Uncategorized

رواية فرعون الجزء 3 الحلقة السادسة 6 بقلم ريناد

 رواية فرعون الجزء 3 الحلقة السادسة 6 بقلم ريناد

رواية فرعون الجزء 3 الحلقة السادسة 6 بقلم ريناد

رواية فرعون الجزء 3 الحلقة السادسة 6 بقلم ريناد

نادر
ابتديت اشوف غواش حواليا وانا بفتح عينى ومش عارف انا فين وايه اللى حصل …لكن مفيش ثوانى ورجعت افتكرت كل حاجه …وياريتنى ماافتكرت …شفت غريب بيفوق فيا وبيمثل اللهفه والخوف ولا اجدعها ممثل …
شفت اميره واقفه بعيد ومربعه ايديها وبتبصلى بحاجب مرفوع كأنها بتقولى ايوه كل اللى سمعته صحيح وبتأكدهولى بنظرة عنيها الثابته عليا …
قمت بضعف وبصيت لأدين غريب اللى محاوطينى وجسمى قشعر وانا بتخيل ان الايدين دى لمست حبيبتى واستباحت كل شبر فيها واتمتعت باللى عشت طول الوقت مستنى اللحظه اللى تجمعنى بيها فبيت واحد عشان يكون ليا …
زحت ايديه عنى باشمئزاز ومشيت وانا بتطوح زى السكران …انا اعرف ان الضربه على الدماغ ليها التأثير دا…لكن مكنتش اعرف ان الضربه فالقلب لها نفس التأثير .
مشيت وكل خطوه اخطيها غريب ماشى جمبى وفارد ايديه محاوطنى عشان مقعش بس من بعيد مش لامسنى.. وكل شهقه تطلع منه يمكن تسمع العماره كلها .
مقدرتش احدد وقتها دى دموع ندم …ولا دموع شفقه …ولا ايه بالظبط نوع الدموع اللى بتنزل فالمواقف دى …بس اللى كنت متاكد منه وقتها ..انها كانت دموع تماسيح ..
سندت على الباب وهخرج جانى صوته اللى بالعافيه طالع بينده باسمى …
غريب:نادر
لفيت عليه وبصيتله وركزت فيه جامد كأنى لاول مره اشوفه …وفعلا مش هكون ببالغ لو قلت ساعتها انى شفت حد تانى غير غريب قدامى ..ملامح غير ملامحه…روح غير روحه …غمضت عينى وفتحتهم كذا مره عشان اطبع الشكل الجديد فيهم ….سمعته بينادى باسمى مره تانيه …
رديت عليه:سامعك يااخويا اتكلم …اكيد هتقول ان اللى سمعته دا غلط وانى كنت بحلم صح . هتقول ان اميره كانت راجعالى انا صح …ارجوك قول كده ياغريب …وبصيت لاميره اللى دورت وشها منى للناحيه التانيه وهى على نفس وقفتها ووضعها …
غريب واقف مش عارف يرد على نادر يقول ايه …مش عارف يصبره بأيه …مش عارف اى حاجه …بس اللى عارفه ومتأكد منه ..انه خسر نادر اخوه للابد .
نادرلما ملقاش رد من غريب ابتسم بسخريه وهو بينقل عينيه مابين غريب واميره ولف على الباب عشان يخرج لكن غريب مسك فدراعه وهو بيبصله برجاء
نادر حرر دراعه من ايد غريب وهو بيبص فعنيه وقاله ..اميره متنفعنيش انا لكن طلعت تنفعك انتا ياغريب مش كده ؟ …ضربتين فالقلب بتوجع اوى يبن والدى .
وخصوصا ضربتك انتا كانت شديده عليا اوووى …ضربة معلم ..ظابط بقا ونشانك مبيخيبش …قال جملته ونزل جرى بكل قوته وغريب بعدها رجليه مقدرتش تشيله …ودى تانى اصعب مواجهه وتانى اغلى شخص يخسره بسبب اميره …
رفع عنيه عليها وبصلها بكل غضب الكون وفثانيه كان واقف قدامها وفلحظه كانت هتبلع ريقها من الخوف ملحقتش ولقت غريب ماسك رقبتها بيخنق فيها ولما حس انها خلاص هتموت رخى ايده ومسكها من طرحتها وابتدا يضرب دماغها فكل حيطه تقابله ومكتفاش بده …دا كمان ابتدا يضربها بأديه الاتنين بكل قوته فكل حته فجسمها لغاية ماوقعت على الارض جثه …
اما نادر فالاثناء دى نزل ركب عربيته وهو حاسس انه بيتخنق بالمعنى الحرفى للكلمه …فضل سايق عربيته بلا هواده لغاية ماتعب ووقف فالطريق لما حس بحاجه سخنه بتنزل من بوقه وبص لقى هدومه كلها دم ورفع ايده لقى مناخيره وبوقه كلهم دم ….
راح على اقرب مستشفى وهناك قاسوله الضغط ولقو ضغطه مرتفع جدا وهو اللى سببله النزيف دا …ادوله ابر تظبط الضغط وعلقوله محلول وسابوه لوحده فالاوضه وخرجو …
نادر اول حاجه عملها انه طلع تليفونه واتصل على امه سميه …
سميه ردت عليه عادى زى كل مره بيكلمها فيها لكن المش عادى هى النبره اللى سمعتها فصوته لاول مره وهو بيقولها بصوت مخنوق …انا محتاجلك اوى ياامى …
سميه وقفت على حيلها وشعر دماغها كله وقف من الخوف وهى بتسأل نادر بصوت بيترعش …مالك يانادر ..فيك ايه يبنى ..
نادر بصوت مكتوم : بموت ياامى وكان نفسى اموت بين ايديكى ..
سميه صرخت ورمت السماعه من ايدها وفضلت تصرخ فالبيت كله وتقول ابنى راح منى ..الحق ياعامر نادر ابنى بيموت …
عامر وسيلين وسيليا الكل خرجو من اوضهم بفزع بعد ماسمعو صوت سميه وحاوطوها وفضلو يهدو فيها وهى مفيش على لسانها غير نادر بيموت الحقو ياعامر …
عامر اخد تليفون سميه ورن على رقم نادراللى رد عليه بعد تالت رنه بصوت ضعيف ..
عامر :نادر يبنى انتا فين ..ايه حصلك امك بتموت بين ايدينا …فيه ايه ياحبيبي حد عمل فيك حاجه ؟
نادر :انا بقيت بخير ياخالو طمنها وقولها نادر هيجيلك فاقرب وقت ..قولها نادر مش هيقعد فمصر تانى …اسألهالى فيه مكان ليا عندها …
وهنا سميه اللى كانت سامعه كل الكلام من السماعه الخارجيه مع الكل ردت…عنيا وقلبي وروحى وحضنى ورموش عنيا كل دى اماكن عندى ليك ياحبيبى…
نادر:طيب اعملى حسابك انى فاسرع وقت عندك ..
