Uncategorized

رواية الثائر الحلقة الثالثة والعشرون 23 بقلم نور زيزو

  رواية الثائر الحلقة الثالثة والعشرون 23 بقلم نور زيزو

رواية الثائر الحلقة الثالثة والعشرون 23 بقلم نور زيزو

رواية الثائر الحلقة الثالثة والعشرون 23 بقلم نور زيزو

_____ بعنـــوان ” بــــراءة قلـــب ” _____
ابتعد الطبيب عنها يعلن توقيت وفأتها ورحيل روحها ، أستدار “قاسم” يضرب الحائط بقبضته باكيًا ام “زهرة” سقطت على ركبتيها باكية بحسرة وألم على صديقتها التى فارقت الحياة وتحمل بقلبها وعقلها وجع وألم من الجميع ، رحلت وهى تحمل بداخلها خذلان من الأشخاص المقربين لها ،”ثائر” كان كالصنم يرمقها بعيون باكية فقط والصدمة شلت جميع أطرافه ولسانه فقط عينيه تبكى كالشلال ، صعدت “عهد” للفراش ونامت على صدر والدتها تبكى بخوف شديد وهى لم تفهم شيء مما يحدث ، احتضنت وجهها بيديها باكية وتمتمت :-
– مامى قومى ، أنتِ نايمة ليه كل دا ، يلا قوومى أصحى اصحى ، يلا نروح البيت …
نظرت للطبيب بضعف وخوف وهى ترتجف وتحدثه :-
– عمه خلي مامى تقوم ، خليها تروح معايا
لم يجيبها فنظر لها بحزن شديد طفلة تترجى الجميع ان يقظوا امها ، تترجاها بأن تستيقظ من نومها الطويل ، تشبثت بحضن والدتها وقالت :-
– انا بحبك يا مامى ، قومى يلا نروح البيت
صُدم الجميع حين اتاهم صوتها المبحوح تقول بضعف :-
– وأنا بحبك يا عهد
نظرت طفلتها لها وهى تجلس فوق صدرها وقالت بفرحة عارمة تغمر قلبها الصغير :-
– مامى …
أتسعت عيني الجميع على مصراعيها كيف عادت للحية بعد أن أعلن الطبيب وفاتها وكونها من الأموات ، أبتعدت “عهد” عنها كى يفحصها الطبيب ثم غادر ، نظرت لـ “ثائر” بضعف وجسد هزيل ثم تمتمت بصوت مبحوح :-
– يااه هتفضل تبحلق فيا كتير
– أنتِ جنيتى ، كيف تجفى جصاد الموت بأرادتك ؟
دمعت عينيها بتعب ثم قالت بضعف وبكاء :-
– ممكن تأجل الخناق واللوم ، انت عارف قد أيه كان صعب علي مقاومة الموت والرجوع لك عشان أقدر أفتح عينى تانى وأشوفك، كان شااق جدًا أنى أرجعك
تحاشي النظر لها بأستياء ثم نظر لها مُجددًا ففتحت ذراعيها له وهما يرتجفان من التعب وضعف جسدها ، أقترب نحوها بشوق وعانقها فأربتت على ظهره ببكاء وقالت :-
– المكان كان مخيف هناك لأنك مش فيه يا ثائر، كنت مرعوبة الموت يهزمنى ويأخدنى معاك ومشوفكش تانى، كنت خايفة روحى تضعف وتفارق جسمى قبل ما أقولك أنى بحبك ومسامحك من زمان وأنك واحشنى وحتى لو أتجوز عليا أنت جوزى وحبيبى لوحدى
ذرف دمعة من عينيه فوق كتفها وتنهد ببسمة وفرحة تغمره بعودتها ومسامحتها له وغفرانها لذنب كان بالأكراه وسعادة لا تقدر بأعترافها بحبه رغم كل ما حدث ثم قال بعفوية :-
– أحسنتِ يا قُدس على رجوعك وأنك مهملتنيش لحالى ، مرحبًا بعودتك للعالم يا كل عالمى
