Uncategorized

رواية لمن القرار الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم سهام صادق

  رواية لمن القرار الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم سهام صادق

 رواية لمن القرار الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم سهام صادق

 رواية لمن القرار الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم سهام صادق

طالعت حالها بالمرآة تنظر نحو هيئتها ، تفحصت أدق التفاصيل من ملامحها، ثم مالت للأمام حيث التصقت بالمرآة وعادت تتراجع للخلف تتسأل هاتفة 
– مش معقول أنا ديه 
ابتسمت “ملك” كحال “ميادة” التي كانت غارقة بالضحك من حال بسمة 
– بسمة أنتِ طول عمرك جميلة.. 
– مش ظاهر حاجة يا ملك.. الزرقان والكدمات اختفت رغم إن كل حاجة وجعاني 
وعادت تحدق بالمرآة حتى تتأكد مجدداً أن صفعات ” فتحي” لم تعد بادية فوق ملامحها
التفتت بجسدها، فعلقت عينيها نحو حالها مرة أخرى ..
أردات أن تبكي ولكن ” ملك” أسرعت في الاقتراب منها تلتقط كفيها مبتسمه 
– بلاش عياط ولا عايزه كل حاجة عملتها مدام ” حسناء” تضيع 
وعلقت عيناهم نحو السيدة الجميلة التي أخذت تجمع حاجتها وهي سعيدة لسعادة عروستها ورفيقاتها 
– مش هعيط خلاص
وفي لحظة كانت تطاوق” ملك” بكلتا ذراعيها بقوة
– أنا بحبك أوي يا ملك، مكنش نفسي أبعد عنك 
أرادت أن تخبرها أنها راحلة ولكنها خشيت عليها من شر
” فتحي”، اقتربت منهما ” ميادة” وقد شعرت بقليل من الغيرة ولكن سرعان ما كانت تخبر حالها أن بسمة فتاة طيبة وتستحق حب صديقتها 
– نوقف الدراما شوية.. عشان العروسة ولا إيه يا بسمة 
ابتعدت بسمة عنها ونفضت دموعها العالقة تنظر نحو ” ميادة” التي وقفت تهندم من ثوب الزفاف وتخبر  ” ملك” كم هي فائقة الجمال اليوم وأن شقيقها محظوظ بها 
استطاعت ” ميادة” أن تجعلها ترقص وتفرح “وملك” لم تكن تريد من هذا اليوم إلا السعادة والفرح. 
ومع اقتراب خبيرة التجميل منهم ومشاركتها فرحتهم، شجع الأمر بسمة هي الأخرى لمشاركتهم فرحتهم .. ومع كل خطوة منها كانت آلامها تزداد ولكنها قاومت؛ قاومت من أجل أن تعيش اللحظة من أجل إيمانها بأن اللحظات السعيدة لا تعوض 
………. 
حتى في أكثر لحظاته سعادة، سُرقت سعادته وكالعادة لم تكن إلا والدته وسؤال واحد كان يسأله لها بعدما اشاحت عينيها عنه نادمة تنظر نحو ” عزالدين” زوجها تترجاه أن يكون معها ولكنه تلك اللحظة خصيصاً أنسحب فقد كان معارضًا لفكرتها بل وحذرها. 
