Uncategorized

رواية براء الفصل الثاني 2 بقلم هنا سامح

 رواية براء الفصل الثاني 2 بقلم هنا سامح

رواية براء الفصل الثاني 2 بقلم هنا سامح

رواية براء الفصل الثاني 2 بقلم هنا سامح

دلف قاسم ومهاب للغرفة، وجدوا سلمى ومن حولها دماء.
– سلمى! سلمى حبيبتي جرالك إيه؟
أردفت سلمى ببكاء وصراخ:
– أنا عايزة أموت، أنا تعبت أنا عايزة أروح عند بابا، العالم والدنيا وحشة ومش قادرة أعيش، مش قادرة يا قاسم.
ضمها قاسم لصدره وهو يقول بدموع:
– حقك عليا انا، حقك عليا انا يا حبيبتي، مش إنتِ دايمًا بتقولي سلمى قوية؟ إي اللي حصل؟
– أنا انكسرت واندبحت ومحدش حاسس بيا، مش قادرة أكمل حياتي وانا كدا، أنا ادمرت يا قاسم والله العظيم ادمرت.
نزلت على الأرض، ف نزل بها قاسم وهي في أحضانه، ربط قاسم عليها وهو يقول بثبات ضعيف:
– ما عاش ولا كان اللي يكسرك، إنتِ قوية وهتفضلي طول عمرك كدا، أنا موجود معاكِ وف ضهرك وعمري ما اسيبك.
ظلت تبكي بعنف وشهقاتها تزداد، هبط إليهم مهاب وهو ينظر إليها بهدوء، ثم قال بحنان:
– أنا عارف ومقدر اللي إنتِ فيه وحساه، هو إحساس صعب بس لازم نتخطاه، حياتنا مش بتقف على حد أو حاجة، ربنا حطك في اختبار وواجب عليكِ تقومي منه وتشكريه، ما قومتيش منه من زمان تقومي منه دلوقت، الوقت لسه معاكِ وكل واحد مش ضامن الوقت والنفس اللي معاه وفيه؛ مش بنبقى عارفين هيكمل ولا خلاص كدا مبقاش فيه.
نظر لها وجد دموعها توقفت وتنظر إليه ببراءة، ووجهها ملطخ بالدموع، ف أكمل وهو ينظر لقاسم:
– تسمحيلي أبقى معاكِ وأساعدك في الاختبار؟
نظرت لأسفل ثم قالت بنبرة متوترة:
– مش بحب أشارك حياتي مع حد.
– بس دا لازم، ربنا خلق كل واحد فينا وليه شريك في حياته، الحياة ما ينفعش تعيشيها لوحدك.
– وانا أزهق حد بمشاكلي لي؟
– أنا صبور يا ستي ومش بزهق، ها إي رأيك؟
نظرت لقاسم بتساؤل، ف نظر لها بتشجيع ف قالت:
– ينفع أفكر؟
– إنتِ ما تسأليش؛ إنتِ تعملي اللي على مزاجك على طول.
نظرت للأسفل بخجل، ف مد مهاب يده لها وهو يقول:
– يلا نقوم؟
ضرب قاسم يد مهاب بضيق وهو يقول:
– في إيه يا لا! أنا مش مالي عينك!
تنهد مهاب بضيق وهو يقول:
– حقيقي أنا زهقت منك! صدقني تتم الجوازة دي ومش هتلمح ضافرها تاني.
– دي أختي يا لا!
– يا عم بلا اختك بلا بتاع! وريني هتبقى تشوفها إزاي!
– هقوملك يا مهاب؟
– بس يا حبيبي، أنا ماشي دلوقت بس جاي تاني، ها؟
قال كلمته الأخيرة وهو يغمز لسلمى، ف توترت ودفنت نفسها أكثر بشقيقها قاسم.
ضحك مهاب ثم وقفوا جميعًا، وقال مهاب:
– سلام دلوقت.
أردف قاسم بإبتسامة:
– سلام.
ذهب مهاب وهو يقول بصوت عالي:
– هتغدى معاكم وقت تاني، مش هتخلص مني غير لما أتغدى عندكم.
– تنور يا اخويا.
ذهب مهاب، ثم قال قاسم بصدمة:
– إيديكِ بتنزف يا سلمى! إنتِ ما خدتيش بالك!
أردفت سلمى بدموع وهي تنظر ليدها:
– لا، ما خدتش بالي، مش حاسة بحاجة كالعادة.
قال قاسم وهو يذهب ليحضر صندوق الإسعافات:
– إهدي يا سلمى، كله هيعدي والله كله هيعدي.
تنهدت سلمى وهي تقول بهمس:
– مفيش حاجة هتعدي، بقالي سنين في نفس الموال.
أحضر قاسم صندوق الإسعافات، وربط قاسم يد سلمى لمنع نزيف يدها.
– يا لهوي! إي دا؟
– أروى؟ جيتِ إمتى؟
– لسه جاية يا قاسم! الأوضة مالها ومال إيدك يا سلمى؟ أنا وانا طالعة لسه شايفة مهاب نازل من هِنا؟ في حاجة؟
قال قاسم وهو يضم سلمى:
– مفيش حاجة يا أروى، سلمى إيديها بس اتعورت.
جلست أروى بجانب سلمى وأمسكت يدها وهي تقول بقلق:
– وريني إيدك دي كدا؟ كويس إنك ربطتها بس بتنزل دم جامد؟
حرك قاسم رأسه بنفي:
– لاء مش كتير.
– كويس لو كانت كتير، كنت هقولك ناخدها المستشفى نخيط مكان الجرح لو فيه حاجة.
– لاء كويسة الحمد لله.
نظرت أروى للغرفة:
– هقوم أنضف الأوضة، وتعالي نامي في الأوضة التانية على ما اخلصها.
حركت سلمى رأسها بنفي:
– لاء أنا اللي هنضف طبعًا.
وضعت أروى يدها على خصرها وهي تقول بغيظ:
– والله؟ وانتِ هتنضفي الأوضة إزاي بإيدك دي؟
رفعت سلمى يدها أمام وجه أروى وهي تقول:
– إيدي سليمة أهي!
أردفت أروى بغيظ:
– والله؟
قاطعهم قاسم بغيظ:
– بس إنتوا الاتنين! بتتخانقوا مين ينضف! إيه رأيكوا ولا واحدة فيكوا هتنضف!
أردفت سلمى وأروى بنفس الوقت:
– أومال مين اللي هينضف؟ إنتَ!
– أنا إيه إنتوا هبل؟ بقى قاسم الشريف بنفسه ينضف؟ لاء طبعًا، هجيب خدامة تنضف الأوضة والبيت كله بالمرة، قال أنضف قال!
ذهبت أروى وهي تقول:
– تمام، هغير هدومي بقى واعمل الأكل.
– ماشي يا أروى، جاية أنا معاكِ.
– تعالي يا حبي.
……………………………………
يجلس قاسم ينظر للتلفاز أمامه بشرود يفكر بشيء ما، جاءت إليه سلمى وجلست أمامه وهي تقول:
– قاسم؟
لم يجب عليها، ف حركته ببطىء وهي تقول:
– يا قاسم؟
– إيه في إيه؟
بنادي عليك من الصبح!
– ما خدتش بالي يا حبيبتي، بقولك يا سلمى؟
– نعم؟
مسح على شعره وهو يقول بتفكير:
– إنتِ قولتي إنك هتفكري في موضوع مهاب؟ فكرتي؟
توترت سلمى وهي تقول:
– لاء ما هو أنا نسيت.
رفع حاجبيه ثم قال:
– نسيت! نسيتِ إيه؟ هو دا موضوع يتنسي؟
توترت سلمى أكثر، ف إعتدلت لتذهب لغرفتها:
– ما خلاص يا قاسم! بص أنا قايمة.
أمسك يدها وأجلسها، ثم قال:
– خدي هِنا تقومي إيه؟ من الأخر يا سلمى مهاب عازمنا على العشا، رأيك إيه؟
حركت عينيها ثم قالت:
– رأيي إيه وانا مالي؟
– يا سلمى؟
– مش هو عازمك؟
– عازمنا يا قمر، عازمنا.
– طيب إنتَ رأيك إيه؟
حرك قاسم كتفه وهو يقول:
– عادي أنا موافق.
أردفت سلمى بتوتر:
– طب خلاص ماشي.
أردف قاسم بتساؤل:
– ماشي إيه؟ ماشي موافقة؟
– مش هبقى معاك؟ أكيد موافقة.
……………………………………
تجلس سلمى على الأريكة بتوتر وهي تقول:
– همَّ ما جوش لسه ليه؟ إنتِ فين يا قاسم؟ حتى تليفونك مقفول!
فركت يدها بتوتر، ثم استمعت لرنين هاتفها.
