Uncategorized

رواية وصية واجبة التنفيذ الفصل الثامن 8 بقلم فدوى خالد

 رواية وصية واجبة التنفيذ الفصل الثامن 8 بقلم فدوى خالد

رواية وصية واجبة التنفيذ الفصل الثامن 8 بقلم فدوى خالد

رواية وصية واجبة التنفيذ الفصل الثامن 8 بقلم فدوى خالد

نظرت له صفية بصدمة وهي لا تعتقد أن تلتقي به مره آخرى بعد مرور كل تلك السنوات، أفاقت من صدمتها قائلة بتحذير :
– لو قربت من بناتي أو فكرت بس مش هرحمك .
أردف بسخرية : 
– مش تتكلمي على قدك يا قطة، لسة زي ما أنتَ متغيرتيش، و بردوة سعاد .
أزاحت سارة يد سامر و هى تتقدم نحوه و تود أن تضربه بغضب :
– و الله العظيم لو ما لميت نفسك لأطلبك البوليس و هوريك أيام سودة يا قليل الأدب .
أمسكها عمر فى الوقت المناسب، و هو يحاول أن يهدئها، هدئت حين أحكم حملها، فأردفت بغيظ : 
– نزلني يا عمر، و الله ما هرحمه .
ضحك ذاك الشخص قائلا : 
– ظريفة أوي ما شاء الله .
بينما همست ريم لمروان : 
– مين دة ؟
بقلم / فدوى خالد .
أغلق عيناه بمعني أنه سيقول لها كل شيئًا لاحقًا، بينما صاحت ليلى قائلة بإستغراب : 
– مين دة ؟ و ازاى أصلا يقل أدبه هنا، هو متعلمش الإحترام فى بيته ………..
كادت تكمل ليلى لكن أردف هو قائلا : 
– أنا أبقي صديق والدك المقرب، الروح بالروح زي ما بيقولوا، و كنت زميل والدك و والدتك فى الجامعة .
أردفت بقرف : 
– تصدق يا شيخ الواحد و الله ما طايقك من أول ما دخلت، حسيت الهوا بتاع الاوضة أتشفط .
ضحك قائلا : 
– نفس ظرافة المرحوم ما شاء الله .
أردفت قائلة بتقليد : 
– نينينيني، حد قالك أنك دمك تقيل .
أكملت سارة قائلة بغضب : 
– يلا يا عم أمشي، شفطت الهوا كله، عايزين نتنفس .
ابتسم قائلا : 
– دلوقتي همشي، بس هرجع تاني عشان فى شركة لازم نصفي الحسابات بتاعتها، بس مش معايا أنا مع ابني .
غادر ذاك الرجل بينما جلست صفية بيأس و هى تشعر أنها سوف يغمي عليها، تقدمت خديجة و سعاد و هم يواسوها، بينما أردفت ريم بهدوئها المعتاد :
– يمكن أفهم فى أية ؟ مين الشخص دة ؟ و بعدين ازاى تسمحوا له يتكلم بالطريقة دي، غير كدة مينفعش كلكم عارفين و احنا واقفين مش فاهمين حاجة خالص .
أيدت سارة ريم قائلة : 
– عندها حق، و بعدين البجح بيعاكس كدة و عادي، نفسي أعرف ازاى بستجري على كدة .
رفعت عيناها التى بدت حمراء كثيرًا، جلست ريم على ركبتيها قائلة بقلق : 
– مالك ؟ تعبانة أتصل بالدكتور يجيب العلاج ؟
فدوى خالد .
حركت رأسها بلا، و طلبت من الجميع الجلوس بهدوء، جلس الجميع فحاولت لملمة شتات الماضى و هى تقصه قائلة : 
– دة مدحت الدمنهوري، كان صاحب أبوكم جدًا،  بس فى الجامعة لقيته جاي ليا يتقدم ليا و أنا كنت بحب والدك و هو عارف، بس قرر يتقدم ليا و فى وسط الجامعة قال أنه بيحيني، لكني رفضته، و بعد الموقف ده قاطع باباكي، و معادش يكلمه، بعد سنة باباكي أعترف أنه بيحبني و اتجوزنا، كل دة و هو كان برة مصر بعد ما رفضته، من ست سنين نزل مصر و قعد سنة، السنة إلِ والدك مات فيها، و شكله راجع تاني عشان ينتقم مني فيكم .
