Uncategorized

رواية الجميلة والجزار الفصل الأول 1 بقلم حبيبة حاتم

 رواية الجميلة والجزار الفصل الأول 1 بقلم حبيبة حاتم

رواية الجميلة والجزار الفصل الأول 1 بقلم حبيبة حاتم

رواية الجميلة والجزار الفصل الأول 1 بقلم حبيبة حاتم

_ فين ياض الفخدة الضاني اللي كانت متعلّقة إمبارح؟ قول أحسن أعلقك مكانها!
_ والله يا معلم ما عارف هي فين؟ أنا جيت الصبح ملقتهاش فـ التلاجة.
_ يعني عفريت سرقها يا روح أمك! هتنطق يالا وإلا هطلع بيك على القسم؟!
_ يا معلم عامر سيبه ده برضو الصبي بتاعك!
أردف المدعو “عامر” بغضب شديد وعيناه السوداء اشتد اقتتامها:
_ أنا مش بشغل حراميه لا مؤاخذة، والواد ده إما يقول فين الفخدة الضاني، أو هاخده عـ القسم والظابط يخليه يتكلم.
أردف الشاب الّذِي يمسكه “عامر” بخوف:
_ خ..خلاص هقول يا معلم.. الفخدة عندي فـ التلاجة عندي فـ البيت، بس والله يا معلم أمي كانت عيّانة عشان كده..
لم يُكمل حديثه بسبب مقاطعة “عامر” له مردفًا بغضب وهو يمسك رقبته بقوة حتى كاد أن يخنقه:
_ إسمع يلا تروح تجيب الفخدة حالًا، أقسم بالله لو لفيت ومجبتهاش هخلي أمك تترحم عليك فاهم ياض؟
أومأ الشاب بخوف، فتركه “عامر” ورحل الشاب مهرولًا ليُنفّذ ما طُلِبَ منه، وضع “عامر” يده على صدره متنحنحًا بصوتهِ الخشن، أردف بصوتٍ أجش وهو ينظُر إلى المارة اللذين اجتمعوا لمشاهدة ما يحدث:
_ إيه هو فرح! مولد وانفض يلا كل واحد يشوف شغله.
تفرَّق الجميع حينما أنهى حديثه خوفًا من ذلك الغاضب، رفع نظره إلى الأعلى فشاهد تِلكَ الجميلة هادئة الملامح الّتِي كانت تنظُر لما حدث بشغف كـطفلة صغيرة سمح لها والدها بمشاهدة التلفاز بعد منعها من ذلك منذ زمن.. 
تلاقت الأعيُن ودقت القلوب بقوة داخل الصدور، ينظُر لها بشغف بينما هي خجلت من تِلكَ النظرات فدخلت إلى الغرفة بسرعة مغلقةً الشرفة خلفها، ظل ينظُر إلى أثرها بشغف؛ ولكن أفاق من غفلتهِ القصيرة وتنحنح بصوتهِ الأجش، نادى على إحدى العاملين الّذِي لبَّ نداءه، فأردف بصوتٍ غليظ وهو يُشير إلى المنزل الّذِي كانت تقف فيه:
_ قولي ياض يا علي بيت مين ده؟
_ ده بيت الست فتحيّة يا معلم.
_ بتاعة الفول والفلافل اللي بتقعد عـ الناصية؟
_ آه يا معلم.
_ عندها عيال؟
_ آه الست جميلة فـ كلية التجارة، ومعندهاش غيرها.
_ طب روح إنتَ.
لبّى الشاب أمره ودخل إلى المحل حتّى يُكمِل عمله، بينما أردف “عامر” بنبرة عابثة وماكرة:
_ جميلة أما اسم على مُسمّى بصحيح.
_____________________ 
بينما في المنزل القابع أمام محله، تجلس على الفراش تنظُر أمامها بشرود، أخذت تشرد فذاك الّذِي تسبب في أسرِ فؤادها منذُ زمن، دخلت فتاةٌ أخرى وهي تنظر وتُتمتم بضيق:
_ راجل معندوش ريحة الدم.
فاقت الأخرى من شرودِها وأردفت باستغراب:
_ بتقولي حاجة يا ياقوت؟
أردفت “ياقوت” بضيقٍ شديد:
_ مفيش بس الحارة بتاعتكم دي فيها ناس مش كويسة خالص.
ضحكت الأخرى على تعابير وجه الأخرى الطفولية، فتحدثت بابتسامة:
_ ليه يا ست ده حتّى الحارة بتاعتنا كلها ناس جدعة.
_ إنتِ هتقولي لي، المهم أنا همشي بقى عشان ورايا بكره امتحان مهم جدًا، بداية الامتحانات بإذن الله.
_ طب مش هتتغدي معانا! دي حتّى توحة هتزعل منك.
_ آه أتعشى وتوحة تمسك فيا على بيات، وإسقطي يا ياقوت.. لأ يا حلوة أنا همشي وإبقي سلمي لي على توحة.
_ طيب يا ست زي ما تحبي.
ودَّعت صديقتها، وأغلقت الباب غافلة عن ذاك الّذِي ينظُر من خلف باب منزله، ويُتابعها بصمتٍ شديد..
_____________________ 
_ مساء الخير يا ست فتحيّة.
رفعت رأسها عن الطبق ناظرة لذاك الواقف أمامها بطولهِ الفارع، أردفت وهي تقف من موضعها:
_ معلم عامر يا مساء النور.. أخبارك إيه يا معلم، والحجة نوارة عاملة إيه؟
تنحنح بصوته الغليظ مردفًا بنبرة هادئة:
_ الحمد لله والحجة بخير لله الحمد، المهم الصراحة يا ست فتحيّة من غير لف ولا دوران أنا عايز أتجوز جميلة وطبعًا مش هلاقي أحسن منها تبقى مراتي وأم لعيالي فيما بعد إن شاء الله.
_ طبعًا إحنا مش هنلاقي أحسن منك يا معلم.. بس يعني هو الكلام هنا!
_ لأ ما أنا بإذن المولى هاجي أنا والحجة ونطلب إيديها، بس قولت أعرّفك قبليها، بإذن الله بكره بعد صلاة العشاء نكون عندكم.
_ تنوّر يا معلم.
_ تُشكري.. سلام.
أنهى حديثه ورحل من أمامها، بينما هي حملت الأواني بسرعة متّجهة إلى منزلها؛ لتخبر ابنتها بذلك الخبر السعيد بالنسبةِ لها.
_____________________ 
_ بت يا جميلة، إنتِ يا بت.
خرجت من عرفتها ملبيةً نداء والدتها، أردفت الأم وهي تضع قدمها على الطاولة الموضوعة أمام الأريكة الصغيرة:
_ عندي ليكِ خبر بمليون جنية.
نظرت لها جميلة باستغراب عاقدةً حاجبيها مردفًا بنبرة متعجبة:
_ مليون جنية مرة واحدة! ده إيه الخبر ده بقى إن شاء الله؟
_ المعلم عامر سلطان صاحب محل الجزارة اللي قدام البيت جاي هو وأمه بكره عشان يطلبوا إيديكِ.
نظرت لها “جميلة” بصدمة سريعًا ما توتّرت ولاحظت أُمها ذلك، فأردفت بنبرة متلجلجة:
_ ط..طب هو شافني إزاي؟ إحنا مبقاش لينا شهرين ناقلين هنا!
_ والله يا بنتي ما عارفة، بس إنتِ إيه رأيك؟
_ أ.. أنا مشفتوش، ب..بس يعني هو ليه عايز يتجوزني.
قالت حديثها بنبرة أكثر توتُّر، وتلجلج، فارتابت الأم بشدة، وأردفت قائلةً:
_ يمكن سأل عليكِ يعني.
_ طيب.
_ عايزاكِ بقى تتصلي بـالبت ياقوت، وخليها تيجي عشان تكون معاكِ، وأنا هقول لـخالتك تشوف بكر لو فاضي يجي يقف معانا.
عند هذا هذا الاسم وهبت من موضعها هاتفةً بتوتر:
_ لأ بكر لأ!
_ في إيه يا جميلة؟ لو مش عايزة الجوازة دي خلاص، الناس تيجي تاخد واجبها ونقولها نفكّر وبعدين نقول محصلش نصيب.
_ ل..لأ يا ماما مش قصدي كده، ب..بس يعني ب..بكر ممكن يكون مشغول وكده فإحنا موجودين مش مهم هو.
أردفت الأم بهدوء: بس يا حبيبتي لازم يكون معانا راجل.
_ خ..خلاص بقى يا ماما.. إنتِ بميت راجل برضو.
أومأت الأم بنفاذ صبر، فابنتها عنيدة عقلها كالحجرِ الصلب، غادرت “جميلة” الغرفة، (الجميلة والجزار بقلم حَـبيبة حاتِم) وذهبت إلى حجرتها لتتصل بصديقتها الوحيدة لإخبارها بما حدث..
_____________________ 
حلَّ ذلك اليوم الموعود، سعيدٌ على البعض، وتعيسٌ على البعض الآخر، يجلس “المعلم عامر” وبجواره والدته، وعلى المقعدِ المقابل تجلس “فتحيّة” بجوار شقيقتها أردفت “فتحيّة” بسعادةٍ غامرة:
_ والله إنتِ منورانا يا حجة نوارة.
مصمصت “نوارة” شفتيها وأردفت بنبرة باردة وهي تنظُر إلى حيطان المنزل الهالكة:
_ بنورك يا حبيبتي، أُمال فين العروسة؟ مش ناوية تورينا طلتها البهيّة.
_ آ..آه يا حجة، يا جميلة.. يا جميلة، معلش هدخل أجيبها تلاقيها مكسوفة.
أنهت حديثها ودخلت إلى غرفة ابنتها؛ (الجميلة والجزار بقلم حَـبيبة حاتِم) لتصطحبها إلى الخارج..
أردفت “سعاد” شقيقة فتحيّة ببهجة وهي تمنح “نوارة” العصير:
_ إتفضلي يا ست نوارة العصير.
أخذت “نوارة” العصير ومصمصت شفتيها بتهكُّم، وعادت للنظر إلى المنزل مرةً أخرى..
_ جميلة بنتي يا ست نوارة.
أردفت بها “فتحيّة” وهي تقف جار “جميلة” أمام “نوارة” سلَّمت عليها “نوارة” بضيق مردفةً بنبرة متهكّمة:
_ أهلا بيكِ يا حبيبتي.
_ لأ مش دي!
صاح بها “عامر” وهو يقف جار أمه وينظُر إلى “جميلة” بقوة، ابتلعت “جميلة” ريقها بخوف من ذاك الطويل، أردفت “فتحيّة” بقلق:
_ في إيه يا معلم عامر؟! حصل إيه بس؟!
_ دي مش اللي شوفتها، مش دي اللي عايز أتجوزها!
يتبع…..
لقراءة الفصل الثاني : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أحببت طفلتي للكاتبة مروة جلال

اترك رد