Uncategorized

رواية الجميلة والجزار الفصل الرابع 4 بقلم حبيبة حاتم

 رواية الجميلة والجزار الفصل الرابع 4 بقلم حبيبة حاتم

رواية الجميلة والجزار الفصل الرابع 4 بقلم حبيبة حاتم

رواية الجميلة والجزار الفصل الرابع 4 بقلم حبيبة حاتم

_ إســـلام.
صرخت بها “ياقوت” وهي تستيقظ  من غفلتها القصيرة، اقتربت منها “جميلة” محتضنة إيَّاها مردفةً بصوتٍ أبح:
_ إهدي يا ياقوت.. إهدي يا حبيبتي إسلام بخير والله.
_ إ..إسلام يا جميلة.. إسلام خلاص..
قاطعتها “فتحيّة” وهي تُربّت على كَتِفها مردفةً بنبرة حانية:
_ إهدي يا حبيبتي هو بخير، بس لازم تكوني قويّة هو محتاجك أوي الفترة دي.
بكت بحزنٍ شديد على ما حدث لـ “إسلام” ربَّتت “جميلة” على ظهرها مردفةً بنبرة حانية:
_ إسلام قرّب يفوق لازم تكوني قوية عشانه، لو شافك بالحالة دي هيتعب أكتر.. إنتِ قويّة يا ياقوت هتقدري تتخطّي ده.
أخذت الدموعَ تسقُط من عينِ “ياقوت” وتعالت شهقاتها، احتضنتها “جميلة” بينما بكَت “فتحيّة” حزنًا على حالِها أردفت “جميلة” بدموع:
_ خلاص بقى يا ياقوت بالله عليكِ خلاص.
لم تستمع إليها فكانت في عالم آخر تُفكّر ماذا سيحدث عندما يعلم إسلام بما حدث لهُ، سينهار، (الجميلة والجزار بقلم حَـبيبة حاتِم) وقد يصل بهِ الأمر إلى الانتحار؛ بسبب شعوره بالعجز وأنَّهُ أصبح حِملًا ثقيلًا على مَنْ حوله، قطع شرودها دقّات الباب الّتِي عقبها دخول “سليم” الّذِي ذهب نحو ابنته سريعًا محتضنًا إيَّاها بقوة مردفًا بصوتٍ أبح من كثرة البُكاء:
_ خلاص يا ياقوت كفاية بالله عليكِ أنا مستحمل بالعافية، إحمدي ربنا يا بنتي إن ربنا نجاه لينا.
تمتمت بالحمد، فتحدّث هو ثانيةً بنبرة قويّة:
_ دلوقتي هنروح لإسلام، الدكتور قال إنه قرّب يفوق، لازم تبقي قوية عشان إحنا الداعم الوحيد ليه فاهمة.
أومأت هي رغم عبراتِها الّتِي تسقُط بغزارة، أبعدها عنه معاونًا إيَّاها على الوقوف ليخرجا من الغُرفة، خرجتا خلفهما “جميلة” و”فتحيّة” وذهبوا جميعًا إلى غرفة “إسلام”
بعد وقتٍ عصيبٍ مرَّ على الجميع ينتظرون فيه إفاقة ذلك الغائب عن الوعي، أفاق إسلام فاتحًا عينه..أغلقها ثانيةً بسبب شدة الضوء؛ أعاد فتحها من جديد بعدما اعتاد على الإضاءة، تأوه بألم وهو يُحاول تعديل جلسته، اقترب منهُ والده سريعًا معاونًا إيَّاه، تحدّث الأب بنبرة حانية:
_ بالراحة يا إسلام.. على مِهلك بس.
تحدّث هو بتعب وصوتٍ يملأه الألم:
_  بابا رجلي بتوجعني أوي.. بتوجعني بشكل فظيع.
أنهى حديثه وهو يتأوه بصوتٍ عالٍ، فتحدّث “عامر” وهو يسير إلى الخارج:
_ أنا هروح أنادى الدكتور.
أخذت “ياقوت” تبكي بصوتٍ عالٍ وازدادت شهقاتِها، فتحدّث “إسلام” رغم آلامِه:
_ أ.. أنا بخير متقلقيش.. ده وجع خفيف.