عامر قفل الخط وسميه نار وشبت بين ضلوعها على حالة ابنها وبتسأل نفسها ياترى ايه اللى وصله للحاله دى وايه الى حصل معاه ….
حاولت تتصل بغريب اللى دايما فالفتره الاخيره قافل تليفونه وكالعاده لقته مقفول …
اتصلت بماهر وحكتله بقلق مكالمة نادر ليها وقلقها وخوفها فثوانى اتنقلو لماهر
ولبس ونزل زى المجنون يلف ويدور على ابنه ويتصل بيه ونادر مش راضى يرد ..فين وفين لما اتصلت سميه بيه وبلغته باسم المستشفى اللى فيها نادر واللى عرفت اسمها منه بعد ماكلمته
وصل ماهر لابنه واتصدم وهو شايف حالته جري عليه ومسك ايده وقعد جمبه
ماهر :مالك يانادر يبنى ايه اللى وصلك للحاله دى ..اتخانقت مع حد …حد زعلك ؟
نادر :صدمه …اللى عمل فيا كده صدمه يابابا …طلعت الصدمات ممكن تموت على حسب قوتها علفكره .
ماهر :انا مش فاهم حاجه …
نادر :خليك كده مش فاهم احسن يابابا …عشان اللى بيفهم بيتعب اوووى …
ماهر حس بقهر فكلام ابنه نادر مش عارف سببه ايه وايه اللى وصله لكده …لكن اللى ماهر شايفه واتأكد منه ان ابنه نادر مجروح جرح كبير اوى …جرح اكبر من جرحه لما اميره اتخلت عنه وسابته …لانه ابدا موصلش للحاله دى .
نادر خرج من المستشفى مع ماهر ابوه بعد ماحالته الصحيه اتحسنت شويه وضغطه استقر …طلع على اوضته علطول اخد منها باسبوره واوراقه واتصل على موظف من الشركه عنده جه اخدهم عشان يحجزله على اول طياره مسافره الامارات .
نادر:
سافرت وسبت البلد كلها بعد ماكرهت كل حاجه فيها .شوارعها وبيوتها وناسها الكدابين .
وحتى هواها مبقتش قادر اتنفسه من كتر ماكنت حاسس انه نفس الهوا اللى غريب واميره بيتنفسوه …
مشيت ومقلتش ماشى ليه …مشيت من غير مااصدم حد زيي عشان خفت عالكل …مشيت وحبيت الناس تفضل فاكره ان الدنيا لسه بخير وناسها طيبين …مشيت وانا شايف الحيره فعيون كل اللى حواليا من قرارى المفاجئ بالسفر …واللى زود حيرتهم وتساؤلاتهم …غريب اللى مجاش ولا ودعنى وانا ماشى …التمسوله عذر ان حزنه على ليل هو اللى مانعه …مساكين ميعرفوش انه مش قادر يحط عينه فعينى بعد اللى عمله معايا .
سافرت وامى وواحد تانى معاها واللى طلع خالى ومعاهم بنتين زى القمر لقيتهم فاستقبالى …جريت واترميت فحضنها وضميتها اووى كانى بقولها خلصينى من كل اللى فيا لو تقدرى ..داوينى وحسى بيا من غير مااتكلم …مش كل ام بتعمل كده؟
اخدونى يومها على شقتهم و هناك شفت ست كبيره مقعده ودى كانت تيته اللى استقبلتنى استقبال جميل وباستنى بمنتهى الحنيه وبعدها مفيش دقايق نسيت انا مين وبقت تسأل فيهم مين دا وبيعمل ايه هنا ومسكتتش غير لما وحده من البنتين اللى كانو موجودين واللى عرفت ان وحده فيهم اسمها سيلين ووحده اسمها سيليا لكن مقدرتش احدد مين دى ومين دى اخدتها ودخلتها فاوضه ….طول الوقت الكل بيرحبو بيا بحفاوه وانا مش قادر غير بس ابتسم فوشهم وارد بكلمه وحده او ايمائه بدماغى كل فين وفين ….
ماما اخدتنى ودخلت بيا فاوضه وسألتنى مالك …بسؤالها دا ادت الاذن لدموعى بالنزول ..وكانت هى الوحيده اللى قدرت احكيلها على كل اللى حصل …وطول منا بحكيلها تهز فدماغها برفض تام للى بتسمعه …
سميه بحده :لا يانادر متظلمش اخوك غريب …غريب عمره مايعمل كده .
نادر :والله ياماما والله والله وحياة ربنا لو الدنيا كلها حكتلى الكلام دا مكونتش صدقت …لكن سمعته بودنى منهم …سمعته وخرم ودنى واتغرز فقلبي …
سميه :مش عارفه …بس حاسه ان فيه حاجه غلط فالموضوع دا …ايه هى معرفش ..بس اكيد فيه حاجه غلط …
نادر :الغلط الوحيد فالموضوع دا ياماما هو غلطى انا عشان بثق فالناس وبتعامل كأنى عايش فوسط بشر وانا عايش طول الوقت فغابة ديابه كل واحد فيها عاوز يخطف اللى فأيد التانى ….
متفتكريش ان الموضوع دا حصل مره وحده كده …لا دا كان له مقدمات …من ساعة اميره ماراحت بيت غريب وهى اتغيرت معايا خالص …تصرفاتها وعنيها اللى طول الوقت ورا غريب فكل مكان وانا كنت اعمى مش قادر اشوف الحقيقه الواضحه قدامى وضوح الشمس …اتاري صحيح مراية الحب عميه زى مابيقولو …وغير دا كله نطقها باسمه فاكتر لحظه كان المفروض تنسى فيها العالم كله ومتبقاش شايفه ولا حاسه بحد غيرى …كل دى خيوط اتجمعت واتربطت فبعض قدامى مره وحده بعد ماعرفت الحقيقه …صدقينى مفيش اى حاجه غلط ياماما .
سميه :الحقيقه مش عارفه اقولك ايه يبنى …لكن كل اللى هقولهولك ان الدنيا مبتقفش على حد وكل اللى بنعيشه ونفتكر انه خلاص اخر المطاف بعد فتره بيعدى وبنتعايش وننسى ….مش هقولك متزعلش عشان مش هينفع متزعلش …لكن كل اللى هقولهولك بالراحه على نفسك من حزنك ومترهقهاش .
نادر هز دماغه لامه واتمددد على السرير وهى قربت منه وطبعت بوسه حنينه على جبينه وغطته وادتله نظره اخيره قبل ماتخرج وقلبها بيتقطع على ابنها وحالته ….