غادر وكأنه في مغادرته يخبرها أن تواجه ما فعلته وحدها 
– تاني يا أمي، تاني يا كاميليا هانم
دمعت عينين “كاميليا” وقد فسدت زينة وجهها 
– ليه عايزة تكرري اللي فات، مش كفاية لسا بدفع ضريبة خضوعي ليكِ زمان 
أسرعت ” كاميليا” في الإرتماء بين ذراعيه تضمه نحوها؛ تُبرر له فعلتها 
– رسلان أنا عملت كده عشانك يا حبيبي، عملت كده عشان تعرف تتجوزها 
وبهتت ملامحها وهي تراه يبتعد عنها ينظر إليها في خيبة
– تفضحيها!.. عشان تقبل تتجوزني تفضحيها يا أمي 
قبضت كاميليا فوق يديها واليأس استوطن ملامحها الجميلة، تُبرر كأي أم ترى الصالح لأبنائها دون أن ترى سواهم 
– كنت هتفضل تلف حواليها زي المجنون، هتفضل عايش على أمل إنها ترجعلك.. أنت و ولادك  محتاجينها في حياتكم 
– يا.. يا أمي نفس أنانية “ناهد” هانم زمان، نفس الأنانية اللي بسببها اتجوزت “مها” 
– صلحت غلطتي، وساعدتك تتجوزها.. ليه شايف ده أنانية مني 
وابتعلت غصتها ترمقها بنظرة تحمل الندم 
– أنا السبب في جوازك من “مها” زمان ، أنا السبب في تعاستك مكنش عندي فرصه غير ديه
هتفت بها ” كاميليا” وتراجعت للخلف ثم هوت فوق الفراش تطرق عينيها ندماً 
– مساعدتك في إنك تفضحينا يا أمي، مساعدتك إنك تجبريها تتجوزني 
رفعت عيناها نحوه، فتلاقت عيناهم في نظرة طويلة.. ، غادر رسلان غرفتها ف الحديث لن يفيد فقد حدث ما حدث 
عاد “عزالدين” إليها فوجدها منفطرة في البكاء ترثي حالها 
– أنا عارفه إني غلطانه يا عزالدين، بس أنا عملت كده عشانه وعشان ولاده 
………… 
دلفت للغرفة بعد يوم طويل ومرهق قضته في الجامعه بين محاضراتها ولقاءها مع تلك المرأة التي عرفتها بحالها بأنها ذات يوم كانت لتكون زوجة ” لسليم النجار” ولكن تلك الحادثة التي كادت أن تؤدي بحياته ثم عودة “شهيرة”
أنهى كل شئ بينهم ،
” دينا” لم تكن سوي أمرأة ذكية تستطيع رسم دورها. 
حاولت طرد ذلك اللقاء من عقلها، ولكنه كان يسيطر عليها
” أي ست بتدخل حياة سليم النجار نهايتها بتكون برة حياته بعد ما بيشبع منها”
” يمكن شهيرة وأنا وغيرك قدرنا نتجاوز، لأننا من مجتمع متعودين نتجاوز ده ونكمل حياتنا عادي مع المكسب اللي بنحققه من جوازتنا ” 
وعندما أصبح الحديث مبهم بالنسبه إليها، تراجعت “دينا” بجسدها للخلف قليلا تسترخي بجلستها تحدق بها
”  سليم ديما كان بيختار زيجاته من وسط العالم بتاعه.. سيدات أعمال، مذيعات، ستات ناجحة جدا، لكن شهيرة الوحيدة اللي قدرت تخليه يعلن جوازه منها عشان بنتهم ..”
” سامحيني في اللي هقوله يا فتون، بس راجل زي سليم النجار ليه يتجوز واحده بسيطه كانت متجوزه السواق بتاعه..”
وتبدلت ملامح” دينا ” بتعاطف مصطنع تنظر إليها تنتظر منها أي حديث
” أنا مش قصدي يا حببتي اعيارك بحالك، بس ديه الحقيقه..”
” ودينا” كانت مستمتعه وهي ترى بهوت ملامحها، دغدغت ريات النصر حواسها ، فقد أجادت مهمتها اليوم.. وكما فهمت من جلستها مع تلك الخادمة الصغيرة إنها ليست ند لها ولا لشهيرة..
 وداخلها كانت تتسأل كيف نالت هذه الصغيرة ” سليم  ” في النهاية؟ بل ولم يعبأ بمكانته الاجتماعية من أجلها ولا إنها يوما كانت زوجة سائقة وقد نالها مجرد مستخدم لديه. 