لم تتوقّف شهقاتها، ولم تتوقّف دموع أبيها الّتِي أخذت طريقها فـ السقوطِ بشدة، ازداد الألم على “إسلام” فتأوه بقوةٍ شديدة، ورغمًا عنه تحرّك فازداد الألم أضعافًا، كأنَّ قدمه موضوعه في قدرٍ يملأه اللهب، دخل الطبيب إلى الغرفة، اقترب من “إسلام” مردفًا بعمليّه:
_ حاسس بإيه يا إسلام؟ إوصف لي اللي حاسس بيه بالظبط.
_ و..وجع، وجع شديد أوي فـ رجلي نار فـ رجلي كُل أما أحاول أتحرك الوجع يزيد أوي.
_ طيب أنا هشوف الجرح يمكن نزف وإلا حاجة.
_ ج..جرح إيه يا دكتور؟ هو حصل لي إيه بالظبط؟!
قالها بصوتٍ مُتعب، وقطرات العرق تسقُط على جبينه بشدة، والتمعت العبرات داخل عينيه من شدةِ الألم، نظر الطبيب إلى “سليم” بمعنى ألم تخبره؟! فبكي “سليم” بشدة لا يعلم كيف يُخبره بذلك، أُيخبر ابنه أنَّه بات عاجزًا باقي حياتِه!
تعجّب هو من بُكاء أبيه، فتحدّث بقلق ثانيةً وهو ينظُر إلى الطبيب:
_ أنا حصل لي إيه يا دكتور؟
تحدّث الطبيب بنبرة مشفقة فما حدث لذلك الشاب الّذِي يبدأ مسيرته ليس بالشيءِ الهيّن:
_  بص يا إسلام إنتَ مؤمن بالله، ربنا عُمره ما بيجيب حاجة وحشة، وأي شيء سيء بيحصل ليك ربنا بيعوضك بالأحسن منه.
_ في إيه يا دكتور إخلص، أنا حصل لي إيه؟!
قالها بغضبٍ شديد، وما زال الألم يزداد، تحدّث الطبيب بشفقة:
_ للأسف يا إسلام إحنا اضطرينا نبتر رجليك الاتنين.
كدلوٍ ممتلئ بالماءِ المُثلج أُلقى فوق جسدك وأنتَ نائم هكذا هو حاله، أي بتر؟! هل جُنَّ هذا الطبيب حتّى يتحدث هذا الكلام؟! أردف بصوتٍ مُرتعش ومصدوم:
_ إ..إنتَ بتقول إيه؟! إنتَ بتكدب صح.
نكّس الطبيب رأسه للأسفل، وتعالت شهقات “ياقوت” وبكت صديقتها أيضًا حُزنًا على ما حدث لهذا الشاب، اعتدل “إسلام” في جلسته غير عابئ بالألم الّذِي فَتَكَ بجسدهِ، أبعد الغطاء عنهُ بغضب وصُدِم حينما وجد قدمه مبتورة، صدمة شلّت لسانه جعلته غير قادِر على الحديث تحدّث “إسلام” بغضب وبُكاء:
_ رجلي فين؟! أنا هشتكيك وأخليك تترمي 
فـ الحبس زي الكلاب! إ..إنتَ قطعت رجلي!
اقترب منه “سليم” محاولًا تهدئته، فأبعد يده بغضب مردفًا:
_ إبعد عني أنــا بـكـرهـكم كلكم.. أنـا هقتلك اتسببت في عجزي مدى الحياة هقتلك.
من شدة حركتهِ وقع على الأرض فتدفّقت الدماء من قدمهِ، وأخذ يصرخ من شدةِ الألم، اقترب منهُ أبيه كي يساعده فتحدّق بصراخ:
_ إبــعــد عــنــي أنـا مـش عـاجـز! 
تحدّث ثانيةً وهو يُحاول الوقوف بغضب وعدم وعي:
_ أنـا هـقـدر أمـشـي، مـش عـايـز مُسـاعدة من حد.. أنـا هـقـدر أمشي.
كمحاولتك لإحياء أحدهم بعد زُهقان روحه هكذا هو حال “إسلام” تمامًا حاول الوقوف؛ وقع ثانيةً وازداد تدفُّق الدماء، وازداد صراخه أيضًا، اقترب الطبيب سريعًا؛ ولكن كُلما يقترب أحدٌ ما يُبعده هو بقوة، صرخ الطبيب بالواقفين بقوة كي يساعدوه في محاولةِ السيطرة عليهِ صرخ بالممرضة الّتِي دخلت حينما استمعت إلى صراخ “إسلام” وأمرها أن تُحْضِر إبرة مهدئ، فأذعنت لأمرهِ، وذهبت لإحضارها..