راحت علطول مسكت تليفونها واتصلت بغريب اللى رد عليها المرادى .
سميه من غير مقدمات :قولى الحقيقه ياغريب .
غريب :حقيقة ايه ياماما
سميه :حقيقة اللى قاله نادر عشان انا مش مصدقه ولا حرف من اللى قاله ومتأكده انك متعملش كده …قولى حصل ايه ….
غريب :هو نادر اتصل بيكى
سميه :نادر عندى هنا ومنهار وحالته صعبه اوى ياغريب .
غريب :هو جمبك ؟
سميه :لا هو دخل نام دلوقتى
غريب :لو سألك قوليله فعلا اخوك طلع ندل وهو اللى عمل كده …هو اللى تعب وبذل مجهود جبار عشان اميره تتعلق بيه ….قوليله اللى حصل مابينهم محصلش بمزاجها وكانت لآخر لحظه باقيه عليه وبتحبه …قوليله غريب اللى طلع واطى …قوليله انتا الف وحده فالدنيا تتمناك والعيب مش فيك انتا العيب طول الوقت كان فيا انا بس هو مكانش شايفه .
سميه ساكته طول المكالمه بتسمع ومش بترد …غريب خلص كلامه وبعدها قالها بصوت كله حنيه :خلى بالك منه وطبطبى على قلبه ياامى ..
وبعدها قفل السكه ومن يومها وكل تواصل بينه وبين سميه اتقطع بعد مااتأكدت وسمعت بودنها خيانة غريب لاخوه نادر واللى صدمتها هى كمان صدمة عمرها …
نادر : قاعد بقلب فالفيس كالعاده وشفت اميره اللى لسه صديقه عندى ناشره عل صفحتها انها اتجوزت وعامله اشاره لصفحة غريب …كانت الناس بتباركلها وهى بترد عليهم وتهزر وفرحتها باينه حتى فالحروف اللى بتكتبها …. عملتلها حظر وعملت لغريب هو كمان حظر وخرجت يومها وقضيت اليوم كله بره بعد ماقفلت تليفونى مرجعتش غير بالليل واول مادخلت من باب الشقه لقيت الكل بيجرو عليا ملهوفين وخايفين …مطمنوش غير وانا بتكلم واقولهم انى بخير …
نادر فضل فتره منعزل لكن خاله وحده وحده قدر يطلعه من العزله دى بانه ياخده معاه الشركه اللى بيشتغل فيها وشغله وعمله راتب حلو واتبسط وهو شايف نادر بيطلع وحده وحده من حالة الاكتئاب اللى كانت مسيطره عليه من ساعة ماوصل الامارات …
عامر كان طول الوقت معجب بشطارة نادر وطريقة ادارته للشغل وقرر انه يستغل الشطاره دى بأنه يفتح شركه خاصه زى ماكان ناوى يعمل بعد مايطلع معاش من شركة البترول اللى هو فيها لكن بوجود نادر قرر انه هيفتحها من دلوقتى ويمسكها لنادر واهو علبال مايطلع معاش تكون الشركه عملت اسم واتعرفت ويبقا استغل الوقت ….
اقترح الفكره على نادر ونادر رحب بيها جدا وكان نشاط الشركه اللى استقرو عليه هو الاستيراد والتصدير …
ومن يومها ونادر دافن نفسه فالشغل …وبقا عباره عن روبوت مبرمج على الشغل وبس …لا بيتكلم مع حد ولا بيرد على حد يكلمه مهما الناس حاولت الا نادرا …ونظرا لتفانيه فالشغل الشركه اتعرفت فوقت قياسى وبقا ليها اسمها وشهرتها فعالم الاستيراد والتصدير وعامر طول الوقت فرحان بأبن اخته اللى جاله بعد العمر دا كله وعوضه عدم خلفته لولد يعتمد عليه فالسن دا ونادر بقا دراعه اليمين اللى ميقدرش يستغنى عنه ابدا ..
سيلين خلصت دراسه واشتغلت مع باباها فشركته عشان لما باباها يسيب الشركه تكون هى مسكت منصب مرموق فاكبر شركه من شركات البترول فالامارات ….اما سيليا فاختارت انها تشتغل مع نادر فشركتهم وتتعلم على ايده وخصوصا وهى شايفه ابوها بيمدح فيه وفشغله وشطارته فكل فرصه وطول الوقت …
نادر اتحسس من القعده فى شقه وحده مع بنات خاله وهما بنات ولازم يكون لهم مساحه من الحريه فأخد الشقه اللى قصاد شقة خاله وقعد فيها هو وامه
وطول الوقت امه فشقة خاله مع البنات وتيجى بالليل تبات مع نادر وميجتمعش معاهم غير على الاكل فشقة خاله وبعدها يرجع لشقته ولوحدته ..
وعدت الايام والشهور ودلوقتى نادر فالامارات قرب على اربع سنين ….لافيوم فكر انه يرجع لمصر ..ولا قادر يرجع طبيعى زى زمان …ولا قادر ينسى ويعيش حياته بشكل طبيعى …كل حاجه فيه لسه موجوعه وجرحه لسه بينزف طول المده دى متقفلش …وامه ابتدت تزن عليه فموضوع انه يرتبط ويتجوز وحده من بنات خاله اللى فنظرها ونظر كل الناس كاملى الاوصاف ….
نادر:تعبت افهمها انى خلاص لايمكن افكر انى ارتبط بوحده واتعلق بيها وفالاخر تسيبنى وتحب غيرى ….غلبت افهمها ان قلبي خلاص قفل ومش هيعرف حتى يدق من تانى …لكن برضو تسكت شويه وترجع تفتح معايا نفس الموضوع …لغاية مازهقت من الرد عليها وبقيت اسيبها تتكلم ومردش خالص …
بااااااااااك
نادر سمع خبط على باب اوضته رد بصوت مكتوم من الدموع اللى ابتدت تنزل لمجرد ان الزكريات دى تنعاد قدامه :ايوه ياماما
سميه:اصحى ياحبيبي عشان ميعاد شغلك اللى قولت عليه ..
نادر:صحيت ياحبيبتى اعمليلى فنجان قهوه لو سمحتى مسافة مااخد شاور والبس ..
سميه:من عنيا ياحبيبي …ودخلت المطبخ عملتله فنجان قهوه وليها فنجان وحطتهم على السفره ونادر خرج شرب فنجانه وهو واقف وبيحاول يدارى وشه من امه اللى اول ماهتبص فعنيه هتعرف انه كان داخل فنوبة حزن من النوبات الكتير اللى زهقت من عدهم
خلص ونزل وسميه رجعت لشقة اخوها عامر وقعدت مع البنات بعد ماخلصو تشطيب المطبخ وقاعدين كل وحده على تليفونها …
*****************
اما عند غريب فى سينا :
غريب وصل المبنى بتاعه هو وقاسم وطول الطريق قاسم يكلم فيه وغريب ميردش ..
