Uncategorized

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل العاشر 10 بقلم فرح طارق

   رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل العاشر 10 بقلم فرح طارق

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل العاشر 10 بقلم فرح طارق

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل العاشر 10 بقلم فرح طارق

علت دقات قلبها وهي تشعر بحرارة وجوده خلفها، أغمضت عينيها وهي تشعر بأنها تشعر بالاختناق لكل شيء يحدث حولها..! كل شيء يأتي دائمًا معاكسًا لقلبها، من ناحية فهد وما يفعله معها، والناحية الأخرى مايكل! وناحية ثالثة بعيدة كل البعد عنهما كريم طليقها وما مرت بِه معهُ..! 
– حوريتي.
اخترق الصوت مسامعها وانتفضت حور وهي تستدير سريعًا لتتأكد من خلفها..! وجدت مايكل يقف أمامها وهو يرفع حاجبيه بدهشة من ردة فعلها وخوفها الذي بدى على ملامحها من أن يكُن فهد لازال واقفًا..! ولكن مهلًا..هل كان هنا حقًا أم أنها كانت تتخيله فقط وذاك لم يكن أكثر من شعورًا عابرًا بداخلها من كثرة احتياجها لهُ..؟ ولكن هل هي تحتاجه بالفعل..؟ 
أغمضت عينيها وهي تشعر بانفاسها تضيق على صدرها، وقلبها يعانفها بشدة وكأنه يخبرها أنه لم يعد قادرًا على تحمل أي ضيء أكثر من ذلك! يكفي ما مر به مع كريم، ومن بعده مايكل والآن فهد! 
بينما رآها مايكل تبكي وهي تغمض عينيها ولم يفعل شيء سوى أنه تقدم منها بضع خطوات وضمها لأحضانه، لم يفعل ذلك شيئًا سوى أنه زاد من بكائها وغصبًا عنها وجدت نفسها تستند بكامل جسدها عليه! هي تشعر حقًا بأنها بحاجة لاحدٍ معها، يقاسمها ما تشعر به الآن لعل قلبها يهدأ وتقل كثرة اضطراباته بداخلها..
أغمض مايكل عينيه وهو يضمها إليه أكثر واردف بحنو
– أشعر بكِ حوريتي، لقد مررت كثيرًا بمثل تلك المواقف، أشعر بكل ما تمرين به الآن، أنا آسف حوريتي، أول شيء قولته لكِ حينما رأيتني لأول مرة هو أنه كيف يمكن للمرء أن ياذي قلبًا أحبه..؟ كيف لي أن اؤذيكِ يا صاحبة القلب الذي عشقته والاعين الخضراء؟ أنا آسف مرة أخرى لأنني لا أفعل سيئًا سوى اذيتك حوريتي.
ضمها إليه أكثر وهو يهدء بها ويمرر يديه على شعرها بحنو، وأكمل حديثه
– ولكن أعدك حوريتي أنني لن اكرر ذلك مرة أخرى وأن يكُن من الآن امري الهام هو كيف اسعدك حوريتي.
ابتعدت حور عنه مسرعة ما إن بدأت تشعر بما يحدث حولها مرة أخرى وهي تعيد شتات نفسها، وتشعر بانتظام أنفاسها الآن..
احيانًا لا يحتاج المرء سوى حضن بلحظة انهياره، يلملم بداخله شتاته من جديد، شخصًا يفتح لهُ ذراعيه ليجمع تبعثر روحه من جديد بداخل ذراعيه ويجمعها بداخله مرة أخرى وهو يضمه لذراعيه، احيانًا لا نحتاج سوى ذراع تمتد لنا تخبئنا بداخلها تحمينا من قسوة ما يحدُث حولنا، احيانًا لا يحتاج المرء سوى لمرءٍ آخر يضمهُ.
لـفرح طارق
امسك بيدي فلتنقذني من الهلاك.
