Uncategorized

رواية عندما يعشق العملاق الحلقة الخامسة والعشرون 25 بقلم عبدالرحمن أشرف

 رواية عندما يعشق العملاق الحلقة الخامسة والعشرون 25 بقلم عبدالرحمن أشرف 

رواية عندما يعشق العملاق الحلقة الخامسة والعشرون 25 بقلم عبدالرحمن أشرف 

رواية عندما يعشق العملاق الحلقة الخامسة والعشرون 25 بقلم عبدالرحمن أشرف 

مر يومان أصبح عبد الرحمن فيهما فى أتم صحة و كان على استعداد كى يعود الى عمله. كان يتناول الإفطار مع أهله قبل ان يذهب إلى عمله فرن هاتفه. نظر من المتصل وجده إبراهيم. استغرب بعض الشئ لكنه أجاب 
عبد الرحمن : صباح الخير يا عمى 
إبراهيم: أبوس إيدك يا ابنى الحق محمد 
عبد الرحمن بقلق : اهدى بس كده و قولى إيه اللى حصل 
إبراهيم: محمد اتقبض عليه مع العيال اللى كان ماشى معاهم. انا عارف انك مش طايقه بس ابوس ايدك. الحقه
عبد الرحمن : اهدى يا عمى و انا حتصرف. سلام 
أغلق الهاتف فسألت مروة : فى ايه ؟؟؟؟؟
عبد الرحمن: اخوكى اتقبض عليه و انا رايح اشوف فى ايه 
انقبض قلب مروة الذى صرخت بدموع: ازاى ؟؟؟؟؟ عمل ايه ؟؟؟؟؟؟؟
عبد الرحمن و هو يقف: انا حروح اشوف دلوقتى. افطرى و روحى انتى كليتك. معلش مش حقدر اوصلك انهارده 
خرج عبد الرحمن بسرعة و ركب فى سيارته متجها الى قسم الشرطة و معه ياسر و بعض الحرس. ذهبت مروة الى كليتها مع حراستها كالعادة لكنها لم تركز فى أى شئ بسبب خوفها على أخيها 
===================================
فى قسم الشرطة 
دخل عبد الرحمن و معه ياسر و طلب مقابلة المسؤول.  قاده أحد العساكر الى مكتب ما فطرق الباب وسمعوا صوتا من الداخل يسمح له بالدخول. دخل العسكرى و خلفه عبد الرحمن و ياسر وجدوا رجلا طويلا أصلع الرأس حاد السوالف على كتفه رتبة عقيد و هناك بطاقة تعريف موجودة على المكتب مكتوب عليها ” العقيد / رأفت عبد العزيز ” 
رأفت : فى ايه يا عسكرى ؟؟؟؟؟؟
العسكرى : فى واحد طالب …………
بتر العسكرى جملته عندما تقدم عبد الرحمن نحو العقيد الجالس على مكتبه متجاهلا العسكرى تماما. جلس على الكرسى و وقف ياسر خلفه 
عبد الرحمن: معلش بس انا بحب أعرف عن نفسى بنفسى. انا عبد الرحمن التهامى المدير التنفيذي لمجموعة التهامى 
رأفت بترحيب : أهلا يا بيه. شرفتنا و نورتنا. تشرب إيه ؟؟؟؟؟؟
عبد الرحمن : ملوش لزوم يا سيادة العقيد 
رأفت : و دى تجى برضو ؟؟؟؟؟؟
عبد الرحمن: معلش بس انا جاى عشان حاجة مهمة. 
رأفت : خير ؟؟؟؟؟؟؟
عبد الرحمن : فى واحد انتو قبضتوا عليه انهارده او امبارح و انا عايز اعرف تهمته إيه ؟؟؟؟؟؟؟
رأفت : اسمه ايه يا فندم ؟؟؟؟؟؟ 
عبد الرحمن : محمد إبراهيم سلامة 
أمر رأفت العسكرى الواقف بالتحرى فى الموضوع و إخباره بسرعة و فعلا عاد العسكرى بعد دقائق و هو يمسك ملفا فى يده و يقول : ده ملفه يا سيادة العقيد 
أخذ رأفت الملف و أمر العسكرى بالانصراف. قرأ الملف ثم نظر لعبد الرحمن و قال : تهمته حيازة مخدرات و تحرش بقاصر ( للمعلومة فقط : القاصر هى الفتاة التى لم تتم ال١٨ عاما بعد ) 
صدم عبد الرحمن بشدة لكنه حافظ على هدوء أعصابه و ملامحه و سأل بهدوء : كان لوحده ؟؟؟؟؟؟
رأفت : لا كان معاه ٣ معاه و هما ال٤ اتمسكوا مع بعض
عبد الرحمن: طب ممكن يحصل إفراج ؟؟؟؟؟؟
رأفت بخبث : انا آسف. كان نفسى اساعدك بس ده قانون. 
عبد الرحمن ببرود : انا بتكلم عن طرق قانونية للإفراج 
رأفت بخجل : انا آسف. فكرت فى حاجة تانية. ممكن يطلع بكفالة بس حتكون ………. 
عبد الرحمن مقاطعا : كام ؟؟؟؟؟؟؟؟
رأفت : ٧٥ ألف جنيه 
عبد الرحمن : موافق. هات حساب بنك أحول عليه 
أملاه رأفت حساب الشرطة فى البنك فاتصل عبد الرحمن على البنك الذى يتعامل معه و امره بتحويل ٧٥ الف جنيه الى ذلك الحساب من حسابه الخاص. 