نفضت رأسها بقوة لعلها تفيق من سيطرة ذلك اللقاء عليها، فما الجديد الذي اضافته تلك المرأة لها.. إنها حقيقة تعلمها تماما وعام كما أتفقوا وسينالها إلى أن يُشبع رغبته ثم تفترق طرقهم. 
القت حقيبتها فوق الفراش، فتعلقت عينيها بذلك الثوب الموضوع وبجانبه متعلقاته الخاصة، فقد أخبرها أمس بحفل زفاف صديقه ولكنها تجاهلت الأمر كأنها لم تسمعه وهو بدوره كان صبور يُلقي حديثه دون جدال معها 
أخذها الفضول لتُلامسه وسرعان ما ابتعدت واتجهت نحو دورة المياة حتى تنعش جسدها ببرودة المياة. 
انهت استحمامها السريع وخرجت ملتفة بالمنشفة.. تُسرع بخطواتها نحو ملابسها تلتقطها حتى تذهب للمطعم ولا تذهب معه لذلك العرس 
تجمدت في وقفتها وهي ترتدي القطعه العلوية من ملابسها..تستمع لخطواته وصوته الغاضب 
– خمسين مرة أرن عليكِ، فتون أحنا مش عايشن في فندق معرفش حاجة عن مراتي 
تجمدت عينيه نحوها وهو يجدها كيف تُداري جسدها عنه بصورة واضحة ، أسرعت في ارتداء ملابسها بعجالة.. فازداد غضبً
– مش لدرجادي أنا راجل شهواني يا فتون..
– بابي أنت فين، دادة ألفت قالتلي فتون هتلبسني فستاني وهكون شبه الأميرات 
صدح صوت الصغيرة في الغرفة واقتربت منهما تحدق فيهم بفضول… ارتبكت “فتون” وهي ترى نظرات الصغيرة عليها 
– بابي هي فتون هتلبس فستان زي وهتكون أميرة زي 
– طبعا يا حببتي 
وانحني يلتقطها بين ذراعيه مبتسما يلثم وجنتيها يخبرها 
– برنسيس خديجة 
اتسعت ابتسامة الصغيرة سعيدة بمدح والدها لها ، وقد علقت عيناها ثانية بفتون التي أنشغلت في هندمت ملابسها
– فتون 
هتفت الصغيرة اسمها ومدت يديها نحوها..ابتسامة الصغيرة إليها قد ازالت توترها بعد دلوف الصغيرة للحجرة وهي تراها شبه عارية 
– نعم يا ديدا 
– هتلبسيني الفستان وتسرحيلي شعري 
تعلقت عينيها بعينين سليم وقد انتظر جوابها على صغيرته 
– حاضر 
– وأنا كمان هسرحلك شعرك 
لم تتحمل فتون لطافة الصغيرة.. فرفعت ذراعيها تلتقطها من بين ذراعيه تضمها إليها بقوة 
– هنعمل كل حاجة أنتِ عايزاها يا ديدا 
قبلتها الصغيرة فوق خدها تهمس لها شاكرة 
– شكرا
كان أكثر من سعيد وهو يراها تعتني بصغيرته والصغيرة تتنقل بين يديها بسلاسة..
اتأخذ جانباً حتى يُشعرها بأنشغاله عنهم نحو هاتفه ولكنه في الحقيقة كانت عيناه لا تحيد عنهم 
صفقت الصغيرة بيدها سعيدة بهيئتها 
– بقيت برنسيس يا بابي 
واندفعت نحو أحضان والدها 
– طبعا يا حببتي، ديدا هانم احلى برنسيس… روحي فرجي داده ألفت على الفستان وتسريحة شعرك 
هرولت الصغيرة نحو مربيتها، فتابع بعينيه صغيرته وهي تغادر ثم نظرات فتون السعيدة نحوها 
– خديجة بقت تحبك يا فتون.. وبعد النهاردة اتوقع بنتي حبها ليكِ هيزيد 
أجلت حنجرتها ثم هتفت بصوت مبحوح 
– أنا كمان بحبها اوي 
ابتسم وهو يراها كيف تهرب بنظراتها عنه
– عجبك الفستان.. ولا مبقتش أفهم في الذوق 
مازحها بلطف ، فعلقت عينيها نحو الفستان
– أنت جايب ليا ولخديجة نفس شكل الفستان 
– افهم من سؤالك إن الفكرة معجبتكيش
نفت برأسها تهتف سريعا برغبتها في عدم الذهاب للحفل 
– أنا مش عايزه اروح المناسبه ديه 
حاوط خصرها بذراعيه يميل برأسه نحو تجويف عنقها 
– من ساعة ما حصلتلي الحادثه وأنا اتغيرت يا فتون، سليم بتاع زمان انتهى.. 