أخذ مايكل نفسًا بداخله واردف بجدية
– أخبريني حوريتي، هل مشكلتك معي هو الديانة؟ 
عقدت حور حاجبيها بتعجب وتشعر بدقات قلبها باتت تعلو من جديد وهي تنتظر أن يكمل ما قاله، بينما أكمل مايكل
– إذًا أنا مستعد لأن أنقل ديانتي للديانة الإسلامية حوريتي، ولكن سيكون الأمر بيننا فقط! لو علم أحدًا اخر ف هذا سيُشكل خطرًا كبيرًا عليّ وسيكُن بأخر أنفاسي.
علت أنفاسه وهو يستمع لما يحدث بينهم، كيف لم يعترف بحبه لها..؟ كيف ستترك مايكل وهو مستعد للمخاطرة بكل شيء الآن وأن وتعود إليه..؟ يشعر بوغزة داخل صدره وكل شيء بات يضيق حوله من جديد وكل الطرق باتت تنغلق أمام وجهه! 
مد يده ليفتح أزرار قميصه العلوية لعله يخفف شدة اختناقه التي بات يشعر بها وكأن الهواء يُسلب من حوله.
بينما على الجانب الآخر..
امتدت أنامل مايكل ليعيد خصلات شعرها المتمردة للخلف ويديه تمتد لخلف شعرها ليقوم يفك عقدته وابتسم لها قائلًا
– أحبك شعرك وهو ينسدل بنعومة كالحرير على ظهرك حوريتي..
اقترب منها وهو يمسك خصلات شعرها بين يديه، واقترب بأنفه وهو يستنشق شعرها بنهم شديد بينما كان هي جسدها يرتجف مما يحدث معها الآن..! لن تنفي إنها بدأت تشعر بأنها باتت تميل إلي مايكل وتدليله لها ولكن هناك جزءًا من داخلها يرفض ذاك الشعور..
أغمض مايكل عينيه ولازال يستنشق شعرها بنهم وهتف بنبرة خافتة
– أعشقك حوريتي، أعشقك حد الهوس، أنا مستعد للمخاطرة بكل شيء حولي حتى تسمحي لي بأن اخذك لاحضاني وأشعر بِك بين ذراعي حوريتي، أتمنى ألا تفهمي كلامي بشكل خاطيء ولكن هل ستصدقيني إن أخبرتك بأن ما أتمناه ليس سوى ضمك لاحضاني والشعور بالراحة وانتِ بين ذراعيّ فقط..؟ وان أنظر لعينيك وأشعر بالرضا منهما بأنكِ معي، أنا أكره تلك النظرة التي تطالعيني بها حوريتي، أكره نظرة النفور الدائم التي أراها منك واضع عمري بين يديك حتى تُبدلي تلك النظرة وأشعر برضاكِ لأنك معي.
اتستسلم لواقعها الآن؟ أم تتراجع وتحارب للعودة؟ ماذا إن حاربت وبعد ذلك وجدت نفسها بين يديه عنوةً عنها بالنهاية؟ هي ترى إصراره بها..! لا تعرف ما بداخلها ولكن كل شيء تشعر به الآن يتخلص بشيئًا واحدًا وهو الشعور بالتِيه وسط كل ما يحدث.
أغمضت عينيها وهي تحسم أمرها ودفعته عنها بينما نظر هو لها وأخذ يبتعد عنها ببطيء ويحاول قراءة ملامحها ليعرف ما يدور بعقلها ولكنه كالعادةِ فشل بذلك .
وعلى الجانب الآخر لازال واقفًا يتابعهم ويستمع لما يحدث معهم، ابتلع غصته بصعوبة وهو يخشى سماع ما ستقوله الآن، ما ستقوله لن يخرج عن شيئين، إما قولًا يُحيّ قلبه، أو اخرًا يُميتهُ بلحظتها.