– ألو يا حبيبتي إنتِ فين؟
توترت سلمى وهي تقول:
– إنتِ فين إيه يا قاسم؟ أنا في البيت.
– طب تعرفي تيجي المطعم لوحدك؟ إحنا كلنا هِناك، روحت مع مهاب من الشركة على هِناك، وأروى جات من عند أهلها على هِناك.
زفرت بقلق وقالت:
– طب قول العنوان.
– ماشي يا حبيبي.
After 2 hours.
تقف سلمى تنظر حولها بقلق وهي على وشك البكاء، قالت بتوتر:
– أنا توهت، أنا توهت.
حاولت الإتصال على قاسم مجددًا لكن دون جدوى، صرخت بعنف:
– مفيش شبكة، مفيش زفت.
أثناء سيرها تعرض لها شابين في الطريق، استمعت لقول أحدهم:
– إيه يا مزة ما تيجي تركبي معانا؟
وقفت بصدمة وهي تنظر حولها وجسدها متجمد، لم تستطع الحركة حتى.
اقترب منها أحدهم ف ابتعدت هي بخوف وهي تصرخ بصوت عالي طالبة المساعدة.
أمسك الشاب بيدها وهو يأخذها خلفه وهي تصرخ وتبكي والمشهد يعيد نفسه من ٦ سنوات.
– سيبني الله يخليك، سيبني، يا قاسم يا قاسم!
– مش هيحصل حاجة يا قمر، هنخدك معانا والحوار يخلص!
ارتعش جسدها أكثر، لم تتحمل أكثر من هذا عندما شعرت بالشاب يحملها ويأخذها معه، ف قررت الهروب من واقعها وبدأت ترى الأشياء حولها سوداء لكن قبل أن تغيب عن الوعي وجدت شخص لم تتضح ملامحه، فقط جزء منها، ف قالت بدون وعي:
– مهاب.
بدأ مهاب بضرب الشابان بقوة، انتهى منهم وتركهم ينزفان على الأرض وذهب بسرعة لسلمى الملقاة على الأرض، حملها بسرعة وهو يأخذها لسيارته وينظر للناس حوله الذين يقفون يشاهدون ولم يجرؤ أحد منهم على مساعدتها.
صرخ مهاب بهم بعد أن وضعها في سيارته:
– هتفضلوا طول عمركم شعب واطي ما بتساعدوش حد! شايفينهم وهم واخدينها ولولا إني جيت مش عارف كان حصل إيه؟ شعب واطي وهيفضل كدا.
ذهب لسلمى وأفاقها بالماء.
– سلمى؟ سلمى قومي؟
إعتدلت وهي تصرخ بخوف ف قال مهاب بقلق:
– إنتِ كويسة، متخافيش.
بدأت فجأة بالصراخ والبكاء أكثر وهي تقول:
– أنا عايزة قاسم، عايزة قاسم هو ما جاش ليه؟ هاتولي قاسم! كانوا كانوا هيعملوا فيا كدا تاني، عايزة قاسم.
كاد أن يقترب منها مهاب لكن صرخت بعنف:
– وسع وسع متقربش! إنتَ أكيد زيهم، كلكوا صنف واحد، قاسم! قاسم فين؟
– إهدي يا سلمى، كله هيبقى كويس.
– مفيش حاجة هتبقى كويسة، مفيش حاجة.
ظلت تصرخ بخوف وهو يحاول تهدئتها لكن دون جدوى، بعدها بثوان تحرك جسدها ببطىء وبدأت بفقدان الوعي.
– سـلمـى!
قام مهاب بالإتصال على قاسم وهو يتحرك بالسيارة نحو المستشفى:
– قاسم! الحقنا على المستشفى.
صرخ قاسم بقلق:
– ليه في إيه؟ لقيت سلمى؟
– شباب كانوا هيخدوها واغمى عليها، الحقني على هِناك.
– أنا جاي حالًا، خلي بالك منها يا مهاب.
أغلق معه ف صرخ قاسم بدموع:
– يا رب ليه بتعمل معاها كدا؟ يا رب.
يتبع…..
لقراءة الفصل الثالث : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عشق الطفولة للكاتبة هنا

تعليق واحد

اترك رد