Uncategorized

رواية معشوقة رحيّم الفصل الثاني والعشرون 22 والأخير بقلم سامية صابر

 رواية معشوقة رحيّم الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سامية صابر

رواية معشوقة رحيّم الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سامية صابر

رواية معشوقة رحيّم الفصل الثاني والعشرون 22 والأخير بقلم سامية صابر

نظر رحيم لها بحيرة من حالها ثم التفت خلفه ليري عمه فقال
=ايه اللى جاب عمي دلوقتي ! مع اني معزمتوش..
قالت بصدمة وتلعثم
=ع..عمك!
اقترب برفق من ريناس قائلا بغضب 
=ايه اللى جابك ف ليلة زي دي مش قولتلك انا مش عايز اشوف وشك دا تاني..
=اهدي على نفسك شوية يا رحيم بيه أما تعرف اللى انا جاية علشانهُ الاول .. عمك عايز بقولك كلمتين جوا..
نظر رحيم لعمه بتساؤل
=جري ايه يا عمي فيه ايه 
=فيه حاجات كتير يا بن اخويا لازم تعرفها اولها تعالي معايا جوا الاول وانا هرسيك على الحوار..
هز رأسه قائلا
=ادخلوا انتم الاول وبعدين انا جاي وراكم..
اتجه نحو روتيلا التي قالت بقلق رهيب 
=حصل ايه يا رحيم.. 
=معرفش عمي عايزِني ليه ربنا يستر هدخل معاه اشوفه وهاجي مش هتأخر..
=انا انا عايزة اقولك على حاجة الاول ممكن تسمعني 
=مش وقته يا روتيلا نتكلم بعدين هروح اشوف عمي..
=بس الموضوع م..
لم يستمع لها بل سار تجاه عمه ، ضغطت على شفتيها بغضب شديد باكية بخوف
=لازم اشرحله وافهمه الاول.. يارب ارجوك اوقف جنبي 
ركضت وهي ترفع فُستانها للاعلى وهي تذهب بإتجاه الباب بهدوء وفتحته وهي تدلف للداخل لتري رحيم الساكن ذو الملامح الهادئة وهذا هدوء ما قبل العاصفة، فقالت ريناس وهي ترمقها بتشفٍ
=لعبتك الوسخة والحقيرة انكشفت خلاص..
قالت روتيلا من بين دموعها وهي تنظُر لهُ بعينان حزينة
=رحيم اسمعني كل دا كذب والله كذب.. انا مقتلتش هيثم انا ضربته من غلي واللى عمله فيا بس صدقني والله مقتلتوش غير اني بنت قسما بالله بنت انا منمتش مع حد انا مظلومة وبريئة والله…
ظل على صمته وهدوئه حتى نهض برفق نظر لها نظرة هادئة .. وهذا اسوء بكثير من غضبه عليها، ادار عينيه عنها ثم التفت وخرج من المكان بصمت وهدوء وظلت هي تركض خلفه مبررة أفعالها وهي تبكي ولكن لا حياة لمَن تُنادِي  …
خرج من الفيلا وهي خلفه ثم دلف الي السيارة وهي تخبط على الازاز قائلة ببكاء شديد 
=اسمعني بس علشان خاطري اسمعني يا رحيم متسبنيش في ليلة فرّحنا رحيم رد عليا ارجوك..
انطلق بالسيارة لتقع هي ارضاً بفُستانها الأبيض وهي تبكي بقهر ، بينما خلفها سيارة تركن بالجانب بها “أمجد” قال وهو يضحك بتشفٍ شديد 
=مع السلامة يا رحيم بيه.. آخر لحظاتك اللى بتعيشها دلوقتي ..