قاسم :يبنى مترد عليا هو انا اللى زقيتك من الطياره مش انتا اللى وقعت لوحدك ؟
غريب برضو ساكت
قاسم :تعرف انتا وقعت ليه …ربنا اللى عمل فيك كده عشان اتكلمت على ابنى حبيبى …شوفت بقا عشان متبقاش تقول عليه وشه فقر تانى …
غريب :قاسم انتا لاحظت حاجه غريبه اثناء التمشيط النهارده ؟
قاسم :لا
غريب :طيب حيث كده بقا انا هستمر فالمراقبه وانتا تاخد اول طياره على القاهره ..
قاسم :بتطردنى صح ؟ طب والله مهمشى غير بعد بكره …انا اصلا جاى هنا فشغل وممكن اقعد زى منا عاوز ..وعشان الطرده الحلوه دى قاعدلك ياحلو …
غريب نفخ بغلب ودخل المبنى وقاسم دخل وراه ومش مبطل كلام وغريب برضو مبيردش عليه ..
بالليل غريب قاعد فى خلوته ورا المبنى وقاسم راح عليه لكن وقفه صوت ناى جاى من مكان قريب بيعزف بصوت حزين جدا اتلفت قاسم وشاف العسكرى ايوب قاعد على برميل وماسك الناى وبيقسم …
قاسم :عسكرى ايوب …خد تعالا هنا .
العسكرى ايوب قام بسرعه وراح على قاسم وقف قدامه وادى التحيه ..
قاسم :انتا كل يوم هو وغريب قاعد هنا بتمسك الناى بتاعك وتعزف كده ؟
ايوب :ايوه سعادتك دا غريب باشا بيحب صوت الناى اوى .
قاسم :وانا اقول الراجل مبيخفش ليه اتاريه بينسى طول النهار وتيجى انتا تفكره بالليل بالغلب كله وتقلب عليه المواجع بنايك الحلو ده …
ايوب :ليه بس ياباشا دا صوت الناى دا حلو اوى ..
قاسم :منا مقولتش مش حلو بس بيوجع القلب اكتر ماهو موجوع …دنا كنت هعيط وانا بسمعه ومفياش حاجه اشحال الفقري اللى جوا ده ….ارمى يبنى الناى دا واياك تعزف عليه جمب غريب باشا مره تانيه ..
ايوب حضن الناى بتاعه بخوف :لا بالله عليك ياباشا كله الا الناى …انا هعزف عليه بعيد عن غريب باشا بس بلاش تاخده منى دا صاحبى وحبيبي وهو الوحيد اللى بيسمعنى ويهون عليا همى …فيه حد يرمى صاحبه ياباشا ؟
قاسم :ايه وكر المجاريح اللى انا قاعد فيه دا ياربي ..كئبتونى منكم لله انتا والباشا بتاعك …لسه بيتكلمو جالهم صوت غريب …بطلت عزف ليه ياايوب
قاسم :استراحه ياحبيبى دلوقتى فقرة الرقاصه …
غريب:هو انتا !…
قاسم اتقدم على غريب وشاور لايوب …تعالا يبنى اقعد هنا قدامى واحكيلى مهموم من ايه خلينا نضيع الوقت شويه ….عندك حكايه ولا الهم اللى عندك عدوى من حد هنا ….اصل الهم دا اتطور وبقا فيرس بيتنقل فالجو من واحد للتانى دلوقتى …
ايوب :لا دنا عندى هم من الاصلى اللى هو بيتكون مع السنين دا عارفه ياباشا …
قاسم :عارفه ومجاور صحابه ياخويا اتكلم اتكلم …
غريب :هترغو انتو الاتنين خدو بعضكم وغورو بعيد عنى مش ناقصكم انا …
ايوب هيقوم قاسم مسك فيه ….والله لنتا قاعد ومتكلم وهو يسمع غصب عنه خليه يسمع بلاوى الناس يمكن تهون عليه بلوته الفقر ده …
ايوب ابتدا يتكلم :كانت بنت الجيران …كبرت قصاد عينى …كنت حارسها بعنيا كل يوم وشايفها وهى بتشب وتتحول لاحلى حوريه من الجنه …هى تكبر وحبها فقلبي يكبر معاها لغاية مابقى متغلغل جوايا وبيمشى فدمى …
محسبتش حساب لاى حاجه وانا بتعلق بيها …لاهى بنت مين ولا انا ابن مين ..لا هى اهلها عندهم ايه ولا انا معنديش ايه …مسألتش نفسى اهلها هيرضو يدوها لواحد يتيم وفرقابته اخ واخت هو المسؤل عنهم وبيتهم وعيشتهم تحت خط الفقر وهما ناس كبارات بلد واصحاب خير وعز ؟
كنت طاير بحبى والقلب لما بيعشق بيعمى العين والعقل ….واللى زود شتات قلبي لما لاحظت انها هى كمان مياله …
جمعت قرشين وقلت اتقدم لغزالتى قبل ماحد يصطادها …رحت البيت عندهم وكلى امل لكن اللى سمعته من ابوها واخواتها كسرنى وحنى ضهرى ..عيرونى بفقرى ويتمى …عايرونى بانى مليش اهل ولا عزوه …قالولى احنا مش هندى بنتنا لواحد هلفوت زى حلاتك …معداش بعدها كتير ولقيتها بتتخطب لواحد غنى زيهم وعنده اهل وعزوه وصوت الزغاريت خرمت ودانى …هربت واتطوعت وسبت اخواتى لوحدهم عشان مقدرتش اقعد فالشارع اللى هى فيه واشوفها قصاد عينى بعد ماكنت طول الوقت شايفها مراتى وام عيالى مستحملتش اشوفها غريبه عنى …وادينى سمعت انها كلها شهرين وهتتجوز وشويه واسمع انها خلفت وحياتها هتستمر وتستقر وانا كل ماحياتها تستقر حياتى اهى بتتدهور والحمد لله ..وادينى صابر
قاسم :ياااصبر ايووووب …ياعم طلع الناى بتاعك وعدد سكت ليه ..دانتا طلعت معبى وهتنفجر فاى دقيقه زى القنبله الموقوته …
ايوب ابتدا يعزف من تانى وغريب اتنهد بتعب وقاسم حط ايديه على خده وابتدا ينفخ مع غريب ويهز دماغه بأسى وطول ماهو بيسمع لصوت الناى حاسس ان هو كمان مجروح بس مش عارف من ايه …
شويه وقاسم شاور لايوب بايده عشان يسكت وفعلا ايوب بطل عزف وقاسم سأله :
هو انتا بلدكم بعيده عن هنا ياايوب ؟
ايوب :لا ياباشا فركة كعب …
قاسم :طيب تمام عشان بكره هاخدك ونروح بلدكم ..