أردفت ريم بإستغراب : 
– طيب احنا و لسه عارفين دلوقتى، بالنسبة ليهم عارفين ازاى ؟ و يعرف طنط سعاد منين ؟
ردت سعاد قائلة بأسف : 
– للأسف فى شركة من الشركات ليها أسهم ليه، و جدك كان واقف عائق، بس لما صحته تدهورت، مسك مروان و عمر الشركات و كان لازم يعرفوا الموضوع ده عشان يشوفوا أية إلِ هيحصل، و سعاد كانت زميلتي فى الجامعة .
تسائلت سارة بإستغراب : 
– أدام عمر ماسك الشركات، مبيرحش لية ؟
أردف مروان بهدوء : 
– أنا إلِ قولتله ميعملش كدة، بعد ما عرفت أنه نزل القاهرة، و شكله مش ناوي لينا على خير .
أردفت ليلى بخوف : 
– طيب هنعمل أية دلوقتى، ممكن هو يأذينا .
فدوى خالد .
احتضنها يوسف و هو يحاول تهدئتها قائلا : 
– متخافيش مش هيقدر يعمل حاجة .
أردف مروان قائلا بجدية : 
– هو ريم و ليلى مفيش قلق عليهم، بس سارة هى إلِ كل القلق عليها .
أردفت سارة بملل :
– اشمعنا أنا .
رد عليها عمر قائلا : 
– أولا : ليلى معاها أحمد فى الجامعة،  و هو هيبقى عارف هيعمل أية ؟ أو يتصرف ازاى ؟ و ريم مع مروان دايمًا فى الشركة، و ملك قاعدة فى البيت، فأنتِ الوحيد إلِ مش هيبقي معاك حد .
مطت شفتيها بملل قائلة : 
– ماشى تمام عرفنا .
أردف مروان بهدوء : 
– ياريت كل واحد على أوضته، و متخافوش مش هيقدر يعمل حاجة بإذن الله، كله تحت السيطرة، ياريت تطلعوا كلكم ترتاحوا، و بكرة الصبح نبقى نكمل كلامنا .
فى ذلك الوقت دخل أحمد الذى نظر لهم بإستغراب شديد قائلا : 
– مالكم متجمعين لية ؟ و مالك يا ماما، و عمتو سعاد و عمتو صفية عاملين كدة لية ؟
أردف سامر بهدوء : 
– تعالى معايا و أنا أفهمك .
أردفت ملك بمرح لتهدئة ذاك الجو قليلا قائلة : 
– خلاص يا جماعة محدش يقلق ، عمو مروان هيحل كل حاجة، عرفت أن فى أوضة هنا لفرجة بس، أية رأيكم نتفرج على فيلم .
ضحك مروان بسخرية قائلا :
– عمو، ماشى مجتش عليكِ، و أكمل قائلا بالموافقة : 
– فكرة حلوة بردوة .
أردفت ريم بتعب :
– معلش مش هقدر و هطلع أنام .
أمسك يدها قائلا : 
– لا هتيجي تتفرجي معانا .
استسلمت قائلة بتنهيدة : 
– ماشى .
أحضر ملك و سامر الفشار و هو يدخل لتلك الغرفة و يجهز كل شئ، كان الجميع قد أبدلوا ملابسهم و ارتدوا ملابس بيتية مريحة، دخل الجميع إلى الغرفة ماعدا خديجة و صفية و سعاد، الذين تحججوا بأنهم مرهقون، كانت الغرفة منظمة لأبعد حدود، مكونة من كرسيان فى الأريكة الواحدة، و بين كل أريكة و آخرى مسافة رأسية، ماعدا الأريكة الاولي التى كانت تكفى لثلاثة، سارعت ملك و هى تتحدث بمرح : 
– أنا هقعد فى الاولي و مليش علاقة بيكم، كانت تجلس سارة بجوارها، و لكنها أردفت :
– تؤ تؤ دا بتاع سامر و أحمد، ورا يا ماما .
أردفت بملل :
– فرقت يعني .
حركت رأسها قائلة : 
– أيوة ارجعي ورا .
بينما يوسف أمسك يد ليلى قائلا ببمسة : 
– تعالي خلينا فى الثاني .