تنهدت حور وهي تأخذ نفسًا عميقًا ونظرت لمايكل وقالت بنبرة خافتة تخشى مما سيكُن بعد ما ستخبره به
– ولو قولتلك إني مش عاوزة..؟ حتى لو حصل ونقلت لديانتي مش هقدر اديك اللي أنت عاوزه، لأن اللي أنت عاوزه ده مات جوايا..! فكرة إني اطمن لشخص وابصله برضا دي حاجة افتقدتها من وأنا عمري ٩ سنين! أنا دلوقت عندي ٢٤ سنة، بعد ١٥ سنة الشيء ده مات جوايا هيتحيّ مرة كمان..؟ لأ، ومستحيل، مقدرش اوعدك بحاجة أنا مش قدها، ولو فضلت معاك ف ده هيكون بغصب مش أكتر.
– ولو أخبرتك أن تعطيني فرصة واحدة حوريتي؟ لا أريد أن أحيي ما بداخلك ولكن كل ما أريده أن تعطيني الفرصة حتى أزرع شيئًا جديدًا أعلى الشيء المدفون بداخلك ! هذا كل ما أريده حوريتي، ليست سوى فرصة فقط؟ 
– شهرين.
أغمضت عينيها وهي تشعر بانفاسها تضيق بشدة وكأن احدًا يخنقها، وأكملت حديثها
– أنا كنت متجوزة ومينفعش ف ديني اتجوز تاني غير بعد ٣ شهور ودول عدى منهم شهر وفاضل شهرين.
نظرت لهُ ورفعت سبابتها وأكملت
– بس لو عدوا ومقدرتش احس ناحيتك بأي شيء توعدني ترجعني مكاني تاني ومتقعدنيش معاك غصب.
اقترب منها مايكل وهمس بجانب أذنها بنبرة عاشقة 
– أعدك حوريتي.
أغمضت حور عينيها وهي تشعر بأنفاسه القريبة منها لذاك الحد، تشعر به وكأنه قاصدًا على التلاعب بأوتار مشاعرها..! بينما ابتسم مايكل وهو يرى تأثير قربه عليها وكاد أن يقترب ويطبع قبلة على ثغرها ولكنه ابتعد وطبع قبلته على وجنتها..قبلها بعمق وهو يغمض عينيه وابتعد عنها وهو يعدل وقفته..
ابتسم مايكل وهو يراها لازالت تغمض عينيها، والتوتر جالٍ على ملامحها، حمحم مايكل وفتحت حور عينيها فور ما اخترق صوته مسامعها ونظرت لهُ واردف مايكل 
– هل ستكملين معي الحفلة أم تذهبين لغرفتك ترتاحي قليلًا .؟ 
– هروح اوضتي أفضل.
مد يده واحتضن يدها بين يديه وهتف بإبتسامة نابعة من قلبه لما حدث للتو
– أمرك حوريتي.
غادر الإثنان وخرج فهد من مخبأه، ونظر أثرهم وهم يختفون من أمامه وسط الجمع بالخارج..هل ضاعت من بين يديه الآن..؟ هو لم يمسكها بالأساس حتى ترحل عنه! 
دلف للداخل وهو يقرر شيء بداخله وأنه يجب أن يحادثها الليلة بأي ثمن.
بينما في الداخل، كانت تتحرك بين يديه بتوتر شديد، وهي تراقب ملامحه عن ذي قُرب، تشعر بالسعادة والحزن بآنٍ واحد، سعادة بأنها ترقص معهُ والحزن لأنه لم ينظر إليها حتى! 
قررت قطع الصمت بينهم قائلة في توتر حاولت إخفائه.
– چَيدا ٢٦ سنة وأنت..؟ 
ابتسم ياسين في تهكم 
– ع أساس مش عارف اسمك؟
تنهدت چَيدا وعينيها تدمع وابتعدت عنهُ ورحلت من أمامه، ف مهما كان الأمر تعلم أنها أحبته، هي بالأساس تحبه قبل أن تأتي لتلك المهمة معهُ، ف هي دائمًا كانت تراه حينما كانت تذهب لعمها مكتبه، ولكنها لن تقبل بتلك الإهانة مهما كان قلبها يعشقه! بينما وقف ياسين يطالع أثرها وهتف بنبرة متعبة
– أنا بالذات مينفعش يا چَيدا مستحيل.