ايوب بقلق :ليه ياباشا هتعمل ايه
قاسم :هجوزك حبيبتك …هى اسمها ايه صحيح
ايوب بفرحه :اسمها سمره …بس هتجوزهانى ازاى ياباشا ..
قاسم :دى بتاعتى انا بقا …اهم حاجه دلوقتى تدينى اسم خطيبها دا بالكامل …والاهم من دا كله لو البنت طلعت وحشه فالاخر بعد اللى هعمله عشانك وعشانها ده هشلوحكم انتو الاتنين …بص هركبكم حمارين وانتو مقلوبين واخلى العيال تزفكم وتزقلكم بالطوب ..
ايوب :لا ياباشا والله حلوه وتستاهل …وهتشوفها بنفسك وتحكم …
غريب :ايوب ….يلا اتكل على الله انتا روح نام سهرت النهارده وبكره وراك ورطه …
ايوب بلع ريقه بتوتر وهو مش فاهم كلام غريب ومشى من جمبهم …..
غريب :ناوى على ايه الناس هنا مبتهزرش فموضوع الجواز والطلاق والشرف والنسب دا بالزات …
قاسم :ناوى اجيب اللى خطبها دا القسم هنا وابيته فالحجز ليله ولا اتنين من غير اى تهمه وبعد كده اطلعه ونقول تشابه اسماء …وطبعا الناس مش هتصدق الكلام دا وكل واحد هيطلعله بقصه شكل وهيجود فيها براحته ..
وطبعا نسايبه لما يشوفو كده لانهم بيدورو على المظاهر هيدوله سكه …
غريب :وتضيع سمعة الولد وتدمره ..ومفيش وحده ترضى تتجوزه بعد كده .
قاسم :لا اطمن طول ماغنى زى مابيقول ايوب الف وحده هتتمنى تراب رجليه …بس اهم حاجه يسيب حبيبة الغلبان ده ….
غريب :وبعد مايسيبها ؟
قاسم :هنخطبهاله ونجوزهاله …
تانى يوم قاسم نفذ الخطه وخلى غريب اصدر امر بالقبض على خطيب سمره
وبالفعل كل اللى قاسم توقعه حصل واهل سمره جوله القسم عشان يسألو عن تهمته وقاسم نبه على كل اللى فالقسم كل واحد يقولهم تهمه شكل والناس مرجعوش الا وهما فاسخين الخطوبه مع اهل صلاح …
بعد يومين
قاسم :اخلص ياايوب مفيش وقت …ايوب بيلف حوالين نفسه فاوضة المكتب وهو بيلبس البدله اللى ادهاله قاسم واللى كان جاى بيها وهو اخد لبس ميرى من غريب لبسه وغريب كمان لبس ميرى …
ايوب بتوتر :هاه حلو كده ؟
قاسم :برنس يبنى والله …جاهز ياغريب ؟ غريب هزله دماغه بالموافقه.
خرجو التلاته غريب بعربيه مصفحه ومعاه 3 عساكر وقاسم وايوب فعربيه ومعاهم 3 عساكر وعربيتين وراهم جيب مليانين عساكر وقاسم مفهمهم يعملو ايه …..
وصلو العنوان وايوب قلبه بيتنطط جوا صدره من الخوف والتوتر وواضح جدا على وشه …
قاسم بصله :لا اجمدكده انا عايزك تدخل عليهم دخلة اسد اوعى حد يلمح انك متوتر او مهزوز الحكايه كلها تبوظ وتعبنا يروح عالفاضى ….
وصلو العنوان والناس كلها وقفت وهى شايفه اسطول العربيات اللى داخل الشارع دا
شويه والعربيات وقفت والعساكر ابتدت تنزل واترصو من اول الشارع لغاية بيت اهل سمره اللى طلعو وهما مستغربين على خايفين ومش عارفين ولا فاهمين ايه اللى بيحصل …نزل غريب ..وقاسم نزل واصر ان ايوب ينزل آخر واحد من العربيه وفعلا ايوب نزل بشموخ وسط ذهول الجميع وكل واحد بيهمس للتانى …مش دا ايوب ؟
اتقدم قاسم من البيت وسأل بحزم …دا بيت الحج غالب
ابو سمره :ايوه هو …وانا الحج غالب …خير ياباشا هو فيه ايه ؟ قالها وهو بيتلفت على العساكر اللى ماليه المكان وهو بيبلع ريقه …
قاسم :كل خير متقلقش …بس مش هنتكلم على الباب يعنى ولا انتو هنا متعرفوش كرم الضيافه ؟
الحج غالب :لا ازاى دا يباشا …اتفضل جنابك واحنا نوريك كرم الضيافه اللى على اصوله .
قاسم :هنشوف دلوقتى اصلها بالفعل مش بالكلام …اتقدم قاسم ووراه غريب ووراه ايوب وطول ماهما ماشين العساكر ضاربينلهم تعظيم سلام ..
دخل قاسم وغريب المضيفه ومعاهم ايوب اللى الكل كان مستغرب وجوده معاهم وقعاده وسط الرتب دى وكانه واحد منهم ….
غريب وقاسم ساكتين وهما متعمدين السكوت دا بهدف انهم يضغطو على اعصاب اللى قدامهم …شويه ودخلت صوانى الضيافه من فاكهه وقهوه وحلويات واتحطت قدامهم على الطربيزه دا غير اللى شباب العيله جهزوه وبيوزعوه بره على العساكر …
قاسم اتكلم اخيرا بنبره عميقه وصوت ثابت ….طبعا انتو كلكم بتسألو سبب زيارتنا ليكم ….الحقيقه ياحج احنا جايينلك فطلب وعارفينك اهل للكرم والجود …وعارفين ان فعرف عرب سينا وبدوها اللى يخرج من بيت زعلان من غير ماياخد واجب ضيافته دى عاره كبيره اوى فحقكم .. …وعشان كده مش هنمد ايدنا على ضيافتكم غير لما تدينا وعد انك هتلبي طلبنا اللى جايين عليه ….
الحج غالب :قول ياباشا والرقبه سداده والايد طايله والطلب مجاب بعون الله ….
قاسم :احنا جايين نخطب بنتك سمره لابننا وابن الداخليه ايوب .
الحج غالب وقف على حيله لانه مفكرش ابدا ان دا يكون السبب ورا الموكب والاسطول اللى بره دا كله …يعنى معقوله كل دا عشان ايوب ؟
الحج غالب :ايوه ياباشا بس …
قاسم :مبسش واحنا قلنا ضيافتنا مش هناخدها غير بعد ماتوافق على طلبنا …ولعلمك ايوب اللى قدامك دا مش هو ايوب بتاع زمان خالص …ايوب دلوقتى راجل له وضعه ومكانته وتقله فالبلد …
الحج غالب رد عليه باستغراب :ايوه مهو واضح …بس يعنى ….