ابتسمت بهدوء و تسير معه، بينما ريم كانت تشعر بصداع غريب بدأ يروادها تلك الفترة، و ازداد عندما رأت ذاك الرجل الغريب، همس مروان بجانب أذنيها قائلا :
– مالك .
نظرت به بهدوء قائلة : 
– مفيش، دماغي مصدع شوية .
كادت تجلس بجوار سارة و لكن أمسك يدها قائلا : 
– ورا، جنبي .
بينما نظرت لهم سارة و هى عاقدة ساعديها بغيظ : 
– ما شاء الله حظي معروف، إلِ قدامي بتحب، و إلِ ورايا بتحب و أنا ربنا موقعني فى صنية بطاطس مش بيفهم حاجة، دة جزمة .
جلس بجوارهة بملل و هو يعطيها الفُشار :
– خدي يا أختي كلي و اسكتي .
أخذت الطبق قائلة :
– أفيد منك .
فدوى خالد .
نكز يوسف ليلى الصامتة بمزاح قائلا :
– مالك ؟
نظرت له و الدموع تتلألأ فى عيناها قائلة : 
‐ خايفة .
فتح ذراعيه فدخلت هى فى أحضانه، فأردف و هى يمسد على شعرها بإطمئنان : 
– متخافيش، مش هيقدر يعمل ليكم حاجة، أنا جمبك و مروان جنب ريم، و بالرغم أن سارة و عمر ناقر و نقير إلا أنه مش هيسيبها لو حصلها حاجة .
رفعت عيناها له بدموع على وشك النزول قائلة : 
– بس بردوة خايفة مش عارفة لية ؟ مش عايزاهم يسبوني زي بابا، ولا عايزاك أنتَ كمان تتأذى و تسيبني .
ابتسم لكلمتها الأخيرة قائلا : 
– متخافيش أنا معاكِ و كلنا معاكِ بس متخافيش .
فدوى خالد .
نظرت ملك بملل لتلك الدراما التى تعرض قائلة و هى تأخذ ريموت التحكم : 
– احنا نجيب فيلم رعب نستمتع بيه .
بينما سارة كانت ملهية بالآكل وجدت ملك قد أحضرت فيلم أخر و يبدو أنه رعب، أردفت بصوت عالى : 
– ملك غيري الفيلم لو سمحتي .
لم تسمعها ملك من كثرة الإنتباة لذاك الفيلم، فجلست على الكرسي و هى تشعر بالخوف الشديد، نظر لها عمر و هو يري هيئتها، بعد قليل وجدت مشهد مرعب فاقتربت منه و هى تمسك يده بخوف، نزع يده و هو يحاوطها بهدوء، هامسًا فى أذنيها : 
– بس مفيش حاجة .
فتحت عين واحدة لتجد نفسها فى أحضانه، كادت تتحرك لولا أنها شعرت بالأمان لبرهة فأغمضت عيناها، بينما هو ضحك على تلك المشاكسة التى تتغير بين ثانية و آخرى .
” ألم ترى يا قلب أنه مهما تمكنت منا تلك الصعوبات سنظل ظل بعض ؟ ألم يخطر فى بالك لثانية واحدة أن الحب هو حليفنا مهما تغير الزمان ؟ قد تنتفسنا عل ذاك الحب فى الصغر و هو الآن بين يدينا. “
فدوى خالد .
__________________________
قامت ريم و هى تخرج إلى الخارج، و من ثم توجهت الحديقة، تبعها مروان، و يبدو أنها متعبة لحد كبير، استدارت لتصدم به، تراجعت قائلة بأسف : 
– أسفه مشفتكش، بعد إذنك .
أمسك يدها فالتفتت له و هى تنظر إلى الأرض، رفع وجهها إليه قائلة بحنان : 
– مالك ؟
شردت قليلا و هى تقول : 
– مفيش، حاسة أني تعبانة شوية .
تفهم أنها تشعر بالخوف الشديد، فتحدث بهدوء : 
– خايفة على أخواتك صح !
هزت رأسها بنعم، فلم يمهلها فرصة حتى أخذها فى أحضانه، كادت تتحدث لولا أنه تحدث بصوت منخفض : 
– هش……أهدي شوية .