دلف فهد للحفل وامسك بهاتفه وبدأ بمراسلة ياسين، وأخبره أن يضع عينيه حول مايكل حينما يعود..
وبالفعل بعد وقت عاد مايكل للحفل مرة أخرى ورحل فهد ليرى مُعذبة قلبه.
في مكان آخر كان يقف سيف مختفيًا عن كل ما يحدث حوله، يفكر بشيئًا يخلقه حتى يهاتف محبوبته..
تنهد سيف وهو يعيد بذكراه للماضي..
هرول ناحيتها مسرعًا وهتف بسعادة ولهفة
– ماما أنتِ جيتِ ترجعيني معاكِ صح..؟
زفرت بضيق وحنق وهي تدفعه بعيدًا عنها وهتفت بغضب
– اسمع يا واد أنت! ماما دي متقولهاش ليا تاني مفهوم؟ أنا مش أمك سامع ولا لأ..؟ واقولك حاجة كمان! أنا اللي رميتك وسيبتك ومشيت بمزاجي ولحد ما أنت عرفت ترجع أنا كنت عارفة مكانك ومجتش خدتك، لأني مش عايزاك، مفهوم؟ بعد كدة تشوفني اياك تبصلي ! 
رجع للخلف وهو يحرك رأسه بنفيّ وعقله يرفض ما يسمعه منها وهتف بعدم تصديق
– بتضحكِ عليا صح..؟
تركته واقفًا مكانه وصعدت بسيارة الأجرة التي اوقفتها ورحلت بينما هو ظل يهرول خلفها وهو يناديها و وقف بمنتصف الطريق وهو يهوى على ركبتيه بتعب من كثرة الجري خلف السيارة..
شعر بنفسه وهو يحطم تلك الكوب بين يديه، لتنكسر وينغزر زجاجها بباطن يده، والتف لهُ العامل وهتف بقلق
– مستر سيف هل أنت بخير؟ يدك تنزف بشدة يجب معالجتها..!
دفعهُ سيف بعيدًا عنه ونهض من مكانه وغادر المكان بعدما أمر الرجال ببعض الأشياء وأشار لمايكل أنه سيغادر..
في غرفة حور نهضت من مكانها وهي اعتقدت بأن مايكل عاد مرة أخرى وفتحت الباب و وجدت فهد يدفعها للداخل ويدخل ويغلق الباب خلفه..
اقترب منها فهد بحذر وتروي وهي تعود للخلف وهتف بمراوغة
– ايه اللي سمعته بينك وبين مايكل تحت؟ انتِ عارفة لو حصل ده معناه ايه؟ عارفة لو بقيتِ مراته هيحصل ايه فيكِ؟ يوم ما هيقع مقتول هتكوني قبله لأنك مراته عارفة ده؟ عارفة إنه حتى لو أسلم هيفضل..
قاطعته حور بنبرة حادة وهي تعقد ذراعيها
– لو أسلم هقدر اخليه يرجع عن اللي هو فيه، لأنه بيحبني يا فهد، وشيء مش سهل إن شخص يغير ديانته ومش كدة، ده يعرض كل حياته للخطر علشاني.
– وأنا..؟
قالها بتعب واضح بنبرته بينما هتفت حور 
بتساؤل : وانت ايه؟ جيت ف مهمة تاخد الجهاز وترجع بلدك تاني، عايز ايه؟ 
اقترب منها فهد والغضب يتطاير من عينيه
– شكلك اتجننتي صح! أرجع ايه واسيبك هنا وسط الوحوش دول؟ انتِ عارفة مايكل اللي طالعه بيه للفوق ده لو صفقة من صفقاته الزبالة وقفت عليكِ! ده يموتك علشان تتم!
– مش كل الناس تفكيرها نفس تفكيرك! ومش معنى إنك فكرت ف شيء وحكمت بيه ع الشخص يكون تفكيرك صح! 
– وبردوا تفكيرك مش صح!