قاد رحيم السيارة بهدوء اولا ثم برزت عروقه وقادها بجنون وبدأت عينيه تحمّر بقسوه وغضب شديد وضغط على السيارة بقسوة وكل الذكريات امامه ومعها كذبتها عليهِ … شعر بأن السيارة لا تتوقف اطلاقا حاول الضغط على مكابحها لكنها لم تتوقف اطلاقا .. وقد أتضح أن امجد محى فرامل السيارة ..
اصطدمت السيارة فجأة بِ شاحنة كبيرة وقوية لتنقلب بطريقة مُخيَّفه ورحيم في داخلها يلفظ انفاسه الأخيرة.. 
جرت روتيلا نفسها ك الغائِبة عن الوعي تمامًا .. دلفت الى الداخل ثم جلست على أقرب مقعد بصمت دلفت اليها شادية قائلة
=انتِ هنا يا بنتي وانا عماله أدور عليكى في كل مكان قومي يالا وفين رحيم علشان تقطعوا التورتة  ..
رفعت روتيلا نظرها بهدوء ل شادية قائلة بقهر 
=رحيم مشي.. سابني ومشي.
دلف حينها يونس ومعه رهف قالت رهف بحماس 
=يالا يا فراشة قومي علشان نرقُصِ ..
قال يونس بتساؤل
=الله! فين رحيم؟
قالت شادية بهدم فهم 
=والله يا بني مش فاهمة روتيلا بتقول انه سابها ومشي ومش فاهمة..
نظرت لها رهف بعدم فهم قائلة
=ازاي سابك ومشي ،انتوا اتخانقتوا..
=عِرف الماضي بتاعها..
قالها محمد وهو يدلف ،لتلتفت شادية بحيرة قائلة
=حاج محمد .. انت خير ازاي هنا من غير ما أعرف.. وايه حكاية الماضي داا…
بدأ في سرد ما حدث أكمله تحت ذهول وصدمة الجميع قالت رهف بعدم تصديق 
=مش معقول انتِ! انتِ وممثله دور البريئة تكوني قاتله وكمان *** ازاي يعني مش فاهمة ليه تعملى ف اخويا كدا دا احنا دخلناكي بيتنا …
قال يونس بهدوء 
=اهدوا شوية علشان نفهم يا جماعه انتِ ايه ردك على الكلام دا كله يا روتيلا؟.
=مهما قولت محدش هيصدق كلكم بتسمعوا اللى انتم عايزين تسمعوه وخلاص ممنهوش اي فايدة شكل كل حاجة انتهت لحد هنا…
نهضت برفق راحلة لكن رن هاتف يونس ليجيب قائلا 
=ايوا.. آه انا .. ايه ! بتقول ايه !؟
اغلق الهاتف بصدمه ثم نطق بلهفة
=رحيم … رحيم عمل حادثة لازم اروح اشوفه..
صرخت شادية تلطم على صدرها
=ابنى ابنى.. خدني معاك خدني معاك يا يونس.. 
ركض يونس وخلفه رهف وهي تبكي على اخيها بينما روتيلا لم تستطيع أن تتحرك من كثرة صدمتها، هزت رأسها برفض وهي تركض 
=لاء رحيم … رررحيم..
ركضت في الارجاء بفستانها الابيض للخارج وهي تستلقي تاكسي وهي تبكي بقهر شديد
=روح روح على المستشفى() ارجوك بسرعة بسرعة..
ظلت تبكي وهي على أعصابها بخوف ورُعب ، وهي تبكي بقهر وكُل حديث رحيم يتردد في ذِهنها وهي تتشبت بالعُقد الذي في رقبتها وتبكي .. حتي وصلت بعد وقت قليل الى المستشفي ركضت بسرعة الي المُستشفي ك المجنونة تسأل عن غُرِفتهَ، حتي وصلت لتراهم واقفين بخوف يبكون..
قالت بلهفة وبكاء.
=رحيم فين فين..
قالت شادية بغضب 
=ليكي عين تيجي هنا بعد البلوة اللى عملتيها امشي غوري في ستين داهية ابني هنا بسببك وبسبب اعمالك وقرفك الحق عليا دخلتك م الاول على بيتي وانا مش لازم ادخل بنات الشوارع ليه اصلا…