شعرت ببعض الراحة، و أطلقت العنان لدموعها، خرجت من أحضانه ببكاء، و هى تشعر بأنها ليست بخير، بينما هو قام بمسح عبراتها بأنامله، و هو يقول بهدوء :
– بس … أهدي، مفيش حاجة و أنا جنبك .
ردت بصوت مكبوت من الدموع : 
– هتمشوا كلكم زى ما بابا مشى و سابني و هبقى لوحدي .
احتضن وجهها بحنان بدأ يظهر فى الأونة الأخيرة قائلا : 
– مش هسيبك متخافيش، أنا معاكِ و كويس أهوة قدامك، و أخواتك كمان معاكِ و كويسين، متخافيش بقا .
أدخلها فى أحضانه مرة أخرى و هى يمسد بيداه على شعرها و يأمل أن تطمئن قليلا .
” أتلك هى الصدف التى يتحدث عنها القدر ؟ بين ليلة و ضحاها تغيرت تلك المشاعر ، دقات البلب بدأت تعلو كلما ألتقيتك، و حبك قد أدمنته فى دمي دون أن أدري، و أصبحت لي خير رفيق درب “
فدوى خالد .
____________________
كان الجميع منشغل بذاك الفيلم عدا أحمد الذى كان شاردًا فيها، و فى ملامحها الهادئة، التى قلبت كيانه فى دقيقة واحدة، جعلت قلبه يدق من جديد بعدما تعهد بأن لا يفتح قلبه لأحد،  و لكن تأتي هى ببساطة شديدة تغيره وجهه نظره بسهولة .
أفاق على شيئًا يقذف فى أتجاهه، و ما كانت سوي وسادة من ملك، قذفها على الأرض قائلا بغيظ : 
– نعم ! عايزة أية يا بنتي .
تناولت حبات الفشار بملل و هى تود أن تضايقه : 
– كنت قاعدة بأكل فوشار، لقيت سيادتك مشغول البال، فقولت أعرف الموضوع عشان أساعدك .
نظر لها سامر بملل قائلا :
– اتخانقوا مع بعض أنا مش بحب الخناقات دي، و ورايا حاجات مش فاضي .
قذف أحمد تلك الوسادة عليها قائلا بدعاء :
– يا رب أنتَ إلِ عالم بيا، جوزها يارب عشان تغور من البيت .
أخرجت لسانها قائلة بغيظ : 
– امم … يا رب تتجوز أنتَ و قذفته بالوسادة، جاء ليرد لها الضربة و لكن وجد الحميع نائمًا، رفع حاجبه بإستغراب شديد من هؤلاء الأشخاص، تقدمت ملك بإستغراب قائلة بمرح : 
– اوبا…. الحب ولع فى الدرة يا خوي، و شكل الدنيا هتحلو فى عينهم خلاص مفيش خناقات .
رفع كفه فى وجهها قائلا بإنزعاج : 
– اية يا بنتي، عينك وحشة، هتخليهم يتخانقوا .
تجاهلت حديثه و هى تنظر إلى أين ذلك الزوجين الآخرين ؟ وضعت يداها أسف رأسها قائلة بتفكير : 
– فين مروان و ريم .
مط شفتيه قائلا : 
– مش عارف .
و أكمل بغضب :
– تعالي بقا، و أنا هوريكِ .
خرجت إلى الخارج و هى تركض حتى وصلت للحديقة، و ألجمتها الصدمة عن الحديث، همست لأحمد أن يأتى، فوقف الأخر مصدوما قائلا : 
– مروان فريزر بقا حنين، دا حدث تاريخي يا ولاد .
مدت يدها كالشاردة فى أحلام اليقطة و هى تقول ببلاهة : 
– أقرصني يا أحمد ممكن أكون بحلم ولا حاجة .
ضربها بقوة فصرخت هى، فتح هو عيناه بينما أنتفضت ريم من أحضانه بخوف، أتجهت بها بخوف قائلة : 
– مالك ؟ فيكِ حاجة .
نظرت لأخيها بغيظ و هى تفرك يداها قائلة : 
– مفيش، بس فى حمار ضربني .
حرك بحاحبيه بإستفزاز و هو ينظر لها، بينما تقدم مروان بملل قائلا : 
– عقلكم قد الرز بالظبط، الواحد ميستاهلش يكلمكم، يلا يا ريم عشان ورانا شغل كتير بكرة .