قاسم :ميعنيش …ان كنت بتفكر فالعزوه والضهر ايوب الداخليه بحالها بقت واقفه فضهره بعد الخدمات اللى قدمها ابننا البطل للبلد …ياراجل دا فجر نفسه مرتين وسط خلايا ارهابيه دمرهم بالكامل ..
الحج غالب :انتا بتقول ايه ياباشا !
قاسم :استنى داومش بس كده …دا لما اتعرف فالداخليه بقا هو اكبر المسؤلين عن التفجيرات فالبلد …اول منعوز حد يفجر نفسه فأى مكان ووسط الارهابين بنكلم ايوب على طول ..
الراجل واولاده بيبصو لبعض ومتنحين ودماغهم وقفت ومش فاهمين ايه بيودى على فين ومن هول الموقف دماغهم عدت كلام قاسم .
قاسم :واوعى تفتكر ان العمليات اللى بيعملها دى الدوله بتعديهاله كده ببلاش …لااااا دى الدوله بتحوله مبالغ كبيره جدا على حسابه السرى ودلوقتى ايوب باشا بقا مليونير …
غالب :مليونير ازاى ياباشا وهو سايب اخواته ساكنين فالبيت الواقع دا ؟
قاسم :مهو دا التمويه بعينه …الخلايا الارهابيه هتموت وتعرف مين اللى عمال يفجر نفسه وسطهم دا كل شويه .. ..قوم ايه بقا …اول ماايوب تظهر عليه النعمه هيقتلوه طوالى عشان هيعرفو ان هو اللى بيقتل فيهم من غير رحمه وبيطهر البلد من امثالهم ….ولعلمك حتى بعد ماهيتجوز بنتك هيسكنها برضو فالبيت دا مع اخواته ويفضل زى ماهو عامل نفسه ايوب الغلبان ….
فهمت ياحج .
الحج غالب هز دماغه بفهم :امممممممم……فهمت
قاسم :هاه قولت ايه بقا ….وقبل مايتكلم التليفون الايفون الاحدث اصدار بتاع قاسم اللى كان فأيد ايوب رن وقاسم شاور للكل يسكت ..
ايوب رد :ايوه ياباشا …لا ولا يهمك …لأ شغلتك مقضيه بأذن الله …لا بقولك متقلقش انا قاعد مع قاسم وغريب اهو ومد ايده حطها على رجل قاسم بحميميه وساعه واكلمك واطمنك ان كله تمام …ايوه العقيد قاسم والعقيد غريب ….ايوه هما نفسهم ..هههههه لا متقلقش …يلا مع السلامه .
ايوب قفل التليفون ….
قاسم :مين دا ياايوب …
ايوب :دا رجل اعمال كبير له بضاعه محجوزه فالمينا بقالها شهرين ومش عارف ايه السبب وبيته هيتخرب وقصدنى اكلمله حد يسهله اجرآت الافراج عن البضاعه…
قاسم :طيب تعرف حد ولا اكلملك حد انا ؟
غريب :وهو انتا هتعرف ناس اكتر ولا اكبر من اللى بيعرفها ايوب ياقاسم …دنا احيانا لما حاجه تعصلج معايا بخليه هو يخلصهالى بمعارفه فالدوله وعلاقاته ..
الحج غالب بص لأيوب باستغراب ورجع بص لاولاده …
قاسم:خلاص وصلنا ردك ياحج نستأذن احنا …يلا بينا يبنى انتا وهو …وخلى بالك احنا مشربناش ضيافتك ودى عيبه كبيره اوى فحقك على فكره …هم قاسم انه يقوم لكن الحج غالب منعه ….
لا يباشا والله منتو ماشيين ….بعد اذنكم خمسه بس اختلى باولادى ونشور على بعض وارجعلكم بالرد
قاسم :خد راحتك ياحج واحنا مستنيين بس متطولش عشان ورانا مشاغل وايوب باشا بالزات مش فاضى …
الحج غالب اخد اولاده الاتنين وخرج من المندره ودخلو اوضه منفرده …
الحج غالب :ايه رايكم فاللى شايفينه ده ؟
الابن الاكبر :بصراحه انا مش مصدق دى حاجه ولا فالخيال …بقى ايوب المعفن المصدى يبقا كده …طب ازاى ؟
الابن الاصغر :بقولكم ايه انا من رأيى اننا نوافق ونناسبه واكيد هنستفيد كتير من ورا النسب دا …دا بقا واسطه كبيره اوى فالبلد وهيخلصلنا اى حاجه احنا عايزينها فثانيه ….
الابن الاكبر …فعلا كلامك مظبوط انا موافق على الكلام دا يابا …
الحج غالب :وانا بقول بالمره نخطب اخته لاخوك الصغير وبكده نضمن الخير من كل جانب …
الاتنين فنفس واحد ….موافقين ..
فالاثناء دى عند غريب وقاسم وايوب …قاسم بياكل من على الصينيه بسرعه وهو بيبص لبره على الباب .
غريب :بس يبنى هتفضحنا بطفاستك دى يخرب بيتك …ويخرب بيت ايوب معاك طول الوقت حاسس اننا هنولع واحنا قاعدين من كمية الكدب اللى كدبناها على الناس دى .
قاسم :دا كدب مباح …الناس اللى يهمها المظاهر قبل اى حاجه دى تستاهل ينضحك عليها …وبعدين احنا مكدبناش فحاجه …يعنى العسكرى ايوب كون انه قاعد وسطنا واحنا الاتنين بنفسنا جايين نخطبله دا يبقى واصل ولا مش واصل ؟
غريب : لا ياحبيبي مفيش حاجه كده ولا فيه حاجه اسمها كدب مباح وكدب مش مباح ..الكدب كدب والمبادئ مش بتتجزاء واللى حضرتك بتعمله دا اسمه غش وتدليس ومن غشنا فليس منا … وبعدين يكون فعلمك انا مكنتش هوافق على اى حاجه لولا ان ايوب وعدنى قبلها انه هيكفر عن عملته دى وانه هيبذل كل جهده عشان اهل مراته يحبوه ويتقبلوه ويرضو عن جوازه من بنتهم ..واحمدو ربنا بس انتو الاتنين ان الناس دى مركزتش فكلامك كويس والا كان زمانهم مهزقينا ….وكله كوم وحكاية انه بيشتغل تفجيرى وبيفجر نفسه دى كوم تانى ….والله اول ماقولتها قولت بااااس الموضوع باظ …لكن لما لقيتهم عدوها كنت هموت وانا كاتم الضحكه بالعافيه ..