عبد الرحمن: خلاص كده ؟؟؟؟؟؟
رأفت : تمام يا بيه 
أمر رأفت العسكرى بإحضار محمد من التخشيبة فأحضره بالفعل دخل محمد و العسكرى يمسكه وجد عبد الرحمن جالسا و ياسر واقفا خلفه. لم يتحدث عبد الرحمن الا انه سلم على العقيد شكره و خرج فأمسك ياسر بمحمد و جذبه من أيدى العسكرى. جلس محمد بجانب عبد الرحمن فى سيارته فأملى الأخير عنوانا على السائق فأماء السائق و انطلق 
فى الطريق
محمد: عملت كده ليه ؟؟؟؟؟
عبد الرحمن : انا معملتش كده عشانك. انا عملت كده عشان مروة. أصلك صعبت عليها اوى 
محمد بشرود : معقولة بعد كل اللى عملته فيها ده و لسه بتخاف عليا؟ ؟؟؟؟؟؟؟
عبد الرحمن: الدم عمره ما يبقى ماية يا محمد 
===================================
فى كلية مروة 
كانت مروة جالسة فى كافتيريا الكلية شاردة الذهن تماما.  كانت قلقة على محمد و كل من رنا و سارة تحاولان التخفيف عنها 
رنا : يا حبيبتى اهدى شوية ان شاء الله حيبقى كويس 
سارة : و بعدين انتى قلتى ان أبيه عبد الرحمن هو اللى راحله. اكيد حيتصرف 
مروة : مش عارفة. حاسة انى مش مطمنة 
رن الهاتف باسم عبد الرحمن فردت مروة على الفور 
مروة : ها ؟؟؟؟؟عملت إيه؟ ؟؟؟؟؟؟
عبد الرحمن بضحك: اهدى يا حبيبتى. هو كويس و معايا دلوقتى 
مروة : يعنى انت عرفت تطلعه ؟؟؟؟
عبد الرحمن : عيب عليكى. مش واثقة فى جوزك ؟؟؟؟؟
تنفست مروة الصعداء و قالت : الحمد لله انه كويس. انت حترجعه البيت ؟؟؟؟؟
عبد الرحمن : لا. حخطفه و نتكلم شوية و بعدين حوديه لواحد كمان  ( سمعه محمد فكتم ضحكته بصعوبة ) 
مروة : طيب ربنا يوفقك. سلام 
عبد الرحمن: سلام 
قامت مروة مع صديقتيها و توجهن الى مدرج المحاضرة التالية 
===================================
اما عند عبد الرحمن 
وصلوا الى العنوان الذى أراده عبد الرحمن فنزل الأخير و معه محمد الذى حاول التكلم لكن عبد الرحمن نظر له نظرة أسكتته و أشار اليه ان يتبعه فقط. كان المكان عبارة عن كافيه هادئ به بضعة طاولات فى مكان مطل على النيل. جلس عبد الرحمن و جلس محمد على الكرسى المقابل له. وقف ياسر و معه حارسان خلف عبد الرحمن كالعادة. فرقع عبد الرحمن أصابعه و أشار للباب فانحنى ياسر و من خلفه و ابتعدوا و بقى الاثنان فقط 
( عبد الرحمن و محمد ) طلب كوبين من الشاى ثم جلس يشربه بهدوء
محمد: ممكن افهم انت جايبنى هنا ليه ؟؟؟؟؟؟
عبد الرحمن : عشان نتكلم بهدوء و من غير شوشرة 
محمد : خير يا ترى ؟؟؟؟؟
عبد الرحمن: ليه عملت كده ؟؟؟؟؟
محمد : عملت إيه؟ ؟؟؟؟؟؟
عبد الرحمن : احنا حنهزر ؟؟؟؟؟ امال كنت فى القسم ليه ؟؟؟؟؟ بتتشمس ؟؟؟؟؟؟
محمد : بقولك إيه. انت مش عشان خرجتنى حتتنطط عليا. سامع ؟؟؟؟؟؟
عبد الرحمن: انا بسأل سؤال واحد و محدد. عملت كده ليه ؟؟؟؟؟؟
لم يرد محمد لكنه وقف و هم بالذهاب و عندما استدار وجد ياسر فى وجهه عابسا. دفعه ياسر الى الخلف فسقط على الكرسى الذى كان يجلس عليه. جلس محمد بضيق و غضب لاحظه عبد الرحمن و قد أيقن ان الشدة لن تجدى نفعا معه فقرر اتباع استراتيجية أخرى علها تنفع. خفف من نظراته الحادة و نبرته الصلبة.استبدلها بملامح أخوية و صوت هادئ وسأله : انت كده مبسوط؟؟؟؟؟ مبسوط و انت بتضيع شبابك على كلام فاضى ؟؟؟؟؟
نظر له محمد نظرة حزينة و قال : مفيش حد فى ايده اللى بيحصله 
عبد الرحمن : مين قال كده ؟؟؟؟؟ امبارح راح لحاله خلاص و بكرا لسه مجاش بس انهارده لسه موجود 
محمد : و حيفيد بإيه ؟؟؟؟؟ كل حاجة راحت 
عبد الرحمن: و هو اللى انت بتعمله ده هو اللى حيفيد؟؟
لم يرد محمد و لكنه نظر اليه نظرة تحمل الكثير من الألم 
عبد الرحمن: احكيلى يا محمد. مالك ؟؟؟؟؟ حصلك إيه؟ ؟؟؟؟؟
محمد: مش ممكن تتخيل اللى حصلى. حبيبتى زهقت من زن اختى و رفضها ليها. كرهتها و كنت بحاول انتقم منها بس طلعلها واحد بيحميها منى. زهقت و مشيت فى سكة مريحة بس زى الزفت 
عبد الرحمن: ميسا مختار. مش كده ؟؟؟؟؟
محمد بدهشة : عرفت منين؟ ؟؟؟؟؟
عبد الرحمن: مش مهم عرفت منين. المهم انت شايف ان واحدة زى دى تستاهل انك تخسر أهلك و نفسك 
محمد بألم : انت مش فاهم. و عمرك ما حتفهم. انت أول حب فى حياتك و اول بنت فى حياتك علاقتكم كانت كويسة. عشان كده عمرك ما حتفهم اللى انا حاسس بيه. انا كنت بحبها بجد و كنت مستعد اعمل كل حاجة عشانها. قالتلى انها عايزة جوزها يبقى روش ( بكسر الراء و الواو ) و يبقى بيشرب و كده و انا كنت مستعد أعمل كل حاجة و وافقت 
عبد الرحمن بجمود : جربت تشوف خطيبتك فى حضن راجل تانى ؟؟؟؟؟؟؟؟ 
محمد بصدمة : انت بتقو…………
عبد الرحمن متابعا بنفس الجمود : جربت تنهى حياتها بنفسك ؟؟؟؟؟؟؟ جربت تخبى الحقيقة و تبان انها هربت و تبقى مكروه فى عين الناس و ان اكيد انت فيك حاجة عشان كده سابتك و كل الكلام ده و انت عندك ٢١ سنة ؟؟؟؟؟؟؟ قولى جربت حاجة من دول ؟؟؟؟؟؟؟
محمد : انت بتقول ايه ؟؟؟؟؟؟
عبد الرحمن : انت بتقول ان اول تجربة ليا كانت ناجحة. أحب اقولك ان اختك مكانتش اول تجربة بس التجربة الأولى حسستني ان كل الستات خاينين كده و ان كلهم بيقربوا للراجل لما يكون معاه فلوس. فضلت فاكر لحد ما قابلت أختك و تفكيرى اتغير ١٨٠ درجة و الحمد لله. عشان كده يمكن انا اكتر واحد اقدر احس باللى انت حاسس بيه 
محمد: الحب الأول مستحيل يموت. و حياتى خلاص باظت على كده 
عبد الرحمن : النص الأول من كلامك انا متفق معاك فيه ١٠٠ % بس هو ناقص جملة. الحب الأول مستحيل يموت بس الحب الحقيقى لما بيجى بيدفنه و هو عايش. إنما النص التانى من كلامك غلط. مين قال ان حياتك باظت ؟؟؟؟؟؟ انت ادى يعنى عندك ٢٦ سنة و لسه الدنيا قدامك. صالح أهلك و اشتغل و ان شاء الله تلاقى بنت الحلال اللى تسعدك 
محمد بهم : تفتكر ؟؟؟؟؟؟
عبد الرحمن : ان شاء الله 
نظر له محمد بعدم اقتناع فتنهد عبد الرحمن ثم وقف فوقف محمد هو الآخر. دفع حساب المشروبات ثم ذهب الى السيارة و جلس محمد بجانبه. أملى على السائق عنوانا و امره بالتحرك اليه. 