أبتعد وجلس بجوارها مُحتضن يدها بلطف فنظرت لأخاها الواقف هناك وزوجته بجواره فهتفت بضعف وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة بالغة ونبرة لؤم :-
– أسفة أنى مموتش وريحتكوا ، مكنتش أقدر أمشي واسيب بنتى وجوزى
اجابها “قاسم” بغرور مصطنع مُتحاشي النظر لها :-
– أحسنتِ مكنتش عارف هخانج مين لو مشيتى
صرخت “قُدس” به رغم ضعف جسدها ومرضها قائلة :-
– يااااه مش هتحضنى
اقترب بغرور نحوها ثم عانقها بحب شديد وأرتياح لتهمس له :-
– كُنت خائفة جدًا.. تعرف كدة
ابتعد عنها بلطف وهندم خصلات شعرها بحنان ثم قال باسمًا :-
– كم مرة جولتلك متخافيش وأنا وياكِ
وضع قبلة على جبينها بحنان ليقطعه صراخ “عهد” وهى تدفعه بعيدًا عن أمها وتقول :-
– أبعد عن مامى
تبسمت على طفلتها بعفوية وقالت :-
– أسفة بس عهد عدوانية زى أمها
صعدت “عهد” لتجلس بجوار والدتها من الجهة الأخرى ، تحدثت “زهرة” بنبرة هادئة وقلق خافت :-
– حمد الله على سلامتك
تحاشت “قُدس” النظر لها بغرور مُصطنع وقالت :-
– كان لازم أرجع عشان أتخانق معاك على الصداع اللى سببتهولى وأنا فى غيبوبة
– أنتِ سمعتيني ؟؟
تساءلت بدهشة فرمقتها “قُدس” بثقة وقالت :-
– على اساس أنى معرفكش ، اكيد بكيتى كتير ولومتى نفسك وأحتمل تكونى لعنتى نفسك
أجابتها وهى تحنى رأسها خجلاً :-
– امممم متزعليش منى
لم تجيبها بل كانت تلتقط انفاسها بصعوبة وتلهث من كثرة الحديث ، هدأ الجميع كى ترتاح من التحدث إليهم وكان “ثائر” لم يفارق يدها أو يتركها لوهلة واحدة ، تمتمت بلطف قائلة :-
– ثائر
نظر لها مُبتسمًا لتتابع حديثها هاتفة :-
– أنا مش هتروح
– وأهملك أهنا لحالك ، أنا مهمشيش غير وأنتِ فى يدى
فتح باب الغرفة ودلف “سليمان” فنظرت “زهرة” للجهة الأخرى ببرود ، تقدم نحو “قُدس” وقال :-
– حمد الله على سلامتك يا بتى
– الله يسلمك
قالتها “قُدس” بهدوء ، نظر “سليمان” لـ “عهد” وهى جالسة بجوار “قاسم” تلعب بهاتفها ، حفيدته الأولى والتى لطالما حذر ابنه من انجابها ، طفلة جميلة وبريئة فأمقنها بنظرة حُب شديد وكأنه لم يدرك أنها ستكون أحب له من أطفاله أو كأنه لم يسمع من قبل المثل (أعز الولد ولد الولد) ، أنتبه “قُدس” لنظراته إلى حفيدته فقالت :-
– عهد
رفعت “عهد” نظرها سريعًا لوالدتها وقالت بعفوية :-
– أيوة يا مامى
أسرعت نحو “قُدس” لتبتسم لها بعفوية ، أشارت “قُدس” بيدها وقالت :-
– مش تسلمى على جدو
نظرت “عهد” له فتبسم بخفوت لها خوفًا من أن تخاشاه هى الأخرى كأبنته ، أقتربت “عهد” نحوه فجثا على ركبتيه وعانقها بحب شديد فعانقته بكلتا يديها مُبتسمة ، تشبث بها وكأنه يتشبث بطوق نجاة لتضع “عهد” قبلة على وجنته لكن سرعًا ما تتذمر بسبب لحيته فقال :-
– أسف
تبسمت له ووضعت يدها بجيب شورتها ثم أخرجت حلوى وأعطتها له فنظر للحلوى بحب وحزن فى نفس الوقت ……