وعندما ابتعدت عنه ابتسم وهو يُطالعها 
– عارف إن دينا قابلتك في المطعم وحكيتلك عن نزواتي 
– أنت بتراقبني 
ضحك رغما عنه يري حنقها الطفولي المرسوم فوق ملامحها يجذبها إليه، يعانقها بقوة حتى يرغمها أن تكون بين أحضانه 
– طول ما أنتِ بترفضي تركبي مع السواق، اكيد هسيبه يمشي وراكِ في كل مكان..
دفعته عنها.. ،تُخلص جسدها من أسره.. ولكن لم تكن لديه أي نية لتركها 
– خليني اروح اشوف خديجة 
– أنا محتاج نفس الجرعة اللي اديتها لخديجة..قبل ما أسافر بكره 
وبالفعل كان يجتاحها بمشاعره..وكلما قاومت أو اعترضت كان يخبرها بأتفاق عقدهم وهي كانت تغيب بين ذراعيه تخبر عقلها إنه عام لا أكثر سيجمعهم 
…………. 
تجمدت عينيها نحو هاتفها بعدما أنتهت من المكالمة التي الحت صاحبتها في الرنين حتى أجابت أخيرا 
– مالك يا ملك.. مين كان بيكلمك 
تسألت “بسمة” تنظر إليها لا تستوعب حالتها التي تبدلت 
– رسلان كان على علاقة بمرات جسار يا بسمة.. 
أسرعت بسمة في الأقتراب منها 
– اكيد كذب، دكتور رسلان راجل محترم ميعملش كده.. ملك بلاش تضيعي فرحتك وتسمعي كلام كله كدب
– فرحتي ضاعت من زمان يا بسمة.. ضاعت من يوم ما اتجوز مها وخلف منها 
هتفت عبارتها بمرارة تنظر لهيئتها المنعكسة عبر المرآة.. طالعتها “بسمة” فمنذ دقائق كانت رغما عنها تتمني تلك السعادة التي تحظى بها “ملك” ، زوج عاشق ذو مكانه عاليه سواء هو أو عائلته، ثوب زفاف باهر يخطف الأنظار وفندق من أكبر الفنادق يُقام فيه العرس
دمعت عينين بسمة وقد ظنت أن عينيها هي من حسدتها على تلك السعادة 
– أنا شكلي حسدتك ولا أيه يا ملك.. متخلنيش أحس أني عيني وحشة.. أنا ممكن اعيط دلوقتي وأنا لما بعيط محدش بيقدر يوقفني 
– العريس وصل يا ملك 
أندفعت ميادة لداخل الغرفة صائحة ولكن سرعان ما توقفت عن صياحها تنظر إليهما في شك
–  هو في حاجة حصلت 
وقبل أن تجيب “ملك” عن شئ كانت عينين “بسمة” تتوسلها ألا تهدم سعادتها 
التقطت ميادة ذراع بسمة تخبر بمزاح وهمس 
– اظاهر إن ده توتر قبل الفرح.. 