قال يونس بعصبية 
=اهدوا شوية يا جماعه ارجوكم دا مش وضع نتكلم فيه رحيم تعبان دلوقتي ياريت نقدره شويه..
ابتعدت روتيلا قليلا تستند على الحائط تبكي بقهر وهي تفرك بيديها بخوف .. الجميع له ذكريات مع رحيم سواء حلوة أو وحشة لكن ف النهاية ثمة اشخاص نحبهم مهما فعلوا  .. 
خرج الطبيب بهدوء ليركض اليه الجميع حتي روتيلا نطق الطبيب بأسف
=العملية عدت بس هو تعبان اوي عنده كسور في اماكم كتيرة ، الفترة اللى جاية هتبقي صعبة عليه جدًا وللاسف احتمال كبير .. انا اسف يعني رحيم بيه ميكملش معانا ، نسبة انه يعيش نسبة ضعيفة أوي.. ادعوله.. 
صرخت رهف وهي تبكي وكذالك والدتها في احضانها ، بينما روتيلا تبكي بصمت وهي ترتعش قال يونس بقلق 
=هيفوق امتي..
=بعد شوية.. مين فيكم اسمها روتيلا؟
قالت روتيلا بلهفة 
=أنا..
=انتِ تقربيله ايه ؟
=مراته ..
=انتِ بس اللى تقدري تشوفيه مش لازم كتير يدخولوله..
حاولت رهف ان تعترض ولكن يونس قال
=اهدوا خلاص روحي يا روتيلا اتعقمى وشوفيه.
بعد مرور ساعة تقريبًا، دلفت برفق الى غرفة رحيم وهي تبكي برعشة جلست بجانب فراشه وهي تنظر له بربش بعينيه ينظر لها ودموعه بدأت تهبط برفق..
قالت وهي تصرخ به 
=ينفع كدا بوظت الفرح وكل حاجة ينفع ؟؟ حتي الميك آب بتاعي باظ الفستان باظ وكل حاجة باظت .. يرضيك؟ بقا شكلي زي العفاريت..
=إنتِ جميلة في كٌل وقت.. وعلى أي حال.. 
=طيب قوم ليا بالسلامة علشان نكمل الفرح … هتقوم مش كدا؟
=كُنت أتمني، لكن انا وانتِ عارفين انه اخر لقاء بيننا .. واننا وغصب عننا وصلنا لنُقطِة النهاية ..
صرخت فيه برفض 
=لاء هتقوم وهنكمل سوا انت هتعرف الحقيقة وتصدقني ونسافر  ونعيش سوا زي ما كُنا بنحلم…
ابتلع رحيم ريقه وهُو يتشبث بيديها بقوة قائلًا
=فراشة.. 
=نعم..  نعم يا حبيبي..
=ا.. انا …انا كُنت عارف انك بريئة، وانك شريفة .. وانك مش غلطانه في أي حاجة في الدُنيا .. انا كُنت مصدقك بس موجوع وزعلان منك .. لانك لانك خبيتي عليا.. 
بدأت تبكي أكثر قائلة
=دلوقتي مِش مُهم أي حاجة.. انا عايزاك تقوم بالسلامة..
=ياريتني ما مشيت ، ياريتني فضلت جنبك سمعتك وصدقتك، ياريتنا اتقابلنا قبل كدا بكتير، ياريتنا قضينا وقت أكبر .. الوقت خلص وحكايتن خلاص خلصت وأنا ماشي وسايبك..
صرخت وهي تبكي بحُزن
=كفاية متقولش كدا مش هتموت والله ما هتموت لاء هنفضل سوا صدقني .. ونعيش تاني ونقضي وقت مع بعض اكثر …
=مش هينفع ..
=لييييه
=علشان مش هكون موجود بعد دلوقتي ..
=رحيم انت لو اتكلمت عن الموت تاني هسيبك وهمشي.
=لاء متمشيش، اساسا انا ماشي كلها.. دقايق وخلاص.. خليكي جنبي..
بدأت تبكي ك طفلة صغيرة وترتعش ليضغط على يديها يبثتها الامان قائلا 