منح الطبيب “إسلام” الإبرة فارتخت عضلاته، وهدأ صراخه، وأغلق عينه سامحًا لعقله بالاسترخاء بعيدًا عن واقعهِ القاسي.. (الجميلة والجزار بقلم حَـبيبة حاتِم) حملهُ الثلاث رجال واضعين إيَّاه على الفراش، نظر الطبيب إلى قدم “إسلام” فتحدّث بصدمة وغضب:
_  الجرح فتح تاني والنزيف زاد، الغبي هيتسبب في موته بتصرُّفه ده!
_______________________
_ يا فندم إنتَ عارف إني ببذل قصارى جهدي
فـ القضية دي!
تحدّث القابع أمامه بغضب شديد:
_ قصارى جهدك! وهو ده مجهود إنتَ عارف كام حملة مخدّرات نزلت البلد وإنتَ ما زلت فـ القضية دي.
أردف “بكر” بضيقٍ شديد:
_ يا فندم ما أنا برضو أنقذت أكتر من عشرين بنت كانوا هيتبعتوا على أمريكا! حضرتك عارف إن القضية دي صعبة وإني ببذل قصارى جهدي فيها، وإن في ناس كبيرة مشتركة فـ الحملات دي.. أنا كل همي إني أكشف الناس دي.
وقف ذلك الشائب وتحدّث بحنق:
_ إنتَ متخيّل يعني إيه قضية تُقعد سنة! ده عار علينا يا حضرة الظابط!
_ يا فندم أنا ببذل قصارى جهدي وإنتَ عارف إن القضية دي كبيرة!
قالها “بكر” بضيقٍ شديد، وكان هذا واضحًا لِمَنْ يُحادثه، فتحدّث الرجُل ثانيةً وهو ينظُر له بجديّة وقوة:
_ مش مشكلتي، صعبة سيبها وأي ظابط تاني يمسك القضية دي، بص يا بكر قُدّامك شهر، شهر واحد بس وتوصل للناس الكبيرة المتورطة فـ القضية دي الشهر مر هتسلِّم القضية لـ ظابط تاني.
_ يا فندم أ..
قاطعه الرجل قائلًا بنبرة قوية آمرة:
_ على مكتبك يا حضرة الظابط.
_ تمام يا فندم.
قالها “بكر” وهو يؤدي التحيّة العسكرية ثم خرج من الغُرفة ونار الغضب تشتعل بقلبهِ، بذل قصارى جهده ليصل إلى تِلكَ المكانة، أن يُردُّد الجميع اسمه بتعجُّب من قدرته على حل كافة القضايا، وها هي قضية تمكّن من حِلِّ أصعب منها تُعرقِل طريق نجاحه، فتح باب غرفته بقوة، (الجميلة والجزار بقلم حَـبيبة حاتِم) ألقى بجسده على المقعد، أخذ يضغط بأصابعه على المكتب يُفكِّر.. ويفكِّر في طريقة لحلِ تِلكَ القضية.. قطع استرسال تفكيره دقّ الباب الّذِي عقبه دخول العسكري مردفًا بنبرة عمليّة:
_ سامح باشا عايز حضرتك يا فندم.
_ خليه يدخل.
أذعن العسكري لأمره، وسمح للضابط الآخر بالدخول، تحدّث الشاب وهو ينظُر إلى “بكر” الّذِي يظهر على وجهه علامات الغضب وقلة الحيلة:
_ إيه يا ابني مالك شايل طاجن ستّك ليه؟!
_ سامح هي مش ناقصة هزار، لو جاي تهزر يبقى إمشي أحسن!
تحدّث المدعو “سامح” بتعجُّب:
_ إيه يا عم مالك في إيه؟!
جذب “بكر” خصلاته البنية بغضب يرغب في اقتلاعها الآن متحدّثًا بنبرة شديدة الحنق والضيق:
_ أم القضية دي هتتسبب في ضياع كُل اللي بنيته! وسيادة اللوا مديني مُهلة شهر وأجيب له الرأس الكبيرة المشتركة فيها.