أومات ريم و هى تسير خلفه، نظر أحمد لملك بإستغراب فأردفت ملك : 
– هو مين إلِ أتهبل ؟ أنا ولا أنتَ ولا أنا بشوف غلط، ربنا يستر .
حرك رأسه برفض : 
– شكل فى حد ما بينا هو الغبى .
أردفت بملل : 
– روح يا عم ربنا يهديك يلا يا أخينا .
فدوى خالد .
__________________________
نظر لولده بخبث و هو يجلس بجواره قائلا : 
– أحسنت يا مدحت، مفيش حد بيعمل إلِ بتعمله، و أصلا مكنتش أتوقع أنك تروح، أكيد كلهم ارتعبوا و بالذات صفية دي .
ضحك بشر و هو يحرك كأس الخمر بتلذذ بين يديه : 
– أنا متوقعش خالص، و بعدين مش مدحت الدمنهوري هو إلِ يبعد و يخاف، أنا محدش يعمل معايا كدة .
أردف ابنه ( عمار ) بشر : 
– هنتقم منهم واحد واحد، و حيات حرقة قلبي على إلِ حصل و أنا صغير، و زي ما قتلوا أمي بدم بارد هنتقم منهم و هحرق قلبهم كلهم .
نظر له الأب بإبتسامة خبيثة و قد نجح فى جعل أفكاره تسلسل إليه و ببساطة، و هو فى الأصل القاتل الحقيقي لها .
________________________
فى صباح اليوم التالى، هبط أحمد و هو يرتدى لملابسه ليتوجه إلى المشفى عند هند، و لكن وجد ملك تجلس على الاريكة و ممسكة بقلم و ورقة و تتحدث بصوت عالي مع نفسها، تقدم منها بإستغراب و هو يقول : 
– قاعدة كدة لية يا ملك ؟
التفت له بفزع، و سرعان ما تنهدت بغيظ : 
– مش تحمحم يا عم، خضيتني على الصبح .
رفع حاجبة بإستنكار، فردت عليه بملل : 
– بحسب فلوس قعدتي معاكم .
نظر لها قائلا : 
– لية ؟
أمسكت القلم و الورقة و قامت من مكانها قائلة :
– بص يا أحمد، أنا دلوقتى قاعدة معاكم، و أنتوا دفعتو فلوس ليا و بتربوني بيها، أنا بقا أخد الفلوس دي، و مقعدش معاكم، يقوم أية بقا إلِ يحصل، أفتح مشروع و إكسب من وراه .
رد عليها و هو يدعى الجدية فى الحديث : 
– و يا تري بقا، فكرتي فى المشروع عن أية ؟
ابتسمت قائلا :
– أكيد طبعًا يا أبو حميد، الواحد لازم يكون عارف وجهته، أنا فكرت فى موضوع رائع، أنا هجيب كتاكيت و هربيها، فتكبر، فلما تكبر تجيب بيض، أبيع البيض، و لما أبيع البيض تكون الفراخ خلقت كتاكيت صغيرة و تستمر العملية كالآتي .
” مشروع فى غاية الروعة، بس ناقصة شئ “
أردف بها حسام، فنظر له أحمد و تقدم لمصافحته، أردف أحمد : 
– أهوة جيه حد يفهمك أية إلِ نقصك، أبهرني يا حسام .
أردف حسام و هو يشرح لها بغرور : 
– ناقصك الكتاكيت يا أستاذة هتجبيهم منين ؟
هزت رأسها قائلة : 
– اة صح، عارف حد بيبع كتاكيت كويس ؟
رد عليها قائلا : 
– اة عارف واحد كويس .
نظر لهم أحمد و هو يكاد يصاب بالشلل منهم، فأردف قائلا : 
– انتوا هبل ولا أية، دا أنا بقول عليك عاقل يا حسام، طلعت أهبل منها، كتاكيت أية إلِ عايزين تربوها، و تعملوها مشروع .
نظر له بغباء قائلا : 
– كتاكيت .
وضع يداه على وجهه و هو يشعر بالأسى الشديد، أردف لملك بدعاء : 
– الله يسامحك يا شيخة، أديتي الغباء الراجل دة كمان، كان ذكى و الله .