( عشان نفهم مشكلة محمد يا جماعة. محمد شاب زيه زى اى شاب نفسه يعيش قصة حب و كده بس حظه الوحش وقعه مع واحدة مش كويسة و هى خلته يعمل حاجات غلط و بعدين سابته عشان اخته مروة. هو دلوقتى كره نفسه عشان بقا انسان مدمن و كده و كره اخته عشان هى اللى صحته لانه شايف ان هو لما يفضل فى حلم كويس احسن ما يصحى على واقع مر و كره ميسا بسبب اللى عملته فيه بس فى نفس الوقت لسه بيحبها. اتمنى الرسالة تكون وصلت ) 
===================================
فى كلية مروة 
كانت مروة قد اطمأنت على أخيها و دخلت الى محاضرتها كالعادة و كان الدكتور يشرح و الوضع طبيعى حتى دخل رجل و قال : الباشمهندسة مروة إبراهيم هنا ؟؟؟؟؟؟
وقفت مروة و رفعت ذراعها قائلة  : انا مروة 
الرجل : عميد الكلية عايزك ضرورى. 
استغربت مروة و توترت و نظرت الى الدكتور الذى قال : اتفضلى و حاولى متتأخريش 
اماءت مروة و خرجت مع الرجل نحو مكتب العميد. دخلت وجدت العميد جالسا على مكتبه جلست امامه
مروة : خير يا فندم؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟
العميد : خير ان شاء الله. بصراحة انا عايز اطلب من حضرتك خدمة يا مدام ( ملحوظة: ده نفس العميد اللى عبد الرحمن بهدله لما جه عشان يفصل راشد ) 
مروة : خدمة إيه؟ ؟؟؟؟؟
العميد بتوتر : بصراحة احنا ان شاء الله حنعمل زى مقابلة كده بالتعاون مع الصحافة و حتبقى كأنها ندوة قدام كل طلاب كلية الهندسة و احنا عاوزين الضيف يكون عبد الرحمن بيه 
مروة : طب و انا إيه دخلى؟ ؟؟؟؟؟؟؟
العميد : عشان انا عايز حضرتك اللى تعرضى عليه الموضوع و تحليه يوافق 
مروة : ممكن أفهم ليه عايز توصله من خلالى؟ ؟؟؟؟ ما تكلمه هو و خلاص 
العميد : بصراحة انا حاولت اتكلم بنفسى مع سمير المنياوى و هو رفض عشان كده خايف ان عبد الرحمن بيه يرفض زيه. اتمنى تقدرى ظروفى 
مروة : حاضر يا فندم. إن شاء الله حقوله 
العميد : و يا ريت تقوليلى رده بكرا او بعده بالكتير عشان الندوة مقرر انها حتكون يوم الخميس الجاى ( ملحوظة: اليوم هو الاثنين ) 
مروة و هى تقف : حاضر. إن شاء الله حقوله النهارده 
العميد : شكرا يا مدام على الخدمة دى 
مروة : العفو 
استأذنت و خرجت و عادت الى محاضرتها و اكملتها بشكل عادى 
===================================
عند عبد الرحمن 
وصلوا الى العنوان الذى أراده عبد الرحمن الذى كان عبارة عن منبى سكنى مكون من ٥ طوابق نزل محمد و هو مستغرب. لماذا أحضره عبد الرحمن الى هنا ؟؟؟؟؟ لم يتحدث عبد الرحمن لكنه أشار لياسر ان يبقى و لمحمد ان يتبعه. صعدوا الى الطابق الرابع و وقفوا امام أحد الشقق. طرق الباب ففتح له شاب طويل واسع العينين أسود الشعر ملتحى. احتضنه عبد الرحمن بمجرد ان فتح الباب 
عبد الرحمن : حوسو حبيبى. ليك واحشة و الله 
الشاب : ازيك يا عبد الرحمن. إيه يا ابنى فينك ؟؟؟؟؟ محدش بيسمع عنك ليه ؟؟؟؟؟
عبد الرحمن : انت متعرفش؟؟؟؟؟ ده انا سافرت و عملت حادثة و اتنقلت من بلد لبلد و دخلت فى غيبوبة و كانت ليلة زرقة ( زرقاء ) 
الشاب : ليه ؟؟؟؟ إيه اللى حصل ؟؟؟؟
عبد الرحمن : مش مهم خلاص. ( نظر الى محمد المستغرب) ده حسام واحد صاحبى و زى اخويا و هو المحامى بتاعى و ده محمد اخو مراتى 
حسام و هو ينظر يده : أهلا بيك 
محمد و هو يصافحه : أهلا 
عبد الرحمن: قولى بقا هو الشيخ موجود ؟؟؟؟؟؟
حسام : آه موجود جوا. اتفضل 
أفسح حسام لهم الطريق فدخل الاثنان و قادهم حسام 
الى إحدى الغرف و فتح الباب ثم أشار لهم ان يدخلوا دخل الاثنان وجدوا رجلا عجوزا قصيرا يرتدى ثوبا ( جلبية ) رماديا و قبعة بيضاء و له ذقن بيضاء قصيرة يجلس على الأرض مستندا بظهره على الجدار و امامه حامل موضوع عليه مصحف كبير مفتوح. كان العجوز يقرأ بخشوع غير مبالى بالاثنين الذان دخلا. جلس عبد الرحمن على ركبتيه بجانب العجوز فحجب عنه ضوء المصباح. صدق العجوز ثم التفت الى عبد الرحمن ببطء 
و مد يده مصافحا 
العجوز : ازيك يا عبد الرحمن يا ابنى 
عبد الرحمن بصوت منخفض هو يمسك يده : الحمد لله يا مولانا. 