_ طب إهدى بس إنتَ وصلت لحد فين؟
_ عرفت الشُحنة بتيجي منين وطريق السير بتاعها إزاي، وطرق خطف البنات بتتم إزاي وإزاي بيرحلوهم على دول تانية.
تحدّث “سامح” بتشجيع وجديّة:
_ طب كده حلو أوي، قولي الشُحن بتيجي إزاي وإشرح لي كُل حاجة بالتفصيل.
أمسك الورقة الموضوعة على المكتب وأخذ يخطط عليها وهو يتحدّث قائلًا بعمليّة:
_ الشُحن بتيجي من ألمانيا، وبيتم توزيعها على أكتر من دولة من ضمنهم مصر، الشحن بتيجي بحري، وبتكون مخفية داخل أجهزة كهربائية ومختفية جدًّا يعني الجن الأزرق ميقدرش يعرف مختفية فـ أنهي جهاز، وليهم طريقة تانية بتكون بري عربيات رحلات أطفال..
أكمل حديثه بجدية شديدة وهو ينظُر إلى “سامح” الّذِي اعترى التعجُّب أسارير وجهه:
_ البنات ليهم أكتر من طريقة لاحظت تركيزهم على اللي فـ سن العشرينات والقاصرات.. طرق خطفهم مختلفة والمحافظات كذلك، يعني مرة من الوجه القبلي، ومرة من الوجه البحري ومرة من الصعيد وهكذا إنتَ متقدرش تحدد أنهي محافظة هيتم منها الخطف، عرفت إن كل البنات بتترحل على أسبانيا وبيتم توزيعهم بقى.
صُعِقَ “سامح” من حديثه، وتحدّث بتعجُّب وقد ارتفعا حاجباه عن موضعهما:
_ يعني إنتَ عارف ده كله وبتسأل القضية مش بتتحل إزاي؟ إنتَ غبي يا ابني؟ معاك كل المعلومات دي ومش عارف تحل القضية!
_ يا ابني إفهم، إحنا مش أهم شيء توقيف الحملات أو خطف البنات، لأ أهم حاجة نعرف مين اللي بيدير الشبكة دي من مصر.
أردف “سامح” بسخرية شديدة:
_ طب ما حماك هو اللي مسؤول عن الحملات دي!
_ الغباء عندك وراثة صح! أكيد في إيد كبيرة مشتركة فـ الحملات دي وحمايا مش بيقول لي كل حاجة.
تحدّث ثانيةً بعملية وهو يُفكر:
_ إحنا كده هنحتاج مساعدة الإنتربول، بجانب أجهزة تجسس عشان تحطّها فـ ﺍلڤيلا بتاعة حماك.
_ يعني أكيد الحل ده جه فـ دماغي بس عرفت إن كل أسبوع البيت كله بيتقلب عشان يشوفوا لو في أجهزة تجسس أو أي كاميرات فـ البيت.
_ ما إنتَ هتروح كل أسبوع.
_ وده ليه إن شاء الله أكيد هيشكوا فيا يا ذكي!
أخذ “سامح” يُفكِّر في حلٍّ لـ تِلكَ المعضلة، صرخ بفرحة حينما أتت إلى عقله تِلكَ الفكرة فتحدّث بجدية وارتسمت ابتسامة سعيدة على وجههِ:
_ بص يا سيدي، إنتَ تودي مراتك هناك بحجة مثلًا إنك مش هتقدر تقعد معاها الأسابيع الجاية بما إنّك مطحون فـ الشغل.
_ فكرة غبية أوي.
قالها “بكر” بازدراء، فتضايق “سامح” بشدة مردفًا وهو يسخر منهُ ويضع قدمهِ على الطاولة الموضوعة أمام المقعد:
_ طب فكّر إنتَ يا أبو العُرِّيف، وأديني قاعد مستني.
لم يهتم بحديثِه وأخذ يُفكِّر حتّى أردف بفرحة بعدما أقبلت على عقلهِ فكرة ستجعله يحصل على ما يريد:
_ لقيتها.
قال الآخر بلهفة:
_ إيه قول.
