Uncategorized

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الخامس عشر 15 بقلم فرح طارق

 رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الخامس عشر 15 بقلم فرح طارق

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الخامس عشر 15 بقلم فرح طارق

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الخامس عشر 15 بقلم فرح طارق

تجمد فهد مكانه وهو يستمع لتنبيه سيف لهُ، وأن كل شيء منكشف منذ البداية! 
اخيرًا قطع صمته بصوت صارم وحاد
– الخطة كلها هتتغير.
– مايكل مش مضمون دلوقت! والمكان اللي هنتقابل فيه لازم يكون متأمن كويس، وكدة هو عرف إني معاك.
ارتسمت بسمة جانبية على شفتيه مجيبًا بثقة
– متقلقش يا سيف، حاطط لكل شيء إحتمال، وهظبط وهبعتلك لوكيشن بالمكان.
استرد حديثه بتساؤل
– مايكل فين دلوقت؟
– ف اوضته لما دخلت كان بيستحمى.
– تمام وحور معايا.
فرغ فاهه بصدمة لما قاله فهد 
– معاك ازاي؟ مايكل مراقبك! ده اكيد، خدتها ازاي؟ وروحت بيها فين؟ وحصل ايه! وعملت ده امتى اصلا؟
– سيف، أكيد مش هشرحلك دلوقت! وثانيًا أنا ظابط شرطة ودي مش كلمة بقولها عيائة! لما اجي اطلع مهمة لازم أعرف دماغ الشخص اللي هتعامل معاه هتكون إزاي واحط ليها جميع الإحتمالات!
سيف بإعجاب بحديثه
– عندك حق، هنتقابل امتى وفين؟
– هتنزل دلوقت هتلاقي عربية ف ضهر الفندق اركبها وكلمني، سلام.
أغلق فهد مع سيف وهو يعود بذاكرته للماضي..
انتبه لها فهد ونهض من مكانه وهو يقف أمامها ويضع يده بجيوب بنطاله، ونظرت هي لهُ ليوضح فارق الطول الواضح بينهما..
– ايه الخطة..؟ 
– هتصدقيني لو قولتلك نسيتها.؟؟ 
ابتسمت وهي تبتلع ريقها بخجل، بينما حمحم فهد بجدية وشرع في اخبارها بما سيفعلونه بالايام القادمة.
انتهى فهد من حديثه واردفت حور بتساؤل
– يعني بعد بكرة الكلام ده.؟
– آه ونرجع ويعدي شهر ونتجوز.
حمحمت بخجل وهتفت بخفوت
– وبكرة وبعده فيه حفلة؟ 
– آه وبلاش تلبسي أخضر ! 
طالعته بتعجب وأكمل فهد بغيرة
– صدقيني لو ف مصر وشوفت البصات دي ليكِ كنت هرتكب جريمة معاهم كلهم! محدش ف الحفلة مكنش بيبص عليكِ!
– وأنت كنت مركز معاهم كلهم؟
– كنت مركز مع أي شيء يخصك يا حور.
أعادت حمحمتها بخجل وهي تخبره
– مش هتمشي؟ الوقت أتأخر وكمان عشان تنام.
قهقه فهد على خجلها واقترب منها وطبع قبلة على وجنتها، وتوسعت عينيها مما حدث، وابتعد فهد بانظاره ولكنه لازال قريبًا من وجهها، وابتسم على دهشتها مما فعله، حقًا تلك الفتاة ستصيبه ببرائتها تلك يومًا..! 
ترك فهد وسط ذهولها وغادر الغرفة وهو يشعر بأن الحياة باتت تبتسم لهُ، وكل شيء حوله تبسط أمامه والطُرق تتفتح لتنفيذ خططه للرجوع باسرع وقت ممكن.
بينما امسكت حور بتلك الورقة التي وضعها فهد بيدها قبل أن يغادر الغرفة وفتحتها وشرعت بقرأة ما بها..
– حوريتي..
كل الكلام اللي قولته ليكِ كان هيتنفذ ف حالة واحدة لو مايكل مكنش حاطط كاميرات ف اوضتك واوعي تبيني أي ردة فعل وتدوري دلوقت.
أغمضت عينيها وهي تمنع نفسها من البحث مثلما أخبرها لتفتحهما وتكمل..