ومع خروج ميادة كان رسلان يقف خارجًا يحمل باقة الأزهار بين يديه وينتظر إشارة شقيقته 
لحظات كانت تفصله عن حلمه الذي ظنه مستحيلا.. حلم لم يتحقق إلا بعد سنوات وحتى عندما تحقق يحيطه أبواب مغلقه 
التمعت عينيه بمشاعر متلهفة ينظر إليها في هيئتها التي سلبت فؤاده يهتف بأنفاس مسلوبة 
– اخيرا يا ملك 
ومع عبارته كانت تتذكر الماضي بكل تفاصيله وقسوته وكيف وقع خبر حمل “مها” عليها عندما كانت تتبع تفاصيل حياته 
اقترب منها فلم تشعر باقترابه ولكن تلك القبلة التي لثم بها جبينها كانت نار حارقة فوق جلدها 
ضمها إليه بقوة يخبرها إنه حلم  لسنوات تزف له عروس، وهي كانت غارقة بين الماضي وبين حديث جيهان لها عما فعله بها وبجسار ودفعها في حياتهم 
………….. 
امتقعت ملامح “كاميليا” وهي ترى أهل الحارة الوافدين لحفل زفاف ولدها… نظرة نحو زوجها وقد أنشغل مع بعض ضيوفه يفسر لهم وضع الزفاف ويزيل عنهم الحرج 
وعندما وقعت عينيها نحو سليم الذي دلف للتو للحفل، أسرعت إليه 
– شايف المهزله اللي عاملها صاحبك يا سليم.. عايز يفضحنا قدام الناس
طالع سليم الوضع.. يستغرب من فعلت صديقه لقد خصص قاعه لأهل الحارة وقاعة أخرى لمعارفهم وطبقتهم ولكن يبدو أن رسلان اتخذ قراراً أخر لم يخبره به 
ورغم حنق “كاميليا” إلا إنها كانت لطيفه في احتضان الصغيرة وتقبيلها 
– ديدا الجميله 
وكالعادة الصغيرة تكون سعيده من إطراء المحيطين بها 
تجاهلت ” كاميليا” فتون الواقفة جواره.. مما جعل فتون تحاول التملص من ذراع سليم حولها 
– سليم ارجوك اتصرف 
التف سليم حوله لعله يري مدير الفندق الخاص به .. وعاد يسلط عيناه نحو السيدة ” كاميليا” التي أخذت تزفر أنفاسها بحنق..
تنهد هو الأخر بضيق بعدما رأي تعمد السيدة ” كاميليا” تجاهل ” فتون” 
– احب اعرفك يامدام كاميليا بفتون 
وبأبتسامة واسعه هتف 
– مراتي 
شعرت ” كاميليا” بالحرج من ملاحظته لتجاهلها لزوجته وقد كان فخور بتعرفيها لها..
مدت “كاميليا” أطراف اناملها تصافحها بتكبر وهي تتذكر حاديث “شهيرة” لها عن ملاحقة تلك الفتاة لزوجها لنيل عطفه حتى أقام علاقة معها ثم اجبرته على تزوجها
والسيدة كاميليا كانت متعاطفة مع شهيرة بشدة فكيف لرجل كسليم يتزوج فتاة كانت تعمل لديه بل وكانت زوجة سائقه .. ابتلعت فتون غصتها وهي ترى كاميليا كيف تصافحها 
– هروح اشوف ضيوفي يا سليم.. وأنت ارجوك اعمل حاجة في مصيبة صاحبك ديه وأفصل الناس ديه عن القاعه قبل ما ضيوفنا يمشوا 
اشتدت قبضة فتون فوق ذراع سليم الذي وقف يرمق السيدة كاميليا بجمود تهتف بتوسل 
– ارجوك خليني اروح 
تلاشي سليم جمودة وارتسمت ابتسامة واسعه فوق شفتيه 
– عايزة تروحي وأنتِ أجمل ست في الحفله النهاردة… 
ورفع كفها يقبله لتغمض عينيها وهي تجد فلاش الكاميرا يتسلط عليهم.. كان متعمدا أن يفعل ذلك فغمز للمصور يشكره على فعلته التي أتت بوقتها. 