أمسك يده و حاول تقبيلها لكن العجوز سحب يده بقوة وهو يقول : استغفر الله………. استغفر الله 
صدم محمد بشدة فهو لم يكن يتوقع أبدا ان عبد الرحمن التهامى العظيم الذى تهتز دول و شركات كاملة لمجرد ذكر اسمه و يخاف منه رجال الدولة و المسؤولون سيجلس على الأرض بجانب عجوز غريب عنه و يحاول تقبيل يده. نظر عبد الرحمن اليه ثم قال : ده الشيخ شعبان. واحد من أولياء الله الصالحين و هو أبو حسام اللى برا ده. انت كويس يا مولانا ؟؟؟؟؟؟
شعبان ( العجوز ) : الحمد لله.نحمد ربنا 
عبد الرحمن و هو يشير لمحمد : ده محمد اخو مراتى. كنت عايز حضرتك تقعد تكلمه شوية عشان هو طيب بس محتاج زقة بس 
رفع شعبان بصره نحو محمد الواقف و قال : اقعد يا ابنى. واقف ليه ؟؟؟؟؟؟
جلس محمد فقال عبد الرحمن : استأذن انا بقا عشان الحق شغلى 
شعبان : ليه كده يا عبد الرحمن ؟؟؟؟؟؟ خليك قاعد 
عبد الرحمن : المرة الجاية ان شاء الله. مع السلامة. 
سلم عبد الرحمن عليهم ثم انصرف الى عمله اما فى الداخل فقد جلس محمد و شعبان وحدهما صامتين 
شعبان : مالك يا ابنى ؟؟؟؟؟ فيك إيه؟ ؟؟؟؟
محمد : تعبان 
شعبان : إيه اللى تاعبك؟ ؟؟؟؟؟
محمد : كل حاجة. غلطت كتير و أذيت أقرب الناس ليا و مش عايز ابطل برضو. كل حاجة مبقاش ليها لازمة. الدنيا دى خلاص معدش منها اى فايدة 
شعبان : استغفر ربك يا ابنى. ليه بتقول كده ؟؟؟؟؟ توب لربنا و هو حيسامحك 
محمد : تفتكر ؟؟؟؟؟
شعبان : كلنا بشر و كلنا بنغلط بس خير الخطائين التوابون. صدقنى اهم حاجة دلوقتى انك تتوب و تصالح أهلك و تبعد عن اى حاجة تئذيك 
محمد: تفتكر حيسامحونى ؟؟؟؟؟؟
شعبان : الأهل بيزعلوا على عيالهم لأنهم ماشيين فى طريق غلط مش بيزعلوا منهم. فى فرق بين الزعل عليك و الزعل منك 
فكر محمد فى كلام كل من شعبان و عبد الرحمن ثم استأذن و ذهب و الكلام لا يزال يدور فى عقله 
===================================
عند عبد الرحمن 
كان قد وصل الى الشركة و كان هناك اجتماع بين عبد الرحمن و يوسف و حازم بخصوص التعامل مع أحد الخونة. كان عبد الرحمن جالسا على مقعده الجلدى العملاق و الاثنان جالسين امامه 
عبد الرحمن: مدير مخزن……… خاين و بيسرب معلومات عن البضاعة الموجودة فى المخزن و ده كان السبب فى خسارة كبيرة الفترة اللى فاتت 
حازم: و ناويين تعملوا إيه ؟؟؟؟؟؟
يوسف بابتسامة خبيثة: سيبه عليا. انا حلبسه حتة قضية يطلع منها ب ٢٥ او ٣٠ سنة سجن اقل حاجة. 
عبد الرحمن : عفارم عليك 
حازم : بس هو فين دلوقتي؟ ؟؟؟؟
ابتسم عبد الرحمن ثم اتصل على شخص ما فدخل حارس يرتدر بدلة بنية و خلفه اثنان يرتديان بدل سوداء يمسكان برجل قصير ضخم الرأس له ذقن حادة موضوع على فمه شريط لاصق 
عبد الرحمن : انا حخليه عندى لحد ما تخلص الموضوع. عايزه يبقى عبرة لكل اللى يخون التهامى  
يوسف : اوامرك يا بيه 
بدأ الرجل بالصراخ المكتوم بسبب الشريط اللاصق فصفق عبد الرحمن مرتين فخرج الثلاثة يسحبون ذلك الرجل . ظل حازم يتطلع لهم حتى خرجوا ثم التفت لعبد الرحمن 
حازم : هو انت غيرت لبسهم و لا إيه؟ ؟؟؟؟
ضحك عبد الرحمن بهدوء و قال : آه. اصلى زهقت من الأسود فى الأسود اللى هما لابسينه ده. خليت الحرس العادى لابس اسود زى ما هو و القادة لابسين بنى و الأربعة الأساسيين لابسين أزرق. قلت انوع 
حازم : طب حنجيب مين مكانه ده ؟؟؟؟؟؟
يوسف : مش مهم الخبرة أد ما مهم الأمانة. هو كده كده حيتعلم مع الوقت 
عبد الرحمن بعد تفكير : إيه رأيكم فى مازن ؟؟؟؟؟؟
يوسف : مازن مين ؟؟؟؟ 
عبد الرحمن: مازن خالد صاحبى. هو خريج و معيد هندسة. حيسد و اكيد عمره ما حيعض فينا 
حازم : لو هو وافق. انا معنديش مانع 
يوسف : و هو ممكن ميوافقش ؟؟؟؟؟؟؟
عبد الرحمن : الله أعلم بس عموما حكلمه انهارده. اتفضلوا انتو بقا عشان ورايا شغل مهم 
حازم و يوسف: سلام 
وقف الاثنان و خرجا فقام عبد الرحمن ببعض الأعمال المكتبية ثم اتصل على مازن و طلب منه الحضور الى الشركة و انه سوف يبعث له بسيارة تقله اليه. 
