك التى تجلس تتأمل السماء بصمت واضح..
قال بهدوء
=انتِ كويسة يا رهف
=مالكش دعوة بيا.
=ممكن افهم ليه المعامله دي ،انا غلطت ف حقك ف ايه بالظبط  ؟  
=مش عارف غلط ف ايه انت ازاي عديم الاحساس والمشاعر بالطريقة دي…
=انتِ ليه بتقوليلى كدا انا والله معرفش غلط ف ايه..
نهضت تقف امامه وعيونها مليئة بالدموع قائلة
=انت ليه محبتنيش انا اشمعنا ريم .. اشمعنا هي وانا لاء مجتش ف يوم على بالك تحبني ،وانا اللى من وانا صغيرة بحبك وبتمناك وبشوفك حبيبي ! مش ذنبك اني حبيتك عارفة، بس للدرجة دي انا وحشة ومفكرتش تحبني حتي…
اغمض عينيه بألم شديد قائلا بأسف
=انا اسف.. محستش ومعرفش مكونتيش اعرف اني دي مشاعرك تجاهي، انا دايما بشوفك اختى الصغيرة مش اكثر.. مفكرتش ف يوم انك تكوني شايلة جواكي مشاعر ليا.. انا حبيت ريم والقلب مبيختارش اللى يحبه بتيجي كدا لا معايير ولا حسابات فجأة.. بتحس ان دا الشخص اللى لازم تعشقه ولازم تبقي معاه… وانا دا اللى حسيته اسف لو جرحتك.
مسحت دموعها بيديها قائلة
=اسف كلمة مالهاش معني قدام اللى عيشته ،متبقاش تتصرف بودية مع اي بنت علشان هتفكر اني دا حُب وتتعذب بعدها، انا دلوقتي بس بحمد ربنا انك مش من نصيبي، وندمانه اني فكرت أنهي حياتي ،رغم انها جميلة وأقدر أعيشها بشكل جميل مش علشان حب انتهى انهي حياتي، كانت غلطة وهصلحها.. عن إذنك علشان هنام.
=رهف انا اسف بجد اا..
تابع بهدوء
=رحيم عرف انك تعبانه وجاي 
=انت قولتله !
=اكيد رسم كذبت عليه وقالتله انك كنتي بتعملي اكل في المطبخ وايدك اتعورت.
ضحكت بجانبيه قائلة
=شكرا
دلفت الى الداخل ثم دسرت نفسها في البطانية وغطت في النوم وهي تتنهد تخرج كل طاقتها في نفس واحد، مُقررة ان الغد يوم جديد، سوف تتخلص من سموم حبه، وتعيش لنفسها، خطأ ننهي حياتنا لأجل من لا يستحق، انتِ جميلة وحياتك أجمل، عيشي لنفسك وسيأتي من يعشقك صدقًا، حينها يستحق عُمرك..
بينما تنهد يونس بضيق في صدره لا يعرف ما عليه ان يفعل الان.. ترك نفسه يتأمل السماء بصمت وهدوء..
_______
ضرب سطح المكتب بيديه بغضب قائلا
=قسما بالله لو خلت بينا او منفذتش اتفاقنا همحيها من على وش الدُنيا هى ورحييييم..
=حاول تهدي بس يا أمجد ، الغريبة انها مخرجتش خالص رحيم بس اللى خرج فضلت مستني وارن عليها مش بترد بعدين اداني مقفول .. معرفش ايه حصل جوا بس اللى متأكد منه انها مخرجتش خالص…
=معاها لحد بُكرا يا سلامة  لو مظهرتش، تبقي تقرأ الفاتحة على رُوحها.
____
فى صباح اليوم التالى.
خرجت ريم بهدوء على أطراف اصابعها من الفيلا حتى لا يراها أحد وبالفعل استقلت تاكسي بعدها أعطته عنوان أحدي الشُقق، ف ستُقابل المُعجب الخفي بها والتي لا تعلم انهُ سيكون سبب دمارِها. 
بينما بعد قليل ،دلفت رهف وهي تستند في احضان رحيم ملس على كتفها بحب قائلا
=عايزة اي حاجة يا حبيبتي؟
=ربنا يخليك ليا يا رحيم، انا هنام على طول ارتاح وانت اطلع ارتاح .. بعدين نتكلم.
=لازم نتكلم لازم .. المهم يلا تصبحي على خير.
دلفت الى غرفتها واوصدت الباب خلفها فى حين دلف رحيم الى غرفته وخلع قميصه برفق ل يبقي عارياً، جذب انتباهُ شيء ضئيل يُدَثر فى اللحاف داخل فراشه، اقترب قليلا ليري انها روتيلا ،تنام وشعرها حولها رقيق وجميل بالفعل…
تأملها بصدمة قائلا
=إيهِ اللى جابها هنا دي !
تابع بصوت صارم
=روتيلا ! روتيلا ! اصحي فوقي !
اقترب منها ليتأمل ملامحها الصغيرة اللطيفة والجميلة بالفعل، بالإضافة لشعرها الرقيق الذي يجذب للرؤية واللمس، اقترب قليلًا رغم عنه يشتم عبيرها وكأن رائحتها خُلِقت ليشمها رحيم فقط …
فتاة صغيرة وكتلتها أصغر بحجم كُتلة نيوتن لكنها تجذبهُ اليها بقوة وَسُرعة فائقة، تجعل من رجُل قوي صلب بالغ يري الكثير من النساء مجذوب لها رغم انها طفلة !   
رن هاتفها بجانبها  بإستمرار ليفوق مما يفعله ثم كح بهدوء قائلا محاولا الغضب منها بأي طريقة.
=كُنت ناقصها في حياتي ،لاء فعلًا كُنت ناقصها .
امسك بالهاتف ببرود ليرى من يرن عليها وكان مَن يرن هُو ” أمجد “.
يتبع…..
لقراءة الفصل الثامن : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية نبض السيف للكاتبة سارة محمد

‫7 تعليقات

اترك رد