و أكمل حديثه و هو يوجهه إلى حسام بإستغراب : 
– هو فى حاجة فى الشركة ولا أية ؟ 
طالعه بملل و هو يتحدث : 
– مروان قالي أجيب كل الحسابات بتاعة الشركة، الفترة إلِ فاتت، بس شكله نايم .
رد عليه بهدوء : 
– أة .
______________________
استيقظ مروان و هو يري الملاك النائم بجواره، ابتسم على شكلها الهادئ، و التى عندما ينظر إليها تستطيع أن تسرق كل ذاك الغضب فى ثانية واحدة، فكر قليلا بأنه يبدو مختلفًا منذ قدومها، أحيانًا هادئ، و أحيانًا يغضب بسرعة على غير عادته، يخاف من فقدنها، لا يعلم أنها أصبحت ملكه للأبد، و أن ثمرة ذاك الحب، ستتوارث بين جميع أفراد العائلة، سيعم ذاك الحب الذى غاب طويلا، و سيفتح أبواب جديدة من وراء تلك الوصية، أفاق من ذاك الشرود و هو لا يعرف ماذا يفعل ؟ ولا يعلم لما تغير ؟ توجه إلى غرفته و ارتدى ملابس العمل، و هبط إلى الأسفل .
” قل لذاك العقل دعك من كثرة التفكير، الحب لا يعرف سوى المشاعر المحبة، لا تطيلُ يا عقل فى طرق باب الحب، فالحب قد دخل ذاك البيت من قبلك، أعلم أن الحب هو المنتصر مهما طال التفكير و الأقاويل .”
فدوى خالد .
_______________________
استيقظت ليلى و هى تشعر بالأمان لحد كبير، وجدت أنها ليست نائمة فى غرفتها، و كذلك سارة و عمر و يوسف، نهضت من مكانها و أيقظت سارة، الذى أفاق عمر على صوتها بإنزعاج قائلا :
– ما تصحيها أنا مالي .
أردفت بنعاس :
– اصحي يلا يا سارة .
رد عليها بملل :
– و الله أنا عمر مش سارة، يوسف أصحي شوف مراتك يا عم .
استيقظ يوسف قائلا بإنزعاج :
– عايز أية يا بنى ؟ بتصحيني على الصبح لية ؟
رد عليها بإنزعاج : 
– ليلى صاحية تتكلم و بتصحيني على أني سارة .
و بصوت عالى أكمل : 
– أصحى يا سارة .
استيقظت سارة بفزع، و هى تردد : 
– أية ؟ فى أية ؟ حرامي ؟ اعا..حرامي، خرجت من الغرفة و هى تصرخ، فنظر الجميع لها بصدمة، أردفت ليلى قائلة بخوف :
– حرامي ؟ فى حرامي .
و ركضت إلى الخارج و هى تصرخ :
– حرامي، فى حرامي، حرامي .
نظر عمر إلى يوسف بإستغراب قائلا : 
– حرامي أية ؟ هو فى حرامي .
ارتخت ملامح عمر بملل : 
– يا عمي فكك منهم، الهبلة سارة بتنقل العدوى .
هبطوا إلى الأسفل و هم يحاولوا أن يلحقوهم ليبرروا الآمر .
فى ذاك الوقت كانت ريم قد استيقظت و تجهزت للذهاب إلى مقر العمل، خرجت من باب الغرفة لتلقى بالمجنونتين، اللتان تركضان بسرعة كبيرة و تهتفان بأن هناك لص قد أقتحم القصر، نظرت لهم بخوف من أن يكون قد أصابهما مكروه و هى تلحقهما بخوف، هبطت صفية و خديجة و سعاد بخوف من أن يكون مدحت قد نفذ فعلته و هبطوا سريعًا ليروا ما يحدث، وقفت سارة و هى تفكر ماذا حدث منذ قليلة فاصطدمت بها ليلى فوقع الأثنان على الأرض، تأوهت سارة و هى تعدل ملابسها قائلة بغباء : 
– هو أنا كنت بقول أية من شوية ؟
نظر لهم مروان بأستغراب قائلا :
– فى حرامي هنا ؟ 
وضعت سارة يدها فى شعرها بتفكير قائلة : 
– لا مفيش حرامي .
كبت أحمد غضبه قائلا : 
– أومال بتقولي فى حرامي لية ؟ تعالوا أنتوا الاتنين هنا و الله لأوريكم، ركض ورأهم فصاحت سارة و خلفها ليلى : 
– و الله يا أحمد لو قربت هقتلك .