===================================
خرجت مروة من كليتها بعد نهاية اليوم فاستوقفها منظر سيارة سوداء فاخرة يستند عليها رجل ضخم يرتدى بدلة سوداء و هناك رجل آخر يجلس فى مقعد السائق. مالت مروة على أذن ماريهان الواقفة بجانبها و قالت : انا ليه حاسة ان ده ( أشارت للرجل ) من رجالة عبد الرحمن ؟؟؟؟؟؟؟
نظرت ماريهان الى حيث تشير مروة ثم التفتت إليها و قالت : هو فعلا منهم 
مروة : عرفتى ازاى ؟؟؟؟؟؟
ماريهان: حضرتك نسيتى ان انا منهم ؟؟؟؟؟ و كمان التماثيل الحجرية بتقدر تعرف بعضها لأننا بنشوفهم بشكل تانى غير شكل البشر العاديين  
مروة : بس ده بيعمل ايه هنا ؟؟؟؟؟؟
ماريهان: حشوف 
تركت ماريهان مروة و معها بضع حارسات و ذهبت الى ذلك الرجل الضخم. نظرت له بشموخ رغم قصرها و عندما رآها الرجل فزع و انحنى بسرعة 
الرجل : أهلا قائدة ماريهان 
ماريهان: عرف نفسك و مهمتك 
الرجل : انا ………. من الفرقة التانية ( الثانية ) و معايا أوامر من عبد الرحمن بيه بتوصيل أستاذ مازن للشركة عند عبد الرحمن بيه 
ماريهان : نفذ 
أدى الرجل التحية و عاد الى وضعته العادية و هو مستند على السيارة فعادت ماريهان الى مروة و أخبرتها. ذهبت و عندما همت مروة بالركوب فى السيارة سمعت صوت فتاة تقول : الحمد لله انى لحقتك قبل ما تمشى. ممكن نتكلم شوية؟ ؟؟؟؟
استدارت مروة و نظرت الى جهة الصوت وجدت فتاة طويلة نحيلة لها عيون رمادية و خلفها فتاة أخرى أقصر منها بقليل شقراء الشعر. رأتهم ماريهان فتحفزت بشدة اما مروة فنظرت الى الفتاة الطويلة و قالت : انا ليه حاسة انى شفتك قبل كده ؟؟؟؟؟؟ 
الفتاة الطويلة: انتى فعلا شفتينى قبل كده. انا ليلى المنياوى 
مروة : آه افتكرتك 
تقدمت مروة نحوها بابتسامة لكن ماريهان وقفت بينهم شاهرة سوطها فتقدمت الفتاة الشقراء مخرجة خناجر ذهبية لكنها توقفت عندما سمعت ليلى تقول : ارجعى هنا يا كارولينا احنا مش جايين نتخانق 
أشارت مروة لماريهان بالتراجع ثم تقدمت نحو ليلى و قالت : اكيد انتى عايزة تكلميني فى موضوع مهم و الا مكنتيش جيتى بنفسك لهنا 
ليلى : بصراحة آه بس يا ريت نتكلم فى كافيه او حاجة عشان نبقى على راحتنا. انا عارفة كافيه كويس  
مروة و هى تسير نحو سيارتها و معها ماريهان : امشى قدامنا و احنا وراكى 
و فعلا سارت سيارات ليلى و خلفها سيارات مروة حتى وصلن جميعا الى كافيه صغير. جلست مروة و أمامها ليلى و خلف كل واحدة مساعدتها 
مروة: سمير بيه عامل ايه ؟؟؟؟؟؟
ليلى : الحمد لله عدت على خير. بس انا عايزة اتكلم معاكى فى الموضوع ده 
مروة : عارفة و فاهمة. انتى مش عايزة اللى حصل ده يحصل تانى 
ليلى : نبيهة بجد. بس انا حاسة انهم لو عرفوا مش حيسيبوا بعض. هو عبد الرحمن بيه عارف ان سمير لسه عايش ؟؟؟؟؟؟
مروة : مش عارفة. مش بسأله بس انا لازم امشى دلوقتى عشان متأخرش. هاتى رقمك و حبقى أكلمك بعدين 
أملت ليلى رقمها لمروة ثم استأذنت مروة و ذهبت مع ماريهان. فى الطريق. نبهت مروة على ماريهان مرارا الا تخبر اى احد انها قد قابلت ليلى. اقتنعت ماريهان بما تريد الاثنتان فعله. فكل واحدة تحاول الحفاظ على زوجها. 
===================================
عند عبد الرحمن 
كان جالسا فى مكتبه عندما طرق الباب. أذن للطارق بالدخول فدخل الحارس الضخم المكلف بإحضار مازن و خلفه مازن. أشار عبد الرحمن للحارس بالذهاب و لمازن بالجلوس . انحنى الحارس و خرج و جلس مازن على المقعد المقابل لعبد الرحمن 
عبد الرحمن : عامل ايه يا مازن ؟؟؟؟  
مازن : الحمد لله. كنت عايزنى فى حاجة ؟؟؟؟ 
ترك عبد الرحمن الورقة الموجودة فى يده ثم نظر الى مازن و قال : انا محتاجك جنبى يا مازن 
مازن : ازاى مش فاهم ؟؟؟؟؟؟
عبد الرحمن : محتاج واحد أمين على مخزن عندى و مش حلاقى واحد زيك 
مازن : ربنا يخليك بس انا معرفش حاجة عن الشغلانة دى 
عبد الرحمن: هى شغلانة عويصة؟ ؟؟؟؟؟ انت كل اللى حتعمله حتقيد اللى داخل و اللى خارج و لما اعوز حاجة تبعتهالى و اللى انت عايزه حدفعهولك مش حنختلف 
مازن : عيب يا راجل. مفيش بين الصحاب حساب 
عبد الرحمن : حبيبى و الله. ها ؟؟؟؟؟ قلت إيه؟ ؟؟؟؟؟؟
مازن : انا حوافق بس مش عشان الفلوس. عشان الصحوبية اللى بينا 
قام عبد الرحمن من مكانه ثم وقف امام مازن و احتضنه بأخوية ثم جلس على مكتبه و أخرج ورقة من درج المكتب و أعطاها لمازن 
عبد الرحمن : اقرأ ده كويس. ده عقدك يا برنس 
أرجع مازن الورقة الى عبد الرحمن و قال : مش محتاج أقرأ. انا واثق فيك و عارف انك مستحيل تحط حاجة مؤذية 
عبد الرحمن: معلش. اقرأ بس و لو عندك اعتراض على حاجة قولى. 
قرأ مازن العقد وجد انه قد كتب له مرتب ٥ أضعاف مرتبه الحالى كمعيد فى الجامعة فالتفت الى عبد الرحمن و قال : بس المرتب ده كبير اوى 
عبد الرحمن : و لا كبير و لا حاجة. ده عرقك يا ابنى 
مازن بتردد : بس برضو ………..