صرخ بجملته وهو يقبض على ذراعيها بغضب بينما انتفض جسدها وهي ترجع للخلف وانصدمت قدميها بالفراش خلفها ليهوى جسدها وتجلس عليه، بينما احتدت قبضة فهد على يديها وأكمل بغضب
– تفكيرك مش صح! عشان انتِ غبية! باصة لكل شيء بعاطفية من جواكِ! مش معنى إنك شايفة الحاجة ببراءة تكون هي بنفس البراءة دي! 
ترك ذراعيها وهو يمسح وجهه ولازال لا يصدق ما يسمعه منها..! وهوى على قدميه ليصبح لمواجهتها وأكمل بنبرة حاول أن يجعلها هادئة، ف هو قد علم حور وأنها لن تأتي بتلك العصبية التي هو عليها الآن!
– حور، أنا عارف تفكيرك، الإنسانية والعاطفية اللي جواكِ هما اللي مسيطرين عليكِ! عارفة مايكل ده شغله إيه؟ مايكل معين دكتور نسا ف مصر بيولد الستات ويقولهم عيالهم ماتوا وياخدهم يبيعهم لمايكل وهو يتاجر بيهم ! متخيلة؟ القلب اللي يعمل كدة هيكون بيحبك ومستعد يتغير عشانك؟ متخيلة كام أم بتبكي دلوقت على طفلها اللي حملت فيه تسع شهور! واتخيلت وجهزت ! انتِ ست وهتفهمي ده واكتر مني وهتحسي بيه اكتر مني يا حور! لأنك أم وأنا أب، حبيبتي طب سيبك من ده، تعرفي الفلاشة اللي عايزها دي هتداين مايكل بإيه؟ تعرفي شبكة المافيا اللي مايكل رئيس جواها؟ شبكة عالمية وفكرة إن مايكل يبعد عن كل ده علشانك يبقى من لحظة تفكيره هيموت! 
احتضن وجهها بين يديه، وأكمل وهو يشعر بالأمل وهو يرى ملامحها التي باتت تلين لكلماته
– حور، ده عالم مافيا..! بيكون دايرة اللي بيدخل جواها يفضل يلف فيها ولو وقف هيبقى بوقعته برة الدايرة الوقعة دي بتكون برصاصة تنهي حياته! تعرفي الحفلة دي مايكل عاملها ليه؟ طب سيبك من دي، بعد يومين، فيه حفلة هو عاملها عشان يحتفل بيها بمصنع الأسلحة الكيميائية الخاص بيه هو، فكرك ده ممكن يتراجع ف كل ده؟ 
تنهد وهو يكمل حديثه
– حور هو اقنعك بطريقة مدروسة منه، مدروسة كويس أوي بس دي شغلته! ف الأساس لما بيعوزوا شباب تنضم ليهم مايكل يتصاحب على شخص ويبدأ يسم ودنه بكلام يقنعه بيه زي ما عمل معاكِ لحد ما يوصل للهدف اللي هو عايزه! ده شغلي يا حور! بتعامل مع مجرمين أكتر ما بتعامل مع الناس العادية متخيلة؟ 
أنهى حديثه وعينيه تتجول حول ملامحها التي تغرقت ببكائها، بينما نهضت حور من مكانها وهي تبتعد عنه وهتفت وهي تمسح دموعها
– مايكل قال هديكِ شهرين وف خلالهم كنت هحاول اتصرف وأرجع مصر ولو مكنتش عرفت كان هيبقى مصير وهقبل بيه وده كنت هقبله لأنه قدر مكتوب!
تقدم فهد نحوها وهتف بلهفة
– لأ اوعدك يوم الحفلة هناخد الجهاز وهنرجع مصر سوى، اوعدك يا حور هرجع وانتِ معايا، صدقيني هنرجع بس هي مسألة أيام انفذ المهمة ونرجع.
مسحت دموعها وهتفت بنبرة خافتة
– ماشي يا فهد، ولو سمحت أخرج عشان ميجيش ويشوفك هنا أو يحصل حاجة.