____________________________
وقفت “أصالة” بالمطبخ وبدأت تجهز الطعام فى الأطباق فشعرت بيديه تلف حول خاصرتها ورأسه تتكأ على كتفها فتبسمت بخجل شديد منه فهتف بلطف :-
– بتعملى أيه ؟؟
– بجهز الغدا ،أنت مفطرتش
تبسم لها بحب وهو يشد على خاصرتها وقال :-
– بس شبعان جوى طول ما أنا وياكِ
قهقهت ضاحكة عليه ثم قالت بحب :-
– أنت بجت رومانسي جوى أكدة متى
أستدارت له بعفوية ليحاوطها بذراعيه ووضعت بعض الطعام فى فمه وقالت :-
– حلو
– مش أحلى من حبيبتى
تبسمت عليه ثم قالت بعفوية :-
– واااا لا كدة هيبجى الموضوع أوفر ، يلا روح أجهز عشان تودينى لقُدس أمال
تبسم لها وغمز بعينيه اليسري وقال :-
– طب ما نخلينا لبكرة وتعالى عاوزك فى موضوع مهم
رفعت حاجبها له بغضب مُصطنع فسحب حديثه حيث قال :-
– خلاص اوديكى
خرج من المطبخ فتبسمت عليه ليعود ركضًا ويضع قبلة على جبينها بلطف وينصرف سريعًا فتبسمت لأجله ولمست جبينها برقة وعادت تكمل ما تفعله …
____________________________
عاد “ثائر” للمنزل ليلًا حاملًا طفلته الصغيرة وهى نائمة على كتفه ، صعد لغرفته بهدوء وخطوات خافتة ووضعها على الفراش بلطف حتى لا تستيقظ لتستدير فيثبت مكانه خوفًا من أن تستيقظ فهو جاهل بمعاملة الأطفال ، نزع عنها حذاءها ومشبك شعرها ثم وضع الغطاء عليها فدفعته بقدمها سريعًا ليضعه مُجددًا فأزالته مرة أخرى، تبسم عليها بمكر وقال :-
– أنتِ بتلعب يا عهد
فتحت عينيها بعد ان كشف أمرها وقالت بدلالية :-
– أنا عاوزة أقعد وياك
– بس لازم تنامى عشان تصحى بدرى
جذبته من ذراعه لينام بجوارها ونامت بين ذراعيه ورأسها على صدره ثم هتفت بلطف قائلة :-
– أحكيلى استورى
ضحك عليها بدلالية وقال بتذمر :-
– مبعرفش
كزت على اسنانها بأسلوب تهديد وقالت :-
– مبتعرفش
أومأ لها بنعم فجلست على بطنه سريعًا وبدأت تداعبه وتدغدغه وهى تقول :-
– أستورى أستورى أستورى
قهقه بصوت مرتفع ويتلوى اسفلها ليدفعها على الفراش ويجلس فوقها ليقول بأنتقام :-
– أنتِ بتحاربى ، أنا المحارب القوى
بدأ يدغدغها بقوة وهى تضحك بقوة حتى كاد قلبها يتوقف من شدة الضحك وهو الأخر يبتسم مع طفلته ويلهو سويًا ،عضت يده بقوة وهربت منه لتصعد فوق ظهره فحاول مسكها وهى تضحك تغيظه بقوة …
كان نائمًا بعرض الفراش بعد تعب شديد من اللهو وهى تنام جواره وقدمها على صدره والأخرى بقرب فمه ، فتح عينيه بأنزعاج من قدمها وأعتدل فى نومه وأخذها بحضنه وعاد لنومه بسلام مع طفلته الصغيرة
أستيقظ “ثائر” صباحًا ولم يجد طفلته بجواره فركض بفزع يبحث عنها فى خارج الغرفة ليراها من الأعلى تجلس على قدم “سليمان” يطعمها بيده وهى تبتسم بأشراق معه
– فين بوسة جدو
وضعت “عهد” قبلة على وجنته بلطف شديد ثم أكلت منه الطعام ، أخذها من يدها وقال بمرح :-
– تعالى بجى اوريكى جدو جابلك أيه ؟؟