عبد الرحمن : حتكسف أخوك ؟؟؟؟؟؟؟
هز مازن رأسه بلا ثم أخرج قلما من جيبه و وقع على العقد ثم صافح عبد الرحمن. ظلا جالسين مدة يتحدثان
عن طبيعة العمل ثم أستأذن مازن و ذهب. دخل ياسر بعده بدقائق و يبدو عليه التوتر 
عبد الرحمن : فى ايه يا ياسر ؟؟؟؟؟؟؟
ياسر: بصراحة انا عندى خبر مش كويس 
عبد الرحمن بقلق : انطق 
ياسر: سمير المنياوى 
عبد الرحمن: ماله ؟؟؟؟؟؟؟
ياسر بتلعثم : لسه عايش 
جن جنون عبد الرحمن و صرخ بغيظ ثم صب جام غضبه كل شئ فى المكتب بلا استثناء حتى أصبح المكتب محطما بالكامل كأن زلزالا قد ضرب فى المكان. خرج عبد الرحمن من مكتبه كالثور الهائج و خلفه ياسر و أمر أحد المدراء بتجهيز مكتب جديد له ثم عاد الى منزله و هو لا يكاد يرى امامه من الغضب. دخل الى منزله و صعد الى جناحه و دخل بغضب. فزعت مروة التى كانت تجلس على السرير من دخلته الغريبة. ظلت صامتة حتى وجدته يبدل ملابسه و يرتدى شورت فقط. نادت عليه حتى يهدأ لكنه تجاهلها ثم وقف فى الشرفة و قفز منها و نزل فى المسبح. خافت مروة عليه من برودة الماء فهم فى منتصف الشتاء. 
نزلت مسرعة الى الأسفل وجدته يسبح ذهابا و إيابا كالأسد الذى تحرر للتو رغم برودة الماء. لمست مروة الماء بيدها فوجدت الماء مثلجا 
مروة : ممكن تطلع بقا بدل ما تبرد ؟؟؟؟؟؟؟
عبد الرحمن : ………….. ( لا رد ) 
مروة : انت مش بترد عليا ليه ؟؟؟؟؟؟؟؟
عبد الرحمن: سيبينى فى حالى يا مروة ربنا يخليكى 
مروة : انت عايزنى أشوفك على آخرك كده و اسيبك ؟؟؟؟؟؟
عبد الرحمن : آه. ( غطس فى الماء و ظل فى الأسفل قبل ان يخرج ) 
جلست مروة على كرسى بجانب المسبح و دلت تنظر إلى عبد الرحمن و قالت : طب خلاص متهداش بس قولى مالك ؟؟؟؟؟؟؟
وقف عبد الرحمن فى منتصف المسبح و نظر لها و قال : سمير زفت 
مروة : المنياوى ؟؟؟؟؟؟؟
عبد الرحمن : هو فى غيره ؟؟؟؟؟؟؟؟
مروة : ماله يعنى؟ ؟؟؟؟
عبد الرحمن : لسه عايش 
مروة : طب و ده سبب يخليك على آخرك كده ؟؟؟؟؟
عبد الرحمن : انتى مش فاهمة. مش فاهمة حاجة. انا حاسس انى زى ما اكون ضيعت ٦ شهور من عمرى على الفاضى 
مروة: خلاص متزعلش نفسك. قدر و مكتوب. المهم هو انت متعرفش ؟؟؟؟؟؟
عبد الرحمن: أعرف إيه؟ ؟؟؟؟؟؟
مروة : العميد كلمنى انهارده عنك 
عبد الرحمن : كان عايز إيه ؟؟؟؟؟
مروة : كان بيقولى انه عايزك تجى يوم الخميس الجاى تقدم ندوة او مقابلة كده معاه و الصحافة حتكون موجودة. 
عبد الرحمن بتذكر : آه تصدقى. و انا بفك الجوابات اللى جتلى النهارده لاقيت واحد بيتكلم عن الموضوع ده بس مفهمتش هما عايزين منى إيه و فى واحد حيجى بكرا من طرف الصحافة حيقولى هما عايزين منى إيه.  ( تحولت نظراته الى نظرة شرسة ) استنى هنا. هو كلمك ؟؟؟؟؟؟؟  طب استنى عليا انا حوريه 
مروة : ليه بس هو عمل ايه؟ ؟؟؟؟؟؟
عبد الرحمن: عايزنى انا يجى يكلمنى. مش يجيلك انتى. 
مروة: خلاص هدى نفسك و اطلع من الماية قبل ما تبرد 
عبد الرحمن و هو يصعد: طلعت اهو 
مروة : و اكيد حتروح صح ؟؟؟؟؟؟ مش حتكسفنى قدامهم 
عبد الرحمن بابتسامة: حاضر. عشانك انتى بس 
===================================
أبلغت مروة العميد بموافقة عبد الرحمن و قاموا بتجهيز كل شئ و أتى يوم الخميس و كان هناك مسرح كبير به منصة عليها ٣ كراسى و امامه مجموعتان من الكراسى واحدة للرجال و أخرى للفتيات. كانت الصحافة موجودة من أجل هذا اللقاء الذى ربما لن يتكرر و حضرت أشهر مذيعة مصرية و جلست على أحد كراسى المنصة و جلس العميد بجانبها و بقى المقعد الثالث فارغا. جلس جميع الطلبة فى أماكنهم و جلست مروة و صديقتيها فى الصف الأول و هن ينظرن للمنصة و جلست بجانب مروة فتاة قصيرة ترتدى كاب أسود يغطى وجهها. نادت عليها مروة أكثر من مرة لكنها تجاهلتها فهمت مروة اكتافها و نظرت الى المنصة عندما بدأت المذيعة بالكلام وسط تصوير الكاميرات و تصفيق الجميع 
المذيعة : أهلا و سهلا بكم جميعا و بكل الحضور و كل اللى بيشوفونا من ورا الشاشات. احنا انهارده فى جامعة القاهرة و بالتحديد كلية الهندسة و معانا عميد الكلية ……….  . أهلا بحضرتك يا فندم 
العميد : أهلا بيكى و بكل السيدات و السادة المشاهدين 
المذيعة : سيادة العميد. انهارده ان شاء الله مقابلة مع وش مشهور و يمكن مفيش حد فى العالم كله مسمعش اسمه قبل كده. و بصراحة هو نموذج و فخر لمصر
العميد: فعلا. يا آنسة. شخص قدر ان هو يحفر فى الصخر من سن صغير لحد ما وصل للى هو فيه ده بسن ال٢٦ عام فقط . 