– الخطة هتتغير ولازم الأول تختفي وللأسف الطريقة هتتغير، مايكل أكيد مش حاطط كاميرات مراقبة ف الحمام، بكرة بإذن الله هتيجي عاملة النظافة دخليها الحمام بأي طريقة، وفيه بخاخ حطيته ليكِ ع الطرابيزة، هتدخلي ترشيه ف وشها تفقد الوعي وتلبسي لبسها وتحطي الماسك وتخرجي على إنك هي، أنا راقبت العاملة اللي بتدخل عندك طول الوقت وهي ف نفس حجمك مش هيظهر اختلاف ف الكاميرا، هتنزلي من الاسانسير مش العام، هتلاقي اسانسير ف آخر الطُرقة هتنزلي منه وده اسانسير العمال، وهتنزلي للارضي هتلاقي باب للخروج هتخرجي تلاقيني واقفلك.
مش عايزك تتوتري وأنا وراكِ وخليكِ واثقة إنك وقت ما هتوقعي هسندك تاني، متقلقيش ومايكل ميقدرش يقرب منك طول ما أنا واقف ف ضهرك بحميكِ منه، اخرجي من اوضتك ونفذي كل اللي قولته بثقة وإني وراكِ وخليكِ عارفة انك قدها وهتنفذي بشكل أحسن..
أشوفك على خير حوريتي.
عاد من ذاكرته وهو يلتف لحوريته الجالسة بجانب چَيدا، تتحادث معها، بينما توقفت حور عن الحديث وهي ترى نظرات فهد لها مما جعلها تتوتر وتحمحم بخجل.
نظر فهد لـ چَيدا وهي تسأله
– هنعمل ايه؟ وايه الخطوة الجاية؟
– مهتمك انتِ وحور لحد هنا وخلصت، هتفضلوا ف البيت ده لحد ما نتمم ونجيب الجهاز وهنرجع مصر.
تدخل ياسين بتأييد
– أيوة.
نهضت چَيدا بغضب
– هو ايه اللي أيوة؟ أنا ظابط زيي زيك هنا وليا دور أقوم بيه!
– أيوة دورك انتهى! جيتِ هنا عشان تعملي نفسك مرات فهد وخلاص اللعبة انكشفت!
رفعت چَيدا إصبع الشهادة أمام وجهه قائلة في تحذير وتحدٍ
– مش أنت اللي هتحدد شغلي خلص ولا لأ والافضل تخليك ف حالك.
لوى ياسين فمه بسخرية 
– فهد اللي قال مش أنا اصلا!
عقدت يديها أمام صدرها قائلة 
– حلو يبقى تسكت وترد لما الكلام يكون ليك.
كاد أن يجيبها ياسين بغضب؛ ولكن قاطعه فهد منقذًا لتلك الحدة بينهم
– خلاص اسكتوا وخلوني أفكر هعمل ايه!
جلس فهد واردف مهاب بتساؤل
– الجهاز تسليمه اتقدم وهيوصل ف حفلة النهاردة.
ياسين بغضب
– إزاي الكلام ده! 
فهد بهدوء
– اهدى يا ياسين! طبيعي بعد اللي عرفناه وإن مايكل أصلا كاشف كل شيء يبقى التسليم يا هيتقدم يا إما هيتأخر بس كان أكبر الإحتمالات يتقدم فعلا.
مهاب 
– كدة الخطة البديلة هتتنفذ؟
– أيوة، وعشان كدة حور وچَيدا هيفضلوا هنا، وف نهاية إتمام كل الموضوع هتيجي تاخدهم أنت وياسين هيكون معايا.
ياسين بتساؤل
– هو أنت واثق ف سيف؟ حاسس إنه
قاطعه فهد بجدية وهو ينهض من مكانه يستعد للرحيل
– متقلقش يا ياسين واثق فيه، ويلا كل واحد فيكم عارف دوره ايه؟ الحفلة بدأت خلاص!
مهاب وياسين في صوتٍ واحد
– جاهزين يا فندم.
غادر ثلاثتهم وجلست حور وچَيدا بقلق وتوتر من تلك المهمة وكلتاهما لا تعرف ما سيحدث!
بينما على الجانب الآخر مر الوقت وتوقفت السيارة على قدر بعيد من شركة مايكل مستغلين وجود الجميع في الحفل، لينزل فهد وياسين ومهاب من سيارتهم ويجدوا سيف يقف بانتظارهم..
فهد بدهشة من وجود سيف
– جيت ليه مفضلتش معاه ف الحفلة؟
– مقدرش اسيبك !
استرد حديثه بجدية : هعمل ايه وهيكون ايه دوري؟
أشار فهد لياسين قائلًا
– ياسين هيأمن المكان هنا، وأنا هدخل هرمي ده جوة هيعمل دخان ف المكان وهتدخلوا ورايا..