ضحك أحمد قائلا بسخرية :
– إذا كنتِ مبتعرفيش تمسكي السكينة و تقطعي الفاكهة، هتعرفي تقتليني .
وقفت ملك أمامهم و هو تحاول إشعال الأمور قائلة : 
– يا جماعة نهدي بس شوية، ميتفعش كدة و الله كدة غلط .
أردف أحمد بشر :
– كويس إنك أنضميتي معاهم، تعالولي أنتوا الثلاثة و الله لأربيكم، جلست صفية و هى تحاول تهدئة نفسها، كانت تظن أن مكروهًا أصاب أولادها، و انسحبت بهدوء لغرفتها، نظرت لها ريم بعينها و حتى دخلت غرفتها و تنهدت بقلق من ما يحدث، بينما يوسف توجه إلى الثلاجة و إحضر موز و هو يأكله ببرود، أردفت ملك بغضب : 
– دا كله عشان هعمل مشروع كتاكيت يا معفن، غيران مني يا عدو النجاح. 
رد عليها بوهن : 
– لا يا شيخة، غيران منك لية يا بت، من دا أنتِ حتى عايزة تعملي مشروع كتاكيت يا معفنة .
وضعت يداها فى خصرها قائلة بغضب : 
– و مالها الكتاكيت يا بتاع المدارس، مش مشروع مفيد، على الأقل هتأكل بيض و فراخ ببلاش .
رد عليها بملل :
– هو إلِ هامك الأكل و خلاص، و ما شاء الله مش بيبان  عليكِ حاجة، و بعدين قوليلي بتودي الأكل دة كله فين ؟ ها ؟
استغلت ليلى ذاك الشجار و تسللت و أخذت من يوسف الموز، سحبها من يدها قائلا : 
– تؤ تؤ بتاعي أنا .
إخذتها منه قائلة : 
– تؤ تؤ بتاعتي أنا، و ركضت و هى تبتسم له بإستفزاز شديد .
ركض ورأها قائلا : 
– أقسم بالله لو ما جبتي الموزة هقتلك .
التهمتها مرة واحدة قائلة : 
– أتاكلت خلاص .
نظر لها بغيظ و هو يريد أن يقتلها، أردف حسام قائلا بإستغراب :
– أنتَ عايش فى البيت دة ازاى ؟
ضحك مروان قائلا : 
– تعالى بره نتكلم و هبقى أقولك .
________________________
بعد قليل أنتهت تلك المشكاسات، و كانت ليلى قد ارتدا ملابسها لتذهب إلى المشفى، أردف يوسف بإستغراب : 
– راحة فين ؟
أجابته بهدوء : 
– راحة عند هند، و بعد كدة على الجامعة عشان عندي محاضرات .
رد عليها قائلا :
– يلا و هوصلك فى طريقي .
حركت رأسها برفض قائلة : 
– هروح مع أحمد، عشان المحاضرة بتاعته هو الدكتور بتاعي، و فى محاضرة كمان .
أومأ برأسه و اتجه إلى عمله، توجهت إلى السيارة برفقة أحمد .
نظرت ملك لريم الهادئة قائلة : 
– ريم .
أردفت ريم ببرود : 
– لا .. يعني لا .
نظرت لها بإستغراب قائلة : 
– أنتِ سمعتي السؤال أصلا .
أجابتها بملل : 
– هتقولي أكيد على كارثة .
ابتسمت ببراءة قائلة :
– أبدًا و الله .
هتفت متسائلة :
– أومال عايزة أية ؟
أردفت ببراءة : 
– يمكن أجي معاكِ الشركة و أوعدك هبقى مطيعة جدًا، و هادية و راسيه و مش هعمل مشاكل never never never. 
حركت رأسها بملل قائلة :
– تمام .
هبطت ليلى و توجهت إلى المشفى برفقة أحمد، دخلت إلى المشفى و هى توجهت لغرفة هند، لتفتحها و تقف بصدمة  .
يتبع…..
لقراءة الفصل التاسع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية اغتصبت خطيبة أخي للكاتبة مهرائيل ماجد

‫7 تعليقات

  1. تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم تم

اترك رد

error: Content is protected !!