المذيعة : نقدم لحضراتكم ضيف اليوم. عملاق الأعمال عبد الرحمن التهامى 
صفق جميع الحاضرين بحرارة و سمعوا صوت أقدام ثقيلة لرجال كثر تضرب بالأرض ثم شاهدوا صفان من الحرس يتقدمون على المنصة و يصلون الى المقعد الثالث الفارغ.  ثم يلتف الصفان و ينظرون لبعضهم و ينحنون ثم يتقدم عبد الرحمن بكل هيبة وسط الحرس المنحنين و خلفه ياسر. جلس عبد الرحمن على الكرسى الثالث و وقف ياسر خلفه 
المذيعة: أهلا بضرتك يا بيه. و شكرا على قبول الندوة دى 
عبد الرحمن : شكرا ليكم انتو على الاستضافة الجميلة دى 
المذيعة: بعد إذنك يا بيه. نقول البطاقة التعريفية بتاعت حضرتك لو حد اول مرة يشوفك و ده اللى انا أشك فيه بصراحة 
عبد الرحمن و هو يسند بيده على ذراع المقعد : اتفضلى 
المذيعة بعملية: عبد الرحمن أنور التهامى. من مواليد ……………… ٢٦ عاما خريج جامعة القاهرة كلية هندسة. محضر الماجستير و الدكتوراه . مؤسس و المدير التنفيذي لمجموعة التهامى العالمية. لمجموعة حضرتك فروع و نفوذ فى أكتر من ١٠٠ دولة حول العالم و من بينها أمريكا و الصين و أغلب دول الاتحاد الأوروبي. تتكلم ٧ لغات و هى العربية و الانجليزية و الفرنسية و الإسبانية و الإيطالية و الألمانية و الروسية. متزوج من قرب سنة من مروة التهامى طالبة هندسة و واحدة من حضورنا النهارده اكيد. و لسه معندكش أولاد. ………..
ظلت المذيعة تتحدث عنه قرب ال١٠ دقائق و كان عبد الرحمن يسمع و يكتفى بالإيماء و الابتسامة اما مروة فكانت تنظر اليه بفخر. بعد ان انتهت المذيعة من كلامها عنه 
المذيعة : بجد شئ مبهر ان حضرتك قدرت تعمل كل ده فى سن صغير نسبيا بس احنا انهارده يا افندم عايزين نتكلم عن فترة محددة و هى البداية. ازاى بدأت ؟؟؟؟؟ و ازاى قدرت تكون كل ده فى ظرف أقل من ١٠ سنين لو افترضنا ان حضرتك بدأت و عندك ١٨ سنة و هو سن العمل القانونى 
ابتسم عبد الرحمن و أخذ نفسا عميقا ثم بدأ يتحدث فقال : قبل ما أبدا الكلام عن مشوارى احب أقلكم ظروف الدنيا ساعتها بالنسبالي كانت عاملة ازاى ساعتها. انا اكبر ابن لأهلى و عندى اخ واحد بس هو يوسف التهامى. بابايا كان مهندس عادى جدا زيه زى اى حد و مامتى كانت ست بيت و ام مصرية اصيلة و زيها زى اى أم كان نفسها ابننا يبقى أحسن واحد فى الدنيا خصوصا انى كنت الكبير. قصتى بدأت قبل سن ال١٨. و تحديدا فى سنة أولة ثانوى و انا عندى ١٥ سنة. 
كنت دايما بحب أخبار رجال الأعمال و البورصة و الاستثمار و الحاجات دى بقرأ عنها كتير لأنى كنت الحمد لله طالب متفوق و كان عندى وقت فراغ كبير اوى مش عارف أعمل بيه ايه بس لأن بابايا كان مهندس و عيلتنا كانت ماشية بالمبدأ اللى بيقول ان ابن المهندس بيطلع مهندس و ابن الدكتور بيطلع دكتور و كده يعنى فكان بابايا دايما بينمى فيا حب الهندسة و الرياضيات و غيرها من المواد دى و ده فعلا فادني بعدين فى اللى انا فيه ده. قصتى الفعلية بقا بدأت فى سن ال١٨ زى ما حضرتك قلتى. خلصت الثانوى و جبت مجموع عالى و دخلت هندسة. عدى اول شهر و ثانى شهر بب انا بينى و بين نفسى مكنتش راضى عن اللى انا فيه. كنت دايما اقول لنفسي. إيه يا عبد الرحمن اللى انت بتعلمه ده ؟؟؟؟؟ بتعمل إيه هنا ؟؟؟؟؟؟ نسيت شغلك و حبك للأعمال و البزنس ؟؟؟؟؟ . ساعتها زى ما يكون القدر بعتلى رسالة انه وقف. اثبت مكانك و ارجع للى كنت عايزه انت من الأول. بس جت قدامى مشكلة كبيرة اوى. ازاى اقنع ابويا انى اطلع من كلية الهندسة خصوصا ان مفيهاش حاجات كتير تفيد البزنس؟؟؟؟؟
ساعتها بقا كان عندى جارين فى العمارة واحد اسمه حازم و التانى اسمه حسام
المذيعة: هو حازم أكرم شريكك حاليا و حسام محامى الشركة عندك صح ؟؟؟؟؟
عبد الرحمن : آه فعلا. احنا تقريبا عمر واحد. هما أصغر منى ب ٣ شهور حازم دخل تجارة قسم إدارة أعمال بس انا دخلت هندسة و حسام دخل حقوق . كنا فى نفس المدرسة مع بعض و كنا صحاب الروح بالروح و كنا احنا الثلاثة مع بعض فى موضوع البزنس ده و كنا بنقرأ سوا. ساعتها بقا كنت باخد منهم الكتب بتاعتهم اصورها و ارجعهالهم تانى. انا متخرج من كلية واحدة بس انا فعليا معايا منهج ٣ كليات 
المذيعة بدهشة : يعنى حضرتك كنت بتدرس هندسة و حقوق و إدارة أعمال مع بعض ؟؟؟؟؟؟
عبد الرحمن : آه 
المذيعة: بس ازاى ؟؟؟ الواحد دلوقتى يدوب بيبقى عارف يركز فى حاجة واحدة 
عبد الرحمن : الواحد لما يحط دماغه فى حاجة بيعملها. المهم بدأت من سن ال١٨ فى موضوع التجارة الإلكترونية و الاستثمار و الأسهم تحت اسم مستعار هو LIA G9 و كان شعارى هو شعار مجموعة التهامى حاليا. بدأت أشترى أسهم و ابيع فيها و اكسب و فضلت شغال فى الحاجات دى فى السر مع صحابى سنة و نص كاملين. تخيلى كده يا آنسة انا بدأت برأس مال أد إيه؟ ؟؟؟؟؟؟ رأس مالى اللى بقيت بيه اكبر رجل أعمال كان فى الأول كام ؟؟؟؟؟؟
المذيعة بفضول : نقول مثلا كان مليون ؟؟؟؟؟؟
العميد: انا بقول نص مليون 
ابتسم عبد الرحمن بسخرية ثم قال : ١٠ آلاف جنيه 
حالة من الصدمة سيطرت على جميع الحاضرين و المشاهدين دون اى استثناء. كيف ؟؟؟؟؟ كيف لهذه الإمبراطورية ان تبدأ ب ١٠ آلاف جنيه فقط ؟؟؟؟؟؟. فغرت المذيعة فمها و اتسعت أعين العميد من الدهشة فقال عبد الرحمن كأنه يتذكر ما حدث وقتها : آه ١٠ آلاف جنيه. كانوا هديتى فى ثانوية عامة بعد ما خلصت و جبت مجموع عالى. كانوا ٣ آلاف من بابا و ٣ كمان من ماما و ٤ من جدى ابو أمى الله يرحمه. انا على فكرة مشفتش جدى ابو ابويا خالص و ابويا نفسه مشافهوش لانه مات لما جدتى الله يرحمها كانت لسه حامل فى ابويا. 