سيف بتفكير
– الجهاز اتحط ف الخزنة والخزنة ف آخر دور يعني منعملش لبش ف المكان من أوله لأن ده هيخلينا منقدرش نوصل للاخر، ف هندخل من باب خلفي وده حراسه قليلين وهنقدر نسيطر بتخفي عليهم ونطلع، وحوار التفجير يكون لحرس آخر دور.
مهاب بتأييد
– آه يا فهد ده هيكون أفضل.
– تمام، يلا.
دلف الجميع بتخفي مثلما قال سيف، ليولج هو قبلهم وهو يتخفى ليقضي بخفة ومهارة على الحرس ويشاركه مهاب يما يفعله، بينما لازال ياسين واقفًا يأمن الطريق خلفهم وفهد يشارك سيف ومهاب..
انتهوا من القضاء عليهم ليولج جميعهم للمصعد، بعدما وصلوا إليه وصعدوا للطابق الأخير..
توقف المصعد وما إن خرج فهد حتى ألقى بالسلاح الكيميائي بيده ليصدر دخانًا بالمكان كله يتسبب بإغماء جميع من يقف، ليعود فهد للخلف سريعًا قبل فور القاءه للسلاح.
مر دقائق عليهم ليخرجوا ويجدوا الجميع مُلقي ارضًا، ليتجهوا للمكان المنشود ليردف سيف
– أول ما هندخل المكان هيدي إنذار.
فهد بجدية
– متقلقش، هدخل أجيب الجهاز وهخرج بسرعة.
امأ له سيف بقلق و ولج فهد للداخل ليجد الخزنة أمامه بأرقام سرية!
توقف مكانه بتفكير وتصميم لمعرفة كلمة السر الخاصة بالمكان، و ولج سيف خلفه وهتف بتساؤل
– بكلمة سر؟
فهد بسخرية
– ده شيء أكيد!
– معاك كام مرة تدخل فيها الكلمة؟
قرأ فهد ورقة التعليمات عليها وهتف مجيبًا إياه
– مرتين.
– عشر دقايق ولو بصمة مايكل متحطش الإنذار هيشتغل.
– بفكر يا سيف..
ظل يفكر الإثنان بتوتر وقلق، وجهاز البصمة يحسب الوقت بجانبهم، ليردف سيف باقتراح
– طالما كلام مايكل كلوا تمثيل معناه حبه لحور ده حقيقي؟ جرب تاريخ ميلاد حور أو إسمها شوف ايه الحروف المتوفرة.
كاد أن يكتب فهد ليتوقف وهو يزفر بضيق وجبينه يتصبب عرقًا من وضعهم وضيق الوقت حولهم
– الكلمة من ٧ حروف.
تراجع سيف بقلق وهو يحاول التفكير
لـ  يوقف فهد بلهفة
– استنى عرفت الكلمة.
ابتعد فهد ليتقدم سيف وهو يدون تلك الحروف الإنجليزية التي رأى مايكل يكتبها يومًا حينما كان شاردًا بتفكيره وظل يكرر الكلمة على ورقة بيضاء أمامه..
انتهى سيف وهو يبتعد ليجدوا الخزنة تفتح، ونظر سيف لجهاز البصمة ليجد أمامهم ثلاث دقائق فقط..
– بسرعة يا فهد فاضل ٣ دقايق و الانذار يشتغل.
أحضر فهد الجهاز لينهض ويخرج هو وسيف وما إن دلفوا للمصعد حتى يمتليء المكان بالانذار..
ولجوا من المصعد ليجدوا الحرس يجتمع بكثر أمامهم، ويتحول المكان لساحة معركة بين الجميع ويتبادل الجميع طلقات النار.
ظل يتنقل الجميع بخفة وهم يطلقوا النار على من يعيق طريقهم وبعض اللحظات يستخدموا مهاراتهم في اللكمات، ليخرجوا من الشركة بهرولة مسرعين للسيارة وبلحظة حاسمة يلتف فهد لصراخ سيف بإسمه وهو يجده يقف أمامه ويلتقط الرصاصة بدلًا عنه..
نظر فهد و وجد مايكل أمامه وسيف غارقًا بالدماء بين يديه، ليصرخ به فهد
– سيف فتح عينيك! مش بعد السنين دي هتسيبني تاني يا سيف، متسيبش أخوك تاني يا سيف..
فتح سيف عينيه ليجيبه بخفوت وهو ينهج وجسده يتصبب عرقًا ف الرصاصة كانت بشمال صدره
– دي النهاية اللي يستحقها شخص زيي يا فهد، بس قول لـ ليان إنها الحاجة الحلوة اللي كانت ف حياتي وسط كل المُر اللي عشته..