– افتحي عينك يا فتون 
وضمها إليه بقوة وصغيرته متعلقه بعنقه 
– أنتِ كامله في عيني على فكرة 
رفرف قلبها بقوة وهي تسمع همسه.. واصبحت ضربات قلبها تدق كالطبول ترفع عينيها إليه لا تستوعب إنه يُحادثها هكذا بل ويقبل يدها أمام الملئ المحيط دون أن يخجل منها. 
– سليم بيه ، سليم بيه سيادة الوزير مضايق على اللي عمله رسلان بيه.. 
فاق سليم من سحر تلك اللحظة ونظرتها الممتنة التي طالعته بها.. وقد أعطته أملا 
ترك صغيرته أرضًا.. ووضع كفها في يد فتون يشير نحو إحدى الطاولات 
– فتون خدي ديدا واقعدوا على الطربيزة اللي هناك .. لحد ما اتكلم مع استاذ عزمي 
ابتعد مدير الفندق فاتبعه هو الاخر بعدما اطمئن عليهما 
– هنعمل إيه يا سليم بيه.. رسلان بيه من كام ساعه غير كل الترتيب وخلانا نقبل كل الضيوف في القاعه الكبيره من غير فصل وسيادة الوزير مضايق من اللي حصل 
ولكن سليم قطع حديثه يهتف حاسماً الأمر 
– اعمل زي ما رسلان أمر 
………….. 
التمعت عيناها وهي ترى ضخامة الحفل بل و أوفي أيضا بوعده لأهل الحارة وأستقبلهم بالعرس دون حرج.. علقت عيناه بها كلما تحركوا خطوتين وسط الموسيقي الهادئة والإنارة الخافتة المنبثقة حولهم. 
وعندما جالت عيناه عليها كانت عيناها هي الأخرى تتعلق به، شعر ببرودة أطرافها بين يديه فاشدت يده فوق يدها يقربها إليه أكثر هامسًا
– عيشي يا ملك كل لحظة حلوه، عايزك تفرحي يا ملك
وهل كانت تنتظر تلك الكلمة منه، إنها بالفعل كانت ستعيشها ، 
تعالا التصفير كما تعالت الموسيقى، لتبدء رقصتهم المتناغمة مع خطواتهم ومشاعرهم…
سرحت مع الماضي وهي تتذكر حالها عندما كانت تلتصق به كالعلقة، عندما كانت تعشق الحديث عنه مع “ميادة” ، عندما سافر إلى لندن ليكمل دراسته ويعود لهم طبيب ذو اسم لامع،.
أخذها الحنين لذكريات جمعها الحب واللهفة ولكن الغصة استحكمت حلقها .. فتعلقت عينيها ب ” جسار” الذي وقف سعيدا برؤيتها عروس فهز رأسه إليها كأنه يخبرها أن حكايتهم لم تكن إلا محطه عبر كل منهما خلالها ليتجاوز محنته. 
– بحبك يا ملك 
همس بها رسلان وفي لحظة خاطفة كان يوثق كلمته وهو يدور بها وسط الجميع. 
لمعت عينين ” كاميليا” بدموع الفرح وهي ترى سعادته وقد تناست تلك اللحظة حنقها من فعلة ” رسلان” وحضور اهل الحارة الزفاف .. ضمها ” عزالدين” إليه كما ضمها ولده البكر الذي جاء لحضور زفاف شقيقه هو وزوجته من تلك البلد الاوربيه التي يعمل بها سفيرا. 