المذيعة : فعلا شئ مبهر و يدعو للفخر ان فى مواطن مصرى بسيط قدر ان هو يوصل للمكانة دى بإمكانيات تعتبر ولا حاجة تقريبا. بس حنتطرق يا بيه لحاجة تانية غير مشوارك المهنى و توسعك و هو حياتك الخاصة. 
عبد الرحمن: إيه بالضبط فى حياتى الخاصة ؟؟؟  
المذيعة : انا فى الأول عايزة أعرف ليه حضرتك بتظهر حياتك الخاصة للعلن عادى جدا مع ان أغلب رجال الأعمال بيفضلوا انهم يبعدوا بحياتهم الخاصة عن الإعلام و منهم مثلا سمير المنياوى خصمك المباشر و الأول 
عبد الرحمن : الموضوع ده مفيهوش حاجة غلط. ده صح و ده صح و كل الموضوع ان كل شيخ و ليه طريقة مش أكتر. إنما أنا ليه بعمل كده. عشان محدش يتجرأ انه يطلع كلمة كده او كده على مراتى او عنى عشان لو افترضنا مثلا انى معرفتش حد ان مدام مروة هى مراتى. ممكن تطلع عليها سمعة انها مصاحبة عبد الرحمن التهامى من غير جواز و كده و ده حيضر بسمعتها. و انا مقتنع ان البنت معندهاش أغلى من سمعتها و شرفها 
المذيعة بابتسامة: تفكير بحييك عليه بجد. طب كان عندك اى علاقات قبل ما تتجوز مدام مروة؟ ؟؟؟؟؟؟
فهم عبد الرحمن ما ترمى اليه المذيعة لكنه تصنع الغباء و قال : مش فاهم قصدك حضرتك 
المذيعة بخبث : علاقتك مع هدير السيوفى مثلا 
اعتدل عبد الرحمن فى جلسته و قال: آه حضرتك تقصدى كده. عايز أقولك ان موضوع هدير انا قافله من زمان و ان واحدة زى دى مستحيل الواحد يزعل عليها. اللى تسيب خطيبها و تهرب ميستحقش بتزعل عليها ( نظر لمروة ) و الحمد لله دلوقتى انا معايا الأحسن من هدير و من مليون واحدة زيها. ربنا يخليها ليا 
( ملحوظة : لا أحد يعلم حقيقة ما حدث لهدير الا عبد الرحمن و يوسف و اما الباقى فهم جميعا مقتنعون انها هربت ) 
المذيعة : ربنا يخليكو لبعض. دلوقتى احنا حنسمع لو حد من اللى قاعدين عايزين يسألوا حضرتك ده بعد إذنك طبعا 
عبد الرحمن و هو ينظر إلى الحضور : اللى عنده سؤال يتفضل يرفع ايده 
شاب ١ : تقدر حضرتك تقولى مين كان صاحب الفضل الأول فى اللى حضرتك فيه دلوقتى ده ؟؟؟  
عبد الرحمن : اول حاجة توفيق ربنا طبعا و بعدها أهلى و أصحابى. حازم و حسام و منهم كمان ( أشار بإنهاء الى الخلف مكان وقوف ياسر ) ياسر قائد حراستى و دراعى اليمين فى كل حاجة 
خلع ياسر نظارته الشمسية و نظر الى عبد الرحمن بابتسامة بادله الأخير إياها. ظل الطلاب يسألونه عن أشياء مختلفة حتى قامت فتاة و سألت : هو حضرتك مبسوط فى حياتك مع مراتك و هل عندك استعداد انك تسيبها لو حصل أى حاجة ايا كانت 
صدم الجميع من هذا السؤال و أغلق عبد الرحمن عينيه و جز على أسنانه اما مروة فكانت على وشك ان تقف و تضرب تلك الوقحة لكن الفتاة القصيرة التى كانت تجلس بجانبها أمسكت بها و منعتها من أن تقف. نظرت مروة لها بغضب فخلعت تلك الفتاة قبعتها ثم ابتسمت لمروة و أجلستها مرة أخرى. دققت مروة فى ملامحها وجدت انها ماريهان لكن متنكرة 
مروة بدهشة : ماريهان انتى بتعملى إيه هنا ؟؟؟؟؟
ماريهان بهمس : اقعدى. عبد الرحمن بيه مش عايز فضايح على العلن 
نظرت مروة له وجدته قد فتح عينيه فجأة و نظرت الى تلك الفتاة الوقحة و قال بهدوء مرعب : حقولك يا آنسة يا محترمة انا بحب مراتى جدا و مستحيل اسيبها لو حصل ايه. انا عندى استعداد أقف فى وش العالم كله و عمرى ما أقف قدام مراتى. اتمنى انى جاوبت على سؤالك و كفاية أسئلة لحد كده 
المذيعة : انا بحب أشكر حضرتك يا بيه على حضورك و بحب كمان أشكر سيادة العميد على استضافه لينا هنا 
عبد الرحمن: العفو
العميد : لا شكر على واجب يا آنسة 
و فعلا انتهت الندوة و خرج عبد الرحمن. كان الوقت عصرا فأخذ مروة و تناولوا الغداء فى مطعم ثم عادوا فى المساء وجدوا المكان هادئا بشكل غريب. سمعوا أصوات موسيقى من الحديقة الخلفية و عندما وصلوا اليها اتسعت عينا عبد الرحمن من الصدمة اما مروة فكانت هادئة بشكل غريب. 

يتبع..

لقراءة الحلقة السادسة والعشرون : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

نرشح لك أيضاً رواية يوميات دكتورة سنجل للكاتبة مريم.

اترك رد

error: Content is protected !!