خرجت ضحكات ساخرة من فمه تليها سعال متعب
– كان نفسي أقولها بحبك بس قولها أنت إني بحبها، جوازي منها كان عشان بحبها من أول لحظة شوفتها فيها، قولها إني وافقت أساعدك علشانها، علشان فكرت إن ممكن القدر يديني فرصة لحياة تانية بس شكله كتبلي فرصتي تكون ف الآخرة..قولها سيف خد النهاية اللي يستحقها.
هبطت دموع فهد بمرارة لما يقوله شقيقه وهتف وهو يضم رأسه لاحضانه
– لأ يا سيف، مش هتقطم ضهري تاني يا قلب أخوك.
– شايف غرابة الدنيا كل ما تجمعنا تفرقنا من تاني، بس هموت ف حضنك ومفيش نهاية أفضل من كدة تصدق؟
أمسك فهد رأسه بلهفة وهو يمسح جبينه المتعرق ويقول بلهفة
– لأ هـ هنمشي وتبقى كويس صدقني هخرجك من هنا وتتعالج وتبقى كويس..
احتضن رأسه مرة أخرى ويده تحاول كتم النزيف من صدره
– مش قادر اخسرك تاني يا سيف، كسرة ضهري المرة دي هتكون بموتي عليك.
نظر فهد لاعين أخيه الذي ارتخى جسده بين ذراعيه ليظل يصرخ بإسمه، وبلحظة نهض وهو يمسك بسلاح شقيقه ويصوبه نحو مايكل وكاد أن يضغط على الزينات ليخرج صوت مايكل الساخر
– الطلقة ستدخل جسدي وتخرج من رأس ابنك.
توقف فهد وهو يتجمد مكانه ليكمل مايكل
– فهد..
أعجبتني شجاعتك للعب معي ولكن لا تنسى من أنا..! 
فهد بعدم تصديق
– ابني فين؟
– ابنك معي فهد، اعطيني حور واعطيك إياه وتأخذ جثة شقيقك وترحل من هنا.
نظر مايكل لفهد الذي كان يطالعه بصدمة ولا يصدق ما يسمعه، وجسده متجمد مكانه، ليكمل حديثه
– هيا فهد، الدقائق التي تمر ف هي من عمر طفلك المدلل! هل ستخسره من أجل الحب؟ لا أنصحك بذلك فهد! ف حور بالأساس لا تقدر على الإنجاب أيّ انها لن تقدر على تعويضك عنه بطفل آخر! 
فاق فهد من تخشب جسده على صوت مايكل الجاد
– هيا، حور أم طفلك المدلل؟ ولا تنسى معهم جثة شقيقك.
كور يديه بغضب والنيران تندلع بداخله، ليصرخ بمايكل وهو يقدم نحوه ويمسكه من ملابسه مردفًا بغضب وصراخ
– صدقني هقتلك!
ابتسم مايكل بسخرية
– حسنًا، فلتقتل طفلك أقصد تقتلني.
تركه فهد بحدة ليندفع مايكل للخلف أثر دفعة فهد لهُ الحادة، ليحاول الوقوف على قدميه قائلًا
– هيا لا تأخذ من وقتنا، ولا تنسى أن مع من ستأخذه ستترك الجهاز بالمقابل.
اقترب ياسين منه وهو يحثه على الرحيل، بينما على الجانب كان يقف مهاب وهو يهاتف الطبيب لمحاولة إنقاذ سيف..
تراجع فهد للخلف ورجع لأخيه وجلس على قدميه وهو يتلمس وجهه ودموعه تخونه وهي تبلل وجنتيه.
لا شيء يعادل فقدان شيئًا كنت تحارب طوال عمرك للحصول عليه! 
كـ شعور أم حملت جنينها بين احشائها تسعة أشهر وما إن وُضِع بين يديها، سُلِب منها عنوةً وقوة؛ لتظل طوال حياتها تبحث عنه وما إن تجده أمامه حتى يهوى جثة هامدة بين ذراعيها..!
لـ فرح طارق
رواية امسك بيدي فلتنقذني من الهلاك.
حاول ياسين وفهد حمل سيف بين يديهم وهم يدخلوه بالسيارة، وصعد مهاب وهو يقيس نبضات سيف ليردف بأمل
– فيه نبض، بس ضعيف جدًا..!
فهد بلهفة
– بجد؟ طب يلا بسرعة يا ياسين، سوق بسرعة خلينا نوصل.
بعد وقت توقفت السيارة أمام المنزل الخاص بهم في أوروبا، ونزل جميعهم وحملوا سيف للداخل، وخلفهم چَيدا وحور يسيرون بلهفة، وجاء الطبيب ليبدأ بمعالجة سيف ومحاولة إنقاذه..