نظر أمامهُ بخبث مردفًا بنبرة عابثة:
_ هقولك…
_______________________
تُلملم الثياب لتقوم بكيّها، فتحت الجزء المخصص لثياب زوجها وأخذت تحمل الثياب الّتِي لم تُكوَ بعد، بينما وهي تجمع الثياب وقع ذلك الشريط الصغير على الأرض، هبطت محضرةً إيَّاه، أخذ تبحث عن الاسم؛ لتتمكّن من معرفة لماذا يُستخدم، وصُدِمَت حينما رأت الاسم المدوّن، نعم فهي طبيبة صيدلانية، حبوب لمنع الحمل! أيكرهها لهذه الدرجة حتّى يضع لها حبوبًا تمنعها من إنجاب نطفة صغيرة على هذه الحياة! يحرمها من أبسط حقوقها، جلست على الفراش، ويتعالى صوت شهقاتِها، أخذت تبكي بشدة، لِمَ يفعل معها كل هذا؟! هي من أحبّتهُ وحاربت الجميع لأجله وفي النهاية يحرمها من أقلِ حقوقها!
أخذت تبكي لوقتٍ كثير؛ حسمت أمرها أن تعرف لماذا فعل هذا، وقفت من موضعها وأخذت تبحث في خزانته، ووجدت مبتغاها.. (الجميلة والجزار بقلم حَـبيبة حاتِم) وهو صورة تِلكَ الفتاة الّتِي كانت تشعُر دائمًا بالحقد عليها؛ فقد كان زوجها يُغدقها دائمًا بالحديثِ المعسول، بينما هي لا، حتّى أنهت كانت تشعُر أنه يشمئز منها!
_ شروق.
استمعت إليها من فاهِ زوجها الّذِي حضر الآن من عملهِ، خرجت من الغرفة بعد اعادتها كُلَّ شيءٍ موضعهِ ومحت دموعها الساقطة على خدها، تحدّث بابتسامة باهتة وهي تقف أمام الغرفة:
_ إيه يا حبيبي جيت بدري يعني؟!
اقترب منها “بكر” مردفًا بعبث:
_ إيه مش عاوزاني أجي وإلا إيه؟!
نظرت داخل عيناه بعمق تود العبور إلى عقلهِ لتعرف ما يدور داخله، فتحدّث بابتسامة:
_ لأ طبعًا يا حبيبي ده أنا فرحانة أوي أوي، بس مستغربة إنتَ معظم الوقت بتيجي وأنا نايمة؟
تحدّث بابتسامة مخفيًا خلفها توتره:
_ أصل النهاردة مكنش في شغل أوي، شوية ملفات خلصتها وجيت.
أومأت بتفهم، فتحدّث بابتسامة وهو يضع يده على كَتِفها:
_ أنا بقى النهاردة هخرّجك خروجة جنان.
_ بس أنا كُنت عايزة أروج عند بابا.
_ النهاردة يا شروق!
قالها معترضًا على حديثها، فأردفت باستعطاف:
_ عشان خاطري يا حبيبي النهاردة بس، أنا بقى لي أكتر من شهر مشوفتوش!
_ خلاص يا شروق إدخلي إلبسي وأنا هدخل آخد دُش على السريع ونمشي.
ازدادت ابتسامتها، وأومأت بطاعة، ودخلت لتُخرج لهُ ثياب، فتحت الخزانة، ونظرت إلى السُترة الموضوع بها الدواء، وتحدّث باصرار:
_ هندمك يا بكر! هخليك تندم على كل دمعة بَكِيتها، وهحرق قلبك زي ما حرقت قلبي أيام.
______________________
تُهرول بين طرقات المستشفى باحثةً عن تِلكَ الغرفة القابع بها أسير فؤادها.. رأت شخصًا تعرفهُ جيّدًا، اقتربت منهُ بسرعة وأردفت بصوتٍ باكٍ وقَلِق:
_ إ..إسلام، إسلام يا عمو حصل له إيه؟!
_ إهدي يا رتق إهدي يا بنتي، ينفع كده يا حسين إيه اللي قالك تقول لها يا ابني.
قالها بعتاب وهو ينظُر للشاب الواقف جار الفتاة، تحدّثت الفتاة بلوم وغضب والدموع تسقُط من عينِها بغزارة:
_ يعني عاوزه يخبي عليه إن جوزي عمل حادثة!
يتبع…..
لقراءة الفصل الخامس : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أحببت طفلتي للكاتبة مروة جلال

اترك رد