………… 
أشارت أحدي السيدات نحو الطاوله التي جلست عليها
 ” فتون” وقد استجابة في طلب الصغيرة بوقوفها فوق الطاولة كي ترقص عليها بنشاط مفرط 
– مش ديه بنت شهيرة الأسيوطي 
حدقت السيدة الأخرى بالصغيرة تُدقق النظر فيها 
– هي فعلا، اومال فين شهيرة ومين البنت اللي معاها ديه 
وسرعان ما كانت تشهق السيدة وتضع يدها فوق فمها وهي تجد سليم يقترب من الطاوله ويحمل صغيرته ويضم فتون نحوه متجهاً بهما نحو العروسين 
– مش معقول يكون الكلام اللي سمعناه صح.. وطلق شهيرة عشان البنت ديه 
طالعت السيدة الأمر بوجة ممتقع تنظر حولها 
– شكلنا هنشوف ونسمع كلام كتير الايام ديه، خصوصا بعد الفرح الغريب اللي حاضرينه 
صافحت ” فتون” العروس وهي تتذكر ملامحها الجميلة .. وقد خشت أن تُعاملها بأزدراء إذا تذكرت إنها تلك الخادمة الصغيرة التي كانت تخدمهم في بيت المزرعه.. ولكن ملك ادهشتها حينا عانقتها تُبارك لها هي الأخرى عن زواجها ب ” سليم” 
تعلقت عينين “سليم” بملامح فتون التي استرخت وهي ترى بساطة ملك في التعامل معها دون فعل يجرحها. 
جلست بسمة في ذلك الصف المخصص لأهل حارتها تُطالع تلك اللقطات الجميلة، تتمني يوما أن ترتدي ثوب زفاف وتجد من يرضى بها.. 
وزفرة طويلة محملة بالألم كانت تخرج من بين شفتيها فما تتمناه تشعر بأستحالته فمن سيرضي يتزوج فتاة مثلها.،
شعرت بيد تجذبها فوجدت “ميادة” تلتقط ذراعها تهتف بصوت عالي حتى تسمعه 
– ملك مصصمه تكوني جانبها.. ومش مبطله سؤال عنك..رسلان بدء يغير منك يا بسمه 
القت ميادة عبارتها بمزاح لتدمع عينين بسمة.. فرغم صغر مدة الصداقه بينهم إلا انها أصبحت لا تتخيل حياتها دون ملك 
وعند تلك النقطه كان قلبها يؤلمها فرغما عنها هي راحله حتى تهرب من برثان شقيقها. 
………… 
توقفت خديجة في مكانها وهي ترى نظراته نحوها، كانت نظرات الإعجاب تظهر بوضوح في عينيه.. ،
تراجعت للخلف قليلاً تلوم حالها لقبولها دعوة العشاء معه.. فكيف لها أن تقبل دعوته وهي لم تكن تقبل دعوة رجلا إلا في إطار العمل 
أعادت رباط جأشها تزفر أنفاسها وتعود لثباتها تُخبر حالها 
” إنها لم تقبل الدعوة إلا لكي تضع أمامه حدً لتصرفاته الغير مقبوله، فكيف يبعث لها يومياً باقة ازهار مع بضعة كلمات غزل يُرفقها مع الباقة…” 
وبخطوات ثابتة عادت تتقدم منه وقبل أن تهتف بشئ، كان
” أمير ” ينهض عن مقعده يحمل باقة أزهار أخرى يُقدمها لها 
– مكنتش أعرف إنك مبتحبيش زهرة” النرجس البري” ، لكن لما عرفت حبك “لزهرة الغردينيا “متفجأتش بصراحه قولت ازاي مفكرتش إن ست بالجمال  والذكاء ده كله مش هتكون الزهرة ديه خصوصا مفضله عندها 
تناولت منه “خديجة”باقة الازهار ونظرت إلى ما ارفقه معها من كلمات، ارتفع حاجبيها ثم عادت تطالعه 
– تعرف إنك بياع كلام، ومش شبه كاظم ولا السيد جودة والدك 
طالعها أمير بنظرة ودودة يتأمل جمالها الفاتن رغم بلوغها منتصف الأربعين 
– أنا فعلا بياع كلام، لكن صادق في كل كلمة بقولها 
وتقدم منها يزيح المقعد قليلا ينظر إليها يدعوها للجلوس.. طالعته في صمت وجلست فوق المقعد تسترخي بجلستها، وقبل أن يهتف “أمير” بشئ كانت تتمتم بجدية 
– ممكن افهم ليه بتعمل كده.. أظن اللي بينا شغل 
اتسعت ابتسامة  “أمير” فكما توقع أمرأة بذكاء “خديجة النجار”لن تسير معه بطرقة المراهقة تلك.. مال نحو الطاولة يعانق عينيه بعينيها 
– عايزك 
تجمدت عينين خديجة من وقاحته التي نطق بها كلمته، فلم يخشى على الصفقات التي تجمعهم ولم يضع اي حساب وإحترام كما يضعه الكثير وقبل أن تهتف بشئ، كانت وقاحته تزداد 
– عايز اتجوزك 
………. 