=هكون جنبك على طول صدقيني.. مهما بعدت هتحسي بيا جنبك  … مش هتبقي واطية وتنسيني صح؟
نطقت وهي تزداد بُكاءً
=رحيم…
= اوعي متجيش تزوريني عايز اشوفك بإستمرار.. وهاتي أكل وزعيه على الأيتام اللى هِناك …
بكت بحُرقة قائلة
= .. هجيب كُشري.
إبتسم برفق قائلا من بين شفتيه
=دا تلوت تلوث…
تابع وهُو يضغط على يديها بحُب قائِلاً ودموعه شلالات على وجنتيه
=خليني ذِكري حِلُوة عندكَ .. وإوعي تنسي أي لحظة بينا جمعتنا.. سواء حلوة أو مرة  !
=مش هتحكيلى أجمل وأقصر قصة ف العالم؟
=بحِبَّك..
=معحبتنيش النهاية. 
=أنا اساسًا مش بحب النهايات السعيدة. 
قالت وهي تبكي بحرقة 
=ولا أنا..
ضغط على يديها بحُب شديد ثم بربش بعينيه عدة مرات وأرخي قبضتي يديهِ عنها مُغمِضًا عينيه، لتصع روحه للذي خلقهُ،  لتصرخ في حدة ورفض
=لاء لاء مش انت كمان هتموت لاء.. رحيم رحيم رد عليا .. رحيم رحيم رد عليا رحيم رحيم..
نهضت تهز فيه وهي تبكي 
=لاء مش هتموت لاء رحيم رحيم رد عليا بقولك علشان خاطري والنبي رد عليا والنبي …
رحيم.. بص رحيم انا والله مش هكذب عليك تانى ابدًا .. دا انا انا بحِبَّك أوي .. والله اه بص بحبك هسمع كلامك مش هاكل من الشارع… رحيم رد عليا.. رحيم انا بخاف اوي من الناس اللى مش بترد يااااارحييييم
مالت عليهِ وهي تبكي بقهر على حُب أضاعهُ الزمان والقدر .. على فقدان إحدي طرفي الحُب ، أن الحياة دومًا إستكترت على إنسانه زيّها العيش بِ سلام .. ليست كُل النهايات وردية بعضها مؤلم وموجع بالفعل ، في لحظة من الممكن فقدان شخص عزيز عليك استغل وقتك لتعيش معهُ أقصي قُدِرة ممكنه.
____
بعد مرور 7_ سنوات.
تم القبض على أمجد وريناس وأخذ أمجد حكم الاعدام بينما ريناس حكم ال 10 سنوات، تزوج يونس من رهف وريم من مازن وأنجبا اطفالًا … لكن لك تتزوج روتيلا قط.. 
وقفت روتيلا أمام قبر رحيم وضعت بعض الازهار الرقيقة، ثم جلست امامه قائلة بإبتسامة
=زي اليوم دا كان أول لقاء بيننا كان من أحسن الايام في حياتي.. وحشتني يا رحيم وحشتني أوي ، لسه عايشة علي ذكرياتك يا حبيبي.. بس خلاص انا حققت كُل احلامي النهاردة فتحت الفرع الخامس لشركتي وكان في دُبي، والافتتاح النهاردة بليل كنت اتمني تبقي معايا وجنبي .. لكنك زي ما قولت حساك جنبي والله … اكتفيت بحُبك في حياتي وبس .. هتوحشني. 
نهضت برفق لترحل وهي تتحدث في الهاتف 
=ايوا يا ريم يا زنانه لسه ايوا جاية في طريقي للمطار أهو.. 
دلفت الى السيارة  ثم قادتها وبقت الازهار تُرفرَف على قبر رحيم…
لكنها ورغم مَوته ستظل معشوقة رحيّم وملكه فقط …
_____
تمَّت بحمدالله. 
2021/7/4
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية نبض السيف للكاتبة سارة محمد

اترك رد

error: Content is protected !!