طالعها فهد بتردد من ردة فعلها، وخوف من أن يتركها وحدها بتلك الحالة، يعلم أنه فور مغادرته ستنهار هي وحدها بين تلك الأربع جدران من حولها، وذلك ما يخشاه هو! يريدها أن تلجأ إليه وحده! 
ضاقت عينيه واسودت مقلتيه وهو يتذكر احتضان مايكل لها بالاسفل واستجابتها داخل أحضانه والغيرة اعمته وهو يقترب منها وهتف بغيرة 
– حضنتيه تحت ليه؟ مبعدتيش ليه عنه؟ مزقتهوش ليه؟ ردي!
قال كلمته الأخيرة بنبرة عالية تكسوها الغضب بينما عقدت هي حاجبيها بعدم فهم لتحوله الدائم معها..! ولكنها اردفت بهدوء
– مظنش شيء يخصك!
اقترب منها وامسك ذراعيها وهتف بغضب
– لأ يخصني! غصب عنك يخصني يا حور!
نفضت ذراعيها ودموعها تغرق وجنتيها وهي تشعر بأنها على حافة الانهيار، وهتفت
– قولتلك قولت استسلم للواقع والأمر المحتوم اللي اتحطيت فيه! 
– يعني لو كان عمل شيء أكتر من كدة كنتِ هستمحي باستسلام؟ 
أمسك يدها الموضوعة بالهواء والتي كانت على وشك أن تصفعه للمرة الثانية، وهتفت حور بحدة
– أطلع برة، واياك يا فهد اياك تتجرأ معايا ف أي شيء ميخصكش! 
ترك يدها وهو يطالعها بصدر يعلو ويهبط من كثرة الغضب من نفسه قبل أي شيء وتركها وغادر الغرفة..
بينما هوت على قدميها فور مغادته وهي تشعر بكل قوة بداخلها باتت بالانسحاب الآن، وهي تجلس على الارض بضعف.
بينما على الجانب الآخر ذهب فهد لغرفته وهو يعنف نفسه عما فعله! بدلًا من أن يحتضنها ليشعرها ببعض الإطمئنان بات يعانفها! هذا ما تحتاج منه الآن؟ أن يخيفها أكثر ويزيد الأمر سوءًا من حولها أم يحاول تهدئة الأمر ! للمرة الثانية تخونه غيرته عليها ويتصرف باندفاعٍ منها ليتحول الأمر من السوء للأسوأ.. لقد كان يرى لحظة انهيارها وأنها على الوشك فقدان قوتها بالصمود أمامه وبالرغم من ذلك عنفها بدلًا من أن يحتويها ببعض الكلمات.. ! 
على الجانب الآخر وقف يحادث أحدهم 
– أنا لا أريد سوى طفلًا يكُن من صُلبي فقط! ومن بعد ذلك نرى أمر التخلص منها حسنًا..؟
غادر فهد للفندق و وصل للمكان المنشود ونزل من سيارته و ودلف للمنزل و وقف أمام الباب وبعد وقت قد فُتِح لهُ و وجد سيف يقف أمامه..
دلف فهد للداخل، وأغلق سيف الباب ودلف خلفه و وقف بمنتصف الطُرقة وعقد ذراعيه بينما التف لهُ فهد قائلًا وهو يمد يده : الرائد فهد 
عقظ سيف ذراعيه وهو يبادله السلام، وجلس فهد و وضع قدم فوق الأخرى وأشار له بالجلوس قائلًا
– أقعد عشان افهمك أنا جاي ليه.
جلس سيف بجانبه واعتدل فهد وأخذ نفسًا وبدأ بالحديث
– أنا جاي لشيء عايزك تساعدني فيه وبالمقابل مساعدة مني ليك 
عقد سيف حاجبيه بعدم فهد وهتف بتساؤل
– وايه هو؟ 
رجع فهد للوراء واردف بجدية
– تساعدني أخد الجهاز اللي يدين مايكل بكل أعماله.
– والمقابل؟
يتبع…..
لقراءة الفصل الحادي عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عنيد غير حياتي للكاتبة لبنى عبدالعزيز

اترك رد

error: Content is protected !!