علقت عيناها به طيلة الحفل.. لا تعلم لما هذا الرجل تنظر إليه بتلك الطريقة الحالمة.. نفضت رأسها حتى تفيق من حالتها المغيبة تهتف لحالها
– أنتِ في إيه ولا إيه يا بسمة دلوقتي، مبقاش في وقت لازم تفكري هتهربي أزاي
ولكن قلبها أبي الأنصياع، فعادت عينيها تتسلط نحو “جسار” الواقف بهالته القوية مع بضعة رجال يتحدث بجدية
” جسار كان ظابط شرطة يا بسمة.. لكن الحادثه اللي حصلت ليه زمان اجبرته إنه يسيب شغله في الداخليه .. “
ارتكزت عينيها عليه وحديث” ملك ” عن جسار يقتحم عقلها همست لحالها وقد وجدت ملاذها
– جسار  بيه كان ظابط شرطة..،
وعادت تكرر عبارتها ثانية
– جسار بيه كان ظابط شرطة..
وفي دوامة أفكارها كانت تلمحه وهو يصافح الرجال الواقفين معه وعلى ما يبدو إنه سيغادر الحفل .. علقت عينيها بخطواته تُراقبه.. فتسارعت أنفاسها  ؛فالفرصة لا تعوض 
القت بنظرة أخيرة نحو “ملك” تودعها بعينيها..، واسرعت بخطاها ومن حسن حظها إنها كانت الاقرب لباب القاعة، توارت بجسدها خلف أحد الأركان حتى غادر هو الأخر القاعة. 
اتبعته بخطوات خافتة إلى أن وصلت للساحة الواسعه التي تصطف فيها السيارات..،
 ابتلعت لعابها وهي تجده يتوقف ثم التف خلفه بعدما شعر بأن أحد يتبعه.. توارت سريعا خلف أحد السيارات؛ فأكمل خطواته نحو سيارته لتتعالا صافرتها على بعد منه. 
شعرت بسمه بأن فرصتها قد ضاعت.. دارت بعينيها بالمكان لتتجمد عينيها نحو القطه الصغيرة التي تنام بعمق أسفل السيارة التي تتواري هي خلفها.. حدقت بها للحظات تنظر إليها أسفًا عما ستفعله بها ولكن لم يكن يوجد طريقه أمامها إلا هي. 
صرخت القطة عاليا كما صاح جسار بصوت عالي وهو ينفضها من عليه يلتف حولها في ضيق وهستريه.. انتبه عامل الجراح على ذلك الصراخ فأندفع نحوه مصدومًا عما يراه..، فرجل بهيبة جسار يخشى قطة صغيرة. 
– ابعد القطه ديه عني 
والقطه قد ابتعدت بالفعل راكضة خائفة منه.. اقترب منه العامل يخبره ببساطه 
– ديه قطة يا بيه 
امتقع وجه جسار وهو يسمع تهكم الرجل منه 
– ما أنا عارف إنها قطة 
وبخفة صعدت بسمة السيارة بعدما حددت مكانها..، تنفست الصعداء فور أن أغلقت الباب الخلفي ومن حظها أن أحد أصحاب السيارات كان يدلف الجراح بموسيقى صاخبة فلم ينتبه لصوت إغلاق السيارة…، ومن هنا كانت الرحلة تبدء 
يتبع..
لقراءة الفصل الخامس والثلاثون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً نوفيلا ورطة قلبي للكاتبة سارة فتحي

اترك رد

error: Content is protected !!