Uncategorized

رواية الجميلة والجزار الفصل الخامس 5 بقلم حبيبة حاتم

 رواية الجميلة والجزار الفصل الخامس 5 بقلم حبيبة حاتم

رواية الجميلة والجزار الفصل الخامس 5 بقلم حبيبة حاتم

رواية الجميلة والجزار الفصل الخامس 5 بقلم حبيبة حاتم

القلق يعتري فؤاد الجالسين، مرَّ النهار وحلَّ الليل حتّى وصل إلى منتصفهِ وما زال ذلك الغائب عن الوعي لم يفقْ بعد، أخذت تسير في الطرقة ذهابًا وإيابًا، بينما الجميع ينظُر لها بشفقة، اقترب منها “سليم” مربِّتا على كَتِفها مردفًا بحنان:
_ تعالي يا رتق يا حبيبتي إقعدي.
_ لأ يا عمو أنا كده كويسة.
قالتها بصوتٍ أبح يعتريه الحُزن على حبيبِها، تنهد “سليم” باشفاق ووقف أمام غرفة ابنه..
بينما هي تحتضن صديقتها وتبكي بشدة؛ فما حدث لها ليس بالشيءٍ الهيّن، بات شقيقها عاجزًا عن السير مدى حياتِه، تدمّر مستقبله، ومن المؤكّد أن حالتهُ النفسية ستُدمّر أيضًا..
أخذت “جميلة” تُربِّت على ظهرها بحنان، وتنظر إلى “عامر” بغيظ أيضًا، بادلها هو نفس النظرات؛ ولكن كانت نظراته أكثر غيظًا، لو كان الوضع يسمح لهُ لـقام بتهشيم رأسها الآن على ما فعلته بوالدته الغالية.. قاطع نظراته رنين هاتفه الّذِي أخذ يصدح بقوة، وجد أن والدته الحبيبة هي من تتصل أجاب بصوته الهادئ قائلًا:
_ ألو السلام عليكم.
أجاب الطرف الآخر بنبرة مذعورة:
_ أيوه يا عامر إلحقني يا ابني خالتك مش بترد عليا وقاطعة النفس.
_ إيه! طب خلي الواد سيد يتصل بعربية الإسعاف وأنا جاي في الطريق.
قالها وهو يهب من موضعهِ بذُعر وقلق، (الجميلة والجزار بقلم حَـبيبة حاتِم) أغلق مع والدته وسار نحو “سليم” الّذِي تعرّف عليهِ من قبل، أردف بنبرة مضطربة:
_ أنا مضطر أمشي يا حج سليم عشان حصلت مشكلة في البيت، بإذن الله ربنا يطمّنك على الأستاذ إسلام.
_ اتفضّل يا معلم عامر وشكرًا أوي على مساعدتك.
_ الشكر لله عن إذنك.
سار ناحية “فتحيّة” وأردف بنبرة هادئة:
_ هتمشي يا ست فتحية آخدكم في طريقي؟
_ لأ إحنا هنفضل مع ياقوت.
_ لأ يا جميلة إمشي إنتِ عشان كُليتك، أنا تعّبتك معايا أوي.
قالتها “ياقوت” وهي تخرج من حضن صديقتها، أتت هي أن تتحدث، ولكن تحدّثت “ياقوت” ثانيةً بنبرة أكثر تصميمًا:
_ لازم تمشي عشان كُليّتك، وأنا بخير الحمد لله، وإسلام هيبقى كويس.
نظرت “جميلة” إلى والدتها بقلة حيلة، ونظرات تحثّها على التحدُّث؛ ولكن أصرّت صديقتها على أن ترحل، فهبت من موضعها، وسارت مع والدتها للعودة إلى منزلهم.
______________________
_ مش ناوية بقى تجيبي لينا بيبي صغنون شبهك كده يا شروق.
شحب وجهها، واجتمعت الدموع داخل عينها الزرقاء، نكزتها شقيقتها متحدّثةً بنبرة عابثة بعدما لم تتلقَّ منها أي رد:
_ اللي واخد عقلك قاعد مع بابا في المكتب.
ظهرت ابتسامة ساخرة على وجهها وتحدّثت بنبرة جاهدت اخراجها طبيعية:
_ عارفة يا حلوة، وبعدين إنتِ أصلًا إيه اللي جابك مش المفروض تكوني في باريس مع طاهر!
ذمّت الأخرى فمها متمتمةً بضيق:
_ رفض ياخدني معاه، قال إيه مش رايح رحلة ده رايح يسلّم صفقة!
أومأت هي بتفهم مردفةً بنبرة جادة:
_ عنده حق يا ملك هو مش رايح رحلة فعلًا، وبعدين الصفقات دي مهمة جدًا مش لعب عيال.
_ أموت وأعرف إيه الصفقات دي! يعني أكيد بيسلم شويّة أدوية صح؟!
توتّرت “شروق” وهي ترى نظرات شقيقتها العميقة الموجّهة لها، نظرت إلى والدتها الّتِي تحدّثت بهدوء تُخفي خلفه توترها:
_ آه طبعًا أدوية إنتِ عارفة إن جوزك عنده شركة أدوية مشهورة.
_ طب ما شروق أهي لا بتروح المصنع ولا الشركة ولا حتّى بتسافر مع إنها شريكة معاه في الشركة دي! أنا خايفة يكون بيخوني يا مامي!
قالتها بحزن وضيق فتحدّثت الأم باستغراب وقد انعقدا حاجبيها بشدة:
_ ليه بتقولي كده؟! جوزك بيحبك جدًا يا حبيبتي وإستحالة يخونك ولا يفكر في ست غيرك.
نظرت إليها بقلة حيلة مردفةً بنبرة يملأها العجز والضيق:
_ ما هو يا مامي رافض إننا نخلّف مع إن مر على جوزانا أكتر من سنتين، وبيسافر كتير حتّى لو مش صفقات، بِعِد عني أوي وبيخرج كتير جدًا.
شردت “شروق” مفكرةً في حديث شقيقتها؛ زوجها يفعل الأمور ذاتها، يُسافر إلى محافظاتٍ أخرى، يذهب إلى والدته كثيرًا معها أو بدونها، (الجميلة والجزار بقلم حَـبيبة حاتِم) وما زاد شكّها هو الدواء الّذِي وجدته، كُلِّ الظروف تُشير أن زوجها لم يكُن يرغب في الزواجِ إذا لم تزوجها من البداية، رأسها يؤلمها من كثرةِ التفكير؛ عزمت أمرها أن تفعل ما فكرت بهِ، ليتألم الجميع مثلما تتألم هيَّ، ويُكسر فؤاده مثلما كُسِرَ فؤادها..
قاطع شرودها صوت والدها الغاضب الصادر من داخل غرفة مكتبهِ، تحدّثت وهي تُسرع إلى الغُرفة:
_ أنا هدخل أشوف في إيه.
لم تنتظر أي إجابة ودخلت الغرفة سريعًا، عمَّ الصمت المكان بعد دخولها، تحدّث والدها بغضب شديدة:
_ تعالي يا هانم شوفي جوزك، عايزني أخليه يجي يستلم معانا الصفقة الجاية، شكله اتجنن!
جلست أمام زوجها بهدوء واضعةً قدام فوق الأخرى، وتحدّثت بنبرة باردة:
_ ليه يا بكر عايز تيجي معانا؟! نصيبك بيوصل لك لحد عندك إيه الفايدة لما تيجي معانا؟
زاغت نظراته في جميع أنحاء الغرفة بينما هي تنظُر لهُ بعمقٍ شديد، تأفأف هو بضيق متحدّثًا بنبرة حاول جعلها قويّة:
_ أنا بقيت جزء من العيلة يا شروق.. وليا الحق إني أجي أستلم معاكوا الصفقات وأعرف مين اللي بيدخل معانا.
تحدّث الأب ثانيةً بغضب وهو يضرب المكتب بيدهِ:
_ إنتِ عايز تجنني! عندك ملك أهي مش بتشترك في أي صفقة ولا تعرف شغلنا، مفيش حد يعرف غير أنا وشروق وعادل.. وبعدين إنتَ مش لازم تعرف كل حاجة الصراحة الناس اللي معانا متعرفش أصلًا إنك بتشترك في الصفقات دي؛ لإن لما بندخل الصفقة بنكون أنا وشروق بس.
_ بكر مفيش داعي لاشتراكك في تسليم الصفقات أنا موجودة مكانك وده آمن ليك ولينا.
قالتها شروق بنبرة باردة وهي تهب من موضعها، أومأ بكر مدّعيًا قلة الحيلة وذعم على تنفيذ خطته الثانية الّذِي ستُسبب له الكثير من المتاعب..
بعد وقتٍ كان الجميع يجلسون في الصالة، تحدّث “بكر” بابتسامة هادئة وهو يهب من موضعهِ:
_ مش يلا بينا بقى يا حبيبتي.
“حبيبتي” أول مرة تسمع فمه وهو يلفظ تِلكَ الكلمة الّتِي كانت تتمناها بلوعة شديدة، (الجميلة والجزار بقلم حَـبيبة حاتِم) كم أنتَ مغفل يا آدم الآن حبيبتك، منذُ متّى وكُل هذا الحُب لي؟! سحقًا لقلبٍ نبض لأجلك..
تحدّثت هي بابتسامة باردة وهي تنظُر إلى والدها:
_ أكيد بس هقول لـ بابا حاجة الأول. 
_ تعالي يا حبيبتي.
قالها الأب وهو يمسك يدها ساحبًا إيَّاها خلفه بحنان، دخل إلى غرفة المكتب مغلقًا الباب خلفه بينما هي نظرت لهُ بدموعٍ تتلألأ داخل عينيها الزرقاء، تحدّث الأب بقلق:
_ مالك يا شروق فيكِ إيه يا قلبي.
حاولت ألا تبكي فهي الآن بحاجة إلى والدها بشدة، تحتاج أن تُلقي بجسدها داخل أحضانه وتبكي بحرقة عما حدثَ معها، ازدردت ريقها محاولةً ألا تضعف وتحدّثت بابتسامة:
_ مفيش يا حبيبي أنا بس كُنت عايز أعرف بلاك مش ناوي ينزل.
تعجّب الأب من حديثها، المرة الأولى أن تسأل عن “بلاك” ماذا حدث حتّى تسأل عليهِ.. تحدّث الأب باستغراب:
_ إنتِ عارفة إن بلاك مش بينزل غير في مهمات التصفية، بتسألي عليه ليه؟!
تاهت بنظراتِها بعيدًا عنه متحدّثةً بنبرة باردة أخفت خلفها توترها:
_ مفيش بس كُنت عايزاه فـ شغل.
_ شغل! وبلاك! إيه ناويه تتخلصي من حد.
تحدّثت بابتسامة ثقة وقد عادت بنظراتِها إليه ثانيةً:
_ مش بالظبط ناس مش حبَّاهم عايزين قرصة وِدن خفيفة كده.
وضع الأب قدمًا فوق الأخرى متحدّثًا بنبرة هادئة وقويّة:
_ قولي لي مين وأنا هتصرف معاهم، هخليهم يندموا إنهم عايشين.
_ لأ أنا عايزة بلاك، بلاك هو اللي هيقدر يعمل اللي أنا عايزاه.
أوشك والدها أن يعترض ولكنها تحدّثت بترجّي:
_ أرجوك يا بابا إنتَ دايمًا واثق في شروق، سيبني أنفذ اللي دماغي.
_ زي ما إنتِ عايزة، اتصلي بـ مايكل هو اللي يقدر يوصّلك لـ بلاك، وقولي الشفرة اللي في الورقة دي.
منحها الورقة، فأومأت بابتسامة، وخرجت من الغرفة، سارت مع زوجها مغادرين ذلك القصر الجميل، والمظلم في الآنِ ذاته. 
بعد وقتٍ ليس بالكثير وصلا إلى منزلهما الهادئ، دخلت شقّتها وأخبرت زوجها أنها ستذهب لإبدال ثيابها، أومأ “بكر” وابتسامة عابثة مرسومة على ثغرهِ..
وضعت الورقة بين ثيابها الموضوعة في الخزانة وأخفتها بشكلٍ جيد، أبدلت ثيابها إلى بيچامة باللونِ الأزرق المشابه للونِ عينها، وأطلقت شعرها حُرًا مسندلًا على ظهرها مثلما تتمنى هي أن تُصبح حرة هكذا، خرجت من الغرفة بعد وقتٍ، ووجدت ما أدهشها..
الاضاءة الهادئة، الشموعُ تملأ المنزل، وطاولة مُزيّنة موضوع عليها طعامٌ شهي وقالِب حلوى وشموعٌ أيضًا، بالإضافة إلى زوجها الواقف أمام الطاولة ينظُر لها بابتسامته الّتِي ما زالت واقعة في عشقها، اقتربت منهُ بخطواتٍ هادئة ووقفت أمامه ناظرة للطاولة بصدمة وتعجُّب، تحدّث “بكر” بابتسامة وهو ينظُر لها بعشق:
_ كل سنة وإنتِ طيبة يا حبيبتي.
نظرت لهُ بصدمة سريعًا ما تذكّرت أن اليوم عيد مولدها، ابتسمت له بعشق ما زال يملأ فؤادها رغم ما اكتشفته عنه، تحدّثت بابتسامة عاشقة ودموع تهدد بالسقوط:
_ أ.. أنا مكُنتش متخيّلة إنك تفتكر عيد ميلادي!
_ أنا أقدر يا حبيبتي، أنا أنسى الدُنيا كلها ولا أنسى عيد ميلادك.
ابتسمت لهُ بعشقٍ شديد، بينما تحدّث بكر بابتسامة:
_ يلا يا حبيبتي طفي الشمع وإتمنّي أمنية.
أومأت بسعادة، وفعلت ما طُلِبَ منها، أمسك السكِّين معطيها إيَّاها مردفًا بحُب:
_ يلا يا روحي قطّعي التورتة.
أخذت السكِّين وقطّعت الكعكة، وأمسكت شوكة، وأوشكت على إطعامهِ في فمهِ؛ امتنع “بكر” قائلًا:
_ إنتِ عارفة يا حبيبتي إني مليش في الشوكولاتة، أنا جايبها لأجل عيونك إنتِ.
وحمل الشوكة بدلًا منها، وشرع في إطعامها..
بعد وقتٍ كانت تجلس أمامه تنظُر لهُ بحب يبادلها هو النظرات ذاتها، تحدّثت بعشق وتعجُّب:
_ أنا مكنتش متخيلة إن ده يحصل، عارف من كُتر ما كُنّا بنتخانق معظم الوقت كُنت مفكّرة إنك مش بتحبني، وإن جوازنا ده سبب لقربك من بابا.. مع إني بحبك جدًا، من أول يوم اتكلمت معاك فيه وأنا بحبك.
ضغط على أسنانه بغضب من نفسه، وتحدّث بحب وهو يضغط على يدها:
_ مين قال إني مش بحبك أنا بموت فيكِ يا شروق، أنا بس الفترة دي كُنت مشغول أوي ضغط في الشُغل، فمكُنتش عارف أنا بعمل إيه أو بتعامل إزاي، حقك عليا يا قلبي وأوعدك إن ده عمره ما يتكرر تاني.
ابتسمت بحب شديد، فأردف بابتسامة عابثة:
_ إيه مش ناوية تشربي العصير ده أنا عامله بنفسي.
ابتسمت بعشق وأومأت برأسها وانتشلت كوب العصير متناولة إيه بتلذُّذ.. بينما هو تِلكَ الابتسامة الخفيفة لم تُمحَ من على فمهِ، أنهت ارتشاف الكوب واستمعت إلى رنين الهاتف فتحدّث هو بحب وهو يُكمل كوب العصير الخاص بهِ:
_ ده أكيد عمي عايز يهنيكِ بعيد ميلادك قومي ردي وتعالي عشان لسه باقي المفاجأة.
أومأت بسعادة، وهرولت إلى غرفتها، وقد تشوّقت بشدة لمعرفة ما هو الجزء الباقي من المفاجأة..
أنهت حديثها مع والدها وخرجت من الغرفة بهدوء 
وما زالت الابتسامة السعيدة مرسومة على فمها، تباطأت خطواتها، وأصبحت الرؤية تتلاشى أمامها تتلاشى الأنوار رويدًا رويدًا حتّى حلَّ اللون الأسود في كُلِّ مكان ووقعت على االأرض سابحةً في تِلكَ البؤرة السوداء صارخةً باسم زوجها قبل وقوعها..
حينما استمع إلى اسمها هرول إليها سريعًا، اتّكأ على ركبتيه جاثيًا بجوارها، حمل جسدها واضعًا إيَّاها داخل حضنهِ وأخذ يضربها على خدها برفق مردفًا بنبرة خائفة:
_ شروق ردي عليا شروق..
الصمت كان إجابته، فابتسم بسعادة مردفًا متهللة وسعيدة:
_ أيوه بقى وأهو أول جزء من الخطة تم تنفيذه.. سامحيني يا شوشو.
قالها بيأسٍ مصطنع وهو ينظُر إلى وجهها بتِلكَ الابتسامة الماكرة..
يتبع…..
لقراءة الفصل السادس : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أحببت طفلتي للكاتبة مروة جلال

تعليق واحد

  1. الرواية جميلة نزلي البرت بسرعة لو سمحت أنا ببحث عنه في اليوم مرتين أو تلاتة اشوفك نزلتيه ولا لاء وبأحبط لما لتكوني لسه منزلتيش حاجة واخيرا الرواية جيملة تسلم ايدك ❤️

اترك رد