تبسم “ثائر” عليهما وأختبى حين صعدا الدرج ثم ذهب خلفهم وفتح باب الغرفة بهدوء حتى لا يشعروا به وكانت الغرفة مليئة بالألعاب والدمى والبسمة لم تفارق وجه طفلتهو، تبسم عليهم وذهب لغرفته …..
____________________________
خرجت “زهرة” من الغرفة مستعدة للذهاب إلى “قُدس” فسأتوقفها صوت “قاسم” يقول :-
– زهرة على فين ؟؟
– هروح لقُدس
تنحنح بأحراج وقال :-
– متروحيش لحالك يا زهرة ، أستنى لما أعاود وهنروح سوا
أمقنته بتساؤل وقالت :-
– أنت خايف قُدس تكلمنى بقسوة
– معاوزهاش تجرحك بكلمة
تبسمت له بأشراق وقالت :-
– مش هيحصل وأن حصل أنا مبزعلش منها
– مع أنك بتزعلى من والدك
ألقى البنزين على النار بحديثه فقالت بضيق شديد :-
– قاسم أنت عارف أنى مبحبش أتكلم فى الموضوع دا
– ايوة وخابر كمان أنه أعتذر منك أكتر من مية مرة وردلك حج والدتك كله اللى اخده وزيادة
دمعت عينيها بحزن شديد وقالت :-
– وهو كمان السبب فى موت امى وشردنى وسط الشوارع
– لو بصيت ليها من الزواية دى فبسبب دا أتعرفتى على قُدس وجيتى هنا وعرفتك وحبتك وأتجوزتك كمان
– متحاولش يا قاسم ، أنا مش هسامحه وعن أذنك بقى
قالتها بحدة وخرجت من المنزل ذاهبة للمستشفى …
____________________________
كانت “قُدس” نائمة فى فراشها حتى دلفت عليها “زهرة” حزينة ، فتحت عينيها بتذمر طفولى وتمتمت :-
– هو دايمًا كدة محدش يقطع نومى غيرك
– اممم
قالتها “زهرة” بوجه عابس فتنهدت “قُدس” بضيق وقالت :-
– مكشرة ليه على الصبح ؟؟
– مفيش
سألتها “قُدس” بفضول وجدية :-
– بسبب قاسم ولا سليمان
– بسبب حماكِ العزيز
تبسمت “قُدس” بعفوية وقالت :-
– حمايا العزيز قالك ايه ؟؟ ولا عملك أيه ؟؟
– هو لسه هيعمل مقضهوش كل اللى عمله فى السنين اللى فاتت
تنهدت “قُدس” بتعب ثم قالت :-
– دا أبوكِ يا زهرة مهما حصل ومهما عمل لازم تكونى فاهمة دا
– أبويا … أنا مش عاوزة وجع تانى
قالتها بسخرية ثم تحولت نبرتها للحزن فتبسمت “قُدس” وقالت :-
– سامحيه يا زهرة ، أنتِ مبتعرفيش تكره حد ويوم لما تكرهِ يكون أبوكى صعب
نظرت “زهرة لها بضيق شديد فى صمت ، تبسمت ” قُدس ” على عناد صديقتها الصغيرة وترددها ….
دق الباب ودلفت “أصالة” فتعانق الأختين لتبتسم “قُدس” رغم تعبها فـ “زهرة” قبلت بوجود أخوات لها لكنها تنكر وجود والدها ، أنسجمت مع “أصالة” بشدة وأصبحت صديقتهاالوحيددة وهكذا “ثائر” تقربت منه بشدة وتتصل به دومًا لتقول “أصالة” :-
– كيفك النهاردة يا قُدس.
– بخير
– حمد الله على سلامتك يا حبيبتى ، شدى حيلك كدة عشان تخرجى من اهنا
أومأت لها بصمت ثم دق الباب مرة أخرى ودلفت ……….

 يتبع..

لقراءة الحلقة الرابعة والعشرون والأخيرة : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا 

نرشح لك أيضاً رواية في فناء منزلنا للكاتبة حبيبة محمد.

اترك رد

error: Content is protected !!