قاسم : شششش بس جايين …وبعد عن الاكل وقعد بكل رزانه ….
دخلو التلاته الحج غالب واولاده الاتنين والابتسامه شاقه وشوشهم وايوب اول ماشاف منظرهم قلبه رقص من الفرحه وكان هيقف لما الحج غالب قال :
احنا موافقين نديك بنتنا الوحيده ياايوب يبنى …بس لينا شرط …او مش شرط اعتبره طلب …توافق تجوز اختك لابنى الصغير عدنان …
ايوب بفرحه واضحه على وشه كان هيرد بالموافقه علطول لكن قاسم زغده بكوعه خلاه تراجع عن الكلام واتكلم هو ….والله ياحج طلبك دا جه متأخر شويه عشان اخت ايوب انا خطبتها لاخويا الصغير ولسه قاريين الفاتحه امبارح …..
الكل اتصدم وبصو لبعض وايوب اكتر واحد صدمه كلام قاسم لكنه ايده وهو مدايق عشان ولاد الحج غالب محدش عاقل يرفض يناسبهم اصلا …
الجماعه صرفو نظر لما عرفو ان البنت اتخطبت لكنهم وافقو على موضوع خطوبة ايوب وسمره …
الحج غالب :خلاص نقرا الفاتحه على بركة الله …
قاسم :لا انا عندى اقتراح احسن من كده ….احنا متجمعين كلنا وانتو موافقين ونبعت نجيب المأذون ونكتب الكتاب علطول …
الحج غالب واولاده بصو لبعض باستغراب …الحج غالب :وليه السربعه دى ياباشا ؟
قاسم :بصراحه انا هسافر بكره وكنت واعد ايوب انى انا بنفسى اللى اشهد على عقد جوازه ولو سافرت مضمنش انى هقدر اجى هنا قريب …فعشان كده انا عشمان فيك تساعدنى اوفى بوعدى وهكون مديونلك بخدمه كبيره اقدمهالك فاى وقت …
الحج غالب بقلة حيله :وانا مقدرش اردك ياباشا وانتا نخيتنى ….خلاص على خيرة الله قوم ياولا منك له ابعتو هاتو مأذون الناحيه وبلغو رجالة العيله يتجمعو هنا فالمندره بالعَجل وادبحو خاروفين ووصو الحريم اللى جوه تعمل الاكل بسرعه …
قاسم :استنى بس مش فيه تفاصيل هنتفق عليها الاول قبل كل ده ؟
الحج غالب :احنا بنشترى راجل ياباشا ومش بنبص لاى حاجه تانيه من اللى فبالك …وبالنسبه للاتفاقات انتو تفصلو واحنا نلبس …هو احنا هنقلب ورا الحكومه يعنى ؟
ايوب كل دا بيحصل حواليه وهو لسه مش مصدق نفسه ولا قادر يستوعب اللى بيحصل دا …معقوله حلم عمره بيتحقق ..معقوله سمره حبيبته هتبقى مراته ؟ ..معقوله ؟
بالفعل الكل اتخبص ومفيش حاجه والمندره كانت مليانه ناس وكلهم بلا استثناء مستغربين من اللى بيحصل دا ….
ايوب كمان بعت جاب اخوه صاحب ال19سنه واخته صاحبة ال17 سنه اخوه قعده معاه فالمندره وقعده جمبه واخته دخلت جوه عند الحريم ….
اكتر واحد كانت واضحه عليه الصدمه هو ايهاب اخو ايوب وهو شايف منظر اخوه وشايف اللى بيحصل حواليه كانه فقصة الف ليله وليله …
اما سمره اللى اول ماسمعت الخبر وان ايوب خطبها ..ومش بس كده واهلها وافقو ..ومش بس كده وهيكتب عليها النهارده عقلها مستحملش كل اللى بيحصل دا واغمى عليها واتلمو عليها الستات فوقوها ولما فاقت كانت بتبكى وتضحك فنفس واحد من الفرحه ….
كل حاجه تمت زى ماقاسم خططلها واتكتب كتاب ايوب على سمره وسط الكل وايوب كل شويه يضحك بصوت ويكتم ضحكته بالعافيه من الفرحه ….
غريب اتفق مع الحج غالب ان ايوب هياخد مراته ويطلعو يشترو الشبكه اللى كانت فلوسها هدية غريب لايوب …وكمان قاسم متأخرش فانه يحدد مبلغ لفرح ايوب من فلوسه الخاصه …
ايوب اخد مراته ونزلو يشترو الشبكه وغريب راح معاهم عشان يدفع بالكريدت كارد بتاعه وقاسم وصى ايوب انه يفهم سمره متنقيش حاجه بمبلغ كبير اوى عشان لو كان حبيبك عسل …
وفعلا ايوب بعد كتب الكتاب قعد مع سمره لوحدهم وفهمها على كل حاجه والاتنين فرحتهم كانت واصله عنان السماء ..
وبالفعل لما راحو الساغه
سمره مختارتش غير دبله وخاتم ومحبس وسلسله ناعمه مع انها مكانتش عايزه اى حاجه فالدنيا غير ايوب وبس لكن عشان اهلها …
رجعو من شرا الدهب وقاسم كان مستنيهم فبيت الحج غالب واصر انه ميمشيش غير وايوب معاه وكانت حجته ان فيه عمليه مهمه هتتنفذ النهارده وميقدروش يستغنو عن ايوب فيها ….
وبالفعل رجعو بنفس الموكب اللى دخلو بيه بعد ماالكل اتعشى والحج غالب واولاده عملو احلى واجب مع العساكر ومع غريب وقاسم وايوب واخواته …
رجعو المبنى وكل واحد غير هدومه وغريب راح جرى على مكانه اللى حس انه وحشه جدا وشويه وحصله قاسم وايوب جاى عليهم من بعيد يجرى ويضحك …
غريب :تعرف ان ايوب دا كان احسن عسكرى عندى هنا قبل ماتجننه النهارده ؟
قاسم :قصدك اعيشه مش اجننه
ايوب وصل عندهم وقعد على الارض قصادهم وطلع الناى بتاعه ولاول مره يعزف الحان فرايحى غريب وقاسم اول ماسمعوها بصو لبعض وضحكو بقوه .
ايوب :متضحكوش عشان حتى الناى فرحان معايا النهارده وحلف ميطلع غير صوت فرحان …مش بقولكم صاحبي وبيحس بيا .
قاسم :ياسيدى ربنا يخليكم لبعض ..