هلعت چَيدا وهي ترى سيف أمامها و وغزى داخل صدرها لا تعلم مهيتها وتقدمت نحو سيف وهي تبكي لأجله بكثرة وتتشبث به
انصدم ياسين من فعلتها وحاول أبعادها عنه لتدفعه چَيدا بصراخٍ باك
– سيبني يا ياسين، سيبني أشوف أخويا..
صعقة ضربت عقول الجميع، ليردف الطبيب بعملية
– لو سمحتوا اخرجوا برة مينفعش وجودكم كلكم !
غادر الجميع ولازالت چَيدا تبكي بأحضان ياسين، ليردف فهد وهو يبتلع ريقه بتوتر
– سيف اخوكِ إزاي يا چَيدا..؟
مسحت چَيدا دموعها قائلة بصراخ
– سيف أخويا أيوة، لأن فيه واحدة ربنا ينتقم منها كان طفل لسة عمره ٦ سنين طردته من بيتها وكدبت علينا قالت إنه تايه..
– قصدك ايه؟ وعرفتي منين إن هو؟ ممكن يكون..
قاطعته چَيدا وهي تجلس على الأرض وجسدها يرتجف 
– لأ هو أخويا متكدبش، ن..نفس الوحمة ف ايده ورقبته، نفس المكان عندي، هو يا فهد هو أخويا صدقني هو .
ظلت تردد حديثها وجسدها يرتجف بشدة، ليجلس فهد بجانبها وهو يحاول فهم حديثها
– چَيدا ممكن تهدي وتفهميني..؟
ضمت جسدها لصدرها واردفت ودموعها تهوى على وجنتيها
– ب.. بابا اتجوز ماما وبعدها اكتشفت أنه متجوز واحدة تانية قبلها، طلبت الطلاق وكانت جايبة تؤام أنا وسيف أخويا، اتولدنا احنا الاتنين عندنا وحمة ف ايدينا و ف رقبتنا، نفس العلامة ونفس درجة لونها وكل حاجة، كان عندما سنتين ومامت عرفت، وقتها أطلقت وبابا خد سيف وسابني معاها، وبعد ٤ سنين ماما عرفت أنه مات وراحت تاخد سيف بس مراته قالت إنه تاه منها ع الشط! 
نظرت لفهد وأكملت ببكاء وهي تشعر بأن قلبها قد انتفض من مكانه أثر رؤيتها لسيف، وما إن رآت تلك الوحمة حتى تأكدت من إنه شقيقها، ف كيف للتؤام أن يغفل عن نصفه الآخر..؟
– كان معاها ولد أكبر منه، ليه مهتمتش بأخويا زيه؟ كنا هنيجي ناخده! بس هي طردته، من إلحاح ماما عليه خوف من أنها تكون مخبياه ورافضة تديه ليها قالتلنا إنها طردته من البيت وانها كانت بتربيه غصب عنها بسبب أوامر بابا.
شعر فهد أنه بدوامة حقًا لا يفهم شيء مما يحدث حوله! يعلم أن أبيه كان متزوج واحدة غير والدته وبعد صميم والدته جعلته يقوم بالطلاق منها، ولكن أين كان قلبها وهي تقوم بطرد طفل صغير من منزلها..! كانت تعطيه لأهله! أمه! 
– متأكدة يا چَيدا..؟
قال كلمته وهو يتمنى منها أن تكون إجابتها (لا) ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يحدث واحيانًا تقع اقدارنا بعكس كل ما نتمناه لنصطدم بالواقع المرير
أمسكت چَيدا بقميصه وهي تضع رأسها على صدر فهد وتجيبه بنحيب
– أيوة، شعوري بأن شيء جوايا ناقص مكتملش غير دلوقت يا فهد! إحساسي بأن روحي مقسومة جزء معايا وجزء مع غيري مكتملش غير دلوقت! قلبي اللي انخلع من مكانه أول ما دخلت البيت بيه وهو مضروب بالنار! مفيش روح مش هتقدر تحس بالجزء اللي منها يا فهد! مفيش..
أغمضت عينيها وهي تتذكر نحيب والدتها على فقدان أبنها، تتذكر أيامها حينما كانت تشعر بالاختناق وتلجأ لجلسات معالجة وكانت توقِن حينها أن أخيها واقعًا بشيءٍ ما، ف برغم اختلاف اشكالهم إلا أن أرواحهم تشعر دائمًا ببعضهما البعض خاصةً عن هذا القرب.
يتبع…..
لقراءة الفصل السادس عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عنيد غير حياتي للكاتبة لبنى عبدالعزيز

اترك رد

error: Content is protected !!