ايوب ابتسامته اختفت وبص لقاسم واتكلم بجديه :بس قولى ياباشا انتا عملت حاجتين مش فاهمهم ….اول حاجه لما رفضت اختى تتجوز ابن الحج غالب الصغير وضيعت عليها فرصة عمرها …وتانى حاجه لما اصريت تجيبنى معاك وحرمتنى انى اقعد مع سمرتى شويه وضيعت عليا برضو فرصه عشت بستناها طول حياتى …
قاسم :منتا لو مش حمار كنت فهمت لوحدك ..
اولا انا رفضت ان اختك تتجوز اخو مراتك عشان دا كان هيبقى انتحار ليها ونهايه لجوازك فالقريب العاجل ….طبعا هما طلبو يجوزوها لابنهم عشان يوطدو العلاقات ويبقا فيه تبادل منفعه …يعنى لو طلبو منك خدمه وانتا مقدرتش او معرفتش او فوجهة نظرهم استكبرت عليهم وطنشتهم يقومو مصدرينلك اختك فالحكايه ويأمه اخوكى ينفذ يأمه حياتك هتبقى جحيم .. فهمت بقا ياحلو ؟
وحبذا لما يعرفو ان انتا اشتغلتهم ومفيش اى حاجه من اللى ناسبوك عشانها دى حقيقه ..ساعتها هيعلقو اختك من رجليها ويسلخوها وانتا متقدرش تقولهم تلت التلاته كام …
اما بقا انا جبتك على ايدى ليه فدا عشان خوفت عليك حد من معارفهم هناك يكون واصل ويفضل يقولك تعرف فلان وتعرف علان من الروس التقيله فالبلد وانتا تقعد مبلم ومتعرفش ترد …وكمان خفت تفلت منك كلمه كده ولا كده ….
بص انا همشى بس غريب هيكمل معاك ويحاول يجوزك فاقرب فرصه …بس عاوزك تبيع بيتك اللى جمبهم وتشترى بيت فمكان بعيد ومتعرفش حد فيهم طريقك .
ايوب :بس بيتى هيجيب ايه عشان اشترى بيت مكانه دا صغير ويادوب يجيب ملاليم .
غريب :اطمن من الحته دى انا هساعدك .
ايوب :لا ياباشا كفايه عليك الشبكه هو انا هنهبكم ولا ايه …دا ان كان حبيبك عسل زى مابيقولو ..
غريب :متخفش مش هيوكونو منى انا …انا هجيبلك مبلغ من واحد بيساعد الناس الغارمين واكيد لما يعرف ظروفك هيساعدك ….
قاسم :عرفته بتاع الغارمين دا ….فيه حاجه تانيه كمان …انتا لازم تتأجر بيت محترم فمكان محترم تتجوز فيه عشان اهل مراتك يصدقو انك بقيت غنى بجد واسبوع وتسيبه وتقول انك متقدرش تفضل فمكان واحد فتره طويله ….تتجوز وترتاح وتاخد مراتك واخواتك وتختفى بيهم وتغير مكان شغلك ومتخليش حد بعد كده يعرفلك ولا يعرفلهم طريق جره …عشان انتا عامل زى اللى سارق سريقه ولازم تهرب من العيون حتى كام سنه لغاية ماتستقر وتخلف ويبقى مستحيل حد فيهم يقدر يكلمك بعد كده …
ايوب طول ماهو بيسمع قاسم بيهز دماغه بتفهم وبعد ماقاسم خلص كلامه :
ايدك ابوسها ياباشا ..والله العظيم انتا دماغك الماظ …والله جميلك دا انتا وغريب باشا هيفضل دين فرقابتى لحد مااموت ..انا طول عمرى اسمع ان الدنيا لسه بخير …لكن دلوقتى بس بعد وقفتكم دى معايا اتأكدت فعلا ان الدنيا لسه بخير ..
غريب :قوم نام انتا دلوقتى ياايوب واحمد ربنا عشان هو مسبب الاسباب وشوف ايه الخير اللى بتعمله بينك وبين ربك خلاه يقف معاك كده وكتر من فعله ..بس اوعى تنسى اللى وعدتنى بيه فاهم .
ايوب :اطمن ياباشا عمرى مانسا حاجه زى دى ابدا …وبعدين انا اكتر واحد عارف ان الاهل عزوه وعشان كده استحاله انى فيوم من الايام هرضى ان ولادى يكونلهم خوال وعزوه واحرمهم منهم .
غريب ابتسمله وهزله دماغه برضى وايوب ردله الابتسامه وسابهم ومشى ومعداش وقت كتير وسمعو صوت الناى بتاعه جاى من بعيد بيعزف لحن فرايحى ..
قاسم وغريب الاتنين بصو لبعض وضحكو وغريب خبط على دماغه بغلب وهو بيقول ..كنت عارف ان الفرحه مش هتخليه ينام ..
قاسم: خليه سهران ياسيدى وفرحان … اقوم انام انا الا تعبت اوى النهارده …الكدب الكتير فرهدنى
بعد قاسم تحت انظار غريب اللى متابعه وهو ماشى واتنهد وهو عارف اد ايه قاسم قلبه طيب وبيحب الخير لكل الناس لكن احيانا بتيجى معاه بالعكس …والعكس دا مبيجيش غير فغريب وبس ..ابتسم على مصيبة حياته اللى مهما اتأذى بسببه مش بيقدر يستغنى عنه لانه عارف اد ايه هو اكتر واحد فالدنيا بيحبه وبيخاف عليه …عشان كده خبى عليه ان حياته اتدمرت من ورا حبايه هو ادهاله بحسن نيه عشان لو عمل كده كان قاسم لام نفسه وأنبها حد الموت …
تانى يوم قاسم بالفعل سافر القاهره ووصى غريب يخلص موضوع ايوب فاسرع وقت ….
غريب اتصل بابوه اللى مصدقش نفسه وهو شايف رقم غريب لاول مره من مده طويله بيرن عليه ورد عليه بلهفه ولما عرف طلبه بعتله الفلوس اللى قال عليها وزياده كمان …
وبالفعل غريب خلص لايوب كل حاجه على حسب خطة قاسم اللى كان متابع معاهم المستجدات اول باول وخلاص النهارده فرح ايوب على سمرته وغريب واقف فالفرح ومخلى قوه محاوطه الفرح وعمل لايوب هيبه نسايبه طول الفرح بيتباهو بيها …
حلوه فرحة القلوب بحاجه كانت مستحيل تحصل وحصلت …حلوه لذة الفوز بدعوه اتحققت بعد طول انتظار والحاح على ربنا بالدعا من غير كلل ولا ملل عشان تتحقق … هى دى الفرحه اللى كانت مغلفه قلب ايوب وسمره اللى اتجمعو بسبب جنان قاسم وكدبه ….
يتبع…..
لقراءة الحلقة السابعة : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية لاسينا للكاتبة نور زيزو

اترك رد

error: Content is protected !!